شهد
عودة نور الشريف إلى السينما بعد غياب طويل:
«بتوقيت القاهرة» لأمير رمسيس: رحلة بحث عن الزمن المفقود
القاهرة- «القدس العربي» من رانيا يوسف:
قليلة هي الأفلام التي تدفعك لتبحث بين شخصياتها عن نفسك، بل
وتتمنى أن تصبح أحد أبطالها، مثل هذه الأعمال تؤجج في المشاهد
الشعور بالتوحد مع الأحداث وتحيله من مجرد مشاهد على كرسي إلى عنصر
فعال، يتنقل بين الشخصيات التي تختلس ملامحها جزءا من واقعه.
فيلم «بتوقيت القاهرة» للمخرج أمير رمسيس استطاع أن يكسر حاجز
الزمان، ليربط الماضي بالحاضر والحاضر بالمستقبل، معبراً بإنسانية
خالصة عن حالة مكتملة من المشاعر الإنسانية التي تأثرت بالمتغيرات
الاجتماعية والسياسية، حيث ينسج المخرج وكاتب السيناريو أمير رمسيس
من خلال 3 قصص منفصلة متصلة دورة حياة كاملة لنماذج مختلفة عمرياً
واجتماعياً لكنها تكمل بعضها بعضا عبر دورة زمنية واحدة، يعبر فيها
الأزمنة الثلاثة، تقف القصة الأولى عند نهاية كل الأشياء حيث يحيى
الذي يعاني من مرض الزهايمر بعد أن بلغ من العمر أرذله، يسعى من
خلال بقايا ذاكرته إلى البحث عن سبب من أجله يصل الماضي المشوش
بالحاضر المزيف، ويتمسك بما تبقى له من مشاعر استعاض بها عن ذاكرته
المفقودة، يتمسك يحيى بالبحث عن صورة امرأة لا يتذكرها لكنها يشعر
بأنها خلاصه الوحيد وسط صحراء النسيان التي أحالته إلى طفل صغير
يتمرد على خوفه وعلى سيطرة ابنه وقسوته التي تصل إلى الاعتداء
عليه، فيهرب من حاضره التعيس طواعية ليلجأ الى مشاعر مجهولة يستدل
بها على ذاكرته المفقودة، يهرب من البيت بحثاً عن صاحبة الصورة حيث
يلتقي بشاب يحاول هو الآخر تجاوز التهديد بالقتل من عصابة تتاجر
بالمخدرات، فيختبئ كل منهما في الآخر ويدعما بعضهما بعضا في الهرب
حتى يصل كل منهما إلى مبتغاه.
في الوقت الذي تبدأ فيه «أميرة» رحلة البحث عن والدها المفقود الذي
لا يتذكر سواها، تساعده أميرة على التحرر من أسر ذاكرته المنسية،
ويحيل المخرج والمؤلف أمير رمسيس سبب تناحر الابن مع والده إلى أحد
النماذج التي تأثرت بالمتغيرات الاجتماعية في مصر على مدار السنوات
الماضية، حيث يتجه الابن إلى التشدد الذي يصل حد التطرف، والذي
يعكس تحول جيل كامل من الوسطية الدينية إلى التطرف على يد بعض دعاة
الدين المتشددين، حيث لا يتقبل هذا التيار فكرة المواطنة والتعايش
مع الآخر حتى إن كان من يختلف معهم هم والداه، وترتفع حدة الصراع
بين الابن ووالده بسبب والدته التي كانت تعتنق اليهودية قبل ان
تتزوج منه.
