حكايات الحب الآن تكاد تتشابه مع الخضراوات والفاكهة التي تنمو في
الصُوب >جمع صوبة< ضخمة الحجم ولكن بلا طعم.
ومن هنا سأعود إلي بعض حكايات الحب زمان .. أيام الأسود والأبيض
وهي حكايات بعضها يعود للذاكرة والبعض يعود إلي الأستاذ مصطفي أمين
وأذكر بكل فخر أنه قد ذكر لي مرة قبل أن يدخل معي إلي مكتبته
الملحقة بمكتبه بدار أخبار اليوم.
ودنك بتشوف أكتر ما بتسمع
كان لي معه عدة لقاءات واستضفته فى العديد من المرات في برامجي
>كانت أيام/ حكاوي القهاوي< بالإضافة إلي برامج عديدة في قنوات
عربية.
ثم أهداني كتابا >شخصيات لا تنسي< وفيه إضافة إلي ما سمعته منه/
حكايات حب لا تنسي.
عباس العقاد يحب هنومة
ذات صباح:
تلفت نظره صورة فتاة مراهقة سمراء تلميذة بمدرسة الفنون في شبرا
وعلي لسانها تقول إن هوايتها التمثيل ويتوقف طويلا أمام الصورة..
ما الذي جذبه إليها؟ عيناها المليئتين بجاذبية ممتزجة ببراءة وبقدر
من الشقاوة<.
ويهتز الحلاق الذي مر بالعديد من قصص الحب أشهرها حب للأديبة
المعروفة >مي< ويتحول إلي >مراهق< يعشق..صورة
كيف يقابلها؟.. يتصل بالعديد من اصدقائه ويعرض عليهم صورتها.
ويهتف أحد الأصدقاء..
... مي زميلة أختي في المدرسة
ويخفق قلبه..
ويطلب من الصديق أن يدعو شقيقته وصاحبة الصورة إلي الاجتماع الذي
كان يقيمه كل جمعة في بيته ويتردد >عليه كل مريديه< وتفاجأ الفتاة
بأن المكان يكاد يكون مكتبة ضخمة تحوي مئات وربما آلاف الكتب وأن
الحاضرين جميعا رجال تبدو عليهم الأهمية والوجوه المتجهمة ومعظمهم
يستخدمون النظارات الطبية ويتناقشون في مواضيع لا تفهم منها شيئا
وتهم بالانصراف حيث >الجو< لا يناسبها ولكن يدخل فجأة رجل فارع
الطول ذو هيبة لا تنكر ويقف الجميع إجلالا واحتراما له.
وتقف >التلميذة< حائرة لابد أنه هو من دعاها وزميلتها..
ويتظاهر العقاد بأنه لم يلحظها وتستمر المناقشات >المملة< بين
الحاضرين وتهم الفتاة بالانصراف حين تفاجأ بالعقاد يلتفت إليها.
ممكن أعرف اسم آخر كتاب قريتيه
-............
- طب عايزة لما تكبري تحققي نفسك إزاي
-...........
ويضحك الحلاق
طب هواياتك إيه؟
وتشعر >هنومة< بالسعادة إذ يوجه إليها كل هذه الأسئلة وترد بحماس
الرسم والتمثيل
- إيه موقع الكتاب في حياتك
- يعني إيه موقعه
- بتقري لمين
- ما با أحبش القراية
- أمال بتحبي إيه
- الأفلام الغرامية.. وأما بتعجبني ممثلة باقف قدام المراية
وأقلدها.
ويضحك العقاد وضيوفه وتشعر الفتاة بالخجل وتهم بالنهوض ويشعر
الأديب الكبير بأنه قد أخجلها.
- طب ما قريتيش حاجة لعباس محمود العقاد
- لأ
- ولا >حياة محمد< لهيكل ولا >عودة الروح< لتوفيق الحكيم
- ما أعرفش ولا قريت لحد منهم
- ويضحك العقاد
وفي نفس الوقت يشعر تلاميذه بأنهم قد أصبحوا علي هامش اهتمامه وأن
حكاية حب جديدة بدأت تولد بين استاذهم وتلك التلميذة.
>كم كانوا أذكياء وأيضا يتصفون بالمكر ودقة الملاحظة<.
