عزيز دادس وأمال الأطرش أفضل ممثلين في الدورة 16
'إطار
الليل' يخطف الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم
خالد لمنوري
اختتمت، مساء أول أمس السبت، بطنجة، فعاليات الدورة السادسة عشرة
للمهرجان الوطني للفيلم بتتويج الشريط الروائي الطويل "إطار الليل"
للمخرجة طالا حديد بالجائزة الكبرى، إضافة إلى تتويجه بجائزة
النقد، التي تمنحها الجمعية المغربية لنقاد السينما.
تميز حفل اختتام الدورة 16 بحضور وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم
الحكومة، مصطفى الخلفي، الذي أشرف على تسليم الجائزة الكبرى،
والفنانة المغربية حنان الفاضلي، التي قدمت فقرة من عرضها الجديد
حنان شو لجمهور المهرجان.
وقال رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، الأديب والناقد
محمد برادة، إن معظم الأعمال المشاركة في المهرجان لم تتوفر على
مقومات الفيلم السينمائي في الشكل، وعلى عمق المضمون بالنسبة
للموضوع، مشيدا في الوقت ذاته بتجارب الشباب التي طبعت الدورة 16،
في إشارة إلى تتويج أول تجربة سينمائية طويلة لطالا حديد بالجائزة
الكبرى، فضلا عن تتويج أفلام روائية أخرى هي الأولى لمخرجيها، حيث
عادت جائزتا أحسن دورين رجالي ونسائي للممثلين آمال الأطرش وعزيز
دادس عن دوريهما المتميزين في فيلم "دالاس" للمخرج محمد علي مجبود،
وذهبت جائزة ثاني دور رجالي للممثل عادل أبا تراب عن دوره في أول
تجربة سينمائية للمخرج ياسين فنان "كاريان بوليود"، الذي توج
بجائزة العمل السينمائي الأول، كما حصل فيلم "الشعيبية" ليوسف
بريطل على جائزة الصوت وكانت من نصيب كريم الروندة.
وانتزع شريط "جوق العميين" ثاني تجربة سينمائية لمحمد مفتكر جائزتي
الإخراج والموسيقى الأصلية لديدي لا كولد، وحصد فيلم "عايدة" ثالث
تجربة فيلمية لإدريس المريني ثلاث جوائز هي جائزة ثاني أحسن دور
نسائي للممثلة هدى الريحاني، وجائزة الصورة لكزافيي كاسترو، وجائزة
المونطاج لمريم الشادلي، واكتفى فيلم "نصف السماء" بجائزة
السيناريو، التي عادت للمخرج المخضرم عبد القادر لقطع والكاتب
المغربي عبد اللطيف اللعبي.
وبخصوص جوائز المسابقة الرسمية للفيلم القصير، استحوذ "حوت
الصحراء" لعلاء الجم، على الجائزة الكبرى وجائزة السيناريو، بينما
عادت جائزة لجنة التحكيم للمخرج أمين صابر عن فيلمه "رحلة في
الصندوق".
وقال رئيس لجنة تحكيم الفيلم القصير، رشيد العروسي، إن أغلب
الأفلام كانت تعاني مشاكل في الكتابة وإدارة الممثل، داعيا
المخرجين الشباب إلى بذل المزيد من الجهد، لأن الفيلم القصير يعد
خطوة مهمة في مسيرة أي مخرج يتطلع إلى مزاولة العمل السينمائي.
وعادت جائزة النقد للفيلم الطويل "إطار الليل" لمخرجته طالا حديد،
و"حوت الصحراء" لعلاء الجم في صنف الفيلم القصير.
وتميزت الدورة السادسة عشرة بإضافة جائزتي أراكني الإسبانية، التي
عادت للفيلم الوثائقي "الريف 58-59" لمخرجه طارق الادريسي وقيمتها
5000 دولار، وجائزة الأندية السينمائية، التي ترأس لجنة تحكيمها
المختار أيت عمر، وسلمها رئيس الجامعة عبد الخالق بلعربي لفيلم
"نصف السماء" لعبد القادر لقطع.
