مارون بغدادي: 15 دقيقة برفقة ميخائيل نعيمة
محمد همدر
مارون بغدادي (1950 ــ 1993) من المحظوظين الذين لم تلتهم الأحداث
اللبنانية أفلامهم، أو تُهملها السنوات. ولـ «نادي لكل الناس»
مجهود يُذكر في هذا الإطار، إلى جانب ما قدّمه لبرهان علويّة
سابقاً، وما استطاع إنقاذه من أعمال كريستيان غازي الذي مرّ عام
تقريباً على رحيله. من بين مجموعة الأفلام الروائية التي أصدرها
النادي لبغدادي أخيراً، ظهرت مادة سينمائية نادرة ربّما كانت
الوحيدة التي تظهر الكاتب ميخائيل نعيمة بالصورة والصوت. الصدفة
وحدها أنقذت هذه النسخة.
كان بغدادي قد طلب من مصوّره ومساعده حسن نعماني، اقتطاع 15 دقيقة
من فيلم «تسعون» (90 د) الذي يكرّم ويحاور الكاتب اللبناني في عامه
التسعين، لاصطحابها معه إلى فرانسيس فورد كوبولا، خلال الفترة التي
تدرّب فيها معه. تمّ عرض ما اقتطعه نعماني مرة واحدة على التلفزيون
بعد عام على تصويره. يبدأ بغدادي من منزل نعيمة في قريته بسكنتا،
ثم يصطحبه الى مدرسته والبساتين وأسواق بيروت المدمّرة وشاطئها.
وهي لقاءات تمّ تصويرها عام 1977، بعد سنتين على اندلاع الحرب
الأهلية. يحاور بغدادي نعيمة عن الحرب، عن جبران والله والإيمان،
عن الاشتراكية، وحبّ الأرض.
عندما نسأل عن نسخة «تسعون» الكاملة، يجيب مدير «نادي لكل الناس»
نجا الأشقر: «لم نجدها...» كالعديد من المواد الأخرى التي يمكنها
أن تحفظ ذكريات بلد وطريقاً سينمائياً صعباً، حاول من سار به أن
يعطي للسينما نكهة ولوناً مختلفين يشبهان البلد الذي تخرج منه هذه
الصورة، وتشبه حكايات ناسه.
إلى جانب مادة نعيمة، هناك مجموعة مقابلات مهمّة أجرتها أكثر من
قناة محلية وفرنسية مع مارون بغدادي. في هذه المقابلات، شرح بغدادي
المنفى الذي اختاره لنفسه في العاصمة الفرنسية، وجهة نظره ومفهومه
للسينما. شكا عدم قدرته على التعبير سينمائياً بحرّية في لبنان
وعدم قدرته على التصوير والتنقل بسبب الحرب. كذلك، استعرض أكثر من
تجربة خاصة بعد نجاحه المدوي في فيلم «خارج الحياة» الذي نال عنه
جائزة النقاد في «مهرجان كان» عام 1991. في المقابلات، يتكلم
بغدادي عن تجربته ومحطاته ورؤيته لإمكانات السينما في لبنان، إذ
توثق أحلام وطموحات كبيرة، انتهت بسقطة قاتلة أنهت حياته عام 1993.
من بين المقابلات، صدرت أيضاً في شريط بعنوان «أيام مارون
flashback»
مقابلة مع الكاتب الفرنسي ديدييه دوكوان الذي شارك مارون الكتابة
في أكثر من فيلم. يحثّ دوكوان اللبنانيين على إخراج أفلام بغدادي
الى النور وعرضها من جديد لأهميّتها ولما تحمله من نظرة سينمائية
مختلفة. وإلى جانب هذه الشرائط، هناك وثائقي كتبه وأخرجه مروان
خنيفر بعنوان «مخرج عند حدود الواقع» (17 د). يختصر الشريط مشوار
بغدادي منذ الطفولة إلى السينما، ويتضّمن أرشيفاً عائلياً خاصاً
ومقابلات مع ممثلين فرنسيين يتكلمون عن تجربتهم مع المخرج اللبناني.
تجسد دور فتاة جيمس بوند وهي في الخمسين
مونيكا بيلوتشي: أكتشف نفسي من جديد
إعداد: محمد هاني عطوي
قبل أن ترمي نفسها في الماء حاولت هذه الفنانة أن ترتدي زي فتاة
"جيمس بوند" الرمزي وهو المايوه الذي يعتبر الاكسسوار الضروري
لفتيات جيمس بوند منذ ظهور النجمة أورسولا أندروس فيه على شاطىء
البحر في أحد أفلام السلسلة الشهيرة . وبدورها ستواجه النجمة
الإيطالية مونيكا بيلوتشي التي انتهت من تصوير آخر عمل لها مع
المخرج الصربي أمير كوستوريتشا العديد من المواقف الصعبة في فيلم
"الطيف" الذي ستلعب فيه دوراً غاية في السرية، وهو الجزء 24 من
سلسلة أفلام جيمس بوند وسيكون من إخراج سام منديس
.
