18
عاما من الصمت ..
حواء احتفلت معه بالعيد .. جورج سيدهم يتكلم
!
حوار - طاهر البهي
لأول مرة منذ 33 عاما تتزامن الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف مع
احتفالات ميلاد السيد المسيح.. وكما احتفلنا بالمولد النبوى - مولد
سيد الخلق صلى الله عليه وسلم - على الصفحات السابقة فغننا نشارك
إخواننا الأقباط احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد و نحل ضيوفا على
بيت الفنان القدير جورج سيدهم الذى امتعنا على مدار أربعين عاما ..
و الذى تكلم لنا والسيدة زوجته عن ذكريات العيد ...
كلما قمت بزيارة إلى الفنان الكبير القدير جورج سيدهم تملكتني
مشاعر متباينة من السعادة الغامرة أنني بصحبته، وإحساس ثان هو حالة
من الحزن العميق تنتابني تعاطفاً وتوحداً مع حالته الصحية إثر
الهجمة الشرسة من المرض التي هاجمته منذ العام 1997م والتي لازالت
تترك أثرها على مركزي الكلام والحركة وتتسبب له في حالة من العزلة
الإجبارية مع زوجة مخلصة والاعتزال المبكر وهو في قمة نضجه وعطائه
الفني.
18 عاماً من الصمت يا جورج ولكنك صامد صمود الجبل العتيد تقاوم
بحبك للحياة مستمداً قوتك من إيمانك بالله، ومن أنفاس زوجة مخلصة
قلما يجود الزمان بمثلها، تحول محرابك في قاعتك المفضلة التي تعيش
فيها معظم ساعات النهار وبضعة ساعات من الليل تحولها إلى واحة
غنَّاء أنت وهي مليكيها، تطلب بنظرة عين فتلبي دكتورة ليندا زوجتك
المحبة طلبك قبل أن يرتد طرفك، وقد تحول جسديكما إلى كيان واحد..
روح واحدة، تسعد فيها الزوجة بخدمتك – وهي خدمة شاقة لمن لا يعرف –
وتطمئن أنت إلى وجودها.. زوجة وأم وحبيبة وأخت وطبيبة، تعرف كل
صغيرة وكبيرة عن حالتك، إلا أنها حتى يطمئن قبلها تجري عشرات
الاتصالات بأطبائك المحبين قبل أن تمنحك قرصاً واحداً من العلاج
بإخلاص ووعي وفهم لاحتياجاتك.. حقاً.. "حينما يكون الاثنان
واحداً".
شددت الرحال إلى منزلك بعد أيام قليلة من خروجك من المستشفى على
إثر أزمة صحية مفاجئة، ومن بين عشرات الاتصالات من صحف وقنوات
فضائية اخترت أنت "حواء" لتفتح لها أبوابك المغلقة على مدار
الساعة نيابة عن كل الزملاء معللة ذلك بأن حالة المودة التي تجمعنا
بجورج ستساعد في رفع معنوياته وعدم إحساسه بالضيق في وجودنا في جو
من الألفة والصداقة.
وبالفعل ما أجمل استقبالك يا جورج، فقد تهلل وجهك ولسانك بالآهات
مع دخولي وزميلي المصور الفنان سامح كامل..
كانت مفاجأة هائلة عندما استقبلني جورج سيدهم بجملة "كل سنة وأنت
طيب".. قالها ببطء ولكنها واضحة تماماً، واغرورقت عيناي بالدموع،
فهي الجملة الوحيدة التي ينطقها جورج – تقريباً – ولا يقولها إلا
لمن يعتز بهم وفي المناسبات السنوية فقط.
