خالٍ من المعلومات والصور المواكبة للحدث
الموقع الإلكتروني للمهرجان «أرشيفي»
كتبت فاطمة الشامسي:
يعتبر الموقع الالكتروني لمهرجان دبي السينمائي الدولي الاول:
www.dubaifilmfest.com المرآة أو الواجهة الالكترونية لهذا الحدث المهم الذي تعيشه دبي لمدة
ستة أيام.ورغم أهمية المهرجان فإن المرآة الالكترونية لا تعكس صورته
الفعلية، إذ لا توجد مواكبة إعلامية الكترونية حقيقية.وإذا لاحظنا المحتوى
نرى مقدمة باللغة الانجليزية فقط، فيما تغيب اللغات الأخرى المساندة مثل:
العربية، الأوردية، الإيطالية، الاسبانية وغيرها.. علماً أن هدف المهرجان
الأساسي مخاطبة مختلف الثقافات.
أما لناحية التصميم العام، فإن «الفلاش» و«الأنيميشن» يخدمان الموقع على
مستويي التصميم والمنظر العام وإبراز شعار المهرجان وألوانه، لكنهما لا
يخدمان جهة المحتوى (الكتابة)، فالحروف فلاشية مؤذية للعين وليست واضحة
بالصورة المطلوبة.
معلومات أرشيفية
والغريب في الأمر، ان التغطية المتابعة لأخبار المهرجان غير متوفرة على
الموقع، فضلاً عن غياب عملية تحديث المعلومات. فيما يحصل المتابع على
معلومات أرشيفية بإمكان المستخدم الوصول إليها من خلال أي موقع آخر.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الوسائل التفاعلية مثل الصورة (Image)، الفيديو، الصوت (Audio)، فحدّث ولا حرج، ويكاد لا يذكر تأثيرها رغم أهمية الصورة، وكما يقال
إن الصورة تختزل ألف كلمة.
وإذا أردنا الغوص أكثر، فإننا نستغرب أيضاً كيف تغيب الصور والتعليقات
المتعلقة بحفل الافتتاح وضيوف المهرجان، علماً أن ذلك من البديهيات، وهي
مهمة أيضاً كون التغطية الالكترونية متابعة بشكل كبير من قبل مرتادي وجمهور
الإنترنت، وهي أيضاً مهمة جداً للتعريف بالفنانين العرب وعلى مستوى العالم.
وفي حالة رغبة المستخدمين في إنزال الصور والاحتفاظ بها.
ونذكر على سبيل المثال تغطية موقع
Yahoo
لأخبار المهرجانات والتعليقات المهمة المصاحبة لها.
ولابد من التنويه إلى أن السلبيات التي سبق ذكرها لم تمنع من وجود جهد واضح
في مجالات وزوايا أخرى من الموقع، وهي سهولة الولوج إلى الموقع دون تباطؤ
أو الانتظار لوقت طويل من أجل إنزال الموقع الالكتروني.
موقع مهرجان دبي السينمائي يعبر عن نفسه من خلال ألوان شعاره والمعلومات
العامة المقدمة.
المستخدم يصل إلى المعلومة المرغوب فيها عبر وصلات واضحة في منتصف الشاشة
أو في اليمين.
كما أن المادة المقدمة تعبر عن وجهة حكومة دبي والمتمثلة في عرض لأقوال
الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في نظرته الثاقبة عن توجه دبي
الحضاري والتعاطي مع مختلف الثقافات.
كما تتوفر وصلات دليلية لجداول العروض وأسعار التذاكر ومعلومات مستفيضة
(أرشيفية) عن إدارة المهرجان والقائمين عليه والأفلام المشاركة في الحدث.
####
في جلسة خاصة نظمتها «البيان» على هامش الفعاليات
السينما رافعة حضارية .. ولكن
تشهد أروقة مهرجان دبي السينمائي الدولي الاول حركة اعلامية نشطة، وكل
يتسابق مع الآخر للفوز بخبر او حوار، او لالتقاط صورة خاصة، فريق «البيان»
كان حاضراً هناك.. محررون ومصورون يروحون ويجيئون والجعبة تحمل يومياً
حصاداً جديداً.بالأمس كان الصيد ثميناً، وضمنه ندوة حوارية نظمتها البيان
مع الفنان عزت العلايلي شارك فيها بجانب مندوبها كل من:
محمود شمام (مدير تحرير «نيوزويك» العربية) والمخرج السينمائي محمد مخلوف،
وفيما يلي وقائعها:
·
«البيان»: كيف ترون كثرة المهرجانات السينمائية في العالم العربي هذه
الايام؟
ـ عزت العلايلي: انها ظاهرة ليست بالرديئة، ولكن يجب استغلالها في سبيل دفع
السينما العربية الى الامام ولا نكتفي بمهرجانات استعراضية، تؤدي الى
خلافات، ولا تجلب لنا الفائدة لبحث قضايانا بأبعادها كلها وآمل لمهرجان دبي
السينمائي الاستمرار ومراكمة تجربة علها تفلح في تحقيق غايتها النبيلة.
