ناهد السباعي: تصنيف الأفلام العمري ضرورة
كتب الخبر: هند
موسى
الممثلة ناهد السباعي مشغولة بتحضير وتصوير أفلام سينمائية عدة، من
بينها {سكر مُر، ويوم للستات، وزواج مستحيل، اللعبة الأمريكاني}.
ناهد قالت إنها تحرص على أن تكون أدوارها مختلفة وغير متكررة أو
تقليدية، موضحةً أن نجاحها في مسلسل {السبع وصايا} زاد من صعوبة
اختيارها أدوارها.
حول تركيزها في السينما، ومشاركتها في الأفلام الأربعة كان لنا
معها هذا اللقاء.
·
هل خططت لهذا الحضور السينمائي المكثف؟
على العكس. كنت أتوقع أن أشارك في أعمال تلفزيونية، لكنني لم أتلق
عرضاً يجذبني ويدفعني إلى تقديمه بعد نجاح شخصية {مرمر} التي
قدمتها في مسلسل {السبع وصايا}، لذا أعتبر أن العام الماضي كان
جيداً بالنسبة إلي تلفزيونياً، وفكرت في أن تكون خطواتي فيه عزيزة
ومتأنية، حتى لا أفقد النجاح الذي حققته.
·
ماذا عن ترشيحك لمسلسل {البيوت أسرار}؟
لم يحدث أن عرض عليّ صانعو العمل المشاركة فيه، كذلك لم أتلق ورق
المسلسل لأبدي رأي بالموافقة أو الرفض. حتى إنني في فترة تحضيرهم
المسلسل كنت خارج مصر أتابع دروساً في التمثيل. عموماً، أتمنى
لفريق العمل التوفيق وأن يحقق نجاحاً كبيراً.
·
ما الذي جذبك للمشاركة في الأربعة أفلام؟
اختلاف أدواري فيها، كذلك فريق العمل المتميز، وموضوعاتها الجيدة
التي دفعتني إلى التركيز في السينما لا التلفزيون، على الأقل خلال
الفترة الراهنة, عموما،ً ما إن أشعر بوجود ما يشبه إضاءة أثناء
قراءة العمل حتى أوافق على الفور، والعكس صحيح.
·
حدثينا عن مشاركتك في فيلم {سكر مُر}؟
تشاركني بطولته مجموعة من النجوم من بينهم أحمد الفيشاوي، وآيتن
عامر، وشيرين عادل، وهيثم أحمد زكي، وأمينة خليل، ونبيل
عيسى، وكريم فهمي، وعمر السعيد، وسارة شاهين، وهو من تأليف محمد
عبد المعطي، وإخراج هاني خليفة الذي أتعاون معه للمرة الثانية بعد
مسلسل «الجامعة»، وقد سعدت كثيراً بالعمل معه، فهو يملك رؤية
إخراجية متميزة، وتشهد له بذلك تجاربه السابقة.
·
ماذا عن دورك فيه؟
أجسد شخصية امرأة مسيحية متزوجة، تمر ببعض المشكلات مع زوجها (عمر
السعيد)، وقد انتهيت من تصويره. كان من المقرر أن يُعرض الفيلم في
بداية العام الجاري، لكن الشركة المنتجة فضلت تأجيله إلى شهر أبريل
المقبل.
·
ما سر تفضيلك البطولات الجماعية؟
أحب هذه النوعية من الأعمال التي تدفع الممثلين إلى تقديم أفضل
أداء لديهم بما يشبه المباراة التمثيلية، كذلك تضمن متابعة عدد
أكبر من المشاهدين من جمهور كل فنان. ولكن الحقيقة أن لا مقارنة
بينها وبين البطولة المطلقة، فكل نوع منهما يتوقف على حسب موضوع
الفيلم نفسه، وهو ما يحدد أبطاله.
·
ماذا عن دورك في «يوم للستات»؟
أجسد شخصية فتاة معاقة ذهنياً، وتعاني تأخراً عقلياً بسبب حادث
معين تتعرض له، وهو ما يجعل تصرفاتها مختلفة عمّا يجب أن تفعله في
مرحلتها العمرية، فرغم أنها شابة فإنها تلعب مع الأطفال كأنها طفلة
بسبب توقف نمو عقلها عند هذه المرحلة.
