مشاهدات "كليرمون فيران" أهم مهرجان للأفلام القصيرة بالعالم (1)
"سينماتوغراف":
أحمد شوقي ـ كليرمون فيران
متابعة مهرجان مخصص للأفلام القصيرة يكاد يكون أصعب من أي نظير
مخصص للأفلام الطويلة، فإذا فرضنا أن المعدل الطبيعي للمشاهدة
المكثفة هو أربعة عروض يوميا، وأن العرض الواحد يحتوي على 5 أو 6
أفلام كما هو الحال في كليرمون فيران، أهم مهرجان في عالم الأفلام
القصيرة، فإنك تجد نفسك مطالب بتلقي حوالي 22 فيلم يوميا، لكل منها
أسلوبه ولغته وشحنته العاطفية والفكرية، وهو أمر أصعب بكثير من
استغلال نفس وقت العروض في تلقي أربعة أفلام فقط، حتى لو كان زمن
كل منها يعادل زمن ستة أفلام قصيرة.
هذا العام يواصل مهرجان كليرمون زخمه، وازدحامه بالأفلام متنوعة
المستوى، الآتية من كل بقاع الأرض تقريبا، ففي المسابقة الدولية
وحدها يشارك 79 فيلما يمثلوا 59 دولة. وبين الأفلام المتباينة التي
نشاهدها يوميا، اخترنا لكم أبرز عناوين عُرضت في أول يومين من
المهرجان.
تفتيش (روسيا)
أحد الأشكال المثالية للفيلم القصير هي الفيلم الذي يدور في تتابع
وحيد متماسك زمنيا، بحيث يماثل زمن الفيلم الواقعي الزمن الدرامي
السردي. حملة تفتيش من الحماية المجتمعية على منزل امرأة مدمنة
كحول، لمتابعة مدى تقدم حالتها والموافقة على استمرار بقاء ابنتها
معها. تقدم المخرجة جالا سوخانوفا الحكاية من وجهة نظر المفتشة
الصارمة، التي تطبق القانون بحذافيره وتسعى لتفتيش كل تفصيلة لضمان
سلامة الابنة.
بكاميرا ترافيلنج تتابع حملة التفتيش من بدايتها وتتجول في أرجاء
المنزل الفقير، يخوض المشاهد الحملة مع المفتشة، ويستجوب الفتاة
الصغيرة معها حول مكان تواجد والدتها حاليا، وعن مدى تطور حالتها
وتنظيمها للمنزل، حتى تأتي الصدمة في النهاية للمشاهد مع المفتشة،
عندما تكتشف أن الطفلة هي من تقوم بإدارة المنزل وتخفي حقيقة تدهور
حالة والدتها.
عند هذه اللحظة الأمر يخرج لما هو أكبر من التفتيش والفتاة
الصغيرة، ليصبح متعلقا بجدوى القانون الذي تنفذه المفتشة ككل،
فالمفترض أن هدف القانون هو حماية الطفلة من والدتها، لكن ما يحدث
على أرض الواقع هي أن الفتاة تكذب بكل الطرق حتى لا يجبرها القانون
على ترك والدتها (والنص القانوني يفترض أن ما يتم هو العكس). صدمة
كهذه تجعله فيلما قصيرا مثاليا، ببناء درامي متماسك وجذاب، وطرح
فكري يستحق التفكير.
هذا اليوم من الشهر (تايلاند)
جوي ولي صديقتان مراهقتان، يبدأ الفيلم بمشهد طويل لهما تجلسان
داخل الفصل، تتبادلات رسائل مكتوبة خفيفة الظل، تحمل مأزق الفيلم:
بعد تزامن موعد الدورة الشهرية لكل منهما منذ بلوغهما، تأخرت دورة
جوي لأول مرة هذا الشهر. انطلاقا من هذا المأزق العابر، نكتشف
تباعا وعلى مدار زمن الفيلم الطويل نسبيا (30 دقيقة)، تعقد العلاقة
التي تربط الفتاتين ببعضهما البعض.
اختيار المخرجة جيراسيا وونجسوتين لهيئة الفتاتين شديد الذكاء،
فجوي التي نكتشف لاحقا أنها مارست الجنس لأول مرة مع صديقها دون أن
تخبر لي، جميلة منطلقة تحاول أن تظهر بصورة الفتاة الجذابة، أما لي
التي توجه مشاعرها نحو صديقتها، فهي أكثر جمودا وأقل جمالا، يبدو
لك من اللحظة الأولى أنها رغم خفة ظلها، إلا أن ارتباطها بجوي أكبر
بكثير من ارتباط الأخيرة بها.