ـ محمد مخلوف: مهرجانات السينما كلما كثرت، شعرنا بأننا نسير الى الطريق
الصحيح لان السينما قد تكون رافعة حضارية وثقافية وتستطيع المساهمة الى حد
كبير في تحريك حضارتنا الراكدة.
·
«البيان»: كيف تستطيع السينما ان تشكل رافعة لازماتنا الثقافية؟
ـ عزت العلايلي: انا كسينمائي لا استطيع ان اتحمل مسئولية القيام بمشروع
النهضة لوحدي، على كل قطاعات المجتمع ان تأتي معي.
ـ محمود شمام: الفنان السينمائي يستطيع ان يعطيك الصورة، ولكن علينا قبل
ذلك ان نقدم له المحتوى، والحيثيات، والمحرضات، مثل كتلة، فالحراك الثقافي
لا يقوم على كامل فئة واحدة من المجتمع بل يجب المشاركة بين الفئات كلها في
آن معاً.
ـ محمد مخلوف: عندي سؤال يتمحور حول السينما الهابطة، وبعيدا عن نظرية
المؤامرة، هل تعتقدون ان للمؤسسة الرسمية العربية اي دور بما يقدم الينا من
تشويهات حقيقية لاذواقنا وهويتنا الثقافية.
ـ عزت العلايلي: لا اعتقد ان هناك خطة من قبل المؤسسة العربية الرسمية
تتعمد تمرير ما يشوه الذي ذكرته ولكن نستطيع ان ننظر الى الموضوع من زاوية
اخرى، فهناك كساد فلسفي في العالم اليوم، وفراغ فكري وادبي، فمثلا كنا في
السابق وفي عالمنا العربي نأخذ الفكر من الفلسفة، ومن الادب نأخذ الفن
والسينما وهذا مفقود اليوم لانه ليس موجوداً.
ـ محمد مخلوف: نمتلك اليوم اكثر من 30 محطة تلفزيونية وهي مملوكة من قبل
رؤوس اموال عربية، كلها مختصة بالفيديو كليب، وهم يقدمون لجيل الشباب كل ما
هو هجين وغريب عنا حتى اصبح كل شيء لدينا مزورا، وكأننا نعمد الى خيانة
انفسنا.
ـ عزت العلايلي: جيلنا عاش هزائم في عامي 1948 و1967، وهزائم اخرى صغيرة
وكبيرة، على عكس الجيل الحالي، وهو بهذا المعنى وجد نفسه امام نوعية ثقافية
لديها من يسوقها بشكل قوي.
ـ محمود شمام: هناك مشكلة حقيقية تطال اطفالنا واجيالنا، وهي ما يسمى
بالثقافة الشعبية، وهي سلوكيات اليوم المعاش من «ماك دونالد» الى نمطيات
أخرى لا يمكن ان ينتج عنها ثقافة نوعية او شيء من هذا القبيل.
·
«البيان»: هل يمكن توحيد الجهود السينمائية العربية، حتى نرى انتاجاً
مشتركاً؟
ـ عزت العلايلي: انا من حاول في هذا الموضوع حتى اصابني اليأس، فذهبت الى
كل عواصم العرب «بيروت يا بيروت» في لبنان، و«القادسية» في العراق، و«عملية
فدائية» في سوريا، و«الطاحونة» في الجزائر، و«سأكتب اسمك على الرمال» في
المغرب.
لقد اطلقت هذا الشعار والتزمت به، وآمل من مهرجان دبي السينمائي ان يكون
محطة جديدة لهذه الامنيات علها تتحول إلى حقيقة.
ـ محمود شمام: احببت عملك «نور القمر» يا أستاذ عزت، فهو عمل مهم للغاية،
خصوصاً وانك اديت دور المثقف الذي لا يستطيع ان يتكلم أو أن يعبّر عن شيء،
حتى في النهار يضطر أن يولد شخصية اخرى من داخله لتنطق عنه ولكنه لا يلبث
ان يقتلها.
