مهرجان «صندانس» للسينما المستقلة يعرض الاغتصاب في الجامعات
الامريكية وقضايا حساسة
حسام عاصي - لوس أنجليس – «القدس العربي»
علق النجم العالمي روبرت ريدفورد على العملية الارهابية التي أدت
الى مقتل عدد من صحافيي مجلة «شارلي إيبدو» في باريس، في مؤتمر
افتتاح مهرجان صندانس الذي أسسه قبل 31 عاما، قائلا «أظن أن هناك
هجوما على حرية التعبير في أماكن مختلفة كثيرة، وذلك ليس محصورا
بباريس.
وأضاف كان حدثا حزينا وصادما، ولكن أشعر أنه كان دعوة للاستيقاظ.
نحن هنا نؤمن بالتنوع، وحرية التعبير أمر اساسي بالنسبة لنا، كما
هو واضح من افلامنا. التي سوف تزعج بعض الناس، ولكن هذا ليس خطأ.
هذه هي التنوعية التي تعرض لنا أشياء من أماكن مختلفة ومن وجهات
نظر مختلفة. وحرية التعبير في خطر في مجالات كثيرة، ونحن من
ناحيتنا هنا سوف نعمل كل ما بوسعنا لابقائها على الحياة».
وبالفعل فان كثيرا من أفلام «مهرجان صندانس» تتناول مواضيع سياسية،
اجتماعية ودينية مثيرة للجدل واستفزازية عادة تتفادها هوليوود.
ولكن ريدفورد يؤكد ان تأسيس صندانس لم يكن تمردا على هوليوود وإنما
تعبئة فجوة خلقها منهج انتاج الافلام الدارج في هوليوود، التي
توقفت عن صنع أفلام جوهرية ذات ميزانيات ضئيلة، وركزت على انتاج
الأفلام الضخمة المدججة بالمؤثرات الخاصة، التي تجذب الأجيال
الشابة لصالات السينما.
«هوليوود دائما تلاحق المال وبحق. ولهدا قمت بتأسيس «صندانس» لكي
نركز على الأفلام المستقلة، وهي الأفلام الصغيرة المتنوعة. ببساطة
أردت أن أضع الحياة في شيء كان على حافة الهلاك».
واختار ريدفورد مدينة بارك سيتي الجبلية مركزا للمهرجان بدلا من
مدينة كبرى مثل لوس انجليس أو نيويورك لكي يمزج فن السينما مع
الطبيعة الخلابة بعيدا عن إزعاج المدن الكبرى: «السبب الاول هو انه
كان مستحيلا تمويل مشروع من هذا النوع في مدينة كبيرة، والسبب
الثاني هو أنني كنت أظن أن الطبيعة سوف تمنح صانعي الأفلام الحرية،
والأمان والإلهام».
ولكن ريدفورد يعترف ان صنع الافلام تغير جذريا في الاعوام الأخيرة
وانه يواجه منافسة قوية من الافلام والمسلسلات التلفزيونية التي
أصبحت تتفوق مضمونا وإبداعا: «التلفزيون اصبح سينما. الفرق بينهما
اختفى وسبب ذلك هو أن الفيلم الدارج ينكمش. صعب هذه الأيام لفنان
أن يجد منفذا الى صناعة الأفلام. والأن هناك تشابها بين السينما
المستقلة والتلفزيون من ناحية نوعية الفنانين والمضامين
والابتكار». فعلا فقدا تم ادراج مسلسلات تلفزيونية هذا العام في
برنامج المهرجان مثل مسلسلي «كيف ترقص في اوهايو» و»حيوانات» الذين
سوف تعرض حلقاتها الستة بالكامل. ووصف ريدفود هذا التطور «بتغيير
جذري في عالم السينما المستقلة».
يذكر أن فيلم يقوم ببطولته ريدفور وهو «مشي في الأحراش» يشترك في
المهرجان، ولكن النجم الهوليوود البالغ 78 من عمره ينكر أنه كان
وراء اختياره، مؤكدا أنه لا يتدخل في قرارات اختيار األام
المهرجان.
