إني لأتساءل إن كنت مشاهد السينما الوحيد الذي كان يعاني عناء جوائز
الأوسكار حتى قبل أن يتم إعلان الترشيحات (لجوائز الأكاديمية). فبعد جوائز
الكرة الأرضية الذهبية، واختيار الجمهور وجوائز النقاد وترشيحات النقابة،
كان بإمكان أي متوقع حصيف أن يختصر المعلومات ويلحق بقائمة تضم 95 بالمئة
من المرشحين.
والقدر المطلق من المعطيات توحي به الإعلانات الداعية لفلم "فتاة المليون
دولار"، التي تتباهى بكون الفلم على قمة القوائم العشر الصادرة عن 200 ناقد
سينمائي. وهو رقم من المرهق التفكير به، ويشير إلى ان (جوائز الأكاديمية)
تصبح عرضة للتجاوز وفقاً للحساب الإحصائي كما هي الحال مع البيسبول.
والمشكلة الفاضحة التي تواجه جوائز الأوسكار هي أنه عندما يكون لديك الكثير
جداً من المسابقات، الواحدة منها في أعلى الأخرى، فإنها تبدأ بإلغاء بعضها
للبعض الآخر، وقد حاولت (أكاديمية فنون وعلوم الشريط السينمائي)، التي تسلم
التماثيل، تسهيل المشكلة من خلال تقصير مدة الموسم، ناقلة المراسم المتعلقة
به من أواخر آذار إلى أواخر شباط. غير ان القيام بحملة صلبة ما يزال يتمخض
عن انتخابات سياسية قاسية من دون كثير من الدهشة.
فالفجوة الجماعية بدأت تزداد. والإجماع هو أن البنية تحتاج بشدة إلى فحص
دقيق.
وإذا شئنا أم ابينا، فإن التكهن بالأوسكار التكراري الذي لا نهاية له هو
شغل أساسي بالنسبة لوسائل إعلام الاحتفالات النهمة التي تتغذى من (جوائز
الأكاديمية) أربعة أشهر من 12 شهراً كل عام. وذلك هو السبب في اختراع
البساط الأحمر، فالموضة تملأ الفراغ. ومن أجل مفاجآت فعلية، سيكون على
المتكهنين ان يقيموا جلبة بين وقتنا هذا و27 شباط حين يجري إعلان الجوائز
مع بعض المقبلات المتناثرة من الأخذ والرد، والتي سيتم هضم أغلبها في هذا
الوقت الذي تقرأ فيه هذه السطور.
وربما كان أكثرها امتاعاً إقصاء بول غياماتي الذي انتخبته (دائرة نقاد
نيويورك السينمائيين) كأفضل ممثل، وسيتم تفسير ذلك في وقت واحد معاً كلطمة
في الوجه بالنسبة للنقاد المتشامخين وكإشارة بأن "الطرق الجانبية
Side ways" قد تكون عقيمة في الماء. ويمكنك أيضاً أن تكون واثقاً من أن
المباراة الثانية، في هذا الشهر، لهيلاري سوانك وأنيت بيننغ لجائزة أفضل
ممثلة، وبعد خمس سنوات من دوريهما التنافسيين في "أيها الأولاد لا تبكوا"
و"الجمال الأمريكي"، ستكون قصة ترفض الانقضاء. وأحد الأمور التي أشعر
بالامتنان لها هو أن استبعاد كل من "آلام المسيح" و"فهرنهايت 11/9"
لترشيحات أفضل الأفلام يوفر علينا كليشيهات الحالة الحمراء - الحالة
الزرقاء المبتذلة.
إلا أن هناك نزعات معينة طويلة المدى يمكن تمييزها في الترشيحات، وتستمر
الفجوة القائمة بين ستوديوهات هوليود وما تبقى من الحركة السينمائية
المستقلة، ففي فئة الفلم الأفضل، يميل الميزان نحو هوليود، فقط مع فلم
"الطرق الجانبية" باعتباره مركبة لا نجومية. وثلاثة من تلك الترشيحات تتبع
صيغاً مثبتة، وهي "الطيار"، و"شعاع" و"اكتشاف أرض لا وجود لها العثور على
نيفيرلاند"، أما الرابع، وهو "فتاة المليون دولار" لكلنت ايستوود، فهو هجين
عتيق الطراز على نحو باعث على الفخر مكون من دراما ملاكمة وقصة مدرة
للدموع. ويشير ترشيح إيستوود لأفضل ممثل وأفضل مخرج إلى قوة (فتاة المليون
دولار).
أما قائمة المرشحات لأفضل ممثلة، فإنها أكثر التباساً، مع كتالينا ساندينو
مورينو (فلم "ماريا المفعمة بالنعمة)، ومفضلة النقاد، إيميلد استونتون (فيرا
دويك) التي تمثل الاستقلال الشجاع. وإذا ما فازت بيننغ، كما يتوقع البعض،
فسيكون ذلك لشعبيتها في هوليود.