ـ عزت العلايلي: لقد حصد هذا العمل الكثير من الجوائز، وتلقيت الكثير من
التهاني على هذا العمل، ومرّة قال لي احد الفنانين الاجانب في باريس، كيف
استطعتم انتم العرب ان تقوموا بعمل على هذا المستوى، وقلت له أهذا كثير
علينا، قال لكننا تعودنا ان نراكم في افلام الجلاليب فقط، ثم اعتذر وقال
انه كان يمازحني.
ـ محمد مخلوف: اعتقد أنه يلزمنا ان نخطط جيداً لاعمالنا، ويجب ان نقدر
الموضوع الذي هو يعنينا بشكل أو بآخر فأنا مؤمن بما قاله المفكر الايطالي
انطونيو غرامشي حول المثقف العضوي، المثقف المرتبط بقضايا مجتمعه ارتباطاً
عميقاً واساسياً.
صورة المرأة في السينما
·
«البيان»: كيف تنظرون إلى صورة المرأة في السينما؟
ـ محمود شمام: في الانتاجات السينمائية قبل عقدين أو ثلاثة، قدمت المرأة
بحقيقتها وبنموذجها الاصلي، اما اليوم فتطرح علينا الصورة امرأة أخرى
مفترضة، فإما أن تكون امرأة غارقة في تقليديتها وتخلفها الحضاري، وإما ان
تكون نموذجاً مناقضاً لهذه الصور، وبين هذه وتلك تضيع المرأة الحقيقية
المرأة التي تمثل الواقع ولا تلغيه ولا يلغيها.
ـ عزت العلايلي: جيلنا السينمائى كان أكثر صدقاً من الاجيال الحالية، في
تلك المرحلة كنا نحمل قضية المرأة وقضية الرجل وقضية الطفل، كانت كل هذه
القضايا قضية واحدة هي قضية الانسان، واقول ان الصدق وحده وايماننا بحقنا
في الحياة الكريمة التي هي حق لكل انسان جعل منا نقدم فناً هائلاً ويحافظ
على الحد الادنى من معايير الحقيقة والابداع.
وأريد أن اضيف عن السينما التي سبقت جيلنا، فهي ايضاً قدمت صورة للمرأة غير
صورة المرأة الحقيقية، فكانوا يضعون بارات في استديوهات التصوير على انها
قطعة من قطع الاثاث المنزلي، وهذا لم أشاهده في حياتي في أي من بيوت مصر.
ـ محمد مخلوف: في الحقيقة أريد أن اشير إلى مسألة مهمة، تتعلق بالسينمائيين
الشبان الذين يعيشون في الغرب، وينظر اليهم على اساس انهم ينتمون الى تيار
الواقعية التعبيرية، وفعلاً طرح هؤلاء افكاراً حقيقية ومنتمية إلى واقع
مجتمعاتهم الاصلية، ولم يقدموا افلاماً تنتقي لحياة الغرب حيث يعيشون
ومثالي على ذلك فيلم الافتتاح في مهرجان دبي «الرحلة الكبرى»، الذي يطرح
قضايا علاقاتنا الانسانية الحقيقية.
ـ عزت العلايلي: أعجبني الفيلم، وهو مشغول ببساطة وجودة عالية أضافت اليه
ولم تنقص منه.
ـ محمود شمام: لاشك انه فيلم جيد، ويحمل معه شيئاً من الانسنة وهي مطلوبة
لذاتها.
ـ محمد مخلوف: كان يمكن لهذا الفيلم أن يكون «الرحلة الكبرى» فيلماً هنديا،
أو صينياً، لكنه بالتأكيد سيصل إلى ما يريد لانه مشغول بثقافية عالية.
واريد أن اشير إلى فيلم «عطش»، الذي اختار مخرجه بطل الفيلم في الشارع وجاء
الفيلم مميزاً وحصد الكثير من الجوائز لانه فيلم حقيقي ينتمي الى الواقع.
السينما فن من؟
·
«البيان» أريد أن اسأل الفنان عزت العلايلي، السينما فن مَنْ؟
ـ «عزت العلايلي: انها فن المخرج اولاً لأنه المسئول او القبطان الذي يقود
السفينة، كل قطعة في المركب لها اهميتها وخطورها لكن هذه القطع لا تنفع
لوحدها، من دون ان يكون على سطح المركب القبطان الذي يقوم بعمليات حسابية
للربح وللوقت وللمسافة وللوزن، ودعني اخبرك:
سألت مرة الفنان عمر الشريف عن سر عمل المخرج الانجليزي «ديفيد لين» فقال
لي: «ان السر يكمن في نقطة واحدة، الا وهي ان لين يعمل ضمن قواعد مهنية
صارمة تحسب حساب كل ثانية وضمن فريق يتوزع العمل، ويقدم كل فرد المطلوب منه
الى ان يأتي لين ويعيد التدقيق في كل التحضيرات.
