منذ عام 2005 الذي شهد عرض أول فيلم إماراتي في دور العرض المحلية
وحتى اليوم، لا تزال النظرة إلى الفيلم المحلي قاصرة، فرغم الجهود
التي يبذلها المخرجون ليصلوا بمُنتَجهم إلى شاشات السينما، إلا أن
هذه الجهود لم تقابل بالترحاب والاحتضان، فالجمهور لم يرتبط مع
الفيلم المحلي بعلاقة حب من النظرة الأولى، ولم يقع في غرامه، بل
ترك أحداثه تدور أمام مقاعد خالية، عانت - ولا تزال - من طبقات
الغبار المتراكمة.
خرجنا - في ملفنا هذا - عن صمت طال، أبطاله مخرجو السينما
الإماراتية، الذين أكدوا أن الفيلم المحلي غريبٌ في داره، مؤكدين
وجود أزمة ثقة.
وأطرافه الجمهور الذي لم يرَ نفسه جاذباً على الشاشة، فآثر مشاهدة
بيئة أخرى يتجسد فيها «الأكشن» مع الرومانسية والرعب والخيال
العلمي، عاقداً مقارنة ظالمة لم تنصف سينماه المحلية. كما تطرقنا
لمناقشة دعم مهرجانات السينما للفيلم الإماراتي، وقصدنا صالات
العرض لنرى دعمها هي الأخرى له.
عروضه التجارية تخرجه من عباءة المهرجانات
دور العرض تدعم الفيلم المحلي
دبي ـ غسان خروب
لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
شهدت السينما الإماراتية خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً، بعد
تمكن عدد من أفلامها من غزو صالات العرض التجارية، متسلحة بتحول
الإمارات إلى سوق سينمائية رائدة في المنطقة، ومعتمدة في ذلك على
ارتفاع أعداد الصالات التجارية، واحتضان الدولة لمجموعة من
المهرجانات السينمائية على رأسها «دبي وأبوظبي السينمائيين»، ورغم
أن كافة المتابعين للسينما الإماراتية، يعتبرونها
لاتزال ناشئة، إلا أنها خلال السنوات الأخيرة بدت تسير بخطى واثقة،
مكنتها من وضع نفسها على الطريق الصحيح، وهو ما بدأنا نلمسه من
خلال ارتفاع عدد المواهب المواطنة المهتمة بالفن السابع، ورغبة
الكثير من صناع السينما الإماراتية بالتوجه نحو إنتاج الأفلام
الروائية الطويلة، وتكرار محاولات عرضها تجارياً، لتخرج بذلك
الأفلام الإماراتية من عباءة «المهرجانات» نحو فضاء الجماهيرية
التي تحتفظ بها صالات السينما التجارية، التي بدت من طرفها داعمة
للفيلم الإماراتي عبر إتاحة الفرصة أمامه لعرض أحداثه أمام جمهور
السينما في الدولة والذي بلغ متوسط عدده في 2012 ما يقارب 12.6
مليون شخص.
دعم الفيلم الإماراتي وحتى العربي في الصالات التجارية المحلية بدا
قاسماً مشتركاً بين عموم الآراء التي استطلعتها «البيان»، والتي
أكدت أن السينما صناعه تنافسية، تهدف في نهاية المطاف إلى جذب
انتباه الجمهور، الذي يمثل جذبه تحدياً أمام الفيلم الإماراتي الذي
قالت إنه يمتلك مواصفات فنية عالية، فيما أكدت الآراء على محاولات
دور السينما استغلال كافة منصاتها للترويج للفيلم الإماراتي
والعربي قدر المستطاع، معتبرة أن أبواب السينما ستظل مفتوحة أمام
المواهب السينمائية الصاعدة.
صناعة تنافسية
على الرغم من اعتبارها أن السينما هي صناعة تنافسية بالأساس، إلا
أن ديبي كريستيانسن الرئيس التنفيذي لنوفو سينماز، عبرت عن فخرها
بدعم صناع السينما الإماراتية، عبر توفير منصة عرض للأفلام التي
تنتجها المواهب الإماراتية، وقالت: «بلا شك أن صناع السينما
والاستوديوهات من حول العالم تتنافس جميعهاً على جذب انتباه رواد
السينما، وبتقديري أن نجاح صناع الأفلام المواطنين في عرض أفلامهم
داخل صالات السينما التجارية، يعد إنجازاً في حد ذاته».
وتابعت: «أعتقد أن صناع السينما الإماراتية يستحقون منا الاحترام
الكبير لعملهم الجاد ومثابرتهم، ونجد أن أقل مكافأة لهم على ما
يقومون به، يكون عبر منح أفلامهم الفرصة للعرض في صالات نوفو
سينماز والترويج لها قدر المستطاع». وأشارت إلى أن مدة عرض الإعلان
عن أي فيلم سواء كان إماراتياً أو غير ذلك يعتمد على حجم الطلب على
الفيلم ونسبة المشاهدة التي يحققها خلال عرضه في الصالات.
ديبي أكدت في حديثها أن صناع السينما الإماراتية يقدمون أفلاماً
ذات جودة فنية عالية، وقالت: «من خلال متابعتنا ندرك أن المخرجين
الإماراتيين اعتادوا على إنتاج وتقديم أفلام ذات معايير فنية عالية
المستوى تعكس طبيعة الثقافة والتراث الإماراتي، كما تعكس صورة عن
المجتمع المحلي، ولكن التحدي الأصعب بالنسبة لهذه الأفلام يكمن في
قدرتها على جذب الجمهور المستهدف لمشاهدتها، لا سيما وأن صناعة
السينما المحلية لاتزال ناشئة، وبالتالي فأفلامها تحتاج إلى بعض
الوقت لتتمكن من أقناع الجمهور الذي تتوفر أمامه العديد من الأفلام
المنافسة». وأضافت: «من جهتنا نحن مستمرون في تشجيع المواهب
الإماراتية على تقديم المزيد من الأفلام التي من شأنها أن تصقل
موهبتهم وخبرتهم في هذا المجال».
