المشرف على ترميم «زوجة فرعون»:
نسخة الفيلم ليست كاملة
كتب: أميرة عاطف
عقدت إدارة مهرجان الاقصر للسينما المصرية والأوروبية، ندوة للمشرف
على ترميم فيلم «زوجة فرعون» توماس باكلز، أدارها مدير التصوير
وديد شكري المدير التنفيذي للمهرجان.
وقال توماس باكلز: ك«ان من المهم أن يعرف المشاهدين كيف تم ترميم
هذا العمل وإعادته للحياة من لاشيء، ورغم التعليقات الجيدة التي
تلقاها عن الفيلم إلا أن النسخة المعروضة حاليًا ليست كاملة، وذلك
لأن الفيلم تم فقده لمدة 60 عاما، ما جعل تجميعه مرة أخرى يأخذ
وقتا كبيرا».
وأكد «باكلز» أنه أثناء البحث عن أجزاء الفيلم وجد منها 60 % في
روسيا وكان يحمل الترجمة الروسية، ويعتبر هذا الجزء هو الأكبر من
الفيلم الذي تم إيجاده في بلد واحد.
وأشار إلى أنه بالرغم من الوصول إلى السيناريو الخاص بالفيلم إلا
أنه عند مطابقته مع المادة الفيلمية التي عثر عليها، وجدوا أن هناك
جزء كبير لم يكن موجود في النسخة الروسية، ومع استمرار البحث وجدوا
جزء كبير منها في النسخة الموجودة في إيطاليا.
وتابع :«الجزء الموجود في إيطاليا كان حوالي 35 دقيقة، وكان في
حيازه شركة كوداك التى تحتفظ به في الأرشيف الخاص بها, ورفضت
الشركة التعامل مع الأرشيف الألماني المسؤول عن الترميم وقالت أنها
ستتولى مهمة الترميم وتكمل الفيلم بنفسها، وفي محاولة شخصية مني
حاولت مع كوداك لإقناعهم بأن يعطونا الجزء الموجود لديهم وأننا
سنحافظ عليها وأن كل هدفنا هو خروج الفيلم مرة أخرى للنور بصورة
جيدة، وبالفعل أقنعتهم ونجحت في الحصول على الجزء الإيطالي، ومع
تجميع الجزء الإيطالي مع الجزء الروسي اصبح هناك ترابط بين الجزئين،
وعندا مطابقتهما سويا وجد أن هناك مشاهد تكمل الأخرى بين الجزئين،
وأضيف عليهم بعد ذلك الجزء الموجود في باريس والذي كان عبارة عن 3
دقائق، وجزء آخر صغير في سينما بألمانيا، وعندما جمع تلك الأجزاء
كان الفيلم بدون صوت حيث أن السينما في ذلك الوقت لم يكن دخل عليها
الصوت. وأشار باكلز أن الفيلم لم يكن له صوت حتى عام 2011 وكان حتى
ذلك الحين يتبع السينما الصامتة، ومنذ ذلك الوقت بدأنا العمل على
الصوت الخاص به، ولجأنا إلى المقطوعة الموسيقية التي وزعها ادوارد
كونكى للفيلم عند صنعه عام 1922، وقمنا بعزفها لأول مرة».
محمد صبحي:
مشروعات الصحراء تحتاج مال قارون وصبر أيوب وعُمْر نوح (حوار)
كتب: أحمد أبو هميلة
«سنبل».. اسم لن تنساه الدراما المصرية بعد أن صنع منه الفنان
المسرحى الكبير رمزا للكفاح والإنسان العصامى فى رحلته إلى
المليون، ثم مشواره الثانى نحو المدينة الثقافية الفاضلة، وعند
الكيلو 52 على طريق مصر- إسكندرية الصحراوى، قررنا أن يكون حوارنا
مع أحد رواد المسرح لتصبح المدينة محطة مهمة فى تاريخه يرصد من
خلالها الاستعدادات لمهرجان المسرح للجميع الثانى الذى سيبدأ بعد
شهر رمضان المقبل، ثم حديثه عن مسرحيته الجديدة «خيبتنا»، التى
تنتقد خيبة العقل العربى أسير احتكار السلطة والكاره للوحدة،
وصولًا إلى استشراف المستقبل، حيث توقعت أن هناك متطرفين، سيظهرون
ليهدموا المنطقة العربية والإسلامية بأسرها ويقسموا البلاد، مؤكداً
أن المسرح ليس فى أزمة بل إنه مات. وإلى نص الحوار:
■
نحن الآن فى مدينة سنبل.. ماذا تمثل لك؟
ـ رمز لاقتحام الصحراء، حيث بدأت القصة بعد مسلسل «سنبل بعد
المليون»، وكان هدف هذا الفلاح البسيط حل المشكلة السكانية، فوجد
أن اقتحام الصحراء هو الحل، وعندما أذيع المسلسل قررت الدولة إلغاء
17 موافقة كانت معطلة، وبعد 7 سنوات، وفى عام 1994، دعانى مجموعة
من الشباب لأرى 7 قرى رائعة أنشأوها على الطريق الصحراوى، وقالوا
لى إنهم اقتنعوا بالفكرة وكلهم سنبل، وبعد أن كنت قررت شراء أرض فى
المهندسين لأبنى عليها مسرح أوبرا، جئت إلى هذا المكان ووضعت فيه
كل ما ادخرته على مدار 45 عاما، لأجعل منه صرحاً ثقافياً، فأقمت
مسرحاً مكشوفاً، ومتحفاً يوثق الفن منذ عام 1805، ومجموعة من
البلاتوهات، وهذا المشروع أثبت أننا نستطيع تحدى الصحراء، فأصبح
الطريق الصحراوى طريقاً ثقافياً وعمرانياً.