·
«البيان»: من عمل بهذه الطريقة من المخرجين العرب ولو بمستويات أقل بسبب
حجم الامكانيات التي توافرت لديهم؟
ـ عزت العلايلي: يوسف شاهين بالطبع، صلاح أبو سيف، محمد خان، عاطف الطيب،
هنري بركات، حسين كمال، وغيرهم.
ـ محمود شمام: اريد ان أسأل عن رأيك بالمخرج حسن الامام؟
ـ عزت العلايلي: هذا مخرج يمثل نمطاً معيناً، ووجهة نظر طبقة أو شريحة
اجتماعية هي الأوسع والاكبر، وهو من افضل من ترجم الثلاثية الروائية لنجيب
محفوظ. (وأنا أضربلوا تعظيم سلام).
####
عروض اليوم
وجبة دسمة قبل نزول
الستار
دبي - "الخليج": يعرض المهرجان اليوم 25 فيلماً في يومه قبل الأخير وذلك في
جميع قاعات العرض في مدينة الجميرا وسينما ميركاتو ومسرح مدينة دبي للإعلام
وقاعة فندق جميرا بيتش، وتعرض 6 أفلام في قاعتي أرينا ومسرح مدينة الجميرا،
هي “شوف شوف حبيبي” للمخرج الهولندي ألبرت تير هيردت، وهو صورة مرحة لعائلة
مغربية تشق طريقها في المجتمع الهولندي، ويعرض في الواحدة ظهراً، و”بارديس”
للمخرج الهندي المكرم سبهاش غاي، الذي يقدم تسلية عائلية رومانسية تجمع
فتاة هندية بخطيبها المهاجر الهندي، وذلك في الثانية ظهراً، و”باب المقام”
للمخرج السوري محمد ملص، وهو صورة مكثفة عن حياة حلب الحديثة، تمثيل سلوى
جميل، ناصر وردياني، يارا شقرا، أسامة السيد يوسف، وغيرهم وهو من موسيقا
مارسيل خليفة، ويعرض في الرابعة إلا ربعاً عصراً.
وهناك فيلم “العودة” للمخرج الروسي زفيا غينتسيف، وهو دراما روسية غامضة
ومكثفة تحولت بسرعة الى قصة كلاسيكية ويعرض في السادسة والنصف مساء، وفيلم
الافتتاح “الغبار الأحمر” في الثامنة مساء للمخرج الأمريكي توم هوبر،
ويتناول أحداثاً مثيرة بعد فترة التمييز العنصري في جنوب افريقيا، الفيلم
بطولة هيلاري سوانك وتشيتول اجيوفور. كما يعرض فيلم “خاص” في العاشرة إلا
ربعاً مساء للمخرج الإيطالي سافيريو كوستاترو، وهو صورة مشوقة ومكبوتة عن
عائلة فلسطينية يحتجزها رهينة جنود “اسرائيليون”.
كما تستضيف سينما ميركاتو العديد من الأفلام منها فيلم “آخر موعد” للمخرجين
لودي بويكن ومايكل ألان ليرنر، وهو صورة آسرة لنجاحات وإخفاقات صحافي خلال
حرب بيروت الممزقة، يعرض في الواحدة إلا ربعاً ظهراً، و”الشركة” للمخرجين
مارك أشبار وجينيفر أبوت، وهو تحدٍ ساخر وجوهري لدور الشركات الكبيرة في
المجتمع، ويعرض في الساعة الواحدة ظهراً.
وهناك فيلم “خلية هامبورج” من إخراج الأمريكية انتونيا بيرد وهو دراسة
واقعية لأحداث 11 سبتمبر/ ايلول، يعرض في الواحدة والربع ظهراً، وفيلم “كوي
ميل غايا” ويعرض في الثانية والنصف ظهراً وهو دراما اجتماعية وموسيقية
ممتعة للمخرج راكش روشان، أما “بحب السيما” المثير للجدل الذي ينقل أجواء
القاهرة في الستينات وأحلام صبي صغير بالشاشة الفضية، فيعرض في الواحدة
والنصف ظهراً، وهو من إخراج أسامة فوزي، إضافة الى فيلم “موسم الزيتون”
للمخرج الفلسطيني حنا إلياس ويعرض قصة حب فلسطينية وذلك في الرابعة والربع
عصراً.
