محمد رجب:
أنـا بـرئ من ســينما الراقصـة والبلطجـى
حوار: مى الوزير
بخطوات ثابتة على مدار الأعوام الماضية استطاع محمد رجب أن يحفر
اسمه وسط نجوم الصف الأول وأصبح فى مكانة يستحقها عن جدارة، محمد
رجب يستمر فى التنوع والبحث عن اختيارات مختلفة، وهذه المرة خرج من
عباءة الشاب الوسيم خفيف الظل وقدم شخصية البائع البسيط من منطقة
شعبية قدمها بتميز شديد وأضاف لمسات مهمة على الشخصية لفتت
الانتباه منها تغييره الملحوظ لطبقة صوته حيث جاءت بشكل بسيط غير
منفر أضاف كثيرا لشخصية «سالم أبوأخته».
∎
كلمنا عن قصة عودتك بـ «سالم أبوأخته» بعد فترة من الابتعاد عن
السينما؟
- عرض علىَّ محمد سمير الفكرة منذ فترة وبدأنا نعمل عليها، وبسبب
الظروف التى يمر بها البلد توقفنا أكثر من مرة وعدنا مرة أخرى
للعمل على الموضوع.
∎
بشخصية سالم هل تعمدت الابتعاد عن أدوار الجان التى يعتمد فيها
الفنان على وسامته ومظهره الخارجى؟
- سالم بالنسبة لى شخصية محببة جدا وكانت مغامرة، فهى المرة الأولى
التى أقترب فيها من هذه المنطقة الشعبية، وكنت متشوقا جدا للخوض
فيها لأنها جديدة علىَّ، وفى نفس الوقت أنا ميال لهذه المنطقة
لمشاهدتى لها عن قرب واحتكاكى بمن عاشوا فيها.. بدأت بدراسة
الشخصية ومشاهدة هذه الأماكن والأسواق عن قرب، وأعتقد أن هذا
ساعدنى للوصول بالشخصية بنسبة كبيرة جدا من المصداقية ولم يشعر
الجمهور أنها مفتعلة. أظهرت معاناة البائع المتجول والتى يمر فيها
بمراحل بعيدة جدا عن تصوراتنا كمواطنين عاديين لا نعلم شيئا عن هذه
المعاناة.
وأعتقد أن هذه المشكلة بحاجة إلى التفات من الحكومة إليها لأنها
قنبلة موقوتة، ومن احتكاكى بهم فهمت أن كل ما يريدونه أن يتم تحديد
منطقة محددة للوقوف بها والبيع بشكل طبيعى.
∎
دور البلطجى يعتبر فخا وسلاحا ذا حدين، إما أن يكون مميزا أو يكون
شديد النمطية ومكررا، كيف رسمت الشخصية وأعددتها لتخرج من هذا
الفخ؟
- سالم بعيد تماما عن شخصية البلطجى بمفهومها فى السينما المصرية
مؤخرا، أنا قدمت شخصية مواطن مصرى بسيط مهضوم حقه يعانى فى مجتمعه،
ويعتبر نموذجا لشريحة كبيرة تعانى فى المجتمع وهم الباعة الجائلون
وهى قضية مهمة جدا. لديه خطوط حمراء، ولكن لديه أهدافا يعمل ويشقى
من أجلها وينجح بغض النظر عن مستواه الاجتماعى.
عملت على تغيير طبقة صوتى لإعطاء الشخصية شكلا مميزا فنموذج سالم
شخص لديه طاقة طوال الوقت وشخص (هايبر) ومعظم الباعة الجائلين
يعتمدون على هذا ويقومون بـShow طول
الوقت لجذب المارة ولديهم طاقة غير عادية وخفة دم غير طبيعية.
واعتمدت على هذا فى البروفات وكان هذا مجهدا جدا طوال فترة التصوير
وأصبت نتيجة هذا بنزيف ووصلت لهذه البحة فى الصوت وأعتقد أن بدون
هذا التغيير فى طبقة الصوت الشخصية كان سينقصها الكثير. هذا غير
المعاناة أثناء التصوير خاصة الخارجى فى المناطق الشعبية.