ويقوم العقاد من مكانه ويتجه إلي مكتبته الضخمة ويتناول كتابا..
اسمعي ياهنومة .. إيه رأيك لو تدخلي الجامعة من الليلة دي..
- الجامعة مرة واحدة.. ده أنا لسه في أولي إعدادي.
ويضحك العقاد
- ولا يهمك الجامعة دي في بيتي وأنا >العميد< بتاعها
- وإنت ها تكوني تلميذتي الوحيدة فيها
- هااااه إيه رأيك
- ويكون لىه الشرف
..وتتعدد اللقاءات وفي كل مرة كان يقدم لها كتابا كان الكتاب الأول
>عبقرية محمد<
واسمعي.. بكرة ها أناقشك فيه والكلمة اللي ما تقدريش تفهميها ..
حطي تحتها خط.
ولم تنم >هنومة
وتتوالي الكتب.. وتنمو قصة الحب
عبقرية عمر / عبقرية علي/ سعد زغلول ثم روايته الشهيرة >سارة<.
وحين يحكي لها عن بطلة الرواية تشعر هنومة بالغيرة .. إنها تتمنى
أن تكون فى حياته.. أعظم من سارة.. وتكاد
تطلب منه ألا يذكر أي شئ عنها.
.. لقد بدأت تشعر ناحيته بالإعجاب والاحترام ولكن... ليس بالحب..
ويضع لها الأستاذ >جدولاً< غريبا ليخلق منها مثقفة.
- لغة انجليزية
- تاريخ بعض الفنانين العالميين
- اسطوانة لبيتهوفن أو للشيخ سيد درويش ...
.....
ويشعر العقاد بأنها تكاد تهرب منه .. ويلاحقها.. ويراقب كل
خطواتها..
متي خرجت .. متي عادت.. أين ذهبت
.. ويتحول تلاميذه إلي مباحث ومخبرين
و.. ذات صباح
يطلب منها والدها أن تقابله في ساعة معينة في محل الحلواني >أسدية<
بالزمالك >تحول الآن إلي محل للأزياء< .. وتذهب مليئة بالتساؤلات..
ما هذا الموعد الغريب وتفاجأ بأن العقاد يجلس مع والدها وهما
يتناقشان عنها .. أسرتها... كيف تقضي يومها.
وتشعر بالاختناق
بالنسبة لها يمكن أن يكون >الأستاذ< أو >العميد< أو ما يكون لكنه
بالقطع ليس بالعاشق.. أو >الحبيب< الذي تحلم به
ورغم هذا لم تفكر في >خيانته< ولكن كان تفكيرها كيف تهرب منه ويكتب
عنها في قصائد شعر في ذكري لقائه الأول بها:
تقويم هذا العام من لحظاته الأولي لديك قومي ارفعيه ارفعي وارفعي
عنه الغطاء براحتيك ...
....
عدنا.. وعاد بنا الهوي في ملتقانا كل عام دارت علينا كواكبه.. وطاب
لنا المقام ..
من كان يحسب والهوي يخطو لأول عامه..
أنا سنتبع رابعاً منه ليوم كمان
.......
ولم تكن تستوعب ما يعانيه خلال قصائده من عشق محموم
.،........
ويكتب في مذكراته:
إنه حب أحمق ..
.....
كان يريد منها أن تكون سجينة البيت لا تغادره .. ولتحقيق هذا يفكر
في طريقة غريبة.
.. عايزك تعملي لي بلوفر...
....
وبالفعل - تقف هنومة علي مقعد لتأخذ مقاسه ..
ويصحبها العقاد إلي أحد محال بيع الصوف بشارع سليمان ويشتري لها
الصوف والإبر.
.. كان هدف العقاد أن تلازم بيتها حتي تتم صنع البلوفر لكن هنومة
كانت أذكي منه:
تعود إلي محل الصوف وتعطيه مقاس العقاد والصوف وتطلب منه أن يصنع
البلوفر.. وبعد أن تتسلمه.. تقدمه للعقاد والذي يكتشف .. أنها كشفت
أمره!
....
ويشعر بأن ذكاءها.. قد تجاوز بكثير خطته
.. ويبدأ في استجوابها.. وتعترف له بما فعلت ويكتب لها قصيدة:
خوفي .. فأنت أحلي من الوفاء
...
