المخرج أحمد عبد الباسط: أرفض التدخُّل في عملي
كتب الخبر: هيثم
عسران
طرح المخرج أحمد عبد الباسط أحدث أعماله السينمائية «خطة بديلة»
خلال الشهر الماضي. في حواره مع «الجريدة» يتحدث عن الفيلم ومشاكل
حدثت خلال التصوير بينه وبين بطل الفيلم خالد النبوي.
·
ما سبب مشكلتك مع الفنان خالد النبوي؟
كانت المشكلة الرئيسة رغبته في التدخل في عملي، وهو ما أرفضه، فهو
ممثل له جمهوره ولكن في الوقت نفسه ثمة حدود للممثل في العمل، فلا
يصح أن يشترط ليتابع تصوير مشاهده حذف مشاهد ممثلين آخرين لصالحه.
كان هذا الأمر السبب الحقيقي للخلاف بيننا.
قبل تصوير الفيلم، نصحني كثيرون بالحذر من التعامل معه ولكني تمسكت
به لكونه الأصلح للدور، وعرضت عليه العمل، ومع مرور الوقت رحت
أتجنب التعامل معه في التفاصيل الفنية، رغم أن مشاركتي في إنتاج
الفيلم مع شقيقي كانت تتطلب اهتمامي بأمور الممثلين.
·
لكن عادة لا يشاهد الفنانون الفيلم إلا بعد الانتهاء منه؟
شاهد خالد النبوي الفيلم بصورته قبل النهائية، وكان يتبقى تسجيل
صوته في بعض المشاهد. لكنه قرر الامتناع عن ذلك لرفضي الاستجابة
لشروطه بعد مشاهدة النسخة الأولية من الفيلم.
·
ما هي هذه المشاهد؟
طلب حذف مشهد للفنان تيم الحسن الذي تقاسم بطولة الفيلم معه بحجة
أنه لم ينطق اللهجة المصرية بشكل جيد، وهو أمر رفضته بشكل كامل،
ليس فحسب لأن تيم قدَّم المشهد بشكل جيد، بل لأنه لا يجوز لزميل أن
يقيّم زميله في العمل ولأن هذا الأمر من اختصاص المخرج وحده. كذلك
لا يعقل أن تيم الحسن الذي قدم أعمالاً مصرية ناجحة عدة لم يوفق في
نطق اللهجة المصرية. كذلك طلب حذف مشهد آخر للفنان عزت أبو عوف،
قال خالد بأن الأخير ظهر فيه وعلامات التقدم بالعمر واضحة عليه،
رغم أن الفيلم صور كاملاً في بضعة أشهر بشكل متواصل.
·
كيف تعاملت معه؟
أبلغته رفضي فكرة تدخله في عملي، فرفض تسجيل الأداء الصوتي على بعض
المشاهد، وعندما توجهت إلى نقابة السينمائيين طلب أن يحصل على بقية
أجره مقابل التسجيل الصوتي رغم أن الجزء المتبقي كان قد وعد
بالتنازل عنه بعد إنفاقه في تنفيذ بعض الطلبات الخاصة به. لكن في
النهاية سددت المبلغ، لأننا لم نصغ هذا الاتفاق بشكل قانوني سليم.
·
هل قام بالتسجيل بعد حصوله على المستحقات المالية؟
لم ينفذ وعده معي وكان الوقت يداهمني، خصوصاً مع رغبتي في طرح
الفيلم خلال احتفالات عيد الميلاد، استبدلت بالدوبلاج الصوتي الذي
كان يفترض أن يقوم به موسيقى تعبِّر عن حالة المشهد الفنية، وخرجت
الصورة بشكل جيد.
·
هل تعتزم مقاضاته؟
بالتأكيد. أقمت دعوى تبدأ جلساتها يوم 22 مارس الجاري، وسأحصل على
حقي منه بالقانون، خصوصاً أنه تسبب لي بخسائر عدة بسبب تأخيره وعدم
التزامه.
