محمد نجاتي: «زجزاج» بطولة جماعية ولا أحب لقب «النجم الأوحد»
كتب الخبر: أمين
خيرالله
لم يتعجل البطولة السينمائية رغم بداياته الفنية المبكرة، والتي
أتاحت له الوقوف أمام كبار النجوم مثل أحمد زكي وشيريهان ونجلاء
فتحي وغيرهم... محمد نجاتي بطل فيلم «زجزاج»، الذي يعرض راهناً في
دور العرض السينمائية، أكد خلال حواره مع «الجريدة» أنه لا يؤمن
بمصطلح «النجم الأوحد»، ويرى أن الفن عمل جماعي يتطلب مجهود الجميع.
·
ألم تقلق من تأجيل عرض فيلم «زجزاج» مراراً، خصوصاً أنه يعتبر أولى
بطولاتك السينمائية المطلقة؟
لم أقلق على الإطلاق، فاختيار الوقت المناسب يبقى الأهم، وهو دور
المنتج والموزع معاً ولديهما الخبرة والحق الكامل في ذلك. ثانياً،
لا أعتبر «زجزاج» بطولة مطلقة لي، لأنني لا أؤمن بهذا المصطلح من
الأساس، وأعتبر أي عمل هو بطولة جماعية يشارك فيه أبطاله كلهم،
فإذا لم يشعر كل فنان بأنه بطل في الفيلم الذي يقدمه فإنه لن يقدم
أفضل ما لديه، وهذا هو الفرق بين البطولة الجماعية والمطلقة.
·
هل كنت ترغب في أن تبدأ بطولاتك السينمائية بعمل جماعي؟
في الأساس أفضل البطولات الجماعية، لأني لا أنظر إلى أعمالي من
خلال عدد مشاهدي فيها. وفي نهاية الأمر، يكون النجاح للجميع بدءاً
من أكبر ممثل إلى أصغر شخص في موقع التصوير.
·
هل ستستمر في تقديمها أم ستتمرد عليها؟
وافقت على البطولة الجماعية لأن السيناريو تطلب ذلك، والفكرة أيضاً
تلزمها بطولة جماعية. العبرة عندي في الفكرة والسيناريو، فإذا
توافر لديَّ نص مثل «زجزاج» مجدداً لن أتردد في القبول به، وسأقدمه
من دون أي مشكلة أو قلق. عموماً، المشاهد يهتم بالفيلم أو العمل
الفني عندما تجذبه فكرته وأحداثه ولا يلتفت إلى عنصر البطولة
الجماعية أو نجم الشباك.
·
لماذا تم تأجيل عرض «زجزاج» فترة طويلة جداً حتى اعتقد البعض أنه
لن يرى النور أبداً؟
للأسف بدأنا التحضير لـ «زجزاج» وتصويره في فترة صعبة جداً، وتم
إيقاف التصوير مراراً، حيث كانت أوضاع البلد غير مستقرة، وعندما
انتهينا من تصويره ومونتاجه انتظرنا فترة أخرى طويلة حتى نجد توقيت
العرض الملائم، فعرض العمل والبلد مستقر أفضل كثيراً من عرضه في أي
وقت.
·
لماذا اخترتم أزمة الزواج العرفي كي تكون محور الفيلم، خصوصاً أنها
ليست جديدة على المجتمع المصري؟
الزواج العرفي مشكلة قديمة متجددة في أوساط الشباب، وإن هدأت فترة
فإنها سرعان ما تعود مجدداً، وهذه المشكلة نجدها متفشية في أوساط
الطلبة والطالبات في الجامعات والنوادي والشباب، وفي الملاهي
الليلية وأماكن تجمعهم، وهو ما يحدث في الفيلم، حيث أجسد شخصية
«رامي دي جي» الذي يعمل في ملهى ويريد إيقاع الفنانة ريم البارودي
في حبه كي يتزوجها عرفياً بسبب إمكاناته الضعيفة وحبه اللعب بعقول
الفتيات وعواطفهم.
·
هل دور الفن هو تحذير المجتمع من الأخطار المحيطة به؟
يجب على الفنانين أن يختاروا أفكاراً تناسب المجتمع وتحذرهم من
المشاكل والأزمات الموجودة حولهم، ويكون ذلك في إطار درامي سينمائي
حتى لا يشعر المشاهد أن ثمة أفكاراً مقحمة أو أنه يدخل دور العرض
السينمائي كي يأخذ درساً في الأخلاق. لكن المهم فعلاً هو الحبكة
الدرامية التي تساعد المتلقي على تقبل الفيلم والاقتناع بالأفكار
التي يقدمها.
