الممثل
الذي قاد حياة غزيرة على الشاشة تعدت الأربعين بطولة الى الآن من السبعينات
والى اليوم يشعر بأن لديه الكثير مما لا يزال يستطيع تقديمه وهو مرّة أخرى
يتحدّث عن رغبته في الاخراج.
آل
باتشينو ليس ممثلاً ، انه أحد أفضل الممثلين في تاريخ السينما أنجز لنفسه
وجوداً ثابتاً في البال عبر تعريض نفسه لشخصيات مختلفة ومتتابعة من العام
1969 الى اليوم، من دون تعب ومن دون كلل وبأقل قدر ممكن من التكرار.
ولد في
نيويورك في 25 ابريل/نيسان ،1940 وحين كان صغيراً انفصل والداه فوجد نفسه
مع أمّه في بيت جدّيه. تعرّف الى السينما وهو ولد صغير، وحين كان يعود الى
البيت بعد قضاء ساعتين في عتمتها كان يمثّل الشخصيات التي يراها صوتاً
وصورة، بعد ذلك كان لابد له أن ينقطع عن الدراسة الرسمية ويتّجه الى
التمثيل وكان في أوج حالاته حين كان أخذ يصعد مسارح الكليات ليؤدي أدواره.
عاش شبابه
فقيراً. بعض المصادر تتحدّث كيف كان يستدين سعر تذكرة الأتوبيس ليلحق موعده
فوق خشبة المسرح كل ليلة. سنة 1969 ظهر في كوميديا عاطفية عنوانها “أنا
ناتالي” من بطولة باتي دوك، ثم في دور ثانوي آخر في “خارج اللعبة”، (بطولة
جون فويت) في العام ذاته، لكن من العام ،1971 ومن فيلمه الثالث أصبح الممثل
الرئيسي لاعباً شخصية شاب مدمن في “فزع في نيدل بارك”، بعده مباشرة ذلك
الدور الرائع في “العرّاب” متبوعاً بفيلم جيري تشاتزبيرغ “الفزّاعة” ثم
“العرّاب الثاني” والسلسلة بعد ذلك ما زالت مستمرّة الى اليوم وآخرها “أوشن
13” المعروض في مهرجان “كان” عرضاً رسمياً خارج المسابقة.
انه واحد
من عدّة وجوه أكملت وعينا بالضروب العليا من التمثيل في السبعينات وما بعد
والباقون هم: وورن بيتي، كلينت ايستوود، دستين هوفمان، جاك نيكولسون، سيدني
بواتييه، مايكل كين، روبرت دي نيرو، وودي ألن، جين هاكمان وروبرت ردفورد.
“أوشن
13”
بادر
قائلاً: “أشعر كما لو كنت في عطلة من العمل، رغم أن ما أقوم به الآن جزء من
هذا العمل”.
آل
باتشينو يقول ذلك واحدى عينيه على البحر الأزرق والعين الأخرى على محدّثه،
أما الابتسامة فلا تغادر شفتيه، يضيف: حين جئت الى هنا لأول مرة شعرت بأني
مثل السمكة خارج الماء، كل شيء كان جديداً وذات الشعور ينتابني الآن وفي كل
مرة زرت فيها كان من قبل متى تعتقد أنني سأتعوّد؟ أنت حضرت “كان” كما قلت
لي ألف مرة”.
سؤال صعب
لأني لا أريد أن أتعوّد...
(يضحك)...
“هذا هو الشعور، صحيح، لا تتعوّد”.
·
في كل مرّة أراك في فيلم جديد أتساءل عما اذا كان اشتراكك فيه له أي
علاقة بمستواه، هل قرأت شيئاً في سيناريو “اوشن 13” مثلاً جعلك تقول
لنفسك لن أترك هذه الفرصة تفوتني؟
لم يكن
السيناريو فقط، أعتقد أن السيناريو هو جزء من اللعبة بأسرها ربما كنت
سأتردد - وأشدد على كلمة ربما، لو أن “أوشن 11” ( الجزء الأول من هذه
الثلاثية ) هو الذي عُرض عليّ.
·
لماذا؟
“من ناحية
أنه فيلم فيه شخصيات كثيرة لن أجد فيه الفراغ الذي يتطلب مني أنا وليس غيري
أن املأه لكن “أوشن 13” هو الثالث، والفيلمان السابقان أسسا نوعية هذه
السلسلة. إن ذلك الدور الذي لعبته في هذا الفيلم مثير للاهتمام العب دور
الشرير كل بضع سنوات وليس في كل فيلم أمثّله وهذا يمنحني فرصة لتجديد
الصورة، لكن كنت أريد أن أقول إن ما جذبني الى المشروع هو ما يجذب الناس
الى مشاهدته، كل هذا العدد الكبير من الممثلين من يستطيع أن يقول لا اذا ما
كان سيلتقي بجورج كلوني وبراد بت وآندي غارسيا ومات دامون ودون شيدل، هل
شاهدت دون شيدل في أفلامه الأخيرة ... انه رائع”.