·
ماذا عن تدخلات تيم الحسن؟
تعامل تيم الحسن بشكل احترافي كبير من اللحظة الأولى، ولم يتدخل في
العمل، بل على العكس نفَّذ جميع المشاهد بالطريقة التي اتفقنا
عليها مسبقاً، فهو ممثل مجتهد بذل مجهوداً كبيراً لخروج العمل بشكل
جيد.
تأجيل وتأخير
·
لكن الفيلم تأخر عرضه عن الموعد المحدد؟
كان التأخير بسبب انتظاري خالد النبوي فترة طويلة على أمل أن يفي
وعده بأداء التسجيل الصوتي، وفور انتهائي من الفيلم طرحته في
الصالات رغم إدراكي أن التوقيت ليس الأنسب إنتاجياً، فعرض الفيلم
في الميلاد كان سيؤدي إلى زيادة إيراداته بالتأكيد، خصوصاً أن
منافسته ستكون ضمن مجموعة أفلام لم يشارك فيها نجوم الشباك، على
عكس الفترة الراهنة.
·
لماذا لم تؤجل الفيلم إلى موسم آخر؟
لم تكن لدي رغبة في ذلك لأسباب عدة، أبرزها أن الفيلم عندما لا
يطرح فور الانتهاء منه يوصف «بالمعلب» ما قد يضر به لاحقاً ويؤثر
على إيراداته وإحجام الجمهور عن مشاهدته. غير أنه حقق إيرادات جيدة
في الأسبوع الأول وأتوقع أن يحقق إيرادات أكبر مع استمراره في
الصالات خلال الأسابيع المقبلة.
·
لم تصاحب الفيلم حملة دعائية ضخمة على غرار بقية الأعمال التي طرحت
في التوقيت نفسه؟
طرحنا حملة إعلانية ضخمة تكلفت 800 ألف جنيه تقريباً، وهو مبلغ
كبير للغاية، خصوصاً بالنسبة إلى شركتي التي لا تزال في بدايتها،
لذا اكتفيت بالاعتماد على الدعاية التي ينشرها الجمهور بعد مشاهدة
الفيلم.
·
ما كان أصعب مشهد بالنسبة إليك خلال التصوير؟
مشاهد الاغتصاب، وأردت تقديمها بشكل محترم لا يجعل الجمهور يخجل،
لذا اعتمدت على الرمزية بشكل أكبر، الأمر الذي جعل الفيلم يمرّ من
الرقابة المصرية من دون ملاحظات.
·
لكن الرقابة الخليجية حذفت المشاهد.
علمت بذلك عن طريق المصادفة بعد مشاهدة بطل الفيلم تيم الحسن
النسخة في الإمارات، واستغربت الموقف. لكن في النهاية قرار الرقابة
تم تنفيذه ولم أعترض عليه.
·
اتهم الفيلم بالاقتباس من أفلام عربية عدة دارت أحداثها في إطار
الحركة؟
ينتمي الفيلم إلى نوعية الأعمال التي تجعل الجمهور يفكر خلال
الأحداث ولا تلقى أمامه بشكل عام.لم أشعر أن العمل مقتبس، خصوصاً
أنني تحمست لإنتاجه لكونه تجربة سينمائية مختلفة.
فجر يوم جديد: {خطة بديلة}
كتب الخبر: مجدي
الطيب
حب، خيانة وانتقام... ثلاثة محاور تمثل المقومات الرئيسة للرواية
الأشهر في العالم «الكونت دي مونت كريستو»، التي ألهمت الكثير من
كتاب السينما العالمية، وقُدمت عبر أفلام مصرية عدة؛ مثل: «الكنز
المفقود» (1939)، «أمير الانتقام» (1950)، «أمير الدهاء» (1965)،
«دائرة الانتقام» (1976)، «الثأر» (1982)، «الأوباش» (1986)،
و{الظالم والمظلوم» (1989). وها هي تُلهم محمد علام كاتب سيناريو
وحوار فيلم «خطة بديلة»، الذي كتب سابقاً «سعيد كلاكيت» (2014)
والمخرج أحمد عبد الباسط في تجربته الأولى في مجال إخراج الفيلم
الروائي الطويل.