■
وماذا اكتشف «سنبل مصر» عندما خاض تجربة اقتحام الصحراء على أرض
الواقع؟
ـ اكتشفت أن مشروعات الصحراء تحتاج إلى مال قارون وصبر أيوب وعمر
نوح، بخلاف القوانين المعطلة، والأصوات التى بمجرد أن ترى مكانا
مضيئا تحاربه وتتهم الحكومة ببيع مصر، ونحن نشغل 6% من مساحة مصر
ويوجد 94% فارغة، ولو كنت مسئولا فى الدولة سأقول إن من يبنى مسرحا
أو يزرع سيحصل على الأرض مجانا، فلابد من تشجيع الاستثمار، وأبديت
دهشتى للرئيس عبد الفتاح السيسى عندما قابلته بعد نجاحه من أن يبنى
الناس على الأرض الزراعية وعندما يذهبون إلى الصحراء يجدون البناء
ممنوعا.
■
اقتحمت مؤخراً مجال تطوير العشوائيات، إلى أين وصل المشروع؟
ـ أنا مهموم منذ زمن بقضية العشوائيات، لخطورتها الشديدة، فهى تمثل
حزاما ناسفا حول العاصمة، وأنشأت مؤسسة معاً لتطوير العشوائيات بعد
الثورة فى مارس 2011، وسخرت لها كل مجهوداتى، وسافرت للخارج لجمع
التبرعات، وتعرضنا لشد وجذب مع كل رئيس وزراء يأتى حول الأرض حتى
حصلنا عليها وبدأنا العمل فى نوفمبر 2013، والدولة قدمت الأرض
وستقدم البنية الأساسية، ونحن علينا البناء، وحتى الآن أنشأنا 1100
وحدة من أصل 5100، فالمدينة ستضم سكان 6 مناطق عشوائية غير آمنة،
وهى متكاملة ونموذجية، فيها مستشفى 180 سريرا و4 غرف عمليات، وفيها
حضانة ومدرسة ابتدائى وإعدادى وثانوى، وسوق تجارية، وندرس مهن
هؤلاء الناس لنعمل لهم محالهم، وسوق حرف لكى نعمل للحرفيين الورش
الخاصة بهم، بالإضافة إلى مسرح 600 كرسى، و3 قاعات سينما، ونادٍ
ثقافى، ونادٍ رياضى على أعلى مستوى، بحيث من ينتقل إليها لا يتساءل
أين رزقى، وشعارنا «نحن نبنى البشر قبل تسليم الحجر»، ففى أثناء ما
نبنى هذه المدينة نركز على سكان الست عشوائيات، ونوفر لهم تنمية
بشرية سلوكية وأخلاقية، ومحو أمية، خاصة الأمية الدينية، لأننا
اكتشفنا أن هذه المناطق فيها مفاهيم دينية مغلوطة لابد من تصحهها.
■
وهل أعلنتم عن المناطق العشوائية التى سينتقل سكانها إلى المدينة؟
ـ لم ولن نعلن عنها، لأن العشوائية التى فيها 1000 عشة، بمجرد أن
تقول إنك ستنقلهم إلى شقق جديدة، سيصبحون 2000، ويحتالون للحصول
عليها ليس عن احتياج ولكن للمتاجرة فيها، ونحن نتصل بهم عن طريق
مؤسسات أخرى، تقدم لهم خدمات لحين ما نعرف من الأسر التى تستحق أن
تنتقل.
■
لقبك فضيلة شيخ الأزهر مؤخراً بـ «أبو الفقراء».. فهل أنت سعيد به؟
ـ مبتسماً.. الحمد لله أنه لم يقل أبو الأغنياء، فهى تسمية رقيقة
والحقيقة هى وسام على صدرى أن أكون أبوالفقراء، ربنا يجعلنى قدر
هذا المقام وأتحمل مسؤوليته.
■
نعود إلى «سنبل».. هل ننتظر مولودا مسرحيا جديدا؟
ـ نعم، أنا موجود هذه الأيام لإجراء بروفات والتحضير لمهرجان
المسرح للجميع الثانى، الذى سيبدأ بعد شهر رمضان المقبل، فالمهرجان
الأول قدمت فيه مسرحيات لعبة الست وكارمن وسكة السلامة، وهذا
المهرجان سأقدم فيه 6 مسرحيات على مدار سنتين، منها مسرحية
«خيبتنا»، و«غزل البنات» من تراث نجيب الريحانى، و«سمع هس» من تراث
سعد الدين وهبة.
■
وهل للوجوه الجديدة مكان؟
ـ بالتأكيد، لدينا مسرحية «نجوم الظهر»، وهى مسرحية جديدة وكل من
يشتركون فيها مواهب من أسوان للإسكندرية، حيث دخل الامتحان أكثر من
2000 متقدم، نجح منهم 72 عازفين وممثلين وراقصين ومطربين.
