استطاع
الفنان السوري تيم الحسن خلال مشواره الفني الذي لم يكتمل عقده الأول أن
يسجل في استمارته الفنية 15 مسلسلا تلفزيونيا لعب فيها أدوارا متفاوتة قدم
خلالها تنوعا من خلال الشخصيات التي قام بأدائها على الشاشة الصغيرة.
وعملت تلك
الشخصيات على بناء أساس لانتشاره الفني ونسج علاقة خاصة مع المشاهدين في
مختلف أقطار العالم العربي، خصوصًا أن صعوده الفني تزامن مع انتشار القنوات
الفضائية العربية المتنافسة على اجتذاب المتميز من الدراما المصرية
والسورية.
فقد تعرف
المشاهدون على تيم الحسن من خلال «التغريبة الفلسطينية» و«ربيع قرطبة»
و«الزير سالم» و«صلاح الدين الأيوبي» و«صقر قريش» و«نزار قباني» و«العار»
وغيرها وصولا للمسلسل المصري «الملك فاروق» الذي شكل علامة فارقة في مشوار
تيم الحسن الفني.
وتيم
الحسن من مواليد دمشق في 17 فبراير (شباط) 1976 وخلال أيام سيحتفل بعيد
ميلاده الـ 33 وهو متزوج من الفنانة السورية ديمة بياعه وأنجب وإياها طفلين
أكبرهما ورد الذي اختارا اسمه من بيت شعر للشاعر العربي المتنبي واصفا به
الأسد.
وقال تيم
لـ «الشرق الأوسط»: «الملك فاروق شكل علامة فارقة في حياتي الفنية وحملت
متغيرا كبيرا ونقلتني مشاركتي بدور الملك فاروق إلى مفترق جديد من خلال
تعرف قطاعات واسعة من الشعب المصري على شخصيتي بعد عرض هذا المسلسل».
واعتبر أن
«مسلسل الملك فاروق والنجاح الكبير الذي حققه كان مقدمة للانتقال للعمل
السينمائي في مصر من خلال فيلم «ميكانو» الذي يعد أول تجربة سينمائية له مع
المخرج محمود كامل وسيناريو وائل حمدي».
يقول
الحسن «أعجبني سيناريو الفيلم وقد اخترته من بين أكثر من سيناريو قمت
بقراءتها، لأنه يتيح لي تقديم شخصية مختلفة فيها جانب كبير من الشخصيات
المركبة التي تحتاج مجهودا كبيرا في الأداء ولم أقدمها من قبل».
وردا على
سؤال عن ملامسة الفيلم مع الفيلم الأميركي «عقل جميل» الذي لعب بطولته راسل
كرو وفيلم «رجل المطر» الذي لعب بطولته داستن هوفمان. قال: «أي إنسان له حق
في أن يقتبس صورة أو فكرة أو قصة وأن ينسج عليها بما ينسجم مع واقعه ومع
مجتمعه الذي يعيش فيه ففكرة ضياع الذاكرة أو الوهم ليست حكرا على مجتمع
فمثل هذه الحالة نجدها في المجتمعات كافة ولكن يبقى النموذج كيف يمكن
تقديمها ضمن الواقع الذي يعيشه ويراه أمامه وأنا أعتقد أن المؤلف في
«ميكانو» قدم صورة عن الحالة تقع ضمن نطاق المجتمع المصري والعربي بشكل
جيد.
ويشير
الحسن إلى أن «الانطباعات الأولية التي تركها عرض الفيلم في العرض الخاص
للنقاد وفي العرض الخاص للصحافة وفيما بعد ما كتب عن الفيلم يؤكد أنه
(الفيلم) جيد على مستويات متعددة من حيث الكتابة والإخراج والأداء
والموسيقى التصويرية والتصوير وهذا يدلل على بشرى جيدة للمستقبل».