مونيكا التي لم تزل تلك المرأة الجميلة رغم بلوغها الخمسين، أصبحت
تعيش الدور في فيلمها الجديد بحذافيره كي تكون حقاً جديرة بلقب
"فتاة جيمس بوند" . مجلة "باري ماتش" حاورتها خاصة بعد ان انفصلت
عن زوجها فانسون كاسيل بعد 18 عاماً من الزواج الذي أثمر ابنتين،
فماذا قالت هذه "الفيلسوفة" التي تعشق الضحك والحرية واكتشاف نفسها
من جديد؟
·
تقضين حياتك في الركض هنا وهناك، وكل ما حققت (بما في ذلك أطفالك)
جاء في وقت متأخر، واليوم وأنت في سن الخمسين، نجدك على ملصق لفيلم
"الطيف" لجيمس بوند لماذا؟
-
طوال حياتي كنت أتبع نهجاً خاصاً، فلقد انجبت ابنتي "ديفا" وأنا في
ال40 ويوني في ال 45 . ومثلت فيلم "لا رجعة فيه" في نفس الوقت الذي
صورت فيه "أستريكس"، و"مالينا" في نفس الوقت الذي اشتغلت فيه فيلم
"ماتريكس"، والآن سوف ألعب في "الطيف"، علماً بأنني لم أنته بعد من
تصوير "على الطريق اللبني" للمخرج أمير كوستوريتشا . وأنا أحب فكرة
هذه العوالم التي تتمازج
.
·
ماذا ستفعلين في جيمس بوند القادم؟
-
ليس لدي الحق في الحديث عنه . والشيء الوحيد الذي استطيع أن أقوله
لك هو أن اسم الشخصية التي أجسدها هو "لوسيا" وبدأت التصوير في
يناير/كانون الثاني
.
·
هل تشعرين بجرح على المستوى النفسي لكونك "أكبر" فتيات جيمس بوند
سنا؟
-
على العكس تماماً، وهذا يثبت أخيراً أن هناك طريقة أخرى للنظر إلى
النساء وأن المرأة تبلغ من العمر 50 عاماً في أيامنا هذه ولا تزال
مرغوبة . بل إننا نستمع لما تقول وتبقى صورتها مرجعاً . وعندما أرى
ممثلات مثل كاثرين دونوف وإيزابيل هوبير، وهن لم يزلن في قمة مجدهن
في هذا العمر، فإن ذلك يمنحني مزيداً من الشجاعة والإقدام والتحليق
مثلهن نحو المجد
.
·
الناس بحاجة إلى شيء من الحلم والتألق . ومن خلال العناية بنجوميتك
على غرار النجمات الإيطاليات في خمسينات القرن الماضي فإنك تملئين
هذه الفجوة دون الوقوع في مسألة الحنين إلى الماضي، فهل هذا خيار
متعمد أو أنه حقاً يعبر عنك؟
-
لا يمكننا أن نخترع صورة لكن الأمر يسعدني وأنا في ال،50 أن أستمر
في لفت أنظار أشخاص موهوبين . والحقيقة أنني لست أنا من يجبر
المخرجين على الاتصال بي . والحرية التي أفهمها هي أن أتمكن من أن
أختار ما يحلو لي، وأن أقبل أو أرفض ما يقترحونه علي . أما بالنسبة
لصورتي فهي ليست سوى غيض من فيض فهي تعيش حياتها وأنا أعيش حياتي .
وأعتقد أن الأنثى بداخلي هي من يغذي الممثلة، والممثلة أيضاً تغذي
الأنثى . وأنا أحاول معرفة من أنا حقاً، وأحياناً أندهش من نفسي
وأنا لم أعطي حتى الآن كل شيء عندي
.
·
تصفين نفسك كامرأة حرة فهل أنت حقاً كذلك؟
-
لنقل إنني امرأة فضولية، عاطفية ومتحمسة، تبحث عن فهم نفسها وهي
تحاول تغذية الجانب الفني لديها، وفي نفس الوقت، امرأة تخاف
.
نعم، الخوف من المخاطر فأنا أعلم أن التقدم لا يأتي بسهولة بل يجب
دفع الثمن الذي يكون باهظاً في بعض الأحيان
.
·
ما آخر مرة أخذت فيها قراراً مهماً؟
-
عندما قررت أنا وفانسون الطلاق بعد علاقة استمرت ثمانية عشر عاماً
. أحياناً ينبغي أن تكون لديك الشجاعة كي تتقدم خطوة، وتحدث
التغيير وهذا ينطوي على إعادة اكتشاف للذات
.