·
هل توقيت العرض يؤثر سلباً أو إيجاباً على الإيرادات بدرجة كبيرة؟
بالتأكيد، فاختيار الوقت المناسب يساعد في زيادة الإيرادات، خصوصاً
خلال الأعياد أو الإجازات الرسمية مثل أعياد الفطر والأضحى
والميلاد ورأس السنة. أتوقع نجاح الفيلم لأننا بذلنا فيه مجهوداً
كبيراً، وانتظرناه فترة طويلة، وواثق أن الله سبحانه وتعالى
سيعوضنا خيراً.
·
من وجهة نظرك، ما هي عيوب السينما المصرية؟
للأسف السينما المصرية نمطية جداً، وتسعى وراء الأعمال الناجحة،
فإذا قدم فنان شخصية مواطن شعبي ونجح فنجد أن الجميع يقدم الشخصية
نفسها، وعندما تحدثت السينما عن الإرهاب وجدنا الجميع يسير في
الاتجاه نفسه، كذلك أغاني المهرجانات التي اجتاحت السينما في
الفترة الأخيرة، ولا ننسى أيضاً الأفلام التي تناقش قضايا
العشوائيات والبطلجة والمناطق العشوائية التي أصبحت تسيطر على
السينما المصرية في الفترة الأخيرة.
·
هل ترى عيباً في مناقشة قضايا العشوائيات من خلال السينما؟
إطلاقاً، لكن ثمة نماذج كثيرة جداً في المجتمع العربي عموماً
والمصري خصوصاً يجب البحث عنها ومناقشة قضاياها. لكن الأزمة
الحقيقية في أننا لا نريد أن نفكر في أنماط جديدة لتقديمها، ومن
يقدم نموذجاً ناجحاً نجد بعده عشرات الأعمال المشابهة له في حين أن
ثمة نماذج مهمة لا يلتفت إليها أحد وهذا ينطبق أيضاً على الدراما
التلفزيونية.
·
يرى البعض أن تجسيده دور الشرير قد يحصد كره الجمهور، ألم تخش من
ذلك، خصوصاً أنك قدمت دور الشرير أكثر من مرة؟
المشاهدون ليسوا بهذه السذاجة كي يكرهوا الفنان بسبب تقديمه دور
الشرير، بالإضافة إلى أن لي أدواراً عدة أيضاً ظهرت فيها بشخصية
الطيب، فالتنوع مطلوب كي يحدث توازن وكي لا يصبح الفنان في قالب
واحد، وللعلم أفضل أعمالي كنت فيها شريراً.
فجر يوم جديد: مئوية {أبو الواقعية}!
كتب الخبر: مجدي
الطيب
كنت أعرف أن الناقد الكبير سمير فريد يُعد، مع انعقاد الدورة 37
لمهرجان القاهرة السينمائي، لاحتفالية ضخمة بمناسبة مئوية ميلاد
المخرج الكبير صلاح أبو سيف (10 مايو 1915 - 22 يونيو 1996)، وخشيت
أن تتسبب الاستقالة التي تقدم بها فريد من منصبه كرئيس للمهرجان في
تجاهل المناسبة، وغض الطرف عن الاحتفال بالمخرج الكبير، الذي لُقب
بـ {أبو الواقعية} في السينما المصرية!
من هنا كانت فرحتي كبيرة لحظة إعلان السيدة ماجدة واصف، رئيسة
مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، أن الدورة الثالثة
للمهرجان، التي ستقام في الفترة من 24 إلى 31 يناير الجاري، ستحتفل
بمئوية ميلاد {الأب الروحي} للسينما الواقعية المصرية، وستعرض له
ستة من أفلامه هي: {شباب امرأة} (1956)، {الوسادة الخالية} (1957)،
{أنا حرة} (1959)، {بين السماء والأرض} (1959)، {القاهرة 30}
(1966) و}الزوجة الثانية} (1967). وكنت أتمنى لو أصدر المهرجان
كتاباً عن الراحل، الذي لم يفوتَ مناسبة من دون القول إن اعتراف
الغرب به تأخر مقارنة بالمخرج يوسف شاهين، لكنه كان يستدرك قائلاً:
{قد يكون هذا ناتجاً عن تقصير مني}، ويُضيف: {المسألة كانت تحتاج
إلى علاقات عامة افتقرت إليها} (حواره مع الناقد سمير نصري).