عبر مشاهد طويلة يشغل كل منها عدة دقائق، تتكشف حقيقة ما قامت به
جوي، وحقيقة مشاعر لي المضطربة تجاهها، فهي من جهة تغير من جمالها
وجرأتها، وتتمنى لو كانت هي من تمتلك حبيبا تقبله وتمارس معه
الجنس، ومن جهة أخرى تغير على صديقتها، وتمتلك ميلا يكاد يكون حسيا
تجاهها، يدفعها لمحاولة التلاعب حتى لا تتركها جوي وتختار حبيبها.
ومع ظهور هذه العلاقة تدريجيا، يقوم الفيلم بإلقاء نظرة ذكية على
حياة المراهقات وتكوينهن النفسي، تم تقديمها بحب واضح وانتصار
للطبيعة البشرية التي تدفع الإنسان أحيانا للقيام بتصرفات حمقاء،
لكنها لا تنزع منه أبدا جاذبيته.
جمال (إيطاليا)
بالرغم من وجود مسابقة مستقلة مخصصة للأفلام التجريبية هي مسابقة
"لابو"، فإن هناك بعض الأفلام المعروضة في المسابقة الدولية تمتلك
حسا تجريبيا واضحا، من بينها هذا الفيلم الإيطالي الرائع من إخراج
رينو ستيفانو تاجليافيرو، والذي اعتمد على فكرة غير معتادة هي بث
الحياة في أشهر الأعمال الفنية.
مجموعة مختارة من اللوحات والأيقونات الشهيرة، معظمها ينتمي لعصر
النهضة، قام المخرج باستخدام تقنيات التحريك لجعلها تتحرك حركات
بسيطة توحي بالحياة، مع جمع هذه الحركات ووضعها في سياق خاص، يعزف
بشكل متتال سوناتات بصرية عن حياة البشر: الجمال، الحب، الخوف،
الجنس، والموت. بدون أي كلمات وبحركة هادئة رصينة، يقدم المخرج
عملا مخلصا للسينما الخالصة كفن مستقل بذاته، حتى لو قام باستغلال
عناصر آتية من فنون أخرى، فهو يمزجها بصورة أصيلة وليدة الوسيط
بالأساس، لتكون النتيجة عمل بصري ممتع.
ثقب (كندا)
أي عمل يلعب بطولته واحد من ذوي الاحتياجات الخاصة هو عمل مهدد
مبكرا بإساءة التصرف، باستغلال معاناة البشر في صناعة فيلم لن يربح
منه سوى مخرجه، أو على أحسن الأحوال بالميل للعاطفية المفرطة التي
يفرضها التعامل مع حالة إنسانية خاصة. ما سبق يوضح سر إعجابي
بالفيلم الكندي "ثقب" للمخرج مارتن إدرالين، الذي تخلص من كل فرص
الخطأ السابقة وصنع عملا مثير للاهتمام.
البطل رجل أربعيني، يعاني من إعاقة واضحة في أطرافه تجعله يحتاج
لمن يساعده في الحركة، لكنه رغم هذا يمتلك جهازا تناسليا مكتملا،
وبالطبع عقل وخيال قادرين على إثارة هذا الجهاز، لنصل للحقيقة
المؤلمة وهي أن هذا الرجل عاش أكثر من نصف عمره دون ممارسة الجنس،
وسوف يعيش الباقي أيضا محروما منه لأسباب جسدية، بينما يظل عقله
ورغبته يمزقانه ويدفعانه لتصرفات غير معتادة، ناهيك بالطبع عن
الاكتشاف في منتصف الفيلم بأنه يميل أكثر نحو الذكور أكثر من
النساء.
الأزمة النفسية جريئة ومنطقية ومثيرة للتعاطف، خاصة مع أداء الممثل
كين هاروار الذي قام بالرغم من إعاقته الجسدية بأداء الدور بصورة
أكثر من ممتازة، بحميمية واضحة ربما تشير لتفهمه لمعاناة الشخصية
الرئيسية، لتأتي لحظات انكساره مؤلمة بحق، ولحظة راحته وتصالحه
كهدية يقدمها صانع الفيلم للجمهور في النهاية.