·
قال عنكما أحد الأشخاص الذي قابلكما الصيف الماضي إنه لم يصدق
أنكما انفصلتما بالطلاق وظن أنه كان أمام عاشقين! فهل يجب أن
نستنتج أنكما نجحتما في الطلاق كما في الزواج؟
-
ليس إلى هذا الحد، ولكن الحب، خاصة عند وجود أطفال، لا يزال موجودا
لكنه ببساطة، يأخذ شكلا آخر . فلقد بقينا أصدقاء، وسوف نبقى دائماً
هكذا
.
·
وماذا تعلمت من هذه التجربة؟
-
لا ينبغي أن نجعل الشخص الآخر هو المسؤول عن الأخطاء بشكل ممنهج
ففي العلاقة الزوجية اليد الواحدة لا تصفق! ومن أجل أن تسير
الأمور، ينبغي عدم التعدي على حرية الآخر . وسواء في الحب أم في
الصداقة، يظهر عدم التوازن في كثير من الأحيان عندما يكون أحد
الطرفين معطاء دون الآخر، والعلاقة لا تسير على هذا المنوال فإما
أن تستمر مع وجود عثرات أو أنه لا يكتب لها الحياة
.
·
عندما تنظرين إلى الوراء، هل تقولين "كان يمكن أن أفعل الأشياء
بشكل مختلف"، أو تقولين ببساطة "هذه هي الحياة"؟
-
قال أفلاطون: "كن طيباً ومحباً للأشخاص الذين تلتقيهم"، لأن كل
واحد منا يدير بسرية معركة كبيرة . والحياة، معركة لكنها معركة
تستحق منا العيش حقاً
.
·
هل تتخيلين أن تعيدي مجرى حياتك مرة أخرى في يوم ما، أو أنك تقولين
كفى لقصص الحب"؟
-
أؤمن بالحب قبل كل شيء . وكل التجارب التي مررت بها أثرتني على
الصعيد الشخصي
.
·
هل تحبين جانب الأنثى فيك في هذه المرحلة من العمر؟
-
إذا كان لي أن أصف نفسي فأود أن أقول إنني في المقام الأول الأم
الإيطالية في كل مجدها، ولكن أيضاً في كل مفارقاتها . وأعتقد أن
الآخرين هم الذين علموني كل شيء عن نفسي . أنا احترم النساء وثمة
تواطؤ بيننا، وحوار صامت يصل إلى ما هو أبعد مما نقوم به أو نبلغه
. ويلزمنا الكثير من الوقت، للأسف، قبل أن نتحرر تماماً من قيودنا
.
·
أنت أول الفنانات اللواتي يقلن إنهن راضيات عن الحياة، فماذا
تريدين أكثر من هذا بعد اليوم؟
-
لست بحاجة إلى أي شيء أكثر من ذلك! فأنا أشعر بالحيوية وأمتلك
المتعة بالحياة، وتسكنني طاقة جديدة تحملني إلى بعيد . وعندما أنظر
إلى بناتي يكبرن، اشعر بمرور الوقت وبأنهن أعطين لحياتي معنى
وجعلنني إنسانة مختلفة . وآمل أنه عندما يبلغن سن الرشد، يشعرن كم
كنت أكن لهن الكثير من الحب على الرغم من كل عيوبي وأخطائي . وأنا
لا أعرف إن كنت أماً جيدة بالفعل، ولكن على أي حال، أنا أحاول
.
نور الشريف: أقوى الرجال
نور الشريف: مصر في العين اليمين
نجلاء أبو النجا
بعد سنوات من الغياب عن السينما، عاد الممثل المصري (1946) القدير
إلى عشقه الأوّل بـ «بتوقيت القاهرة». هو صاحب أكثر من 200 فيلم،
واستحق بجدارة لقب الأب الروحي للفن السابع في البلاد. قبل تدهور
حالته الصحية أخيراً وتجميد مسلسله المرتقب «أولاد منصور التهامي»
(إخراج سميح النقاش)، تحدّث بطل فيلم «أقوى الرجال» (1993) عن
الفن، والحياة الشخصية، والعائلة، والصحة
■
كرّمك أخيراً رئيس الجمهورية السابق عدلي منصور في «عيد الفن»،
و«المركز الكاثوليكي»، بوصفك أحد أهم نجوم وصنّاع السينما المصرية،
وصاحب بصمة في سجل السينمائيين العظماء. حدثنا عن وقع هذه
التكريمات؟
أشعر بسعادة كبيرة وأنا أكرّم في بلدي وخارجه، ومن الجمهور قبل
المسؤولين. التكريم الحقيقي للفنان أن يشعر بحب الناس أينما كان.