ونحن جئنا ممثلين أسرة مجلة حواء لنقول لأجمل زوجين، لمن يتحديان
المرض ببسالة ويعزفان معاً أجمل ألحان الحب والإخلاص ويمثلان أرفع
درجات القيم النبيلة مجسدين المعنى الحقيقي لتوحد الزوجين والتفاني
في خدمة الزوج "كل سنة وأنت طيب يا جورج"، "كل سنة وأنت طيبة يا
دكتورة ليندا" بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
ضحكنا وبكينا في صحبة جورج سيدهم، فهو الفنان الذي أضحك المصريين
والعرب جميعاً، ضحكنا عندما قدمت دكتورة ليندا أكواب الشاي الساخن
– وهي بارعة في صنعه – فاستسمحت أنا في كمية ضئيلة كعادتي، ولكن
جورج ينصحني بعينيه المحبة وإشارة من يده بأن أطلب المزيد من السكر
حتى أتغلب على نحافتي!
ما أجملك سيدي..
تحكي "ليندا" عن استمرار حب الأجيال الجديدة لجورج رغم ابتعاده عن
الساحة منذ عقدين من الزمان، فتذكر لنا أن ابنة الجيران في الشقة
المقابلة لمسكنهم طرقت الباب ولم تعرفها الدكتورة، فسألتها بحذر من
تريدين، فقالت أنا جارتكم والتحقت بكلية الإعلام، وكانت فرحتي
غامرة من المفارقة أن أستاذي في الجامعة طلب منا بحثاً عن الفنان
جورج سيدهم، وهنا قبلتها دكتورة ليندا ومنحتها نسخة من الكتاب الذي
يحوي سيرة الفنان الكبير.
العيــــد:
عن العيد حاول جورج التعبير عن فرحته وأساه في الوقت نفسه عن
ذكريات العيد في عقله وذاكرته العفية، فأومأ برأسه وبإشارة من يده
إلى صورة محددة في البيت، فهمت منها د. ليندا ماذا يريد أن يحكي،
فقالت إنه يشير إلى آخر احتفال لنا بالعيد قبل مرضه – شفاه الله –
وكيف دخلنا الكاتدرائية تتشابك أيادينا وسط ترحاب وحب صادق أحاطنا
به جميع الحاضرين وهم عدد ضخم يحضر قداس عيد الميلاد، ومن شدة
التصفيق اعتقد بعض الحاضرين أن قداسة البابا شنودة الثالث قد دخل
من الباب الذي نقف على عتبته، وابتسم جورج بشدة وقام بتحية كل
الحاضرين تحية حارة ثم توجهنا إلى أماكننا، وكان من عادة جورج –
حتى قبل زواجنا – أنه كان يدخل قداس عيد الميلاد وتتشابك ذراعه مع
يد الفنانة الكبيرة نادية لطفي وكانت هذه هي عادة سنوية لا يخلفها
الاثنان، وبالفعل كان قداسة البابا شنودة الثالث يحب الفنانة نادية
لطفي ويصافحها يداً بيد، وكان جورج يتفاءل بها في هذه المناسبة ومع
بداية عام جديد.. (ملحوظة المحرر: كانت والدة جورج في آخر أيامها
قد أوصت "بولا" – نادية لطفي – على جورج وأن تعتبره شقيقها).
وأسأل جورج عن صداقته بقداسة البابا الراحل..
-يشير إلى زوجته ليندا للحديث، فتقول إنه كان بينه وبين البابا
كيمياء خاصة حتى أنه عندما فرضت العزلة على قداسة البابا فإن جورج
كان دائم التردد عليه والتجول معه بين مزارع الفاكهة بالدير.
ومن كان أول المتصلين بكم في العيد؟
-لسنوات كانت المكالمة الأولى من الخواجة جورج نسيم وكانت تأتي إلى
جورج ليلة العيد، وفي أول أيام العيد كان جورج حريصا على دعوة كل
أقاربه ليأتوا إلينا في المنزل ونتناول الطعام والحكايات معاً، وهي
عادته المفضلة التي لم تنقطع إلا بعد اشتداد المرض عليه.
ومن عاداته أيضا حتى الآن أنه يطلب منى أن يقترب من تليفون المنزل
ويفتح الـ "سبيكر" ويأخذ دفتر التليفون ويشير إلىّ بالأسماء وأنا
أقوم بالاتصال وعن طريق مكبر الصوت يفاجىء جورج أصدقاءه بـ "كوول س
ن ة وانت ط ي ب" ثم يضحك من قلبه وإن كنت ألمح دموعاً في عينيه.