مول لكلب (المغرب)
بالرغم من الاسم الغريب الذي نحتاج أن يقوم أحد الأصدقاء المغاربة
بتفسيره لنا، يظل فيلم المخرج كمال الأزرق واحدا من أمتع الأفلام
التي عرضها مهرجان كليرمون فيران هذا العام. حكاية لشاب هادئ،
يتمتع بالأمان المادي، ويعيش في هدوء مع أسرته وصديقه الوحيد: كلبه
اللبرادور الأصفر. وعندما يترك كلبه لينزل البحر لدقائق يخرج فلا
يجده، ليبدأ رحلة غريبة يعيد فيها اكتشاف مدينة كازابلانكا التي
عاش فيها طوال عمره دون أن يعلم عنها شيئا.
ما بين الملاهي الليلية وأوكار الدعارة، إلى عربات الشرطة وسوق
الحيوانات المسروقة، وصولا إلا حلبات مصارعة الكلاب الدموية غير
المشروعة، يعرف يوسف المهذب أنه كان يعيش في مدينة آمنة صنعها
خياله فقط، لتكون تجربة ضياع الكلب هي رحلة نضج يمر بها البطل
الشاب.
ملحوظة: محبي الحيوانات وأقوياء الملاحظة فقط سيلاحظون أن الكلب
الذي ظهر في المشعد الافتتاحي للفيلم يختلف عن الكلب الذي ظهر باقي
زمن الفيلم. أمر يبدو بالتأكيد أن سببه ورطة إنتاجية ما، لكنه
بالطبع خطأ يمكن تجاوزه قياسا على مستوى الفيلم.
قيادة القطيع (قرغيزستان)
من المثير دائما أن تشاهد إنتاج دولة للمرة الأولى، هذه أول مرة
أشاهد فيلم قرغيزي (من قرغيزستان إحدى جمهوريات الإتحاد السوفيتي
السابق)، وكانت النتيجة مرضية جدا.
الفيلم الذي أخرجه روسلان أكون تدور أحداثه بالطبع في الجبال
القرغيزية ومراعي الماشية، والطبيعة الإثنية للفيلم متوقعة بالطبع
في ظل كونه آت من دولة ذات طبيعة خلابة وعرق خاص وسينما ناشئة، لكن
المهم هو عدم استخدام المخرج الطبيعة في صناعة كارت بوستال منزوع
القيمة الدرامية، بل جعلها خلفية لرحلة شاقة يخوضها طفل وطفلة بعد
أن رحل والدهما وتركهما وسط الجبال يقودان قطيعا كبيرا من الماشية.
بشكل عام هناك أربعة من الأفلام الستة المذكورة في هذه المشاهدات
عن رحلة نضوج، على رأسها من حيث تناول الفكرة الفيلم القرغيزي،
ربما لطزاجة المكان، أو للتناقض الشديد بين ضخامة العالم وصغر حجم
البطلين الطفلين، أو لإمساك المخرج بإيقاع مناسب للدراما بينما كل
شيء حوله يغريه بالمشاهد التأملية ذات الزمن الدرامي الميت. كل هذه
أسباب لنتيجة واحدة، هي أن الفيلم الآت من دولة لم نعرف عنها من
قبل أن بها صناعة سينما، قد يكون أحد الرابحين في نهاية أهم مهرجان
للأفلام القصيرة بالعالم.
بعد 40 عاما على وفاتها.. يبقى السؤال قائما..
لماذا توقفت أم كلثوم عن العمل في السينما بعد 1948؟
"سينماتوغراف"
ـ محمود درويش
رغم وصولها إلى ذروة المجد وتربعها على قمة الغناء ونيلها ما لم
ينله غيرها من الفنانين عامة، والمطربين خاصة، سواء في مصر أو
الوطن العربي، إلا أن "كوكب الشرق" أم كلثوم كانت تخشى من السينما
التي دخلتها عام 1935 بعد أن كانت قد بدأت الغناء الاحترافي في عام
1916، وقدمت للسينما ستة أفلام فقط خلال الفترة من 1936 وحتى 1948
حين قررت التوقف عن تقديم أفلام جديدة والاكتفاء بالغناء الذي
تربعت على عرشه دون منازع.
وهذه الأفلام هي: وداد 1936، نشيد الأمل 1937، دنانير 1939، عايدة
1942، سلامة 1944، فاطمة 1948.، بالإضافة إلى فيلم ولاد الذوات
1932 التي ظهرت فيه بصوتها غناء فقط.
