هي فنانة موهوبة.
منذ كانت طفلة وشاهدها العندليب عبد الحليم حافظ وأحب شخصيتها
بحضور شقيقها الراحل عمر خورشيد الذي كادت تفقد حياتها من بعده
لشدة تعلقها به، ومع ذلك فان والدتها عوّضتها بالعاطفة والاهتمام
عن كل ما عانته في تلك الفترة، والمعروف أنها كانت تبدّل لها أثاث
غرفتها كل ثلاثة أشهر مرة.
شريهان..
هذا الوجه الجميل الذي زيّن الشاشة الكبيرة في عدد من أروع الأفلام
(الطوق والإسوارة، قفص الحريم، خللي بالك من عقلك، ريا وسكينة،
العذراء والشعر الأبيض، الخبز المر، كش ملك، كريستال، العقرب،
المرأة والقانون وغيرها) والمسلسلات (دمي.. دموعي وابتسامتي، رحمة،
المعجزة، حسن ونعيمة) والمسرحيات (سك على بناتك، شارع محمد علي،
علشان خاطر عيونك) وصولاً إلى الفوازير التي أجمع عليها المشاهدون
بأنها أفضل من لعبتها بعد عصر الفنانة نيللي.
وجه شريهان كان مضيئاً في صورة جديدة نشرت لها، وهي حتى أجمل من كل
تلك الصور التي عرفناها لها أيام العز، وقت كانت أجمل الممثلات على
الشاشة وأكثرهن شباباً وانطلاقاً، لكن عيون الحسد طالتها، وأصابتها
وأسقطتها، لكنها باتت معتادة على كل هذا، على كثرة المجاملين من
حولها، وقلّة من يريدون مصلحتها. بكل بساطة من آلام الظهر
والعمليات الجراحية له، إلى مشاكل أخرى جعلت الوجه يبدو على غير ما
عرفناه، ومع ذلك سافرت، عولجت، صبرت، وفاجأتنا إبان إندلاع الثورة
في مصر أنها في طليعة من نزلوا إلى ميدان التحرير، شاركت، شدَّت من
عضد الموجودين هناك، وقامت بدورها الوطني والنجومي على أفضل وجه.
ممثلة لم تنجب الساحة الفنية شبيهة لها، لا في جمالها، ولا في
قدراتها التمثيلية وهي الوحيدة التي وقفت أمام أكبر الممثلين (عادل
إمام) وأمام الكومبارس وكانت في كل الحالات واحدة، مُجيدة، قادرة،
متواضعة، قادرة على لعب الكاراكتير، كما على الدور العادي، وهل من
ينسى دورها بإدارة خيري بشارة في: الطوق والاسوارة، أو في: خللي
بالك من عقلك، لقد بدت هنا مجنونة، وهناك كانت دفنت حية وكادت أن
تدفن فعلياً كذلك.
لم ترحمها الإشاعات
الملك فريد شوقي كان يكنّ لها عاطفة رائعة، وكانت تناديه بابا
الملك، وعندما عملت معه قال عنها: «دي ساحرة، شخصية كأنها نازلة
علينا من كوكب تاني».
كان صعودها سريعاً، برّاقاً، مضيئاً. وفي كل يوم كانت ماكينة
الاشاعات تصوغ عنها حكايات غير صحيحة، سواء عن فساتين الفوازير، أو
مواقفها من بعض زملائها، أو علاقة عاطفية مع فلان، أو خلاف مع
والدتها أو شقيقتها، أو أي مناخ يزعجها ويجعلها تفكر في مكان آخر،
وأمر آخر.
لكن لماذا كل هذا؟!..
لعرقلة مسارها، لكنها عوّضت عما سدوا الطريق عليها في الفن، بقمرين
في الحياة (لولوة، وتالية القرآن)، أرادت مؤخراً أن تعود إلى الفن،
إلى التمثيل، قالت نعم، لكن الكثير من الظروف خصوصاً الإنتاجية غير
ملائمة لأي مشروع من أي نوع، لذا كانت مترددة، وإذا بالعمل نفسه،
لم يرَ النور كتنفيذ.
هي مصرية حتى النخاع
عرفناها لسنوات، وقت كانت تعمل ليل نهار، الكل يحبها، منطلقة، لكن
ماذا نفعل بالقدر الذي وقف في مواجهتها، وهز أركانها في شقيقها
وأمها ثم في وضعها الصحي، لكنها كانت جبّارة، في وقفتها الأبيّة،
وفي مسايرة ظروف علاجها سواء في باريس أو غيرها، كانت تريد العيش
كرمى لأبنتيها ولكل من سيحزنون لو أصابها مصاب.