يواصل رمسيس تفنيد تأثير المتغيرات السياسية على الوضع الاجتماعي
في مصر، خاصة في السنوات القليلة الماضية ومع صعود حكم الإخوان
المسلمين وارتفاع نبرة التشدد الديني وانتشار التجارة بالفتاوى
الدينية، خاصة في القنوات الفضائية التي أصبحت تؤثر على كافة شرائح
المجتمع، خاصة الشرائح الاجتماعية البسيطة والفقيرة التي تعتمد في
استقاء معلوماتها من جهاز التلفزيون، من خلال فوبيا فتاوى رجال
الدين الذين وظفوا الخطاب الديني لبث موجه جديدة من العادات
القبلية المتشددة والغريبة على نسيج الشعب المصري، والتي اثار
بعضها السخرية من الدين لسذاجة تلك الفتاوى. جاء امير رمسيس بإحدى
هذه الفتاوى التي تمس ممارسة الفنون، وعرضها بإسلوب ساخر من خلال
شخصية «ليلى» التي تقوم بدورها الفنانة ميرفت أمين، وهي ممثلة
أعلنت اعتزالها التمثيل بعد سنوات من التألق والنجومية، وتحولت مثل
الكثير من الممثلات الى تحريم الفن بناء على مثل هذه الفتاوى، تسعى
ليلى الى الزواج من رجل دين متشدد يجبرها على البحث عن «سامح» زميل
لها تزوجت به في أحد الأعمال السينمائية ليقوم اولاً بتطليقها،
عملاً بالفتوى التي تؤكد على شرعية مشاهد الزواج في الفن، وتطلب
ليلى من زميلها سامي أن يطلقها لكنه يسخر منها ويذكرها أن ديانتهما
مختلفة وأن ما حدث بينهم ليس زواجا حقيقيا ولكنه مجرد مشهد تمثيلي.
أكثر ما يمكنه ان يفسد العمل السينمائي خاصة الذي يتضمن أكثر من
قصة منفصلة هو أن تفلت الأحداث من بين يدي كاتب السيناريو فيفضل
قصة على اخرى أو يهدر مساحة أحداث معينة على حساب اخرى، لكن المخرج
امير رمسيس استطاع ان يحافظ على هذا التوازن السردي بين القصص
الثلاث التي انتهت إلى قصة واحدة كبيرة تقاربت فيها الأطراف واكملت
بعضها بعضا، مثل لعبة البازل، «يحيى» الذي يبحث عن صاحبة الصورة
المفقودة يصل في النهاية إلى «ليلى» التي تسعى إلى الزواج حتى تكسر
وحدتها، وتكتمل الصورة بالقصة الأخيرة لسلمى ابنة ليلى التي تعيش
حلمها مع الشاب التي تحبه ويرغب كل منهما في الآخر، لكن ظروف
الحياة المادية تحيل بينهما وبين تحقيق احلامهما بشكل اجتماعي
لائق، فتلتقي سلمى وحبيبها بعيداً عن الأنظار في بيت صديق له
يتوهمون انه يمارس نشاطا سياسيا محظورا، فتعيش سلمى وحبيبها لحظات
من الرعب خشية مداهمة الشرطة لبيته او تصويرهما خلسه واعتقالهما
بتهمة سياسية او جنسية، يعتمد فيها المخرج على تكثيف المواقف
الرومانسية بطريقة ساخرة يعلن فيها عن اهدار المشاعر الرومانسية في
علاقات الحب واختزالها في العلاقة الجنسية، خاصة عند الشباب الذين
يعانون من القهر المادي والضغط الاجتماعي.
لا يحسب للمخرج أمير رمسيس فقط أنه أعاد في هذا العمل الفنان
الكبير نور الشريف الى شاشة السينما مرة أخرى بعد عدة سنوات من
الانقطاع، لكنه استطاع ان يعيده في أحد أهم وأنجح الأدوار الذي
قدمها الفنان الكبير على مدار مشواره الفني، نور الشريف الذي خرج
منذ فترة قصيرة من وعكة صحية، تمكن من انتشال شخصية يحيى من فخ
تعاطف الجمهور معها ووضعها اداؤه المحترف في خانة المعايشة،
الجمهور الذي بكي في صالة العرض مع كل خطوة يخطوها يحيى نحو حلمه،
لم يتعاطف معه بل تقمص مشاعره واصبح يتخيل نفسه كيف يبدو عند بلوغه
هذا العمر أو إن أدركه هذا المرض.
التضامن العربي مع باريس:
ميا خليفة والفيلم «البورنوغرافي» الطويل! أنا طفلة سورية تجمدت
جثتي من البرد
أسمى العطاونة*
ها نحن وما لبثنا وأن ودعنا عاما وإحتفينا بعام جديد آملين، فرحين،
يقبل أحدنا الآخر، إلا أن لاقتنا الحقيقة المرة، تذكرنا بأن لا عام
جديدا ولا فرحة وآلاف اللاجئين السوريين ما زالوا وبعد مرور أربعة
أعوام، يقطنون الخيام. ومازال الأطفال السوريون، وبعد موتهم جوعا
ومرضا يموتون اليوم تجمدا.
