في نيسان/ إبريل المقبل لن تكون هناك رقابة على المصنّفات الفنية
في مصر، وستحل مكانها لجنة التصنيف العمري، بحيث يكون لكل سن
الأعمال المناسبة له، فلا ينتظر بعض المنتجين أو الموزّعين أن يضع
الرقباء على أحد أفلامهم عبارة: ممنوع لمَنْ هم دون الثامنة عشرة
من عمرهم، وعندها يتدفّق الممنوعون من الحضور على الصالات، فيدفعون
بدلات عالية فقط من أجل أنْ يغض موظّفو الصالات النظر عن أعمارهم
ويسمحون لهم بحضور أفلام لمَنْ هم أكبر منهم.
في العالم الثالث عموماً، وفي دنيا العرب خصوصاً هناك مشكلة كبرى
هي الرقابة، هذا ممنوع وهذا مسموح، هذا يتحايل على القانون وذاك
يتذاكى، والمطلوب فقط الهروب من هذا الكابوس، الذي لا يعجب أصحابه
العجب، والواقع أنّ سياسة الرقابات موجودة في العالم المتحضّر، لا
بل هم إضافة إلى رقابة الدول هناك جمعيات أهلية تراقب ما يبثّه
التلفزيون وعندما تجد مخالفة على هذه الشاشة أو تلك سرعان ما
تُصدِر بيانات إدانة، ومطالبة بوقف عمل، أو اعتذار القيّمين عليه،
فقط من أجل الفوز بالحكم القائلة: درهم وقاية خير من قنطار علاج.
هذا يعني أنّ الرقابة مطلوبة وضرورية وهي لا تصلح بالتهديد
والوعيد، أو بالحديد والنار، بل بتقدير معنى القيم أولاً الدعوة
للحفاظ عليها، ومنع تدنيسها أو حجبها، لكن وجودها في مجتمعاتنا ولا
أحد يقدّرها، حيناً لأنّ القيمين عليها غير عارفين بحدود
مسؤولياتهم وحيناً لأنّ الناس العاديين لا يحبون أنْ يُقال لهم
إنّكم تخطئون وعليكم مراجعة حساباتكم لئلا تحصل مضاعفات مزعجة.
كلنا مع إنهاء الرقابات..
وكلنا مع حرية التعبير والرأي والمعتقد، شرط أن يحصل هذا مع شرائح
تمتلك ثقافة الحرية، ومعنى أن يبادر الحر فيقول ويفعل ما هو على
قدر رفيع من الشعور بالمسؤولية واحترام الآخر مثلما هو احترام
النفس تماماً.
والمُصاب الذي نشعر به قريب الشبه جداً من الحالات الثورية العربية
التي سُميت ربيعاً عربياً، وإذا بالناس تفلت من الزمام، وتخلع
أحزمتها، وتروح تضرب شمالاً ويميناً، يعني أنّنا كنّا في مشكلة
لنقع في مشاكل فقط لأنّ الذين يطالبون بالحرية لم يتدرّبوا أبداً
على يصبحوا مؤهّلين لممارسة ما حصلوا عليه من حرية، لذا يكون
أداؤهم مدعاة للدهشة على طريقة ضبط عشواء.
وجود الرقابة يليق ببعض المثقّفين الذين يقدّرون ما يشاهدون أو
يسمعون، وهؤلاء فقط يليق بهم أن يتسلّموا المسؤوليات ومن ثم أن
يعلّموا الآخرين معنى فوز الإنسان بالحرية كي يعرف ممارستها، وما
الفوضى العارمة التي تشهدها دول الربيع حالياً سوى رد على المناخ
الذي نتحدّث عنه من الإحباط والاستسلام فقط لأن الأجواء غير ملائمة
لفتح الباب واسعاً كي نُخرِج الناس إلى الشمس، والحرية والنور
الساطع.
إذن المشكلة فينا، في الناس، وليس في السلطة التي ترضى أو لا ترضى
هذا العمل أو ذاك، لذا يرى كثيرون في عودة القسوة الماضية والعنف
السابق، وحتى القمع غير المقبول ما هو أفضل من المناخ الذي نعيش
فيه، إذ لا يُعقل أن نواكب جهلاً موقّعاً في التعامل مع الحرية
يسري في كل مكان وتجد جماهير غفيرة تبارك هذه النتيجة.
مشكلتنا في التصفيق والمباركات وسرعة المبايعة.