وتنبع أهمية مهرجان «صندانس» من كونه الأكبر عالميا للسينما
المستقلة، وقاعدة انطلاق لأفلام غير هوليوودية ذات ميزانيات ضئيلة
غالبا تكون الاولى أو الثانية لمخرجيها. فكثير من المخرجين الذين
حضروه بأفلامهم الاولى، تحولوا من مجهولين الى نجوم سينما عالميين،
مثل كوانتين تارنتينو، ستيفين سودوبرغ، دافيد او راسل و ريتشاد
لينكلاتر.
الافلام التي اشتركت في مهرجان عام 2014، ترددت في مهرجانات لاحقة
مثل برلين، كانّ، فينيسا، برلين، لندن وغيرها، وما زالت بعضها
تتصدر عناوين الصحف لنيلها جوائز سينمائية مهمة مثل فيلم الافتتاح
والفائز بجائزة الجمهور والتحكيم «سوط» وهو فيلم المخرج الشاب
داميان غزال الطويل الاول «سوط»، الذي رشح مؤخرا لجوائز اوسكار دهي
فئة أفضل فيلم وافضل ممثل مساعد، وفيلم المخرج ريتشارد لينكلاتر
«الصبا» الذي حصد كل الجوائز السينمائية ومن أهمها جائزة «غلودن
غلوب» لافضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة مساعدة، كما يُتوقع ان
يقتنص جوائز أوسكار مشابهة الشهر المقبل. لا عجب اذا أن 4105 أفلام
طويلة من الولايات المتحدة وخارجها (وهذا يشكل ارتفاعا قدره 50
فيلما عن عدد الأفلام التي عُرضت العام الماضي) و 8000 فيلم قصير
قدمت للمهرجان للمعاينة في مرحلة الاختيار، آملة أن تشترك فيه هذا
العام. وفي الشهر الماضي أعلن المهرجان عن اختيار 188 فيلما طويلا
منها 103 أفلام تعرض لأول مرة.
الغريب هو أن الأفلام الأمريكية الـ18 التي تتنافس في مسابقة
الافلام الطويلة الروائية هي الأكثر تجاريا اذ يقوم ببطولتها نجوم
هوليووديون ويخرجها مخرجون معروفون. ولكن مدير المهرجان، جون كوبر،
يؤكد أنه رغم مظهرها التجاري فهي تتسم بطابع مستقل ومعبأة بروح
السينما المستقلة. ومن ضمن هذه الافلام: «أخر الأيام في الصحراء»
من بطولة ايان ماكريغير ويدور حول علاقة المسيح مع ربه والشيطان،
والفيلم الرومانسي «بروكلين» الذي تلعب فيه ساويرس رونان دور
مهاجرة ايرلندية في امريكا و»ّأنا فرانك» من بطولة جيمس فرانكو
الذي يجسد دور صحافي مثلي يتنكر لمثليته ليصير قسيسا. ويقوم فرانكو
ايضا ببطولة فيلم «قصة حقيقية» الذي يحكي قصة متهم بالقتل يسرق
هوية صحافي يعمل في صحيفة «نيويورك تايمز».
كما افتتح المهرجان فيلم «الارض الغريبة» من بطولة النجمة نيكول
كيدمان، وغاي بيرس وهيوغو ويفينغ ومن اخراج ماثيو باركر، وهو يدور
حول زوجين تتأزم علاقتهما ويشرفان على الانفصال في أعقاب اختفاء
ولديهاما المراهقين في الصحراء الأسترالية، ويجبران عندئذ على
مواجهة لغز مصير ولديهما.