منصات تواصل
دعم الفيلم الإماراتي والعربي بدا هدفاً لريل سينما التي تعمل على
الترويج له عبر كافة منصات التواصل الخاصة بها، وبحسب تأكيدات أحد
مسؤولي ريل سينما لـ «البيان»، فإن الأفلام العربية عادة تحظى
بشعبية واسعة لدى فئة كبيرة من الجمهور، بمن فيهم الوافدون من دول
غير عربية، وقال: «اعتادت إدارة ريل سينما على تمديد فترة عرض
الأفلام التي تحظى باستجابة جيدة، ولا يقتصر دعمنا على الأفلام ذات
الانتاجات الضخمة، وإنما يمتد ذلك نحو تشجيع الأفلام المستقلة التي
تقوم بإنتاجها المواهب السينمائية الصاعدة لا سيما الإماراتية منها».
وأضاف: «خلال الفترة الماضية عرضنا ولانزال مجموعة من الأفلام
العربية والإماراتية، ومن بينها «من ألف إلى باء» للمخرج علي
مصطفى، و«ذيب» للمخرج ناجي أبو نوار، والفيلم المصري «يوم مالوش
لازمة» والتي حازت على إعجاب الجمهور المحلي، في حين أطلقنا خلال
العام الجاري 12 فيلماً عربياً من بينها 3 أفلام إماراتية، والبقية
من مصر ولبنان والأردن، وهذا يأتي من منطلق التزامنا بتقديم تجربة
ترفيهية لجمهورنا».
ترويج
التسويق للفيلم الإماراتي كان واحداً من مهمات شركة ماد سيلوشنز،
ومن أبرزها فيلم «من ألف إلى باء» للمخرج علي مصطفى الذي افتتح
دورة مهرجان أبوظبي السينمائي الأخيرة، وتمكن من دخول صالات
السينما المصرية بعد مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته
الأخيرة، ومن بعدها تمكن من دخول دور السينما المحلية، وحول ذلك
أوضح المحلل السينمائي ومؤسس شركة ماد سولوشنز علاء كركوتي، أن
شركته قامت بالترويج لفيلم «من ألف إلى باء» في مصر فقط ضمن عروضه
السينمائية وليس كامل العالم العربي.
وأضاف: «قبل ذلك قمنا بدعم الفيلم الإماراتي القصير «لا تحكم على
الموضوع من خلال الصورة» للمخرج علي مصطفى، وحالياً نحن نخطط
لتوزيع أفلام خليجية طويلة خلال العامين المقبلين ،علماً بأن بعض
الأفلام يعلن عنها وفق الاستراتيجية لكل فيلم». وتابع كركوتي أن
شركته لاتهتم فقط بالفيلم الإماراتي وإنما بالسينما العربية بشكل
عام.
معايير
الأفلام الإماراتية .. ميزانيات عالية
اعتاد المخرجون الإماراتيون على إنتاج وتقديم أفلام ذات معايير
فنية عالية المستوى، الأمر الذي يدعوهم إلى تخصيص ميزانيات عالية
لإنجاز أفلامهم، وبحسب ما تشير إليه الإحصائيات فان تكلفة إنتاج
فيلم «دلافين» للمخرج وليد الشحي والمقرر عرضه في دور السينما
المحلية خلال ابريل الجاري وصلت إلى مليون و200 ألف درهم، وقد حظي
هذا الفيلم بدعم مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي عرضه للمرة
الأولى عالمياً في دورته الماضية.
فيما بلغت تكلفة إنتاج فيلم «من ألف إلى باء» للمخرج علي مصطفى نحو
مليوني دولار شاركت «توفور 25» بنسبة 50% منها، أما الجزء الأول من
فيلم «مزرعة يدو» فقد وصلت تكلفته إلى 300 ألف درهم، وكان تمويله
ذاتياً، حيث تقاسمها المخرج أحمد الزين وشركة «ظبي الخليج
للأفلام»، وبناءً على نجاحه في دور السينما عملت الشركة على إنتاج
جزء ثان منه سيعرض في دور السينما المحلية مايو المقبل، أما فيلم
«ظل البحر» للمخرج نواف الجناحي، فقد وصلت تكلفة إنتاجه إلى 3.67
ملايين درهم، وذلك بحسب ما إشار إليه موقع ويكيبيديا الإلكتروني.
منافسة
«دبي
للتوزيع» منصة لتسويق الإنتاج الإماراتي والعربي
لطالما شكلت عملية التوزيع مأزقاً للعديد من الأفلام الإماراتية
والعربية والتي تضطر إلى البقاء حبيسة الأدراج بمجرد انتهاء جولتها
في مختلف مهرجانات السينما العربية والغربية، الأمر الذي يحرمها من
دخول حلبة المنافسة على شباك التذاكر في صالات العرض التجارية،
ولتخلص من هذا المأزق، فقد عمد مهرجان دبي السينمائي العام الماضي
إلى اعتماد استراتيجية مبتكرة لدعم المواهب العربية، عبر تأسيس
منصة لتجارة الإنتاجات العربية السينمائية والتلفزيونية تحت عنوان
«دبي للتوزيع»، والتي جاءت نظراً إلى ما تواجهه الأفلام العربية من
مشكلات في التوزيع.