مع اللقطات الأولى للفيلم ينتقي المخرج زاوية تصوير مبتكرة تعكس
هيبة وضخامة وشموخ مبنى دار القضاء العالي «حصن العدالة»، لكن
سرعان ما يسوق معنى متناقضاً، عبر «التترات»، التي تحول فيها دار
القضاء إلى شظايا متناثرة بينما فقد ميزان العدل اتزانه، ومالت
كفته، بعدما فقد حياديته. وهي الرؤية التي يتبناها الفيلم من خلال
المحامي الشريف «عادل أبو الدهب» (خالد النبوي)، الذي يرفض مجاراة
صديقه القديم «طارق» (تيم حسن) في احتراف التلاعب بالقانون،
والتفتيش في ثغراته لاستغلالها لصالح المجرمين. لكن حياته تنقلب
رأساً على عقب بعد تعرض زوجته لحادث اغتصاب، على أيدي ثلاثة من
أبناء الأباطرة، ما يؤدي إلى إجهاضها ثم وفاتها. ومثلما فعل
«إدموند» بطل رواية «الكونت دي مونت كريستو»، يسعى «أبو الدهب» إلى
الثأر من المتهمين، الذين برأهم القاضي «برهان» (عزت أبو عوف)،
لعدم كفاية الأدلة، ولأن تقرير الطب الشرعي تم تزويره، عبر مرتشين.
فيطلب رفع اسمه من جدول المشتغلين في نقابة المحامين، وينقلب على
مبادئه، ويوافق على تقاضي مبلغ المليون دولار الذي قدمه الآباء على
سبيل التعويض، وبعد أن يُصبح غنياً يبدأ رحلة الانتقام المنهجي
مُستعيناً بـ : «فريدة» (فريال يوسف) و{أشرف» (محمد سليمان)،
اللذين عُرفا بالتلاعب بالقانون، بالإضافة إلى «بندق» (محمد
السعدني) و{خفاش» (وائل علاء) اللذين دافع عنهما في قضية سرقة!
المثير أن فيلم «خطة بديلة» تميز بموسيقى تصويرية (محمد مدحت)
ملائمة لأجواء الفيلم، وديكور (تامر فايد) معبر عن الخلفية
الاجتماعية والاقتصادية للأبطال، بالإضافة إلى زوايا التصوير
الأخاذة (كاميرا سامح سليم) التي أعادت اكتشاف أماكن تقليدية صُورت
مئات المرات سابقاً، فضلاً عن المطاردات التي جرى تنفيذها ببراعة،
رغم الإفراط في تقديمها، والتهامها غالبية مشاهد الفيلم (مونتاج
عمرو عاكف)، والتوظيف الرائع للمفردات مثل: ميزان العدالة المائل،
القصر الأبيض السابح في الملكوت، وكأنه في الجنة، بينما يتم
التخطيط في داخله للشرور والآثام، بحجة تكريس العدالة، وإعادة الحق
إلى نصابه وأصحابه. ولا ننسى التنفيذ الرائع لكابوس اختطاف شقيقة
البطل. إلا أن السيناريو يقع في كم من الأخطاء التي تنزع عن الفيلم
مصداقيته، وواقعيته، وتقوده إلى الوقوع في شرك التلفيق، وبناء
المواقف التي تخاصم المنطق، كاقتحام منزل القاضي وتهديده وابنته في
مشهد وعظي فج، والاختيار الذي لا يستقيم والعقل لنفس المتهمين
لاغتصاب زوجة المحامي الفاسد «طارق»، بتحريض من «أبو الدهب»، كي
يتجرع الكأس التي ذاقها؛ خصوصاً أن المشاهد لم تُكتب، ولم تُنفذ،
بشكل جيد، وتكرر الافتعال في سجن الشاب الثالث بسبب تشابه الأسماء،
وهو الأمر الذي يتناقض والقول إن أباء الشباب الثلاثة شخصيات نافذة
في المجتمع تتمتع بجاه ونفوذ وشبكة مصالح واتصالات واسعة!