واضح من الأفلام المذكورة اعلاه ان ما يميز أفلام مهرجان «صندانس»
ليس رخص انتاجها وحسب وانما المواضيع المثيرة للجدل والاستفزازية
التي تتناولها، منها السياسية والاجتماعية والتاريخية، مثل الفيلم
الوثائقي «توضيح: السيانتولوجيا وسجن الايمان» الذي يكشف عن خبايا
كنيسة السيانتولوجيا من خلال لقاءات مع اعضاء سابقين. أو «شاك
نوريس مقابل الشيوعية» الذي يدور حول شعبية نجم أفلام الكاريتيه في
رومانيا في الثمانينيات، أو «وولفباك» عن مجموعة اخوة مراهقين
محبوسين في شقة في نيويورك ومشاهدة الأفلام هو رابطهم الوحيد
للعالم الخارجي. وهناك أيضا «اهلا في ليث» عن بيض عنصريين يحاولون
السيطرة على بلد صغيرة و»مطلوب فتيات حاميات» عن استدراج فتيات
صغيرا للعمل في الأفلام الإباحية و»ساحة الصيد» الذي يكشف عن ظاهرة
الإغتصابات الجنسية المنتشرة في الجامعات الامريكية، و»سر مفتوح»
عن الاستغلال الجنسي للممثلين الذكور في هوليوود، و»3/12 دقيقة» عن
الاحداث العنصرية التي وقعت مؤخرا في مدينة فيرغسون، و»خوف» الذي
يعالج سياسة مناوئة الارهاب.
ويشترك في مسابقة الروائي الدولي 12 فيلما عالميا آتية من
بريطانيا، كندا، البرازيل، ليتوانيا، واوكرانيا وسواها. و13 فيلما
اخرى تتنافس في مسابقة الوثائقي العالمي. للأسف هناك غياب تام
للافلام العربية. ويذكر أن فيلما سوريا وهو «الخروج من حمص»، فاز
بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان العام الماضي.
الوثائقي
«نازلين التحرير» للمخرج سميح منسي:
تحية للشعب وإدانة لمن أهدروا ثورته
محمد عبد الرحيم - القاهرة ـ «القدس العربي» :
العام الرابع لثورة 25 يناير/كانون الثاني، التي لا نصفها بالذكرى
لأنها كلمة يختص بها الأموات، العام الرابع للثورة، رغم كل ما يحدث
بشكل منظم لتفريغها من معناها والقضاء عليها، هذا الحدث الذي أتاح
للمصريين أن يخرجوا من قبورهم مرة أخرى، ويعرفون مدى جدارتهم
بالحياة. تحاول بعض الأعمال الفنية الجادة القبض على اللحظة
الثورية وجعلها لحظة دائمة، حالة يجب العيش والتفكير داخلها، لا
مجرد النظر إليها من الخارج أو التعليق عليها بشكل أو بآخر، وهذا
ما قام به المخرج سميح منسي خلال فيلمه الوثائقي «نازلين التحرير»،
الذي عُرض مؤخراً بمركز الثقافة السينمائية بالقاهرة، بمناسبة
احتفالات ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. الفيلم من إنتاج
المركز القومي للسينما 2014، وتم تصويره بداية من 25 يناير 2011،
وحتى أحداث 30 يونيو/حزيران 2013، التي انتهت بسقوط الإخوان
وخروجهم من السلطة. وكما ذكر منسي أنه قام بتصوير ما يُقارب 140
ساعة لتوثيق هذه الأحداث، وأن «نازلين التحرير» يعتبر جزءا أول ــ
مدة الفيلم حوالي 45 دقيقة ــ استعرض أحداث الثورة ومجازر المجلس
العسكري ووصول الإخوان للسلطة، وان الجزء الثاني سيتعرض لفترة حُكم
الإخوان وتداعياتها حتى أحداث 30 يونيو. أعقب العرض ندوة أدارتها
الناقدة والكاتبة صفاء الليثي، وشارك بها العديد من السينمائيين
والمهتمين من الجمهور.
