لا أحد قارَب موضوع المُدنّس وسعى إلى تصحيح ثوابته، كما رُتِّب
درامياً وبأسلوبية باهرة الصورة والتفاصيل في جديد الجزائري ـ
الفرنسي رابح عامر زعميش «حكاية يهوذا». فهو قَلَب موازين المتن
الميثولوجي لشخصية خؤونة، سلّمت يسوع الناصري إلى صليبه، في مقابل
ثلاثين قطعة فضة. سعى الشريط إلى تصويب تواريخها، مُحوّلاً إياها
إلى كائن ذي مروءة، مُفعم بالعواطف والولاء والإقدام والدموع
والمظالم. أصرّت الحكاية الإنجيلية على أنّ الأسخريوطي، أحد
الحواريين الـ 12، سار على هدى الخيانة وأصبح علامتها، محقِّقاً
نبوءة المسيح أثناء العشاء الأخير: «الحقّ الحقّ أقول لكم، إنّ
أحداً منكم سيسلّمني».
بيد أن زعميش عزم على أمر سينمائي انقلابي، مُزيحاً في تفصيليته
الأشدّ إثارة للجدل سُبّة الغدر عن الرجل الذي سنراه، في مفتتح
الشريط، سائراً بين جغرافية أرض جحيمية القيظ، وعارية، وأبوكالبتية،
وعدائية، صاعداً سفح تلّ صغير حيث بيت ريفيّ متهاو عند قمته، لنراه
لاحقاً وهو يحمل على كتفيه، بحميّة الملهوف، ابن الله الواهن الجسد
والروح، بعد اعتكاف مديد مَهَّد لثورته المقبلة على مفسدي القيم
ورباهم، ومكائد البشر ونفاقهم.
لم يكن يسوع بطلاً لنص زعميش، وليس النصّ نفسه وقائع «نضاله»
وتاريخياتها، على الرغم من تطرّقه إلى علامات فاصلة في مسيرته،
كمشهد تدمير «بسطات» التجّار والمرابين، ورجم مريم وتعليقه الخالد
عليه، ومواجهته المستعمِر الروماني وعسكريّيه، ووجبته الأخيرة،
وغسله أقدام تلاميذه. اهتمّ فيلمه بتسريب قناعاته من تلك اللحظة
الكاشفة عن ذَوْد يهوذا عنه، وتفانيه، وتلقّيه طعنة سكين دموية
غادرة خلّصته من إثم نقضه العهد، كما تريد الرواية الرسمية. بدا
صاحب «بلاد رقم واحد» (2006) معنياً بمحو «أبلسة» بطله، متحاشياً
«مثلّث الحب» الملتبس بينه وبين الناصري والمجدلية، مُسقطاً من
حسابه الدرامي درب الجلجلة ومهاناته. لن نرى تلك القبلة الشهيرة
الملطّخة بالرجس التاريخي، التي اعتبرها الباحث الأميركي ستفنسن
همفريز ـ بروكس، في كتابه «المنقذ السينمائي: صناعة هوليوود للمسيح
الأميركي» (2006)، ضمن قراءته فيلم «ملك الملوك» (1927) لمواطنه
سيسيل ب. ديميل ـ إشارة ضمنية لعلاقة مثلية بين الإثنين، أثارت
انتباه المجدلية وحدها، لشكّها أن يهوذا ليس سوى منافق راهن على
«ملوكية» يسوع لنيل منافع رقيّ مجتمعي عبر مناصرته، قبل «بيعه»
للرومان. كذلك، لن نشاهد جسد المسيح (نبيل جدواني) مرفوعاً إلى
صليبه أو تجسّده على خشبه العُريَان الذي سيهزّه ويسقطه، تحت أنظار
يهوذا المدمى والباكي لتأخّره عن غوث معلمه. مواطن آخر يدعــى
بارابــاس (محــمد العروسي) مسّه تورّطه في التوقيــع على عهد
الصلب، وصرخــته الآثمــة: «انزعــوا عنه الحـياة. انزعــوه من
الدنيا».
