التقت الجزيرة الوثائقية مع المخرج نذير مقناش أثناء مشاركته في
إحدى الفعاليات السينمائية بالعاصمة النرويجية أوسلو وكان لها معه
هذا الحديث حول السينما وهمومها
·
كيف بدأت قصتك مع السينما؟
عشت في الجزائر منذ ولادتي وحتى بلغت الثامنة عشرة. بعد ذلك سافرت
إلى فرنسا وسكنت في باريس، ثم في فرنسا درست المسرح وفي الولايات
المتحدة الأمريكية بنيويورك درست السينما.
·
هل كان بسبب الهواية؟
الهواية جاءتني في وقت كنت فيه بنهاية المرحلة الثانوية. كان هناك
أستاذ الفلسفة في المدرسة بفرنسا وهو أخذ الطلبة كي يشاهدوا فيلما
اسمه ميديا- يحكي قصة وداع أوزورين وهي قصة المرأة التي تأتي من
الخارج من البربر واليونان ، وعندما شاهدت هذه القصة تأثرت بها
وبالفيلم وربطتها بقصة حدثت عندما كنت في الجزائر حيث كانت لي
قريبة تطلقت، مثل حكايات العالم العربي كله، بعد ذلك بدأت أهتم
بمتابعة ومشاهدة الأفلام في باريس.
·
ما هي أهم أفلامك؟
فيلمي الأول هو (مدام عصمان) الذي تحدثنا عنه قبل قليل وأخرجته سنة
2000 وبعد أربع سنوات جاء فيلمي الثاني بعنوان ( فيفا لا الجيري)
أي ( تحيا الجزائر) والذي تم إخراجه في الجزائر سنة 2004 . والثالث
هو فيلم (دي ليس بالما) في سنة 2007 وهذا الفيلم منع من العرض في
الجزائر.
·
لماذا منع هذا الفيلم من العرض في الجزائر؟
ليس عندي جواب على هذ السؤال..لأنه لم يأت أي شخص ويبلغني أن هذا
لا يجوز أو هذا يجوز وأنا لغاية اليوم أنتظر أن يأتي من يقول لي
شيئا حول الموضوع. وبرأيي أن المشكلة حصلت لأن الفيلم يتكلم عن
الفساد والرشوة . والرشوة موجودة في كل العالم وحتى في الغرب لكن
عندنا نحن أصبحت كما يقول الناس رياضة وطنية.
·
الفيلم الرابع لك هو وداعا المغرب ماذا أردت أن تقول من خلاله؟
هو فيلم تدور أحداثه في المغرب في مدينة طنجة مثلت فيه لبنة الزبال
وفوزي بن سعدي وفيه ممثلون أجانب أيضا واحد صربي وفيه الممثلون
الأفارقة كذلك من السنغال,. فالآن لدينا هجرة كبيرة من الجنوب إلى
الجنوب مثل أفارقة من مالي والسنغال يأتون الى المغرب وغيره.
والفيلم يعالج اكتشاف الآثار وحب امتلاك الثروة والهجرة والعلاقة
الإفريقية الإفريقية والعلاقة بين المغرب العربي وأيضا العلاقة بين
تاريخنا المتعلق بالعبودية لأننا كنا نحن من أوائل المُستَعبِدين.
·
هل لأفلامك علاقة بموضوعات المحرمات والممنوعات عموما؟
لا لكن الفن بشكل عام وكل فن هو الذي يتكلم عن الممنوع
..
·
حدثنا عن فيلمك مدام عصمان..
لعلاقات في الفيلم بين مدام عصمان و خادمتها هي العلاقات التي في
بلادنا او علاقات السيد والعبد ومريم الخادمة هي التي تمثل دور
العبد لأنها تعيش وتسكن وتنام وتأكل وتشرب عند مدام عصمان، ما في
زواج ما في تعليم ومدرسة وهذا كله نعرفه في العالم العربي، يأخذون
فتيات بسن 12 و 13 سنة كخادمات.
·
ماذا أردت أن تعالج في هذا الفيلم؟
فكرتي من الفيلم هي المقاربة بين ما هو ممكن أو غير ممكن.... يعني
لما جاءت السيدة الفرنسية إلى الجزائر ورأت هذا الحدث كانت مذهولة،
بينما في الجزائر هذا الشيء عندنا عادي. نحن الآن في زمن الكلام
عن حقوق الإنسان ونتكلم عن الحقوق وعن الحريات. وفي الفيلم تتحدث
بطلته الجزائرية عن الثورة والحرب ضد الاستعمار الفرنسي وكيف أنها
وزوجها معا قاتلا، فهو ذهب فيما بعد إلى فرنسا وتزوج من فرنسية.
·
كيف ترى واقع السينما الجزائرية حاليا؟
لا يمكن أن تقول إن هناك سينما جزائرية مع الأسف. بعد الاستقلال في
الجزائر كانت هناك سينما ولكن بعد الثمانينات لا توجد سينما
جزائرية. هناك مخرجون جزائريون يحاولون بكل جهدهم أن يخرجوا أفلاما
وهم يفعلون ذلك في فرنسا وبلجيكا
.
·
فماذا عن السينما في المغرب؟
في المغرب الدولة تهتم بالسينما وهناك مهرجانات سينما في مراكش
وطنجة وغيرها من المدن. وقبل كل شيء فيه اهتمام من الدولة يعني
أفلام فوزي بن سعيدي وهو مخرج مغربي مع بعض الدعم الفرنسي لكن
الإخراج مغربي. وهو مخرج وممثل وأفلامه ليست أفلاما تعجب الدولة بل
أفلام تتكلم عن المشاكل الشبابية والعلاقة بين الشباب والهجرة.
·
هل شاركت أفلامك في مهرجانات عالمية وعربية؟
نعم شاركت في مهرجان الدوحة في مهرجانات غير كبيرة في فرنسا. هذه
أول مرة أنا أشارك شخصيا مع أفلامي في مهرجان بإسكندنافيا.
·
ما هي مشاريعك الجديدة.. هل لديك مشاريع جديدة قريبة؟
نعم يوجد مشروع عن قصة تحدث في باريس عن علاقة بين عائلة جزائرية
في فرنسا. السيناريو موجود والآن نبحث عن التمويل.
·
من مول أفلامك السابقة؟
كثيرون الذين مولوا ومنهم فرنسا، بلجيكا، إسبانيا والجزائر أيضا
مولت فيلم تحيا الجزائر. وفيل "ديلاس بالمه" مولت الجزائر جزءا منه..
·
غريب كيف مولته الجزائر وبنفس الوقت منعته؟
هذه قصة جزائرية غريبة .. وكما قلت سلفا ليست لدى إجابة عن السؤال. |