سيطر على فيلم «خطة بديلة» هاجس البحث عن وسيلة لتحقيق العدالة،
وسد ثغرات القانون التي يستغلها البعض للتلاعب بالقضايا، ولا يملك
القضاة لها دفعاً، ما يدفعهم إلى تبرئة المتهمين. لكنه سقط في
براثن الدعوة إلى الحل الفردي، وانتزاع الحق بعيداً عن القانون، في
أسوأ استغلال لرواية «الكونت دي مونت كريستو»، وأسوأ اختيار لطاقم
الممثلين؛ فالمظهر العام للشباب الثلاثة (أحمد طه، هاني حسين ووائل
سامي) وآبائهم (تميم عبده، صبري عبد المنعم وأحمد صيام) لا يوحي
أبداً بانتمائهم إلى طبقة الصفوة أو علية المجتمع، بل يعكس فقراً
إنتاجياً، في حين اتسم أداء خالد النبوي بالافتعال والتصنع
والعصبية ونافسه تيم حسن بأداء غلبت عليه اللعثمة، وكأنه يقف أمام
الكاميرا للمرة الأولى في حياته، وتراجعت فريال يوسف كثيراً، وضاعت
الفروق بين أمينة خليل ورانيا الملاح... وعزت أبو عوف!
فيلم «خطة بديلة» كان في حاجة إلى «خطة» من نوع آخر بعيداً عن
«الشكل المدرسي»، الذي اختاره أصحابه، و{النهاية التقريرية»، التي
تُذكرك بتعليمات الرقابة قديماً. وباستثناء الخدعة، التي تم الزج
بها على طريقة أفلام «هيتشكوك»، يبدو الفيلم خطوة إلى الوراء
مقارنة بأفلام كثيرة استلهمت «الكونت دي مونت كريستو» وقدمت معالجة
جديدة مثيرة، مثلما فعل المخرج سمير سيف وكاتب السيناريو إبراهيم
الموجي في فيلم {دائرة الانتقام»، وفشل في الوصول إليها المخرج
أحمد عبد الباسط والكاتب محمد علام الذي يُحسب له أنه لم يقل «أنا
المؤلف»!
«تصنيف
الأفلام العمري»... بين القبول والرفض
كتب الخبر: أمين
خيرالله
قرر جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أخيراً تطبيق نظام التصنيف
العمري في إصدار تصاريح عرض الأفلام في الصالات، بدءا من أوائل شهر
أبريل المقبل، ذلك للحد من عملية الحذف والرفض التي يشكو منها
صانعو السينما... في السطور التالية نتعرف إلى رد فعل المعنيين
بالشأن السينمائي في مصر حول تطبيق هذا القرار.
دافع رئيس الرقابة على المصنفات الفنية عبدالستار فتحي عن «تصنيف
الأفلام العمري»، مؤكداً لـ «الجريدة» أن هذا النظام لا يتعارض
تماماً مع عمل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية. وتابع أن النظام
الجديد سيقلل من حذف المشاهد من الأفلام، قائلاً: «لن يسمح النظام
الجديد بتمرير الأفلام أو الأعمال التي تدعو مثلاً إلى الشذوذ
والإلحاد أو الأعمال التي تحض وتدفع إلى الفتنة الطائفية».
رأى فتحي أن تنفيذ التصنيف العمري سيكون نقلة كبيرة، مؤكداً أن
عدداً كبيراً من المسؤولين والمعنيين بالشأن الفني والثقافي في مصر
على رأسهم وزير الثقافة والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وبعض
الخبراء والنقاد شاركوا في إعداده، متمنياً التزام دور العرض
السينمائي بتنفيذ القانون الجديد والتعامل مع الجمهور بحسب الفئات
الثلاث وهي 12 و15 و18. وأكد أنهم سيطبقون عقوبات قاسية على دور
العرض التي لا تتلزم بهذه التفاصيل، وقد تصل إلى غرامات مالية
كبيرة.