ولأول مرة يشعر ببرودة الشيخوخة التي لا تستطيع أن تتجاوب.. مع دفء
الشباب
...
وتتعدد المواقف.. ويتحول العقاد إلي >حطام قلب<
إن لم احطمها .. حطمتني
.. وتتحول قصة الحب إلي أحاديث هامة تدور بين أصدقائه ماذا حدث
للعملاق؟
- كيف ينهار هكذا أمام >مراهقة<؟
كيف يستطيع التواصل مع من لم تحصل إلا علي شهادة الابتدائية ويضحك
العقاد:
أنا أيضا لم أحصل إلا علي شهادة الابتدائية ......
.. انتظروا عشر سنوات وسوف تجدونها
.. طه حسين
......
كان يحدثها عن بيرون وشيلي .. وكانت تريد أن يحدثها عن عبدالوهاب
وفريد الأطرش وشكوكو!
.. كان يطلب منها أن تحفظ دواوين الجاحظ والاصفهاني وكانت هي
تستمتع بسماع مسرحيات يوسف وهبي والريحاني والكسار في الإذاعة.
كان يطلب منها أن تشاركه في سماع اسطوانات >فاجنر< و>هاندل< وكانت
هي تحفظ أغاني >بلاش تبوسني في عينيه لعبدالوهاب< وياريتني طير
أطير حواليك لأسمهان.
وتقول هنومة خليل:
كنت أتمني لو كان سني أكبر ولا ثقافتي تخلليني أقدر أفهمه
...كان العقاد معجبا بمسرحية >بيجماليون< التي تحولت إلي أعمال
سينمائية ومسرحية من أشهرها:
>سيدتي الجميلة لفؤاد المهندس وشويكار< وكان يحلم بأن يجعل من
>هنومة< حاملة الابتدائية التي تقف أمام المرآة وتقلد كواكب
السينما ونجومها.
.. هو يحلم بها مثقفة تشاركه أفكار
وهي تحلم بأن تكون .. نجمة سينمائية
.. هو يريد أن يسجنها في مشاعره
وهي تريد الحرية والانطلاق .. أن تمشي في الشارع بغير أن تشعر أن
هناك من يرقبها ويراقبها.
.. إذا استدعي لها سيارة تاكسي كان يطلب من سائقه تقريرا كاملا عن
تحركاتها.
.. هل توقفت في الطريق ومن قابلت وهل تركت التاكسي قبل بيتها.
........
ذات مرة ... كانت تجلس في جروبي مع بعض صديقاتها حين تفاجأت به
ويثور عليها إذ أنها لم تخبره مسبقا بذهابها..
....
وكان إذا تأخرت عن موعد معه اعتقد أنها كانت في موعد غرام وإذا
جاءت في الموعد يعتقد أنها فعلت ذلك لتخونه وهي في طريقها إلي
بيتها..
(أن الوفاء ليس طابع المرأة وأن الخيانة هي القاعدة لديها..)
.....
إلي أن كانت المفاجأة الكبري:
تقرأ هنومة إعلانا لأفلام محمد عبدالوهاب يطلب فيه وجوها جديدة..
.. وفور مشاهدتها يتعاقدون معها علي التمثيل أمام (محمد أمين)
وتشعر >البنت الصغيرة< لأول مرة بقدرتها علي التحرر من سجن
العقاد..
أنا ها اشتغل في السينما ومعايا عقد..
ويزعق العقاد
.،... إنت مجنونة .. إنت ملكي .. أنا اللي لازم أشوفك فورا والعقد
ده تقطعيه فورا
تدور الكاميرا.. وتدور معها الأحداث ...
تمثل أمام محمد أمين وتشيع جوا من البهجة والدهشة والإعجاب بكل ما
فيها خاصة >عينها< وسمرة بشرتها وابتسامتها المليئة بالشباب..
وبالحياة.
.. ويعرض عليها محمد أمين الزواج
.. وتوافق - ليس حبا في محمد أمين ولا فكرة الزواج ولكن لأنها تريد
تحقيق ذاتها بعيدا عن >التسلط< والعاشق الغيور...
- قل لي مبروك .. أنا اتجوزت امبارح محمد أمين
....
ويلجأ العاشق >للفنان الكبير< صلاح طاهر :
ارسم لي صورتها والذباب يغطي وجهها
...........