هي تحية لـ شريهان الجميلة، الأجمل، التي عندما رأينا صورتها
الجميلة الجديدة لم نصدق أنها التقطت مؤخراً. شريهان ما زالت رائعة..
عروض
إسترجاع ذكرى «بول ووكر» من خلال آخر أفلامه (Brick
Mansions)
المتفوّق «جوني ديب» خاص.. والتوحّد أخذ مراهقاً من سعادة
مستقبلية...
زحام أفلام على شاشاتنا، ويبقى «حلاوة روح» متصدراً في حجم
الإيرادات وفق بيان صادر عن شركة إيغل موزعة الفيلم، فيما لا تزال
قصته تؤجج حرب نجوم (أو نجمات) بين بيروت والقاهرة.
بيروت حالياً تعيش سينمائياً في مدار بول ووكر، الذي شاهدنا آخر
أفلامه التي صوّرها قبل مصرعه مؤخراً في حادث سيارة بعنوان
(Brick Mansions)
أول أفلام مدير التصوير كاميل دولامار عن سيناريو لـ لوك بيسون،
وبيبي ناسيري إستناداً إلى
(Banlieue 13)..
وجاء العمل في 90 دقيقة صوّر بالكامل في مونتريال (كيبك) كندا.
الشريط مؤثر، فالوجه الوسيم لـ بول الراحل عن 40 عاماً فقط، كان
يقول الكثير على الشاشة والواضح أن بيسون أدخل الـ
«Slow motion»
على المشاهد المقرّبة له للايحاء بأنه متوفي وأن هناك وداعاً من
الحضور له. هنا يلعب شخصية داميان الضابط المتخفي في صلب عمل
العصابات الكبيرة لتهريب المخدرات والقتل، وتخدمه جرأته في الوصول
إلى غايته بكل سهولة، وعندما يتم اكتشاف وجوده، يعرف التعامل
بالقبضات والركلات والأسلحة المختلفة، وبهدوء كامل على عادة
الأبطال الهوليووديين.
شقيقا بول كانا في الشريط لمجرد الذكرى.. وقد أشرك الكاتب والمنتج
(عبر شركته أوروبا) بيسون، ممثل الأكشن الفرنسي ديفيد بيل (لينو)
في الشريط كرفيق لـ داميان. يعرف كل منهما كيف يصل في الوقت
المناسب لإنقاد الآخر، ومعهما الممثلة الكولومبية كتالينا دينيس،
في شخصية رفيقتهما لولا، والكندية الملونة عائشة عيسى في دور
رايزاه.
كل هذا مضافاً إليه مناخ المواجهات المريح، والذي بات اميركياً
وليس أوروبياً على كل حال بما يعني التنفيذ المتقن، لأن الـ «سيستام»
الأميركي ما زال الأكثر تكاملاً بين الأشرطة المختلفة عالمياً.
السينما تذكّرت أحد نجومها الشباب والذي يذكّرنا بأكثر من زميل له
قتلوا في حوادث سيارات.
{ (Transcendence)
ساعتان من الوقت مع فكرة جيدة ابتكرها وكتبها السيناريست جاك باغلن،
وجاء المخرج والي بفيستر واشتغل عليها، عن إمكانية تحقيق التفوّق
الآدمي في مجال الذكاء الخاص.
نعم ذكاء إصطناعي يقوم ويل كاستر (جوني ديب) بالاشتغال عليه وجعله
قابلاً للتطبيق في أي وقت. ذكاء قادر على حفظ كل شيء، وتفريغ أي
شيء في أي وقت، وبالتالي إيجاد رابط بالتخاطب الذهني ثم بالصورة
المباشرة أمامنا حتى لو كان متقن عملية التفوّق في الدار الأخرى
متوفياً.
يموت الإنسان، ولا يتأثر الذكاء بشيء. هنا قوة هذا الابتكار الذي
يدخل الجميع في عباءة متميّزة تقول إن احتمالات وطاقات الذكاء
البشري لا حدود لها. من هنا الاشتغال النموذجي عند فريق كاستر
للحصول على الافضل للانسان.. لكن بعض الجهات التي تعتبر هذا الفعل
غير ديني أو اخلاقي، وتعدّياً على خلق الرب، تكلّف من يقصد هذا
العالم لاغتياله وينجح في ذلك.