من ناحيتها، رحبت النجمة إلهام شاهين بالنظام الجديد المزمع
تنفيذه، مؤكدة أنها فكرة جيدة لو أحسن استخدامها وتم تنفيذها بشكل
لائق، مؤكدة أن ثمة أعمالاً لا تناسب الأعمار الصغيرة فيما هي
ملائمة للكبار، لذا يعطي هذا النظام حرية للقيمين على الفن ومساحة
لجهاز الرقابة على المصنفات في عدم وأد الإبداع أو حذف المشاهد أو
رفض الأعمال الفنية.
تابعت شاهين: «يجب أن يكون داخل كل فنان جهاز رقابة داخلي يحضه
لتقديم أعمال جيدة تخاطب عقل الجمهور، في مقابل الامتناع عن تقديم
الأعمال المسفة احتراماً لذاته ولجمهوره وليس خوفاً من مقص الرقيب.
كذلك لا بد من أن يراعي تقاليد المجتمع العربي الذي ينتمي إليه،
وتركيبة العرب الشخصية بغض النظر عن موافقة الجهات الرقابية على
أعماله أو رفضها لها».
ورحَّب المخرج مجدي أحمد علي بتطبيق نظام التصنيف العمري شرط
تنفيذه النظام بشفافية ومن دون استثناءات، خصوصاً أن هذا القانون
في حال تنفيذه بشكل عادل يكون مطابقاً للدستور المصري الذي يؤكد
أنه لا حجر أو منع للإبداع. وطالب بإعادة هيكلة إدارة «الرقابة على
المصنفات الفنية»، عبر تغيير طريقة تعاملها مع المبدعين، مطالباً
القيمين عليها بالابتعاد عن الروتين والبيروقراطية، كما في المصالح
الحكومية البعيدة عن المجال الإبداعي.
وطالب مجدي أحمد علي المسؤولين بتوضيح الصورة كاملة حول آلية العمل
الجديد، متسائلاً: «هل التصنيف العمري سيسري على الأعمال التي تحوي
مشاهد جنسية فحسب، أم سيشمل الأفلام السينمائية كافة»، مشيراً إلى
أنه لا يوجد مبدع في مصر لم يتضرر من جهاز الرقابة على المصنفات
الفنية بأي شكل من الأشكال، ما بين منع عرض أو حذف مشاهد أو تعطيل
سيناريوهات.
أكد الناقد السينمائي محمود قاسم من جانبه أن «التصنيف العمري»
محكوم عليه بالفشل قبل أن يبدأ بسبب عدم تطبيق القوانين فعلياً،
ضارباً المثل بأفلام تحمل لافتة للكبار فقط ورغم ذلك تجد صغار سن
داخل قاعات العرض، بسبب دفعهم نقوداً بسيطة لأفراد الأمن في الدور
السينمائية.
وأضاف قاسم: «سيتضرر أصحاب دور العرض كثيراً من هذا التصنيف لعدم
وجود رقابة فعلية من الدولة، ما سيجعله يفتح الباب للجميع. من ثم،
لن تستطيع الجهات الرقابية في الدولة السيطرة على هذه الأزمة، ومن
غير المعقول تعيين شخص مراقب في كل دار عرض»، موضحاً أن مشاكل
كثيرة قد تحدث بسبب منع الشباب من دخول أحد الأفلام، قائلاً:
«التخبط سيكون سيد الموقف».