ومن ضمن الأفلام التي ستعرض اليوم أيضاً، هناك فيلم “راغو روميو” للمخرج
الهندي راجات كابور، وهو قصة حب ساحرة وطائشة تسخر من الصناعة التلفزيونية
الهندية الآخذة في النمو ويعرض في الرابعة والربع عصراً، و”هاري أوم”
للمخرج الهندي بهارا تبالا وهو فيلم رومانسي، و”السيد ابراهيم وزهور
القران” للممثل العالمي المكرم عمر الشريف في الساعة السادسة والنصف، إضافة
الى أفلام “عكس التيار” للمخرج السيرلانكي سوداث ديفابريل، و”وجدتها
وجدتها” للمخرج راجيف مينون في التاسعة والنصف مساء.
وتستضيف سينما قاعة فندق جميرا بيتش، عدة أفلام منها “عيد البلح” وفيلم
“مغنو الكورال”، إضافة الى “أرض الخوف” في السادسة إلا ربعاً للمخرج داوود
عبدالسيد، وهناك أربعة أفلام قصيرة ستعرض في الثامنة مساء وهي “حظ سيئ”،
و”لعله خير”، و”برلين - بيروت”، و”إ-للارهابي”، بينما يستضيف مسرح مدينة
دبي للإعلام فيلم “خمسة أولاد وجني” للمخرج الأمريكي جون ستيفنسن، وفيه
يلتقي خمسة أولاد بمخلوق سحري يحقق لهم كل أمنياتهم، ويعرض في الثامنة
مساء.
####
ثلاثة أفلام قصيرة تنتصر للحياة رغم اليأس والموت
لميس حطيط
الخلاصة: شباب اليوم ليس سطحياً، اعطه ثقافة وسيدهش العالم.الإثبات: سهرة
عرض البرنامج الرابع من مجموعة الأفلام القصيرة، ضمن فعاليات مهرجان دبي
السينمائي الدولي.فقد أثبت الشباب، فعلاً لا قولا، انه قادر على رسم خريطة
ثقافية على مساحة عمره، فالتميز والفرادة من جهتي الجمهور والمشاركين، كانا
سمة ليلة الأمس.
كان المشهد كالتالي: شبّاب وشابات احتشدوا في صالة كبيرة في قاعة فندق
جميرا بيتش التي امتلأت عن بكرة أبيها. بعضهم حضر قبل ربع ساعة من توقيت
عرض أول فيلم، والمعروف أن العروض تبدأ بالتوقيت «العربي»، أي بعد ربع ساعة
من الزمن المحدد في أحسن الأحوال.
كانوا يتعارفون، يضحكون ويملأون الأجواء بالحياة. تعرفوا على أصدقائهم، ومن
سيكونون كذلك مستقبلاً. جمهور عربي، مطعم بنكهة غربية، يشبه المدينة
المستضيفة، وقد جاؤوا ليشاهدوا 3 أفلام قصيرة.
«متر مربع»
على وقع موسيقى أغنية فيروز، وفي ساحة منزل دمشقي جميل، تلعب الطفلة
البالغة أخيرا لعبة (الإكس). وعلى وقع زغاريد الأم والقريبات تفقد طفولتها.
هم زوجوها، وهي أصغر من أن تُسأل. فجأة، تتحول الفتاة البريئة إلى امرأة
بوجه غطته مساحيق التأنيث بالقوة. تحولت من طفلة إلى ربة منزل، تحضر الطعام
لرجل لا نعرفه، وربما هي أيضاً، وتحمل طفله في أحشائها.
هي ليست أكثر من طفلة تحمل طفلاً. طفلة توصي زوجها بإحضار أفلام الكرتون
التي طلبت، وتسأله الإذن للاتصال بوالدتها. زوجها يقفل الباب حين يخرج
صباحاً، وهي سجينة التقاليد الظالمة.
ولكن، رغم كل شيء، تبقى للطفلة بقعة للفرح، فقد رسمت لعبة (الإكس) على
أرضية الدار، وأخفتها بالسجاد. كانت تقفز وراء الحجر، ساندة حملها بيدها.