28.02.2015
انتقاء أفلام روائية طويلة ومغربة لجنتي التحكيم ورد الاعتبار
للنقد السينمائي
نقاد ومهتمون سينمائيون يثمنون الدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم
موفد 'المغربية' إلى طنجة: خالد لمنوري
أجمع نقاد ومهتمون بالسينما على أن الدورة 16 للمهرجان الوطني
للفيلم أعطت نفسا جديدا لهذه التظاهرة الفنية الوطنية المهمة، من
خلال العديد من التغييرات الإيجابية، التي من شأنها أن تساهم في
تطويرها ومنحها المزيد من الدينامية.
رأى هؤلاء المهتمون بالفن السابع أن الدورة الحالية حملت العديد من
التغييرات الإيجابية، من أبرزها انتقاء الأفلام الروائية الطويلة،
ومغربة لجنتي التحكيم، ورد الاعتبار للنقد السينمائي، وإشراك
المهنيين من خلال العديد من الموائد المستديرة والندوات.
في هذا السياق قال الناقد السينمائي ورئيس جمعية النقاد، خليل
الدامون، في حديث لـ"المغربية"، "إن ارتفاع عدد الأفلام المنتجة
بالمغرب سنة 2014 (22 عملا، منها 17 فيلما روائيا و5 أفلام
وثائقية)، فرض عملية الانتقاء لحصر الأفلام الطويلة المشاركة في
المسابقة الرسمية في 15 فيلما، تم اختيارها من طرف ممثلين للهيئات
المهنية، ويتعلق الأمر بالجمعية المغربية لنقاد السينما، التي كنت
ممثلا لها، إلى جانب إدريس الإدريسي، ممثل اتحاد المخرجين
والمؤلفين المغاربة، وجمال السويسي، ممثل الغرفة المغربية لمنتجي
الأفلام ومحمد عبد الرحمان التازي، رئيس الغرفة الوطنية لمنتجي
الأفلام".
وأشار الدامون إلى أن عملية الاختيار تمت في أجواء مهنية تحلت
بالحياد، وعن مصير الأفلام الخمسة التي لم تقبل في المسابقة
الرسمية لهذه السنة، قال الدامون إن المنظمين كانوا يسعون إلى
برمجتها في بانوراما العروض الموازية، إلا أن أصحابها لم يتقبلوا
الأمر ليتم إلغاء برنامج العروض الموازية وتعويضه بندوات وموائد
مستديرة لمهنيي القطاع.
من جهته، اعتبر الناقد حسن وهبي أن الدورة 16 من المهرجان تميزت عن
غيرها من الدورات السابقة، "أولا بكون لجنة التحكيم مغربية كليا
عكس لجان السنوات الماضية، التي كان يترأسها أو يشارك فيها أجانب"،
مضيفا أن هناك ملاحظة أخرى تخص لجنتي التحكيم وهي انفتاح المهرجان
على المسؤولين بالتلفزيون، حيث تضم اللجنتان ممثلين لقطاع السمعي
البصري، ويتعلق الأمر بالمدير المركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة
الوطنية للإذاعة والتلفزة العلمي الخلوقي، ومدير الإنتاج الدرامي
بالقناة الثانية نجيب الرفايف، ومديرة قطب التسويق بالشركة الوطنية
للإذاعة والتلفزة بيسان خيرات، إلى جانب شخصيات من عالم التشكيل
والسينما والغناء، والنقد، والأدب، حيث يترأس الأديب والروائي
والناقد الأدبي المغربي محمد برادة، لجنة تحكيم الفيلم الطويل.
26.02.2015
بريطل: الحسين طلال لعب دورا مهما في تسليط الضوء على أهم المحطات
من حياة الراحلة
'الشعيبية'
رحلة سينمائية في عوالم امرأة بسيطة وصلت إلى العالمية
خالد لمنوري
تواصلت عروض المسابقة الرسمية للدورة 16 من المهرجان الوطني للفيلم
بعرض أربعة أفلام جديدة، استقبلها الجمهور بحرارة لما تحملها من
رسائل إنسانية عميقة وتقنيات فنية تجعل منها أعمالا متميزة.