واليوم 3 فبراير يكون قد مر على رحيلها 40 عاما، حيث توفيت في مثل
هذا اليوم من عام 1975.
أدركت سيدة الغناء العربي التي توفيت في مثل هذا اليوم، الثالث من
فبراير عام 1975، بما تملكه من ذكاء، أنها لن تحقق في السينما ما
حققته في مجال الغناء. ورجع ذلك إلى شعور ام كلثوم بافتقادها إلى
الجمال اللازم وجوده لدى نجمات السينما لاسيما في ذلك الوقت حتى
تقنع مشاهدي أفلامها أنها الفتاة التي تستحق قلب البطل عادة
ويتهافت عليها الجميع.
وما يؤكد صحة هذا الرأي أن المشاهد لآخر أفلامها "فاطمة" يشعر
بسهولة أنها غير ملائمة لهذا الدور وكبيرة في السن أيضا عليه. فلو
اعتمدنا تاريخ ميلادها في 1898 كما يشير البعض، أو صح اعتماد تاريخ
ميلادها المسجل رسميا عام 1908، فقد كانت يوم تصوير هذا الفيلم قد
أكملت الخمسين او الأربعين على أقل تقدير، وبالتالي فلا يمكن أن
يقتنع المشاهد بأن بنت الأربعين هي تلك الفتاة التي يقع في حبها
ابن الباشا، أو شقيق الباشا (الحدوتة التقليدية في السينما
المصرية) كما في هذا الفيلم، لأن مثل تلك الفتاة لابد وأن تكون
فائقة الجمال صغيرة السن حتى يتهافت الرجال عليها.
ويلاحظ هنا أن ثلاثة من الأفلام الستة التي قدمتها على الشاشة كانت
أفلاما تاريخية أي لا ترتبط بالعصر الذي عاشته أم كلثوم وإنما
اختارت الحقبات الزمنية الغابرة حتى لا تكون هناك حاجة لبطلة مودرن
تواكب متطلبات العصر الحديث.
ومن هنا، فإن استمرار أم كلثوم في السينما بعد عام 1948 لم يكن
ممكنا في ظل هذه الظروف، خاصة وأن بطلات ذلك العصر من المطربات، أو
اللاتي جئن بعد ذلك بقليل كن صغيرات، جميلات، أمثال ليلى مراد،
وشادية، وهدى سلطان، وصباح ونور الهدى، ونجاة، وفايزة احمد، وغيرهن.
البداية مع "وداد" وستوديو مصر
في عام 1936، بدأ ستديو مصر بإنتاج أول أفلامه بقصة مصرية هي
"وداد" وكان من بطولة أم كلثوم وأحمد علام، وإخراج الألماني فريتز
كرامب، وقد مثل الفيلم مصر لأول مرة في مهرجان فينيسيا الدولي في
ذلك العام.
ويحكي الفيلم عن عصر المماليك حيث تنشأ علاقة حب بين الشاب التاجر
"باهر" وأدى دوره يحيى نجاتي وجاريته "وداد" (أم كلثوم)، التي
تتمتع بصوت ملائكي، وبينما يتناجى الحبيبان يسطو قطاع الطريق على
قافلة باهر التجارية ويستولون على بضاعته التي تمثل رأس ماله كله.
ينتكب باهر ويشكو سوء الدهر وتبدأ مطالبته بالديون التي يستمهل
أصحابها ويضطر لبيع كل ما يملك ولا يستطيع سداد دينه. تعرض عليه "
وداد " أن يبيعها في سوق الجوارى فهى ذات صوت جميل وربما تأتى له
بثمن باهظ يسدد به دينه لكنه يرفض فكرة بيع محبوبته، وتلح "وداد"
في طلبها هذا تضحية بنفسها وقلبها فداء للمحبوب. أخيرا يوافق باهر
على مضض ويبيعها ليبدأ حياته التجارية من جديد.
كتب قصة الفيلم أحمد رامي، وأعد السيناريو والحوار أحمد بدرخان.
وشارك ام كلثوم البطولة فيه كل من: أحمد علام، مختار عثمان، منسي
فهمي، كوكا، محمود المليجي، يحيى نجاتي، فؤاد فهيم، فتوح نشاطي.
