ريع أفلام هوليوود في السوق الأميركي بحالة تراجع
بعضها مكرر وإنتاجها باهظ.. لكن الصغيرة منها حققت رواجا استثنائيا
لوس أنجليس: محمد رُضا
عندما يسقط على الأرض شيء ما فإن الدوي الناتج بثقل ذلك الشيء.
لذلك فإن سقوط فيلم بحجم «توب فايف» (الذي تكلّف صنعه أقل من 20
مليون دولار) يختلف عن سقوط فيلم بحجم «نوح» الذي تكلف 125 مليون
دولار وجمع من الولايات المتحدة 101 مليون دولار فقط.
صحيح أن الفيلم الديني الذي أصر المخرج دارن أرونوفسكي على منحه
وجهة نظر خاصّة لحكاية النبي نوح، جمع 250 مليون دولار خارج
الولايات المتحدة، لكنه في حسابات السينما كان عليه أن ينجز أكثر
من 350 مليون دولار قبل أن يستطيع دخول خانة الأرباح. الباقي يذهب
في سبل وقنوات مختلفة تتوزّعها الحصص وطبع النسخ وعمليات التوزيع
وما يصاحبها من حملات ترويجية. ما يعني إنه إذا ما ربح «نوح» عائدا
صافيا فإنه لا يتجاوز 10 ملايين دولار.
الوضع غير الوردي
باراماونت، التي أنتجت الفيلم، طوته بين دفّتي أعمالها التي قامت
بإنتاجها وعرضها في العام الماضي. فهو ورد في المركز السابع
والعشرين في سلّم الإيرادات الأميركية في سنة 2014، وفي المركز
الـ19 عالميا. ولديها 3 أفلام أخرى سبقته في مجال الإيرادات واحتلت
مراكز أكثر تقدّما على القائمتين المذكورتين: «سلاحف النينجا
المشوهّة الشابة» (المركز 14 عالميا و14 محليا أيضا) و«بين النجوم»
(المركز 10 عالميا و15 عالميا) ثم «ترنسفورمرز: عصر الإبادة» (في
المركز الخامس محليا وفي الأول عالميا).
«ترانسفورمرز:
عصر الإبادة»
Transformers:
Age of Extinction
الذي قام بتحقيقه مايكل باي وببطولته مارك وولبرغ جمع عالميا مليار
و78 مليون دولار من بينها 257 مليون دولار داخل الولايات المتحدة
وكندا فقط. بينما آل المركز الأول في شمالي أميركا إلى فيلم ديزني
«حراس المجرة»
Guardians of the Galaxy
الذي جمع 333 مليون دولار بينما حل في المركز الثاني عالميا منجزا
772 مليون دولار.
لكن هذا ليس بالضرورة أخبارا سعيدة بالنسبة لهوليوود، ففي العام
الأسبق، 2013. أنجز الفيلم الذي احتل المركز الأول عالميا، وهو
الفيلم الكرتوني
Frozen
مليار و274 مليون دولار بينما تمتّع الفيلم الذي جاء ثانيا، وهو
Iron Man 3
بمليار و215 مليون دولار، أي بفارق يقترب من 200 مليون دولار عما
حققه «ترانسفورمز: عصر الإبادة».
هناك انحدار ملحوظ في إيرادات الأفلام الأميركية خصوصا داخل
الولايات المتحدة ذاتها. فالحصيلة الكلية لما تم توزيعه من أفلام
داخل الولايات المتحدة (688 فيلما بما فيها أفلام أجنبية) بلغت 9
مليارات و716 مليون و19 ألف دولار (أي بمعدل 14 مليون دولار للفيلم
الواحد). هذه الأرقام مصدرها جهة واحدة، لكن جهة معنية أخرى ترفع
رقم الإيرادات الكلي إلى 10 مليارات و300 مليون دولار. هذا الفارق
الضئيل بين الرقمين يؤكد ولا ينفي أن الوضع ليس ورديا لسوق اعتاد
أن يستوعب 12 و14 مليار دولار في بعض السنوات السابقة. في واقع
الحال، هو أقل بنسبة 5.2
في المائة عما سجّله عام 2013 من إيرادات التي بلغت 10 مليارات
و951 مليون دولار.