وهو أشد حرصا على أن يفعل الشىء نفسه مع أصدقائه المسلمين في ليلة
الرؤيا لشهر رمضان الكريم وفي العيدين الفطر والأضحى المبارك.
هل من المسموح به أن أسأل جورج عن الحريصين على متابعته حتى الآن؟
-يشير جورج بيده حتى خلف أذنه، فيما تقول الدكتورة ليندا إن هذا
السؤال يحمل ظلماً للوسط الفني، فالظروف لا يعلمها أحد إلا الله
سبحانه، وزملاؤه منهم من أصابه المرض،ِ ومنهم من كبر، ومنهم من
يصارع متطلبات الحياة، فأنا لا ألوم أحدا ولكن هناك من الأصدقاء
الذين يسألون في المناسبات على رأسهم الفنانة الكبيرة نادية لطفي،
ومشيرة إسماعيل، ودلال عبدالعزيز، الفنان حمدي أحمد الذي يفاجئنا
في كل عيد باتصاله من أسقفية سوهاج ويهنئنا بالعيد من هناك.
أعرف أن قداسة البابا تواضروس قد زار جورج في منزلكم؟
-بالفعل.. وقد لمست تواضع ومحبة قداسة البابا الذي استطاع أن يحتوي
الجميع.
يوم جورج كيف يمضى؟
-يصحى مبكراً جدا في الثامنة صباحاً يستمع إلى القداس ويتناول
فنجان شاي بالحليب وبسكوتة خفيفة، الساعة 11 نبدأ الشاور، ثم
الإفطار والأدوية ومحاليل توسيع الشعب الهوائية بسبب أزمته الأخيرة
وهي ناتجة عن شراهته في التدخين أيام المسرح حتى أن أحد أصدقاؤه
قال لي إنه كان "معين موظف" يمسك له السيجارة في كواليس المسرح!.
بعد الإفطار يقف جورج أمام صورة تجمع والديه الراحلين فيبتسم لهما
وينحني ثم ينصرف، هذه الطقوس لم يتخل عنها جورج أبدا حتى اليوم.
بعد ذلك يتابع قنوات البث المباشر ويشاهد الأخبار باهتمام بالغ،
ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن الاقتصاد والسياسة، ويعلم تحركات الرئيس
عبدالفتاح السيسي ويبحث هو بنفسه عن طريق الريموت كونترول عن
التقارير التليفزيونية التي تقدم وجبات إخبارية عن رحلات ومقابلات
الرئيس السيسي.
وأسأل جورج عن قنوات الأفلام والمسرح القديمة، فيبدي إعجابه بها،
ولكن أعاود السؤال عن الجديد الذي استوقفه للشباب، فيشير إلى
شاربه، وتشرح لي الدكتورة أنه يقصد مسلسل (الكبير قوي) لأحمد مكي
ودنيا سمير غانم، وتمتد أصابع جورج وبصره إلى غلاف كتابه ويشير إلى
صورة الضيف أحمد ويرفع يده بالدعوة له بالرحمة والمغفرة، وتذكر
الراحل الصديق الكبير طارق حبيب فدمعت عينيه.
وهنا تعلق ليندا مكرم: إن جورج رائع جداً كصديق وفي لأصدقائه حتى
أن طبيبه في مستشفى الحياة دكتور/ سيف وهيب ينهي عمله بالمستشفى
ويمر يجلس معه نصف الساعة يتحاكيان سوياً، وجورج يشعر جدا بالذين
يحبونه ويمتن لمشاعرهم.
وعن آخر نزهة قام بها قالت: أنا لا أخرج إلا مع جورج، ولم نخرج منذ
شهور إلا لدخوله المستشفى، وهو تمنى حضور افتتاح المسرح القومي
الذي قرأ خبر افتتاحه في عناوين الأخبار.