التوثيق الفني
رغم أن ثورة 25 يناير كانت من أكثر الثورات التي تمت مشاهدة
أحداثها بشكل يكاد يكون لحظياً بفضل الفضائيات، وهو ما لم يحدث مع
أي ثورة سابقة، إلا أن لقطات منسي وفريق عمله كانت تكشف جانباً آخر
لم تستهلكه الفضائيات ــ شارك منسي في الثورة منذ يومها الأول
كواطن ــ الكاميرا كانت تركز وتتتبّع وجوه المصريين وانفعالاتهم
بكل طوائفهم وفئاتهم الاجتماعية، أحلامهم ومطالبهم، ربما لا يجيدون
الحديث أمام الكاميرا، وهو ما أعطى مصداقية لكلماتهم، التي تختلف
عن كلمات وعبارات المثقفين. نجد بسطاء من الرجال والنساء، وجوها لم
نشاهدها من قبل، كوالد أحد الشهداء، يسأل قناص روح ابنه .. عن
كيفية إحساسه وهو يدقق النظر عبر سلاحه، وينوي في لحظة اختطاف روح
الفتى! ومن خلال بناء فيلمي يعتمد لقطات صاخبة بطبيعتها… أحداث
التحرير، أحداث العباسية، الانتخابات الكاريكاتورية التي أوصلت
الإخوان للحُكم، التزوير والدعاية الانتخابية، المجلس العسكري
وجرائمه من قتل وإهانة للمصريين ككشوف العذرية على سبيل المثال،
وسحل الفتيات وتعريتهن، ومساعدته في تزوير الانتخابات لصالح
الإخوان، وطبيعة الحكم العسكري الذي لم يرد التخلي عن السُلطة في
أي لحظة، كل هذا كان يوحي لصانع الفيلم بأن يُطلق عليه اسم «نازلين
التحرير».
الثورة المستمرة
يدل عنوان الفيلم على أن الفعل الثوري مستمر، وان الحالة الثورية
رغم تكالب جميع القوى عليها لتحقيق مصالحها، يدين الفيلم بالأساس
المجلس العسكري الذي أوهم الثوار بوقــوفه جـــوارهم، ثم قــام
بتصفيتهم بعد ذلك، بمشـــاركة الأحزاب الكارتونية والفضائيات
والتيارات الدينية، لم تكن الثورة تعنيهم بقدر ما كانت أزمة على
الجميع تخطيها، لأنها زلزلت مخططاتهم وأفكارهم الرديكالية،
والعنوان يوحي بأن ما تعيشه مصر الآن هو نتاج هذه الأفعال مُجتمعه،
حالة من التواطؤ شارك الجميع بها، والنتائج هي القتل وترصد الثوار
واعتقالهم وإهانتهم بكل الأسلحة الممكنة وعلى رأسها الآن الإعلام،
الذي يرى في الثورة مجرد ذكرى.
حاول منسي عبر اختياره للقطات دالة أن يؤكد وجهة نظره في هؤلاء من
دون مواربة أو إيحاء، وهو ما جعل الفيلم ليس مجرد استعادة لمشاهد
قديمة، بل حالة لم تزل قائمة على أرض الواقع، وهو ما نأى عنه
التوثيق لفعل حدث، واقترب به من التحليل لحدث أصبحنا نعيش نتائجه
الآن. أين الحرية المزعومة؟ وأين الحُكم المدني؟ وأين أهداف
الثورة؟ هذه الـ(أين) تطل دائماً مع كل لقطة من لقطات الفيلم، وكأن
شيئا لم يتغير، وهو الأدعى لعنوان عمل يحرّض على استمرار الفعل
والحالة الثورية مهما حدث من محاولات منظمة للقضاء التام عليها،
وان يكشف في بساطة وعمق من دون جعجعة فارغة كأعمال كثيرة عن أعداء
الثورة الحقيقيين، حتى لا تتحول الثورة إلى ثورة يتامى.