هاجم أيضاً الناقد السينمائي نادر عدلي قانون التصنيف العمري
قائلاً: «هذا الكلام كله للاستهلاك المحلي فحسب، ولن تكون له جدوى
بعدما شعرت وزارة الثقافة و{الرقابة على المصنفات» بأنهما في مأزق
حقيقي نتيجة منع عدد كبير من الأفلام المصرية والأجنبية في الستة
أشهر الأخيرة، وهو أمر لم يشهد مثله تاريخ السينما المصرية، مشيراً
إلى أن منع بعض الأعمال أو حذف مشاهد بعينها جاءا أحياناً بأمر
الدولة ممثلةً بوزارة الثقافة، وكانت التهمة تلصق بـ «الرقابة على
المصنفات الفنية» لتجميل الصورة.
تابع نادر عدلي: «التصنيف العمري مجرد مراوغة لثلاثة أسباب: أولاً،
لا يمكن تصوير أي فيلم إلا بموافقة الرقابة على السيناريو، وإذا
أضيفت مشاهد غير متفق عليها يُمنع الفيلم. ثانياً، لا يتضمن
القانون المصري ما يسمى «التصنيف العمري» الذي يحتاج إلى قوانين
عدة لتفعيله. أخيراً، كل ما يخص إدارة الرقابة على المصنفات الفنية
لا يتماشى مع دستور 2013 ويجب تعديل هذه النصوص كافة لتتلاءم مع
الدستور الجديد».
أفلام مهرجان {أيام بيروت السينمائية} تحارب التطرف
كتب الخبر: بيروت
- الجريدة
تنظّم الجمعية الثقافية {بيروت دي سي} الدورة الثامنة من مهرجان
{أيام بيروت السينمائية} للعام 2015، بين 12 و21 مارس الجاري. ثيمة
الدورة {السينما والدين}، ما يشي بأن الأفلام المختارة استقت
مادّتها من الواقع المعاش في العالم العربي. ويتضمّن برنامج
المهرجان أكثر من 50 فيلماً بين طويل وقصير وروائي ووثائقي.
يفتتح فيلم «تيمبكتو» للمخرج عبد الرحمن سيساكو مهرجان الأفلام
العربية في «أيام بيروت السينمائية»، وذلك في «سينما سيتي» بأسواق
بيروت. وتعرض باقي الأفلام المدرجة في برنامج العرض في سينما
ميتروبوليس، أمبير صوفيل، بالأشرفية في بيروت. أما أفلام
«كلاسيكيات أيام بيروت السينمائية» فتعرض في فندق «سمول فيل»،
ببدارو في بيروت. وتتخلل المهرجان أنشطة «ملتقى بيروت السينمائي»
بين 13 و15 مارس، في الفندق عينه.
لما اختار المهرجان ثيمة «السينما والدين»، تستضيف «أيام بيروت
السينمائية» الفيلم الروسي «ليفياتان» للمخرج أندريه زياجينتسيف،
الذي يعالج موضوع الدين والمسامحة. وقد حصل على جائزة «غولدن غلوب»
(رشّح لجائزة الأوسكار، حاز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان
السينمائي الدولي وجائزة أفضل فيلم في مهرجان لندن السينمائي)
وأثيرت حوله نقاشات كثيرة في روسيا.
بالعودة إلى فيلم الإفتتاح، ينطلق المهرجان مع فيلم «تيمبكتو»
بحضور الممثل الرئيس إبراهيم أحمد المعروف بـ{ﭘينو». ويشار أن
الفيلم شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي
2014، وفاز بسبع جوائز «سيزار» (أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل صوت،
أفضل موسيقى، أفضل مونتاج، أفضل صورة، أفضل سيناريو)، كذلك رشّح
لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم باللغة الأجنبية.
ويكرّم المهرجان في دورته الثامنة العراق من خلال عرض الفيلم
الوثائقي (الثلاثي الأبعاد) العراقي/ السويسري «أوديسا العراق»
للمخرج سمير جمال الدين. وكان الفيلم حاز استحسان الجمهور في
مهرجان بانوراما للأفلام في برلين، واللائحة الرسمية لمهرجان
الأفلام في تورونتو، واللائحة الرسمية لمهرجان السينما في أبو ظبي.
