كشفت لـ «النهار» عن الدعم الذي قدمه العاملون في جميع مجالات الفن
السابع
فاطمة الرميحي : «قمرة» هدفه نشر صناعة سينمائية في الخليج
الدوحة - مشاري حامد
أكدت المدير التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي لـ
النهار ان المشروعات التي اختيرت للمشاركة في قمرة بانها تتيح
الفرصة أمام جمهور السينما في الدوحة لمشاهدة مجموعة من أعمال أبرز
الأسماء في صناعة الأفلام إلى جانب أفلام من أصوات جديدة مدعومة من
مؤسسة الدوحة للأفلام. ومن خلال البرنامج الخاص بالعاملين في صناعة
الأفلام سيتاح لصناع الأفلام الصاعدين في قطر ومنطقة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا التواصل والعمل مع خبراء صناعة الأفلام في إطار
سلسلة من ورشات العمل الإبداعية والدورات التدريبية لدفع مشروعاتهم
إلى المراحل التالية. وقالت ايضا : يمثل قمرة فاتحة شراكات وعلاقات
تعاون جديدة، ويتمحور حول تبادل الأفكار والمعارف والإلهام، كما
يوفر فضاءً رحباً لدعم مشروعات المواهب الصاعدة حيث سيستفيد
أصحابها من نصح وتوجيه الخبراء. يسعدنا الترحيب في الدوحة بمجموعة
من قادة صناعة الأفلام الذين سيفتحون الأبواب أمام المشاركين في
طريقهم إلى فهم جديد لعالم السينما.
وعن المشروعات قالت : المشروعات التي اختيرت للمشاركة في قمرة هي
من أعمال صناع أفلام عملنا معهم عن كثب وعلى مدار فترة طويلة من
خلال برامج المنح والتطوير. ونحن في موقع فريد يتيح لنا دفع هذه
المشروعات إلى المراحل التالية من خلال برنامج قمرة المكثف الذي
صممناه مع مراعاة احتياجات كل مشروع على حدة.
واما عن الدعم فقالت : سرني جداً الدعم الذي قدمه العاملون في جميع
مجالات قطاع صناعة الأفلام لقمرة في دورته الأولى. نثمن الكرم
الغامر الذي أبدوه تجاه جيل جديد من صناع الأفلام وأنا واثقة
باستمرارية علاقات تعاون ستنشأ خلال الأسابيع القادمة وتردد صداها
في مستقبل كل من سيشارك في قمرة. وعن الاستفادة قالت : استفدنا من
تلك التجارب حيث تعلمنا الكثير وكذلك من المخرجين المشاركين وقدمت
لنا خبرات من الذين حضروا الى الدوحة للمشاركة في قمرة.
وبسؤالها عن الاولويات للدوحة للافلام بعد هذه الفعاليات قالت :
الافلام الخليجية الطويلة ستكون لها الاولية في المرحلة القادمة
وهذا مانركز عليه من خلال الاستراتيجية التي سوف نسير عليها من
خلال الدوحة للافلام.
وقالت ايضا : املي ان تستمر تلك الصناعة في قطر ونفعلها وكثير من
الجهات تتفهم هذا الوضع بحيث تقدم تربية وتعليم كما هو حاصل في
مهرجان اجيال السينمائي بحيث كان هناك تفاعل مع المدارس والجهات
المختصة بالتعليم وبدأت الثقة تزداد وكذلك المشاريع والامر تفتخر
به الدوحة للافلام في ان تخدم القطريين ومن اجل رفع اسم قطر.
وبسؤالها ماذا نرى بعد قمرة قالت : سوف نكمل المسيرة والبعض يعتقد
ان قمرة شي جديد مع العلم كنا نعمل تلك الفعاليات على مدار السنة
وحاولنا في قمرة ان ندمج كل ذلك وتقديمها عبر الندوة الدراسية
والاجتماعات في محيط واحد واستدعاء اكبر عدد ممكن من الخبراء
للاستفادة منهم ومساعدة المخرجين وبعدها سوف يستمر العمل سواء مع
المخرجين القطريين الذين سنبقى نعمل معهم على مشاريعهم ونضعهم مع
من لهم خبر للاستفادة ايضا وتطوير مشاريعهم وايضا المخرجين الاخرين
الذين نبقى على تواصل معهم ومتابعتهم وان شالله نرى نتائج ايجابية
بعد قمرة عبر التعاون والانتاجات المشتركة والمنح وسوف يتم الاعلان
عنها
وعن النتائج قالت : من خلال الاجتماعات رأينا هناك تأكيدا على
التعاون مع مخرجينا خاصة ان الاجتماعات مازالت مستمرة وكذلك
تواصلهم للوصول الى الهدف او الغاية من ايجاد تلك الاجواء خاصة ان
وصلت عدد الاجتماعات الى 250 اجتماعا خلال الخمس ايام التي تخللها
وضع النقاط على الحروف ورؤية المشاريع وابداء الرأي فيها من قبل
الخبراء وانا جدا سعيدة لتلك النتائج وعن المقابل او الربح من خلال
اقامة قمرة قالت : نعتبره استثمارا ثقافيا وهدفنا في الاخير نشر
صناعة سينمائية في الخليج عبر ايجاد افضل صورة ونغير فكرة العالم
الغربي عنا من تلك الناحية وبالتأكيد عندما نرى تلك المشاريع يكتب
لها النجاح وتشارك في المهرجانات وتفوز في جوائز فهو النجاح بحد
ذاته وهو ما نسعى اليه في الحقيقة.