كاستر في العالم الآخر، لكنه بكل هدوء يعود فجأة من موته، يتكلم،
ثم يناقش، ثم يظهر، ويدهش حبيبته التي لطالما اعتبرته عبقرياً
وقدرته من مغبة انتقام البعض منه بطريقة أو بأخرى، إنها ريبيكا هيل
في شخصية إيفلين كاستر، وإذا بها تخاطبه، يتحدثان ويعرف منها كيف
هي الحال بعد رحيله، والمشكلة تكون في رغبة المرجعية الحكومية أن
يُقتل للتخلص من أوضاعه، فتتمثل هنا باثنتين هما الكولونيل ستيفنس
(كول هوسر) وجوزيف تاغر (مورغان فريمان).
مواجهات عديدة، ومطاردات، وأجواء من المؤثرات المشهدية تابعناها
تؤكد على حتمية فوز الفكرة التي أكدت على إمكانية تطويرها وجعلها
فعلاً عادياً في حياة البشر لكي يبدعوا ويبرعوا ويتواصلوا.
تكلف تصوير الفيلم في لوس أنجلوس 100 مليون دولار إسترد منها في
أميركا من خلال العرض الأول ليوم واحد بحوالى 11 مليون دولار،
وتلعب كايت وينسليت شخصية قصيرة العمر والوقت كضيفة شرف شريرة.
{ (The spectacular now)
على مدى ساعة و35 دقيقة نعيش تجربة مع نموذجين من الشباب، من
الجنسين، هو حائر، غير واضح أو صادق ويدعى سوتر (مايلز تيلر)، وهي
شفافة صادقة تحب الحياة والعائلة، وتكوين أولاد، لكن كل هذا يصطدم
بمزاجية الشاب الذي لم يقدّر كل ما بذلته من تضحيات وهي معه، إلى
حد أنه طردها من سيارته في مكان بعيد، مظلم، من دون الأخذ بعين
الإعتبار، إمكانية أن يؤذيها أحد.
لاحقاً يعتذر منها..
لكنه لا يلبث ان يقرر الابتعاد عنها، وهي الشابة الجميلة إيميه
(شايلان وودلاي) لكنه لم يعر بالاً لكل هذا... بدا غريباً، آتيا من
كوكب آخر..
أهمية الفيلم في كونه عادياً، عفوياً، وتحدث أموره الصدامية فجأة
من دون أي مقدمات.
الشريط للمخرج جيمس بونسولدت عن نص لـ سكوت نوستادتر، ومايكل. هـ.
ويبر، عن رواية لـ تيم ثارب، وقد واكبت العمل موسيقى جميلة لـ روب
سيمونسن.
مخرج
تحت الأضواء
نظم مركز الإلتزام المدني وخدمة المجتمع قي الجامعة الأميركية في
بيروت والنادي الثقافي الفلسطيني بالتعاون مع نادي لكل الناس
وجمعية ممكن، مهرجان: مارون بغدادي تحت الأضواء، في قاعة سهيل
بطحيش (مبنى الوست هول) بين 23 و25 نيسان/ ابريل الجاري. معرض صور
عن بغدادي وشريط وثائقي عنه، وعن فيلمه: بيروت يا بيروت.
وعرض «حروب صغيرة» الذي صوّره مارون عام 1982، والذي زاد في صورة
رؤيته لأبعاد الحرب اللبنانية، واستعان بالمصور الصحفي نبيل
إسماعيل، ومع ثريا خوري (زوجة مارون)، روجيه حوا، وعصام الحاج، مع
سمير نصري، وآلان بليسون. عن عمليات الاختطاف التي عرفها الفنان،
وعن وقائع كثيرة من الممارسات والتدمير التي ما زالت في ذاكرة
المواطنين عن التجاورات التي كانت تحصل.
وليل الجمعة قُدّم فيلم:
(Hors la vie) (خارج
الحياة)، الذي استوحاه بغدادي من سيرة الصحفي الفرنسي روجيه هوك
الذي سبق وخطف في بيروت ثم اصدر كتاباً عن الظروف التي عاشها على
مدى أشهر.. وكان لافتاً انعدام الكراهية أو الحقد عند هوك تجاه
خاطفيه بل هو حاول فهم لماذا يقومون بهذا العمل.
ريع المهرجان لدعم المركز وجمعية ممكن لصالح المدارس العامة. |