وكان فيلم وداد، أول لقاء وتعاون بين أم كلثوم والملحن رياض
السنباطي، الضلع الثالث في مثلث أم كلثوم وأحمد رامي، من خلال وضعه
الموسيقى التصويرية للفيلم، وتقديم أم كلثوم فيه أغنية "على بلد
المحبوب ودينى"، لينطلق معها السنباطي بعد ذلك في رحلة طويلة من
العطاء الفني الأصيل.
قصة نشيد الأمل
في عام 1937، قدمت ام كلثوم فيلم فيلم منيت شبابي أو (قصة نشيد
الأمل)، وفيه يقوم اسماعيل (عباس فارس) بتطليق زوجته آمال (أم
كلثوم)، تاركاً إياها وحيدة لتقاسي مصاعب الحياة مع ابنتها سلوى،
ويسوق لها القدر الطبيب عاصم (زكي طليمات) الذي يقوم بعلاج ابنتها،
ويكتشف موهبة آمال المتميزة في الغناء، فيساعدها على أن تجد لنفسها
عملاً مستغلة فيه موهبتها، ولكن طليقها لا يتركها لحال سبيلها حتى
بعد طلاقه إياها.
والفيلم من إخراج أحمد بدرخان. تأليف أدمون تويما ، سيناريو وحوار
أحمدرامي. وشارك في بطولة الفيلم استيفان روستي، ماري منيب، وغنت
ام كلثوم فيه عدة أغاني أشهرها افرح يا قلبي لك نصيب، من كلمات
أحمد رامي وألحان رياض السنباطي.
فيلم "دنانير"
في عام 1939، قدمت ام كلثوم فيلم دنانير، الذي كتب قصته وحواره
وألف أغانيه أحمد رامي، واخرجه وأعد له السيناريو أحمد بدرخان. وفي
الفيلم، يستمع الوزير جعفر البرمكي (سليمان نجيب) إلى صوت البدوية
دنانير (أم كلثوم) وهى تغني أثناء مروره بالصحراء. فيُعجب بصوتها
بشدة و يقترح على مربيتها أن يصحبها معه إلى بغداد لكي تتعلم أصول
الغناء على يدي (إبراهيم الموصلي). وتتاح الفرصة لدنانير كي تغني
أمام الخليفة هارون الرشيد (عباس فارس)، فيعجب بصوتها. وتصبح
مغنيته المفضلة وتزداد المؤامرات للإساءة إلى الوزير (جعفر) لدى
(هارون الرشيد) الذي ينتهي به التفكير إلى أن يأمر السياف بقطع
رقبة الوزير.
وقد قدمت أم كلثوم فيه أغنية (يا ليلة العيد أنستينا)، من كلمات
أحمدرامي وألحان رياض السنباطي، حيث غنتها أمام الخليفة هارون
الرشيد ووزيره جعفر. وفيما بعد، تم حذف الأغنية من أحداث الفيلم
بناءً على إصرار أم كلثوم نفسها، لتصبح مرتبطة أكثر بليلة العيد.
حكاية "عايدة"
في عام 1942، قدمت ام كلثوم فيلم "عايدة" المقتبس عن أوبرا "عايدة
Aida "
للمؤلف الموسيقي الإيطالي فيردي
Verdi،
والتي ألفها خصيصا لحفل افتتاح قناة السويس في عهد اخديوي اسماعيل
عام 1869، والفيلم يعد محاولة لتقليد فن الأوبرا العالمية.
ويحكي الفيلم عن "عايدة" أم كلثوم، الفتاة القروية ووالدها محمد
أفندى الرجل الفقير الذي يعمل فى أرض زراعية يملكها امين باشا، وهو
رجل عسكرى النزعة، له ابن اسمه سامى نال البكالوريا، لكنه لم يكمل
تعليميه، وكان للباشا ابنة اسمها ثريا فى سن عايدة، تتم جريمة قتل
فى المزرعة يموت فيها محمد أفندى الذى يذهب ضحية قيامه بواجبه فى
نفس يوم حصول عايدة على البكالوريا، يشمل ابن الباشا عايدة بعطفه،
وتلتحق بمعهد الموسيقى، وتنمو قصة حب بين عايدة وسامى، مما يسبب
غضب الباشا، لكنها تحفز سامى على استكمال الدراسة، ويقتنع الباشا
بأهمية عايدة فى حياة ابنه، فيزوجها له.
والفيلم كتب له القصة والسيناريو والحوار عباس يونس وفتوح نشاطي،
وأخرجه أحمد بدرخان.