يتعلق الأمر بفيلمين قصيرين هما "وسيط" لمولاي الطيب بوحنانة،
و"الرحلة في صندوق" لأمين صابر، وفيلمين طويلين الأول روائي من صنف
السيرة الذاتية وهو الفيلم الأول في مسيرة مخرجه يوسف بريطل، الذي
بدا مسيرته السينمائية بإخراج العديد من الأفلام القصيرة، والثاني
فيلم وثائقي للمخرج طارق الإدريسي بعنوان"الريف 58 / 59".
تميزت الأفلام الأربعة المذكورة بالتنوع في المواضيع واختلاف
التقنيات المستعملة في التصوير.
'الشعيبة' سفر سينمائي إلى عوالم أيقونة الفن المغربي
بطريقة السهل الممتنع استطاع المخرج المغربي الشاب يوسف بريطل
السفر بالمشاهد إلى عوالم الفنانة التشكيلية المغربية الراحلة
الشعيبية، في فيلم أنصف المرأة المغربية، التي ظلت حبيسة كليشيهات
ومشاهد نمطية قدمتها السينما المغربية للمتلقي كـ"عاهرة، ومغلوب
على أمرها، ومستغلة".
من خلال سيرة الشعيبية استطاع بريطل أن يقدم صورة جميلة للمرأة
المغربية المكافحة والمناضلة، التي حرصت على تربية ابنها، وشق
طريقها والخروج من دائرة المعاناة التي فرضت عليها، منذ طفولته
التي لم تكن سهلة، إذ تم تزويجها لرجل طاعن في السن، وهي الطفلة
التي لم يتجاوز عمرها 13 سنة.
اثناء مناقشته الفيلم، قال يوسف بريطل إن الفيلم ما كان ليرى النور
من دون مساعدة ابن الشعيبية الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال،
الذي لعب دورا مهما في تسليط الضوء على أهم المحطات من حياة
الراحلة بكل تلقائية، وعلى منجزها الفني المتميز في الساحة
التشكيلية المغربية والعالمية.
وأشاد بريطل بتعاون الحسين طلال، لأن الأمر لم يكن سهلا على ابن
سيشاهد صورة تقريبية لوالدته، بعد مرور 10 سنوات على رحيلها.
من جانبه نوه الحسين طلال بالمستوى الجيد للفيلم، والأداء المتميز
لبطلته السعدية ازكون، مشيرا إلى أن عينيه دمعتا وهو يشاهد أداء
أزكون المقنع، وكأن والدته لم ترحل، وهي بالفعل كذلك لأن الفيلم
خلدها، كما خلدتها أعمالها المتناثرة في كل أنحاء العالم والنصوص
التي كتبت عنها وهي كثيرة لا تعد ولاتحصى.
يتناول الفيلم، الذي جسدت أدواره السعدية أزكون، ومراد الزوي،
وسارة حنين، ومحمد خيي، ومحمد نظيف، وعصام بوعلي، وسعيد باي،
وإدريس الروخ، بعض المحطات الأساسية من حياة الشعيبية ابتداء من
طفولتها بمنطقة اشتوكة التي رأت فيها النور، مرورا بمحطات إقامتها
بالدارالبيضاء، وزواجها من رجل مسن وهي طفلة، ونضالها من أجل تربية
ابنها الحسين بعد وفاة زوجها، ورسوماتها التمهيدية الأولى في عالم
الرسم، وكفاحها من أجل الوصول إلى مبتغاها، رغم سخرية الكثيرين
الذين لم يتوانوا في وصفها بالجاهلة والأمية، انتهاء بالاعتراف
الدولي من خلال عرض أعمالها مع فنانين عالميين كبار أمثال بيكاسو
وميرو، وبراغ، ومودغلياني، وآخرين.
كما يتطرق الفيلم إلى علاقة الشعيبية بعمالقة التشكيل المغربي في
تلك الفترة أمثال الشرقاوي، والجيلالي الغرباوي الذي مات في ظروف
قاسية، كما يصور الفيلم علاقة الشعيبية مع عباقرة الفن التشكيلي،
وهي التي لم تكن تدري أن أعمالها تثبت على جدار الأروقة العالمية
وبجوارها أعمال فنانين رحلوا في عز العطاء، حيث ظلت الشعيبية تعتقد
أن بيكاسو وصونيا دولوناي وآخرين أحياء يرزقون، إذ لم يستطع ابنها
طلال كشف حقيقة موت هؤلاء.