لا نحن بحاجة لرقابة، ولا يعني كثيراً تفصيل الأمر ليصبح رقابات
تحت مسمّى «تصنيف عمري»، وهل يعقل أن نعثر على فيلم لكل عمر، أو
مسرحية لكل سن معين؟! لا هذا كلام تصعب ترجمته في الواقع، فالظاهر
أنّ هناك ما يؤخذ لاستبدال اسمه فحسب، أما الفائدة فليست موجودة
بالخالص.
بين القرار الجديد.. والواقع القديم نجد أن بقاء ما كان أفضل مما
قد يكون، ففي الجديد الكثير من الالتباسات والغموض والسعي إلى نطاق
أفضل من دون معالم إيجابية.
لكن شيئاً لن يؤثر دراماتيكياً حتى نيسان/إبريل، وبعد ذلك نجد أنّ
ما كتبناه عن هذا التدبير في محله مئة في المئة.
خطأ من الجانبين. خطأ في كلا الحاليين. وأخطر ما في الصورة أنّنا
مدعوون للاختيار وحسم الأمر لخطأ من اثنين.
«سوء تفاهم»: لبناني - مصري مشترك صوّر بين البلدين والنتيجة خفيف
الظل وجيد
سيرين تشعّ حضوراً وجمالاً.. أحمد وأشرف
في مكانهما في ساعتين مريحتين...
قبل مشاهدة فيلم: «سوء تفاهم» لـ أحمد سمير فرج كانت عندنا علامة
إستفهام بارزة، كيف تصوّر النجمة الأجمل سيرين عبد النور فيلماً مع
ممثلين غير مطروحين جماهيرياً، ولا هم من الذين يعرفهم الجمهور
ويريد متابعة أعمالهم؟! لكننا بعد المتابعة من خلال العرض الخاص
ليل الثلاثاء في العاشر من الجاري في
«City Mall»
وجدنا أن التوليفة المعتمدة كانت مقنعة مع وجود إسمين إلى جانبها:
شريف سلامة وأحمد السعدني، وكأنما كانت هناك رغبة لبدء عملية إتاحة
الفرص لعدد من الأسماء كي يصعدوا تباعاً إلى الصف الأول.
إذن لم يكن هناك: «سوء تفاهم» في الأمر، وإذا كان موجوداً فقد تم
حلّه، وحضور الرائعة سيرين أكثر من مريح وهي تتصرف بعفوية وتلقائية
معطوفتين على جمال خاص يشعرنا وكأنما الكاميرا كلما اقتربت منها
تريد أن تلتهمها.
اللهجتان اللبنانية والمصرية، معتمدتان في الفيلم وهي رغبة
المنتجين صادق الصباح وجمال سنان، والتصوير تم في بيروت كما في
القاهرة والغردقة والاسكندرية، والحبكة التي صاغها محمد ناير لم
تكن معقدة ولا فيها فلسفة «اللف والدوران»، بل بساطة في كل شيء مما
أعطى الشريط خصوصية في خفة الظل، والشريط الجماهيري النظيف.
سيرين التي لعبت بطولة شريطين مصريين قبلاً: المسافر (مع عمر
الشريف وخالد النبوي) و«رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» (مع محمد
هنيدي)، تلعب في شريطها الذي يعرض متزامناً مع عيد سان ڤالنتاين
(أمس الأول السبت) عن الصبية لينا فواز التي تشرف على محل حلويات
تتعرّف إلى شاب مصري يدعى أحمد (السعدني) وسرعان ما تتطوّر العلاقة
إلى حب فزواج، لكن العريس لم يحضر في ليلة الزفاف مما يوقعها في
احراج كبير، لتعرف بعد ثلاث سنوات أنه موجود في الغردقة وينظم
معرضاً لعرض وبيع نماذج مختلفة من الألماس، وتنظم صديقتها سارة
(ريهام حجاج) المتواجدة في الفندق، زيارة لها إلى الغردقة، وتحجز
لها في الفندق نفسه على أنها أميرة وضعت في صندوق خاص ميزانية عشرة
ملايين دولار لشراء ما تجده مناسباً من الألماس.
هناك تكتشف على الأرض مدى كذب (كان عنوان الفيلم أولاً: حلو وكذاب)
أحمد الذي أبلغها أن عصابة كانت تطارده وهو خاف عليها من الأذى
فإبتعد إلى مصر وتأخّر في التحدث معها رغم مرور ثلاث سنوات.
والثاني عمر (شريف سلامة) الذي أدخله أحمد السجن ظلماً، وعندما
أنهى محكوميته، بحث عن أحمد للاقتصاص منه.