لم تتوقف رغم التعب، كانت ترغب بأن تعود صغيرة، أن تستعيد الطفولة التي
سرقوها منها. لعبت حتى نزفت وأجهضت، لعبت حتى تكبر، فهكذا يقول منطق
الحياة: الطفلة لا تنجب طفلاً، ولا يُخلق مولود جديدة قبل أن ينضج الأول.
ينتهي الفيلم الأول، حوار مقتضب بدلالات كثيرة وكلام قليل، ربما لأن الواقع
أكثر وضوحاً، حينها يمكن الاكتفاء بالصورة التي مهما كبرت أو صغرت، تبدأ
دائماً محدودة في متر مربع واحد.
كأننا عشرون مستحيلاً
فيلم بعكس ما مرّ، يفيض بالكلام. يفترض أنه يصور عذاب الفلسطينين جراء
التضييق الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية وتقييد حركتهم في الأراضي
المحتلة.
يتحدث الفيلم عن المخرجة الفلسطينية الأصل الأميركية الجنسية آن ماري جاس،
التي تعود الى فلسطين برغبة تصوير فيلم في القدس. تختار لبطولة فيلمها
المفترض شابا فلسطينيا من حملة الهوية الفلسطينية، وآخر من عرب 48 يحمل
الهوية الإسرائيلية، والإشارة هذه ليست عبثاً.
يبدأ الفيلم بصورة الازدحام الذي يواجه فريق العمل «المثالي» على المعبر،
والذي يدفعهم لسلوك طريق مختصر، بعد أن أقفل الإسرائيليون الحدود.
ولكنهم يصطدمون بحاجز فجائي على الطريق الالتفافي، حيث يتمركز جنود
اسرائيليون، يبدو أنهم يعرفون لجوء الفلسطينيين الى هذه الطريق، فأغلقوها
إمعاناً في التقييد.
يبدو واضحاً جهد المخرجة «البريء» لإظهار القمع الإسرائيلي، ولكنها، ببراءة
ربما، أظهرت جنوداً اسرائيليين مهذبين جداً بالنظر لكونهم قوات احتلال، فهم
يحيون من في السيارة، يحترمون الفتاة، خاصة بعد أن تلجأ لجنسيتها الأميركية
لإنقاذها من «شر» الهوية الفلسطينية.
يطلبون الهويات بكل تهذيب، لا عنف، لا توبيخ، حتى أن الاستهزاء والكلام
الجارح يصدر من الجانب العربي، وبالتحديد من «العربي الإسرائيلي»، هازئاً
من الجندي الذي يعاتبه لأنه لا يهتم بحياته.
اذاً، الجندي يخاف على حياة العربي الإسرائيلي، ويحترم الفلسطينية
الأميركية، ويبقى الفلسطيني بالهوية الأصلية، الذي عليه تحمل مرارة الذل.
في النهاية، تفشل المخرجة (التي تلعب دور المخرجة أيضاً في الفيلم)، في
الحفاظ على القوة المصطنعة التي أظهرتها. فهي في النهاية ، تخضع لحكم
القوي، وتعرف أن مباديء الحق والحرية التي اكتسبتها في حياتها الأميركية لا
موقع لها في الحياة الفلسطينية.
يعود الفريق، خوفاً على حياة الفلسطيني بينهم، فهو الوحيد الذي لا سند له.
حاز هذا الفيلم على جوائز عدة في مهرجانات دولية، منها مهرجان شيكاغو
السينمائي الدولي ومهرجان السينما العربية في باريس وغيرها.
«جنين جنين»
فيلم جدلي قاس، حاز على جوائز عدة، يقول الكتيب، ولكن هذا الفيلم أكثر من
قاس، إنه موغل في القسوة حد الألم، وستكون جباراً إن منعت تراقص الدمع في
عينيك، أمام مشهد الأب الذي يروي قصة موت ابنه الوحيد أمام عينيه، وصورة
الفتاة التي تدلنا على أبيها في قبره. أو حين تسمع عن الجرافة التي جرفت
شابا «عن طريق الخطأ».
بعد سنتين من إنتاج هذا الفيلم، الذي صور فيه محمد بكري مأساة مخيم جنين
التي شغلت العالم العربي حين وقوعها، تبدو مشاهدته ليست أكثر من تعمد تعذيب
الذات، لنكأ الجرح الفلسطيني، والوقوف للتفرج على الدماء السائلة على أرض
المخيم.
«العالم هو الإرهابي، وليس إسرائيل»، يقول أحد الشهود حانقاً على تلكؤ
المجتمع الدول عن نصرة القضية الفلسطينية.