سعيدة بتكريمها واختيارها رئيس لمجلس أمنائه ..
سميحة أيوب: سنعيد أمجاد المسرح القومى
حوار - شيماء أبو النصر
حفرت اسمها بحروف من ذهب، وزينته بعلامات مضيئة في تاريخ المسرح،
تميزت بأدائها العبقري للأدوار الصعبة والمركبة، وقدرتها الفذة على
تجسيد مختلف الشخصيات والتعبير من خلال عينيها وقسمات وجهها لتمهد
لنفسها في عالم الفن طريقاً استحقت في نهايته وعن جدارة لقب "سيدة
المسرح العربي".
رغم ضيق وقتها وانشغالها بالاستعداد لأداء العمرة اختصت الفنانة
القديرة سميحة أيوب "حواء" بحوار مطول لم تنقصه الصراحة، طافت فيه
بين صفحات الثقافة والفن والمسرح بشكل خاص انطلاقا من فرحتها بعودة
الحياة إلى المسرح القومى بعد غياب ست سنوات, واختيارها رئيسا
لمجلس أمنائه لوضع خطة تطويره مع كوكبة من رواد ونجوم المسرح,
وامتدت خيوط الحديث إلى السياسة وحقوق المرأة.
·
فى البداية.. ماذا تمثل لك إعادة افتتاح المسرح القومى بعد غلقه من
أجل ترميمه لأكثر من ست سنوات؟
- لا أستطيع أن أصف مدى فرحتى بوقوفى على خشبة المسرح القومى مرة
ثانية أثناء تكريمى من رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بعد
الحريق المؤسف الذي تعرض له هذا المسرح العريق وغلقه ست سنوات كانت
بمثابة الوجع فى قلوب كل الفنانين الذين وقفوا على خشبته وأبدعوا
فى مسرحياته، وأنا شخصيا أعتبره كنز ذكرياتى الفنية التى لن أنساه
أبدا.
·
كيف ترين تكريمك مع كوكبة من كبار النجوم وعمالقة المسرح فى حفل
الافتتاح؟
- رغم تكريمى فى العديد من المناسبات محليا وعالميا، حيث كرمنى
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومنحنى وسام الجمهورية عام 1966،
وحصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس السوري حافظ
الأسد عام 1983، كما حصلت على وسام بدرجة فارس من الرئيس الفرنسي
جيسكار ديستان عام 1977، ووسام من دولة تونس، بالإضافة إلى شهادة
تقدير من الرئيس الراحل أنور السادات عام 1979 إلا أن تكريمى على
خشبة المسرح القومى له مذاق خاص ومعنى أجمل بالنسبة لى لأن بيتى
الفنى رجع من جديد، ورأيته فى أجمل صورة بعد غياب طويل، والأجمل أن
ليلة الافتتاح كانت أشبه بعرس جميل لجميع فنانى مصر وفى مقدمتهم من
عملوا على خشبته.
·
ما أهم الملفات على مكتبك بعد اختيارك رئيسا لمجلس أمناء المسرح
القومى؟
-إعادة أمجاد المسرح القومى الهم الشاغل لى منذ علمى بتولى منصب
رئيس مجلس الأمناء، ولكنى لن أنفرد بأى قرار يخص المسرح، ولابد من
التشاور مع جميع الزملاء والأعضاء بالمجلس وهم الفنانون عبد
الرحمن أبو زهرة ومحمود الحدينى، ومحمد وفيق، والناقدة آمال بكير،
ود.نهاد صليحة، ود.حسن عطية، والمخرج عصام السيد، والمخرج خالد
جلال، ومدير المسرح القومي بصفته، خصوصا وأنهم من الأسماء
المحترمة، ولهم تاريخ طويل وخبرة فى مجال المسرح.
·
ومتى تبدأون العمل كمجلس أمناء لوضح خطة تطوير المسرح القومى؟
-سنجتمع قريبا لمناقشة ملامح هذه الخطة فى ضوء موقف جماعى من أجل
تحقيق قفزة فنية ومسرحية فى الفترة المقبلة.