وتنكشف كامل أوراق أحمد، ويجد عمر من يصدقه في سيدة جميلة وثرية
(تلعب دورها مها أبو عوف) التي اشترت الماسات كلها بـ 25 مليون
دولار، وأمّنت له تغطية جيدة، وفيما فشل في مطاردة أحمد الهارب عبر
مركب في البحر الأحمر، تولت الشرطة الأمر وتفرغ حول لينا وألبسها
«الدبلة».
حضور الشابين جيد.. ولكن شريف كان أقرب من أحمد. وشارك في الفيلم:
هشام إسماعيل وخالد عليش. وغنت سيرين في الفيلم: محدش بقى راضي،
كلمات أيمن بهجت قمر، ألحان ياسر نور، توزيع أحمد إبراهيم، وكان
صداها يتردد في المكان قبل وبعد حفل العرض الخاص.
«جايسون ستاثام» مقاتل جيد في فيلم فارغ المحتوى ليس فيه غيره...
(Big Eyes)
شريط متين جاذب لـ تيم بورتون ودور بديع لـ «والتز»
خطف مهنة زوجته وإشتهر بها.. وعندما طُلب منه الرسم في المحكمة
يسقط...
ستة أيام وتعلن أسماء وعناوين الفائزين بالأوسكار.
أيام قليلة، ويطوى هذا الصخب حول الأفلام العشرة البارزة، التي
تعرضها شاشاتنا على عادة شركات التوزيع في تأمين عرض كل الأفلام
المتبارية قبل ظهور النتائج والتمديد للشريط الفائز، وباقي الأشرطة
التي شارك في صناعتها فنانون أمام وخلف الكاميرا.
{ (Big Eyes):
صوّر هذا الفيلم في كندا (فانكوفر، كولومبيا البريطانية) في 106
دقائق، بميزانية 10 ملايين دولار، ليجني بين 2 و23 كانون الثاني/
يناير المنصرم ما مجموعه (14.006.331)، والأهم هنا دخول المخرج
الفانتازي تيم بورتون على خط لم يعرف له أبداً، إستناداً إلى نص لـ
سكوت ألكسندر ولاري كارازوسكي، والنتيجة شريط جميل متقن وجذاب.
«الكاستنغ»
رائع تولّى إختبار فريق مؤلف من: نيكول آبيلليرا، هايك براند
ستاثر، كورين مايرز، جيف ماكارثي، ويكفي الإستفادة من الممثلين
الرئيسيين: كريستوف والتز (في دور والتر كين) وآمي أدامس (مارغريت
كين) في دور زوجين يعيشان وضعاً متواضعاً، لكن والتر وجد في موهبة
زوجته في الرسم إمكانية لجني المال، وإذا به يضع عدّة لوحات في أحد
المقاهي، ويحظى ببعض الإهتمام، وإذا بأحد نقاد الفن التشكيلي يأخذ
والتر جانباً ويبلغه أنه سيكتب عن قيمة هذه اللوحات مما سيرفع
سعرها فوراً.
فجأة ينشر المقال، وتندفع الشخصيات والإعلاميون لشراء اللوحات التي
تتميّز برسم وجه لفتاة صغيرة تكبر تباعاً وفي عينيها معانٍ عديدة
واسعة جداً، وإذا بالأوضاع المادية تتحسّن سريعاً، ويقبض «والتر»
مبلغاً كبيراً من أحد الأثرياء. لكن الزوج لم ينتبه وهو يتحدث إلى
وسائل الإعلام أن زوجته مارغريت تستمع إلى ما يقوله، لقد تحدث هو
عن طريقته في الرسم، وكيف يسهر الليالي على لوحاته، فيما هي تعرف
لأول مرّة أن زوجها لا يقول إنها هي من يرسم، بل ها هو يدَّعي بأنه
صاحب إبداع كل هذه اللوحات أمامنا.
جنّ جنونها، وتلاسنت مع والتر، وهو حاول أن يهدّئها بإيهامها أنه
يريدها أن تبتعد عن هذه الأجواء لكي ترسم وتبدع وتظل حياتهما تصعد،
ويجنون المال ويتحوّلون إلى عائلة ميسورة.