لم يندم صلاح أبو سيف على فيلم أنجزه، بما فيها فيلم {حمام
الملاطيلي}، الذي تعرض بسببه لهجوم قاس لكنه دافع عنه بقوله: {قلت
من خلاله إن الحل للهروب من نكستنا ووكستنا (يُشير إلى هزيمة يونيو
1967) أن نحارب إسرائيل بأي شكل، وهذا ما حدث فعلاً، إذ عُرض
الفيلم عام 1972 وفي عام 1973 اندفعنا إلى الحرب}، وكان يُكرر
القول: {لم أقدم على فيلم رغم أنفي، وكل الأفلام التي حققتها أنا
مسؤول عنها، واخترت موضوعاتها}. لكنه كان شديد الاعتزاز بأفلام:
{الزوجة الثانية}، {السقا مات}، {بداية ونهاية}، {القاهرة 30}،
{الفتوة} و}شباب امرأة}. وعلى عكس الكتابات التي تقول إنه لم يحب
الدراما التلفزيونية اعترف أنه {كان على وشك الإقدام على إخراج
مسلسل ولكن الأمور تعثرت وتم إرجاء المشروع}!
ليست مصادفة أن يُطلق البعض على صلاح أبو سيف لقب {نجيب محفوظ
السينما المصرية}، فقد ربطت بينهما علاقة صداقة وطيدة، وكان عضواً
في جماعة {الحرافيش}، التي أطلق عليها الكاتب والقاص خيري شلبي
{أبناء الشعب المغلوب على أمره}، وكانت تضم: الأديب نجيب محفوظ،
المخرج توفيق صالح، الفنان أحمد مظهر، المذيع إيهاب الأزهري،
الشاعر والفنان الشامل صلاح جاهين، الموسيقار سيد مكاوي، الكاتب
الساخر محمد عفيفي ورسام الكاريكاتور بهجت عثمان... وغيرهم. ومع
نجيب محفوظ أنجز عدداً من الأفلام المهمة مثل: {شباب امرأة}، {لك
يوم يا ظالم}، {ريا وسكينة}، {الفتوة}، {القاهرة 30} و}بداية
ونهاية}، وتمنى، في حياته، لو أخرج فيلماً بعنوان {كيف تتزوج وتعيش
سعيداً}، الذي شارك في كتابة السيناريو له مع لينين الرملي، لكن
الرقابة وقفت له بالمرصاد بحجة أنه {فيلم جنسي}، رغم تأكيده أنه لا
يحتوي على مشهد جنسي واحد، وأنه يعتمد على دراسات علمية تؤكد أن
تسعين في المئة من أسباب فشل الوفاق الجنسي وحالات الطلاق ترجع إلى
الجهل بالثقافة الجنسية. وبعد وفاته قيل إن فيلم {النعامة
والطاووس}، الذي أنجزه ابنه المخرج محمد أبو سيف، هو نفسه {كيف
تتزوج وتعيش سعيداً}، بدليل أنه كتب على الملصق سيناريو لينين
الرملي وقصة صلاح أبو سيف!
المفاجأة التي جاءت على لسان صلاح أبو سيف، في حواره مع نصري، أنه
كان يستعد لإخراج فيلم عن سيرة حياة رسام الكاريكاتور الفلسطيني
ناجي العلي، ونوه إلى أن بشير الديك يكتب السيناريو، وهو ما يشير
إلى أنه الفيلم نفسه الذي أخرجه المخرج عاطف الطيب، الذي اختار نور
الشريف للبطولة وهو الترشيح عينه الذي أعلن عنه أبو سيف، وهي
مناسبة للقول إنه كان شديد الاعتزاز بالشاب عاطف الطيب، وكان يرى
فيه شبابه، ربما بسبب تشابه أسلوب عاطف الطيب مع أسلوبه، واهتمامه
الواضح بتقديم قضايا الواقع أكثر من اهتمامه باستعراض {عضلاته
السينمائية}!
لم يكن صلاح أبو سيف يتفق مع النقاد في فهمهم لمذهب الواقعية، ففي
حين كان يؤمن أنها {الصدق والأمانة في اختيار المشكلة وعلاجها وأن
يكون لك رأي صريح وصائب على الصعيد الأخلاقي والاجتماعي والسياسي}،
عاب على النقاد اتهامه بأنه حاد عن الواقعية في الأفلام التي
أخرجها عن قصص الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، وكأن الواقعية
مقصورة على حي بولاق الشعبي، الذي قدمه في فيلم {الأسطى حسن}.