حيث يعمل هذا البرنامج من خلال توقيع شراكات مع أقطاب السوق
بالمنطقة على تشجيع توزيع الفيلم الإماراتي والعربي في دور السينما
المحلية والعربية، بحيث تنص الاتفاقيات على قيام الشركات باختيار
فيلم واحد على الأقل من مجموع الأفلام العربية التي سيعرضها
المهرجان في دورته، وتوزيعه بالأسواق. دبي ـ البيان
التاريخ: 08
أبريل 2015
الترويج للأفلام المحلية في المحافل الدولية
مهرجانات السينما تعزّز الحضور الإماراتي
دبي ـ غسان خروب
تلعب مهرجانات السينما في الإمارات دوراً مهماً في تعزيز الحضور
الإماراتي على الساحتين المحلية والدولية عبر تنظيمها أسابيع أفلام
إماراتية حول العالم، الأمر الذي جعل منها تربة خصبة لنمو صناعتها
لا سيما أنها تشكل منصات دعم قوية للأفلام المحلية، فبعد مرور
سنوات على انطلاقتها تحولت من مكان للمنافسة على الجوائز إلى منصة
عرض تقدم إنتاجات صناع السينما الإماراتية إلى الجمهور، كما باتت
تشكل تربة خصبة يمكن لشركات التوزيع الاستفادة منها للحصول على ما
تتطلع إليه من أفلام إماراتية يمكن أن تعرضها في صالات السينما
المحلية والعربية.
ولأن مهرجانات السينما المحلية لصيقة بيئتها، فقد لعبت دوراً مهماً
في دعم الفيلم الإماراتي على الصعيد المعنوي من حيث إتاحة الفرصة
أمامه للظهور أمام الجمهور، وكذلك على الصعيد المادي من حيث توفير
الدعم له بدءاً من السيناريو وحتى عرضه على الشاشة، لتتمثل المهمة
الكبرى في تقديم الفيلم الإماراتي إلى العالم، وهي المهمة التي
حملتها مهرجانات السينما المحلية على عاتقها، بالترويج للفيلم
الإماراتي في كافة المحافل الدولية التي تحط فيها، ليبدو دعم
الفيلم الإماراتي وصناعه قاسماً مشتركاً بين عموم الآراء التي
استطلعتها «البيان» والتي بينت الآراء حجم المبادرات التي تقوم بها
لأجل الفيلم الإماراتي ونقله نحو مستويات جديدة، وهي التي لعبت
دوراً في تطوير صناعة السينما الإماراتية.
وجود مهرجان دبي السينمائي الدولي على خريطة صناعة السينما
العالمية، عزز من الحضور الإماراتي على الساحة الدولية والعربية،
فمن خلاله تطورت أدوات العمل السينمائي المحلية، وساهم في بروز
عديد المواهب الإماراتية في هذا المجـــال، كما عمـــل على
توفــــير قاعـــدة صلبة لدعم الأعمال السينمائية سواء كانت محلية
أو غير ذلك، وهو ما يؤكده عبدالحميد جمعة رئيس مهرجان دبي
السينمائي الدولي، والذي قال: «بالنسبة لنا الفيلم الإماراتي يعد
جزءاً من الفيلم الخليجي الذي عملنا على دعمه منذ اللحظة الأولى
لانطلاقة المهرجان، وذلك انطلاقاً من قاعدة أن أي مهرجان سينمائي
لا يعمل على مساعدة أصحاب الصناعة المحلية، فهو فاشل، واهتمامنا
بالفيلم الإماراتي جاء بناءً على قناعتنا بأنه يشكل المستقبل،
وبالتالي يجب إظهاره وتحفيز صناعته، بحيث يكون قادراً على نقل
صورتنا أمام المجتمع العالمي».
قبلة الصناع
اجتهاد مهرجان دبي السينمائي في دعمه للفيلم الإماراتي بدا واضحاً
من خلال مجموعة المبادرات والبرامج التي أطلقها خلال سنواته الـ
11، ليضحى معها قبلة لصناع الافلام المواطنين الباحثين عن منفذ
لدعم أفلامهم وتطويرها بحيث تكون قادرة على المنافسة في دور
السينما المحلية والعربية عند عرضها تجارياً، وفي هذا الصدد.
أشار جمعة إلى أن مهرجان دبي السينمائي قدم خلال دوراته الماضية
برامج ومبادرات خاصة بدعم الفيلم الإماراتي، وقال: «في 2004 أطلق
المهرجان برنامج (إماراتيون واعدون) والذي سلط الضوء على أفضل
وأبرز الإنجازات السينمائية لصناع الأفلام الإماراتيين، ومن رحم
هذا البرنامج خرج العديد من صناع السينما الإماراتية المعروفين مثل
نجوم الغانم وعلي مصطفى ونواف الجناحي وغيرهم ممن حملوا لواء
السينما الإماراتية، في حين بدأنا في 2007 بمسابقة السيناريو والتي
جاءت بعد شعورنا بضرورة تطوير هذا الجانب لدى صناع السينما
الإماراتية، لاعتقادنا بأن الفيلم الجيد يبدأ من السيناريو الجيد.
وبعد ذلك أطلقنا مهرجان الخليج السينمائي ليكون حاضناً للفيلم
الإماراتي والخليجي معاً، وفيه تم إنشاء صندوق إنجاز لدعم الأفلام
الخليجية إيماناً منا بضرورة توفير الدعم لهذه الصناعة لتتمكن من
الوقوف على قدميها، كما تم أيضاً في 2010 إطلاق مسابقة المهر
الإماراتي الهادفة إلى تكريم أفضل الانجازات الإماراتية السينمائية».
أسابيع إماراتية
جمعة أكد أن دعم «دبي السينمائي» للفيلم الإماراتي لا يقتصر فقط
على الجانب المادي وإنما تحول المهرجان إلى بوابة مهمة لعرض
الأعمال السينمائية الإماراتية ونقلها نحو أماكن أخرى في العالم،
من خلال مشاركاته في عديد المهرجانات السينمائية الدولية، وقال:
«تنظيم أسابيع إماراتية في العديد من دول العالم، واحدة من أبرز
مهمات (دبي السينمائي)، وذلك بهدف تأمين منفذ للفيلم الإماراتي من
خلال هذه التظاهرات على العالم، وقدمنا ولا نزال عروض مختلفة
للأفلام الإماراتية في مهرجان (مب تي في) الذي يقام سنوياً في
مدينة كان الفرنسية الذي نعرض فيه على الأقل سنوياً 3 أفلام
إماراتية، ومهرجان كليرمون فيران للأفلام القصيرة الذي يقام سنوياً
في فرنسا.
