كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

خالد يوسف:

بعد ثورتين.. الغلابة لسه محلك سر!!

حوار: مى الوزير

 

مثير للجدل أينما حلت قدماه، هل هو فنان أم سياسى، مخرج أم مهندس، اختلفوا معه قدر ما شئتم، ولكن لن نستطيع إنكار أن خالد يوسف حالة فنية وإنسانية نادرا ما تتكرر، فهو من سبح ضد التيار واستشرف المستقبل، المخرج الموهوب صاحب الرؤية المختلفة، طبيعته النقدية تجعله دائما يتطلع للأفضل ويحلم بالأجمل.. رافضا لمقولة «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» ولعل هذا ما يجعله دائما فى المقدمة.

وعن السياسة وعالمها الذى انشغل به طوال السنوات الماضية تاركا مشروعه الفنى، حالما بالمشاركة فى صنع مستقبل أفضل، تحدثت إلى خالد يوسف عن مشاريعه القادمة وتطلعاته للمشاركة فى صنع القرارا السياسى، وعن برلمان قادم لشعب فقد بوصلته نتيجة لوضع شديد الارتباك. وبعيدا عن السياسة.. تطرقت إلى شخص خالد يوسف وعن اتهامه الدائم بإثارة الجدل أينما ذهب واتهامه بالغرور الذى نفاه عن نفسه تماما قائلا «أنا مُعتد بنفسى وأثق فى قدراتى»، وعن شائعات طالته فى العشر سنوات الماضية وكيف يتعامل معها.

        أشعر دائما أنك مثير للجدل فى أى خطوة تقوم بها أو مشروع تبدأه.. فقبل نزول فيلم لخالد يوسف تقوم الدنيا ولا تقعد، خالد يوسف فى لجنة الخمسين تبدأ الأقاويل والاعتراضات، خالد يوسف فى الانتخابات «المهندس أم المخرج»؟

- بهدوء شديد وابتسامة لم تفارقه كأنه اعتاد سماع هذه الجملة، وكأنه أصبح اعترافا ضمنيا منه بأن هذا أصبح قدره وأن هذه الحالة التى يتركها أصبحت بصمته يقول لي:

فعلا أنا لا أعرف السبب وليس لدى أى تفسير، ولكن إذا فسرنا كلمة «جدل» بمعناها العلمى فسأكون سعيدا بهذه الصفة، وهذا من حيث التأثر والتأثير، وأن يكون هناك أى حراك سواء أجتماعى أو سياسى أو ثقافى وأكون أنا السبب فيه فهذا شىء يسعدنى ويشرفنى ولكن الجدل بمعناه العام الذى يوصف بالجدال العقيم فليس هذا ما أبحث عنه ولا يسعدنى أبدا، وغالبا ما تقع كلمة المثير للجدل فى هذه الخانة التى توصف بالجدل العقيم والتى لا تجلب سوى الثرثرة، وأحيانا أفلامى ومواقفى وتصرفاتى وسلوكى يقعوا فى كلتا الخانتين ويحزنى كثيرا حين أجدهم يقعوا فى خانة الجدال العقيم وإثارة جلبة ولا أستطيع ان أجد تفسير لهذا سوى أنها ظاهرة تستهلك الكثير دون أن تثمر عن شىء.

        «لن أكون فى خندق السلطة» وفور فوز المشير السيسى بكرسى الرئاسة سأنضم إلى صفوف المعارضة.. هل ترى أنك أوفيت بوعدك؟

- بنبرة تحد يقول لي: وهل رأيت منى العكس، هل شاهدتنى يوما فى مظاهرات تأييد أو مواقف تأييد، فأنا انتقدت الكثير من القرارات منذ أن تولى السيسى رئاسة البلاد، كغلاء أسعار السولار والبنزين، وأوضحت وجهة نظرى بأنه حتى لو كانت الدولة مضطرة لهذا فلم يكن هذا الأسلوب الأمثل، وفكرة العدالة الاجتماعية كانت تقتضى أن اضطرار الدولة لرفع أسعار السولار والبنزين لا يكون علىحساب الطبقات الأشد فقرا من مستخدمى الميكروباص والتاكسى والنقل، وكان يجب أن تظل أسعارهم كما هى وأن تزيد على الطبقة الأعلى والأكثر ثراء لتعوض الفارق، وانتقدت قانون التظاهر وعدم تعديله حتى هذه اللحظة وانتقدت قانون الجامعات الذى لا يعطى لرئيس الجامعة الحق فى تعيين العمداء ويعطى هذا الحق لرئيس الجمهورية، لكنه يعطى الحق لرئيس الجامعة بفصل أستاذ جامعى دون محاكمة تأديبية، قرارات انتقدتها ومازلت مصمما على موقفى منها، وحتى هذه اللحظة مازلت أرى أن الغلابة فى بلدنا «محلك سر» أيضا من قامت هذه الثورة من أجلهم ومن استهدفتهم، فقلب شعارات الثورة كان الهتاف بالعدالة الاجتماعية وهو لم يتحقق حتى الآن قيد أنملة والغلبان لم يأخذ حقه حتى الآن ولم تتحقق العدالة وابن الفقير لم يأخذ حقه فى التعليم، ومازال هناك انعدام فى تكافؤ الفرص، أنا شخص صاحب رؤية نقدية فى الحياة بشكل عام، ولا أستطيع أن أكون إلا هذا الشخص ولست ممن ينظرون إلى مواطن الجمال ويمجدون فيها، ورغم أننى أرى رئيس الجمهورية بطلا شعبيا ورجلا وطنيا ومحترما فإننى لم أعتد إلا النقد.

        بغض النظر عن ترشحك فى المجلس النواب، ما هى رؤيتك للمجلس القادم وهل سيكون معبرا عن بلد قامت فيه ثورتان؟

- بكل صراحة ليس لدى آمال كبيرة بأن يكون مجلسا متجانسا وبالتعبير الدارج سيكون مجلس «سمك لبن تمر هندى» لأن الواقع مرتبك ومعادلات القوى على الأرض شديدة الارتباك هى الأخرى والمصالح الاجتماعية لم تستطع ان تصنع لنفسها قوة تعبر عنها، فى أى مجتمع ستجدين أن كل حزب يعبر عن مصالح فئة منه أو مصالح توجه فكرى ونحن ليس لدينا حياة حزبية، وهذا عمره ثلاثون عاما فطوال سنوات حكم مبارك وهو يعمل على ضرب الحياة الحزبية وتفريغها من محتواها، فليس لديك قوى سياسية فاعلة وموجودة على الأرض وليس لديك قوة حزبية لها قواعد شعبية، وفى نفس الوقت ستجدين الشباب الحالم بالتغيير ليس لديه آليات التعبير عن أنفسهم من خلال كيان ما، ومازال أصحاب رءوس الأموال فى دوائر كثيرة يحاولون أن يطلوا برءوسهم ويأخذوا موضع قدم فى النظام الجديد، فالبرلمان القادم قد لا يكون معبرا بشكل حقيقى عما كنا نحلم به، لكن أنا متأكد من أنا هذا الشعب لديه من البصيرة ما يكفى ليصل إلى هذا المجلس مجموعة من النواب يكونون قلبا له، ولديهم مصداقية لدى الرأى العام وإصرار على صياغة تشريعات تبنى دولة العدالة، وأعتقد أن هذه المجموعة من النواب سيكونون بمثابة رمانة الميزان للبرلمان القادم، وحينها لو وصل مجموعة من الانتهازيين وأصحاب المصالح للبرلمان بأساليب ملتوية ستقيد حركتهم فى البرلمان بفضل المجموعة التى اختارها الشعب.

        إذا.. هل نعتبر قرار ترشحك نابعا من شعور بالمسئولية أم نوعا من الأمانة ليس أكثر؟

- هذا التحليل السابق هو السبب الأساسى لدخولى تلك المعركة الانتخابية، فهذه المعادلة مخيفة وإذا لم نتقدم ويكون هناك حوالى مائة نائب أو حتى خمسين يمثلون النصوص الدستورية التى وضعناها ويدافعون عنها إلى أن تتحول إلى واقع ويكونون مؤمنين بشعارات الثورة التى خرج من أجلها المصريون وليس لديهم مصالح يحمونها بالحصانة ولا تنقصهم وجاهة اجتماعية يريدون إكمالها بالبرلمان، وأدعى أننى واحد من هؤلاء الذين لديهم رغبة بأن يكونوا قلبا لهذا البرلمان إذا حظيت بثقة دائرتى لأكون رابضا على حدود العدالة الاجتماعية ودولة الكرامة ودولة الحرية فمن سيتقدم.

