بصياغة
سينمائية مكسيكية لرواية كاتبنا الكبير »نجيب محفوظ«
(بداية
ونهاية) للمخرج »أرتورو ريبستين« تختتم الليلة بقصر الفنون بالاوبرا
فاعليات
المهرجان الثاني لسينما اسبانيا وأمريكا اللاتينية، والتي دارت أفلامها
منذ الاثنين الماضي حول علاقة الادب بالفنون المرئية، وكيفية رحيل المادة
الروائية من عالم السرد القصصي الي عالم الصورة
المرئية، وحق صناع الدراما
السينمائية أو ا لتليفزيونية في تحويل الأعمال الروائية
الخالدة إلي أفلام لها بريق
خاص وجماهيرية اكبر علي الشاشتين الكبيرة والصغيرة.
الي جانب
هذا الطرح الذي
يهم المبدع المصري، فضلا عن مشاهد ابداعه، والذي قد حقق يوما ما للسينما
والدراما
التليفزيونية لدينا العديد من الأعمال المرئية الناجحة، المعتمدة علي
روايات نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي ويوسف ادريس،
وغيرهم، فجذبت
لدور العرض الالاف من المتعطشين للفن الراقي الجميل، والذين فقدوا الان كل ما هو
مثير للأفكار والمشاعر العميقة، والملتقطة لكلمات الشارع الهابطة،
تعيد صياغتها
في
افيهات سخيفة، فصارت الأفلام والمسلسلات كالفشار للتسلية فقط.
إلي جانب
هذا الطرح
الجاد، تمنحنا هذه الدورة سينما بطعم مختلف عن سينما الولايات المتحدة
العنيفة، والتي اثرت علي فنونا المرئية، إلي درجة استجلاب خبراء من الخارج
للزج
بمشاهد تصادم السيارات التي أصبحت موضة في أفلامنا، بينما تقدم السينمات الاخري،
وبخاصة السينما الأسبانية والأمريكية لاتينية عالما مختلفا، يهتم ببسطاء
الناس،
ويغوص في اعماق المجتمع،
ويثير العقل ليستيقظ من أحلام العولمة التي تصنعها
الميديا الحديثة، فيتمرد علي ذاته اولا، كي يمكنه بعد ذلك التمرد لصالح
مجتمعه.
يضاف إلي
ذلك ادراك صناع هذه السينما الناطقة بالاسبانية، انها
سينما موجهة لجمهور عريض في أسبانيا الاوروبية وأمريكا الناطقة بذات اللغة،
جنوبية ووسطي، وان هذه اللغة المنطوق بها،
ليست مجرد وسيط للتفاهم، بل هي
وعاء ثقافي، نقل عادات وتقاليد ورؤي المجتمع الاسباني إلي
العالم الجديد منذ
أكثر من
خمسة قرون، ناقلا معه ثقافة عربية استقرت بلا وعي هذا المجتمع الاسباني
خلال القرون الثمانية التي استقر فيها العرب بشبه جزيرة ايبريا، فامتزجت
علي
الارض الرحبة ثقافات اسبانية وعربية وافدة مع الثقافات الاصلية لسكان
البلاد،
فأنتجت علامات بارزة في مجالات الاداب المقروءة والفنون
المرئية.
فهل يمكن
لنا ان
نستفيد من هذه التجربة الفذة، ونحن كعرب نتحدث لغة واحدة، وان امتزجت
عبرها ثقافات متعددة،
اصيلة، ووافدة، فننتج أفلاما مشتركة مصرية مغربية
يمنية، او سورية تونسية كويتية؟ وان كان مثل ذلك يحدث بشكل ما
في الدراما
التليفزيونية، وحقق نجاحا لا بأس به.
وهل يمكن
ان تعود افلامنا السينمائية
ومسلسلاتنا التليفزيونية إلي عوالم الادب الروائي والقصصي، تنهل منه وتصوغ
مادته عميقة الفكر في درامات جذابة ومثيرة للعقل والوجدان معا؟
أم سنظل
في
تدهورنا
نحو الهاوية، متعلقين بموضوعات تافهة وأفكار سطحية تتكرر من فيلم لآخر
ومن مسلسل لشبيهه، فنخسر مكانتنا وقيمتنا ومجتمعنا معا.
أخبار النجوم المصرية
05/02/2009 |