مرّ رابح عامر زعميش بعجالة مريبة على دعاوى يهود «السنهدريم»،
وورّط حاخاماتهم في تصفية حساب ثورة يوسف ضدهم كـ «محرّض على
الفتنة». شريطه لا يحيلهم إلى رماة مسكوكات فضية (مثلما أظهر ميل
غيبسون عبرانيّيه في «الآم المسيح»)، ولن يجعل من محتلي فلسطين
الرومانيين عساكر وحشيين وضاربي سياط (كما لدى مارتن سكورسيزي في
«الإغواء الأخير للمسيح»). «يهوذا» زعميش هو مُنقّي قناعات. رجل
أرضي قاد النور إلى أهالي قرية جذلى بعودة فاديهم، مُعلناً ولادته
المباركة بعد تعبّد طويل. غسل جسده، وحمل أمانته. هذا امرء قدّم
بيعة شخصية مطلقة إلى جلال ربّاني ضد مفاسد إنسانية. من هنا، تصبح
حجّة زعميش بنقاء الأسخريوطي كتلة نارية للقرينة المغايرة في أن
هناك كائناً آخر للخديعة والرجس والوزر الشخصي. إذاً، ما عثرة
يهوذا (أداء المخرج نفسه) إن لم تكن تسليم النجّار الوديع والوشاية
به إلى القتلة؟ الجواب: لوعته الأبدية في فشل نصرة المنكوب، وتغيير
التاريخ المقرّر. صوّره الشريط مستجيباً إلى أمر سيّده بحرق
ملفوفات تضمّ أقواله، مخفية في كهف يحرسه تابع، قبل أن يتلقى سكين
هذا الأخير في خاصرته. خطوة ولائه الأولى تحقّقت، لكن قفزته الكبرى
نحو شهادته مع مخلّصه لن تتم أبداً.
استشهد «يهوذا» زعميش على تراب فلسطينه وحجرها، نازفاً دمه ندماً
وليس شنقاً حسب «نبوءة إرميا»، فيما كان «ابن الإنسان» يواجه عسف
مضطهده بيلاطس البنطي الذي عرضه الشريط متأسياً: «عندما يكون
الاختيار حاسماً بين فوضى وطغيان، يكــون الجــور هو الأفضل»، لنرى
يوسف ببهاء طلّته الشرقية خارجاً من بين عرائش شديدة الخضرة، إشارة
إلى قيامته نحو خلوده.
تلبس «حكاية يهوذا» نبرات الإيطالي بيير باولو بازوليني في
«الإنجيل حسب القديس متى» (1964) وهاجسه في «أنسنة» الحكاية
الدينية ونزع غلواء طهوريتها المطلقة. عليــه، اقتــرب مسيح
بازوليني إلى أن يكون ثائراً سياسياً ومحرّراً أكثر منه نبياً،
مثلما تمّ تصويب الواشي يهوذا في نص مخرج «واش واش» (2001) من
نموذج أزلي للدسّاس، إلى المؤمن الوفيّ، والكائن البارّ المبجّل
بسموّ شهاماته.
«الأوديسا
العراقية» لسمير.. سينما تُعيد ترميم ذاكرة جماعية
نديم جرجوره
بات الأمر معتاداً. الحكاية الفردية البحتة تصلح لأن تكون سيرةَ
جماعةٍ وتاريخاً عاماً. السينما قابلة لهذا النمط الإبداعي،
المتمثّل بالقدرة البصرية على تحويل الذاتي إلى ما هو أكبر من
الذات، وإلى نقل الذاكرة الفردية من حيّزها الضيّق إلى جغرافيا
بلد، وحيّزِ مجتمع، وروايةِ تحوّلات. السينما العربية، أو على
الأقلّ أفلام عربية عديدة مُنتَجَة في الأعوام القليلة الفائتة،
تؤكّد هذا، وتحاول أن تبلور أفقه الفني والثقافي والإنساني. المخرج
العراقي الأصل، السويسري الإقامة والجنسية سمير جمال الدين،
المعروف باسم سمير (1955) فقط، منخرطٌ في التجربة. فيلمه الأخير
«الأوديسا العراقية» ـ العرض الأول في العالم العربي ضمن «مسابقة
الأفلام الوثائقية الطويلة» في الدورة الـ 8 (23 تشرين الأول ـ 1
تشرين الثاني 2014) لـ «مهرجان أبوظبي السينمائي ـ جزءٌ من بناء
سينمائي يسعى سينمائيون عديدون إلى جعله نمط اشتغال.