في جنين، لم يكتف الإسرائيليون بقتل الفلسطينيين فقط، «قتلوا زهرة الحب في
قلوبنا»، يقول آخر.
نظرة على مخيم جنين بعد أكثرمن عامين على مأساته تصبح أكثر عقلانية، المخيم
هدم على رؤوس قاطنيه، ومات الكثيرمن الفلسطينين. ينتهي الفيلم ونخرج من
القاعة نحمل بعض الحزن والشفقة ربما، ولكن الهواء المنعش في الخارج كفيل
بإلهائنا، وبأن ننسى من شاهدنا للتو، ألم يسمَّ «انساناً» من النسيان؟
####
طالبات جامعة زايد.. حضور فاعل
تشارك 80 طالبة من كليات جامعة زايد في الأعمال التنظيمية للمهرجان حيث
التحقت الطالبات بالعديد من ورش العمل الفنية التي عقدتها اللجنة المنظمة
لإعدادهن عملياً للمشاركة في الأعمال التنظيمية والتنسيق واستقبال
الضيوف.وقال الدكتور حنيف حسن، مدير جامعة زايد، «إن الجامعة تحرص على
مشاركة طالباتها وخريجاتها في مثل هذه الأحداث العالمية الهامة وإطلاعهن
على تطورات موضوعاتها المتنوعة وتأثيرها المباشر وغير المباشر على شعوب
المنطقة والعالم. ويعتبر مهرجان دبي السينمائي الدولي الأول حدثاً ثقافياً
وفرصة كبيرة تعمل على زيادة وعي الطالبات واكتسابهن الخبرة وتنمي مهاراتهن
اللغوية والتقنية.
وأشار الدكتور حسن إلى أن طالبات كلية علوم الاتصال والإعلام شاركن في
تجربة سينمائية تعتبر الأولى من نوعها في جامعات الدولة من خلال إنتاجهنَّ
لفيلم «وابتسمت الصحراء»، حيث قمن بإعداده وتصويره والتمثيل فيه أيضاً.
وأضاف قائلاً: ان الطالبات المشاركات كمتطوعات في المهرجان يجسدن نماذج
مشرقة للفتاة الإماراتية الواعية، المحافظة على تقاليدها وقيمها المتفتحة
والمُطلعة على ما يدور حولها، الرائدة في تعاملها وتفاعلها مع الأحداث، وهي
مقومات تعكس مخرجات التعليم التي تحرص الجامعة على إكسابها لطالباتها إلى
جانب الدراسة الأكاديمية غير التقليدية .
وهي برامج تهدف إلى تحقيق رسالة الجامعة في التعليم المتطور وتحقيق الريادة
والتي يرعاها ويتابعها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التربية
والتعليم ورئيس جامعة زايد.
وعلى جانب آخر ذكرت عذابة سعيد المنصوري الطالبة في كلية الآداب والعلوم
ورئيسة نادي السينما، أحد أندية الطالبات، إنه إلى جانب العمل التطوعي
شاركت 20 طالبة من عضوات النادي في حلقات النقاش والندوات التي اقيمت في
قرية المعرفة والتي عقدت على هامش المهرجان، حيث تعرفن على التجارب
السينمائية التي تحدث عنها عدد من المخرجين الدوليين واكتسبن خبرات من خلال
التواصل في الحوار حول تقنيات العمل السينمائي والاتجاهات الحديثة.
وأضافت أن نادي السينما في الجامعة سوف يطرح في خطته السنوية المقبلة، فكرة
إنتاج فيلم سينمائي قصير يجسد التجربة الدراسية في الجامعة واستخدام
التقنيات الجديدة وأن زميلاتها المتطوعات في الأعمال التنظيمية يقمن بأداء
دور فاعل في استقبال الضيوف، وإرشاد الزائرين لأماكن الفعاليات ومرافقة
الوفود السينمائية، والإجابة على تساؤلات رواد المهرجان إلى جانب المشاركة
في الأنشطة المصاحبة التي تقام على هامش المهرجان.
####
حنان ترك:
مهرجان دبي وضعني في حصار نفسي
كتبت أمنية طلعت:
وصلت الفنانة حنان ترك إلى دبي فجر أمس لتحضر عرض فيلمها «أحلى الأوقات»
والمشاركة في فعاليات المهرجان، وحين نزلت إلى صالة الاستقبال في فندق
«القصر» مرتدية الجينز وقميصاً بسيطاً بادرت الجميع بابتسامة هادئة، ومن
حين إلى آخر كانت تجري اتصالاً لتفقد أحوال ابنيها اللذين تركتهما في
القاهرة.