وشارك ام كلثوم البطولة كل من ابراهيم حمودة، سليمان نجيب، عباس
فارس.
ومن أشهر الأغنيات التي قدمتها ام كلثوم في الفيلم اوبريت عايدة مع
إبراهيم حمودة، من كلمات أحمدرامي، وتلحين محمد القصبجي، ورياض
السنباطي.
راعية الغنم "سلامة"
في عام 1944، قدمت ام كلثوم فيلم "سلامة"، وتدور أحداثه فى عصر
الدولة الاموية، حول راعية الاغنام "سلامة" أم كلثوم، ذات الصوت
الساحر، والتى تربطها علاقة حب مع عبدالرحمن "يحيى شاهين"، لكن يقف
أمام حبها طمع ابن سهيل فيها، فتهرب منه خوفا على نفسها وحبها،
ويبدأ عبدالرحمن رحلة بحثه عنها.
وتعد قصة الفيلم قصة واقعية، حدثت بالفعل فى عهد الدولة الاموية
منذ ألف وثلاثمائة عام، هذا كما ورد فى مقدمة الفيلم.
كتب قصة الفيلم علي أحمد باكثير، وأخرجه توجو مزراحي.
ومن أبطاله يحي شاهين، عبدالوارث عسر، استيفان روستي، فؤاد شفيق،
زوزو نبيل.
ومن أشهر أغاني الفيلم غني لي شوي شوي، وقل لي ولا تخبيش يا زين،
من كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد.
الممرضة الشابة "فاطمة"
آخر أفلام أم كلثوم، وكان في عام 1948، ويحكي عن فاطمة (أم كلثوم)
الممرضة الشابة حسنة الخلق التي يسند إليها مهمة السهر على مباشرة
علاج أحد الباشاوات المرضى، وعندما يراها شقيقه (فتحي) أنو وجدي،
يعجب بجمالها وحلاوة صوتها وهى تغني، فيقع فى حبها. يحاول فتحى
إغراءها بشتى الوسائل إلا أنه يفشل فى استمالتها، ولما كانت لديه
رغبة جامحة فيها فإنه لم يجد وسيلة غير الزواج منها، وبالفعل
يتزوجها بعقد زواج عرفى ويصطحبها لقضاء شهر العسل فى الإسكندرية،
ويعود بها ليعيشا فى بيتها المتواضع فى إحدى الحارات نظرا لغضب
والده الباشا مما حدث. ولا يستطيع فتحى تحمل العيش هناك أو التعامل
مع أهل الحارة فيخرج. وقد ضاق ذرعا.
كتب القصة والسيناريو والحوار للفيلم بديع خيري، وأخرجه أحمد
بدرخان.
وشارك في بطولته كل من انور وجدي، سليمان نجيب، حسن فايق.
وغنت أم كلثوم في الفيلم أغنية أصون كرامتي كلمات احمد رامي وألحان
رياض السنباطي، وجمال الدنيا يحلى لأحمد رامي وألحان زكريا أحمد.
بالصور.. تفاصيل توقيع بروتوكول التعاون بين الأقصر السينمائي
وفيسباكو
"سينماتوغراف"
ـ هشام لاشين
جاء المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء أمس الأثنين بمركز الهناجر
للفنون بالقاهرة، لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، بالاشتراك مع
مهرجان فيسباكو ببوركينافاسو، فرصة للإعلان عن فعاليات المهرجانين
بالإضافة لتوقيع بروتوكول التعاون والتوأمة بينهما، مع تتابع
انعقادهما خلال شهري فبراير ومارس.
وقد تم الكشف عن العديد من الأفلام المشاركة في المهرجانيين، حيث
أعلن كل من سيد فؤاد رئيس الأقصر السينمائي و أردوما سوما رئيس
فيسباكو السينمائي عن إهداء كل منهما دورته لبلد الأخر، وقال سوما
ان مصر ضيف شرف هذه الدورة وانها حاضرة في هذا المهرجان منذ عام
1972 وسوف يكون هناك فيلمين مصريين في المسابقة الرسمية، الاول
فيلم تسجيلي طويل للمخرجة جيهان الطاهري بعنوان (فراعنة مصر الجدد)
والفيلم الأخر روائي طويل للمخرج احمد عاطف بعنوان (قبل الربيع)
وقال ان عدد الأفلام المشاركة في هذه الدورة 130 فيلم من أصل 680
فيلم شاهدها المهرجان منها 85 فيلما في المسابقة الرسمية مابيت
تسجيلي وروائي قصير وطويل باللإضافة لأفلام لطلبة معهد السينما
واضاف سوما ان المهرجان وجد لدعم السينما الافريقية بالاضافة
لمحاولة ايجاد حلول للعديد من المشاكل السينمائية كما انه دعوة
مفتوحة للسينمائيين الافارقة لمشاهدة الإنتاج الا فريقي المختلف
اما التيمة الرئيسية لهذه الدورة الرابعة والعشرون فهي (السينما
الإفريقية ..الانتاج والتوزيع في العصر الرقمي)
.