        خالد يوسف مقبل على مرحلة إنسانية ومهنية مختلفة تماما.. كانت المعجبون يستوقفون خالد يوسف ليلتقطوا معه صورا، الآن سيستوقفونك لطلب خدمات خاصة، كيف ستتعامل مع هذه المرحلة؟

- مستعد جدا بل وقتها سأكون سعيدا بشكل أكبر، فلو كنت أنت السبب فى رفع مظالم عن الناس أو تحقيق مطالب عادلة لقطاع ما أو مواطن مصرى، فهذا يحقق سعادة أكثر بكثير من مواطن يلتقط الصورة معك لأنك شخص مشهور، وحتى لو كانت مسئولية فهذه المسئولية أنا سعيد بها، أنا عبر الثلاثين عاما الماضية، كنت معارضا لنظام مبارك وآخر عشر سنوات كنت مخرج مشهورا أستطيع أن أقابل المسئولين ولكنهم لم يكونوا يستجيبون لأى مظلمة أنقلها لهم لأن وقتها لم يكن من مصلحتهم الاستجابة لواحد من معارضيهم، أما الآن فالمظالم التى تصل لى وأحاول أن أرفعها عن أصحابها أصبح يستجيب لها المسئولون، وهذا من ضمن الإشارات الجيدة على أن هناك طاقات أمل لأن معظم الطلبات التى تحمل مظالم حقيقية أو مطالب عادلة توجهت بها إلى مسئولين فى الدولة واستجابوا لها، فإذا كانت متطلبات المرحلة القادمة أن يستوقفنى أحد فى الشارع لطلب من حقه.. فأنا من الواجب عليا أن أتحرك بمظلمته لأن هذا هو مفهوم نائب الشعب.

        عشت فى القاهرة منذ كان عمرك 17 عاما، أثناء جولاتك الانتخابية فى كفر شكر هل تفاجأت بمتطلبات هذا المجتمع التى هى بالتأكيد ليست هينة بالمرة؟

- دائما ما أتحدث عن ظلم اجتماعى واقع على الطبقات الفقيرة فى مصر.. هذا الواقع أنا أدركه وتكلمت عنه سنوات كثيرة وقدمت عنه أفلاما، وهذا الواقع لم يكن جديدا على ولم يكن مفاجأة ولكن الالتحام بالواقع والقرب منه بشكل يومى جعلنى أشاهد حالات أشد قسوة مما تخيلته، كما أن الفقراء فى القرى تحديدا يقع عليهم ظلم أكبر من الطبقات الفقيرة فى المدن.

        بعد الثورة وعد خالد يوسف أنه سيعود للإخراج ثم عاد ليؤجل هذه العودة لحين الانتهاء من الدستور، والآن أنت رهن تجربة الانتخابات، إلى متى ستستمر هذه التأجيلات؟

- سأعود للسينما وللإخراج قريبا ولكن بعد أن أنتهى من مهمتى القادمة، أنا فعلا بعد الدستور كنت سأعود لمشروعى السينمائى فورا، إلى أن وجدت أن هناك بعض الرءوس تطل برأسها مرة أخرى وتحاول أن تعيد النظام القديم، هؤلاء ممن وصفوا 25 يناير بالمؤامرة، ومحاولات سيطرتهم على الإعلام وعلى البرلمان القادم ومحاولاتهم للسيطرة على الحياة السياسية، لولا هؤلاء الانتهازيون وأصحاب المصالح لم أكن لأفكر فى الترشح.

        على الرغم من أنك كنت عضوا فاعلا جدا فى لجنة الخمسين، هل هناك مادة فى الدستور قد يعمل على تعديلها «خالد يوسف» عضو البرلمان؟

- وأنا مقبل على التصويت النهائى كنت مدركا جيدا أى المواد التى سيتم الموافقة عليها بالإجماع وأيها لن يتم تمريرها، وكان هناك حوالى أربع مواد كنت أعلم أنها ستنال الأغلبية اللازمة وأنا لم أكن موافقاً عليها وهذا ما وراء الجملة التى قالها لى الحاج عبدالمجيد الخولى وكررتها أنا «مش هنحرق اللحاف عشان فيه برغوث». ورغم عدم رضائى عن بعض المواد فأننى لو قدر لى وأصبحت نائبا فى البرلمان القادم.. سأقف ضد أى محاولة لتغيير أى مواد فى الدستور بما فيها تلك المواد التى رفضتها، على الأقل لمدة خمس سنوات لأن هناك مطالبات أخرى بتغيير مواد كجعل النظام الرئاسى مطلقا وليس شبه رئاسى، وإعطاء صلاحيات للرئيس ومنع صلاحيات عن البرلمان، لذلك أنا أتصور أننا لو فتحنا هذا الباب، سيقفز هؤلاء فورا، وهذا لن يستفيد به الرئيس السيسيى بل قد يستفيد به الرئيس الآتى بعده الذى قد يستبد بنا إذا تم تغيير النصوص، لذلك أنا ضد أن نمس الدستور الذى وافق عليه الشعب بأغلبية كاسحة.. وإذا كانت هناك متطلبات شعبية حقيقية لا تشوبها شبهة صناعة فرعون مرة أخرى قد نستطيع وقتها أن نطرح ما الذى نحتاجه من تغييرات دستورية أخرى.

        وبمناسبة التغييرات، ماذا عن قانون التظاهر، هل أصبحت المناداة بتغييره حلما ثوريا لن يتحقق؟

- قانون التظاهر يجب أن يتم تغييره، وهذا سبب أنه تم إحباط الشباب، فالشباب كانوا طليعة ثورتين، وفى 30 يونيو وهم من بقوا فى الميدان بعد يوم 3 يوليو وهم من حافظوا وحققوا التوازن فى ميدان التحرير فى مقابل ميدان رابعة وجعلوا التحرير بؤرة ساخنة وبقوا فيها طوال شهر رمضان أمام العالم كله ليثبت أن رأى الشعب يمثله ميدان التحرير، من صنع هذا المشهد وهذا التوازن هم شباب مصر وبالتظاهر، وأسقطوا نظامين، فليس من المنطقى بعد هذا أن أقيد حرية التظاهر، هؤلاء الشباب مكسب من مكاسب 25/ 30 وأى تقييد لهم ليس من مصلحة هذا الوطن.

وكون هناك من يبرر ويتحجج باستخدام الإخوان لهذه الثغرات فأنا أرى أن شبابنا واع جدا ويستطيع أن يمارس حقه فى التظاهر وأن يمارس حريته فى أن يبدى رأيه بشكل لا يجعله أداة فى يد الإخوان المسلمين أو مخططاتهم الإرهابية التى طالما استغلوا كل الظروف للركوب على المظاهرات.

        وما الذى يخلق الاتزان فى قانون التظاهر خاصة أن هناك مؤيدين له وأصبح هناك إيمان لدى البعض بخروج بعض المظاهرات الممولة مدفوعة الأجر التى يدعمها بعض الدول؟

- قوانين التظاهر فى كل دول العالم أقسى من القانون الذى أندد به وأرفضه الآن ولكن تلك البلاد مستقرة ديمقراطيا منذ عشرات السنوات وليست محكومة بروح الثورة التى خرجنا منها لتونا، وأنا كان تصورى الذى مازلت مصراً عليه وأخبرت السادة المسئولين به وقت صدور القانون، أن القانون قد صدر فى أغبى وقت ممكن، منذ فض اعتصام رابعة وحتى صدور قانون التظاهر كانت المظاهرات تتسم بالعنف الشديد وكانت الداخلية تتصدى لها ولم يكن ثمة اعتراض واحد على مواجهة الأمن لهذه الاعتصامات المسلحة، بل لم يكن هناك أى من شباب القوى الثورية قام بالمشاركة فى مثل هذه المظاهرات، وكانت الدولة والنظام الحاكم وقتها والقوانين المعمول بها مثل قانون العقوبات يستطيعون مواجهة بقية هذه المظاهرات المسلحة والقضاء عليها، ولكن عندما صدر القانون كان فى الوقت الخاطئ تماما، أثناء صياغتنا للدستور اعترض الشباب الثورى على مادة فى الدستور وهى مادة المحاكمات العسكرية وكانوا حوالى 30 شاباً أمام مجلس الشورى أخذوا يهتفون ولم يتجاوزوا بشكل بالغ وكانوا سينصرفون، وعندما طبق عليهم قانون التظاهر اشتعلت الدنيا، لذلك أرى أن هذا القرار فى هذا التوقيت كان خطأ جدا وخلطاً للأمور بين حق الشباب فى التظاهر وبين ضرورة مواجهة حركات إرهابية عنيفة منظمة، لذلك يجب التفرقة ومحاولة وضع ظروف البلد وحالتها السياسية فى الاعتبار أثناء تطبيق قانون ما، ففى القانون الإنجليزى مثلا من يتجاوز حدود الرصيف أثناء التظاهر يتم القبض عليه والناس متقبلة هذا لأننا هنا نتحدث عن مجتمع مستقر سياسيا وبه ديمقراطية وممارسات سياسية هادئة، وليس مجتمعا مسكونا بروح الثورة فأضع له العديد من القيود دون دراسة لسيكولوجية الشباب وبدون مواءمة قبل إصدار أى قرار، ولذلك كان يجب دراسة الواقع قبل إصدار أى قانون.