وهذا وبفضل الله يحدث معي وربما هذه هي ثروتي الحقيقية. الحمد لله
على تكريم الرئيس السابق عدلي منصور، فهو تكريم أعتز به جداً، كما
احتفى بي «مهرجان الإسكندرية»، وكانت تظاهرة حب عظيمة جمعت الجمهور
والفنانين وصناع السينما.
وهناك أيضاً تكريم «مهرجان السينما القومي» و«المهرجان الكاثوليكي»
وغيرهما من الأحداث التي بكيت وأنا أشاهدها، من شدّة حبي وتقديري
لها.
■
هل العلاج سبب فقدان وزنك أم أنّك خضعت لنظام غذائي؟
لا، لم أخضع لريجيم أو نظام غذائي. كل ما في الأمر أنّني فقدت
شهيّتي أثناء العلاج، وهذا طبيعي.
■
هل للأحداث السياسية والأمنية الأخيرة في مصر دور في غيابك ست
سنوات كاملة عن السينما؟
السينما شأنها شأن أي صناعة تتأثر بالحالة السياسية والاجتماعية
والاقتصادية في البلاد. كنت أتمنى أن تتواجد السينما رغم كل شيء
لأنّ مصر رائدة في هذه الصناعة في العالم العربي. بالتأكيد، كنّا
نمرّ في كارثة بكل المقاييس، ولكن الحمد لله أنّنا نتجاوزها
حالياً، وبدأت الحياة تعود إلى مصر وصناعاتها المختلفة، على رأسها
صناعة السينما التي لا تقل أهمية عن أي صناعة رئيسية تفتح ملايين
البيوت، إضافة إلى دورها الإبداعي.
■
هل أحزنك ما حصل في مصر أخيراً؟
من منّا لم يعتصر قلبه على مصر واضطراباتها؟ من منّا لم يشعر كأنّه
يعيش كابوساً؟ كانت مصر همّي الأكبر، والسينما همي الخاص. الحمد
لله أنّ الله أزاح الغيمة وتجاوزنا الخطر الذي كان يهددنا.
■
هل تعتقد أنّنا تجاوزنا الكابوس بالفعل، رغم صيحات الغضب من فقدان
بعض الخدمات؟
طبعاً، نحن أفضل كثيراً. نحن في مرحلة انتقالية لا بد من أن
نتحمّلها. لا بد من أن يحدث تأثّر وارتباك وتوتر في المرافق
والخدمات، ويجب أن نصبر حتى نتجاوز كل شيء. نحن في مرحلة صعبة
جداً، ومنعطف تاريخي يجبرنا على التكاتف والأمل حتى نتجاوزه. ويكفي
أنّنا صحينا من الكابوس واستعدنا مصر الحبيبة. لكن أطالب الجميع
بالكف عن المطالب الفئوية، على الأقل في هذه الفترة، لغاية استعادة
عافيتنا.
■
عدت إلى السينما مع المخرج أمير رمسيس في فيلم «بتوقيت القاهرة».
ألم تخش المغامرة عبر خوض عمل من تأليف وإخراج مخرج شاب؟
بالعكس. سعدت جداً بالعمل مع أمير رمسيس، فهو مخرج واعد ذو وجهة
نظر، ومتمكّن من أدواته. الفيلم من تأليفه أيضاً، وأنا أحب المخرج
الذي يرى العمل ككل. فما بالك لو كان المخرج هو المؤلف؟ أمير
أعجبني، وهو من مدرسة يوسف شاهين، إذ عمل معه، وأعرف أنّه «متربّي
فنياً صح» ويشرب الفن منذ صغره.
■
أنت معروف بالحماس الذي قد يكون زائداً للشباب؟
أنا متحمّس دائماً للشباب، ولا أخشى المخاطرة، طالما أنّني أعرف
أنّ أمامي شباباً واعداً. ولو عدنا إلى الوراء، سنجد أنّني كنت
منتجاً وبطل فيلم كان الأوّل في حياة المخرج الكبير سمير سيف، وهو
«دائرة الانتقام». يومها، كنت أيضاً ممثلاً شاباً، لكن أملك بعض
المال والطموح وحب المغامرة. لذلك قدّمت سمير سيف إلى السينما،
وأنا سعيد بذلك، وأتمنى من كل النجوم الكبار والشباب والمسيطرين
على السينما ألا يتراجعوا أبداً عن تقديم المواهب الشابة من شتّى
المجالات الفنية. ولو عدنا إلى سنوات قريبة مضت، سنجد أنّني قدّمت
أيضاً ممثلين كثراً في مسلسلاتي منذ «الدالي» (2007) الذي برزت من
خلاله أسماء مثل عمرو يوسف، وحسن الرداد، وأيتن عامر.