ثرثرة القاعة المظلمة
يتيح الظلام لحظات من الانفلات ــ ظلام قاعة السينما ــ في التصريح
بأفكار أو وجهات نظر معينة، وقد استمعت إلى بعض التعليقات مِمَن هم
بجواري، محكومين بأعمارهم وقِلة حيلتهم، ومساهمتهم بشكل أو بآخر في
الوضع المتدني للثقافة في مصر، كانوا يسخرون طوال العرض من الثورة
والثوار والهتافات وميدان التحرير وكل ما صنعه المصريون! كان
الرجلان من ضيوف العرض، ويعملان بالحقل السينمائي، وتواضعاً منهما
جلسا في الصف الأخير من القاعة، كانت سخريتهما من كل شيء أمامهما،
وبمجرد انتهاء العرض وإضاءة الأنوار، شاركا الحضور التصفيق، وذهبا
لتحية المخرج وطاقم عمله، وتبادل الصور التذكارية معهم! هذه
المفارقة لا نذكرها على سبيل الكشف عنها، بل لأنها تكشف عن سلوك
نفسي لقطاع عريض من مناهضي الثورة، بينهم وبين أنفسهم، لكنهم لا
يتورعون عن المشاركة في الاحتفال والاحتفاء بها. والقياس على هذا
الموقف ينصرف إلى العديد من العَجَزة قليلي الحيلة، الذين يؤمنون
ويرتكنون إلى أصوليات الفكر والمصالح، عاشوا أعمارهم في خدمة كاب
عسكري، ويريدون قضاء المتبقي منه في خدمته أيضاً. المفارقة في وجه
صانع الفيلم الفرِح وبين ابتساماتهم المزيفة، هي نفسها الوضع
الراهن لما تحياه مصر، من دون أي شكل من أشكال المُبالغة.
«نازلين التحرير» … تصوير ممدوح قطب، مؤنس حسين/صوت إبراهيم عبد
العزيز، دارين حسام/مونتاج أحمد حمدي/موسيقى محمد الشاذلي، سيناريو
وإخراج سميح منسي، وهو مخرج وثائقي له على سبيل المثال… «للذاكرة
وقائع، أوان البحر، مقاه وأزمنة، الشيخ يُغني (عن الشيخ إمام)،
إضافة إلى فيلم روائي طويل بعنوان واحد كابيتشينو».
دريد لحام يتذكر لقاءه بعماد مغنية فرح بسيسو تسأل …
وغسان مسعود يجيب وعلوش يقصف عبر التويتر
راشد عيسى
بات مشهد بكاء الفنان غسان مسعود في برنامج تلفزيوني، تعبيراً عن
خوفه على مصير بلده، من كلاسيكيات الـ»يوتيوب» يستعيدها الناشطون
السوريون المعارضون كلما تطلعوا إلى مشهد كوميدي.
كانت المحاولة فاشلة تماماً في استدرار الدمع، ولم تكن ملكات
التمثيل لتسعف الفنان في الحصول على كمية معقولة من الدمع.
أخيراً أتيح لمسعود أن يدافع عن «بكوته» عندما سئل في مقابلة
«أصبحت محبة سورية وكالة حصرية لبعض الأغبياء، الذين يشككون بمحبتك
لوطنك، وكأن سورية لهم وحدهم، ونحن غير معنيين فيها؟! هل تظنني
«أحمق» كي أرد على هؤلاء الناس، أو أن أتحاور معهم؟ سيدنا علي بن
أبي طالب قال: «ما حاورت جاهلاً إلا وغلبني».
هم يظنون أنهم عباقرة، يستطيعون الفصل بين الأداء والحقيقة. علماً
أنه يوجد منهم من تلاميذي الفاشلين».
أما بخصوص تلاميذك الفاشلين فأحسب أن هذا بديهي. من يقبلْ أن يكون
تلميذاً لممثل متواضع الموهبة يصعب أن يكون ذا موهبة عظيمة إلا
بمعجزة.
ليست المحبة هي محور الحديث هنا يا غسان بل الإفتعال، وهذا لا يصعب
على المرء تمييزه، هل نحتاج إلى دكتوراه بستانسلافسكي كي نميز صدق
بكوتك؟ هل تريدنا أن نجري حوارات ونقدم أطروحات في صدق أدائك
البكائي؟ هي مجرد «بكوة» كبوة لا تحتاج إلى حوار جاهل يتجادل فيه
الغالبون والفاشلون!