يعرض «أوديسّا العراق» في أسواق بيروت، برعاية سفارة سويسرا في
لبنان.
سورية
ماذا يجري في سورية؟ هذا ما تنقله إلى الجمهور اللبناني عدسة
مخرجين سوريين من خلال أفلام جديدة عدة تتناول موضوع الحرب هي:
فيلم «العودة إلى حمص» لطلال الدركي الذي شارك في مهرجانات
سينمائية عدة وحاز جائزة لجنة الحكم في «مهرجان صاندانس». فيلم
«الرقيب الخالد» لزياد كلثوم الذي أدرج على اللائحة الرسمية
لمهرجانات عدة من بينها «مهرجان لوكارنو». أما فيلم «أنا مع
العروسة» من إخراج الإيطاليين أنطونيو أغوغليارو وغابريللي دي
غراندي والفلسطيني خالد الناصري فيتناول الموضوع السوري ومشاكل
الهجرة التي تجعل من المواطن السوري من الرحالة السوريين في أوروبا.
كذلك
تستضيف «أيام بيروت السينمائية» المخرجين السوريين أسامة محمد
وفيلمه «ماء الفضة» الذي شارك في المسابقة الرسمية لـ{مهرجان كان»
(خارج المنافسة)، ومحمد ملص وفيلمه «سلّم إلى دمشق».
ويخصّص مهرجان الأفلام العربية أمسيةً مُهداة الى مخيّم اللاجئين
الفلسطينيين في سورية «اليرموك»، ويقدّم ضمن فئة «إطلالة على
العالم العربي» فيلم «شباب اليرموك» للمخرج الفرنسي أكسيل
سالفاتوري-سينز. كما يعرض فيلم «رسائل من اليرموك» للمخرج
الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي أدرج على اللائحة الرسمية لمهرجان دبي
السينمائي الدولي.
في بيروت تحضر الأردن من خلال الفيلم الروائي «ذيب» للمخرج ناجي
أبي نوّار، وتدور أحداثه في وادي الرام جنوبي الأردن. يبيّن الفيلم
الحركة النشيطة للصناعة السينمائية في هذا البلد.
ويقدم المهرجان وثائقيّين «المجلس» للمخرج يحي العبدالله و{ساكن»
للمخرجة ساندرا ماضي (الأردن/ فلسطين).
محطة فلسطين تأتي مع الفيلم الروائي الطويل «عيون الحرامية»
للمخرجة نجوى النجار التي تقدمه في بيروت، كذلك يشارك فيلم
«المطلوبون الـ18» لعامر شومالي وبول كوان (أدرج على اللائحة
الرسمية لمهرجان تورونتو السينمائي) وفيلم «روشميا» للمخرج السوري
سليم أبو الجبل الذي يتناول فلسطين (حائز جائزة لجنة الحكم في دبي).
للمرأة وقضاياها في العالم العربي محطة أيضاً هذه الدورة، فمن مصر
تأتي المخرجة الشابة نادين صليب لتقدم فيلمها الوثائقي الطويل «أم
غايب» حيث يعالج موضوع العقم عند المرأة وطوقها للشعور بالأمومة في
المجتمعات المصرية.
تضاف دولة اليمن إلى الخارطة السينمائية للأفلام العربية التي
شاركت في «مهرجان أيام بيروت السينمائية» منذ انطلاقه في العام
2001، حيث سنشاهد إطلالة لفيلم «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلّقة»
للمخرجة اليمنيّة خديجة السلامة. اقتبس الفيلم من الرواية الشهيرة
التي تناولت واقع المرأة اليمنية الصعب جداً.
المغرب العربي
بعد عرض فيلم «قصة يهوذا» في إطار «ملتقى مهرجان برلين»، اختار
المخرج الجزائري رباح عامر زايميكا «أيام بيروت السينمائية» ليطل
فيلمه الطويل، الذي يتماهى وثيمة السنة للمهرجان «سينما والدين»،
للمرة الأولى على العالم العربي. يقدّم الفيلم بالاشتراك مع مهرجان
برلين.