العامل الصيني
مسؤولو التوزيع والإنتاج في كبرى الشركات الأميركية (ديزني،
باراماونت، صوني، وورنر، الخ…) يشيرون إلى أن صالات السينما واصلت
رفع أسعار التذاكر (نحو 9 دولارات كمعدل عام للتذكرة الواحدة) ما
يعني أنه لو بقيت على حالها فإن الأرقام المسجلة في 2014 كانت ستقل
عن تلك المسجّلة فيما لو كان حجم الإقبال (مليار و260 مليون تذكرة)
بقي على ما هو. لكن هذه الشركات تؤكد أن العكس كان سيحصل إذ كان
الجمهور سيزيد من إقباله عوض أن يزيد من تراجعه.
لكن صالات السينما تنكر ذلك وتقول إن التراجع في الإيرادات مردّه
أن شركات الإنتاج لم تنتج ما يكفي من أفلام ولا ما يكفي من تنويع.
حسب باتريك كوركوران في تصريح لمجلة «ذا هوليوود ريبورتر»: «الشيء
الوحيد الذي تطلبه صالات السينما هو أفلام أكثر. أفلام أكبر. أفلام
درامية أفضل. كوميديات ذات مستوى».
والأرقام الأخرى المتوفّرة تتجه لتأكيد شيء آخر: سواء أكان اللوم
يقع على رفع صالات السينما المتواصل لأسعار تذاكرها أو بسبب إحجام
المؤسسات الكبيرة عن المخاطرة بأعمال أكثر تنوّعا فإن موسم الصيف
(الذي هو عمود التوزيع الفقري) حصد 15 في المائة أقل مما حصده صيف
عام 2013 وإذا ما نظرنا إليه مجددا فإن عدد الأفلام الكبيرة التي
عرضت فيه 8 أفلام أي أقل بـ4 أفلام عما عرضه صيف 2013 من إنتاجات.
هذه الأفلام تحديدا هي «هيركوليس» و«حافة الغد» و«غودزيلا»
و«سبايدر مان المذهل - 2» و«فجر كوكب القردة» و«رجال إكس: أيام
المستقبل الماضي»: «ترانسفورمرز: عصر الإبادة» و«حرّاس المجرة».
وبعض هذه الأفلام خسر على الصعيد المحلي عوض أن يسجل أرباحا ومنها
«حافة الغد» الذي بلغت تكلفته نحو 175 مليون دولار، لكنه لم يخترق
سقف المائة مليون دولار كإيرادات محلية (ونحو 200 مليون دولار
عالمية).
ما خسرته السوق المحلية عوضته بعض الشيء السوق الآسيوية خصوصا
الصينية. خبراء الاقتصاد الأميركيون يرون أن الولايات المتحدة
باتت، ومنذ سنوات، تعتمد وعلى نحو ينقصه الحكمة، على الصين التي
تزيد من ضخ المزيد من أموالها في صلب الحياة الاقتصادية الأميركية
ومنها صناعة السينما. وهذا واضح بالنظر إلى حصيلة هوليوود من السوق
الصيني. في عام 2014 شهدت صالات السينما الصينية ارتفاع مداخيلها
بنسبة 36 في المائة عن السنة الأسبق. مجمل الإيرادات الصينية بلغ 4
مليارات و760 مليون دولار علما بأن سعر التذكرة لا يزيد عن نصف
معدل سعر التذكرة في الولايات المتحدة. الفيلم الأول في حصيلة سنة
2014 صينيا هو الفيلم الأميركي «ترانسفورمرز: عصر الإبادة» الذي
جمع أكثر مما جمعه داخل الولايات المتحدة إذ بلغت إيراداته الصينية
301 مليون دولار وتربّع في المركز الأول بين كل ما عرض فيها من
أفلام. لنا أن نتصوّر كيف كان الحال لو أن سعر التذكرة في الصين
تجاوز الـ4 دولارات أو الـ5 دولارات.
