في ندوة
تاريخ السينما الفلسطينية:
إسرائيل تدرك مدى خطورة السينما على صورتها أمام العالم
رانيا يوسف - القاهرة ـ «القدس العربي»:
أقيمت على هامش فعاليات أسبوع السينما الفلسطينية، الذي يقام حاليا
في القاهرة وتنظمه السفارة الفلسطينية، ندوة حول تاريخ السينما
الفلسطينية بحضور المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي والناقد الفني
طارق الشناوي والمنتج حسين القلا والمخرجة الفلسطينية عرب لطفي،
التي أشارت خلال الندوة إلى أن السينما الفلسطينية لها طابع خاص
يختلف عن السينما العربية، بسبب الوضع الذي نشأت فيه.
وأشارت إلى أنه عند الحديث عن نشأت السينما الفلسطينية يجب أن نقسم
هذا التاريخ إلى 3 محاور، أولا السينما كصناعة فلسطينية، أي انها
منتج من داخل المجتمع الفلسطيني تعبر عن المبدعين الفلسطينيين،
الذين حاولوا تشكيل علاقتهم بالصناعة الجديدة التي نشأت في القرن
العشرين، وأكدت لطفي: «ساهم عدد كبير من المخرجين العرب في توثيق
جزء كبير من تاريخ السينما الفلسطينية، كانوا مهمومين بالقضية
الفلسطينية، وشكلت فلسطين جزءا اساسيا من اهتمامهم، وانعكس هذا
الاهتمام على أعمالهم السينمائية، لذلك انقسمت الأفلام إلى التعبير
عن الذات وعن الصراع بين صاحب الأرض والمحتل، بالإضافة إلى أنها
أصبحت جزءا من المشروع الثقافي للمخرجين العرب، فهناك مخرجون
تضامنوا مع القضية الفلسطينية وساهموا في تأسيس هذا التاريخ
السينمائي».
واضافت: «مع بدايات ظهور السينما في مطلع القرن الماضي كانت هناك
محاولات من مخرجين في فلسطين لاكتشاف هذا الفن الجديد، حاولوا أن
يلتقوا بهذا الفن الحديث وحاولوا التجريب فيه، منهم إبراهيم حسن
سرحان الذي قدم عددا من الأفلام التسجيلية وتجربتين في السينما
الروائية، فيلم اسمه «أحلام تحققت» وفيلم «عاصفة في بيت»، بداية
الثلاثينات وما قبل الاحتلال، وأحمد الكيلاني الذي أسس شركة إنتاج
سينمائي أيضا، هناك صلاح الدين بدرخان له فيلم عام 1946 بعنوان
«حلم ليلي»، عرض هذا الفيلم في القدس ويافا وعدد من المدن
الفلسطينية، محمد الكيالي انتج عددا من الأفلام القصيرة قبل عام
1948، أما بعد النكبة، فتسببت في فترة انقطاع طويلة بين المخرجين
الفلسطينيين وبين السينما، وإن كانت هناك بعض التجارب القليلة
لكنها كانت تعبر عن معاناتهم الشخصية في بلاد المهجر، أول رصد فعلي
لنمو بداية جديدة لمشروع العمل السينمائي الفلسطيني ابتدأ مع حرب
1967 ومع انطلاق المقاومة الفلسطينية، حيث اتجه عدد من المخرجين
إلى توثيق الحرب والأحداث اليومية وانتج عدد كبير من الأفلام
التسجيلية التي توثق القضية الفلسطينية، ثم أنشئت مؤسسة السينما
التي ضمت عددا كبيرا من المخرجين مثل، مصطفى أبو علي وغالب شعث،
بالإضافة إلى عدد من المخرجين العرب الذين ساهموا في تأسيس السينما
الفلسطينية، مثل قيس الزبيدي وقاسم حول. في الستينات أدركنا أهمية
وجود سينما فلسطينية كونها وسيلة للدفاع عن قضيتنا في وجه
الاحتلال. أفلام طرحت تناقضات هذا المجتمع ومشاكله وهمومه، وأسست
لهوية خاصة للسينما الفلسطينية حيث أصبحت سينما التعبير عن الذات
والمكان، وأفرزت تلك الفترة عددا من الأفلام التسجيلية وبعض
الأفلام السينمائية، لبرهان علوية وقاسم حول وتوفيق صالح ومحمد
ملص، بعد اجتياح لبنان حدث نوع من الشتات الجديد، وشكلت الثورة
نوعا من التماسك وظهرت بوادر جيل من المخرجين الشباب الفلسطينيين
من أكثر من مكان، عبّر كل منهم بفردية بدون انتمائه لأي مؤسسة،
منهم المخرج ميشيل خليفي ورشيد مشهراوي وايلي سليمان، تميزت هذه
التجربة بأنها لأول مرة قدمت قضايا إنسانية تخص الشعب الفلسطيني،
ليس فقط القضية السياسية لكن اتسعت الرؤية أكثر لتناول جوانب
الحياة اليومية والاجتماعية للشعب المحتل، بعيدا عن منظور الدعاية
السياسية، وأكدوا على حضور الشعب الفلسطيني، كونه شعبا له كيان
وتناقضات وحياة خاصة تؤكد هويته الإنسانية.