وكذلك في الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون ـ بافتا
في العاصمة البريطانية لندن، إلى جانب تظاهرات سينمائية أخرى في
معظم المدن الأوروبية والأميركية وحتى العربية»، مؤكداً أن هذه
التظاهرات حولت مهرجان دبي السينمائي إلى قاعدة رسمية للأفلام
الخليجية التي ترسل سنوياً للمشاركة في مسابقة جوائز «آسيا
باسيفيك» السينمائية والتي ستقام
في كوينزلاند بأستراليا.
مشيراً إلى أن لدى «دبي السينمائي» هذا العام مبادرة جديدة تهدف
إلى عرض مجموعة من الأفلام الإماراتية في سوق كان للأفلام والذي
يقام على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، بحيث تكون هذه
الأفلام متاحه للبيع بهدف عرضها في دور السينما الأوروبية
والأميركية.
جمعة أكد أن «دبي السينمائي» لعب دوراً مهماً في التعريف بالفيلم
الإماراتي حول العالم، قائلاً إن ذلك «منح الفيلم الإماراتي الفرصة
ليرى النور ليس فقط داخل أروقه المهرجان وإنما على المستوى العالمي
أيضاً». وأشار إلى أن المحافل الدولية تستقبل الفيلم الإماراتي
بشكل جيد وبشغف واضح، لأنه أعطى العالم مجالاً لمعرفة كيف يفكر
المجتمع الإماراتي، ووفقاً لتعبيره، فقد عملت هذه الأفلام على فتح
الأفق أمام العالم للتعرف أكثر على منطقة الخليج، ومواهبها
السينمائية، وقال: «من خلال خبرتنا أصبحنا ندرك أن هناك دائماً
رغبة في مشاهدة الفيلم الإماراتي، وشهرياً تصلنا العديد من الطلبات
لإرسال أفلام إماراتية للمشاركة في إحدى المهرجانات في أميركا
وأوروبا وأستراليا، وهذا يدلل على حجم الدعم الذي يقدمه (دبي
السينمائي) لصناعة السينما الإماراتية».
تشكيل الوعي
تكاتف مهرجانات السينما في دعم الفيلم الإماراتي، انسحب أيضاً على
مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، فعلى الرغم من حداثة هذا
المهرجان، إلا أن دعم الفيلم الإماراتي وصناعته بدت واحدة من أبرز
أهدافه، وفي ذلك قالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير مؤسسة
«فن» الإعلامية، مدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل: «على
الرغم من حداثة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل.
إلا أننا نؤمن بضرورة دعم الفيلم الإماراتي عبر توفير منصات عرض
جماهيرية له، وهي الخطوة التي بدأنا بتنفيذها منذ اللحظة الأولى
لانطلاق المهرجان، وعملنا على تقديم مجموعة من الأفلام الإماراتية
القصيرة التي نعتقد إنها تحمل رسالة ومضموناً اجتماعياً مهماً
يتناسب مع الأطفال، فضلاً عن أنها تعكس طبيعة فكر وعادات وتقاليد
المجتمع الإماراتي، لإيماننا بأن السينما تلعب دوراً مهماً في
تشكيل الوعي لدى الكبار والصغار على حد سواء، وبناءً على ذلك يأتي
دعمنا للأفلام الإماراتية التي تتيح الفرصة أمام زوار المهرجان من
مختلف الجنسيات للتعرف على طبيعة مجتمعنا، والتزامنا بالموروث
الثقافي والاجتماعي».
وأوضحت: نحن نهدف من خلال المهرجان إلى تعزيز وعي الأطفال والناشئة
بقيم الفن السابع، إلى جانب تنمية الحس الإبداعي لديهم، وتطوير
قدراتهم على صعيد صناعة الأفلام، والأمر ذاته ينسحب على المخرجين
الإماراتيين والعاملين في السينما والذين نشجعهم على إنتاج المزيد
من الأفلام التي تتناول قضايا عالم الطفل.
وأضافت جواهر القاسمي: عملنا خلال دورتنا الثانية على استقطاب
مجموعة من الخبراء في صناعة السينما، ليقدموا خلاصة خبراتهم في هذا
المجال لأطفالنا الذين يشكلون العمود الفقري للمهرجان، الذي يسعى
جاهداً إلى خلق جيل إماراتي مبدع وقادر منافسة أكبر العاملين في
قطاع سينما الأطفال حول العالم».
100,000
في إطار دعمها للسينما المحلية، أطلقت وزارة الداخلية مسابقة أفضل
سيناريو مجتمعي بقيمة 100 ألف دولار، وتم اعتماد «حماية الطفل»
محوراً للدورة الأولى التي فاز بها المخرج سعيد سالمين عن فيلمه
«ساير الجنة».
250,000
تتعاون «إيمج نيشن» مع برنامج «إنجاز» المخصص لدعم مشاريع الأفلام
في مرحلة ما بعد الإنتاج، لتقديم منح مالية تساعد على صناعة
السينما المحلية، تفوق قيمتها 250 ألف درهم، ليتمكن من خلالها صناع
السينما الإماراتية من تطوير أفكارهم وتحويلها إلى أعمال سينمائية،
وستتولى لجنة تحكيم مكونة من عدد من أصحاب الخبرة ومن بينهم طلال
الأسمني تنفيذي تطوير في إيمج نيشن، مهمة اختيار الفائزين، على أن
يتم الإعلان عن أسماء الفائزين بالمنح خلال مهرجان «كان» السينمائي
في شهر مايو المقبل.
مليون درهم
يخصص مشروع فيلمي التابع لمؤسسة وطني مليون درهم لدعم 4 مشاريع
سينمائية محلية على الأقل، حيث يتم ذلك بالتنسيق مع برنامج إنجاز
التابع لمهرجان دبي السينمائي وسيقدم هذا التمويل للإماراتيين من
أصحاب المواهب الجديدة والواعدة.