*
صغيرة - كبيرة
*
في وسط كل ذلك، فإن العزوف عن أفلام ذات العضلات الكبيرة من نوع
«حافة الغد» و«رجال إكس» و«ترانسفورمرز» (وكلها حققت أقل مما كان
متوقّعا منها) وإزاء الإقبال على الأفلام المستقلة أو الصغيرة (ولو
نسبيا) وهي حسب ترتيب مجموع إيراداتها الأميركية على النحو التالي:
1 - The Grand Budapest Hotel
الذي حصد 59 مليون دولار (وبلغت ميزانيته 11 مليون دولار)
2 - Chef
وجمع 41 مليون و400 ألف دولار مقابل ميزانية قدرها 11 مليون دولار
3 - Birdman
وأنجز 24 مليون و300 ألف دولار بينما تكلّف 18 مليون دولار
4 - Boyhood
وحقق 24 مليون و200 ألف دولار الذي بلغت كلفته أقل من أي فيلم آخر:
2 مليون و400 ألف دولار.
5 - The Theory of Everything
وهو خرج بـ22 مليون و700 ألف دولار وهو كلف شركته (فوكاس) 16 مليون
دولار.
هذه الأفلام الـ5 تحديدا لديها ميزتان إضافيّتان. الأولى أن عروضها
العالمية تجاوزت كل رقم مسجل هنا في خانة الإيرادات والثانية أنها
ما زالت معروضة بنجاح في الصالات حول العالم ما يعني أن نتائجها
(نظير تكاليفها) هي النجاح المؤكد للعام السينمائي المنصرم.
*
الأفلام المحلية الأكثر رواجا في بلدانها
*
مصر: «الجزيرة 2» (أكشن: 5 ملايين دولار)
الهند: «بي كي» (كوميديا: 8 ملايين دولار)
بريطانيا: «بادينغتون» (كوميديا: 23 مليون دولار)
فرنسا: «ماذا فعلنا للسماء» (كوميديا: 105 ملايين دولار)
الصين: «صداقة فارطة» (أكشن: 187 مليون و970 ألف دولار).
شاشة الناقد
* Exodus:
Gods
&
Kings
*
لم يسع المخرج ريدلي سكوت لتقديم فيلم ديني رغم أن هذا الفيلم
الجديد له يدور حول الصراع بين الفراعنة واليهود في غابر الزمان من
خلال ما ورد في الكتب السماوية. ما سعى إليه فعلا هو تقديم عمل
تاريخي - ملحمي يسرد فيه حكاية ثورة على وضع كما كان فعل في فيلمه
الأسبق «غلادياتور». لكن في حين أن «غلادياتور» منح الثائرين على
جور الرومان حقّا كاملا ينظر الفيلم ومخرجه نظرة ريبة حيال ما
يرويه من أحداث.
النبي موسى (كرستيان بايل) يتمتع بمكانة قريبة من الملك سايتي (جون
تورتورو) لكن بعد موت سايتي وقيام ابنه رمسيس (جووَل إدجرتون)
بالجلوس فوق العرش، ينكشف أن موسى ما هو إلا يهودي. والخلاف يدب لا
بين موسى ورمسيس فقط، بل بين كل اليهود وكل المصريين القدامى أيضا.
الساحة تتحوّل إلى قتال ضار بين فريقين، كلاهما، من وجهة نظر
الفيلم، على خطأ. همّ المخرج هو تحقيق فيلم ضخم وفي خلال ذلك لا
يكترث إذا ما داس على التفاصيل.
بتوقيت القاهرة
*
الطريقة الوحيدة لإحصاء عدد المرّات التي يقول فيها ممثلو هذا
الفيلم «خلي بالك من نفسك» هي مشاهدته مرّة ثانية علما بأن المرّة
الأولى كانت أكثر من كافية. نور الشريف هو الرجل الذي فقد ذاكرته
وينطلق مع شاب (الجيد شريف رمزي) يعمل في بيع الحشيشة للبحث عن
صاحبة الصورة القديمة (ميرڤت أمين) التي ما زال يحتفظ بها. الشاب
في طريقه إلى بيت الممثل القديم (سمير صبري) الذي لجأت إليه، أما
بالصدفة المحضة أو لأن عدد سكان القاهرة لا يتجاوز بضع مئات، صاحبة
الصورة تحت وهم أنهما تزوّجا في أفلام سابقة وأصبحت الآن على
ذمّته. وابنتها، كما يكشف لنا الفيلم ما يعتقده مفاجأة، وصديقها
يختليان في شقّة استعاره الثاني لكي «يعملانها»، كما يقول الفيلم.