ويفشل الزواج بسبب الغيرة وتهافت المعجبين كان ينتظر أن تعود
إليه.. لكنها لم تعد
ويتابع أخبارها.. ويمزق صورها
بعدها تحب الشاب بالغ الجاذبية ودنجوان السينما وقتها >أحمد سالم<
....
وتبدأ الصحف والمجلات في نشر أخبارها
دون جوان الشاشة ومحطم قلوب العذارى توقعه سمراء الشاشة الصغيرة في
غرامها..
كان حبا ملتهبا أثار مشاعر المراهقات وأحلامهن.
ولكن
يتوفي أحمد سالم
- وأصبحت تشعر بوحدة قاتلة - لكنها لم تفكر ولو للحظة - أن تعود
>إليه<...
.......
وبعد فترة حدادها تتزوج من >الظاهرة< الموسيقية والغنائية >محمد
فوزي<
وتعيش معه أجمل لحظاتها ... وبعض من أجمل أفلامها
هل نسيت خلال هذا كله العقاد؟
- كانت تتصل به في الأعياد والمناسبات
ويقرر العقاد أن يمزق صورتها التي رسمها الفنان صلاح طاهر ويبدو
أنه تجاوز محنته وإيمانه بأن برودة الشتاء لا تقوي أن تواجه ..
نسمات الربيع وبالطبع عزيزي القارئ
لابد أنك قد عرفت من هي
سمراء الشاشة وصاحبة أعذب ابتسامة متعها الله بالصحة .
امتعتنا وأثارت اعجاب الملايين وكانت بحق سمراء الشاشة
.....
قصة الحب الثانية
(عدو المرأة يحب ويتزوج بشروطه)
كان في بداية عمله بالصحافة >محررا في أخبار اليوم< يعيش في بنسيون
>غرفة واحدة مليئة بالكتب<
وفجأة دون أن يخبر أحداً من أصدقائه - ينتقل إلي شقة فاخرة بعمارة
سيف الدين التي تطل علي النيل في الحي الذي كان فاخراً >جاردن
سيتي< .
ولماذا انتقل؟
- عشان إلاقي مكان لكتبي >المبعثرة< في كل مكان وتهديدات صاحبة
البنسيون له - بأن تقذف بالكتب التي تملأ المكان بالفئران وأن
تطرده إذا رفض.
كان مجلسه المختار في غرفة >المحررات< بأخبار اليوم
وكن يتساءلن
لماذا لم يتزوج؟
أنا مش مجنون علشان أتجوز ولو حصل وفكرت عمري ما هلاقي واحدة
مجنونة ترضي تتجوزني ؟ وماتنسوش >ويضحك< أني عدو المرأة ويشتهر -
علي غير الحقيقة بحرصه علي كل مليم يكسبه أو ينفقه..
يهديه الاستاذ محمد التابعي ربطة عنق من محل >سولكا< في باريس أشهر
محال بيع ربطات العنق في العالم
- بكام الكرافتة دي يا أستاذ تابعي
- بعشرة جنيه
- حتة واحدة؟ طب موش تفكها بعشر كرافتات الواحدة بجنيه؟
- ويسمع المناقشة الشاعر كامل الشناوي ويقبل أن يعطى >للحكيم 10
كرافتات مقابل السولكا ولم يدر الحكيم بأن ثمن الكرافتات العشر هو
جنيه واحد.
وذات يوم
يشتري الحكيم كرافتة >مشمع< كانت مثار التندر
ولكن
وعلي غير توقع يرتدي كرافت سولكا ويزداد تأنقا
الحكاية فيها سر .. هكذا تتبادل المحررات الهمس
لازم حكاية حب.. ولابد نعرف اسم اللي بيحبها ويبادر كامل الشناوي
لا حب ولا دياولو قاعد طول النهار مع المحررات ولازم يبقي شيك
قدامهم ومين عارف؟!