·
هل واجهتك صعوبات خلال تجسيدك الدور؟
صعوبات كثيرة، ولكنني حاولت التغلب عليها من خلال الجلوس مع فتيات
يعانين مما تعانيه هذه الفتاة لأتمكن من تجسيدها، كذلك ساعدتني
مخرجة الفيلم كاملة أبو ذكري كثيراً في الوصول إلى أداء مناسب
ومقنع للشخصية. أشير إلى أننا لم ننته من تصوير الفيلم لأسباب
متعددة، ونعود قريباً لاستكماله.
·
ماذا عن مشاركتك في فيلم «زواج مستحيل»؟
أجسد فيه شخصية «نهلة»، فتاة مصرية يقع شقيقها «أحمد» (سامي الشيخ)
في غرام أميركية خلال فترة تواجده في أميركا، ويقرر الزواج منها،
فيُحضرها هي وعائلتها إلى مصر لتتعرف إلى عائلته. من هنا تنشأ
الكوميديا من اختلافات العادات والتقاليد والثقافات. أقوم بدور
المترجمة بين العائلتين، نظراً إلى تمكن «نهلة» من اللغة
الإنكليزية. تشارك في البطولة مجموعة من الفنانين من مصر: هالة
فاخر، ومحمد سلام، وعواطف حلمي. ومن أميركا: ألكسندرا جروسي وبريت
كولين وبيث برودريك.
·
كيف وجدت المشاركة في عمل يضم ممثلين أميركيين ومصريين؟
سعدت بها كثيراً، وهي المرة الأولى التي أشارك فيها في مثل هذه
الأعمال، وهي فرصة للتعرف إلى مدارس أخرى في التمثيل، فالأميركيون
مثلاً يلتزمون بجمل الفيلم الحوارية المكتوبة، فيما نحن لدينا
نسبة عالية من الارتجال، بالإضافة إلى أنهم منظمون بدرجة شديدة،
ويحرصون على عدم التدخين في موقع التصوير، بينما تجاهل هذه الأمور
عادي بالنسبة إلينا...
·
كيف كانت الكواليس؟
رغم تنوع المراحل العمرية والانتماءات والجنسيات فإن روح العائلة
الموجودة في الفيلم سيطرت على فريق العمل في الكواليس أيضاً،
وأعتقد أن ذلك كان له الفضل في خروج المشاهد كما لو لم تكن تمثيلاً
بل حقيقة، وقد انتهينا من تصوير أكثر من نصف مشاهد العمل، على أن
يتم عرضه خلال شهر أكتوبر أو نوفمبر.
·
هل لحصولك على دروس في التمثيل علاقة بمشاركتك في الفيلم؟
لا علاقة بين الأمرين على الإطلاق، فقد سافرت إلى الولايات المتحدة
الأميركية رغبة مني في التطوير من أدائي، لأنني أرى أن مجال
التمثيل يشبه كثيراً مجال الطب، وكل يوم تطرأ عليه أمور جديدة
يتوجب عليّ أن أتعلمها. كذلك كنت في هذه الفترة حزينة للغاية بعدما
فقدت والدي المخرج مدحت السباعي، ثم شقيقي فريد المرشدي، وفكرت في
التغلب على أحزاني والبعد عن هذه الأجواء بالسفر وحضور دورات
تدريبية في التمثيل.
·
ماذا عن «اللعبة الأميركاني»؟
كتب الفيلم والدي مدحت السباعي، وكان يفترض أن يتولى إخراجه أيضاً
لكن وفاته حالت دون ذلك، وتنتجه والدتي ناهد فريد شوقي. أشارك في
بطولته مع أحمد الفيشاوي، وما زالت تحضيراته جارية. لم نستقر على
مخرج له، ولكن قريباً نعلن تفاصيله.
·
ما رأيك في الوضع السينمائي الحالي؟
أعتقد أن الانتعاشة التي حدثت فيه خلال المواسم القليلة الماضية
عبر أفلام «الجزيرة 2»، و{الفيل الأزرق» ألقت بظلالها على الموسم
الراهن، وهو ما يفيد العاملين في السينما، خصوصاً بعد فترة الكساد
التي عاشتها السينما في الفترة السابقة بسبب ظروف البلد. وأتمنى أن
يستمر الوضع على هذا النحو، والأمر متعلق بوجود مشروعات سينمائية
قوية وجيدة تدفع الجمهور إلى النزول لمتابعته لأنه لا يتوجه إلى
السينما لمتابعة عمل خال من القصة.