هناك نوع آخر من الأفلام تضامن مع القضية الفلسطينية لمخرجين عرب
مما يؤكد انها قضية عادلة، وليست قضية خاصة، هناك أيضا الجيل
الثاني من فلسطينيي الشتات الذين تربوا في الخارج، وهم امتداد
لذاكرة أهاليهم حاولوا أن يعبروا عن انتمائهم وتمسكهم بهويتهم من
خلال صناعة السينما، خريطة السينما الفلسطينية معقدة بتعقيد القضية
وهذا اعطاها ثراء إبداعيا، إنها ليست نمطا واحدا ولكن هناك تعددا
في الطرح والرؤى.
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي أكد خلال الندوة على أن بعض الأفلام
التي تناولت القضية الفلسطينية كانت مسيسة، لأن بعضها كانت تنتجها
أحزاب سياسية، وكل فئة تأخذ دعما من حزب كانت تنفذ سياسته، هذه
الأعمال حافظت على بقاء صورة المقاومة. وأوضح أنه لا يعتبر أن هذه
النوعية من السينما يمكن بها مخاطبة العالم، وأشار إلى أن هناك
تجارب عديدة حاولت الخروج من هذا الإطار. وأضاف أنه حاول الخروج
بصورة الإنسان الفلسطيني من نمطية تصنيفه، إما بطل أو شهيد، وأعاده
إلى صورته كإنسان، واضاف مشهراوي: « نختلف عن الجيل الذي سبقنا،
نحن نملك التعايش مع الشارع الفلسطيني، لا نسطيع أن نخاطب العالم
بأفلام ذات شعارت دعائية أو أفلام تظهر دائما الجوانب الإيجابية،
لذا نشأ صدام بين الأسلوب الذي كان يقدم به الجيل السابق أفلامه
وبين الجيل التالي الذي انتمي إليه، لا يمكن أن نقدم سينما باسم
حزب انعزلنا عن هذا التيار وحاولنا أن نقدم المجتمع الفلسطيني
بإيجابياته وسلبياته، عندما قدمت فيلم «دار ودور» أثناء حرب غزة
وحرب الخليج كان هناك يأس وحزن وكنا محاصرين، سافرت إلى تونس لعرض
الفيلم، لكن مشهد الختام تسبب في استياء منظمة التحرير في تونس
بسبب بكاء البطل، حيث كان نموذج الشخصية الفلسطينية تظهر دائما في
الأفلام صلبة لا تبكي ولا تستسلم أبدا، لكن هذا النمط غير موجود في
الواقع، نحن مجتمع مثل أي مجتمع يحق لنا ما يحق لباقي المجتمعات في
العالم.
وأوضح أن هذا الفيلم كان إنتاج قناة بي بي سي، وعندما عرض على
شاشتها أثار غضب السفارة الإسرائيلية واحتجت على عرض الفيلم، وتم
بعدها اعتقالي بالإضافة إلى شخصيات الفيلم، وتم منع بطل فيلمي من
الخروج من منزله 3 سنوات، ثم قررت منظمة التحرير في تونس عرض
الفيلم يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، أدركت إسرائيل أن
السينما الفلسطينية تشكل خطرا على صورتها أمام العالم، اعتقد أن
الذي غير صورة السينما الفلسطينية هو نقل السينما الفلسطينية من
الخارج إلى الداخل،عندما أصبح المخرجون يمتلكون الكاميرا والقرار
استطاعوا أن يقدموا رؤيتهم بشكل أفضل، وأكد أن المخرج لابد أن يعمل
كونه سينمائيا يواكب كل التطورات في العالم وليس كونه فلسطينيا تحت
الاحتلال.