■
آخر أفلامك كانت مع أحمد عز وساندرا نشأت في «مسجون ترانزيت»،
وقبله كان «ليلة البيبي دول» و«عمارة يعقوبيان»، فهل هذه الأعمال
صعّبت عليك الاختيار بعدها؟
السينما المحلية جيّدة جداً، لكن يجب الابتعاد عن تقليد الغرب
هذه الأفلام وغيرها لها وقع خاص في نفسي، لأنّها تحدّت السوق
وانفردت بطابع خاص ومؤثّر، وتمتلك قيمة فنية عالية. أنا أعتز
بأنّني شاركت فيها في هذا العصر، وخصوصاً «مسجون ترانزيت» الذي شهد
تلاحماً بين الأجيال. لا أنكر أنّني تعثّرت بعض الشيء أمام الإعجاب
بعمل فني يعيدني إلى السينما بعد الأفلام المذكورة، وفضّلت عدم
التواجد حتى يستجد جديد.
■
صرّحت أنّ فيلم «بتوقيت القاهرة» أخرجك من عزلتك السينمائية،
ووافقت عليه منذ اللحظة الأولى، فما الحكاية؟
هذا صحيح. رغم خبرتي الطويلة، إلا أنّني أعتمد في الاختيار على
الانطباعات الأولى. بمجرّد قراءتي فكرة أو معالجة تحمّسني وتعجبني
من المرّة الأولى، أوافق على الفور، ويكون حكمي الأوّل هو الأخير.
وهذا ما حدث مع سيناريو «بتوقيت القاهرة».
■
هل وجود ميرفت أمين وسمير صبري شريكي رحلتك الفنية الطويلة كان
سبباً في ترحيبك بالفيلم؟
بكل تأكيد. شعرت بعودة الزمن الجميل. سمير صبري صديق عمر وفنان
قدير، وميرفت أمين رفيقة عمر، وأكثر ممثلة شاركتني بطولات أفلامي.
■
جسدت في «بتوقيت القاهرة» شخصية رجل مسن يعاني من الزهايمر، ألم
تخف من هذا الدور؟
الحياة بالنسبة إليّ مغامرة. صحيح أنا أجسّد دور رجل يعاني من هذا
المرض ويُدعى يحيى شكري مراد. يعتقد الرجل أنّه يبحث عن امرأة
معيّنة ولا يعرف مكانها أو أي تفاصيل عنها بل يتخيّل صورة معينة
لها. يسافر يحيى من الإسكندرية إلى القاهرة ليبحث عن تلك المرأة
الغامضة، ويترك وراءه ابنة تحبه جداً ومرتبطة به كثيراً، وابناً لا
تربطه به علاقة قوية. يصرّ الوالد على ترك الإسكندرية ليبحث عن
امرأته الغامضة، وفي الطريق يقابل شاباً يبحث عن أهله (شريف رمزي)،
وتتوالى الأحداث بينهما في رحلة بحث كلّ منهما عن ضالته.
■
بعضهم أشار إلى أنّ الشريط يحمل رسائل سياسية، ويلمّح إلى الأحداث
الأخيرة والتيار الديني، فما رأيك؟
كل ما أستطيع قوله إنّ الفيلم يرصد التغييرات في السلوك والشخصيات
منذ «ثورة 25 يناير» وحتى سيطرة التيار الديني على الإعلام
والسياسة، وتأثير ذلك في الشخصيات. أجمل ما في العمل أنّه يعالج كل
القضايا بخفة ظل متناهية، كما أنّ المواضيع تُطرح بسلاسة وحرفية،
وبشكل درامي وسلس جداً.
■
ما هو تحليلك للمشهد السينمائي؟
السينما حالياً جيّدة جداً، وفيها ممثلون ومخرجون على مستوى رفيع
جداً. لكن نصيحتي أن يبتعدوا عن تقليد السينما غير المصرية
كالأميركية وغيرها. في هذه الحالة تكون الأفلام بلا هوية ولا طعم.
■
هذا يعني أنّك ضد التكنيك الأميركي في الإخراج وضد اقتباس
المواضيع؟
أنا مع التحديث والانفتاح على السينما العالمية، لكنّني ضد أن يطغى
ذلك على هوية الموضوع، إذ نهتم بالتكنيك على حساب الموضوع. وأنا
لست ضد الاقتباس لكن يجب «تمصير» الأعمال لأنّ الفن في النهاية روح
ولغة وهوية.
■
سبق أن قلت إنّك تتمنى العمل مع المخرجة كاملة أبو ذكرى؟
أنا من المعجبين جداً بها. هي مخرجة حسّاسة وجادّة ومتمكّنة،
وبالتأكيد أحب العمل معها لأنّها تحيي الأعمال الواقعية، ولعلّ
النجاح الكبير الذي حققه مسلسلها الأخير «سجن النسا» أبرز دليل على
هذا. في الثمانينيات، كنّا من أشد المتحمسين لتناول الواقع، وكان
المخرج الراحل عاطف من أهم روّاد هذا التوجّه، إضافة إلى محمد خان،
وداود عبد السيد وغيرهم.