وعلى جري عادة «أيام بيروت السينمائية» التعريف بوجوه سينمائية من
العالم العربي، تكرّم هذا العام المخرج المغربي هشام العسري الذي
قدّم أعمالاً مميزة خلال مسيرته، وتعرض له ثلاثة أفلام طويلة هي:
«النهاية»، «هم الكلاب»، و{البحر من وارئهم» الذي اختير للمشاركة
في مهرجان برلين.
أمّا المغرب فيحلّ ضيفاً مميّزاً على المهرجان هذه السنة من خلال
عرض فيلم «إطار الليل» للمخرجة تالا حديد (عراقي/ مغربي).
وللسينما اللبنانية حصة كبيرة في هذا المهرجان، أبرزها «الوادي»
لغسان سلهب، بعد مشاركته في مهرجانات دولية عدة من بينها مهرجان
تورونتو، ومهرجان أبوظبي حيث نال جائزة أفضل مخرج، ومهرجان قرطاج،
ومهرجان دبي، ومهرجان برلين. بالإضافة الى أفلام وثائقية عدة من
بينها وثائقي «ثمانية وعشرون ليلاً وبيت من الشعر» لأكرم زعتري،
و{يوميات كلب طائر» لباسم فياض، و{لي قبور في هذه الأرض» لرين
متري، و{مونومنتوم» لفادي يانيتورك، و{هوم سويت هوم» لنادين نعوس
و{المرحلة الرابعة» لأحمد غصين.
يُذكر أن جمعية «بيروت دي سي» نظمت ورشتي عمل، الأولى للاجئين شباب
سوريين وأخرى لشباب لبنانيين محرومين. أقيمت الورشتان في بيروت
والبقاع. فاختار هؤلاء الشباب تجربة صناعة الأفلام كوسيلة للتعبير
عن واقع حياتهم اليومية فنفذوا أفلام قصيرة يعرض منها أيام بيروت
السينمائية 19 فيلماً الجمعة 13 مارس الساعة 4 بعد الظهر.
11
فيلماً قصيراً من العالم العربي
ككل دورة يتيح المهرجان فرصة العرض لأفلام قصيرة تمثل بلداناً
عربية مختلفة. تعرض يوم الجمعة 20 مارس الساعة التاسعة الأفلام
التالية:
«ما
بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375» لعمر الزهيري
(مصر)، «نسيبي» لحسان بلعيد (الجزائر)، «في الوقت الضائع» لرامي
ياسين (الأردن)، «اليد الخشبية» لكوثر بن هانية (تونس)، قطن للؤي
فضل (العراق) ، اليد الثالثة لهشام الادقي (المغرب)، السوق المركزي
لصالح ناس (البحرين) ومن لبنان «ذات يوم» لرواد حبيقة، و{سايبة»
لباسم بريش، و{ضوء» لياسمينا كاراجه، و{انا، الذاكرة» لنزار صفير.
كلاسيكيات أيام بيروت السينمائية
حيــن نتكلّم عـــن السينمـــا العربية لا يمكننا تجاهل نجومها
الكبار الذين تغلغلوا في ذاكرتنا السينمائية العربية. في العام
2014، خسرت السينما العربية أيقونات مثل صباح وفاتن حمامة... وقرّر
مهرجان الأفلام العربية «أيام بيروت السينمائية» توجيه تحية إلى
هاتين النجمتين من خلال عرض الفيلم الأول لصباح في مصر «القلب لو
واحد» (1954) من إنتاج آسيا داغر وإخراج هنري بركات وفيلم «أفواه
وأرانب» لبركات أيضاً مع فاتن حمامة. يعرض الفيلمان في فندق «سمول
ڤيل» في أجواء سينمائية رائعة تتبعها أمسية موسيقية من الزمن
الجميل. |