الناقد طارق الشناوي قال إنه في البداية لابد من تحديد هوية الفيلم
الفلسطيني، هناك التباس في الأفلام التي أخرجها مخرجون من عرب 48
ومعظمها أفلام تنتمي للقضية الفلسطينية لكنها بتمويل من اسرائيل،
لذلك يظل السؤال هل يمكن أن نعتبر فيلما داخل الأرشيف الإسرائيلي
فيلماً فلسطينياً، حتى إن كان مخرجه جذوره فلسطينية، منذ عام 1979
كان لمصر موقف من إسرائيل فهي أول دولة عربية سمحت بأن تكون هناك
سفارة إسرائيلية على أرضها، لكن المثقفين والفنانين في مصر اتخذوا
موقفاً حاسما ضد التطبيع الثقافي والفني مع إسرائيل، وظل هذا الأمر
قائما على المستوى العربي، أحيانا تعرض بعض الأفلام التي يتشارك
فيها مخرج فلسطيني مع إسرائيلي في مهرجانات عربية، ولكن هذه ليست
قاعدة، اذا فتح هذا الباب بلا ضوابط سوف نتناحر في ما بعد، لذلك
يجب على الكيانات السينمائية المؤسسية أن تعيد النظر في هذا القرار
مع المتغيرات التي حدثت في السنوات الماضية وظهور جيل جديد من
المخرجين الذين ينتمون إلى عرب 48 ومن حقهم أن ينجزوا أفلاما تحت
اسم السينما الفلسطينية، اما باستمرار تطبيق القرار أو بوضع آليات
محددة لتطبيقه، هناك خطورة من التطبيق العشوائي والفردي لهذا
القرار، ولكن يجب أن يكون هذا الامر مطروحا للنقاش على مستوى
المؤسسات.
وأوضح الشناوي أن علاقة مصر السياسية والفنية والمجتمعية بالقضية
الفلسطينية «ملتبسة» لأن هناك اعتقادا عند البعض أن الدولة المصرية
قدمت تضحيات كثيرة وخاضت حروبا عديدة من أجل فلسطين، لكن الحروب
التي خاضتها مصر كانت بالأساس لحماية الأمن القومي المصري، وحماية
الحدود الشرقية للدولة.
وأشار إلى أن علاقة القضية الفلسطينية بالسينما المصرية «ليست
وطيدة»، وأن آخر الأعمال المصرية التي اقتربت من القضية الفلسطينية
هو فيلم «أصحاب ولا بيزنس»، ولفت إلى أنه لو تم طرح فيلم عن ثورة
25 يناير/كانون الثاني في الوقت الحالي لن يجد الصدى المرجو منه.
وأضاف أنه إذا عدنا للأفلام الاولى التي قدمتها السينما المصرية عن
الصراع العربي الإسرائيلي سنجد أن حصار الفلوجة هو الحدث الأبرز
بينها، خاصة بعد هزيمة الجيش بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة، معظم
الأفلام المصرية لم تتناول القضية الفلسطينية من العمق، لكنها
أشارت إليها من بعيد، إلا القليل منها، مثلا نجد أفلاما مثل «فتاة
من فلسطين» الذي أخرجه محمود ذو الفقار وقامت ببطولته المطربة
اللبنانية سعاد محمد، وفيلم «أرض السلام»، لكن ظلت قضية الاستيطان
الإسرائيلي جزءا حيويا في ثورة يوليو، لكن الأفلام التي تعرضت لهذا
الصراع كانت تهدف أكثر لدعم دور المخابرات المصرية، لكن بعد حرب
1956 أصبح الأمن القومي المصري ليس فقط سيناء ولكنه امتد إلى
فلسطين، الشارع المصري يحتاج إلى وعي وثقافة ليدرك تفاصيل الصراع
العربي الإسرائيلي.
وأوضح الناقد طارق الشناوي أن التجارب التي قدمتها السينما المصرية
كانت تجارب كوميدية كارتونية استهلكت مع الوقت، التركيبة الذهنية
عن الإسرائيلي لا تعبر عن الحقيقة ولكن نتوارثها من جيل إلى جيل،
وأكد أن فيلم «المخدوعون» الذي قدمه المخرج الراحل توفيق صالح من
أفضل الأفلام التي تناولت قضية احتلال فلسطين، لأنه أخذ حالة صغيرة
في زمن محدود طرح فيها كل شيء بعمق وزخم، بعد ذلك قدمت السينما
التجارية تجارب ضعيفة جداً لا تعبر عن واقع الصراع.