وأكدت حنان ترك سعادتها بانطلاق مهرجان دبي السينمائي وأبدت تفاؤلها بأن
يكون ذلك خطوة في سبيل صناعة سينمائية في الخليج تثري السينما العربية بشكل
عام، كما تحدثت ترك عن فيلمها «أحلى الأوقات» قائلة: انه فيلم له طبيعة
خاصة جداً، حيث ان المخرجة وكاتبة السيناريو والبطلات كلهن من النساء، مما
أعطى انطباعاً انه فيلم نسائي، لكن الحقيقة هي أن الفيلم إنساني ويتناول
قصة صداقة حقيقية بين ثلاث فتيات، وقد احتضننا المنتج وقدم الفيلم بشكل
مختلف.
كما تبنى مجموعة كبيرة من فريق الفيلم للمرة الأولى مثل المخرجة وكاتبة
السيناريو وغيرهما. وعن ذكرياتها مع هذا الفيلم قالت: أعتقد ان قصة هذا
الفيلم ساهمت بشكل كبير في توطيد علاقتي بهند صبري ومنة شلبي لدرجة اننا
صرنا بعد انتهاء التصوير صديقات وأمضينا أحلى الأوقات بالفعل مع بعضنا
البعض، وحقيقة لم يحدث أن لعبت في فيلم وخرجت منه بصحبة حلوة لا تنتهي بعد
انتهاء التصوير مثلما حدث لي مع «أحلى الأوقات».
وبالرغم من سعادتها بعرض فيلمها في مهرجان دبي، إلا أنها «تتهمه» بالتسبب
في إحداث تمزق نفسي لها، قائلة: أنا في حصار نفسي رهيب جداً، ففي الوقت
نفسه يقام مهرجان القاهرة وهو مهم جداً بالنسبة لأي فنان مصري، ونظراً
لأنني كنت مشغولة في تصوير فيلمي الجديد لم أستطع حضور الافتتاح.
كنت أخطط لحضور الختام، لذلك وبكل صراحة أنا لم أكن أنوي الحضور لمهرجان
دبي، لكن إلحاح إدارة مهرجان دبي لمصاحبة الفيلم هو الذي جعلني أحضر، خاصة
وانه لا توجد أفلام معروضة لي في مهرجان القاهرة، وأتساءل هنا عن إقامة
مهرجان دبي في التوقيت نفسه مع مهرجان القاهرة؟
ولماذا لم ينتظر منظمو المهرجان هنا انتهاء مهرجان القاهرة خاصة وانه
مهرجان عريق وله قيمته الدولية ومهرجان دبي ما زال وليداً ويحتاج إلى
دعمنا، أعتقد انه كان من الأفضل عدم إثارة مشاكل من هذا النوع.
####
تكريم المخرجين داوود عبدالسيد وسوباش غاي
في لمحة وفاء لتاريخهما المشرف، كرم مهرجان دبي السينمائي الدولي الأول
المخرجين المصري داوود عبد السيد والهندي سوباش غاي، تقديرا لإسهاماتهما
البارزة في مجال العمل السينمائي، كما يكرم المهرجان الخبيرين السينمائيين
بعرض عدد من أفلامهما من خلال برنامج «مخرجون تحت الأضواء».وخلال حفل غداء
ضم مجموعة من خبراء صناعة السينما العربية والعالمية، تم تكريم المخرجين
بمنحمها درع المهرجان والذي جاء تصميمه على هيئة شريط سينمائي مثبت على
قاعدة تحمل لوحة نحاسية حفر عليها اسم المهرجان وشعاره.
حيث قام عبد الحميد جمعة، الرئيس التنفيذي لمدينة دبي للإعلام، الجهة
المنظمة للمهرجان، بتكريم الفنانين المصري والهندي ومنحهما درعي المهرجان،
في حضور الفنان العالمي مورجان فريمان الذي يشارك حاليا في فعاليات
المهرجان بدبي.
وفي كلمة ألقاها في بداية الاحتفال، أعرب نيل ستيفنسون، المدير التنفيذي
لمهرجان دبي السينمائي الدولي الأول، عن اعتزاز المهرجان بتكريم اثنين من
أبرز صناع السينما في المنطقة وقال: «يشرفنا أن ينضم إلينا في المهرجان
اثنان من أهم مخرجي المنطقة وهما المخرج المبدع المصري داوود عبد السيد
والمخرج الهندي اللامع سوباش غاي».
|