■
وما فكرة مسرح هذا الموسم؟
ـ فى المهرجان الأول كانت المسرحيات الثلاثة تدور حول فكرة واحدة
هى الحرية، فلعبة الست كانت تناقش هل السعادة فى المال، أم فى
السلطة، أم فى الحب؟ فكانت الإجابة فى النهاية ما قيمة أن تملك كل
ذلك ولست حراً، وكانت الحرية هى الجوهر، بالنسبة لكارمن، فهل هى
مطلقة تخلق ديكتاتوراً، أم وجود الديكتاتور هو الذى يدفع الناس إلى
أن يصلوا إلى الحرية المطلقة التى قد تؤدى إلى الفوضى؟.. أما فى
سكة السلامة فكنا نناقش حدود الحرية، وهل تقف عند حدود حريات
الآخرين أم تتعداها؟.
وفى مهرجان المسرح للجميع الثانى، تناقش المسرحيات العقل العربى فى
مختلف المجالات، فى التعليم، فى العلاقات الإنسانية، فى مفاهيم
ديننا، وهل مشكلتنا تكمن فى عقلنا أم فى قيمنا؟ فبالقطع جيناتنا
فيها قيم سلوكية عظيمة من قديم الزمن، ولكننا فى السنوات الأخيرة
أصبح لدينا انحلال أخلاقى كبير، وصل للذروة بعد ثورة 25 يناير
ليظهر أسوأ ما فينا.
■
وماذا عن «خيبتنا»؟
ـ المسرحية من تأليفى وإخراجى، وقد كنت فى إشكالية، لأننى انتهيت
من كتابة هذه المسرحية فى 2007، وكنت سأقدمها فى مارس 2011، فجاءت
الثورة وتوقف المسرح، وأهمية المسرحية أنها استشرفت المستقبل،
فالفصل الأول يتحدث عن المشاكل والمظالم الموجودة فى عصر مبارك،
والثانى يتوقع أن هناك متطرفين دينيين، ولكن لم يكن الإخوان فى
تفكيرى، إنما متطرفون مثل داعش وغيره سيظهرون ليهدموا المنطقة
العربية الإسلامية كلها ويقسموا البلاد، وهذا كان مشروع برنارد
لويس عام 1983، الذى قدمت بناء عليه مسلسل فارس بلا جواد، وكان هذا
المشروع الصهيونى يتكلم عن تقسيم المنطقة العربية عن طريق
المتطرفين دينيًا، وفى الفصل الثانى توقعت أن يصل المتطرفون إلى
الحكم، لتتحول البلاد إلى جحيم، وهذه هى القيمة التى تستمد منها
المسرحية أهميتها.
■
وأين الخيبة الحقيقية فى رأيك؟
ـ فى عقلنا، فرغم أن المصرى عبقرى بطبعه، وعندما يجد مناخا مناسبا
تظهر عبقريته، إلا أن العقل العربى يستمتع بأمد السلطة ولا يحب
التجمع أو الوحدة، هذه هى خيبتنا، فالأندلس مثلاً استولى عليها
العرب وظلت دولة قوية لمدة 800 عام، ولكنها سقطت فى 8 شهور فقط،
وأنا أتخيل فى المسرحية لو هذا العقل العربى انتقل إلى أمريكا، فى
شكل فيروس يحمل الجين العربى، ومن يشمه يتحول جهازه العصبى وخلايا
الذهن إلى نفس صفات هذا الجين، وعندما شمه الأمريكيون، تفككت
الولايات المتحدة إلى 52 دولة وإمارة وملكية وجمهورية، وخرج الرئيس
فى خطاب رسمى يقول: «مفيش حاجة اسمها الرئيس يحكم فترة وفترتين،
الرئيس طول ما هو عايش يحكم».
■
هل تتفق مع ما يتردد حول أن المسرح الآن فى أزمة؟
ـ إذا قلنا إن المسرح فى أزمة فنحن مخطئون، فقد تخطينا هذه المرحلة
بكثير، هذا الكلام كان منذ 15 عاما، واليوم هو ليس فى أزمة أو
متوعكاً بل مات، ومن الحماقة أن تبحث عن دواء لشخص ميت، عليك أن
تستحضر روحاً أخرى، ونحن نحتاج روحاً جديدة للفن عموما.
■
وما السبيل لعودة الروح إليه؟
ـ لابد من وجود رؤية متكاملة، وأن تكون المسارح مائدة متعددة
الوجبات، فمسرح يقدم الكوميديا، وآخر يقدم المسرح العالمى، وآخر
الواقعية المصرية، حتى نشجع الجمهور على ارتياد المسارح، بالإضافة
إلى حسن اختيار مكان المسرح، فالشيئان اللذان تم إنشاؤهما فى مصر
منذ 50 عاما فى أماكن مثالية هما المسارح والسجون، ولكن المسارح
اليوم أصبحت وسط الزحام.