والتصق أبو سيف بالناس طوال حياته، بل إنه رفض اقتناء سيارة ليكون
قريباً وواحداً منهم!
«لغة
الأفلام القديمة»...
لماذا لا تلقى رواجاً بين «الأجيال الجديدة»؟
كتب الخبر: أحمد
بركات
«لغة
الأفلام القديمة تثير الضحك»... عبارة شبابية تعبر عن شيوع روح
عامة بين شرائح واسعة من الجيل الراهن، تصطدم بكلاسيكيات السينما
حيث تغلب المبالغات في التفخيم اللغوي، عبر تراكيب ومصطلحات لا
تلقى رواجاً في جلسة نرى فيها المشاهدين منهمكين في التدوين عبر
أجهزتهم اللوحية ونشاطهم التقني الحديث.
يقول بعض الخبراء والنقاد إن لغة السينما انعكاس واضح للعصر الذي
تعبر عنه، لذا يجد الجيل الجديد أن لغة السينما القديمة مثيرة
للضحك، فيما يعزو البعض الآخر هذا الأمر إلى تطور صناعة السينما
منذ ظهورها كصامتة. وثمة من يشدد على ضرورة احترام نصوص الأفلام
الكلاسيكية كجزء من تاريخنا الذي لا يمكن التنصل منه، حتى لو لم
يشبه معطيات الواقع الحالي في بلاغته وتصويره للأشياء والأمور.
من جانبها، ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن التطور الذي طاول حركة
السينما لم يقتصر على لغتها، وإنما امتد إلى مضمونها، فتغيّر
التراكيب اللغوية والمصطلحات المعتمدة في السيناريو والحوار يواكبه
استحداث مزيد من القضايا والمشكلات والخطوط الدرامية التي تمثل
انعكاساً للعصر، ذلك بالإضافة إلى الوسائط التي تعرض من خلالها
أيضاً، في إشارة إلى النوافذ الرقمية الجديدة من سينمات ثلاثية
الأبعاد وأقراص مدمجة ومحطات فضائية.
وأشارت البشلاوي إلى أن السينما انعكاس للعصر الذي تعبر عنه وتظهر
فيه، وأنها كصناعة تخضع باستمرار لحركة تطور وتغيير، وذلك منذ
ظهورها في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الآن، فقد ظلَّت
الأفلام صامتة لفترة طويلة، لتساعد بعدها أحداث الحرب العالمية
الأولى في تطور الأفلام في أميركا وازدهارها، وتوسعت لاحقاً في
أنحاء العالم في مسيرة تخللتها قفزات عدة على مستوى الصورة والصوت
والانفعالات والألفاظ أيضاً.
أما الناقد السينمائي عصام زكريا فيرى أن التطور التقني الرهيب
الحادث الآن يشكّل مسافة من العزلة بين {كلاسيكيات السينما} وبين
المتلقي الحالي أو المشاهد الجديد ضمن شرائح الأجيال الحديثة،
والتي تتعاطى بنوع من {السخرية} مع خط الأحداث الدرامية الذي يمتاز
ببطء شديد وغياب لأي وسائل للترابط المجتمعي أو التواصل والمصطلحات
المعاصرة
.
ويقول زكريا إن تقييم المشاهدين، خصوصاً جيل الشباب منهم، للأعمال
لا يقتصر على {السيناريو}، لأن كلاسيكيات السينما تتمتع بكثير من
عناصر القوة التي نفتقدها اليوم، مضيفاً: {أعتقد أن المشاهد الواعي
لن يعتمد على شكل وطريقة نطق الألفاظ فحسب، بقدر ما يتحتم عليه
التركيز مع قيمتها وأهدافها والأبعاد الرامية إليها الأعمال
السينمائية القديمة التي لا تتغيَّر باختلاف الوسيط أو التكنولوجيا
التي تعرض من خلالها}.