الحفر في التاريخ العائلي الجمعيّ، عبر محاورة الأفراد، محاولة
لكشف نظرة شخصية إلى عالم متبدّل، ولمساجلة (مُبطّنة أحياناً) مع
هذا التاريخ نفسه، كما مع شخصياته الأساسية (الأهل جميعهم).
اختيارُ مُخرجٍ أفرادَ عائلته وسؤالُهم عن ماضٍ وحكايات وتفاصيل
لأي هدف كان، نوعٌ من سجال وانتقاد ومواجهة ومحاولة فهم وإعادة
ترميم المهدَّم، حتى لو لم يقصد المخرج هذا كلّه. وإن كان يقصد هذا
كلّه، يتحوّل فيلمه إلى أرشفة سينمائية توثّق الحكاية وتحفظها من
الاندثار، وتمارس غواية الفن السينمائي في ابتكار صُوَر فنية. مع
سمير، يتبيّن أن الأولوية موجّهة لأرشفة تاريخ العائلة، ولجمع
حكاياتها وصُوَرها، ولمقاربة هذا التاريخ وتلك الحكايات على ضوء
التحــوّلات الحاصــلة في البلد الأصلي (العراق) أولاً، وفي
المنافي ثانــياً (أوروبا وأمــيركا وأستراليا). الأولوية كامنةٌ
أيضاً في منح الســينما طاقتــها الإبداعــية على استيعاب أجزاء
الحكاية، ورصفــها في متتاليــات بصرية.
إذا كان التاريخ العائلي موغل في قِدَمه، بحسب «الأوديسا
العراقية»، فإن التاريخ الجمعيّ يكاد يتفوّق عليه. لكن حساسية
الموضوع الأول تتغلّب على واقعية الموضوع الثاني، بل تتكامل معه في
إعادة رسم سينمائي للتاريخين معاً. الصُوَر الفوتوغرافية
والريبورتاجات التلفزيونية المشغولة كلّها بالأسود والأبيض جزء
أساسي في سدّ ثغرات عديدة. السرد الشفهيّ لشخصيات شاهدة أو فاعلة
أو عارفة، وهي لا تزال حيّة، جزءٌ أساسيّ أيضاً في ترميم الناقص،
وفي إعادة بناء الفعل الحكائي كلّه. الاستعانة بـ «شجرة العائلة»
كمدخل مباشر وواضح للفيلم ومناخه الإنساني والحكائي، تُشبه
الارتكاز على المفاصل الحيوية الفاعلة في إعادة نبش الماضي
وتوضيحه. التوضيح حاجة للمخرج، والفيلم أشبه بدعوة إلى مرافقة
المخرج في رحلته المديدة في الأزمنة والأمكنة والحالات، الهادفة
إما إلى فهم ما جرى وما آلت إليه الأمور والأحوال، وإما إلى
الإجابة عن أسئلة ربما لا تزال ملتبسة وعالقة، وإما إلى محاولة
المصالحة مع الذات إزاء هذا التاريخ المديد، الذي يجــمع في
طياتــه تاريخ بلد وعالم وانقلابات وتحوّلات، وتاريخ عائلة تشتّت
أفرادها في أصقاع الدنيا منذ البدايات الأولى للتفتّح والوعي
المعرفي، وللانخراط الفعلي في الهمّ الإنساني العام.