بوسي رفيقة عمري، وكيف ننسى 40 سنة بسبب ورقة طلاق؟
■
سمعنا أنّك رُشّحت لأكثر من دور في أفلام عالمية ورفضت، لماذا؟
أنا فنان مصري لم أصل إلى العالمية ولم أسع إليها لا أعرف لماذا.
وأنا فخور بعروبتي.
■
ما رأيك في مستوى الدراما هذا العام، خصوصاً أنّك سبق أن تحدثت عن
الزحام المزعج؟
رغم سعادتي الشديدة بمستوى الدراما وتقدّمها، إلا أنّني أتمنى
تنسيق العرض التلفزيوني بشكل أفضل مما يجري في رمضان. الزحام أصبح
لا يطاق، وهذه مبالغة مدمّرة لأنّها تظلم كل الأعمال في المشاهدة.
■
أين أصبحت «أكاديمية نور الشريف»، ولماذا توقفت؟
لا أعلم السبب. قد تكون الظروف مجتمعة قد أدّت إلى ذلك. كان لدي
حلم في استمرار الأكاديمية، وإطلاق ورش عمل تقدّم ممثلين ومخرجين
وكتاب سيناريو. التوقف ليس خياري طبعاً، لكن عموماً ما لم أستطع
فعله في الأكاديمية حاولت تنفيذه في أعمالي قدر المستطاع، وأنا
مستمر في ذلك.
■
ماذا عن احتمال عودتك إلى المسرح؟
رغم عشقي للمسرح، لا أملك أي مشروع مسرحي يعيدني إلى الخشبة للأسف.
هناك مشاكل كثيرة في المسرح سبق أن تحدّثت عنها، مثل ارتفاع أسعار
التذاكر في المسارح الخاصة، إضافة إلى الأزمات المالية التي تواجه
المسرح القومي والعام.
■
هل تعتبر أنّ الفن يعاني حالياً من مضايقات في المحروسة بعد منع
فيلم «حلاوة الروح» (أعيد عرضه بعد المقابلة)؟
أنا ضد المنع، وضد تقييد أي عمل إبداعي لأنّ الفن انعكاس للحياة.
أرفض التسرّع في القرارات والأحكام وأرجو التأني وعدم التعميم.
■
رغم انفصالك عن الفنانة بوسي، ما زالت علاقتكما جيّدة جداً. هل ما
زلت تحبّها؟
بوسي ستظل أم ابنتيّ ورفيقة مشوار عمري الطويل. الزواج أو الانفصال
لا يعنيان انقطاع العلاقة الإنسانية. كيف ننسى أكثر من 40 سنة عشرة
بسبب ورقة طلاق؟
■
احتفلت بعقد قران ابنتك «سارة»، وتوقفت «مي» ابنتك الصغرى عن
التمثيل بعد تجارب عدّة. حدّثنا عنهما؟
ابنتي «سارة» قريبة جداً من قلبي وهي تشبهني في التفكير العملي
كثيراً، لذلك اختارت دراسة الإخراج. وأنا سعيد جداً أنّها وجدت
نصفها الآخر وأتمنى أن يكون شريك حياتها ومصدراً لسعادتها. أما
«مي» فهي رومانسية وحالمة، ومشروع ممثلة جيّدة جداً، لكنّها هاوية
في النهاية وأنا لا أضغط عليها للعمل في هذا المجال. لقد عوّدت
«سارة» و«مي» على حرية الرأي وتحمّل مسؤولية قراراتهما منذ الطفولة.
فيلم الأسبوع
سلمى حايك: متعة الأكشن السادي
امرأة عارية ومذعورة تهرع إلى الحمام حيث تسجن نفسها وتغرق في
البكاء، بينما يبرز الوشم الضخم الملوّن الذي يغطي كامل مساحة
ظهرها. هذه اللقطات هي الأولى من فيلم
Everly
الذي وصل أوّل من أمس إلى الصالات اللبنانية، من إخراج جو لينش،
وبطولة النجمة المكسيكية ــ الأميركية الشهيرة سلمى حايك.
بعدها، تقترب الكاميرا ببطء، ونرى وجه «إفيرلي» (حايك) التي تحاول
بصعوبة تمالك نفسها وتُخرج من الكيس الذي خبّأته في الحوض أدواتها
استعداداً للمعركة المقبلة. المسدس والهاتف الذي لا يقلّ أهمية عن
الأوّل. إنّه صلتها السرية مع العالم الخارجي منذ احتجزها رئيس
العصابة «تايكو» (الممثل هيرويوكي وتانابي) في الشقة منذ أربع
سنوات. تستدير وفي غضون ثوانٍ تتحوّل إلى محاربة متمرّسة. هكذا،
تُطلق النار مردية جميع الرجال في الخارج، فتتناثر جثثهم في كل ركن
من الغرفة. هذه فقط مقدمة المعارك الدموية والطاحنة التي على وشك
أن تشهدها هذه الشقة الصغيرة التي لا يخرج منها أحد حياً.