■
ألا تخش من تأثير أزمة المسرح الحالية على نجاح أعمالك الجديدة؟
ـ نحن نقدم مسرحياتنا ضمن مشروع المسرح للجميع، وهو يقوم على تقديم
عدد من المسرحيات بأجر رمزى، وفى موسم المسرح للجميع الأول كانت
أقل تذكرة بـ 10 جنيهات وأغلى تذكرة بـ 100 جنيه، ورغم أن تكلفة
الدعاية زادت، وحركة الارتياد قلت لأن الناس انصرفت منذ 4 عن
المسرح، إلا أننى أراهن على جمهورى الذى ينتظرنى حتى يحضر
مسرحياتى.
■
وما تقييمك لواقع السينما المصرية؟
ـ للأسف كثير من الفن ساهم فى هدم عقول الشباب وسمم وجدانهم ودفعهم
بعيدا عن الانتماء، بتقديم صور سلبية بحجة أنه يقدم الواقع، ولكنه
يزيد الواقع سوءا، حيث يظهر البلطجى فى الفيلم بصورة البطل الشعبى،
ويقدم شخصا يتعاطى المخدرات وهو سعيد وكأنه يشرح على الشاشة درسا
فى كيفية التعاطى، ويقول لك «أنا أعكس الواقع»، إن السينما فى
العالم كله تقدم سلبيات، ولكن بهدف كشف المساوئ للقضاء عليها،
فلماذا لا يأتى بشخص مدمن ويظهر بشاعة ما أصبح فيه حتى يجعل
المشاهد يكره ذلك؟.. فالفن يقدم القبح لكى يكشف بشاعته ويجعلك
تكرهه، لا لكى يحبب الناس فيه، ولماذا أقدم المرأة العاهرة وأتجاهل
الفاضلة.
■
انتقدت كثيراً صورة المرأة فى الدراما، هل لا تزال هذه الصورة
مسيطرة؟
ـ للأسف مازالت الدراما تقدم المرأة بصورة مهينة، لدرجة أن سمعتنا
فى الخارج أصبحت مؤلمة، ليست هذه هى المرأة المصرية التى ربت طه
حسين والعقاد وكثيرا من عظماء مصر مع أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب
لكنها تمتلك الثقافة الإنسانية، فالفنانة فاتن حمامة مثلاً رحمها
الله تركت سيرة عظيمة، وقدمت فى أفلامها نماذج مشرفة للمرأة، ومرة
واحدة قدمت دور فتاة ليل، ولا يمكن أن تقول عنها فتاة ليل، فقد
قدمت الشخصية بمنتهى الحياء وبإشارات بسيطة لكى تعالج المشكلة وليس
لكى تتاجر بها، وجميع الشخصيات النسائية التى قدمتها كانت ترفع من
قدر المرأة المصرية.
■
البعض يحتج بأن ذلك من حرية الإبداع؟
ـ لا يصح أن يكتب أحد رواية كلها قلة أدب ويطعمها بجزء سياسى بسيط،
ثم يدعى أنه يتعرض للحرب ويتحجج بحرية الإبداع لأنه يقدم عملا
سياسيا، مع أن الإسفاف هو المسيطر على العمل، نحن ندافع عن حرية
الإبداع ولكننا غير مستعدين أن ندافع عن قلة الأدب.
■
ولكن هذه الأفلام تحقق إيرادات؟
ـ المخدرات أيضاً تحقق إيرادات، والدعارة بتجيب فلوس كتيرة جداً..
ويجب ألا نتعامل مع الثقافة على أنها مصنع، هى مصنع للعقول، يقدم
خدمة مجانية، فالأمم ترتقى بالقيمة المضافة للمواطن، عندما يكون
لديك 90 مليونا منهم 60 قيمة سالبة، أغلبيتهم يشتكون من المرض
والفقر والجهل، فهذه مشكلة كبيرة.
■
وما دوركم كفنانين ومثقفين فى مواجهة ذلك؟
ـ نحن نقدم فنا يبنى العقول ويسمو بالوجدان، ونطرح أعمالنا فى
مواجهة الأعمال المسفة، وعلى الجمهور أيضا دور كبير، فعندما يذهب
إلى الشباك ماذا سيختار، فالمشاهد يشترك فى جريمة الممثل الذى يقدم
إسفافا، لأنه يربحه ملايين، فأنا أفضل مقاطعة الفن السيئ على
مقاطعة البضائع الإسرائيلية.
■
لك تجربة فى تقديم الفن الهادف من خلال مسلسل ونيس، هل لمست له
استجابة فعلية لدى المشاهدين؟
ـ مسلسل ونيس يثبت أنه لا يوجد خلاف بين أن تقدم قيمة وأن تضحك
الجمهور، على عكس ما يقوله بعض الخبثاء هذه الأيام من أن الفن
الهادف لا يجد من يشاهده، فمسلسل ونيس كان كوميدياً، ومع ذلك يؤثر
فى المشاهد سلوكياً، وكلما أقابل شابا فى الثلاثين يقول لى أنا
تربيت على يديك، حتى أبناء الجاليات فى الدول الأجنبية التى أسافر
إليها، يقولون لى نحن جيل مسلسل ونيس ونجعل أولادنا الصغار يشاهدون
المسلسل ليتعلموا منه، وهذا أمر يسعدنى للغاية، وعلى الفن أن يعكس
الصورة المضيئة فى المجتمع، فالمسلسلات التركية مثلاً كانت دعاية
ذكية حتى زادت السياحة 10 أضعاف، بينما الكاميرا عندنا تركز على
العشوائيات وتصور القمامة، ومصر فيها جوانب مضيئة كثيرة تحتاج فقط
من يظهرها.