وفي الوقت الذي نجتمع فيه حول موائدنا في بيوتنا الدافئة، حيث
يلملم كل منا أفراد عائلته المشتتة وأصحابه وأقاربه ليستقبلوا معا
أملا جديدا، وعاما جديدا، تلاحقنا أشباح السوريين كوصمة عار رسخت
على جبين إنسانيتنا وستلاحقنا طوال حياتنا.
هم الحزانى والمشردون والوحيدون في محنتهم، فمنهم من يغرق فيبتلعه
البحر قبل أن يصل إلى الناصية، ومنهم من يحلم بقليل من الدفء.
السنين تمر وكلنا يلقي برزنامة العام القديم ويعلق الرزمانة
الجديدة، ليتابع مشاريعه وعمله وكتاباته ويؤرخ أعياد ميلاد أحبائه
من جديد.
هم يبقون وحيدين تؤازرهم مآسيهم، لا يعدون الأيام مثلنا، بل
ينتظرون الموت المفاجىء، وما أبشع أن تحاط برائحة الموت، دون أن
يطالك خلاصه. هم السوريون يعلموننا نحن، الأحياء ذوو الضمائر
الميتة أسرار الحياة وأسرار التشبث بالأمل. نشيح بأعيننا عنهم وعن
جثثهم الصغيرة والمجمدة، تزيح الأم بأطراف أصابعها الشاشة البيضاء
عن وجه رضيعها المجمد للكاميرا، فيما نرفع بأنظارنا مندهشين
بفرقعات الألعاب النارية، لترسم لنا عبارات تهنئة بالعام الجديد.
كم نحن حثالى وكم نحن مرضى وكم نحن عنصريون وجبناء! نحن العرب
المتضامنون والمتحدون، ولأول مرة ترانا مجتمعين تحت راية واحدة،
رغم اختلافاتنا، معبرين عن عقدة النقص تجاه «الرجل الأبيض» لنطلي
سمارنا بـ»بياض» أكثر «بياضا» من «الرجل الأبيض» نفسه. تصدعت جدران
حناجرنا بهتافات تصرخ دفاعا عن «حرية التعبير». عبارات وهتافات ما
لبثت وأن انشطرت إلى مؤيد ومناهض من «أنا شارلي» إلى «أنا ضد
شارلي» وإلى «أنا الرسول محمد» وإلى «أنا ضد الإرهاب الإسلامي».
اتحدنا جميعنا، صحف ومجلات ورسامين وكتاب ومثقفين تحت راية «حرية
التعبير»، تلك البعيدة وتلك القادمة من بعيد، حيث نرى الحضارة وحيث
التقدم وحيث تحترم حقوق الحيوان قبل الانسان.
ومنا من صرخ بحرية التعبير الفرنسية الطابع والشكل والمضمون. تعددت
لغاتنا لتتجمع موحدة لصوت واحد «أنا شارلي» لنريهم كم نحن مختلفون،
نحن لا نشبه من يعاديكم، نحن معتدلون وندافع عن حقكم أكثر من
دفاعنا عن حقنا في الوجود، نحن «نحبكم» و»نكره أنفسنا». نحن من
ندافع عن ما هو هناك بعيد عن خيم السوريين وبعيد عن الشهداء في
غزة، وبعيد عن طفلة نيجيرية استخدم جسدها كعبوة ناسفة ليقتل بها
أبرياء.
نحن البعيدون كل البعد عن الحرية وعن المواطنة وعن المدنية وحتى عن
احترام الإختلاف. لقد وقفنا مندهشين أمام وقفة الفرنسيين وتضامنهم
كأسرة واحدة يدافعون عن حقهم في التعبير ويرون العالم بأسره بأن
تاريخهم ودماءهم التي أزهقت عبر التاريخ الطويل لن تركع أمام أي
تطرف أو أي عنصرية أو أي خطر سيهدد حقهم في التعبير ويهدد حريتهم.
أما نحن فلم نكترث ولم نعرف كيف نتضامن مع ما هو أقرب إلينا،
فتزايد العنصرية تجاه السوريين لم يشهد له مثيل، وتزايد خنق
الحريات لا يتوقف، فترانا نحاسب فتاة صغيرة عن خيارها لتصوير جسدها
العاري واستخدامه وعرضه عبر الافلام «البورنغرافية».