وأكد تيم
الحسن في رد على سؤال عن تصوير المشهد المركزي في الفيلم عندما يصوره وهو
يقع في الحمام ببيت صديقته البطلة المشاركة نور - أدى فيه المشهد وكأنه
مصاب بحالة صرع - قائلا إن «الحالة المرضية التي يعاني منها البطل وهو
فقدان الذاكرة بشكل متسلسل ويعاني من مشكلة في الفص الأيمن بعد أن تم
استئصال ورم منه، فمن الممكن أن يتم تصوير هذه الحالة خصوصا بعد أن تم
مراجعة أطباء مختصين في مثل هذه الحالات».
ورفض
الحسن أن يكون وقع عقدا احتكاريا مع الشركة العربية لكنه أكد: «أنني ألقى
معاملة جيدة ورائعة من قبل الشركة وعلى رأسها الفنانة إسعاد يونس التي فتحت
أمامي بابا واسعا للتعاون مع الشركة لإنتاج أفلام أخرى ألعب أدوارا فيها
وأنا الآن أقرأ أكثر من 5 سيناريوهات لاختيار أحدها أو يمكن الانتظار حتى
أجد الفيلم الذي يمكن أن يشكل علامة متميزة في السينما وفي مسيرتي الفنية».
وفي رد
على سؤال حول إمكانية تفرغه للعمل السينمائي قال «السينما فن ساحر له
خصوصيته بالنسبة للمتلقي حيث يجتمع عشرات تحت سقف واحد لمشاهدة عمل واحد
ويخرج كل شخص منهم لديه رؤيته الخاصة حول العمل الذي شاهده إلى جانب أنه
يختلف عن الدراما التلفزيونية من هذه الزاوية إلى جانب أن له ميزات مختلفة
عن المسلسل من حيث الزمن والمكان والفكرة التي يتم معالجتها».
وتابع
«ومن حيث العمل في السينما لا يختلف كثيرا عن العمل في المسلسلات خصوصا أن
غالبية المخرجين السوريين الذين عملت معهم يميلون للتصوير بكاميرا واحدة
بالضبط كما يتم التصوير السينمائي فالممثل يقوم بنفس العمل أمام الكاميرا
ولكن الفروق تأتي في الصورة بين كاميرا الفيديو وبين الكاميرا السينمائية».
وحول المصاعب التي واجهته مع اللهجة المصرية في مسلسل الملك فاروق وفي فيلم
ميكانو أكد أنه «في البدايات مع الملك فاروق عندما كان الحوار طويلا كنت
ابدأ باللهجة المصرية وانتهي باللهجة السورية إلا أنني تجاوزت ذلك بسرعة
خصوصا أن اللهجة المصرية من السهل تعلمها وذلك لأنها اللهجة التي تعلمناها
من الفن.. السينما والدراما التلفزيونية والأغنية».
وحول عمله
في الدراما المصرية أشار إلى أنه «عرض علي العمل في عدة مسلسلات إلا أنني
رفضت ذلك لأني أفضل العمل في مسلسلات سورية وذلك بسبب الوضع العائلي فأنا
متزوج ولدي طفلان أود أن أكون معهما أطول فترة ممكنة من الوقت إلى جانب
أنني أميل إلى قضاء وقت فراغي في المنزل. ولكني من أجل السينما يمكن أن
أضحي وأحضر إلى مصر لبضعة أسابيع لتصوير الفيلم ومن ثم العودة إلى عائلتي
وأتمنى أن تكون هناك فرصة أوسع للعمل في السينما فإذا كان هناك نجاح لهذه
التجربة يصبح التفكير لإحضار العائلة والاستقرار في مصر لأن ذلك يصبح
ضرورة».
ويضيف «في
حالة كهذه فأنا لن أمانع إطلاقا أن أعمل في المسلسلات المصرية التي تستغرق
وقتا في تصويرها وأيضا العمل والمتابعة في الدراما السورية وفي كل الحالات
إذا كان هناك نجاح في التجربة السينمائية وتحتاج تفرغا كاملا لها أفضل أن
أركز في السينما والزمن سيجيب على المستقبل العملي».
الشرق الأوسط
06/02/2009 |