■
وهذه هى الأسباب وراء ابتعادك عن السينما؟
ـ أنا اعتزلت السينما منذ 1988، وكان اعتزالًا مؤقتًا، لأننا كنا
قد وصلنا فى وقتها لأفلام المقاولات، التى تستغل اسم الفنان كنجم
لتقدم أفلاما هابطة، فحرصت ألا أدخل فى هذا الطريق، وكان أمامى إما
أن أبيع نفسى أو أبيع السينما، ففضلت أن أحتفظ بنفسى، والرسائل
التى أريد أن أوصلها للناس ألجأ بها إلى المسرح والتليفزيون.
عمرو سعد:
أمريكا تحكم العالم بالسينما.. وفي مصر «ضريبة ملاهى»
كتب: محسن محمود
أكد الفنان عمرو سعد أن عرض فيلمين من بطولته في وقت واحد هو من
قبيل المصادفة، وأنه لا يخشى أن يؤثر عمل منهما على الآخر؛ لأن كل
فيلم يحمل لغة سينمائية، وشكلاً مختلفاً عن الآخر. وأضاف أن بعض
وسائل الإعلام ترتكب جريمة في حق المجتمع بالمزايدة على أخلاقه
لمجرد إذاعة «برومو» لفيلم جديد، في وقت نرى فيه جرائم أخلاقية
يرتكبها مقدمو البرامج ليل نهار من أجل تحقيق نسب مشاهدة ومزيد من
الإعلانات. وأوضح «سعد» أن السينمائيين يجب أن تجمعهم مائدة واحدة،
يتدارسون فيها مشاكلهم، ويُوجِدون خلالها حلولاً لها من أجل
استمرار الصناعة، وأن تدرك الدولة عملياً أهمية السينما، وتعتبرها
مصدراً للدخل القومى كما فعلت دول أخرى. وشدد على أنه وافق على
تقديم فيلم «ريجاتا» لإيمانه بمخرجه محمد سامى، وأن تجربته مع
المخرج طارق العريان في «أسوار القمر» تمثل خطوة مهمة، وأنه نجح
بالفيلمين في العودة إلى شباك التذاكر مجدداً.
■
ما سبب الحملة الشرسة التي تعرَّض لها فيلم «ريجاتا» قبل عرضه؟
- لا أعلم، هذا الموضوع ذكَّرنى بالحملات التي سبقت عرض فيلم «حين
ميسرة»، ومن وجهة نظرى أن الإعلام لديه مشكلة، وهى «التدليس على
الجمهور».
■
بمعنى؟
- إنه يزايد على الجمهور في «نسبة الأخلاق» بشكل عام وليس عن
الفيلم فقط، فهو دائماً يضعك في موقف الدفاع ليحقق نسب مشاهدة
أكبر، وبالتالى يحقق أرباحاً من وراء الإعلانات، ضارباً عرض الحائط
بأى شىء، لذلك أصبحت الإعلانات تقود المجتمع إلى فهم جديد، وكل
مذيع يحاول قدر الإمكان أن يرفع من نسبة الإعلانات على برنامجه حتى
يحصل على أجر بالملايين، لذلك من الممكن أن يسعى إلى تقديم حلقات
ساخنة سواء كانت متفقة مع قناعاته الشخصية أو ضدها، فالمهم بالنسبة
له هو المشاهدة والإعلانات، وبدلاً من أن يهاجم الإعلام بعض الأمور
الاجتماعية يلجأ إلى «التدليس» ويزايد على فكرة الغلابة والفقراء،
وللأسف هذه البرامج أصبحت منتشرة، ومن ضمن هذه الأشياء التي يسعى
الإعلام لتحقيق ربح من ورائها السينما.
■
كيف؟
- البعض يتحفظ ضد السينما بشكل عام، ويعتقد أنها شىء تافه، بمن
فيهم المثقفون أنفسهم، فمثلاً بعد عرض «برومو» لفيلم يحتوى على لفظ
ما، هذا اللفظ سبق أن قاله المذيع نفسه على الهواء مباشرة، وفى نفس
الوقت ينتقده في البرومو ويقول إنه «عيب» بدلاً من إخفائه ما دام
يراه غير أخلاقى، وكل هذا لتحقيق نسبة مشاهدة، رغم أنه يشكل وعياً
غير حقيقى لدى الجمهور، وأى فيلم في الدنيا من الممكن أن يحتوى على
جريمة قتل، فهل يعقل أن يخرج مذيع على الهواء ويهاجم الفيلم لأنه
يعلّم الجمهور القتل، فهذا تخلف، وأى فيلم سواء تختلف معه أو تتفق
يوجد به قيمة إيجابية، وأى فيلم هو صراع بين الخير والشر ولا يوجد
مبدع تحيز للشر، وبالرغم من كل ذلك الفيلم يمر بمراحل كثيرة حتى
يحصل على إجازة من الرقابة، كما أن هناك تركيزاً على منتج الفيلم
منذ الأزمة التي حدثت مع فيلمه «حلاة روح».