وذات يوم
يدق جرس التليفون في مكتب مصطفي أمين
أنا جارة الحكيم في عمارة سيف الدين وعندي خبر غريب ممكن تسميه
مفاجأة الموسم
- خير
- أنا شفت واحدة بتفتح الشباك بتاع توفيق بيه
- ست؟! موش معقول ودي شكلها إيه؟
- بصراحة رقيقة وجميلة
- لا يمكن
موش مصدقني تعال زورني وشوف بعينك
- جايز تكون >الخدامة<
- لا يمكن .. ده شكلها هانم
- مستحيل
ويضع مصطفي أمين السماعة ويدعو الصاوي إليه لكن الصاوي يستنكر
الخبر
- أنا امبارح بالتحديد كنت قاعد معاه وسألته إمتي هانفرح بيك
وخصوصا أن عشرات المعجبات بيتصلوا أو يبعتوا جوابات فيها صورهم..
اتجوز؟!.. لا يمكن حتي لو شنقتوني وبعدين أنا طول النهار معاكوا في
الجورنال يبقي ها اتجوز امتي وإزاي .
....
ويقرر مصطفي أمين أن يرسل >محمد يوسف< مصور أخبار اليوم ليلتقط
صورة للعروس.
ويبدأ حصار >ناعم من المحررات وخشن من المحررين وبعد إلحاح يعترف
الحكيم.
أيوه حصل
والعروسة مين .. شكلها إيه .. بنت مين .. إيه اللي جذبك ليها ..
وراها حكاية حب..
- دي ست مطلقة عندها بنتين
- وعرفتها إزاى وامتي ومنين .. وأهم من ده كله حكاية الحب و....
- حب إيه .. ده جواز عقل
.. وعلي فكرة أنا >وضعت< لها شروط وافقت عليها.
.. وتتسارع أقلام الصحفيين للكتابة
- شروط أيه
- الشرط الأول ماحدش يعرف إننا تجوزنا
- والشرط الثاني
- ألا ينشر أي خبر عن الزواج في الصحف أو المجلات
- والثالث
- أننا ما نخرجش سوا وما نمشيش سوا ولا نزور سوا أي مخلوق
الرابع
- أنا أسافر وحدي للخارج
الخامس
- لا نستقبل ضيوفا في بيتنا لا من الرجال ولا النساء
السادس
- ها أسافر إسكندرية لوحدي كل صيف
وهية تسافر لوحدها ونتقابل هناك
السابع
- كل شهر ها تستلم مني >200< جنيه بحالهم تدفع منهم إيجار البيت
ومصاريف الطعام والمياه والكهرباء ومرتبات الخدم
الثامن
- أنا موش مسئول عن مشاكل البيت والخدامين وخصوصا المطبخ
التاسع
- مشاكل الأولاد من اختصاصها وحدها
العاشر
- وده شرط مهم جداً
- أن تمنع عني الشحاذين والنصابين وكل حد عايز مني فلوس أيا كان
نوعها
الحادي عشر
- ما تطلبش مني أشتري عربية أنا راجل باحب >المشي< وإذا عايزة تزور
حد تركب الترام في عربية الحريم
الثاني عشر
- يجب أن تعاملني كطفل صغير لأن الفنان طفل صغير محتاج للرعاية
والحنان
13
- عايز بيت هادي.. لا ضجة راديو ولا خناقة ولا صوت عالي
14
- أن أنام في غرفة نوم مستقلة
15
- ممنوع بتاتا تتدخل في شغلي
.....
والعروسة وافقت علي كل الشروط؟!
....
ويرد الحكيم ووقعت عليها بالأحرف الأولي ....
ويشير الجميع بالدهشة ولكن كان للسيدة >سيادات< العروس حكاية
مختلفة:
وتضحك
صحيح أنا وافقت علي كل الشروط ووقعت بالأحرف الأولي عليها لكن..
شوية شوية قدرت أغيرها وأغيره
- إزاي
أقنعته نشتري عربية
- موش معقول
وخليته يمضي علي شيك بـ 5000 جنيه تمن العربية
- مستحيل..
- وأقنعته أن الـ 200 جنيه موش كفاية لمصاريف البيت
ويكمل الحكيم:
كانت بتشم ريحة الفلوس اللي في جيبي وتستدرجني لحد ما تاخدهم
- حتي الفلوس اللي كانت بخبيها فى البريه.
كان الحكيم مشهورا بارتدائه >البريه< كاسكيت فوق رأسه ويتنهد..