·
كيف وجدت فكرة رئيس الرقابة عبد الستار فتحي بشأن العمل بمبدأ
التصنيف العمري للأفلام؟
فكرة جيدة ينبغي تطبيقها في أسرع وقت. كان يُفترض أن يتحقق هذا
التطور في السينما منذ سنوات، وسيكون أمام المشاهد تقرير إما
متابعة العمل أو لا، خصوصاً أن هذا القرار أو المبدأ تعمل به
السينما في دور عدة، وذلك بدلاً من حذف مشاهد قد تؤثر في دراما
العمل.
·
ما جديدك؟
كنت قد انتهيت منذ فترة من تصوير مشاهدي في الفيلم القصير «حار جاف
صيفا» مع المخرج شريف البنداري.
فجر يوم جديد: {خارج الخدمة}
كتب الخبر: مجدي
الطيب
فاجأني المخرج محمود كامل في فيلمه الجديد «خارج الخدمة»، فعلى عكس
أفلامه الثلاثة السابقة، التي عُرضت في عام 2009، وهي: «ميكانو»،
«أدرينالين» و»عزبة آدم» وفيلم «حفلة منتصف الليل»، الذي عُرض في
عام 2012، بدا وكأنه يغير جلده أو ينقلب على أسلوبه، عندما انطلق
من نص للكاتب عمر سامي لا يعتمد طريقة السرد التقليدية (وسط ومقدمة
ونهاية). كذلك تمرد على التركيبة المألوفة على صعيد الاستعانة
بطاقم الممثلين، وقصر اختياره على النجمين أحمد الفيشاوي وشيرين
رضا وعدد قليل من ممثلي الأدوار الثانوية، مثل: محمد طارق وأحمد
ثابت، ليقدم رؤية شديدة الخصوصية تجاه الواقع الراهن في مصر.
بدأ «كامل» فيلمه برصد بطله «سعيد» (أحمد الفيشاوي) بهيئته
المزرية، وملامحه الأقرب إلى «أحدب نوتردام»، حيث الظهر المنحني،
بفعل قسوة الزمن، وملابسه الرثة، بسبب الفقر والبطالة، واللعثمة
واللسان الثقيل، نتيجة الإدمان، ومن ثم كان طبيعياً أن يتحايل على
حياته القاسية والديون المتراكمة عليه بالسرقةوبيع المسروقات بثمن
بخس للغاية. لكنه يعجز عن بيع «الفلاشا» التي يعثر عليها في الشقة
التي اقتحمها، وعندما يُخضعها للفحص يكتشف أنها تصور جريمة قتل
يتعرف أحد أصدقائه إلى مرتكبتها، ويراها فرصة لابتزاز القاتلة
(شيرين رضا) غير أنه يجد نفسه في مواجهة امرأة غريبة الأطوار،
سرعان ما يتورط معها في علاقة غامضة وغريبة!
«حبكة»
مثيرة تبلغ ذروتها مع تعرض المرأة، التي تُدعى «هدى»، للاغتصاب،
بواسطة الشاب «الصعلوك»، ورغم هذا تستمرئ علاقتها به، وتتطلع إلى
زياراته المتكررة، بعد أن يجمعهما إدمان المخدرات بصنوفه كافة، حيث
تعيش وحيدة عقب وفاة زوجها في حادث سيارة، منذ ما يقرب من ثمانية
عشر عاماً، ومن ثم ترى فيه الرفيق الذي يؤنس وحدتها، ولا تتردد في
دعمه بالمال الذي يمنع عنه أذى رفاقه «البلطجية»!
لا يكتفي فيلم «خارج الخدمة» بهذه العلاقة المتوترة، وليته فعل،
وإنما يزج بنفسه في دهاليز السياسة، من دون مبرر، عندما يربط بين
علاقة المرأة و»الصعلوك» والأحداث السياسية التي مرت بها مصر، منذ
قيام ثورة 25 يناير 2011، ويجعل من برامج «التوك شو» التي تم بثها
في تلك الفترة، فضلاً عن مقدمي البرامج والنشطاء السياسيين، الذين
أفرزتهم تلك الحقبة، بمثابة تعليق على الأحداث والتطورات،
والمتغيرات التي عصفت بنظام الحكم في مصر. ورغم أن ذلك جاء في
الخلفية إلا أنه أفسد، في رأيي، الحبكة المثيرة والجديدة للفيلم،
وتسبب في شيء من التشويش على العلاقة المرضية بين البطلين، التي
كان يمكن للكاتب عمر سامي أن يُخلص لها وحدها، ووقتها كنا سنصبح
حيال تجربة حافلة بالإثارة والغموض والتشويق، والأسئلة التي لا
تنتهي حول المرأة التي وجدت في»الصعلوك» الماء بعد الظمأ، وصارت
تتهيأ، وتتزين، لزيارته وكأنها عروس في ليلة الزفاف. ورغم تواصل
حال الشد والجذب بينهما فإن أواصر العلاقة لم تنفصم بينهما، وإن
شابها بعض التوجس من «الصعلوك» الذي لم يتوقف عن التشكك في
نواياها، والارتياب في شخصيتها، كونه لم ينس جريمة القتل التي
ارتكبتها، وكانت الدافع وراء تردده على شقتها لابتزازها، قبل أن
يكتشف أنها ضحية لا تختلف عنه، وأنها اختارت المخدرات وسيلة لتغييب
عقلها لعلها تنسى مأساتها التي دفنتها في صندوق أسرارها، وأنها،
للمفاجأة، لم تكن القاتلة التي ظنها، وإنما ممثلة أدت دوراً في عمل
فني ليس أكثر!