لن تكون رحلة «الأوديسا العراقية» سهلة أو مريحة. النبش في خزائن
الماضي صعب وقاس، والأسئلة التي لا تملك أجوبة مُضنيةٌ هي أيضاً،
كما البحث عن أجوبة أو محاولات أجوبة تماماً. الراوي في الفيلم لا
يصمت إلاّ عندما تتفوّه الشخصيات بما لديها من قصص، أو بما تملكه
من أجوبة عن أسئلة لا تُسمع أثناء «الاستجواب» السينمائي. التاريخ
طويل، فردياً وجماعياً، ومتداخل إلى حدود يتبيّن في الفيلم كم هي
واهية أحياناً، وكمّ هي متباعدة أحياناً أخرى. الحربان العالميتان،
الحرب الباردة، الهند والعراق، البريطانيون، جمال عبد الناصر، عبد
الكريم قاسم، ثورات هنا وهناك، أيار 1968، العدوان الثلاثي (1956)،
مناف وهجرات، زواج وموت وانتشار في أرجاء المعمورة، ثقافات
متعدّدة، صدامات وتجانس في الثقافي والحضاري، رحلة لا صــمت فيــها
بل كلام لا يهدأ. هذا جزء من حكاية تمتد على مدى 162 دقيقة، تُشكّل
فاصلاً في كتاب البحث عن التطهّر والتصالح والفهم.
ليست إسقاطات نقدية، بل محاولة لقراءة فيلم وثائقي يتوق مخرجه إلى
تحويل الرحلة الجغرافية والروحية إلى ما يُشبه المرايا الشفّافة
على المستويات كلّها. يستعيد سمير التاريخ، لكنه لا يكتفي بتاريخ
سياسي أو اجتماعي أو عائلي، لأنه لا ينسى الموسيقى والأغاني
والنجوم والأفلام والأزياء والسيارات والملامح التي يعرفها التاريخ
القديم، والتي تحوّلت إلى أنماط أخرى في التاريخ الحديث. يتوقّف
عند أفلام قديمة له أيضاً، كـ «إنسَ بغداد» (2002)، هو المتعمّق في
أحوال التاريخ العراقي. في جديده هذا مثلاً، يتوقّف عند جوانب
أساسية في التكوين العائلي العام: الدين، أي الإسلام وشِيَعه.
العراق زاخر بالأماكن المقدّسة. التربية الدينية عفوية في اختراق
يوميات الفرد، لكنها ليست مفروضة بالقوة، لأن هذا جزء طبيعي وعادي
من الحياة اليومية.
«الأوديــسا
العراقــية» لسمير: وثائقــي يــروي تاريخاً، وسينما تنبــش
المخبّأ، أو بعضه على الأقلّ، وتوليف يسعى إلى التــمعّن في
إدخــال التوثيــق بحقائق الذاكرة ومفاصــلها. فيلم قاس وجميل،
يعتمد السينما لغة بوح وأرشفة، ويرتكز على المخفيّ في إعادة بناء
ذاكرة.
«نصف
السماء» لعبد القادر لقطع.. بين قصائد الشاعر وشخصيته
محمد بنعزيز
تحتضن مدينة طنجة الدورة الـ 16 (20 ـ 28 شباط 2015) لـ «المهرجان
الوطني للفيلم». هي الدورة الأولى بإشراف المدير الجديد لـ «المركز
السينمائي المغربي». تشتمل مسابقتها الرسمية على 30 فيلماً، نصفها
روائيّ قصير. من الأفلام الطويلة: «نصف السماء» (102 د.) لعبد
القادر لقطع، تمثيل سونيا عكاشة وأنس الباز. الـ «كاستينغ» ممتاز،
يُقدّم شخصيات تعيش تناوب لحظات اليأس والأمل مع غياب المظلومية.
ليس فيه إحساس بالبؤس. تتصرّف الشخصيات بكرامة حتى أقصى لحظات
الألم. هذا نادر في الأفلام المغربية. هو مزيج التخييل والتوثيق.