        خالد يوسف دائما ما يصرح بعدم اهتمامه بأى انتقادات، وأن رؤيتك الفنية هى الأهم، ولكن هل عضويتك فى مجلس النواب قد تتحكم فى رؤيتك الفنية فى يوم من الأيام أو تكون رقيبا عليك؟

- يكذب من يقول لك إن الواقع لا يؤثر عليك أثناء صناعتك لفيلم، أو أن المجتمع عندما يكون أكثر تحفظا لا يجعلك هذا تفكرين أثناء تقديمك لعمل، ولكن حاولت أن يكون هذا التأثير فى أقل درجاته على رؤيتى وعلى صنعى لأفلامى وحاولت أن أقدم أعمالى بمعزل عن هذه الضغوط وأقدم ما أقتنع به فقط، وسأستمر على هذا دائما بمعزل عن أى ضغوط حولى لأنى أتصور أن الرؤية المتكاملة يجب أن تقدم كما هى لكى تكون أكثر صدقا وتصل إلى قلب الناس، لذلك لن أقوم بأى حسابات فى حال تقديمى لعمل فنى وأنا عضو فى البرلمان، وستكون أعمالى بنفس مقاييس أفلامى السابقة ونفس المصداقية ولن أقدم إلا ما يتسق مع رؤيتى واحساسى.

        أنت مغرور؟

- الفرق بين الثقة والاعتداد بالنفس وبين الغرور بسيط جدا، فمن ليس لديه قدرات وإمكانيات ويوهم نفسه بأن لديه هذه القدرات فهذا يصنف كشخص مغرور، أما المُعتد بنفسه والواثق فى إمكانياته ويتحرك بناءً على هذه الإمكانيات ولا يدعيها.. فهذا لا يمكن وصفه بأنه شخص مغرور بل هو واثق فى نفسه ومُعتد بها ويحترمها.

        حاتم، رضا، الريس عمر حرب ذكرى، هل ستفتقد خالد صالح فى أعمالك القادمة؟

- بكل تأكيد فخالد كان الجوكر ومن الفنانين الذين كانوا يستطيعون تقديم أى دور، وبالتأكيد خسارتنا لفقده كانت خسارة فادحة وهذه ليست فقط كلمات تأبين لراحل بل واقع حقيقى، فنحن نتكلم عن ركن حقيقى من أركان الحركة الفنية فقدناه فى سن صغيرة جدا، كان مازال أمامه الكثير ليتركه.

        الشائعات المرتبطة بالعلاقات الشخصية غالبا ما تطارد الفنان فى شبابه بكثرة ولكن خالد يوسف بدأت فى ملاحقته بعد أن تخطى الأربعين عامًا؟

- يضحك قائلا، ليس صحيحا فأنا تطاردنى الشائعات طوال عمرى حتى إن إحدى الشائعات تسببت فى خروج مظاهرة فى الجامعة عندما كنت رئيسا لاتحاد الطلاب وانطلقت وقتها شائعة عن ارتباطى بفتاة مسيحية وأنها تريد تنصيرى وكان وراءها الجماعات الإسلامية وأمن الدولة لتحالفهم ضدى وقتها. •

صباح الخير المصرية في

03.02.2015

 
 

قط وفأر”.. اللعبة بين المواطن والدولة في مصر

محمد حمدي – التقرير

لا تقع في الفخ مثلما وقع الكثيرون قبلك، عندما يعلن الكاتب المصري الشهير “وحيد حامد” نيته أن يكتب فيلمًا كوميديًا؛ فالكوميديا هي آخر ما يسعى إليه الكاتب المخضرم! فعلى الرغم من الاختلاف السياسي معه من قبل الكثيرين، لا يستطيع هؤلاء الكثيرون أيضًا إنكار قدرته على الكتابة المحترفة المخضرمة، المليئة بالرمز والإسقاط.

“القط والفأر” في الفيلم هما المواطن والدولة، أو “الحكومة” كما يسميها البسطاء فى مصر. علاقة القط والفأر التي نشأت بشكل شخصي بين “حماده الفار” أو “محمد فراج” من جهة، وبين وزير الداخلية بصفته وشخصه “عباس القط” فى محاولة من الأول للوصول لجسد والدته المتوفاة في منزل وزير الداخلية صبيحة حفل خطبة ابنته. الأم تدعى “ألطاف” أو “سوسن بدر”، يحلم رجال المنطقة الشعبية التي تقطنها بالزواج منها، بينما تلاعبهم هي كلعبة القط والفأر أيضًا.

ينتقل بنا المتميز وحيد حامد من الشخصي إلى العام، بسهولة ويسر وبخفة كوميدية قابلة للتفسير على أكثر من وجه، فالفيلم يمكن مشاهدته كفيلم خفيف كوميدي، ويمكن مناقشته كفيلم سياسي محترف من الدرجة الأولي، ونحن نفضل تناول الفيلم من الزاوية الثانية.

مشكلة “ألطاف” شخصية بالمقام الأول، ترقص في منزل وزير الداخلية لتدخل الفرح لقلوب الفتيات المدللات، تسمعهن “الزغاريد” التي لا يسمعنها إلا في أجهزة التلفاز الضخمة. تتمنى للعروس حياة سعيدة، ثم تتلقى قروشًا ضئيلة من السيدة “ميرفت”، حرم الوزير. قامت بالدور “سوزان نجم الدين”، لكن المشكلة تتطور من “الشخصي” إلى “العام”، عندما تسقط المرأة العجوز صريعة؛ بينما لا يتوقف المطرب الشعبي عن ترديد الأغنية في خلفية الأحداث: “الواد قلبه بيوجعه”!

تتحول المشكلة لمشكلة عامة، كيف تعامل الدولة موتاها؟! يمكن تشبيه وزير الداخلية بالكيان المصري. “ألطاف” ماتت تحت سماء هذا الوطن وأمام عينه، لكن ماذا كان رد فعل الوزير المخضرم؟ أجرى اتصالًا سريعًا بابنها ليتسلم الجثمان، بينما يتفرغ هو لتفاصيل حفل خطبة ابنته!

“حماده الفار”، تبدأ مشكلته شخصية للغاية، خجول جبان لا يقوى على المواجهة، يعجز عن الاعتراف بحبه لزميلته في العمل، العمل في جريدة الأهرام بالمناسبة، لا يتذكر رؤساؤه طبيعة عمله، أو حتى المؤهل الدراسي الحاصل عليه. يتلقى اتصالًا من وزير الداخلية عبر مديره يخبره أن والدته قد توفت، فقط ليكتشف جميع العاملين أن “حماده” يرتبط بعلاقة قرابة مع السيد وزير الداخلية، حينها تنقلب الآية ويصبح “حماده” هو أهم شخص في جريدة الأهرام! هنا تظهر الإشكالية الأكثر عمومية في قصة حماده: الفارق في المعاملة عندما تكون “مسنودًا” وعندما لا تكون كذلك.

“مش كنت تقول إنك قريب السيد وزير الداخلية؟! على الأقل كنت خليتك تشتغل في وظيفة تليق بمقامك. أنت مش بتعرف تقرأ وتكتب؟! كنت خليتك رئيس تحرير!“.

هكذا يهتف المدير المنافق “لطفي لبيب”، بينما يهم “حماده” بالانصراف للبحث عن حل لمشكلته الشخصية. المشكلة التي تتوسع لتتحول لمشكلة عامة: من ينقذك في مصر إذا كان خصمك وزير الداخلية؟!

يتعاون أهل المنطقة البسطاء لمعاونة “حماده” في مشكلته، هؤلاء الذين كانوا طامعين في والدته منذ قليل؛ تحولوا لأعز أصدقاء! هكذا هي الأحوال الشخصية في المناطق الشعبية في مصر، ويُرمز لأهل المنطقة البسطاء بالشعب المصري، قد يطمعون فيك أحيانا، لكنهم يهبون لإنقاذك إذا تعرضت لمكروه في نفس الوقت، في ازدواجية محببة لا يفهمها سوى المشاهد المصري.