■
لكن معظم الفضائيات تتعامل مع الأحداث بهذا الشكل؟
- من الممكن أن يتعامل الإعلاميون مع السياسة بهذا الشكل، لكن مع
الفن يتحول الأمر إلى خطر حقيقى، السينما أخطر سلاح على وجه الكرة
الأرضية، أمريكا تقود العالم من خلال السينما، والجميع متأثر
بأمريكا سواء في الأكل أو طريقة اللبس وخلافه، بالرغم من أننا
نعاديها، وهذه القوة التي خلقتها أمريكا لنفسها بسبب السينما، فهى
استخدمتها كسلاح مثل الدبابة والطائرة، كما أن وعى الأطفال يتشكل
من خلال السينما، وأمريكا تبيع للعالم تقاليدها ومبادئها ودينها
بالسينما.
■
أفهم من كلامك أننا نعيش في مرحلة «رِدَّة»؟
- «رِدَّة» بالورقة والقلم، فمثلاً في عام 1948 أنتجنا 76 فيلماً،
ونحن في مرحلة النهوض المعاصر للسينما ننتج 25 فيلماً فقط، في وقت
نحن أحوج فيه للإعلام والسلطة والنخبة، فعندما تروج ضد فيلم سواء
كان مستواه جيداً أو سيئاً، فهذا الفيلم تكلف 8 ملايين جنيه، وبهذا
الطريقة لن يتجه منتجه للإنتاج مرة أخرى، فالموضوع خطير جداً جداً،
فدور العرض في مصر تستقبل حالياً 12 فيلماً أمريكياً معظمها أفلام
مسمومة، تعلم الأطفال أشياء في منتهى الخطورة.
■
هل تضع تقييماً لمستوى الأخلاق الذي يقدمه العمل قبل أن تشارك فيه
أم تفضل الحرية المطلقة؟
- أنا من أبناء فكرة الحرية نظرياً، لكن في الظروف الحالية التي
يعانى فيها المجتمع من مشاكل كثيرة على المستويين السياسى
والاقتصادى، لا أستطيع أن أمنحه مساحة كبيرة من الحرية.
■
لماذا؟
- لأننا عندما منحناه مساحة كبيرة من الحرية اختار اختيارات غير
مسؤولة لأنه غير مهيأ، فنحن مضطرون لذلك، فمثلاً لو فيلم أمريكى
يوجد به مشاهد جنسية توضع عليه لافتة «لا يصلح أن يشاهده من هم أقل
من 18عاماً» وبذلك ينتهى الأمر، وبالرغم من ذلك لا يوجد لديهم
واقعة تحرش، مثلاً رغم أن لديهم أفلام «بورنو» في المقابل هذه
الأمور ممنوعة عندنا، ونحن مجتمع متحفظ، ورغم ذلك نعانى من تزايد
وقائع التحرش.
■
هل يحتوى فيلم «ريجاتا» على رسائل ضمنية؟
- طبعاً الشخصية التي أجسدها في الفيلم لشخص يحلم بالهجرة، وعندما
يحمل الفيزا يشعر بالسعادة الغامرة رغم صورته وهو يرى حلمه بالسفر،
وفى خلفية هذا المشهد الأهرامات، وهذا مقصود، كما أنه شخص يحب أمه
جداً رغم أنها سيدة عاهرة، فهذا الفيلم يحمل معانى كثيرة، ومثلاً
أنا لو عملت شخصية «ريجاتا» وقدمته على أنه نجح في السفر وحقق
أحلامه، فأنا بذلك أوحى للجمهور بأن السفر هو الحل، فهل أنت في
حاجة لأن يهاجر الشباب ويترك البلد لكبار السن والنساء، وفى هذه
الحالة سوف ينهار المجتمع، ورغم أن الفيلم يحمل رسالة تحث الشباب
على عدم السفر وترك البلد فإنه واجه هجوماً شرساً، في حين أن
أفلاماً أخرى تحث الشباب على الهجرة يتم مدحها، ويرى من يروجون لها
أنها أفلام راقية ونظيفة.
■
لماذا فكرت في خوض تجربة «ريجاتا»؟
- وافقت على «ريجاتا» بسبب المخرج، لأنى معجب بمحمد سامى جداً،
وأرى أن لديه طاقة مختلفة خاصة في ناحية التكنيك، وعندما عرض علىَّ
السيناريو تناقشنا كثيراً حول المضمون الخفى، وتوجد تفاصيل في
الفيلم لن يتم تفسيرها حالياً.
■
«برومو» الفيلم كان صادماً للجمهور ويحتوى على مشاهد أوحت بوجود
مشاهد ساخنة.. ما تعليقك؟
- الإعلام وضع صُنَّاع الفيلم في حالة دفاع عن النفس، رغم أن
البرومو عادى جداً ولا يوجد فيه شىء خارج مقارنة بعدد كبير من
الأفلام الموجودة، بل أحرجوا الرقابة التي حذفت من الفيلم جملة
واحدة، كما أن الرقابة تعاطفت مع الفيلم لما يحتويه من معانٍ،
وطلبوا من محمد السبكى الاستمرار في تقديم هذه النوعية، وفى
النهاية المنتج يسعى إلى التسويق من خلال «البرومو»، والعالم كله
يتعامل مع السينما على أنها صناعة، ولو تعاملنا معها بطريقة أخرى
سوف تنهار، فلا بد أن تحقق ملايين وأرباحاً حتى تستمر.