ينتقل المخرج بين القصص الـ3 وأفشلها وأفدحها وقعا الحكاية التي
تقع بين الشاب والفتاة في الخلوة التي تضيع هباء بسبب افتقارها
للجديد بعد 5 دقائق من مدّتها. في نتيجته خلط تقليدي الكنية
والتنفيذ لما بدا فيلما جادا يتطرّق فيه المخرج إلى الدين داعيا
إلى نبذ التطرّف الذي يمنع الوصال بين المحبّين ويتسبب في انهيار
العائلات.
زاحف الليل
Nightcrawler
*
تشويقي على قدر من الفوضى في التنفيذ حول شاب يتعلّق بفرصة تصوير
وبيع ما يصوّره من أحداث عنف في شوارع لوس أنجليس ليلا. يجد
المحطّة التي تشتري منه ويخطط لكي يصبح ذا مكانة في هذا المجال حتى
ولو اخترق كل المعايير الأخلاقية للمهنة الإعلامية أو أي حدود
أمنية مثل التلاعب بأماكن التصوير إذا ما كان البوليس غائبا.
المخرج دان غيلروي يصنع عملا ناجحا على صعيد الإثارة البوليسية كما
عملا فنيا مزيّنا بتصوير روبرت إلويس الرائع الذي استخدم فيه
الدجيتال ثم الفيلم عندما أدرك أن الأول لا يحقق ما يريد إنجازه
فنيا. جايك جيلنهول يعكس الشخصية على نحو مخيف.
لا تستطيع تأييده بل تجده يثير خوفك بكل تلك النوايا الشريرة
المغلّفة بالطموحات. من خلال ذلك يعمد الفيلم إلى نقد عام لا يشمل
الشخصية الرئيسية فقط، بل الظروف المعاصرة التي خلقتها وتسيّرها
الآن، كما الإعلام الذي يتيح لها أن ترتقي.
Top10
«ذا
هوبيت: معركة الجيوش الخمسة»
*
منافسة بين فيلمين
* «ذا
هوبيت: معركة الجيوش الـ5» يواصل تمسّكه بالمركز الأول للأسبوع
الثالث على التوالي وبغياب أفلام جديدة قادرة على المنافسة.
الإضافة الوحيدة هي لفيلم رعب عادي المواصفات بعنوان «المرأة ذات
السواد 2» الذي حل رابعا. في شكل عام، كل الأفلام الـ10 الواردة
أنجزت هذا الأسبوع إقبالا عزز إيراداتها السابقة.
*
الأفلام
* 1(1) The Hobbit: The Battle of Five Armies (Fantasy)
$21,732,090
2 (3) Into the Woods (Musical): $18,728,441
3 (2) Unbroken (Drama): $18,169,840
4 (-) The Woman in Black 2: Angel of Death: $15,027,415 ---
5 (4) Night of the Museum: The Secret of the Tomb
(Comedy)$14,518,274
6 (5) Annie (Musical): $11,251,383
7 (8) The Imitation Game (Spy): $7,772,527
8 (6) The Hunger Games: Mockingjay 1 (Adventure) $7,558,954
9 (7) The Gambler (Drama): $6,332,554
10 (11) Big Hero 6 (Animation): $4,646,002
سنوات السينما: 1946: ما بين فورد وهوكس
«حبيبتي
كلمنتاين» مع هنري فوندا
لجانب فرانك كابرا وويليام وايلر وجون هيتشكوك وديفيد لين وروبرت
سيودماك الذين بحثنا أفلامهم في الأسابيع الماضية، كان هناك
مخضرمان آخران حقق كل منهما عملا مهمّا: جون فورد إذ قدّم «حبيبتي
كلمنتاين»: وسترن يعيد تقديم حكاية الشريف وايات إيرب وصديقه
المقامر دوك هوليداي كما لعبهما هنري فوندا وفكتور ماتيور على
التوالي وهوارد هوكس الذي غاص في غموض رواية رايموند تشاندلر
«النوم الكبير» وخرج بعمل متين. الطرفة التي تم تداولها منذ ذلك
الحين أن المخرج وبطله همفري بوغارت تناقشا مشهدا ثم قررا الاتصال
بالكاتب لتفسيره فإذا بذلك يعترف بأنه حين كتب ذلك المشهد لم يكن
واثقا مما كتب.