لا تهدف «إفيرلي» إلى الدفاع عن حياتها لأنّها بحكم الميتة بعد
اكتشاف «تايكو» تعاونها مع الشرطي الذي قام بقتله، وأرسل لها برأسه
داخل هدية. لكن «إفيرلي» كما بطلة فيلم
Kill Bill
لكوينتن تارنتينو تحارب من أجل ابنتها الصغيرة وحمايتها من انتقام
«تايكو» الذي يهدّد بسجنها وتحويلها إلى مومس، كسائر الفتيات
المستعبدات، ومنهن «إفيرلي». هذه الأخيرة هي المفضّلة لديه ويعدّها
ملكيته الخاصة. صحيح أنّ الشريط لا يقترب من أسلوب تارنتينو من حيث
المستوى والحبكة، لكن نجد تقارباً مع صورة المرأة المحاربة كما في
ثنائية
Kill Bill
التي ــ وللتناقض ــ تستمد قوّتها وشراستها من أمومتها التي هي
أيضاً مصدر رقتها. بخلاف الرجل المحارب في أفلام التشويق، يشكّل
الأطفال الاستثناء الوحيد الذي يتوقّف عنده القتال بين النساء.
المرأة المحاربة تتعاطف حتى مع أعدائها إذا تعلّق الموضوع بالأمومة
أو بالأطفال، كما نرى في
Kill Bill
عندما تعلم البطلة أنّها حامل فتتفق وعدوّتها على إلغاء المعركة.
في «إفيرلي»، تتراجع إحدى بائعات الهوى اللواتي أرسلهن «تايكو»
لقتل «إفيرلي» بعدما تطلب منها الأخيرة إمهالها الوقت الكافي
لإنقاذ ابنتها، ولو أنّه يبدو غريباً الإصرار على إضافة هذا
التفصيل النمطي إلى صورة المرأة المحاربة، كأنّما لإضفاء صدقية
معيّنة على الشخصية، رغم أنّ هذا النوع من التشويق مبني أساساً على
مبدأ اللامعقول.
يطغى على الفيلم حس من الفكاهة السوداوية التي قد تكون فجة
أحياناً، كما الجملة المتكرّرة كلّما دخل أحد الشقة ورأى جثث
المومسات اللواتي قتلتهن البطلة: «هنالك الكثير من بائعات الهوى
الميتات هنا»، في حين تعترض «إفيرلي» على التسمية في كل مرّة قبل
إطلاق النار. إجمالاً، يخفّف حس الفكاهة من هول الدماء التي تسفك
والمبالغة في حبك أحداث التشويق. أحداث ــ رغم المتعة التي تجسّدها
ـ تُعتبر أقرب إلى السادية. وتكتمل هذه المتعة مع قدوم شخصية «السادي»،
بحسب ما يُعرّف عن نفسه لـ«إفيرلي»، مصحوباً بتابعه «المازوشي»،
وبزمرة من المتنكّرين بأقنعة من المسرح الياباني. يُخرج «السادي»
ما يحتاج إليه من علبة ماكياجه السادية المكوّنة من أنواع مختلفة
من الأسيد الحارق، ليعيد «تشكيل وجه» الجميلة «إفيرلي»، وفق ما
يقول بعد سجنها في قفص. لولا فظاعة مشاهد الحرق بالأسيد وتحلل
الأجساد، لكاد المشهد أن يكون طريفاً بسرياليّته، إضافة إلى مشهد «المازوشي»
الذي يصعب قتله، فكلّما وجّهت «إفيرلي» ضربة له ازداد ابتهاجاً.
بطبيعة الحال، تفتك البطلة بالسادي وأتباعه، وتطير بين الصواريخ
والقنابل، إلى أن نصل إلى المواجهة النهائية مع «الشيطان تايكو»
الذي تشطره حرفياً إلى نصفين. وبالرغم من هول المشاهد المعروضة،
إلا أنّ الشريط بإيقاعه وأسلوب تصويره والمؤثرات الخاصة جيّد
نسبياً، نظراً إلى نوع التشويق الذي يقدّمه. هو يوفّر بخفته وحسّه
الساخر إمكانية مشاهدته من منظور مختلف. كأنّه يسخر ضمناً من كل
المبالغات التي تعتمدها أفلام التشويق عبر تصويرها بطريقة أقرب إلى
الكرتونية أحياناً. لكنّه إن أُخذ على محمل الجد أو السخرية، ما
مِن سبب يفسّر كل تلك الاستعراضات الدموية التي يحتفي بها الفيلم.
