تقاسم فيلما «الطيار» و«حبيبة المليون دولار» فيما بينهما تسعاً من جوائز
الأوسكار الثماني عشرة التي منحت للأفلام الروائية من بين 24 جائزة شملت
أيضاً أفضل فيلم أجنبي والأفلام الوثائقية وأفلام الرسوم المتحركة.
إلاّ أن الفارق بين الفيلمين هو أن جوائز الأوسكار الخمس التي فاز بها فيلم
«الطيار» لم تشتمل إلاّ على جائزة رئيسة واحدة بين جوائز الأوسكار الرئيسة
الست، وهي جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد التي فازت بها الممثلة
الأسترالية كيت بلانشيت، وكانت الجوائز الأربع الأخرى من الجوائز الفنية.
أما فيلم «حبيبة المليون دولار» فقد حصل على نصيب الأسد بفوزه بأربع من
جوائز الأوسكار الرئيسة الست، وهي جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل مخرج
التي فاز بها المخرج كلينت إيستوود، وجائزة أفضل ممثلة في دور رئيس
للممثلة الشابة هيلاري سوانك وجائزة أفضل ممثل في دور مساعد للممثل الأسمر
المخضرم مورجان فريمان.
وهذه هي المرة الثانية التي يفوز بها الفنان كلينت إيستوود بجائزة الأوسكار
لأفضل مخرج. فقد سبق له الفوز بهذه الجائزة عن إخراج فيلم رعاة البقر «غير
المسامح» (1992). كما أنها المرة الثانية التي تفوز بها الممثلة هيلاري
سوانك بجائزة الأوسكار بعد فوزها بها عن دورها في فيلم «الأولاد لا يبكون»
(1999). ُيشار إلى أن كلينت إيستوود كان مرشحاً أيضاً هذا العام لجائزة
أفضل ممثل في دور رئيس.
وجاءت نتائج جوائز الأوسكار هذا العام مطابقة لتنبؤات «الرأي» في أربع من
جوائز الأوسكار الست الرئيسة، وهي جوائز أفضل مخرج وأفضل ممثل وممثلة في
دورين رئيسين وأفضل ممثل في دور مساعد.
أما جائزة الأوسكار الرئيسة السادسة فقد منحت هذا العام للممثل الأسمر جيمي
فوكس عن تجسيده الواقعي المذهل لشخصية مغني وملحن الجاز الأسمر الكفيف
الراحل راي تشارلز في فيلم «راي». وقد وافت المنية راي تشارلز خلال تصوير
مشاهد الفيلم الذي يروي قصة حياته وكفاحه ونجاحه منذ الطفولة. وأصبح
الممثل جيمي فوكس بذلك رابع ممثل أسمر يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل أو
ممثلة في دور رئيس بعد سيدني بوتييه ودنزيل واشنطن وهالي بيري.
وقد شملت نتائج جوائز الأوسكار هذا العام على بعض المفاجآت ـ شأنها في ذلك
شأن كل عام - وذلك نتيجة لمجموعة من العوامل المعقدة والمتنوعة التي تؤثر
في عملية اختيار الفائزين بهذه الجوائز من قبل أعضاء الأكاديمية الأميركية
لفنون وعلوم السينما الذين وصل عددهم هذا العام إلى نحو 5880 عضواً ممن
يمثلون جميع القطاعات السينمائية.
ومن أبرز هذه المفاجآت عدم استئثار فيلم «الطيار» بعدد أكبر من جوائز
الأوسكار بعد ترشيحه لإحدى عشرة جائزة، في حين أن فيلم «حبيبة المليون
دولار» الذي رشح لسبع جوائز فقط فاز بأربع من الجوائز الرئيسة.
وقد أكسب التنافس بين فيلم «الطيار» و«حبيبة المليون دولار» في حفلة توزيع
جوائز الأوسكار هذا العام جواً درامياً مثيراً. فبعد أن حصل فيلم «الطيار»
على جوائزه الخمس التي تضمنت أربعاً من الجوائز الثانوية خلال النصف الأول
من الحفلة، وجه له فيلم «حبيبة المليون دولار» ضربات رئيسة متتالية في
الدقائق الأخيرة للحفلة بفوزه بجوائز أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة في
دور رئيس.
وبلغ التنافس ذروته الدرامية عند الإعلان عن فوز المخرج كلينت إيستوود
بجائزة أفضل مخرج، وللمرة الثانية، وخسارة منافسه الرئيس المخرج مارتن
سكورسيزي، أبرز المخرجين الأميركيين المعاصرين، المرشح عن إخراج فيلم
«الطيار».