∎
الثنائى الفنى محمد حمدى والمخرج محمد رجب.. ماذا عنكما؟
- محمد حمدى أخى، وأحترمه جدا على المستوى الإنسانى وعلى المستوى
الفنى وأعتقد أن التفاهم الشخصى مع المخرج مهم جدا ويؤثر على مستوى
العمل، فأن يصل الفنان مع مخرجه إلى درجة من التفاهم يسهل جدا على
الممثل مهمته ويساهم فى نجاح العمل.
∎
تعاونك مع السبكى رغم المشاكل التى أثارتها أعماله مؤخرا. ألم تشعر
بالقلق خاصة فيما يتعلق بدعوات مقاطعة أعماله؟
- هذا ليس أول عمل لى مع السبكى، فأنا قدمت معه «محترم إلا ربع»
والآن «سالم أبوأخته». وهناك مشروع قادم بيننا. وأنا أشكره كثيرا
لوقفته معى ووقوفه بجانب السينما المصرية بشكل عام، رغم الهجوم
عليه، فأحمد السبكى ظاهرة فنية يجب دراستها قبل الهجوم عليها فهو
تاريخ طويل من الأعمال. قدم حوالى 8 أفلام للفنان أحمد زكى مثلنا
الأعلى. وعمل مع أهم المخرجين فى السينما. أسلوبه ومعاييره التى
يتبعها يسير عليها الكثيرون وفى السينما العالمية أيضا. فالشركة
يجب أن يكون لديها فيلم فنى وآخر تجارى. فيلم ذو ميزانية مرتفعة
وفيلم آخر ميزانيته متوسطة، إذا فهى ليست بدعة من السبكى، فالشركة
يجب أن يكون لديها وعى تجارى لتحقيق إيرادات من أفلام لتصرف بها
على أفلام أخرى وهى مسألة موازنة فى الأول والآخر، ولعل بسبب أن
أكثر من فيلم من أفلامه مؤخرا كان به نموذج البلطجى، وكما تم
اتهامى بأن «سالم أبوأخته» بلطجى لمجرد وجود مطرب فى الفيلم.
∎
وما تقييمك لأزمة الأزهر مع الفيلم هل كانت مفتعلة؟
- أعتقد أن الأزمة كانت مفتعلة وكان هناك تسرع فى إصدار الادعاءات
فالأزهر (فوق دماغنا) كلنا ونحن نعلم جيدا قيمة وقامة الأزهر،
والأزمة كانت بها تسرع من وكيل الأزهر فى الحكم على الفيلم وكان
يجب عليهم التروى ومشاهدة الفيلم قبل كل هذه المشاكل، وجريدة
الأزهر مثل أى جريدة تباع ومن حق أى مواطن أن يتصفحها كغيرها من
الجرائد.
∎
ابنك يوسف، هل تغيرت حسابات محمد رجب بسببه؟
- يوسف غير لى الكثير فى حياتى الشخصية وأصبحت أخاف على نفسى أكثر
بكثير مما قبل، أما بالنسبة لحساباتى فى الفن فأنا لدىّ معاييرى
وحساباتى منذ بدايتى وأحاول أن أقدم ما لا أخجل منه أمام الجمهور
وعندما جاء يوسف أصبحت أفكر ماذا سيقول لى ابنى عندما يشاهدنى وهذا
يعتبر نوعا من أنواع المسئولية.
∎
هل من المهم أن تظل أسرة الفنان وحياته الشخصية بعيدة عن الأضواء؟
- أنا شخصيا أفضل ذلك وهذا مبدأى وحتى لقاءاتى الصحفية والإعلامية
قليلة جدا وتكون بعد نزول الفيلم بفترة لكى يكون الجميع شاهدا
وحكما عليه بشكل موضوعى ويكون الحوار عن الفيلم وتقييمه بوعى كافٍ. |