■
وهل حقق الفيلم الإيرادات المطلوبة؟
- من وجهة نظرى حقق إيرادات جيدة جداً في ظل الظروف المحيطة به من
اضطرابات ومظاهرات، بالإضافة إلى حرمان «ريجاتا» من 4 دور عرض مهمة
جداً، ووصلت لى معلومة أن الجمهور يسأل عن الفيلم في هذه السينمات،
فليس من مصلحة الجميع عدم عرض هذا الفيلم، لذلك أطالب بأن يجتمع
المنتجون والموزعون في جلسة لإنهاء جميع الخلافات بينهم، ولا يصح
أن يتصارعوا حتى لو كانت هناك خلافات في ظل وجود الأزمات التي
تواجهها السينما، فلا بد أن تعود الصناعة بقوة، وأن نفتح أسواقاً
جديدة لأفلامنا في الخليج وهكذا، ولا بد أن تتدخل جهة من الدولة
للصلح بين الأطراف المتنازعة، مثلما فعل رئيس الوزراء من قبل ومنع
فيلم «حلاوة روح».
■
كيف تتدخل الدولة لإنقاذ صناعة السينما؟
- ليس بالكلام، بل فعلياً من خلال الاستعانة بأشخاص لديهم ثقافة
وعلم أو بشركات متخصصة في فن إدارة السينما، مثل تجربة الأتراك
التي استعانت بشركات عالمية لتقييم السوق وبعدها صعدوا في 8 سنوات،
ورغم أنها صناعة أساسية وتشكل مسألة أمن قومى إلا أنها تهان في مصر
لأنهم حتى الآن يعتبرونها «ضريبة ملاهى».
■
هل توافق على مشاركة عدد من النجوم الكبار في فيلم مثل «ريجاتا»
ولا تجسد دور البطل الرئيس؟
- لا.
■
لماذا؟
- أفضل أن أقدم مساحة دور تأثيرها أكبر على الجمهور، من الممكن أن
أشارك في فيلم مثل أسوار القمر، تجربة مع مخرج كبير وأبطالها منى
زكى وآسر ياسين كبطولة جماعية، لكنى أتحدث بصراحة دون كذب، لكن متى
أقدم على مثل هذه التجربة؟ عندما تنتعش الصناعة وأشارك في 3 أفلام
في العام مثلماً كان يفعل النجوم زمان، أما الجيل الحالى فمظلوم
ومحكوم عليه بتقديم عدد محدود من الأفلام، لأن الظروف الإنتاجية
أصبحت مختلفة، فمثلاً كان من الممكن أن يشارك أي نجم من نجوم
الستينيات والسبعينيات في 150 فيلماً منها 15 فيلماً كبيراً يرسم
من خلالها تاريخه، لذلك أنا بشكل شخصى أتوخى الحذر وأحاول تقديم 15
فيلماً قوياً.
■
وهل واجهت مشكلة في ترتيب الأسماء على التتر بسبب عدد النجوم
المشاركين؟
- لم تحدث أي مشكلة، ولم أرَ التترات إلا في السينما، والمخرج
وضعها حسب الظهور، والأفيش شاهدته فقط أثناء إرساله إلى السينما،
وجميع الممثلين المشاركين في الفيلم محترفون ولا يوجد لدىَّ أي
عقد، فمثلاً إلهام شاهين ومحمود حميدة يحملان قدراً كبيراً من
التاريخ والنجومية، وفتحى عبدالوهاب ورانيا يوسف أيضاً.
■
هل المعروض عليك يحقق جزءاً من طموحاتك كممثل؟
- في السنوات الـ 4 للثورة اعتذرت عن جميع الأفلام المتعاقد عليها،
ووجدت مهمتى أن أقدم فيلماً يعيش حتى لو حمل أي أخطاء، وهذا ما
قدمته حتى الآن، و«حظى حلو» أن هناك حالة انتعاش وسأبدأ معها في
تحقيق أحلامى.
■
وما أحلامك؟
- أنا مشغول حالياً بالمجتمع الذي يواجه أزمات كثيرة، ويحتاج إلى
إعادة بناء، وأهم قضية يعانيها في وقتنا الحاضر هي الخطاب الدينى،
فالرئيس تحدث عن الخطاب الدينى، وأهم شىء انتخبته من أجله حديثه عن
تجديد الخطاب الدينى، ووجدت لديه فهماً عميقاً لهذه المسألة، وهذا
الموضوع خطير جداً، وهذه هي قضيتى خلال الفترة المقبلة، وأيضاً
القيم المجتمعية.