يستحضر الفيلم البدايات الأولى لاكتشاف الشعيبية في سنة1961، حيث
حل بيير كودبير ناقد فرنسي، ومدير متحف الفن الحديث بباريس،
بالمغرب، صحبة الفنان التشكيلي الراحل الشرقاوي، من أجل رؤية أعمال
ابنها طلال، وصادف ذلك اليوم وجود عاملين من أجل صباغة المنزل،
الذي تقطن به.
جاء الناقد الفرنسي للاطلاع على تجربة الابن الصباغية مدفوعا
بزميله الشرقاوي، وبينما كان الجميع يتحدث عن الفن والحركة الفنية
في المغرب وأوروبا وتحديدا الموجات التي ظهرت في فرنسا، تقدمت
الشعيبية نحو الرجل، وقالت له "مسيو أنا أرسم كذلك "، وحين أطلعته
على مجموعة من قطع الكارتون وبها رسومات عبارة عن مشاهد تمهيدية،
وخطوط تحيل على الزربية، تفاجأ كودبير، وقال أنت رسمت هذه الأشياء،
فأجابت الشعيبية نعم أنا "مسيو".
ومن أجل إعطاء قيمة للطخات التمهيدية للشعيبية، التي رسمتها،
استرسل كودبير في حديثه عن تجربة أحد الفنانين الفرنسيين وهو خريج
مدرسة الفنون الجميلة بباريس يدعى بيسيير، قضى 70 سنة من عمره، كي
يصل إلى ما رسمته الشعيبية.
استغرب الناقد الفرنسي صنيعها الفني ولم يدر بخلده أن يجد امرأة
مغربية على ذلك العهد تتعاطى الصباغة، فأطال النظر، في مجالسيه
كأنه يبحث عن شيء أو يفكر في شيء، وقال بلغة الواثق إن الشعيبية
ستصبح رسامة كبيرة وسيكون لها شأن كبير في ما بعد، وطلب من ابنها
ألا يتدخل في رسوماتها، ونصحه بتركها وشأنها، وستشق طريقها لوحدها.
وسرد الفيلم أيضا، رؤيا الشعيبية، إذ رأت في المنام رجالا يرتدون
لباسا أبيض اللون، منحوها أدوات الصباغة، ومن ثمة رهنت مستقبلها
بالصباغة. وقصدت أحد المحلات المتخصصة في بيع لوازم الصباغة مرتدية
جلبابا تقليديا، فخاطبها البائع بسخرية "هذا ليس محلا للتوابل"،
ولما رأى أنها تريد الصباغة قال "هل تعتقدين أنك ستصبحين مثل
بيكاسو؟"، وبالطبع كانت الشعيبية تجهل كل شيء عن الفنان العالمي
بيكاسو، الذي ستعرض يوما أعمالها رفقته في معرض نظم في باريس.
'وسيط' فيلم قصير حول كائن فضائي يبحث عن الحب
يتناول فيلم "وسيط" الذي ينتمي إلى صنف الخيال العلمي، قصة كائن
فضائي من كوكب آخر يبحث عن الحب لإنقاذ كوكبه من الفناء.
بطلب من قائد الكوكب البعيد عن الأرض والمأهول بأناس بدون إحساس،
ينزل وسيط إلى الأرض بحثا عن الحب الذي لا يوجد في أي كوكب آخر غير
الأرض، فيتعرض لمواقف كثيرة، لكنه يصل في النهاية إلى مبتغاه.
ونجح مخرج الفيلم في إيصال فكرته إلى المشاهد من خلال تركيزه على
ضرورة سيادة الحب والقناعة لإنقاذ الكوكب من الفناء، فبدون القيم
النبيلة لن يكون هناك استمرار للحياة.
وفي هذا السياق قال مخرج الفيلم إن فكرة الشريط مستمدة من الواقع،
حيث أحس في فترة من الفترات بالاغتراب، وعدم القدرة على الاندماج
في بيئة اخرى غير تلك التي ولد ونشأ فيها، وهذا ما دفعه إلى إنجاز
الشريط، مشيرا إلى أننا نستطيع بالحب وحده العيش في أي مكان
بالعالم في سلام.