ينطلق “حماده” في حرب غير متكافئة: بين الدولة الساعية لتحسين صورة وزير الداخلية، المتعاون مع أحد رؤساء تحرير أحد الجرائد المعارضة، في إسقاط مباشر على المعارضة المجمدة التي استعملها الرئيس السابق حسني مبارك، والذي تملأ صورته جدران خلفية المشاهد في محاولة تأريخ زمني لأحداث الفيلم.

رئيس الجريدة المعارضة يحاول تحسين صورة السيد الوزير من خلال نصحه بإلغاء حفل الخطوبة، خاصة بعد تسريب خبر الوفاة من خلال جريدة الأهرام واسعة التوزيع في مصر. يتهافت الوزراء على تعزية زميلهم صاحب المنصب الأهم في الوزارة، ثم يتلقى وزير الداخلية تعزية من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية تحسم الجدل وتجبره على إلغاء الحفل الذي فوجىء المدعوون له بتوزيع القهوة و”الشربات” جنبًا إلى جنب، بالإضافة لحضور المدعوين نصفهم برداء السهرة والنصف الآخر بلباس العزاء!

تهب الدولة لتحسين أوضاع المقابر، التي سيتجه لها وزير الداخلية، في إشارة واضحة لعدم اهتمام الدولة سوى بالظهور الإعلامي المشرف. يلتقي الوزير بسيدة عجوز من جيرانه القدامى، تضع الوزير في موقف محرج وكوميدي في آن واحد، انقلب المشاهدون في دار العرض على وجوههم من فرط السخرية البارزة من المشهد، عندما تأمره السيدة العجوز بشراء بعض أرغفة الخبز الساخن، التي كانت -ولا تزال- من المشكلات الأساسية التي تعجز الدولة المصرية عن توفيرها بكرامة للمصريين.

ينتقل الفيلم في كل مشهد لمشكلة من مشاكل الشعب، وكيف يمكن للدولة حلها بضغطة أصبع؛ فقط إذا أرادت ذلك، بداية من مشكلة الدفن اللائق للجثث ورغيف الخبز، ومنها إلى مشكلة ضبط الخارجين عن القانون وحماية الأبرياء، ونهاية بتوفير الكرامة الإنسانية للمواطنين، والحد الأدنى الازم لحياة آدمية لا يعيشها المواطن في الوقت العادي.

قد يبدو “قط وفار” فيلمًا كوميديًا تافهًا، لكن الرسائل المسربة من خلاله، سواء أتت بشكل مباشر أو بشكل أكثر التفافًا، تشير لوضع سياسي واجتماعي متدهور؛ يسطير على قمته المنافقون والمنتفعون، ويعاني في أسفله المهمشون والفقراء. وبعيدًا عن الحل الفانتازي الاستسهالي في نهاية الفيلم، يبقى السؤال معلقًا مع تترات الفيلم التي قام فريق “شرموفرز” بغنائها:

هل تغير أي شيء من أحداث “قط وفأر” بعد زوال حسني مبارك ونظامه؟ وهل من الممكن أن نطمح لتغيير حقيقي في الأحداث المصرية بعد الثورة؟

نترك لكم الحكم ومشاركتنا الرأي في التعليقات.

التقرير الإلكترونية في

03.02.2015

 
 

فيلم إسرائيلي يستغل أجواء ما بعد شارلي

محمد المزديوي

إذا أراد الإسرائيليون تقديم صورة مقبولة عنهم للعالَم الغربي بالطبع، فلن تكون سوى صُوَر لقاءات زعماء إسرائيل في أوسلو مع الزعماء الفلسطينيين، وهم يوقّعون ما أرادوه من اتفاق سلام، ثمّ صورهم وهمّ يتسلّمون جوائز نوبل للسلام. وبالطبع يتصدّر رئيس الوزراء إسحق رابين المشهد باعتباره صانعًا للسلام. وإذا أراد الإسرائيليون اختيار فترة من تاريخ دولتهم على أرض فلسطين التاريخية يمكن تقديمها للخارج، بعيدًا من الحروب الكثيرة مع الجيران ومع الشعب الفلسطيني في الداخل، فلن يجدوا أفضل من هذه الفترة التي توهَّمَ العالَم فيها أن إسرائيل ستبدأ، أخيرًا، في تسليم أراضٍ (وليس الأراضي) للفلسطينيين. 

هذه الفترة الزمنية بالضبط، أي عام 1995، هي التي اختارتها المخرجة الإسرائيلية شيريل أميتاي إطارًا زمنيًا لفيلمها الخفيف؛ "موعد في عتليت". الذي يتحدّث عن ثلاث أخوات فرانكفونيات أي ناطقات بالفرنسية (وليس هذا الأمر تفصيلًا بل شرطٌ للحصول على تمويل فرنسي) يقرّرن العودة إلى عتليت؛ بـ"اعتبارها بلدة من بلدات الجليل" بعد أربع سنوات من وفاة والديهم. هناك، في بيتهنّ الذي ورثنه، ويقيم فيه فلسطيني بـ"صفة غير شرعية"، يَستَعِدْن أجزاء من تاريخهن وذاكرتهن. لا يخلو اللقاء من لحظات انسجام وصراعات وتمزّقات، يساعد البيت على بثّها، فتبدأ شظايا الذاكرة بالعودة، وكذلك الأشباح التي لم تغادر البيت. صحيح أنها صراعات موجودة في كلّ العائلات، لكن المخرجة أرادت الانطلاق منها والتركيز عليها لتُؤنْسِنَ اليهودي، وتقول للمشاهد؛ إن اليهودي كالآخرين يتألّم ويحزن. 

تستغل المخرجة الأجواء التي رافقت أوسلو وتظاهرات حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، التي كشفت سأم الإسرائيليين من أجواء الحرب السائدة في إسرائيل منذ تأسيسها، وأيضا خطاب إسحق رابين الأخير، الذي ينظر إليه كثير من الإسرائيليين باعتباره أعظم الخطابات السياسية في تاريخ إسرائيل. بل وتقحم رابين وهو يخطب ويتحدّث عن شريك فلسطيني للسلام، قاصدًا الرئيس الراحل ياسر عرفات. ففي وقت بدأت فيه إسرائيل عملية تجميل لوجهها الاستعماري والعنصري في فلسطين، طفقت شرائح من المجتمع الإسرائيلي بتبني موقف رابين متمنيةً له النجاح، ليس لأنها تريد فعلًا الاعتراف بخطئها التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني، بل لأنها تثق في رئيس وزرائها، المعروف بتشدّده ومشاركته في كلّ حروب إسرائيل وجرائمها، إذ كان عامل تطمين لشرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي التي تدرك أنه لن يُقدم "تنازلات" كبيرة للفلسطينيين. 

لا شيء تُرِكَ للمصادفة في الفيلم. فاختيار ممثلات يهوديات من أصول عربية مختلفة؛ مغربية وجزائرية وتونسية (كالي/جيرالدين نقاش، وداريل/يائيل أبيكاسيس، وآسيا/جوديث شيملا)، يمنح الكثير من الصدقيّة للفكرة الصهيونية القائلة إن إسرائيل أرضٌ قومية لجميع اليهود في العالم. كما أن اختيار ممثل فلسطيني هو مكرم خوري، من مواليد القدس، يعطي للمشاهد الذي قد يستهويه خطاب السلام الساذج، الذي يعبّر عنه الفيلم بسطحية بالغة، وَهْمًا بأن الإسرائيليين قد تغيّروا ولم يعودوا يتبنون أفكار زعمائهم السابقين الذين نفوا وجود إنسان اسمه الفلسطيني. لكن الدور الذي حظي به الفلسطيني ما كان ممكنًا إلا أن يكون ثانويًا، لأن الفيلم لا يتوجه للآخَر أي الفلسطيني، بل يُصادفهُ ولا يمكن له تجاهله. 