تعاون
اتفاقيات شراكة لتمويل مشاريع سينمائية
لم يقتصر دعم صناعة السينما الإماراتية على مهرجانات السينما فقط،
وإنما امتد ذلك ليطال القطاع المصرفي أيضاً، حيث وقع مهرجان دبي
السينمائي الدولي خلال العام الماضي اتفاقية شراكة مع بنك الإمارات
دبي الوطني لتمويل مشاريع برنامج «إنجاز» السينمائي. وبموجب هذه
الاتفاقية، سوف يقدم بنك الإمارات دبي الوطني الدعم لمجموعة مختارة
من صانعي الأفلام في مراحل ما بعد الإنتاج بغية تحقيق أكبر قدر من
الانتشار للأفلام العربية في الأسواق السينمائية الدولية.
ويتبع برنامج «إنجاز» لسوق دبي السينمائي وهو يدعم الأفلام في
مرحلة ما بعد الإنتاج، إذ يوفر التمويل اللازم لصانعي الأفلام. كما
يهدف البرنامج إلى توسيع خيارات الأفلام العربية المعروضة أمام
الجمهور والرفع من شأن هذه الأفلام في المشهد السينمائي الدولي،
وزيادة فرص المبيعات الدولية، وتوزيع الأفلام العربية، والمساهمة
في بناء صناعة سينمائية إبداعية مستدامة في هذه المنطقة. يذكر أن
هذا الدعم لا يعد الأول لبنك دبي الإمارات الوطني في هذا المجال.
فعاليات
ورش عمل فرنسية للمواهب الإماراتية
دعم صناع السينما الإماراتية لم يقتصر على مهرجانات السينما
المحلية، وإنما تجاوز ذلك ليصل إلى مهرجانات غربية ومن بينها
مهرجان السينما الفرنسية «فرانكو فيلم»، الذي تنظمه الرابطة
الثقافية الفرنسية والقنصلية الفرنسية وبدعم من دبي للثقافة
ومهرجان دبي السينمائي الدولي، حيث قامت إدارة المهرجان في دورته
الأخيرة بعرض مجموعة من الأفلام الإماراتية القصيرة والتي حملت
توقيع مخرجين مواطنين شباب حصلوا على فرصة للمشاركة في ورش تدريبية
تنظمها جامعة «لا فيمس» الفرنسية خلال فترة الصيف لتأهيل عدد من
المواهب الإماراتية في مجال صناعة السينما، وتمتد فترة الورش هذه
على مدار 6 أسابيع يقوم الطالب في نهايتها بتصوير فيلم قصير، يتم
عرضه في مهرجان السينما الفرنسية.
الورش التدريبية هذه لا تقتصر على تدريب صناع الأفلام على عمليات
الإخراج فقط، وبحسب محمد بن ديجبور المشرف العام على مهرجان
«فرانكو فيلم»، فإنه يتم أيضاً تأهيل صناع الأفلام على كتابة
السيناريو وعمليات إنتاج الفيلم. دبي ـ البيان
التاريخ: 08
أبريل 2015
الجمهور: الأحداث ليست جاذبة ولا تعكس واقع المجتمع
تقنيات متواضعة وحكايات بسيطة ومكررة
دبي- دارين شبير
كان حلماً، أن تتمرد الأفلام المحلية على قيود المهرجانات، لتتحرر
وتصل إلى دور العرض، لتلبي بذلك رغبات جمهور ارتفعت أصواته مطالباً
بها منذ سنوات، وتسعد قلوب صناعها الذين سعوا جاهدين لإيصالها إلى
الشاشة الكبيرة.
ولكن الكابوس، أن هذه الأفلام لم تجد لها جمهوراً، فالإقبال عليها
ضعيف، والمقاعد شبه خالية إلا من نخبة ترتبط بعلاقة صداقة أو زمالة
أو قرابة بصناع الفيلم، أما الجمهور، فلم يُغرِه الفيلم المحلي ولم
يجذبه، فتقنياته بسيطة وقصصه مكررة ومأساوية، لا تعكس البيئة
الإماراتية كما هي في الواقع. وبالمقارنة بين الفيلم المحلي وأفلام
هوليوود، تتوارى السينما المحلية خجلاً من نظيرتها، فالمقارنة ليست
في صالحها، والجمهور يصدر أحكاماً جائرة بحقها حين يعقد هذه
المقارنة.
«لم
أشاهد أي فيلم إماراتي في دور العرض» هذا ما أكده عباس فرض الله،
نائب مدير خدمة المتعاملين في شركة «شرف دي جي»، مشيراً إلى أن
الفيلم المحلي لا يعد جاذباً بالنسبة له، وقال: لا أشعر برغبة قوية
تدفعني لحضور فيلم محلي في السينما، لأني أعرف مسبقاً بأنه لن يقدم
لي جديداً، ولن يكون فيه شيء مميز، فأغلب الأفلام المحلية قصصها
بسيطة ومكررة وغير جاذبة، إضافة إلى أن التقنيات بسيطة ومستواها
متواضع.
وأشار فرض الله إلى أن الأفلام الأجنبية برعت في تقديم القصص
بتقنيات عالية الجودة، ونجحت في جذب الجمهور، وفرضت نفسها على
الساحة فرضاً.
نظرة دونية
ذكرت نهلة عبدالله، باحثة في الموارد البشرية، أن الفيلم المحلي لم
ينجح في كسب ثقة الجمهور وقال: من خلال المحيطين بي، أشعر بأن
النظرة له دونية، ويترفع الكثيرون عن الذهاب لحضور فيلم إماراتي في
دور العرض بسبب المستوى المعروف عنه سابقاً، كما أن المقارنة بينه
وبين أفلام هوليوود ليست في صالحه، وبرأيي أنه لا يجب عقد هذه
المقارنة لأنها ظالمة وقاسية جداً، فالسينما الإماراتية لا تزال في
بداية نشأتها، ويجب على الجمهور ألا يظلمها، وألا يكون متطلباً، لا
سيما أن هناك جهوداً كبيرة مبذولة من قبل المخرجين الإماراتيين،
ويجب علينا بالتالي دعمهم وتشجيعهم.