لم يعجبها كثيراً هذا التبرير، وباتت مع إبنتها تخافان من الوالد
الذي لم يترك طريقة إلا وإعتمدها لكي يبرز كفنان وهو ليس فناناً،
مما جعل مارغريت تترك المنزل وتسافر إلى جزر هاواي حيث تعيش مع
إبنتها. وتقرر في لحظة مفاجئة أن تعلن وتفصح عن الحقيقة، قالت إنها
هي من ترسم، وهي صاحبة الإبداع ورفعت دعوى ضد والتر، وإلتقيا في
المحكمة حيث نفى كل تهمة موجهة إليه واعتبر أن زوجته تكذب فهو
الفنان الملهم وهي تحسده.
عندها طلب القاضي (جيمس سايتو) إحضار منصتي رسم لكي يرسم كل منهما
عليها ما يثبت أنه فنان. رسمت مارغريت سريعاً، ولم يتمكن والتر من
وضع أي خط إطلاقاً على اللوحة. عندها ربحت الدعوى على زوجها
واستعادت حقها وإسمها أمام النّاس.
أدار التصوير برونو ديليونيل، وصاغ الموسيقى داني إيلفمان. ونولى
المونتاج جي. سي. بوند، أما فريقا المؤثرات الخاصة والمشهدية
فأدارهما كل من جون ماكوسبي، وآندرو ج. كوكس، وشارك في التمثيل:
كريستن ريتر، جايسون شوارتزمان، داني هيوستن، تيرانس ستامب، جون
بوليتو، أليزابيتا فانتون.
{ (Wild Card):
شريط صغير لـ جايسون ستاثام هذا النجم الانكليزي الذي لم نضبطه
يضحك ولا مرّة منذ عشر سنوات وحتى اليوم، أي منذ إنطلق في أول حضور
نجومي سينمائي أمّنه له لوك بيسون من خلال شركته أوروبا. وها هو
يكمل من بعده مرتاحاً، ولم يقدّم ولو فيلم واحد يُجسّد فيه الدور
الثاني. نيك وايلد (ستاثام) يلعب الشخصية الأولى في رواية
(Heat)
التي لعبها بيرت رينولدز عام 86... والإخراج تولاه سيمون ويست (54
سنة) عن سيناريو لـ ويليام كولمان، وصاغ الموسيقى داريو
ماريانيللي، وساعد المخرج ستة من المتخصصين في الإخراج السينمائي
بينهم إثنان توليا إخراج مشاهد «الأكشن» والمواجهة: رون يوان،
وكوراي يوان، بما يعني أنهما توليا الاشراف على كل اللقطات
القتالية في الفيلم، وهي كانت موفّقة جداً ولا يستطيع أحد قول «لو»
عنها... لكننا أمام قصة هامشية عادية، ولولا لقطات المواجهة لما
كان للفيلم أي معنى، هو وحيد، لا أحد معه، يواجه عصابات قوية
ويستطيع هزيمتها فوراً.
92
دقيقة تمر سريعاً ويفاجئنا ان التصوير تكلّف 30 مليون دولار وهو
رقم غير ظاهر في الشريط واضحاً.
الموت يغيّب الفنان الفلسطيني غسان مطر
غيّب الموت مساء أمس الاحد الفنان الفلسطيني غسان مطر بأحد
المستشفيات الخاصة، عن عمر ناهز 76 عامًا.
وكان الفنان الراحل قد تعرض لوعكة صحية شديدة نقل على إثرها لغرفة
العناية المركزة بعد تدهور حالته الصحية، لإصابته بمرض سرطان
المعدة وانتشاره في جميع أجهزة جسمه.
وكشفت مصادر من داخل المستشفى أنه سوف يستمر وضعه على جهاز التنفس
الصناعي حتى الساعة الـ10 صباحًا. وتتواجد ابنته «منى» داخل
المستشفى بحالة انهيار بعدما أمد لها الأطباء أن والدها فارق
الحياة.
اسمه الحقيقي عرفات داوود حسن المطري ممثل فلسطيني، ولد في مخيم
البداوي الواقع شمال لبنان 8
كانون الأول 1938،
وعمل
في لبنان ومصر في العديد من المسلسلات والمسرحيات، وعمل في أفلام
تعبر عن الكفاح الفلسطيني.
في السينما المصرية، كثّف أدواره في الشخصيات الشريرة ومن أهمها
دوره في فيلم «الأبطال» أمام فريد شوقي وأحمد رمزي، وقام بدور بارز
في الفيلم التليفزيوني «الطريق إلى إيلات»، كما تولى منصب نائب
رئيس اتحاد الفنانين العرب.
وعمل
في لبنان ومصر في العديد من المسلسلات والمسرحيات، وكذلك في أفلام
تعبر عن الكفاح الفلسطيني في السينما المصرية. |