يتحدث الفيلم عن المجتمع الإسرائيلي، محاولًا زرع "الأمل"؛ أملٌ في بيت واحد بين أخوات، يتفقن ثم يختلفن. وأملٌ أن يعيش اليهودي في سلام مع تاريخه وماضيه وجنونه. وأخيرًا، لأن الفلسطيني موجودٌ، رغم أنف الجميع، فلا مانع من محاولة إيجاد قنوات اتصالات معه لا ترقى للندّية والشراكة الحقيقيتين. أمل 1995 هو قبل أي شيء، أمَلٌ لليهود في العيش في أمن وسكينة، بيد أن مقتل رابين وهو ينزل من المنصّة بعد إلقاء "خطاب سلام تاريخي"، أعلن فيه، أخيرًا، عن ظهور شريك سلام فلسطيني، كان انهيارًا لهذا الأمل. فبسبب صدمة الاغتيال، تجد الأخوات أنفسهن مدفوعات للاحتفاظ بأمَلِهِنَّ في البيت، أي بإسرائيل وبأنفسهن. وهذه هي الفكرة الصهيونية إجمالًا، أن اليهودي لا يملك في وقت الشدّة سوى إظهار الصمود والقوّة والأمَل. فلم يكن إقحام مشهد الخطاب وتظاهرات "السلام الآن" سوى ديكورٍ خافت لخدمة هدف الفيلم الذي يتضمن تدفّق اليهود، من كلّ حدب وصوب، على إسرائيل. ففي حقيقة الأمر لا شيء يربط بين مَشاغل هؤلاء الأخوات، وبين الأجواء التي كانت إسرائيل تعيشها بعد أوسلو، ورفض قطاعات واسعة من اليمين الإسرائيلي واليمين المتطرّف التنازل عن أي شيء للفلسطينيين. 

صحيح أن الفيلم يرسم علاقات بين ثلاث أخوات يهوديات، بيد أن إغفال الفلسطينيين وإغفال تاريخ المكان، لا يفعلُ سوى إذكاء هذه البروباغندا الإسرائيلية الفرنسية، التي لا تريد أن تتغير. بروباغاندا تدفع المراقب الأجنبي لأن يتصوّر بأنه في دولة إسرائيل لا وجود إلا لليهود، وأن لا مشاكل لها مع جيرانها العرب. وليس غريبًا أن يظهر الفيلم في وقت تناسى فيه العالم مآسي الشعب الفلسطيني، وأصبح كلّه منهمكًا في محاربة "الإرهاب" و"الدولة الإسلامية"، وفي وقت يأتي بنيامين نتنياهو ووزراؤه الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، ليتظاهر مع قادة دول عربية وأجنبية في باريس إدانةً للاعتداءات على صحيفة "شارلي إيبدو". فالفيلم محظوظ باستفادته من أجواء فترة ما بعد الاعتداء على الصحيفة. 

لا يخلو الفيلم من مقاطع تخفي براءة مصطنعة، مثل مشهد تخاطب أختٌ أختَيْها: "هذا البيت يجب أن يُسلَّم إلى الأمم المتحدة، ويُوضَع تحت سلطة مُحايدة". كما لو أن في إسرائيل ثمّة من يعترف، حقيقة، بدورٍ مَا للأمم المتحدة التي يتهمها الفلسطينيون، عن حقّ، بأنها التي صنعت هذا الكيان الغريب.

العربي الجديد اللندنية في

03.02.2015

 
 

فيلم الوهراني يفجر جدلا حول "نقاء" رجالات ثورة الجزائر

الكاتب توفيق بوقاعدة- الجزائر

تثير الأفلام التي تروى تاريخ الجزائر الكثير من الجدل. وكلما تناولت السينما أحداثها خرج البعض رافعين راية تقديس الرواية الرسمية للتاريخ، مما أوجب على المؤرخين الشباب إعادة كتابة تاريخ الجزائر وإسقاط كلمة "ممنوع".

حقق فيلم "الوهراني" لصاحبة لياس سالم، نجاحا جماهيريا واسعاً خلال عرضه لأول مرة أمام جمهور الجزائر العاصمة. وعجت قاعة سينماتيك الجزائر طوال أسبوع العرض بعشاق السينما والفضوليين، الذين جاءوا لمشاهدة الفيلم، الذي أثار موجة من الانتقادات الواسعة. وكان مجموعة من الشخصيات الثورية والحقوقية والدينية، قد انتقدوا الفيلم منذ العرض الشرفي الأول بقاعة الموقار في شهر سبتمبر الماضي، مطالبين بضرورة توقيفه، لأن العمل السينمائي – حسب رأيهم - يضرب بمصداقية الثورة الجزائرية ويشوه صورة صانعيها.

الجمهور ينتصر للفيلم

وقد عبر ياسين كركوب، طالب جامعي، عقب خروجه من قاعة العرض عن إعجابه الكبير بالفيلم من الناحية الفنية والرسالة التي حملها لجيل الشباب، وهي قيمة مضافة تستحق التنويه والإشادة بصناع الفلم وأبطاله حسب رأيه. وقال لـ DW "لم أر في الفيلم من بدايته لنهايته أي إساءة للثورة التحريرية وقيم المجتمع الجزائري، فهو يحاكي الواقع الجزائري على حقيقته دون مكياج، بل أن الواقع في كثير من الأحيان أكثر قبحا مما صوره الفيلم". إلا أن جمال لخباسن، موظف، كان له عتاب على مخرج الفيلم وبطله لياس سالم، الذي تمادى – حسب رأيه- في استعمال الكلمات البذيئة في الحوار، ويؤكد جمال اـ DW"لم يكن المخرج مجبرا على حشو الحوار بهذا الكم الهائل من السب والشتم والكلمات النابية، التي يستحيل معها مشاهدة الفيلم رفقة أفراد العائلة".

وبالرغم من اختلاف انطباعات ومواقف جمهور الفيلم منه، إلا أن معظمهم أكدوا على القيمة الجمالية للعمل وجرأته في تناول تاريخ الجزائر بعيدا عن الرواية الرسمية "المقدسة" للثورة وصناعها. كما أكد النجاح المميز للفيلم جماهيريا رغبة الشباب الجزائري في سماع قراءات مختلفة ومتنوعة لتاريخ بلادهم، وبينت الطوابير الطويلة على شباك قاعة العرض بأن معارضي الفيلم ساهموا بشكل كبير في النجاح الذي حققه وأن دعوات المقاطعة أدت إلى نتيجة معاكسة.

رواية مختلفة لتاريخ الجزائر

وتدور أحداث قصة العمل السينمائي المشترك بين مؤسسات جزائرية وفرنسية، بالجزائر في السنوات الأولى للاستقلال وذلك عبر ثلاث شخصيات تعرفت على بعضها البعض أثناء الكفاح المسلح. ويعايشون كل بطريقته فترة ما بعد حرب التحرير الوطني، حيث تحمل كل شخصية في أعماقها أسرارا ثقيلة وتعيش لحظات من الشك والأكاذيب والتنازلات وخيبات الأمل، كما يحمل الفيلم نظرة نقدية للمجتمع ويتناول موضوعات حول حرب التحرير والهوية الوطنية والتعريب والاغتيالات السياسية.

ويؤكد المخرج سالم بأنه لم يكن يتوقع أن يُحدث الفيلم كل هذا الجدل، الذي زاد من اهتمام الجمهور بالفيلم وحماسهم لمناقشة مسألة حرية التعبير في السينما الجزائرية. وفي رده على منتقدي الفيلم قال سالم، بأن هؤلاء انطلقوا من سببين أساسيين هما "الكلام البذيء وشرب الخمر"، وهي حجج حسب رأيه مردودة على أصحابها، لأن الفيلم لم يقل إن كل الجزائريين يشربون الخمر، الفيلم لم يعمم وإنما قدم حالات إنسانية، عكس من خلالها التنوع في المجتمع الجزائري.

وأضاف صاحب أحسن مخرج عربي في المهرجان الثامن للفيلم بأبو ظبي، "أنا ضد الترويج للرواية الرسمية للتاريخ عبر تمجيد المجاهدين إلى حد التقديس، واعتبارهم بشرا فوق العادة".

انتهاك لحرية الفكر والإبداع

الدكتور سمارة نصير: السينما عالم مليء بالحرية والخيال، ولا يجوز محاكمة شخص بسبب أعماله

ويعتقد الدكتور سمارة نصير من جامعة الجزائر، "بأن محاولة البعض منع عرض الفيلم بالقوة واتهام المخرج بتهم عديدة، منها تشويه الثورة التحريرية وأبطالها،وسب الذات الإلهية وغيرها من التهم، يعتبر انتهاكا لمبادئ حرية التعبير المكرسة في الدستور وقيدا على حرية الإبداع". وبرأي سمارة، فإن بعض من ينصبون أنفسهم حراسا للوطنية والقيم يبالغون في تحميل الفيلم ما لم يحمله مضمون الحوار داخله، وهم بذلك يبحثون عن بطولات زائفة بإثارة ضجة تلهي الوعي وتحرفه عن المشاكل الحقيقية التي يعيشها المجتمع.

وأضاف سمارة "السينما عالم مليء بالحرية والخيال، ولا يجوز محاكمة شخص بسبب أعماله، بل يمكن أن نستلهم من طروحاته لإدارة نقاش أكاديمي أو مجتمعي حول الموضوعات التي طرحت من خلاله، مثل قضية الهوية والانتماء، كتابة التاريخ ومشكلة توزيع الريع".