ولفتت نهلة إلى أن مشكلة الأفلام المحلية تكمن في إغراقها
بالسوداوية والحزن والمشكلات، وقالت: يحتوي الفيلم الإماراتي على
شحنات سلبية كبيرة، وأعتقد أن على المخرج أن يحاكي البيئة
الإماراتية بشكل يبتعد فيه عن السلبية، فهناك قصص نجاح وإصرار
وعزيمة، فلماذا يتم التمسك دائماً بالجوانب المظلمة وإهمال الجوانب
المضيئة؟.
مأساوية
لم يسبق وأن قصدت ميسون موسى، ربة منزل، السينما لمشاهدة فيلم
إماراتي، وعن ذلك قالت: قصص الأفلام المحلية ليست جاذبة، وبالنسبة
لي، فأنا وأغلب الجمهور نقصد السينما للاستمتاع بمحتوى قوي وجميل،
وهذا غير متوفر في الفيلم المحلي.
وأشارت إلى أن السينما الإماراتية تفتقد المصداقية، فأغلب القصص
مكررة ومأساوية ولا تعكس حقيقة المجتمع والبيئة المحلية، إضافة إلى
أن جرعات الصراخ والمآسي فيها كبيرة جداً. ووجهت ميسون رسالة
للمخرجين المحليين مطالبة إياهم فيها بالنزول إلى الشارع والتقاط
القصص الواقعية وتقديمها بأسلوب فكاهي كوميدي مبتكر، ما يعزز مفهوم
الإيجابية ويحقق المتعة لدى المشاهدين.
تشجيع
«ليس
لدينا وعي فيما يتعلق بدعم المخرج المحلي» هذا ما قالته زينب أهلي،
سيدة أعمال، لافتة إلى أن المقارنة بين الفيلم المحلي ونظيره
الهوليوودي ليست في صالح الأول، وأضافت: دورنا كجمهور ألا ندير
ظهورنا للفيلم المحلي، فنحن جزء من المجتمع، وعلينا تشجيع صناع
الأفلام المحلية.
وأشارت أهلي إلى أن الفيلم المحلي فقير بمعطياته من حيث المحتوى
والقصة وطريقة طرحها ومعالجتها، بالإضافة إلى التقنيات المستخدمة.
وذكرت أنها تابعت أحد الأفلام الإماراتية ولكنها خرجت منه دون أن
تفهم المغزى من ورائه، وقالت: برأيي أن الفيلم المحلي يحتاج
للتركيز على الأفكار، ويجب أن تكون هذه الأفكار مأخوذة من واقع
المجتمع.
تطور الحكاية
«نحتاج
إلى وقت طويل لنصل إلى ما توصلت إليه هوليوود وبوليوود»، هذا ما
أكده الفنان هزاع الظنحاني، لافتاً إلى أن الدراما الإماراتية
استطاعت أن تثبت نفسها اليوم أكثر من السينما، وقال: تابعت أفلاماً
محلية، وأشعر بالفخر حين أرى فيلماً محلياً في دور العرض، ومن خلال
ما عُرض في دور السينما من أفلام محلية معدودة كـ«دار الحي» و«ظل
البحر» وغيرها، نرى أن المستوى يبشر بالخير، وأن الجهود التي يقوم
بها صناع السينما لن تضيع هدراً.
وأشار الظنحاني أن المخرجين المحليين بحاجة للدعم، وقال: جهودهم
واضحة للجميع، إلا أنها لا تلقى الدعم المناسب، ورغم انطلاق
المهرجانات واحتضانها للأفلام المحلية، إلا أن ذلك غير كافٍ، لأن
السينما بحد ذاتها تحتاج لخبرات كبيرة، واستمرارية متواصلة في
الدعم، فالإنتاج السينمائي مكلف، والعمل الجيد يحتاج لميزانية
كبيرة. وذكر الظنحاني أن قصص الأفلام المحلية جميلة، إلا أنها
تحتاج لتطور الحكاية، بحيث ينتج عن ذلك قصص جاذبة، ما يستدعي تشجيع
الكُتاب، ويصب في النهاية في صالح الفيلم.
تحديات
مهمة ليست سهلة
ظهر أول فيلم إماراتي روائي طويل في أواخر الثمانينات، وهو «عابر
سبيل» للمخرج السينمائي علي العبدول، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن
ظهرت أفلام محلية عدة، أغلبها انحاز للقصير، وبقي عدد الأفلام
الطويلة معدوداً على الأصابع، والسبب في ذلك أن صنع فيلم طويل ليس
بالمهمة السهلة، وتواجهه تحديات عدة، كنقص الدعم والتمويل، وعدم
وجود جهات رسمية تدعم الأفلام الطويلة ذات التكلفة الكبيرة، وعدم
توفر خطة واضحة الملامح للسينما الإماراتية، ما يستدعي ضرورة قيام
المهرجانات السينمائية المحلية بتكثيف أنشطتها على مدار العام،
كتقديم الورش التدريبية، فالسينما بحاجة لمتخصصين في مجال المونتاج
والتقنيات والصوت والإضاءة وإدارة المواقع وغيرها.
تنوع
عوامل جذب
تمتاز أفلام هوليوود بعوامل جذب تجعلها الأكثر لفتاً للأنظار، أهم
هذه العوامل هي التنوع في القصص، فهناك «الأكشن» والرومانسي والرعب
والاجتماعي والكوميدي والخيال العلمي، ما يجعلها تصل للجمهور على
اختلاف ميوله ورغباته، على عكس الفيلم المحلي الذي يدور في إطار
القصص الاجتماعية، متجاهلاً الأكشن والرعب والخيال العلمي وغيرها،
كما تخصص هوليوود ميزانيات كبيرة وضخمة للترويج لأفلامها، وفق خطة
محكمة، تستهدف الجمهور وتصل إليه حيثما كان.