واختتم حديثه بأنه لا تعتبر سخرية الأجيال الجديدة من لهجة تلك
الأفلام {إهانة}، ولكنه أحياناً يعتبر لوناً جديداً من الفن،
فبعيداً عن إبداع مواقع التواصل الاجتماعي في تقريب المسافات بين
الأجيال السينمائية، ثمة نوعية جديدة من الأفلام التي عرفتها
هوليوود أولاً تعتمد على تقليد النسخة الأصلية من فيلم ما بطريقة
ساخرة، ومحلياً قدمها أحمد مكي بشكل لافت في فيلم {طير أنت} حينما
برع فريق العمل في تقليد لغة الفنان يوسف شعبان كضابط للمخابرات في
دراما الجاسوسية.
ويرى أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية سعيد صادق أن اللغة
وطريقة التعبير من أهم الوسائل التي نستنبط منها ملامح حياة الشعوب
في فترة ما، ونستدل من خلالها على ما يعانونه من مشكلات أو عادات
تتغير بتغير الأزمان، معتبراً أن الطريقة التي كان يتحدث بها الناس
تعكس أوضاعهم وأحوالهم، وقال: {اللغة في الأساس جزء من نشاط الناس
المعرفي، والسينما إحدى أدوات إثراء التواصل والمعرفة وتخضع لقواعد
اللغة، وأن التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي تشهده
المجتمعات يوثر على السينما كاختراع}.
ويتابع صادق أن القرن الحادي والعشرين اتسم بزيادة حركة التطور
وظهور تقنيات واختراعات حديثة، مشيراً إلى أن تطور المجتمعات
يصاحبه تطور اللغة، والتي تنعكس في ألوان الإبداع كافة التي يتأثر
بها المجتمع كالسينما والمسرح وحتى الأدب. واعتبر أنه ليست اللغة
وحدها التي نلمس فيها فجوة واسعة بين ما كان يردده الممثلون وقتها
وبين ما نردده الآن، ولكن في طبيعة المشكلات التي كانوا يناقشونها،
مطالباً بعدم السخرية من تلك المواد الفيلمية القديمة لاعتبارها
{مرجعاً كلاسيكياً} لأنماط حياتنا آنذاك.
نجوم يحلقون شعرهم ويغيِّرون شكلهم خدمة لأعمالهم
كتب الخبر: هند
موسى
تأكيداً لمصداقيتهم، يعمد النجوم إلى إجراء تغييرات على صعيد الشكل
خدمة للشخصيات التي يجسدونها في أعمالهم الفنية، تتنوع بين حلق
شعرهم بالكامل أو جزء منه، أو إنقاص وزنهم أو ربما زيادته، وغيرها
من أشكال التغيير، التي لا بد من أن يقدرها المشاهد، ويظل يتذكرها
حتى بعد مرور سنوات على عرض العمل، لأن هؤلاء النجوم لم يستخدموا
وسائل معينة أو ماكياجاً للظهور على هذا النحو بل أجروا فعلا هذه
التغييرات.
في مقدمة النجوم الذين غيروا في شكلهم خدمة لدورهم إلهام شاهين
التي تظهر حليقة الشعر وفقاً لما يتطلبه دورها في {ريجاتا}،
المتمحور حول امرأة ترتدي حجاباً لرغبتها في إخفاء مرضها عن
المحيطين بها، لذا تطلّ بهذا المظهر في مشاهد قليلة.
يذكر أن إلهام شاهين تعكف على تصوير الفيلم مع المخرج محمد سامي،
والفنانين: عمرو سعد، فتحي عبد الوهاب، أمير شاهين، أحمد مالك...
بدورها وضعت فردوس عبدالحميد شعراً مستعاراً بلون الجلد لتظهر
صلعاء في مسلسل {السائرون نياماً} (إخراج محمد فاضل، بطولة علي
الحجار)، الذي تدور أحداثه في فترة حكم المماليك، وتجسد فيه شخصية
{زليخة} التي تكوّن خلية من المقاومة الشعبية، وهي في الأساس من
المقربين لله الذين يرتدون الخيش ويقصون شعرهم بهذا الشكل.
مفاجآت وغرابة
في كليب {شكلك ما بتعرف} فاجأت مايا دياب الجمهور بإطلالة غريبة
وغير متوقعة، خصوصاً أنها معروفة باهتمامها بمظهرها الخارجي، مؤكدة
أنها اقترحت هذه الإطلالة على فريق العمل، لرغبتها في إثبات أن
أنوثة المرأة لا تكمن في جمالها وشعرها، بل في شخصيتها.