نجح المخرج محمود كامل في ادخار المفاجآت التي ضمها سيناريو عمر
سامي، والإعلان عنها في التوقيت المناسب، ليحتفظ للتجربة بغموضها
وتوترها، ونهايتها الرتيبة التي وضعت البطلين في مواجهة بعضهما،
وكأنهما ارتضيا بالواقع الراهن، وسلما بما كتبه لهما القدر. وبينما
أدت موسيقى تامر كروان، ومونتاج هبة عثمان، الدور الأكبر في تجسيد
حالة التشويق، لم يكن ثمة دور لمدير التصوير البريطاني الفنزويلي
أرتورو سميث، ولم يضف الإبهار الذي يبرر الاستعانة به؛ إذ كان يمكن
لأي مدير تصوير مصري أن يؤدي المهمة نفسها ببراعة واقتدار، وهو
الأمر الذي ينطبق على أحمد الفيشاوي، الذي يُخيل للمرء أنه اكتفى
باستلهام خبرته الحياتية، وتجربته الواقعية، بأكثر مما اجتهد في
تجسيد شخصية الصعلوك «سعيد»، ولولا الشكل الواقعي، الذي أضفى على
الشخصية مصداقية كبيرة، والأداء المُبهر لشيرين رضا، وحفاظها على
التوازن بين الشكل والجوهر وهي تجسد شخصية «هدى»، التي اكتفت
بالفرجة على الواقع من حولها، لأصبح الفيلم في مأزق كبير. لكن
الأمر المؤكد أن المخرج محمود كامل أضاف الكثير إلى رصيده، عبر
تجربته الجديدة في فيلم «خارج الخدمة»، بعدما نجح في أن يُقدم، مع
المؤلف عمر سامي، قراءة خاصة للواقع دعمها برؤية سينمائية احترمت
المتلقي، وإن كنت أتمنى أن تلقى نصيبها من الاهتمام الجماهيري
والحفاوة النقدية على حد سواء.
عشرات المهرجانات السينمائية... ظاهرة إيجابية أم مصدر رزق؟
كتب الخبر: فايزة
هنداوي
كانت المهرجانات السينمائية في مصر حتى سنوات قريبة، تقتصر على
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية السينمائي
لدول البحر المتوسط ومهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية
والقصيرة، ولكن فجأة وفي غضون سنوات قليلة زاد عدد المهرجانات بشكل
كبير، فهل تضيف هذه المهرجانات إلى الحركة السينمائية المصرية، أم
إنها مجرد وسيلة يسترزق بها البعض دون الاهتمام الحقيقي بالسينما؟
كثرت المهرجانات السينمائية في مصر، التي تشهد بالإضافة إلى
المهرجانات الثلاثة الرئيسة فيها مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية،
ومهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، وعشرات المهرجانات الصغيرة في
القاهرة وغيرها من الأقاليم، مثل مهرجان فاتن حمامة، ومهرجان
الإسكندرية للأفلام القصيرة، ومهرجان كام وغيرها.
في هذا السياق، يقول رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية
السيناريست سيد فؤاد: «المهرجان مهم جداً لأسباب سينمائية وسياسية
عدة، من بينها أن مصر منقطعة سينمائياً عن أفريقيا وهذا أمر غريب،
فهي القارة التي ننتمي إليها، وقبل هذا المهرجان لم يشاهد الجمهور
المصري أي أفلام أفريقية، كذلك الجمهور الإفريقي لا يشاهد الأفلام
المصرية. لذا كان هذا المهرجان ضرورياً للتواصل السينمائي بين مصر
وقاراتها، والتواصل السياسي أيضاً.