وبسؤالها عن دعم الشركاء قالت : نعتمد دائما على شركائنا وايضا على
اكبر دعم موجود لنا من مختلف المؤسسات وهذا الامر عملنا عليه منذ
البداية منذ ان كنت مديرة التواصل المجتمعي وكان من صميم عملي ان
اوصل المجتمع بالمؤسسة والعكس ونقرب الاهداف مع بعض وقد وصلت الى
نسبة كبيرة عبر وجودهم ومساهمتهم ولم نكن نتوقع ان نرى ذلك الدعم
والتواصل والحمدلله رأينا كلنا في اجيال المؤسسات التعليمية وكذلك
الشبابية اغلبها كانت مشاركة معنا وداعمة لانها رأت ان هناك قيمة
وخاصة عندما تكون هناك جهات حكومية تريد منا ان يكون هناك تعاون في
المشاريع وهذا الامر يثلج الصدر واصبح هناك ثقة بالمؤسسة من قبل
المجتمع القطري.
وعن الاسماء التي سوف تشارك في المستقبل قالت : من الان نعمل على
الاسماء لدعوتها والمشاركة في رؤيتنا عبر مساعد كل مخرج مبتدئ ويتم
الاختيار على عدة اسس منها الانجاز والخبرة ومن عنده الاستعداد لان
يساعد المواهب ونقل الخبرة اليهم.
استعرضه خلال الندوة مع مقاطع من «يد إلهية» و«الزمن الباقي»
إيليا سليمان : «سجل اختفاء» فرض نفسه رغم الرفض والفتاوى
الدوحة - مشاري حامد
شارك صانع الأفلام الفلسطيني والمستشار الفني لدى مؤسسة الدوحة
للأفلام مع الحضور تفاصيل رحلته في صناعة الأفلام في إطار ندوة
دراسية ضمن فعاليات ملتقى قمرة. وكانت هذه الندوة الثانية من خمس
ندوات دراسية تُعقد ضمن ملتقى قمرة، وهو حدث جديد تنظمه مؤسسة
الدوحة للأفلام لدعم صناع الأفلام الصاعدين واستحضر سليمان ذكريات
نشأته في فلسطين كما تحدث عن شغفه برواية القصص الشخصية وعن صناع
الأفلام الذين استمد من أعمالهم الإلهام على مدار مسيرته الفنية.
وضمن فعاليات قمرة أيضاً، سيتولى سليمان نصح وتوجيه أصحاب أربعة
مشروعات أفلام في مرحلة تطوير مكثفة هي: فيلم دراما الخيال العلمي
البحث عن أدم (قطر) لأحمد الباكر، وفيلم دراما البحث عن الهوية
مرجون والحجاب الطائر (لبنان وهولندا والولايات المتحدة وقطر)
لسوزان يوسف، وفيلم دراما الصحراء سراب (قطر) لخليفة المريخي،
وفيلم الكوميديا السوداء انشالله استفدت (الأردن وهولندا وألمانيا
والإمارات وقطر). وتحدث سليمان عن سنوات طفولته في الناصرة في
فلسطين حيث لم توجد غير دار سينما واحدة وسط مشهد فني محدود إلى حد
ما. وبعدما ترك الدراسة، انتقل سليمان في عمر 21 عاماً للعيش في
نيويورك كمهاجر غير شرعي حيث عمل في عدة وظائف واكتسب تجربته
الأولى في عالم السينما.
وتحدث ايليا سليمان قائلا : هناك بدأت رحلة تعلمي الذاتي لصناعة
الأفلام وكان أصدقائي من الطلاب يهربونني لحضور حصص السينما في
جامعة نيويورك ومشاهدة الأفلام، حيث دخلت من مخرج الحريق وغادرت
قبل إشعال النور مجدداً، لكنها كان بداية مسيرتي حيث تعلمت خصائص
الصور والمشاهد السينمائية وأنجزت أول أفلامي في عمر 30 عاماً و لم
اكن حينها اعرف كيف يكتب سيناريو الفيلم أو صناعته حيث تعلمت
المصطلحات المتداولة في هذا المجال من قراءة نص فيلم الحي الصيني
لرومان بولانسكي لم تكن لغتي الإنجليزية جيدة ولم أفهم الجزء الفني
التقني من النص ومنها وضعيات الكاميرا وتحركاتها إلا انني نسخت
العناوين بعد قراءة نص فيلم الحي الصيني لرومان بولانسكي، وبدأت
بعدها بقرع الأبواب.