التاريخ: 08
أبريل 2015
مخرجون: الإمكانيات ضعيفة والمقارنة ليست في صالحه
الفيلم المحلي غريب في داره
دبي- دارين شبير
حين يتحدث صناع السينما الإماراتية عنها، تتهادى إلى أسماعنا نبرة
حزينة، تمتزج فيها الحسرة بالألم، لا سيما أنها رغم الجهود، التي
يقوم بها أصحابها، لا تزال النظرة إليها قاصرة، فالمقارنة بينها
وبين غيرها يظلمها، ويبرز جوانب الضعف فيها، وهو ما لا يعيه
الجمهور، الذي يطعنها بقسوة، ليقضي على كل رغبة في تقديم ما هو
أفضل.
«البيان»
تواصلت مع عدد من المخرجين السينمائيين، الذين عبروا عن معاناتهم
من ظلم الجمهور للفيلم المحلي، لتبقى مقاعد دور العرض خالية، رغم
وصول الفيلم لشاشاتها، ما يجعله غريباً في داره، مؤكدين وجود أزمة
ثقة، ومطالبين بالتعامل مع السينما المحلية بوعي أكبر، وملقين
باللوم- في الوقت نفسه- على مستوى ما يعرض، ومشددين على ضرورة
مراعاة أقصى معايير الجودة في تقديمها.
«المنتَج
المحلي يعاني أزمة ثقة»، هذا ما أكده المخرج وليد الشحي، مشيراً
إلى أن الجمهور لا يمتلك ثقافة السينما، وأن الفيلم المحلي غريب في
داره ويعاني أزمة ثقة تسبقها أزمة ثقافية وفكرية، لافتاً إلى أن
السينما الإماراتية مهجورة من قبل الجمهور، وقال: أصبح الجمهور
ينتظر نوعية معينة من الأفلام، بناء على خبرة طويلة تكونت لديه، من
خلال تعامله مع أفلام هوليوود، وحين يرى فيلماً لا تتوافر فيه
المواصفات الهوليوودية لا يشعر بالإشباع.
وأشار الشحي إلى أن ندرة الأفلام المقدمة يزيد صعوبة الأمر، وقال:
يحتاج الجمهور لأن يرى ويتابع الفيلم المحلي، ودورنا كوننا صناع
أفلام إماراتيين يكمن في إجبار الجمهور على مشاهدة هذه الأفلام، من
خلال تقديم عدد جيد منها، وعرضها في دور السينما، وحبذا لو تم
عرضها على شاشات التلفزيون، بعد عرضها في صالات السينما.
وذكر الشحي أن ما تقدمه السينما التجارية الخليجية سطحي، وقال:
يركض الجمهور وراء أسماء وليس وراء مواقف، وفي حال تقديم الأفلام
التجارية يجب تقديم تنازلات، فمثل هذه النوعية ليس فيها عمق، إلا
أننا بالتالي بحاجة إلى التنوع بالتجربة.
وطالب الشحي الجمهور بإعطاء فرصة للأفلام المحلية، والنظر إليها من
منظور آخر، وقال: هذه الأفلام تشبهنا، ولكن مشكلة المشاهد المحلي
أنه لا يرى نفسه جاذباً على الشاشة، ولا يفضل النظر إلى بيئته،
ربما لأنه يعيش فيها ويبحث عن الجديد والمختلف.
وأنهى حديثه بالقول: نحتاج للوقت فقط، فنحن لا نزال في مرحلة
التأسيس، وزيادة عدد الأفلام وخلق تجربة تراكمية، يجعل المشاهد
يعتاد على الفيلم المحلي.
سكاكين
وافق المخرج ياسر النيادي زميله وليد الشحي في معاناة السينما
المحلية من أزمة ثقة، وقال: الجمهور مُنهال بسكاكينه على الأفلام
المحلية، وكثيرون يترفعون بأنفسهم عن التقرب من التجربة المحلية
ودفعها إلى الأمام، ولا أقصد هنا أن «نُطبطب» على الفيلم المحلي،
ولكن إن أراد أحد قول رأيه فليقله في إطار يسمح للمخرج بأن يعي
أخطاءه ويصححها، وخصوصاً أن الجمهور المحلي واكب الظروف، التي
عانتها السينما المحلية.
ولفت النيادي إلى أن الكثيرين يتعاملون مع الفيلم المحلي بطريقة
سيئة، ما جعله غريباً في داره، وقال: ليس لأي أحد الحق في أن يصادر
تجربة المخرج المحلي، ورغبته في وضع بصمته في هذا المجال، وفي
النهاية، فالفيلم الهوليوودي أو البوليوودي أو غيرهما لا يمثلنا،
ومن الأولى بالمشاهد العربي الاعتراف بصناعة السينما المحلية، لأن
من مصلحته الوقوف إلى جانبها ودعمها، فهي جزء من الحراك الثقافي
الوطني، والتقليل من شأنها والارتباط بالفيلم الغربي يؤثر سلباً في
هذا الحراك.
وذكر النيادي أن عرض الفيلم المحلي في دور السينما موضوع جديد على
الجمهور، وقال: الجديد يُرجم عادة في عُرف من لا يعرف، لأنه مستهجن
وغير مقبول، ومشكلتنا مع الجمهور تكمن في تعاليه على المنتَج
المحلي، وذلك للمقارنة التي يقوم بها عقله تلقائياً، ما يجعله يسلط
سياط ألسنته عليه من دون رحمة.
لوم
«الفيلم
القوي يفرض نفسه»، هذا ما أكده المخرج هاني الشيباني، لافتاً إلى
أنه يجب ألا نلقي باللوم على الجمهور وقال: علينا كوننا صناع أفلام
أن نزيد جودة أعمالنا ونفكر بجذب الجمهور بدلاً من لومه، فسمعة
العمل تسبقه، والجمهور واعٍ جداً، ويبحث عما يحاكي عقله ووعيه،
ومهما كانت نواياه طيبة في الدعم، فهو في النهاية يبحث عن محتوى
يحقق له الاستمتاع، ولا نستطيع تحميله أكثر من طاقته.