أما سلمى حايك، فبأدائها المتواتر بين الدرامي والساخر، فتنجح في
إضفاء صدقية على الشخصية وتقريبها إلى المشاهد.
إيما واتسون والبرينس هاري... «إشاعة حب»؟
عبدالرحمن جاسم
يبدو أنّ الممثلة البريطانية الشابة إيما واتسون (1990 ــ الصورة)
قريبة جداً من التحوّل إلى أميرة حقيقية من خلال ارتباطها بأمير.
تؤدي الممثلة البريطانية إيمّا واتسون دوراً مهماً في الفترة
الأخيرة من خلال تعيينها سفيرة للحملة التي أطلقتها «هيئة الأمم
المتحدة للمرأة» قبل أشهر بعنوان
He For She.
الحملة تهدف إلى تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، وإنهاء التمييز
والعنف اللذين تعاني منهما النساء حول العالم.
على الصعيد الشخصي، لا يقل نشاط نجمة سلسلة أفلام «هاري بوتر»
أهمية أبداً. فقد كثر الحديث خلال الأيّام الماضية عن علاقة عاطفية
تربطها بالأمير هاري (1984 ــ الصورة). الإشاعة بدأت من مجلة
Women›s Day
الأوسترالية، المعنية بمختلف شؤون المرأة.
واتسون هي واحدة من أشهر النجمات البريطانيات حالياً، ولا يعود ذلك
إلى أدائها التمثيلي فحسب، بل إلى نشاطها الإنساني الكثيف: «شجّعت
كثيرات على الوقوف بوجه الظلم. حتى أنّ إحداهن اتصلت بي وأخبرتني
أنّها منعت والدها من تعنيفها. لهذا أنا ناشطة في هذا المجال. لهذا
لا بد لنا جميعاً من التحرّك معاً».
شهرة واتسون ونشاطها الزائد قد يكونان من العوامل التي تجذب الأمير
هاري إليها، نجل الأمير هاري والأميرة ديانا.
كما أنّ الأمير الرابع في ترتيب حيازة العرش البريطاني، ورغم
ملامحه «الطفولية» مشاكس إلى حدٍ كبير، ولطالما كانت علاقاته
بالصحافة «ملتسبة»، لا سيّما مع الصحافيين والمصوّرين الذين
يحاولون اقتحام حياته الخاصة. وهو ما يشكّل قاسماً مشتركاً بينه
وبين واتسون التي لا تحبّذ تدخّل الـ«باباراتزي» في خصوصياتها.
وسط الهستيريا التي عاشها الإعلام الغربي خلال الأسبوع الماضي،
إضافة إلى روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، خرجت إيما واتسون عبر
تويتر مخاطبة الناس بالقول: «أتذكرون ما قلته سابقاً حول عدم تصديق
كل ما يُكتب في وسائل الإعلام؟»، قبل أن تضيف في تغريدة أخرى
مستوحاة من نسوّيتها: «كذلك، الزواج من أمير ليس شرطاً أساسياً
لأكون أميرة»، وفق ما ذكرت صحيفة الـ «إندبندنت» البريطانية.
وأرفقت الممثلة الشابة التغريدة الأخيرة برابط يوتيوب لمشهد
(دقيقتان) من فيلم
A Little Princess (إخراج
ألفونسو كوارون ــ 1995)، يتضمّن هذه العبارة الشهيرة.
إذاً تنفي بطلة فيلم «نوح» (إخراج دارين أرنوفسكي ــ 2014)
ارتباطها عاطفياً بالأمير هاري، فيما هو يلتزم الصمت حيال الموضوع
مكتفياً بالقول إنّه «لا دخان بلا نار»، فضلاً عن عدم صدور أي
تصريح رسمي من قصر «باكينغهام». رغم ذلك، من الواضح أنّ وسائل
الإعلام، وتحديداً البريطانية، غير مقتنعة بالموضوع. هنا، تشير
الكثير من المصادر إلى وجود علاقة لكن لم يحن الوقت بعد لـ«إعلانها
على الملأ». وربّما يكون هذا التكتم سبباً في اشتعال السوشال ميديا،
و«هوس» مختلف المؤسسات الإعلامية بالوضوع.
يذكر أنّ الأمير البريطاني سبق أن ارتبط بالزيمبابوية تشيلسي دايفي،
ليعودا وينفصلا بالتراضي لأنّها كانت تشعر بالحنين إلى بلادها، ولا
ترغب في قضاء كلّ حياتها في لندن. أما واتسون فقد سبق أن واعدت
الممثل البريطاني طون فيلتون، وزميله الأميركي روبيرتو أغواير،
وآخرين. |