هنا تجدنا متحدين، نشجب ونستنكر ونشتم ونلعن، ليس لأن الفتاة والتي
أسقطت بـ»الأخلاق» التي ندعي امتلاكها ارضا، وصرحت «أليس لدى الشرق
الأوسط أمور أهم مني ليقلق عليها؟ كأن تجدوا رئيسا؟ أو أن يجري
احتواء داعش؟»! لقد كشفت لنا الفتاة حقيقتنا وواقعنا، فرأينا من
خلالها أنفسنا كممثلين في الأفلام «البورنوغرافية» الطويلة، والتي
أجبرنا سياسيونا على لعب أدوارها طوال فترة تحكمهم بنا. ما فعلته
الفتاة هو أن أسقطت الستار وكشفت عوراتنا، تماما كما فعل الفرنسيون
بتضامنهم وأقلامهم المرفوعة في السماء في اكتشافنا لجهلنا ولحقوقنا
ولتضامننا مع ما «لا نمتلكه». من حسن الحظ، كان منا من رأى نفسه
«عربيا» قبل كل شيء، «عربيا» حتى في مآسيه وفي حزنه ورأى في
التضامن مع مآسيه أهمية لا تقل عن تلك التي يتسارع للإنضمام إليها
العالم بأسره.
منا من رأى بأن لجثثنا الحق أيضا في الوجود ومن حق جثثنا أن يهتف
العالم بأسره لتدفن بكرامة.
لقد عبر العالم عن نفاقه وعن كذبه وتسارعت الشياطين المعادية
للإنسان ولحقوقه، ومن بينهم إرهابيون تلطخت أيديهم بدماء أبرياء
إلى التضامن في الصفوف الأولى دفاعا عن الحريات.
تضامنوا وهم في بلادهم يحكمون بالجلد على صحافيين ويتهمونهم ظلما
بالإساءة للدين. ومنهم من قتل صحافيين ومنهم من عذب ومنهم من قمع
وزج في السجن وشرد آخرين لمجرد تعبيرهم عن آرائهم بحرية.
رأيناهم في الصفوف الأولى يمثلون أدوارهم ببراعة ويتسابقون بنيل
«أكبر عدد مشاهدة» لأفلامهم «البورنوغرافية»، تماما كفتاة العشرين
عاما التي يلاحقونها بإسم الأخلاق!
ورأينا من جهة أخرى من يتظاهر وبإسم الإسلام، وكالمجنون حارقا
للعلم الفرنسي وآخر يحرق الإنجيل دفاعا عن هبة «الإسلام» المفاجئة
في داخله، هبة لا تعبر إلا عن قلة إيمانه وعمق جهله، فقلبه لا يهب
ويصحى للإسلام إلا عند رؤية الرسوم، ولا يتحرك دفاعا عن أطفال
سوريا أو فلسطين أو حتى عن طفلة في نيجيريا أو مدرسة قتل أطفالها
في باكستان. يتحرك قلبه ويصحو إسلامه، لمجرد رؤيته لرسمة استفزت
مشاعره وكشفت عن رؤيته السطحية للإسلام كدين وعلم وحضارة. نهاية
وبعيدا عن «عهر» ودجل حكامنا، واحتراما لكل من قتلوا في باريس أو
في نيجيريا أو في أي مكان في العالم، سأنادي حاليا وفقط بشعار «أنا
طفلة سورية تجمدت جثتها من البرد».
«مِس ليبانون».. الإرهاب يصل إلى أراضي أمريكا
لأعود لجو النفاق الاجتماعي العربي، سأخصص هذه السطور لخبر عرضته
قناة «فرانس 24» العربية، والذي يتحدث عن صورة سيلفي جمعت بين ملكة
جمال لبنان سالي جريج وملكة جمال اسرائيل دورون ماتالون.
الصورة تظهر فيها الملكتان مبتسمتين ومشرقتين وجميلتين. ولكن الحرب
لا بد وأن تطال الجمال أيضا، ولا بد أن تتعدى الحدود الجغرافية
ليصل الإرهاب الاجتماعي إلى أرض أمريكا وتحديدا في ميامي، حيث تعقد
مسابقة ملكة جمال الكون.