المشهد:
الممثل حاز سليمان في مسلسل {قتل المسيح}
*
في اليوم ذاته الذي وقع فيه ذلك الهجوم الشنيع على المجلة
الكاريكاتيرية الفرنسية «شارلي إيبدو» كان الممثل الأميركي المسلم
حاز سليمان، المولود في لبنان، يدافع عن قيامه بلعب دور السيد
المسيح في مسلسل تعرضه قناة «ناشنال جيوغرافيك» الأميركية بعنوان
«قتل المسيح»
Killing Jesus.
*
سبب الدفاع هو آراء صدرت عن مؤسسات يمينية متطرّفة تنتقد فيها
المحطة الأميركية التي أنتجت المسلسل «اختيار ممثل مسلم لكي يلعب
دور المسيح». وحين سأله صحافي عن رأيه في ذلك أجابه سليمان: «في
الإسلام نؤمن بالمسيح كنبي ونحترمه» وأضاف: «وكشخص نشأ مسلما هذا
فخر لي أن أقوم بتمثيل هذا الدور. أنا من الذين تمثّلوا على
تعاليمه»
*
في المؤتمرات الصحافية التي يجلس فيها الممثل أو المحتفى به في أي
حقل أمام الصحافيين هناك طاولة بينغ بونغ غير مرئية تفصل بين
الاثنين. من جانب، على الممثل أن يتولّى، حسب العقد الذي وقّعه،
الترويج للفيلم الذي قام ببطولته بما في ذلك إجراء المقابلات
الصحافية وهو يفعل ذلك بحوافز مختلفة. فهو لا يريد معارك جانبية
حتى ولو تضمّن السؤال نقدا مبطّنا ولا يريد أن يبدو كما لو أنه
مغال في البراءة والحلاوة لدرجة لا تطاق.
*
من جانب آخر، يرمي الصحافيون إلى الخروج بعناوين كبيرة. وإذا كانت
تلك الغاية لا تتم إلا بحشر الممثل، أو محاولة حشره، بالزاوية
فليكن. وهذا ما يبدو أن البعض حاول فعله هنا وأحسن الممثل الذي سبق
وأن شارك في بضعة مسلسلات درامية على شاشات التلفزيون الأميركية
وقام بدور مساند في فيلم «الزائر» (أمام هيام عبّاس) معالجة
الموضوع.
*
طبعا ذلك الهجوم على المجلة الباريسية التي سمحت لنفسها بنشر ما
يسيء إلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلّم ولمشاعر المسلمين لا
ينفع في إثارة التعاطف مع أي مسلم حتى وإن كان عاملا في محطة
بنزين، فما البال بممثل وما البال، بعد ذلك، بممثل يلعب دور السيد
المسيح؟ كم من مسلم وعربي حاليا بات عليه، من بعد هذه العملية
الإرهابية، أن يحسب مائة حساب حين يدخل المحل الذي يدخله كل يوم
لشراء حاجياته أو عندما يقف في الصف منتظرا وصول دوره عند الصرّاف؟
*
من ناحية أخرى، هذه جرأة محسوبة من محطة «ناشنال جيوغرافيك»
الأميركية إسناد دور المسيح إلى مسلم موزّعة الأدوار الأخرى على
ممثلين آخرين معروفين مثل (اليميني) كلسي غرامر في دور الملك حيرود
وروفوس سيووَل (الذي قاد بطولة «هركوليس») وجون رايز ديفيز (من
«سيد الخواتم»).
*
مع اقتراب موعد عرض الحلقة الأولى في 171 دولة تبث بـ45 لغة، فإن
المشروع يعكس قدرة الصورة اليوم في التعبير عن التلاحم الحضاري
العالمي الذي لا يمكن له أن يتحقق بنجاح إلا عبر تعاضد المثقفين
والفنانين وأصحاب المشاريع بصرف النظر عن أديانهم ومشاربهم
العنصرية.
*
والمنفتحون منّا يعرفون قيمة أن يلعب الممثل عمرو واكد البطولة
الثانية في فيلم «لوسي» بصرف النظر عن قيمة الفيلم الفنيّة. ليس
لأنه فاز بقبلة من سكارلت جوهانسن، بل لأن هذا الظهور هو أيضا سلاح
فاعل ضد التطرّف. |