ويتعلق فيلم «الطيار» بحياة الملياردير الراحل هوارد هيوز الذي كان من رواد
الطيران ومن المهتمين بالسينما وقام بإنتاج العديد من الأفلام السينمائية
وبإخراج عدد قليل منها وربطته علاقات غرامية بعدد من نجماتها. وقد بلغت
تكاليف إنتاج هذا الفيلم الملحمي 120 مليون دولار، وبلغت إيراداته على
شباك التذاكر في دور السينما الأميركية حتى الآن 94 مليون دولار.
أما فيلم «حبيبة المليون دولار» فتدور قصته حول شابة تحترف الملاكمة تحت
رعاية مدرب مخضرم وبطل سابق للملاكمة قبل أن تصاب بحادث مأساوي يؤدي إلى
شللها الكلي. وقد بلغت تكاليف إنتاج هذا الفيلم 30 مليون دولار، وهو مبلغ
منخفض في عرف تكاليف الإنتاج السينمائي في هوليوود في هذه الأيام، وبلغت
إيراداته على شباك التذاكر حتى الآن 65 مليون دولار.
ومن مفارقات جوائز الأوسكار الكثيرة عبر تاريخها الطويل عدم فوز المخرج
مارتن سكورسيزي بالأوسكار خلال مشواره السينمائي الطويل على مدى قرابة
أربعين عاماً، بل وعدم فوز أي من أفلامه بتلك الجائزة، علماً بأنه قدّم
أفلاماً استحقت الفوز بالأوسكار كما استحق الفوز عنها بتلك الجائزة، كفيلم
«سائق التاكسي» (1976) وفيلم «الثور الهائج» (1980).
وشهدت حفلة توزيع جوائز الأوسكار دراما إنسانية أخرى، حين فازت الممثلة
هيلاري سوانك على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن فيلم «حبيبة المليون
دولار»، متغلبة للمرة الثانية على نفس المنافسة الرئيسة، وهي الممثلة
أنيت بيننج التي رشحت هذا العام عن دورها في فيلم «كونها جوليا». وكانت
هيلاري سوانك قد جاءت من الوراء واختطفت جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم
«الأولاد لا يبكون» (1999) من الممثلة أنيت بيننج التي كانت الممثلة
المفضلة للفوز بالأوسكار في ذلك العام عن دورها في فيلم «الجمال الأميركي».
ومع أن جوائز الأوسكار تعبّر عن تميّز أداء الممثلين وإنجازات الفنانين
بصورة عامة، فإن عدداً من أقدر الممثلين وأبرع المخرجين لم يفوزوا بجائزة
الأوسكار على مر السنين، ومن أشهرهم جريتا جاربو وكاري جرانت وباربرا
ستانويك وريتشارد بيرتون وبيتر أوتول بين الممثلين وألفريد هيتشكوك وسيسيل
بي. ديميل وهوارد هوكس وروبرت ألتمان ومارتن سكورسيزي بين المخرجين.
هوليوود (الولايات المتحدة) - (اف ب) - في ما يأتي سجل جوائز الحفل السابع
والسبعين لتوزيع جوائز الاوسكار الذي شهد مساء اول امس الاحد انتصارا كبيرا
لفيلم «مليون دولار بيبي» من اخراج كلينت ايستوود.
افضل فيلم: «مليون دولار بيبي (فتاة بمليون دولار)
افضل ممثل: جيمي فوكس (راي)
افضل ممثلة: هيلاري سوانك (مليون دولار بيبي).
افضل مخرج: كلينت ايستوود (مليون دولار بيبي)
افضل ممثل في دور ثانوي: مورغان فريمان (مليون دولار بيبي)
افضل ممثلة في دور ثانوي: كيت بلانشيت (افييتور- الطيار)
افضل فيلم اجنبي: «مار ادنترو» (البحر الداخلي) للمخرج الاسباني
اليخاندرو
امينابار
افضل فيلم صور متحركة: «ذي انكردبلز» (الخارقون)
افضل سيناريو اصلي: «اتيرنل سانشاين اوف ذي سبوتلس مايند» (الاشراق
الدائم لخالي العقل)
افضل موسيقى: «فايندنغ نيفرلاند» (البحث عن نيفرلاند)
افضل اغنية: «آل اوترو لادو ديل ريو»
افضل تصوير: «افييتور».
افضل ملابس: افييتور.
افضل وثائقي: «بورن انتو بروذيلز».
افضل صوت: «ذي انكردبلز»
افضل مؤثرات خاصة: «سبايدر مان 2» (الرجل العنكبوت 2).