ليسوا إلا بشر

الناقد يوسف بعلوج: الثورة لم تكن ثورة ملائكة، بل ثورة بشر

ويرى يوسف بعلوج، الصحفي والناقد السينمائي، بأن فيلم "الوهراني" جاء برواية مغايرة لتاريخ الثورة الجزائرية، لأنه لم يتحدث عن إرهاصاتها ومجرياتها، بقدر ما تطرق إلى تداعيات الثقل الاستعماري الذي استمر في إرهاق كاهل الجزائريين رغم غيابه الفيزيائي عن يومياتهم.

أما بخصوص استياء البعض من الفيلم لأنه صوّر الحياة الخاصة لبعض أبطال الفيلم من المجاهدين، وهم يشربون الخمر ويرتادون الملاهي الليلية، فيقول بعلوج، إن السبب الحقيقي لاستياء البعض من الفيلم، هو تعرية "حالة التهافت التي ميزت فترة ما بعد الاستقلال والمستمرة إلى الآن في تقسيم ثروات البلد على مجموعة محدودة من الأشخاص باسم الشرعية الثورية، في بلد يرفع شعار: البطل هو الشعب".

ويعتقد بعلوج بأن المخرج تعامل بذكاء مع ما يسمى بالطابوهات التاريخية، بالرغم من أنه ليس من المنطق أن يتم محاكمة فيلم سينمائي روائي محاكمة تاريخية ما لم يكن مبنيا على قصة واقعية، ويضيف: "السينما ليست مطالبة بإعادة إنتاج التاريخ أو تدوينه، وإلا لكان على المؤرخين أن يلزموا بيوتهم، كما أنه ليس كل من عاش في الجزائر المستقلة رجال ثوريون، هناك الثورجيون أيضا والعملاء، ومن قرروا أن يتقاضوا لقاء نضالهم الأموال الطائلة". وهو يرى أن الثورة لم تكن ثورة ملائكة، بل ثورة بشر. ويضيف "لأنها حملت على مدار سنوات من الخطاب الرسمي محمولا تقديسيا فقد أصبح من الصعب تصوير الثوار على صورتهم الحقيقية، وأي خروج عن هذا الأمر سيوصم آليا بتشويه للثورة".

دويتشه فيله في

03.02.2015

 
 

5 فنانات بـ«جمال خاص».. ظلمتهن الأدوار وأنصفهن الجمهور

أسماء مصطفى

شعر حرير، شفاة مرسومة، عيون كحيلة، وجسد ممشوق.. مواصفات الجمال المثالي الذي اتفقت عليه أجيال متتباعة من صناع الفنون المصرية لكن وسط هذا الكم الهائل من الحسناوات على مدار ما يقرب من قرنين من الزمن، استطاعت حسناوات من نوع آخر احتلات مكانة مختلفة وسط بطلات الأفلام الكلاسيكيات، رغم البدانة، الفم المتسع، الشعر المجعد، وحتى الصوت غير الأنثوي.

"الشروق" ألقت الضوء على أهم 5 "جميلات الروح" في السينما المصرية:

زينات صدقي

أشهر عانس في السينما المصرية، صاحبة الوسادة الخالية، وجملتها الشهيرة بالنغمة المميزة "كتاكيتو بني"، كثيرون لم يعرفوا أن التي تؤدي أدوار "العانس المنبوذة"، التي يسخر منها جميع أبطال الفيلم، وخصوصًا الرجل الوسيم.

بدأت "زينات" حياتها كمطربة وراقصة في كازينو بديعة مصابني، بجوار تحية كاريكا، في ثلاثينيات القرن الماضي، حتى شاهدها نجيب الريحاني فرشحها على الفور للعمل مع فرقته في مسرحية "الدنيا جرى فيها إيه"، ومثلت بعدها عدة أدوار مع فرقة الريحاني.

بدأت مشوارها السينمائي من فيلم "وراء الستار" عام 1937، وقدمت دور خادمة سليطة اللسان، الدور الذي علم مع المخرجين وصناع السينما للدرجة التي جعله يلتصق بها طوال مشوارها تقريبا "الشخصية الفكاهية"، الأمرالذي جعل المخرجين آنذاك الاعتماد على أزياء غريبة وقصات شعر مختلفة تظهرها أقل جمالا مما هي عليه في الواقع.

كانت زينات صدقي تتمتع بقوام متناسق، وعيون عسلية فاتحة، وبشرة صافية، ورغم ذلك استطاعت بصدق تمثيلها إقناع الجميع بأنها القبيحة العانس.

جمالات زايد

الشبه الكبير بينها وبين أختها الفنانة آمال زايد، ظلمها في البداية، لكن مع السير في طريقها الفني، أصبح الفرق واضحًا بينهما، فلكل واحدة منهن طابعًا ومذاقًا مختلفًا، فآمال زايد اشتهرت بأداء دور الأم، أما أختها (جمالات) فكان لخفة ظلها الملحوظة أثر بشكل كبير على ترشيحات المخرجين لها.

بدأت التمثيل في الإذاعة بدور (أم بندق) في حلقات ساعة لقلبك، وفي دور أم علي في المسلسل الإذاعي عيلة مرزوق أفندي، ثم بدأت التمثيل في السينما عام 1945 في فيلم "كازينو اللطافة" مع سامية جمال ومحمد عبد المطلب.

واشتهرت في السينما المصرية بدور الخادمة الثرثارة التي لا يستطيع أحدهم منعها من الكلام أو إيقاف سيل كلماتها، وكذلك (العانس، الخاطبة، الداية)، وكل أنماط المرأة الشعبية، كلها أدوار أجادتها جمالات زايد بجدارة أهلتها لأن تكون أشهر خاطبة في تاريخ السينما المصرية.

زكية إبراهيم

حماة علي الكسار الشهيرة، التي لا تتوقف عن مشاكسته، قيل إن السبب في براعة أدائها لأدوار الحماة المؤذية التي لا تتوقف عن السباب هو حبها للكسار الذي لم تطاله، فوجدت بتلك الطريقة مخرجًا لمشاعرها.

مشوار زكية إبراهيم الفني بدأ قبل بداية السينما الناطقة في مصر، فكانت بطلة فرقة علي الكسار المسرحية، وتركتها بسبب غيرتها من الوجه الجديد ،آنذاك (ماري منيب).

وعلى مدار 35 عامًا ظلت (زكية) بين السينما والمسرح، وأهم أفلامها "سلَّفني 3 جنيه، علي بابا والأربعين حرامي، نور الدين والبحارة التلاتة"، وفيلم "العزيمة" مع حسين صدقي، وفيلم "ليلة الدخلة" مع الراحل إسماعيل يس.

ثم اعتزلت زكية إبراهيم الوسط الفني لتبقى بجوار صديقتها "حكمت فهمي"، التي تم اتهامها بالعمالة مع الألمان، فمرضت بعدها وظلت زكية ترعاها حتى رحلت الأولى، وفي 8 أبريل عام 1970 لحقت زكية إبراهيم بصديقتها في هدوء.

ليلى حمدي

"رفيعة هانم" التي اختارها فنان الكاريكاتير "رخا" لتكون إحدى شخصياته الكارتونية؛ نظرًا لتميز شكل جسدها البدين وجمال وبراءة ملامح وجهها.

ليلى حمدي، اسمها الفني، أما اسمها الحقيقي هو إقبال أحمد خليل، شاركت خلال مشوارها الفني في 27 فيلماً، تنوعت فيهم أدوارها ما بين الخادمة كفيلم "سكر هانم"، والزوجة الشعبية التي يخشاها زوجها محمود المليجي كثيرًا في "إسماعيل يس في الأسطول"، والجارة العانس في "علموني الحب" مع سعد عبدالوهاب وأحمد رمزي، والتلميذة المشاكسة في "شارع الحب" مع عبدالحليم حافظ وصباح، والعمّة التي تغير على زوجها بشدة في "لوكاندة المفاجآت" مع سهير البابلي وعبدالمنعم إبراهيم.

قبل وفاتها عام 1973، ظهرت في عدة أفلام بمساحات صغيرة، قد تصل إلى مشهد واحد، لعل أبرز تلك الأعمال مشهد في فيلم "الستات ميعرفوش يكدبوا" أثناء تواجد شادية وإسماعيل يس بالسينما.

ومشهد آخر في "صغيرة على الحب" في دور أم لبنتين شاركا في استعراض غنائي أثناء بحث رشدي أباظة عن طفلة لعمله التليفزيوني.