البحث عن غوار الطوشة
كشف الفنان دريد لحام عن لقاء قديم له مع عماد مغنية، أحد قيادات
«حزب الله» الذي اغتيل في دمشق العام 2008. قال «كنت في زيارة إلى
الجنوب اللبناني بعد التحرير عام 2000، وخلال جولة برفقة وفد من
«حزب الله» تقدم شاب أسمر وقام بمصافحتي دون أن أعرف من هو، لكنه
سرعان ما بادرني «إنت قلتَ بمسرحية «كاسك يا وطن» إنو لبنان احتل
جنوب إسرائيل، وهيدا الشي رح يصير وتسمع فيه».
وأضاف دريد لحام «بعد استشهاد عماد مغنية فقط علمت أن الشاب الذي
حدّثني هو الشهيد مغنيه نفسه».
من الواضح أن لحام منخرط في السياسة منذ زمن بعيد، وقد كنا نسأل
أنفسنا طوال الوقت أين هو كفنان، أين غوار الطوشة. لو أن الرجل
أثبت انخراطاً محايداً في الشأن العام لاستحق احترامنا كما استحقته
انجيلينا جولي، لكن انخراطه هو لمصلحة جهة واحدة فحسب. واضح أنه
أقرب إلى «حزب الله» حتى أكثر من قربه للنظام السوري، وهو قام من
شدة إخلاصة للحزب بتقديم برنامج تلفزيوني على قناته. هناك تماماً
فقدنا غوار الطوشة.
شرور الـ»تويتر»
قبل أن يقصف زهران علوش قائد «جيش الإسلام» دمشق بالصواريخ الأحد
الماضي كان بدأ قصفه «مغرداً» على «تويتر». هناك بدأ الرجل الحرب،
وهناك صار الناس يعدون صاروخ، اثنان، لتصل حسب إعلانه في آخر اليوم
إلى المئة.
إنها واحدة من مرات قليلة يشعر المرء معها أن الـ»تويتر» تحول إلى
منصة لإطلاق الصواريخ.
الحدث كشف عن صفحة علوش فرحنا نكتشف سوريا أخرى هناك، حيث يتفرد
الرجل بحكم غوطة دمشق الشرقية. هناك مقابلاته المليئة بالتهديد
والوعيد ومعاداة الديمقراطية ومسوغات حربه على من يشق عصا الطاعة،
وهناك بالطبع أحكام القضاء المبرم. يلفت نظرك فيديو يشاركه علوش،
ويحمل عنوان «خطر الإعلام على الثورة»!.
تصوروا! خطر الإعلام لا خطر تكميم الأفواه، لا خطر غياب قضاء عادل،
اي والله هكذا: خطر الإعلام. وفيه تقرير مصور من موقع معسكر وادي
الضيف يستعرض الانتصار هناك.
ظننا أول الأمر أن الاعتراض علـى التقارير المتلفزة جاء خشية تحديد
مواقعهم وتقديم معلومات مجانية عنهم. إلا أن القضية كلها أنهم
يعترضون على أن التقارير تنسب النصر إلى «جبهة النصرة» وحدها
وإغفال القوى الأخرى! .
علوش إذاً في مكان آخر، لقد انتصر الرجل وبدأ بتوزيع الغنائم
لنفسه، والصواريخ للآمنين. اللهم احمنا واحمهم من شرور الـ»تويتر».
اسألوا زكي!
كنت أتجول في مقابلات سابقة من «بيت القصيد»، برنامج زاهي وهبة على
قناة «الميادين» حين عثرت على مقابلة مع الممثلة الفلسطينية فرح
بسيسو. فوجئت بالممثلة السابقة، المذيعة لاحقاً في «كلام نواعم»،
برنامج الثرثرة الشهير على «أم بي سي»، بأنها قد تقمصت شخصيتها في
ذلك البرنامج، أي مجرد مذيعة تثرثر على قهوة الصباح من غير حساب.
لا أعتب طبعاً على زاهي، فالثرثرة هي عنده بيت القصيد، لكن لعل
بسيسو أذهلت الجمهور وهي تجيب على سؤال حول العرب المتفرجين على
الدم الغزاوي، ينتفضون لخسارة البرازيل في كرة القدم ولا يحركون
ساكناً لغزة، قالت فرح «سألت زكي – ابن خالتها القادم من فلسطين-
رأيه بما يحدث في البلدان العربية، فقال قعدنا سنين نُذبح ونُقتل
والكل كان يتفرج علينا، الآن نحن ح نتفرج عالكل». وتضيف فرح
تأكيدها لكلام زكي: معهم حق.