ويؤكد فؤاد أن «السينما جزء من القوى الناعمة التي تعمل على نشر
الثقافة المصرية في المنطقة، خصوصاً مع أهمية دول الجنوب الإفريقي
بالنسبة إلينا. وجاء اختيار الأقصر لأنها إحدى أهم المدن المصرية،
ومع ذلك فأهلها محرومون من المهرجانات ومن العروض السينمائية.
عموماً، وجود هذا المهرجان بشكل سنوي يقدم رسالة مهمة لعودة
السياحة وتأكيد على انتشار الأمن والآمان».
أحد مؤسسي مهرجان الإسكندرية للسينما المستقلة المخرج موني محمود،
أكد أن السبب الأساسي وراء إقامة مهرجان خاص بالفيلم المستقل يرجع
إلى عدم الاهتمام به، وإذا كانت ثمة مسابقات خاصة به في عدد من
المهرجانات فبعضها محترم والبعض الآخر «مصدر رزق» فحسب. بالتالي،
كان لا بد، بحسب محمود، من مهرجان مستقل بهذه النوعية من الأفلام،
«لا سيما أننا لا نحظى بتمويل سواء من وزارة الثقافة أو من الخارج،
ونحن مؤمنون بأهمية توعية الجمهور، ونشر ثقافة الفيلم القصير».
ويشير إلى أن السبب وراء اختيار محافظة الإسكندرية كانت الرغبة في
الخروج من الدائرة المركزية لمحافظة القاهرة، وانتشار المهرجانات
في المحافظات كافة لتوسيع الثقافة السينمائية.
أما مؤسسة مهرجان فاتن حمامة السينمائي ماجي أنور فتنفي الربط بين
كثرة عدد المهرجانات ووبين أنها «مصدر رزق»، مؤكدة أنها تنفق من
أموالها الخاصة على المهرجان بعدما تخلت عنها أجهزة الدولة، فقد
بدأ المهرجان منذ عامين وكان اسمه مهرجان المنصورة للأفلام
القصيرة، إلا أن الدولة تخلت عنه فقررت نقله إلى القاهرة، وجاء
اختيار اسم فاتن حمامة لأنها إحدى أهم الممثلات في السينما العربية.
كانت ماجي قد التقتها قبل وفاتها، وحصلت منها على موافقة بتسمية
المهرجان باسمها كما سجلت معها كلمة إشادة بها وبالمهرجان ضمنتها
ماجي في فيلم تسجيلي عنها.
بدوره يقول المخرج عمر عبد العزيز إنه سعيد بانتشار المهرجانات
السينمائية في مصر، خصوصاً في الأقاليم، حيث يؤدي ذلك إلى اتساع
رقعة الثقافة السينمائية، وتشجيع الجمهور على مشاهدة السينما،
وبالتالي إنعاش الصناعة، مشيراً إلى أن في المغرب مئات المهرجانات،
وقد يتزامن أكثر من مهرجان في وقت واحد. المهم برأيه هو التنظيم
الجيد لهذه المهرجانات للاستفادة منها.
ويتفق مسعد فودة نقيب المهن السينمائية مع المخرج عمر عبد العزيز
في أن انتشار المهرجانات السينمائية أمر إيجابي جداً، لا سيما
المهرجانات الخاصة بالشباب، لأنها تساعد على انتشار أفلامهم التي
لا يتمكنون من تسويقها في دور العرض السينمائية، لذلك فإن النقابة
تدعم هذه المهرجانات وتسهم بجوائز فيها وكان آخرها مهرجان جمعية
الفيلم الذي قدمت فيه النقابة شهادات تقدير للمخرجين الشباب الذين
حصلت أعمالهم المستقلة على كثير من الجوائز العالمية خلال العام
الماضي.
يختلف الناقد فوزي سليمان مع هذه الآراء، إذ يرى أن معظم هذه
المهرجانات لا يهدف إلى خدمة السينما بل أصبحت مصدراً يسترزق منه
أصحابها عبر دعم يحصلون عليه من الدولة، لذلك نجد أن مستوى الأفلام
المعروضة في كثير منها ضعيف، ولا يشعر بها الجمهور ولا تؤثر بأي
شكل على صناعة السينما في مصر. لذا فلا بد، برأيه، من التدقيق قبل
الموافقة على إقامة أي مهرجان كي يكون مفيداً ويؤثر بشكل إيجابي. |