الملكة اللبنانية على موقع «أنستغرام» قصت رأس الملكة الإسرائيلية
من الصورة تفاديا للمشاكل مع مجتمعها، أما الملكة الاسرائيلية وعلى
موقع «أنستغرام» أيضا نشرت الصورة كاملة وهي مبتسمة بجانب ملكة
لبنان خلال التقاط السيلفي، لينقسم اللبنانيون من جديد، ويتركون
ميا خليفة لشأنها قليلا، وليمسكوا بقضية ملكة جمال لبنان، حيث
يطالب البعض بأن تتجرد من لقبها الملكي بسبب التقاطها للسلفي بجانب
«العدوة» ملكة اسرائيل.
ولم يكن من المسكينة، ولا يمكننا أن نتخيل الحالة النفسية المتوترة
التي تمر بها خلال سباقها لنيل لقب ملكة جمال الكون «لقب مشرف لنا»
بأن تكون ملكة جمال الكون عربية! وبدلا من تركها وشأنها وتحضيراتها
والتهوين والتخفيف من توترها وعنائها، لتبقى على جمالها وحيويتها
للمسابقة، نرانا نحطمها نفسيا ونتهمها بالخيانة ونحملها عاتق فشلنا
وخيباتنا السياسية والاجتماعية.
لم أسمع بحياتي، وربما أكون مخطئة، عن ملكة جمال تمثل سياسة دولة
وتتحمل عاقبة حروبها. راحت المسكينة تبرر عبر «فيسبوك» و»أنستغرام»
بأنها ومنذ وصولها إلى المسابقة، التزمت الحذر تماما لتجنب أي
اتصال مع ملكة جمال اسرائيل وعبرت بأن ملكة جمال اسرائيل أقحمت
نفسها في الصورة ونشرتها.
الغريب بأن جريج بردها على «هبل» البعض وتخلفهم، أعطت لمنافستها حق
الشعور بالـ»الحزن» لما جرى، وظهرت الإسرائيلية كـ»متفهمة» لما
يحدث و»حزينة لان العداء لايخرج من الموضوع»!
بعد القتل على أيدي الشرطة «وجوه سوداء» للتدرب على السلاح
ولأبقى في جو ميامي، ولكن هذه المرة بعيدا عن الجمال، سأتحدث عن
خبر عرضته محطة «أن.بي.سي» الأمريكية، والذي يتناول هواية جديدة
يستخدمها أفراد شرطة ميامي الأمريكية وهي التدرب على القنص من خلال
إطلاق الرصاص على صور لوجوه سوداء أو ما يطلق عليهم «الأفارقة
الأمريكيون».
لقد كانت وراء اكتشاف الأمر، شرطية سوداء اكتشفت بالصدفة صورة
لأخيها وآخرين سود مليئة بطلقات لأعيرة نارية. وتستغرب الشرطية
محاولة إيقاف دموعها ومتساءلة «لم استخدموا أخي كهدف لتدربهم؟».
وفي رده على تساؤلات الصحافيين أشار مدير شرطة شمال شاطئ ميامي،
بأن المتدربين من الشرطة يستخدمون البيض والأمريكيون الإسبان أيضا،
ورفض أن يتهم أعضاء فريقه بالعنصريين. ورغم بشاعة ما يحدث إلا أنه
لم يتم ردع المتدربين أو تتم إدانتهم بل أوقف تدربهم لفترة اجراءات
التحقيق.
*إعلامية فلسطينية تقيم في باريس
صفية العمري: أعود للسينما بفيلم «الليلة الكبيرة»
يعجبها من جيل الشباب منى زكي وأحمد حلمي ودنيا سمير غانم
محمد عاطف: القاهرة – «القدس العربي»
النجمة صفية العمري إحدى الفنانات اللاتي قدمن أدوارا تحسب لهن،
لأنها حرصت منذ بدايتها على دقة الاختيار وألا تخضع للعمل من أجل
الإنتشار أو الاضطرار.
تختفي كثيرا وتظهر وعندما تعود للتمثيل وسط انشغالاتها خاصة في
سفرياتها كسفيرة للنوايا الحسنة، فإنها تختار الدور اللافت للنظر
والمؤثر في الناس.
بعد اختفاء واعتذارات وانسحابات سألنا النجمة صفية العمري بماذا
تعودين للفن؟
تقول: أعود بفيلم «الليلة الكبيرة»، الذي يجمع حوالي 35 فنانا
وفنانة، وأجسد فيه شخصية شعبية وهي جديدة علي ومختلفة عما قدمته من
قبل، وأذاكر الدور كثيرا ولمدة شهر كامل أقرأ وأحلل الشخصية وأبحث
عن تفاصيلها التي أرغب في الظهور بها، لأن الجمهور يعلم اختياراتي
ولا بد أن يرى كل ما هو جديد ولا يتوقعه مني.