لم أجد نفسي بحاجة لأكمل المقابلة، قلت لنفسي من حسن حظ زكي وفرح
بسيسو أن الشعوب المعنية مشغولة بدمها ولن يكون بوسعها انتظار ما
سيقوله زكي!
كاتب من أسرة «القدس العربي»
الفنانة الشابة رانيا الخواجة:
أحاول إثبات موهبتي في التمثيل
محمد عاطف - القاهرة – «القدس العربي»
جاءت من الإسكندرية وهي مهندسة مساحة ولم تتمكن من دخول معهد
الفنون المسرحية ودرست في أماكن خاصة. تصور الفنانة الشابة رانيا
الخواجة حاليا مسلسل «أريد رجلا» وتجسد شخصية ثريا التي لديها بعض
الخبث واللؤم لكن دمها خفيف وهي مدللة وتتسبب في الكثير من
المشاكل، والعمل من تأليف شهيرة سلام وإخراج بتول عرفة.
هذه أول تجربة لرانيا في دراما الصعيد ولذا مكثت فترة تدريب مع
مصحح اللهجات عبد النبي الهواري، وخلال قراءتها للدور كانت على
اتصال هاتفي معه باستمرار.
تقول: نظرا لاختلاف لهجات أهل صعيد مصر فلا بد من معرفة اللهجة
الصحيحة لأحداث المسلسل، وهنا تأتي أهمية مصحح اللهجات وأسعدني
التعاون مع مصحح اللهجات عبد النبي الهواري لما لديه من تفاهم تام.
المسلسل بطولة إياد نصار وسهير المرشدي وأحمد عبد العزيز ومي كساب.
نجحت الفنانة الشابة في مسلسل «أخت تريز» وبعده توقفت عن التمثيل.
تقول: فوجئت بترشيحي لأدوار بالنوعية والمساحة نفسها التي قدمتها
من قبل فقررت التوقف وأعترف أن القرار خطأ وكان لا بد من أداء
الأدوار.
وأشارت إلى أول أدوارها في مسلسل «حكايات المدندش» الذي كان دور
فلاحة.
وعن المسرح تقول: أخاف منه مع علمي أن العمل فيه سوف يعطيني الثقة
ورشحت ثلاث مرات لعروض مسرحية ولم يتم.
وحول عملها مع النجمات تقول: شاركت بمسلسلين مع النجمة ميرفت أمين
في «كلمة حق» و «مدرسة الأحلام» ووجدتها متواضعة جدا وجميلة في
تعاملاتها وعملت مع حنان ترك في «القطة العميا» و «الأخت تريز»،
ودائما أجدها الأخت والصديقة. وبالنسبة لتقديمها أغنية في مسلسل
«مدرسة الأحلام» وعدم ظهورها في الغناء تقول: في مرحلة الثانوية
تقدمت إلى مسابقة «سوبر ستار» ونجحت في المرحلة الأول ولم أكمل
وقالوا لي إن صوتي يشبه صوت أصالة لكنني أبعدت.
وتضيف: أحب الغناء جدا وأفضل الأصوات عندي الراحلة وردة، التي أؤدي
أغانيها بشكل جيد كما أحب أصوات جنات وشيرين عبد الوهاب.
وتعمل رانيا الخواجة على إثبات نفسها بالتمثيل أولا ثم تسعى لتقديم
صوتها للجمهور كلما أمكن.
وعن السينما تقول: قدمت فيلما واحدا هو «البلد دي فيها حكومة»،
إخراج عبد العزيز حشاد، واتمنى دخولها وأتفاءل بالعام الحالي
وأمامي بعض العروض ما زالت في مرحلة المناقشة والاتفاق.
واختتمت: السينما مهمة جدا لأي ممثل لأنها كما يقال ذاكرة التاريخ
ويهمني أن ادخل تلك الذاكرة بأعمال جيدة. |