·
فى رأيك.. ما المشكلات التى تحول دون تطوير المسرح القومى ليعود
إلى سابق مجده؟
-فى اعتقادى أن المشكلة الانتاجية ونقص الاعتمادات المالية للمسرح
فى مقدمة معوقات انطلاقته، فالعمل المسرحى له متطلباته المادية
اللازمة لإثراء أدواته وصنع مسرحيات ذات جودة عالية لجذب الجمهور
من جديد.
·
كيف ترين حال المسرح فى الفترة الأخيرة؟
- المسرح المصرى مازال يحتفظ بمبدعيه الذين يريدون العمل بجد بغض
النظر عن بعض المشكلات التى عانى منها خلال السنوات الأربع الأخيرة
بسبب الظروف السياسية والأمنية التى تعرضت لها البلاد، فالمسرح
المصرى يمكن أن يمرض لكنه لا يموت بحكم الأجيال المتعاقبة من
الفنانين المصريين المبدعين.
·
على ذكر أزمة السنوات الأخيرة كيف تأثر المسرح والفن بشكل عام
بفترة حكم الإخوان ؟
- المسرح مرآة المجتمع وأبو الفنون، ومن المؤكد أنه تعرضه لوعكة
صحية كبيرة خلال تلك الفترة، لكن مصر كلها كانت فى ظلام وليس الفن
أو المسرح فقط، وفى هذه الأجواء لم يكن ممكنا أن تبزغ شمس المسرح،
وباختصار أقول: "كانت سنة منيلة"!
·
ما سر سقوط الإخوان السريع، وفشلهم فى حكم مصر رغم صراعهم على مدى
أكثر من ثمانين عاما للوصول إلى السلطة؟
- الإخوان تنظيم يغلب عليه مبدأ السمع والطاعة العمياء، وبينهم
وبين الثقافة والفكر والفن عداء شديد لأنهم لم يعتادوا التفكير
وتذوق الجمال، وهم لا يفكرون بعقولهم، وإذا فكروا فهم مشغولون بحجب
المرأة فقط، بل وهمهم " النص التحتانى"َ!
·
بحكم أنك سيدة المسرح العربى.. فى أى العهود السابقة كان المسرح
أسعد حظا؟
- بالتأكيد أحوال المسرح كانت أفضل فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر
لأنه كان يقدر دور الفن، وكان يرغب دائما فى تهذيب وجدان الشعب،
ويريد دائما أن يرى المواطن المصرى مرفوع الرأس، ومثقف، وفخور
بوطنه، لذلك ازدهر الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص فى الستينيات من
القرن الماضى بعكس ما حدث فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات،
ويكفي أنني شخصيا تعرضت لمضايقات وصلت إلى حد منع مسرحيتين وهما
"الأستاذ" للكاتب الكبير الراحل سعد الدين وهبة، و"قولوا لعين
الشمس" للكاتب الكبيرالراحل نجيب سرور.
·
وماذا تتوقعين للفن والمسرح فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى؟
- أنا شخصيا متفائلة جدا بمستقبل الفن والمسرح فى عهد الرئيس
السيسى، وهناك الكثير من الشواهد التى تعزز هذا التفاؤل ومنها
لقاءاته المتعددة بالمثقفين والفنانين من مختلف الأجيال للاستماع
إلى وجهات نظرهم في عودة أدوات القوة الناعمة لمصر وفى مقدمتها
الفن والثقافة، ولكن يجب أن نتمهل ولا نتعجل النتائج أو نقسو فى
مطالبنا، فهذه الفترة تحتاج إلى مزيد من التروى، وإدراك قيمة ومعنى
الوقت فى إنجاز الأولويات، فلا أحد يمتلك عصا سحرية لتغيير الواقع
فى الحال.