من النجوم المشاركين، سميحة أيوب ومحمود الجندي وأحمد بدير ونيللي
كريم وزينة وياسر جلال وأحمد رزق وأيتن عامر وصبري فواز وعمرو عبد
الجليل وسوسن بدر وعدد كبير من النجوم والنجمات، تأليف أحمد عبد
الله وإخراج سامح عبد العزيز.
■
وعن سؤالنا لها: هل تخافين من أدوار الشر؟
تجيب: يقولون إنني قدمت أدوار الشر كثيرا، بينما قدمت أدوار المرأة
القوية وفيها دراما ومجهود وهي تختلف عن ادوار الشر والنجوم الذين
أدوا هذه النوعية طيبيون جدا في حياتهم وعندما قدمت أدوار الطيبة
في السينما زمان لم تكن مثل أدوار الشر في ردود الأفعال لها.
■
لكنك ظهرت في هذا التوقيت بأدوار طيبة في أفلام ناجحة مثل «العذاب
إمرأة»، كيف وجدت دورك؟
□ السر الذي لا يعرفه الجمهور أن فيلم «العذاب إمرأة « تعاقدت عليه
مع المنتج رياض العقاد على دور الزوجة الذي قدمته الفنانة نيللي
ونجحت فيه جدا.
■
وماذا حدث؟
□ جلس معي المخرج أحمد يحيى وأقنعني بأن أغير من نوعية الأدوار
القوية التي قدمتها قبله ووافقت، رغم أنني شعرت بأن هناك أمرا ما
وراء ذلك لكنني نفذت الفيلم.
■
من أكثر المخرجين تأثيرا في شخصيتك الفنية؟
□ كل مخرج له تشكيل في شخصيتي، مثل صلاح أبو سيف، ويوسف شاهين
وبركات، وأغلب المخرجين الكبار.
■
هل دخولك مجال التلفزيون لزيادة الانتشار؟
□ لم أكن في ذلك الوقت أختار، ولكنني أجتهد لأصل إلى الدور الجيد،
ودائما في البدايات يحتاج الفنان الى الإنتشار الفني ومع ذلك كنت
أقبل الدور الذي يعجبني ولم أجري وراء المال بل العمل الجيد.
■
هل إكتشفت موهبتك في التمثيل منذ الصغر أم لاحقا؟
□ في بداياتي كنت أحلم أن أكون راقصة بالية أو عازفة موسيقى، ولذا
دخلت الفن واكتشفني المنتج الراحل رمسيس نجيب، ومنذ ذلك الوقت لم
أشارك بعمل لمجرد التواجد أو الاضطرار، واهتممت بالإختيار وشعرت أن
فيلما جيدا أفضل من مائة سيئة.
■
هل تتابعين الأفلام الجديدة ونجومها؟
□ بالتأكيد، وتعجبني منى زكي وأحمد حلمي ودنيا سمير غانم، التي
أراها شبيهة بالسندريلا سعاد حسني.
■
هل تعتقدين أن الإنجاب يعطل الفنانة؟
□ عندما أنجبت أحمد ووليد ركزت معهما حتى شعرت بالطمأنينة عليهما
ثم عدت للتمثيل، وأي فنانة لا تنجب وتركز على الفن تندم على ذلك،
لأن الفن لا يستمر ووقتها تعيش الفنانة في حالة من الوحدة الرهيبة
التي أخاف منها ولا أحتملها، ولذا لي شقيقة معي دائما.
■
ابتعادك عن أولادك بسبب حياتهم في أمريكا هل أثر عليك وعلى علاقتك
بهما؟
□ أغلب أيام العام أسافر إليهما، صحيح أشعر بالشوق إليهما، لكن
وجودهما في مجال تعليمي جيد وحياة أفضل يجعلني أصبر على ابتعادهما
عني.
■
هل ندمت على انسحابك من مسلسل «باب الخلق»؟
□ لم أندم لأنني صورت مشاهد كثيرة فيه، ثم فوجئت بأن المخرج يطالب
بحذف أجزاء من الدور فاعترضت وانسحبت. |