وعما إذا كانت رغبات الجمهور تقلل من قيمة الفيلم السينمائي، قال:
دائماً ما نربط بين رغبة الجمهور وتقديم التنازلات، وهذا أمر خاطئ،
لأنه من الممكن تقديم عمل محترم وهادف وقادر على جذب الجمهور في
الوقت نفسه.
وعن المشكلات التي تواجه الفيلم المحلي قال: هناك ظروف إنتاجية تقف
حائلاً أمام تقديم عمل على مستوى عالٍ من الجودة، كما أن بعض القصص
والموضوعات غير جاذبة، إضافة إلى أن الصرف على الدعاية غير موجود،
ويعد ثقلاً إضافياً لا يحتمله صانع الفيلم، الذي بالكاد يوفي
بمتطلبات صناعة فيلمه.
مقارنة
بدأ المخرج سعيد سالمين حديثه بالقول: «سينمانا ناشئة وبحاجة لوقت
طويل لتقنع الجمهور بنفسها»، مؤكداً أن السينما المحلية والخليجية
والعربية عموماً لا جمهور لها، وقال: جمهور اليوم على قدر كبير من
الوعي والإدراك الفني، ولا نستطيع إقناعه بسهولة، فهو على اطلاع
بأهم وأقوى الأفلام بكل ما فيها من إثارة وتقنيات، ولذا فالمقارنة
بين الفيلم المحلي وغيره لا تكون في صالحه، والفرق يبدو للمشاهد
واضحاً في التقنية المستخدمة والتصوير والإنتاج وغيره، ولكني أرفض
هذه المقارنة، فنحن كوننا إماراتيين نقدم أعمالاً تخصنا وتعبر عنا،
ومن غير المنصف وضع أفلامنا في الكفة نفسها مع الأفلام العالمية.
وأكد سالمين أن السينمائي الإماراتي لا يفكر بالأرباح، وقال: الأمر
الأهم بالنسبة لنا هو أن نعرض أفلامنا تجارياً ليراها الجمهور
ويعتاد عليها، إذ يجب تعويد الجمهور على مشاهدة الفيلم الإماراتي،
ومع تراكم الأعمال يصبح التقبل والإقبال على الفيلم المحلي أمر
طبيعي.
وأشار إلى أن الجمهور متعطش لفيلم إماراتي على مستوى عال من
الجودة، وطالبه بدعم وتشجيع السينما المحلية، وقال للجمهور: اصبروا
علينا، وامشوا معنا خطوة بخطوة، فبدعمكم نرتقي للأفضل.
عقبات الإبداع
بين غياب الدعم المادي وقلة النصوص القوية والافتقار إلى أكاديميات
سينمائية، تكمن معاناة السينما المحلية، فلا يخلو حوار أو مؤتمر
صحافي خاص بالسينما من هذه النقاط الثلاث، لأهمية ما تقدمه للفيلم
المحلي، ومن مهرجان لآخر، يزداد الدعم، وتظهر مؤسسات تتبنى مهمة
دعم الأفلام، ليتخطى عدد من صناع الأفلام هذه العقبة، إلا أنهم
يصطدمون بالنصوص الضعيفة الخالية من الابتكار والتجديد. نقاشات عدة
ومتكررة جمعتنا بالسينمائيين، الذين كانوا يؤكدون في كل مرة، أن
الأكاديميات السينمائية هي الحل لجميع مشكلات السينما المحلية، فمن
خلالها تزداد الكوادر المختصة في هذا المجال، وتبرع الأقلام
المبدعة، وتصقل الشغف بدراسة أكاديمية تضع النقاط على الحروف،
وتبني جيلاً يمتلك وعياً وثقافة وعلماً بأساسيات ومتطلبات صناعة
السينما.
دور المخرج الوصول للجمهور وعدم انتظاره ليأتيه
ذكر المخرج أحمد زين، أن «مزرعة يدو» بجزئه الأول حصد جمهوراً
كبيراً وحقق إيرادات جيدة، وقال: كان كل عرض يحظى بحضور ومتابعة
نحو 100-150 شخصاً، وتم عرض الفيلم في دور السينما في الإمارات
لمدة 40 يوماً، ما يدل على نجاحه ووصوله للجمهور، وهذا ما شجعنا
للعمل على جزء ثان منه.
وذكر زين أن المخرج يجب أن يصل للجمهور ولا ينتظره ليأتيه، وقال:
الأفلام نوعان جماهيري وفني، ودور المخرج أن يصل للجمهور كله، فلا
يقتصر على الجمهور النخبوي، الذي يتابع المهرجانات، فهناك قاعدة
كبيرة من الجمهور الذي يبحث عن الفيلم التجاري، ولهذا الجمهور حقه
وعلينا أن نصل له، وفي فيلمي «مزرعة يدو»، امتزجت الكوميديا
بالرعب، وقدمنا البيئة المحلية البحتة، وبذلك تكاملت عناصر النجاح
التي ساعدت على جذب الجمهور.
وأشار إلى أنه يجب على صناع الأفلام التنسيق بين الفيلم الفني
والجماهيري، وقال: حين خضت تجربة الفيلم الطويل وضعت الجمهور، الذي
يبحث عن الاستمتاع والضحك نصب عيني، وتحقق الهدف الذي سعيت نحوه،
ولاقى فيلمي النجاح الجماهيري.
التاريخ: 08
أبريل 2015
أفلام محلية في دور العرض
إعداد- دارين شبير
لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
عرفت الأفلام المحلية طريق دور العرض، فعُرضت عدة أفلام في صالات
السينما، منها ما حاز على إعجاب الجمهور وكثُر الحديث حوله، ومنها
ما مر كنسمة هادئة بلا أي ضجيج. ومن فيلم محلي إلى آخر، بدأ وعي
الجمهور يزداد، كما زادت رغبة صناع هذه الأفلام بتقديم المزيد
منها، لا سيما أن وصول الأفلام المحلية إلى دور العرض كان - يوماً
ما- حلماً. |