ضمن إطار شخصية هيام التي تجسدها ياسمين رئيس في {فتاة المصنع}، لم
تجد ما قد يمنعها من قص جزء كبير من شعرها على يد جدتها، عقاباً
لها على عيشها قصة حب مع مدير المصنع الذي يتنصل منها بسبب الفرق
الاجتماعي بينهما، مع ذلك ظن العاملون في المصنع أنهما أقاما علاقة
سوياً.
{هذا
المشهد أحد أصعب المشاهد التي قدمتها في الفيلم} توضح ياسمين في
تصريح لـ {الجريدة}، وتضيف: {بعدما جلست مع فتيات وتحدثت إليهن،
واستمعت إليهن تأكدت من صحة تنفيذ هذا العقاب على العاشقات، وهو
معروف في المناطق الشعبية؛ إذ يقص أهل الفتاة شعرها، أو يزيلون
حاجبيها كنوع من الأذى المعنوي والنفسي لها، حتى لا تكرر فعلتها.
تضيف أن الشعر الذي تم قصه في الفيلم هو شعرها بالفعل، ولم يكن
شعراً مستعاراً، والدليل الفراغات والثقوب التي كانت موجودة فيه،
ويستحيل تصميمها في أي بديل عن الرأس والشعر الطبيعي، حتى في مشهد
النهاية خلال رقصة «هيام» يتبين ذلك من عدم تناسق شعرها، فهو طويل
من جهة، وقصير من أخرى، لافتة إلى أنها لم تحزن لقبولها بهذا الأمر
إذ لم يكن ثمة بديل عنه.
تتابع: «كان يجب إخراج المشهد بهذه القسوة ليؤثر في المشاهد، ورغم
علمي بأنني أمثله إلا أنني شعرت فيه بالإهانة، مع أن الممثلة التي
جسدت شخصية جدتي قدمت لي اعتذاراً قبل التصوير وبعده لأنها وضعت
قدمها على رأسي بعنف، وتبين ذلك للمشاهد بوضوح من خلال تدقيقه في
ملامح وجهي، إذ كان عليها أن تضغط على رأسي بقوة ليبدو المشهد
طبيعياً، وتزيد مصداقيته.
تشير إلى أنها حاولت الاندماج مع الفنانات المشاركات في هذا المشهد
من خلال الإفلات من أيديهن، لذا قيّدنها بالفعل، فشعرت بإهانة
شديدة لها ولبنات جنسها، مؤكدة في هذا المجال أن هذا المشهد سيثير
غضب أي فتاة تتابعه.
جراحات خدمة للدور
أثناء تصوير «حديد» أجرى عمرو سعد جراحة في عينه اليمنى، بغرض
إحداث تغيير فيها، وبعد انتهاء التصوير أجرى جراحة أخرى لنزع
العدسة، وعودتها إلى وضعها الطبيعي، لكنه ظل يعاني ألماً في عينه
رغم نزع العدسة، وشعر بأنها أضيق من عينه اليسرى.
الفيلم من إخراج أحمد البدري، إنتاج محمد السبكي، يشارك في
البطولة: درة وأحمد عبد العزيز.
في «الإكسلانس» الذي عرض في شهر رمضان الماضي، أنقص أحمد رزق وزنه
وأطلق لحيته وأطال شعره ليبدو في شخصية وزير الاستثمار في عهد
الإخوان. المسلسل من إخراج وائل عبد الله، يشارك في البطولة: أحمد
عز، نور اللبنانية، ومنة فضالي.
كان رزق حلق شعره تماماً ليجسد شخصية مريض نفسي في مسلسل «الإخوة
الأعداء» المأخوذ من الرواية العالمية التي تحمل الاسم نفسه،
مؤكداً ألا شيء يمنعه في تغيير شكله ما دام يخدم دوره في النهاية.
عمد أحمد السقا إلى زيادة وزنه في «إبراهيم الأبيض» إذ كان عليه أن
يظهر كذلك حتى يجد صعوبة في التحرك بوزنه المترهل هذا. الفيلم من
إخراج مروان حامد، يشارك في البطولة: هند صبري، محمود عبد العزيز،
نضال الشافعي.
توجه محمود حميده إلى طبيب أسنان ليخلع أحد أسنانه في مقدمة فمه،
لأداء دوره في فيلم «جنة الشياطين»؛ إذ جسد شخصية رجل ميت طوال
الأحداث، وهو ما تسبب له في عاهة مستديمة، احتاجت إلى وقت لعلاجها. |