مقتبس عن رواية «سيرة ذاتية». الرواية أم السينما؟ توفر للمخرج
مادة سمينة لوضع سيناريو. اقتبس المخرج سيرة جوسلين اللعبي، التي
كتبت سيرتها وسيرة المناضل عبداللطيف اللعبي. مثقف سنوات الرصاص
الذي يفكر بالثورة أكثر ممّا يفكر في رفاهية جسده. كان اللعبي
مثقفاً عضوياً بالمفهوم الغرامشيّ، وهو لا يزال هكذا. أصدر مجلة
ثقافية راديكالية، بأفق سياسي. اعتُقل مع رفاقه، وعُذّبوا جميعهم
لاجتثاث المعارضة الثقافية.
ارتفع إيقاع الفيلم بعد نصف ساعة من تقديم المعطيات. المرافعات
ساخرة، مكّنت المناضلين من تحويل المحاكمة إلى إدانة للنظام. وجه
القاضي مرتبكٌ وهو يحكم بالباطل. دعمت المنظمات الدولية المعتقلين
بضغط شديد، فخرج اللعبي من السجن قبل غيره بفضل سمعته الدولية
كشاعر. سمعة لم يجسّدها بطل الفيلم الذي بدا باهتاً لسببين: أولاً،
لغياب الشبه بينه وبين الشاعر. ثانياً، لأن أنس الباز أدّى الدور
بمسكنة. ربما وصل الممثل إلى الدور في آخر لحظة. تولّد هذا
الانطباع من كون كتابات اللعبي تحمل شراسة نقلتها إلى شخصيته. أنس
الباز أكد العكس. أكّد أنه طبّق تعليمات المخرج، وأنه رافق الشاعر
أشهراً عدة لفهمه. إذاً، القصائد شرسة، أما الشاعر فهو حمَل وديع.
هو ما شخّصه الممثل الموهوب.
يتتبع المخرج عشر سنوات من تاريخ المغرب. لكن، توجد مشكلة على صعيد
رصد مرور الزمن في الفيلم. نرى على الشاشة «بعد يومين، بعد أسبوع،
بعد سنة»، أكثر من عشر مرّات. يسجّل المخرج مرور الزمن بالكتابة لا
بالصورة. حتى أنه لا يُظهر مرور الزمن على ملامح الشخصيات، كأن
الزمن ثابت ميت. ليس هذا العائق الوحيد على صعيد اللغة السينمائية.
في نصف الساعة الأولى، تسبّبت الإضاءة القوية في ضبابية الصورة في
اللقطات الداخلية. غيّب التصوير الداخلي الكثيف زخم المرحلة. بقي
الواقع المغربي خارج الكادر. كما أن غياب صُوَر حياة السجن جعل
الزوجة هي البطلة، لا المناضل.
يتسبّب التصوير في أمكنة ضيقة في صعوبة التحكم في الإضاءة التي
تغلب الكاميرا. يضعف التصوير الداخلي اللغة السينمائية. لتعويض
ذلك، يُشغّل المخرجُ أذنَ المتفرّج بدلاً من عينيه. يزيد من الحوار
وقراءة الرسائل، فيُسمّم الكلامُ اللغة السينمائية.
في المناقشات حول الفيلم، غلب المحتوى على اللغة السينمائية.
للفيلم بُعدٌ سياسي. هذا ما جعل النقاش ساخناً. نفى المخرج البحث
عن المطابقة التاريخية، مؤكّداً ما يلي: «أحكي عن الشخص. الشخص هو
الأساسي». لكن الشخص هنا شاعر ينتمي إلى فصيل سياسي مستفَزّ. بما
أن اللعبي مساهم في كتابة السيناريو، فهو ينتقد السلطة ولا يوجّه
أي نقد إلى تجربة اليسار الراديكالي. هذا جدلٌ حول الأمانة
التاريخية.
لكن، مَن قال إن السينما ليست ملزمة بالأمانة التاريخية؟
هكذا، بعد عشر سنوات من موجة أفلام تتناول سنوات القمع بالمغرب،
يعود المخرج بفيلم عن المرحلة المشعّة. هكذا رفع المستوى أمام
أفلام كثيرة في المهرجان الحالي، تزعم أنها كوميدية. |