اما سيد فؤاد فقد اشار الي اهمية الحدث خصوصا وان تاريخ مهرجان
فيسباكو عريق ويتجاوز ال48 عاما بأربع وعشرون دورة حيث يقام كل
عامين ، وأكد بدوره علي أن بوركينا فاسو هي ضيف شرف المهرجان،
واشار فؤاد الي ان من أبرز ملامح الدورة الرابعة عرض افلام الإنتاج
المشترك القصيرة (روائية وتسجيلية) بين مصر والسينمائيين الاشقاء
من القارة السمراء كعرض أول وهي من انتاج مهرجان الأقصر (صندوق
إتصال لدعم الشباب) وابدعها سينمائيين من دول (ساحل العاج-
اثيوبيا- رواندا- توجو- مصر) موضحا انه سيتم إستضافة نجوم كبار من
هوليود ذوي اصول إفريقية كما حدث بالدورة الثالثة التي إستضافت
(داني جلوفر) وأوضح انه سيقام علي هامش المهرجان مؤتمر السينما
وتعليم التفكير
.
وأكد علي اهداء الدورة بالكامل لإسم الفنان الراحل خالد صالح وسيتم
عرض عدد من أفلامه وتنظيم ندوة بالإضافة لكتاب عن حياته من اعداد
طارق الشناوي ومن المنتظر ان تعقد ندوة رئيسية تحت عنوان (خالد
صالح اخر حلقات التمثيل في مصر) تتحدث عن ادائه ومناهج التمثيل في
ادواره
.
كما اعلنت عزة الحسيني مدير المهرجان جزء من فعاليات مهرجان الاقصر
والأفلام المشاركة، وقالت ان مسابقة الأفلام الطويلة للاقصر
السينمائي يشارك فيها فيلمين من السنغال وفيلمين من رواندا وفيلم
من أثيوبيا وفيلم من المغرب وكذلك فيلم من تونس وكوت ديفوار
ومالاوي ونيجيريا وبوركينا فاسو وتشارك الأخيرة بفيلم (إيفا)
.
كما اعلنت عن مشاركات مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة وكذلك
القصيرة بالاضافة لمسابقة افلام الحريات التي حملت إسم (الحسيني
ابو ضيف) والذي يكرمه المهرجان بتقديم جائزة بإسمه هي جائزة (ارت
ووتش افريكا) وتمنح للفيلم الذي يمثل حرية التعبير ويتناول حقوق
الإنسان والعدالة الإجتماعية، وفي النهاية اعلنت الحسيني عن
الأفلام المشاركة في القسم الرسمي خارج المسابقة من مصر وبوركينا
فاسو وموزمبيق ومورشيوس وغانا ورواندا والكونغو وكينيا والمغرب
وليبريا
.
كما اشارت الحسيني الي مشاركة 35 سينمائي في ورشة (هايلي جريما)
والتي يديرها المخرج الأثيوبي المعروف وفريقه وسوف يقوم هؤلاء
الشباب اثناء فترة الورشة والمهرجان بإنتاج أفلام قصيرة يتم عرضها
في ختام المهرجان
.
بينما اكدت الحسيني علي تكريم المخرج (ادريسا ايدراوجو) من بوركينا
فاسو، كما اشارت لإعادة إصدار كتاب الناقد (علي ابو شادي) والذي
يحمل عنوان (وقائع السينما المصرية) الذي وزع العام الماضي وترجمته
للفرنسية عبلة عبد الحفيظ سالم بالاضافة لكتاب طارق الشناوي والذي
يحمل عنوان (خالد صالح في الاصل حلواني).
يذكر أن المؤتمر حضره الدكتور عصام شرف رئيس شرف المهرجان وكذلك
محافظ الاقصر. |