'رحلة في الصندوق' سفر جثة نحو الانعتاق
اختار المخرج المغربي المقيم بفرنسا، أمين صابر موضوع الموت في أرض
الاغتراب محورا لشريطه الأول "رحلة في الصندوق".
تتمحور أحداث الشريط، الذي ينتمي إلى صنف السينما الروائية
الوثائقية، حول مغترب مغربي يعمل كل ما بوسعه لنقل جثة صديقه إلى
المغرب، حتى تتمكن والدته من دفنه.
أمام ضيق ذات اليد، وعجزه عن توفير تكاليف نقل الجثمان إلى المغرب،
يحاول بطل الفيلم تدبر الأمر، من خلال طرق كل الأبواب الممكنة، لأن
صديقه الموتفى لم يتوفر على تأمين خاص بحالة الوفاة.
ما بين المساطر الإدارية، والبحث عن حل لإخرج الجثة من ثلاجة
الأموات، يصور الفيلم معاناة البطل، التي تنتهي بفضل تضامن بعض
أفراد الجالية المغربية من الجيل الأول بكورسيكا، الذين يتكلفون
بجمع المصاريف اللازمة والإسراع بنقل الجثمان إلى المغرب، في مشهد
يوحي إلى راحة جثة الميت التي تصل إلى ذويها في رحلة جوية ترمز إلى
انعتاق روح الميت، الذي ظلت جثته حبيسة جسده المتجمد بثلاجة
الموتى.
عن اختياره لهذا الموضوع ومزواجته بين الروائي والوثائقي في
الفيلم، قال المخرج أمين صابر، إن الشريط مستوحى من قصة حقيقية،
مشيرا إلى أنه كان ينوي إنجاز فيلم وثائقي في البداية، لكنه لم
يستطع تصوير جثة ميت حقيقي، احتراما لحرمة الموت، وهذا ما دفعه إلى
الجمع بين المتخيل والواقعي.
وعن الصعوبات التي تعرض لها أثناء تصويره لهذا الموضوع الحساس، قال
صابر إنه عانى في مشاهد معينة، حيث وجد صعوبة في تصوير مشهد غسل
الميت، لأن إمام المسجد الكلف بالأمر رفض الظهور في فيلم روائي،
وبعد جهد كبير تفهم الإمام الأمر ووافق على التعاون من اجل إيصال
معاناة المهاجرين إلى المتلقي والكشف عن وجه آخر من وجوه الاغتراب.
'ريف 58-59' فيلم وثائقي يكسر حاجز الصمت
"ريف 58-59″، شريط وثائقي يؤرخ لحقبة من تاريخ المغرب عاشها الريف،
وترتبط بأحداث انطلقت شرارتها من "ايت بوخلف" بمنطقة أيت ورياغل.
ويهدف الشريط، الذي أخرجه طارق الإدريسي، إلى تقديم مقاربة من
زوايا متعددة لأحداث الريف غداة الاستقلال، عبر الاعتماد على
شهادات من بعض الذين عاشوا الأحداث من ضحايا، وباحثين وصحافيين
وحقوقيين من بينهم مصطفى العلوي، وإدريس اليزمي..
وأبرز طارق الإدريسي أن عنوان تكسير جدار الصمت، جاء لأن الفيلم
الوثائقي تعرض لأحد الطابوهات التي لا تتحدث عنها كثيرا بالمغرب،
وكان من الواجب تكسيره والحديث عن هذه الحقبة التاريخية، مشيرا إلى
أنه لا يجزم أن ما جاء في الشريط هو ماحدث في تلك الفترة، وقال إن
الأمر لا يتعلق بحقيقة مطلقة، وإنما جزء منها.
من جانبها قالت منتجة الفيلم صوفيا أغيلاس أن دافعها للمشاركة في
إنتاج هذا الفيلم، خلق نوعا من المصالحة، التي راهن عليها المغرب
في فترة الانتقال الديمقراطي.
يذكر ان الفيلم، الذي انتجته شركتا "فارفيرا" و"كوموس" للإنتاج حصل
على دعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمجلس الاستشاري لشؤون
الجالية ومفوضية الاتحاد الأوروبي وسفارة هولندا بالمغرب. |