وقال ايضا : كانت أول مرة صورت فيها مشهداً بعد قضائي ثلاث سنوات
ونصف في نيويورك. عدت إلى بلدي وكان لدى أخي كاميرا لتصوير حفلات
أعياد ميلاد أولاده، واستعرتها منه عندما ذهبت لملاقاة صديقي
الراعي البدوي. وصورت حينها مشهداً عن قرب لماعز ما زال لدي نسخة
عنها على شريط فيديو وعشت في تلك اللحظات بداية افتتاني بعالم
السينما.
وقال ايضا : أول ما شهدت أفلام أوزو شعرت فوراً بالتوحد مع
الكاميرا ومكانها. كما تملكني إحساس بأن سينما أوزو تشبه الأجواء
التي جئت منها من ناحية الأوضاع السياسية ومحاولة عيش حياة طبيعية
في ظل الاحتلال، فإن أفلامه، ومنها قصة طوكيو، تشعرك بالغربة التي
تعرّض لها أفراد الجيل الأكبر بسبب ما جرى لهم كما توحي أيضاً
بالنكران الذي عاشوه.
واما عن فيلمه سجل اختفاء والتحديات التي واجهته قال: ليس الفيلم
تكملة لآخر أفلامي القصيرة حيث كان من المفترض أن يكون الفيلم
الرابع في السلسلة، إلا انني جازفت وخاطرت بكل شيء لأنني لم أعرف
ماذا أفعل غير ذلك. كنت أعلم بالفروقات الكبيرة بين الأفلام
القصيرة والطويلة إلا انني قلت نفسي أن الفيلم فرض نفسه وعلي
القبول بذلك وبعدما رفض عدة منتجين في فرنسا التعاون معي، وأنهم
حسبوه مخرجاً أمريكياً وأن ليس لفيلمي علاقة بفلسطين، ولم يكن هناك
خيار أمامي إلا إنتاج الفيلم بنفسي وانا أشكرهم على قرارهم هذا
ففيلم سجل اختفاء كان ليصبح فيلماً مختلفاً لو لم أنتجه بنفسي فقد
أحكمت سيطرتي على مجرى الفيلم وكان لدي مطلق الحرية في خياراتي.
ومثل المشروع فرصة نادرة لصناعة فيلم بهذا الحجم وبهذا المقدار من
الحرية وكان كل هذا بفضل رفض الجميع إنتاجه.
وعن مشاركة عائلته في الفيلم قال : كان والديّ كبيرين بالسن وكنت
أخشى أن لا يفهما التدخل الذي مثله الفيلم في حياتهما الخاصة، كما
همني بالطبع راحتهما. ولم أفاتحهما حول الموضوع حتى وقت متأخر من
مرحلة ما قبل الإنتاج. أحب أبي الفكرة كثيراً حيث رأى نفسه بمكان
الممثل الأمريكي المعروف همفري بوغارت وكان يعرف الكثير عن عالم
السينما. وأما أمي فتلخص جوابها بالموافقة البسيطة. لم يسبق لأهالي
الناصرة أن شهدوا تصوير فيلم وخاصةً فيلم لا يمثل فيه محترفون.
وعن ردود الفعل على الفيلم الذي فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان
فينيسيا السينمائي، قال: أن الجماهير رفضت الفيلم واصفةً إياه
بالمهين. وصدرت فتوى بحقه في مصر ومُنع فيلمه في أماكن كثيرة حتى
أن نسخاً عنه قد أُتلفت. كما تعرضت لمقاطعة عدد من الممثلين في
فلسطين لاستعانتي بأشخاص لا يحترفون التمثيل.
وبعد فيلم سجل اختفاء قال سليمان أنه تمسك أكثر برواية قصص شخصية
تعتمد على مقتطفات من سيرته الذاتية، وأدرك أنه بحاجة إلى أن يعيش
أكثر من خلال أفلامه ولهذا أصبح شروده وأحلام يقظته نوعاً من أنواع
البحوث إلى حد ما.
وتحدث ايضا عن فيلم يد الهية قائلا : بدأت مع يد إلهية بكتابة
مشاهد خاصة وقصيرة ولم أكن أعرف كيفية الوصول إلى حبكة معينة إلا
أنني كنت أعرف كيف أكتب هذه المشاهد التي تراكمت لتصبح في المحصلة
سيناريو الفيلم.
واما عن الطبيعة الشخصية لـالزمن الباقي المبني على المذكرات قال :
زرت وتحققت من كل مكان يصفه والدي في مذكراته. وما زال عديد من هذه
الأماكن في حارتي، وصورنا مشاهد في نفس المكان الذي حصلت فيها.
وعن رحلته في صناعة الأفلام قال : لست مقتنعاً تماماً بأنني صانع
أفلام حيث لا أرى نفسي بنفس الطريقة التي أرى فيها صناع الأفلام
وتتصف شخصيتي بالسكون حيث لا أجد نفسي أنجز فيلماً بعد فيلم أو
أكتب نصاً بعد آخر كما هو الحال مع صناع أفلام آخرين، إلا انني
أشعر بالرضا عندما أبدأ بالكتابة. |