المنتج حسين القلا قال إن تاريخ السينما الفلسطينية قائم على تراكم
الأعمال التسجيلية والروائية التي قدمت داخل وخارج فلسطين، تلك
التي قدمها مخرجون عرب أو ينتمون لفلسطين، وأوضح القلا أنه يجب أن
نحسم هوية تجارب مخرجين عرب 48 الذين تحمل افلامهم عادة الجنسية
الإسرائيلية، وذكر القلا واقعة رفض عدد من الكتاب تحويل إحدى
روايات الكاتب الفلسطيني الراحل سميح القاسم إلى سيناريو فيلم
سينمائي خوفا من كونه يحمل الجنسية الاسرائيلية تحت الاحتلال، وقال
القلا إنه لابد من حسم هذا الموقف المعلق حتى لا يمنع هؤلاء
المخرجون من عرض أعمالهم في الدول العربية.
إيمي طلعت زكريا: والدي أوقفني عن العمل حتى أنتهي من الدراسة
تحضر لحلقات «عائلة حاحا» وفيلم «مش وش نعمة»
محمد عاطف - القاهرة – «القدس العربي» :
أكدت الفنانة الشابة إيمي طلعت زكريا أن الفن في ذهنها منذ صغرها،
وهي تتجول مع والدها الفنان طلعت زكريا، وفي السابعة عملت إعلان،
وبدأ الطلب في ترشيحها، لكن والدها أوقف الموضوع للتركيز في
الدراسة.
وقالت: في سن 15 شارك والدي في تصوير سهرة درامية ساعتين، من تأليف
والدي وطلبت أن أخوض التجربة وفعلا كتب لي دورا أمام رامز جلال
وحسن حسني وقدمت 4 مشاهد في السهرة.
وأضافت: استفدت من والدي قاعدة أن التمثيل لا يمثل وأن أجسد الدور
بشخصيتي.
وأشارت إلى أن الدور كوميدي ونجحت فيه، وحصلت من والدي على مكافأة
مائتي جنية، وطلب مني التوقف عن التمثيل حتى الانتهاء من الدراسة.
وقالت: في «ست كوم حامد قلبه جامد» رشحتني الشركة المنتجة مع والدي
ثم جاءت فرصة كبيرة في مسرحية للنجم سمير غانم في عرض «ترا لم لم»
وكان دور إيمي سمير غانم الذي اعتذرت وأكملته أنا.
ولدى سؤالها هل قلدت إيمي سمير غانم قالت: حاولوا أن أنفذ ما كانت
تؤديه أيمي لكنني طلبت أو أؤديه بأسلوبي وتركوني أفعل.
واستطرت: استفدت من النجم الكبير سمير غانم خبرات طويلة، وأتاح لي
الفرصة في الأداء بحرية تامة دون التقييد وأن أجسد كما أرغب في
الشخصية.
وأشارت الى أنه جاء دور بعد المسرحية في مسلسل «الزوجة الرابعة» في
شخصية هناء الفتاة «الحشرية».
وفي سؤالها عن عدم مشاركتها مع والدها في فيلم «الفيل في المنديل»
قالت: جاء تصويره أثناء مشاركتي في مسرحية «ترا لم لم» وكانت في
الإسكندرية.
وأوضحت أن أي دور تعرضه على والدها ويعرف جهة الإنتاج وأبعاد الدور
حتى يوافق على مشاركتي فيه.
وعن وضع خطوط حمراء في أدوارها قالت: بالفعل لن أقدم شخصية تضايقني
أو تضايق والدي وأخي وأولادي في المستقبل ولذا أفضل الأدوار
الكوميدية.
وتؤكد إيمي طلعت زكريا أنها تسير في الفن بخطوات غير متعجلة ولا
تشارك مع والدها في أي عمل حتى لا يقال عملها بسببه.
وتجهز للمشاركة مع والدها في حلقات الميني كوم «عائلة حاحا» بطولة
وتأليف والدي والفنانة انتصار ونادية العراقية ويشارك أيضا عمر أخي
بأحد الأدوار.
وفي السينما تجهز فيلم «مش وش نعمة» بطولة أحمد عزمي وعبد الله
مشرف وعمر خورشيد وتجربة أولى للمخرج الشاب أدم.
أيمي غيرت إسمها من أميمة بعد أن أطلقوه عليها في الوسط الفني
وتفضل الآن أيمي. |