والعلامة الأكثر تشجيعاً بالنسبة لي على أن الترشيحات تؤكد على علاقة
معقولة بالنوعية الإجمالية هي المستوى الرفيع بصورة متزايدة للتمثيل. فقد
كان هناك هذا العام الكثير من المرشحين لجائزة أفضل ممثل بحيث أن تحديد
خمسة فقط قد سد الطريق على متنافسين جديرين بهذا التصنيف. وفي سنة اقل
ازدحاماً، فليس غياماتي فقط، وإنما أيضاً ليام فيسون في فلم "كينسي"، وجيف
بريجيز في "الباب في الطابق الأرضي" وجافير بارديم في "البحر من الداخل"
كانوا سيكونون من المختارين لهذه الجائزة على وجه التأكيد تقريباً.
عن / نيويورك تايمز
####
(الطيّار) يحلّق بـ 11 ترشيحا للأوسكار
(CNN)-- حلق فيلم "الطيار"
The Aviator فوق بقية الأفلام المرشحة للأوسكار، أرفع جوائز السينما التي تقدمها
أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في الحفل الـ 77 المرتقب إقامته في
السابع والعشرين من فبراير /شباط المقبل، في بث حي تقوم بنقله مباشرة محطة
ABC.
ونال "الطيار" للمخرج المخضرم مارتن سكورسيزي الذي فاته الأوسكار لفيلم
"عصابات نيويورك" قبل عدة أعوام، 11 ترشيحا الثلاثاء، منها أوسكار لأفضل
مخرج "سكورسيزي" وأفضل ممثل (ليوناردو دي كابريو) وأفضل ممثل مساعد لألان
ألدا وأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة للمثلة القديرة كايت بلانشيت.
ي ُشار إلى أن فيلم "الطيار" هو اقتباس عن السيرة الذاتية لهاوارد
هيوز، الثري الذي اشتهر بولعه للطيران.
واستطاع سكورسيزي ان يخطف الأضواء عن زميله الممثل والمخرج كلينت إستوود،
والتفوق على فيلم الأخير "طفل المليون دولار" فتاة المليون دولار" الذي
يدور حول ملاكمة.
وقد رشح فيلم إيستوود لسبعة أوسكارات، كذلك فيلم "العثور على نيفرلاند" وهو
سيرة ذاتية عن كاتب قصة "بيتر بان" جاي. ام باري.
أما الممثل الأسمر الوسيم جايمي فوكس فقد حصد ترشيحين للأوسكار لأفضل
تمثيل، واحد عن دوره في فيلم "راي" الذي يدور حول مغني الجاز الذي رحل قبل
فترة، راي تشارلز، وأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم الاقرب.
وبالإضافة إلى "الطيار"، نال كل من "العثور على نيفرلاند" و"طفل المليون
دولار" و"راي" و"طرق فرعية" طرق مرعية ترشيحات لأوسكار عن أفضل فيلم.
أما بقية الترشيحات لأفضل ممثل فهم دون شادال لدوره في فيلم "فندق راواندا"،
وجوني ديب في فيلم "العثور عن نيفرلاند" وكلينت ايستوود عن دوره في فيلمه
"طفل المليون دولار".
أما المرشحات لأوسكار أفضل ممثلة فهن: أنيت بينينغ في فيلم ببينغ جوليا
وكاتالينا ساندينو مورينو وإيمالدا ستونتون وهيلاري سوانك وكيت وينسلت
حبيبة دي كابريو في "تايتانيك" لدورها في الفيلم الذي رأيناها فيه إلى جانب
الممثلة القديرة ميريل ستريب والممثل البارع جيم كاري "Eternal
Sunshine of the Spotless Mind".
أما بقية المرشحين لأوسكار أفضل دور مساعد فهم: توماس هايدن تشرش "طرق
فرعية" ومورغان فريمان "طفل المليون دولار" وكليف أوين "القريب".
أما الممثلات اللواتي رشحن لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة فهن: لورا ليني "كينسي"
وفيرجينا مادسن "طرق فرعية" وصوفي أوكونيدو "فندق راواندا" وناتالي بورتمان
"القريب".
وذهبت ترشيحات الأوسكار لأفضل مخرج لكلينت إيستوود "طفل المليون دولار"
وتايلور هاكفورد "راي" وألكسندر بايني "طرق فرعية" ومايك ليغ "فيرا دريك".
أما ترشيحات الأوسكار لأفضل اقتباس ذهبت إلى "قبل مغيب الشمس" و"العثور
على نيفرلاند" و"طفل المليون دولار" و"مذكرات الدراجة الهوائية" و"طرق
فرعية".
|