حتي >البريه< كان عندها حسة شم بوليسية
ويسألون الحكيم
لكن في كل الشروط نسيت شرط >صينية البطاطس<
كان الحكيم في كل أحاديثه عن الزواج يطلب من زوجة المستقبل أن تجيد
طهي صينية البطاطس حيث كانت المودة وقتها في الفتاة الارستقراطية
لا يجب أن تعرف شيئا عن المطبخ أمال الطباخ لازمته إيه.
- ويرد الحكيم ضاحكاً
- تصوروا أن أنا نسيت الشرط ده
....
وتستكمل السيدة سيادات:
- أنا في البداية كنت معجبة بيه كأديب وقريت له كل كتبه وقررت أن
أضع خطة للاقتراب .. والزواج منه خصوصا إني كنت ساكنة قريب منه.
وزي الخطط الحربية قررت أقوم بمعركة أتمكن فيها من غزو قلبه.
وطلبت من أخويا ضابط جيش أن يدعوه للغداء عنده باعتباره جاره.
ولما زارنا لم أهتم بالبودرة والروج والريميل وقررت أن اتجمل بحاجة
تبهره
- زي إيه
- بقراية لكل كتبه ومؤلفاته
... ونجحت خطة غزو >دون جوان< الأدب وابتدت حكاية حب غيرمعلنة
....
أما الشرط الثالث الذي تمكنت السيدة سيادات من إلغائه فهو ألا
تتدخل في عمله
- إزاي
- لما اعطاه الرئيس عبدالناصر القلادة وهي أكبر نيشان في الدولة
وحدد موعدا في عيد العلم لتسليمها
- اسمع ياتوفيق وخدها مني نصيحة واحدة بتحبك ..
أوعي تنحنى قدامه وهو بيسلمك القلادة
- إزاي وهوه رئيس الجمهورية
- إنت أعظم من أي رئيس جمهورية
.... وبالفعل لم ينحن الحكيم أمام الزعيم!
....
و كانت سيادات امرأة بالغة الرشاقة والأناقة شعرها كان خليطا من
الأصفر والبني
.. وكانت في مناقشاتها معه - تكاد تهزمه .. بثقافتها
لم تكن متعلمة بالشكل المتعارف عليه
وتتعلم وتحصل علي شهادة الثانوية العامة وكان صوتها جميلاً.. وكانت
تغني له الأغاني التي يعشقها وهكذا عشقها الحكيم...
وكانت تعامله كالطفل
.. تقدم له عشاءه وتضعه في الفراش وتغطيه باللحاف وتضع القربة
الساخنة تحت قدميه
.... وكان ينام في الساعة الحادية عشرة مساء وكانت هي تظل ساهرة
تستمع إلي الراديو أو الاسطوانات وتتعمد أن تستيقظ في السابعة
صباحاً >كان يصحو في الثامنة<
... وتجهز له الافطار
كان هو بالنسبة لها الملك.. وكانت بالنسبة له >الرعية<
وكانت لا ترفض طلبا لابنها >إسماعيل< الذي يصبح فيما بعد عازفا
مبدعاً علي الجيتار وصاحب فرقة >بادي شاه< علي ما أتذكر قبل رحيله.
ويحدث أن يطلب إسماعيل من والده أن يشتري له آلة موسيقية.
ويرفض الحكيم >وتتدخل الزوجة .. ويوافق الحكيم بشرط أن يسدد له
إسماعيل ابنه المبلغ علي أقساط شهرية.
....
وكان توفيق ينتظر صباح كل أول شهر علي باب غرفة نوم إسماعيل يطالب
بقسط الدين والذي كان إسماعيل منتظما في سداده لكن الذي لم يكن
الحكيم يعرفه - أن زوجته السيدة سيادات كانت تسلم ابنها في آخر كل
شهر القسط ليدفعه لأبيه!
... تلك قصة حب مختلفة - لكنها نوع آخر من الألفة والاحترام
والمودة
يندر.. أن نجدها الآن
... والآن عزيزي القارئ
هل اكتفيت بحكايات الحب بالأبيض والأسود.. أم أنك تنتظر المزيد؟
... إذا كنت متشوقا لمعرفة حكايات أخري لا تقل إثارة فادعو معي
لرئيس التحرير >صديقتي< وكاتبتي المفضلة الأستاذة أمينة الشريف أن
يتسع صدرها وصفحات مجلتها للمزيد<... |