عائشة الكيلاني

كريمة أو"جريمة" كما كان يفضل محمود عبد العزيز مناداتها في فيلم "سيداتي آنساتي"، ببساطة، يمكن أن نختصر كل أدوار عائشة الكيلاني في دورها في هذا الفيلم، السيدة الطيبة، خفيفة الظل التى تقبل كل شئ بصدر رحب، ولا تتمتع بقدر كبير من الجمال، ورغم ذلك هي شخصية لا تُنسى في أي فيلم مهما صغر حجم الدور أو مدة ظهورها على الشاشة.

اسمها عائشة الكيلاني محمد ، حصلت على بكالوريوس في المعهد العالي للفنون المسرحية (قسم التمثيل) عام 1987، عملت فى مسرحيات عديدة منها: البرنسيسة، ومن المسلسلات عصفور النار، ومطلوب عروسة.

كما شاركت في التمثيل بـ18 فيلما من بينهم سمك لبن تمر هندي عام 1988، كما مثلت في 6 أفلام خلال العام نفسه، وهم الشيطانة التى أحبتنى، والمطب ، وثلاثة على واحد، وجريمة إلا 1/4، وسيداتى آنساتى ، شوادر فى عام 1990، وكيد العوالم عام 1991، أى أى عام 1992.

وتعددت أدوار عائشة فى عدة أفلام أخرى والتى منها فيلم لولاكى والمنسى عام 1993، ولصوص خمس نجوم وليلة القتل والراية حمرا عام 1994، ووداعا للعزوبية عام 1995، والإرهاب والكباب عام 1996، والأنثى والدبور عام 1998، وكونشرتو فى درب سعادة عام 2000.

وتابعت عائشة مشوارها الفني في تمثيل المسلسلات، والتي من أهمها العطار والسبع بنات، وحد السكين، وحكايات مجنونة، ولن أمشي طريق الأمس، واليقين، وفوازير ألف ليله وليله، والفرسان.

وفي 2009 شاركت في بطولة مسلسل "إسماعيل ياسين – أبو ضحكة جنان" بدور جدة إسماعيل ياسين، ومنذ ذلك الحين اختفت عائشة الكيلاني عن الأضواء لكن في نهاية 2014، عادت بصوتها فقط من خلال مسلسل إذاعي بعنوان "يوميات حنان وكمال".

الشروق المصرية في

03.02.2015

 
 

اللاجئة التي أصبحت أهم نجمات مصر هل قتلها عملاء المخابرات؟

أورينت نت - رامي زين الدين

يطرح الفيلم الوثائقي(حضور أسمهان الذي لا يحتمل) للمخرجة عزّة حسن، تساؤلاً ربما قد راود الكثيرين، لماذا غنّت أسمهان لـ فيينا؟، وما حكاية (ليالي الأنس) في هذه العاصمة الأوربية الجميلة؟.. 

فيينا وأسمهان في دائرة الضوء

يستعرض الفيلم حياة أسمهان، وتنطلق دقائقه الأولى عبر مخاطبة المخرجة لأسمهان بأن أشياء كثيرة تغيرت في العالم بعد مضي 70 عاماً على غيابها، وأن الناس لا تزال بحاجة إلى صلة بذلك الزمن الجميل، من خلال أغنيات خالدة بقيت في ذاكرة الملايين..

ويطرح الفيلم عبر شابتين مصريتين يحبان الغناء ويمارسانه كهواية، مسألة التأثر بأسمهان كـ(أيقونة)، يراها البعض مثالاً للمرأة المتمردة على الواقع والطامحة إلى المجد، ومن وجهة أخرى تحدّ لتلك الأيقونة والثورة عليها.

شهادات

يتحدث الفيلم عن احتضان مصر للمواهب العربية كبيئة كانت حاضنة للفن والإبداع، وهو ما يفسر لمعان نجم فتاة من سلالة أمراء، تنتمي لأقلّية دينية قدمت من جبل الدروز في جنوب سورية لتصبح من أشهر نجمات الفن في مصر.

يقدّم الوثائقي شهادات لشخصيات عاصرت زمن أسمهان، مثل الناقد الفني سامر فريد الذي تحدّث عن (استوديو مصر)، أهم استوديوهات إفريقيا والشرق والأوسط، الذي أنشأ عام 1935، وسجلت فيه أسمهان وصورت أغنية (ليال الأنس)، عندما كان في ذروة مجده.

فريد قال أن أسمهان أحبت مصر ومصر أحبتها، وأنه كان لأسمهان تأثير شعبي كبير من خلال فليميها (انتصار الشباب) و(غرام وانتقام)، وأضاف: "لم تشعر أسمهان بغربة أبداً لأن مصر كانت حضن للأجانب في ظل أجواء الحرية والانفتاح في ذلك الزمن"، مشيراً إلى أن استوديو مصر هو الآن عبارة عن بقايا وحطام.

أسمهان في أحلام يوسف وهبي

وعرض الوثائقي، لقاء قديم للمخرج يوسف وهبي عام 1966، قال خلاله أنه شاهد أسمهان في الحلم قبل عرض أحد أفلامه بيوم، فتمنّى على أسمهان أن تحضر لتردّ عليه بأنها ستكون معهم، وثاني يوم قبل بدء العرض قال وهبي للحضور أن أسمهان حاضرة معهم، وطلب الوقوف وقراءة الفاتحة على روحها، وترك المقعد الذي بجانبه فارغاً واضعاً عليه الورد أبيض.

صلة بالمخابرات العالمية

وفي شهادته ألمح المؤرخ الموسيقي الياس سحاب، إلى أن علاقة أسمهان بالمخابرات الفرنسية والانكليزية والألمانية، المتصارعة في ما بينها خلال فترة الحرب العالمية الثانية، هي التي أدّت لموت أسمهان، في إشارة منه إلى عملية تصفية تعرضت لها أسمهان في حادث مدبر من عملاء مخابرات إحدى الدول.

وتحدث سحاب عن جنوح أسمهان نحو حياة الصخب والبذخ وإنفاق المال، وغير إدمانها على شرب الخمر، حيث ماتت في عز ألقها وزهوة صوتها.

وعن تفاصيل موتها، أوضح سحاب، أن أسمهان كانت متوجهة لتصوير فيلم (غرام وانتقام)، واتخذت السيارة التي تقلّها طريقاً زراعياً، وخلال المرور بجانب (ترع النيل) انحرفت السيارة بشكل خطير فقفز السائق قبل وقوع السيارة في المياه، لتغرق أسمهان وصديقتها.

ليالي الأنس.. وفيينا

ينتقل الفيلم إلى فيينا، حيث يبرز سائق تاكسي من أصل مصري، ومجموعة عائلات مهاجرة منذ زمن بعيد، فتقحم المخرجة مسألة اللجوء في الفيلم، لتشكو إحدى النسوة آلام وصعوبات العيش في فيينا، عكس معاني أغنية أسمهان، بينما تخالفها امرأة مسنّة لتعبر عن صدق (ليالي الأنس) وجمال فيينا.

يعتقد البعض أن أسمهان زارت فيينا، وعاشت فيها ليالي الأنس والحب والمجون، ولهذا غنّت لها، والغريب الذي قد يصدم المشاهد، أن الفيلم لا يقدم تفسير أو إجابة، بل يذهب أبعد من ذلك ليقول أن أسمهان لم تزور فيينا يوماً. حيث تعتقد المخرجة أن (فيينا) هي حلم صنعته أسمهان بخيالها فقط وغنّتها بكلمات أحمد رامي وألحان شقيقها فريد الأطرش.

أخطاء

قدمت المخرجة وصفاً للفوضى في حياة أسمهان، دون أن تقدم إجابات على تساؤلات حول حقيقة ما يثار عنها. ومن جانب آخر، حادثت المخرجة في الفيلم امرأة من آل الأطرش، ليست ذات قرابة بأسمهان، دون أن يكون لحضورها أي غنى. علماً أن لأسمهان أقارب لا يزالون أحياء في محافظة السويداء جنوب سورية وهناك يقع أحد قصورها.

سؤال غريب!!

خلال جلسة النقاش بين الصحفيين والمخرجة عزّة حسن، تقدّم أحد الزملاء بسؤال المخرجة: ما علاقتك بالسفارة النمساوية؟. وهو ما أثار الحسن، التي أجابته بالقول أنها لم تفهم السؤال ولا تدري ما علاقة السفارة النمساوية بالفيلم، وأكملت ضاحكة: "ربما أنا مخابرات". في إشارة منها إلى نظرية المؤامرة التي تسيطر على مخيلة البعض عندما يرون أي عمل منتج في الغرب.

الغريب في سؤال الزميل (الصحافي) أن اسم السفارة النمساوية لم يذكر خلال الفيلم وليس له علاقة بإنتاجه.