■
وما تقييمك لفيلم «حديد»؟
- فيلم «حديد» خرج من التصفية قبل النهائية من مهرجان برلين، وعندى
ما يثبت كلامى من مخاطبات رسمية مع المهرجان، رغم أن الفيلم واجه
هجوماً شرساً، لكن لو استبدلنا باسم «محمد السبكى» كمخرج اسم «محمد
خان» لاختلف الوضع، وسيختلف رأى جميع النقاد، لأن من صفاتنا كعرب
أننا لا نستطيع الفصل بين المنتج والصانع، ولو لدىَّ خلاف مع أي
شخص سيتغير التعامل لأننا لا نتعامل مع الأشياء بتجرد، لذلك أصررت
على إرسال الفيلم إلى مهرجان «برلين»، وأبلغونا أن الفيلم له فرصة
كبيرة في دخول المنافسة وطالبوا بترشيح 4 أشخاص لحضور المهرجان،
وأخبرت السبكى أن هذا الترشيح «شرف ليك»، ثم أرسلوا «إيميل» آخر
طلبوا فيه فتح الفيلم على الإنترنت لفترة زمنية محددة، وفى آخر
لحظة شكروا المخرج واعتذروا لخروج الفيلم من التصفيات النهائية.
■
أفهم من كلامك أنك لن تمانع في المشاركة بفيلم تحت إدارة مخرج
جديد؟
- لو اقتنعت به من الممكن أن أخوض التجربة، وأنا لا يهمنى كيف
يتحدث وهل هو مثقف أم لا، لكن السبكى لديه رؤية في الاستديو، فهو
منتج فاهم في التفاصيل، وأثناء عرضه هذا الفيلم علىَّ قال: «إيه
رأيك، أنا نفسى أخوض تجربة الإخراج؟»، ورغم أنه كان يتحدث عن تجربة
أخرى إلا أننى تحمست لأن يخوض التجربة من خلال فيلم «حديد»، ولدىَّ
إحساس كسينمائى، وكنت أشعر أن لديه رؤية.
■
كيف ترى فيلم «أسوار القمر»؟
- أعتبره فيلماً ضخماً من حيث التقنية والعناصر الإنتاجية، المكساج
والمونتاج أقرب إلى المنتج العالمى، ثانياً الممثلون المشاركون في
الفيلم منى زكى وآسر ياسين «جامدين جداً»، وأنا معجب بهما جداً،
خاصة عندما شاهدت الفيلم في دور العرض.
■
وهل تأجيل عرض الفيلم لمدة 4 سنوات أثر على نجاحه خاصة بعد تغير
ملامح الفنانين؟
- لن يشعر المشاهد بأى مشكلة، فالمخرج قوى جداً وكبير بمعنى
الكلمة، وكل السنوات سوف تنساها، ولن تملك إلا أن تشكر صُنَّاعه.
■
وهل وجود فيلمين لك في دور العرض يؤثر عليك بشكل سلبى؟
- لا، الموضوع أصبح مختلفاً، وأنا مستمتع بهذا الموضوع، وكان لدىَّ
هدف هو العودة إلى شباك التذاكر وقد عدت، حتى لو لم أحقق إيراداً
ضخماً لكن إيراد جيد، وكنت أتمنى أن أفعل ذلك ليس فقط من أجل
المنافسة، و«كنت عايز أرجع للشباك».
«زي النهاردة».. وفاة المخرج حسن الإمام 29 يناير 1988
كتب: ماهر حسن
في ٦ مارس ١٩١٩ ولد المخرج السينمائي حسن الإمام في المنصورة، وبعد
حصوله على الثانوية اتخذ قراراً بأن يدخل مجال الفن وهو لا يملك
إلا الموهبة.
وبدأ حياته مترجماً للنصوص المسرحية الفرنسية التي كان يجيد لغتها
مع الإنجليزية، وكان يهديها لمشاهير الفن فعرفوه وتعاونوا معه، عمل
الإمام مع يوسف وهبى مساعداً في المسرح ثم في السينما، وكانت فرصة
الإخراج الأولى له في ١٩٤٦ مع فيلمه الأول «ملائكة في جهنم»، وفى
العام الثانى أخرج «الستات عفاريت» وفيلم «الصيت ولا الغنى»
لعبدالمطلب ثم «اليتيمتان» ثم «بائعة الخبز»، وكانت أفلام
«الخطايا» و«شفيقة ومتولى» و«زقاق المدق» و«ثلاثية» للكاتب نجيب
محفوظ و«الخرساء والمعجزة» نقطة انطلاق دعمت حضوره وتميزه وتحققه
السينمائى.
كما قدم «دنيا الله وأنا بنت ناس» و«شفيقة القبطية» و«الخرساء» ثم
توقف عن الإخراج لمدة ثلاث سنوات ليخرج بعدها بفيلم «خلى بالك من
زوزو» ومن أفلامه الأخرى «ظلمونى الناس» و«أنا بنت مين»
و«التلميذة» و«إضراب الشحاتين» و«دلال المصرية» و«العذاب فوق شفاه
تبتسم» و«بمبة كشر» و«أميرة حبى أنا» و«هذا أحبه» و«هذا أريده»
و«بديعة مصابنى» و«بالوالدين إحسانا».
ولقد حظى الإمام بالكثير من مظاهر التقدير كما حصل على العديد من
الجوائز، ومنها الجائزة التقديرية من الجمعية المصرية للنقاد
وكرمته الدولة في ١٩٧٦، كما كرمه مهرجان «نانت» الفرنسى بعرض
مجموعة من أفلامه، إلى أن توفى «زي النهاردة» في ٢٩ يناير ١٩٨٨. |