·
بصراحة.. هل تشعرين بأن الدولة جادة فى النهوض بالفن؟
- نعم، هناك إرادة سياسية حقيقة للنهوض بالبلد كلها، والفن والمسرح
بشكل خاص، وهو ما ظهر مع إعادة تطوير وافتتاح المسرح القومى و
تكريم رواده ما يحمل رسالة إيجابية لأهل الفن، وكذلك تشكيل مجلس
أمناء لهذا المسرح بفكر متعدد لإدارته بعيدا عن القرارات الفوقية.
·
مسرحة المناهج التعليمية كانت من أهم أفكارك التى تقدمت بها لأحد
وزراء التربية والتعليم السابقين.. فما أهم ملامحها وماذا حدث لها؟
- هذه الفكرة لم تكن وليدة الصدفة لكننى عكفت على دراستها لأكثر من
ثلاثة شهور، وأعددت دراسة كاملة عنها حتى أننى اقترحت تمثيل
المناهج فى مبنى تابع لوزارة التربية والتعليم أمام مسرح البالون
على أن يقوم الطلاب بتقديم القصص والروايات المقررة دراسيا
لتحويلها إلى نصوص مسرحية للمساعدة فى اكتشاف المواهب وتنميتها،
ولاستيعاب طاقات الشباب، وتحصينهم ضد بعض الآفات والأمراض
الاجتماعية خصوصا الإدمان الذى انتشر بشدة فى فترة التسعينيات.
·
وما مصير هذا المشروع؟
- تقدمت بالدراسة كاملة إلى الدكتور أحمد فتحى سرور وكان يشغل منصب
وزير التربية والتعليم آنذاك، وبالفعل أعجبته الفكرة، وقال لى "هايل..
كلمينى بعد 15 يوما" وانتظرت شهرا كاملا ثم اتصلت به فأرسلنى إلى
مسئولة كبيرة بالوزارة أكدت لى أنها تعمل فى مشروع مشابه، وستفتتح
أولى مسرحياته فى مارس التالي لكن الغريب أن مارس هذا لم يأت منذ
15 سنة، ورغم أننى قمت بواجبى متطوعة ومتمنية أن يرى هذا المشروع
النور لكن لا حياة لمن تنادى كما يقول المثل الشعبى المعروف.
·
ما رأيك فى تجربة تياترو مصر للفنان الكوميدى أشرف عبد الباقى؟
- فكرة تياترو مصر جميلة وبناءة، وأشرف عبد الباقى فنان شاطر
ومجتهد، والفكرة يزداد عمقها بالتركيز على موضوعات تمس قضايا
المجتمع والمواطن المصرى فى هذه المرحلة، كما أنها تقدم للمسرح
مواهب شابة حقيقية فى انتظار الفرصة.
·
ما مشاريعك الفنية خلال الفترة المقبلة؟
- لا يشغلنى فى هذه الأيام سوى أداء رحلة العمرة، وبعدها سأبدأ
تصوير دورى فى فيلم "الليلة الكبيرة" للمخرج سامح عبد العزيز،
وأقدم فيه شخصية "خادمة مقام" وأثق تماما فى قدرات ورؤية سامح عبد
العزيز، ويكفى أنه من أقنعنى بالعودة إلى السينما بعد غياب 17 سنة
فى فيلم "تيتة رهيبة".
·
لا صوت يعلو خلال الأيام الأخيرة على صوت الاستعدادات للانتخابات
البرلمانية المقبلة.. فهل فكرت سيدة المسرح العربى فى الترشح
للبرلمان للدفاع عن حقوق حواء؟
- لم أفكر أبدا فى مسألة الترشح فى الانتخابات رغم أن الكثيرين
حاولوا إقناعى بذلك، لكني لم استجب لتلك المطالبات لأن الانتخابات
"لعبة مش حلوة"، وأعتقد أن المرأة المصرية فى المدن نالت الكثير من
مطالبها وانتهى زمن التلويح بأن مكاسبها منحة أو تفضل من أحد،
فالمرأة المصرية حصلت على حقوقها بأظافرها لكن وضع النساء فى
الأرياف مازال سيئا، ويحتاج إلى إصلاح. |