بطاقة
المخرجة عزة الحسن حاصلة على شهادة ماجستير في الفن "
MA" في الأفلام الوثائقية التلفزيونية من جامعة " جولد سميث" في لندن 1995، وخريجة بكالوريوس من قسم الدراسات التلفزيونية والأفلام وعلم الإجتماع من جامعة غلاسكو في سكوتلندا عام 1994. نالت الحسن جوائز عديدة، منها جائزة لوكينو فيسونتي، الكأس الفضي، ميديتيرانين سنسيبيليتيز الملوك والحاشية 2006، جائزة غيريرسون لأفضل مبتدئ، (الجائزة البريطانية للأعمال الوثائقية , BBC) نيوز تايم 2002، جائزة لجنة التحكيم (مهرجانات الأفلام المستقلة/ الأفلام الوثائقية والقصيرة من قناة الجزيرة) نيوز تايم، في قطر – 2001.

أورينت نت في

03.02.2015

 
 

'دفاتر العشاق' أحلام شعب تخط على جدران سراقب السورية

العرب/ نصيرة تختوخ

المخرج إياد الجرود ينقل في 'دفاتر العشاق' صورة سليمة عن الثورة السورية من خلال نموذج سراقب الذي ظهر فيه التنوع الفكري والميول السياسي.

في إطار المهرجان الدولي للفيلم بروتردام الذي انعقد بين 21 يناير الماضي والأول من فبراير الجاري، تمّ للمرة الثالثة على امتداد أيام المهرجان عرض الفيلم الوثائقي السوري ”دفاتر العشاق”.

“دفاتر العشاق” فيلم متوسط الطول (55 دقيقة) من تصوير وإخراج السوري إياد الجرود، وبإشراف وإنتاج المخرجة الكندية السورية علياء خاشوق، وبتعاون فني مع الكاتب والمخرج السوري علي سفر.

ما يوحي به العنوان بعيد عن التهيّؤ الأول ويتطلب من المشاهد متابعة توصله إلى إدراك مغزى اختياره.

من مدينة سراقب السورية التي خرجت عن سلطة النظام السوري، ثم عن سلطة ”تنظيم الدولة” في مرحلة متأخرة، تطل الثورة السورية بتحولاتها على مدى ثلاث سنوات من 2011 إلى منتصف 2014، من خلال جدرانها التي أصبحت دفاتر مفتوحة لاستقبال الكلمات.

ألم وأمل

”مو حزن لكن حزين”، ”غدا تشرق الشمس وأنا أحب الصباح كثيرا”، ”ياسمين على ليل تموز”، ”كالريح نحن لا يجرحنا سيفك”، ”البوط العسكري واحد”، ”حرية وينك، الإرهاب بيني وبينك”، ”نحن طائر الفينيق”، عبارات كثيرة تتجدد وتتبدل على الجدران لتعلم المشاهد النظر إليها بطريقة أعمق، تدله على حقائق تكاد تغيب إعلاميا حاليا مع ازدياد وتيرة العنف وترويعه.

المفردات التي يحرص رائد رزوق ورفاقه على كتابتها على جدران سراقب ليلا، بعيدة تماما عن العشوائية والفوضى؛ إنها تجتمع لتأدية أدوار، لكل منها علاقة وثيقة بالإنسان وحالاته في الثورة.

إنها تصله بغيره، ترفع صوته ليخرج من ظلام الليل إلى صرخة الصباح، تعبّر عن بوحه وتضامنه ومشاعره المختلطة الأخرى، وتضمّ القلوب المتألمة والآملة في بعضها البعض.

المخرج يقدم صورة حقيقية ومنصفة لسوريا المتألمة الحاملة على جدرانها وبأيدي أبنائها "عندي حلم"

عندما يقول رائد رزوق: ”أديت واجبي وكأني مفجر لثلاثين دبابة”، فإنه يكشف عن ذلك الوزن الذي تحمله الكلمة، والذي قد يجعلها تثقل الصدر أو تفعل العكس بتحريرها وخروجها للعلن، وهو في الوقت ذاته يلمس جوهر الحاجة إلى حرية التعبير وعذاب ضغط الكلمة وقبرها.

هؤلاء الذين يكتبون على الجدران الساهرون كالعشاق ليلا، يدونون مشاعرهم ورسائلهم التي تكمّل جزءا من مشاهد الثورة السورية التي تطالها التحوّلات، حيث يظهر منها في الفيلم دخول شعارات ذات طابع ديني على الجــدران والأعـلام وحتى في المظاهرات. لكنهم أوفياء لممارستهم وإن عرفوا طعم الفجيعة وفقدانهم للرفاق؛ يكتبون بحب وقناعة غير مدفوعين أو مأجورين.

المخرج إياد الجرود، الذي يرى أن الثورة في سراقب خلقت علاقات إنسانية جديدة تجاوزت العلاقات الاجتماعية المبنية على أسس طبقية، استطاع أن يبرز من خلال ”دفاتر العشاق” تلك العلاقة الإنسانية التي يقصدها، والتي تجعل الإنسان يرى البطولة والشجاعة في غيره ممن عايشوا، أو يعايشون معه نفس الظروف القاسية.

قناعات متعددة

لقد نجح في نقل صورة سليمة عن الثورة السورية من خلال نموذج سراقب الذي ظهر فيه التنوع الفكري والميول السياسي، شاهدا على تعدّد ألوان التفكير والقناعات. عن ظهور النساء القليل نسبيا في الفيلم يقول المخرج، إنه لم يرغب في اصطناع أو اختلاق واقع آخر، فدور المرأة في سراقب منذ بداية الثورة، يوازي دور الرجل ويعادله في المعاناة، لكنها في الشريط ليست بنفس مستوى الظهور نظرا إلى طبيعة المجتمع وكذلك طبيعة الطرح الذي تناوله.

في النهاية يمكن الإشادة بالمجهود الذي بذله من حرصوا على إخراج ”دفاتر العشاق” إلى العالم، والإشارة إلى أن المخرج إياد الجرود الذي تحمّل تفتيشا متكررا لدرجة المضايقة، خضع له مع كل ما حمله كقادم من سوريا في المطارين التركي والهولندي، استطاع أن يقدّم صورة حقيقية ومنصفة لسوريا المتألمة والحاملة على جـــدرانها وبأيــدي أبنائها: ”عندي حلم” و”بُكرى أحلى”.

15 فيلما قصيرا في مهرجان الفيلم بطنجة

مهرجان الفيلم بطنجة سيعرض في دورته الجديدة 15 فيلما قصيرا إلى جانب ندوة وطنية تهدف إلى المساهمة في نشر ثقافة الصورة.

العرب/ الرباط- تم انتقاء 15 فيلما قصيرا للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم الذي ستحتضنه طنجة في الفترة الممتدة من 20 إلى 28 فبراير الجاري.

وأفاد بلاغ للمركز السينمائي المغربي أن لجنة الانتقاء اختارت قائمة الأفلام القصيرة المشاركة من بين مجموع 54 فيلما تمّت مشاهدتها.

ويتعلق الأمر بأفلام، “دوار السوليما” لأسماء المدير، “غضب” لنور آيت الله، “عقول فاسدة” للمهدي الخاوضي، “دالطو” لعصام دوخو، “دنيا” لجنان فاتن محمدي، “حدود” لعلي الصميلي وكلير كاهن، “جزيرة ليلى” لمصطفى الشعبي، “جنة” لمريم بنمبارك.

كما تحضر أفلام، “جدار” للمهدي الدكالي، “العتبة” لعلال العلاوي، “رحلة في صندوق” لأمين صابر، “حوت الصحرا” لعلاءالدين الجم، “الطفل والخبز” لمحمد كومان، “نقطة الرجوع” لزينب الأشهب وفؤاد عزمي و”وسيط” لمولاي الطيب بوحنانة.

وضمّت لجنة الانتقاء، التي ترأسها المخرج عزالعرب العلوي، في عضويتها كلا من مجيدة بنكيران (ممثلة)، حسن الدحاني (مخرج) وعادل السمار (ناقد سينمائي).

وبالتوازي مع الدورة الجديدة، ينظم المرصد المغربي للصورة والوسائط بتعاون مع نيابة التعليم طنجة- أصيلة، ندوة وطنية حول موضوع “الأندية والمهرجانات السينمائية: الأدوار والتقاطعات”، وتهدف هذه الندوة إلى المساهمة في نشر ثقافة الصورة ومساءلة القضايا المرتبطة بها، وذلك عبر مداخلات ثلة من النقاد والفاعلين في الحقلين السينمائي والتربوي المغربي، من بينهم مصطفى الطالب والمختار آيت عمر وإبراهيم إغلان وفريد بوجيدة.

العرب اللندنية في

03.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)