·
هل يتطلب تمثيل أدوار الشر من ممثل غير شرير
شيئاً خاصاً لا يقدم عليه في الأدوار الأخرى؟
في كل
الأدوار المنهج واحد، سواء أكان الدور خيّراً أم شريراً وطالما ليس مقتبساً
عن شخصية حقيقية عليك أن تستخدم خيالك لمنح الشخصية المكتوبة على الورق
لحماً وعظاماً وتعطيها الأحاسيس المناسبة. لا توجد شخصية يمكن تمثيلها
بانتشالها من الورق من دون تطوير، لكن في كثير من الأحيان فإن حجم النجاح
يكون وقفاً على اذا ما كان الممثل لديه خيال واسع أو لا.
·
الخيال بمعنى الموهبة؟
جزء من
الموهبة لا شك.
·
من بين الأربعين فيلما التي مثّلتها ليس هناك أكثر من فيلمين او ثلاثة
تقمّصت فيها شخصية حقيقية، هناك شخصيّتك في “دوني براسكو” وشخصيّتك
الأخرى في “سربيكو” وربما شخصيّتك في “بعد ظهر يوم ملعون”، هل تستهويك
هذه الأدوار؟
صحيح لم
أمثّل شخصيات حقيقية حتى هذه الأفلام التي ذكرت كان لي قدر كبير من الحريّة
لتأديتها مُنحت الحرية باكراً لتمثيل ما أريد بالطريقة التي أريد وهذا أفضل
ما يمكن أن أتمنّاه.
·
تقصد أنك عاملت الشخصية الواقعية كأي شخصية
غير واقعية؟
الى حد
كبير نعم الحريّة جزء أساسي عندي والا جرى تقييد الممثل الى شخصية أخرى غير
تلك التي يستطيع التفاعل معها.
·
ما نظرية ستانسيسلافسكي في التمثيل؟
سئلت هذا
السؤال قبل أشهر قليلة حين كانوا يصنعون فيلما تسجيلياً عن مارلون براندو
وسأرد عليك بنفس الجواب : لا أعرف ! ( يضحك )، مبدئياً هي شحن الشخصية التي
سيمثّلها الممثل بخلفية كاملة تساعده على انجاز شخصية حقيقية. الشخصية قبل
ذلك عارية عليك أن تلبّسها ثياباً تقترح لك التاريخ المناسب وتطرح على نفسك
اسئلة تخصّها وتستوحي منها الاجابات وعلى هذه الاجابات أن تكون مقنعة صحيحة
ليس هناك خللاً ما فيها، ولكل ممثل بعد ذلك طريقته في “الالباس”.
·
هل يصبح الأمر سهلا فيما بعد؟
يعتمد ذلك
على حاجة الفيلم او الدور من الخطأ منح الدور الذي تلعبه حجماً أكبر مما هو
عليه.
·
لكن يؤثر ذلك في كل حركة يقوم بها الممثل، لأن الحركة مرتبطة بالرسم
الذي ذكرته سوف لن تقوم الشخصية بتصرّف معيّن اذا لم تكن على هيئة
معيّنة أليس كذلك؟
تماما،
أيضاً التصرّف الصحيح يعني أن في الأمر تسلسلاً واضحاً فهمه الممثل وعرف
كيف يحافظ عليه.
·
بعض الأفلام لا تتطلب الكثير من الابداع في
هذا المجال.
تماماً.
·
لكن دورك في “تاجر البندقية” مثلاً، لا يمكن الا أن يكون ولوجاً عميقاً
في شخصية شايلوك، كيف تقرر أي صورة سيأتي تمثيلك له؟
مما كتب
ويليام شكسبير عليك أن تتّبع ما وضعه شكسبير وأن تستلهم الأساس من رسمه هو،
لم أكن أريد أن أقدّم رسماً كاريكاتورياً، وشكسبير لم يكتب كاريكاتوريات
ليس لديه شخصية واحدة تفيد “ستيريوتايب” (التنميط)، هذا هو المكوّن الأول
لأي من شخصياته المختلفة وخصوصاً لهذه الشخصية الصعبة، هذا جزء من عبقرية
شكسبير وليس من عبقريّتي، أنا أخذت الشخصية منه واذا نجحت بها فهو المسؤول
اذا أخفقت فأنا المسؤول.
·
هل كنت سعيداً بالنتيجة؟ سؤالي سينمائي بحت
كوني أعلم مدى ارتباطك بالمسرح وشكسبير؟
لقد
أعجبتني حقيقة أن المخرج مايكل رادفورد قرر تحقيق “تاجر البندقية” وهي كما
تعلم مسرحية أثارت لغطاً كثيراً ثم عالج الشخصية التي أثارت هذا اللغط،
شخصية التاجر اليهودي، على مستوى تراجيدي كان قرارنا من البداية أننا اذا
ما فعلنا ذلك جلبنا الى الفيلم الحس المطلوب.
·
ذكرت قبل قليل حماسك للعمل بسبب أبطال فيلم “أوشن 13” من الوجوه التي
تلت جيلك ، كلوني وشيدل ودامون وبِت، وسبق لك أن لعبت مع ممثلين أصغر
منك سنّاً وأتذكر في مقابلتين سابقتين حماسك للتمثيل أمام كريس أو
دونيل في “عطر امرأة” وأمام شون بن في “طريقة كارليتو” ثم أمام جوني دب
في “دوني براسكو” وأخيراً أمام ماثيو ماكنوفي في “اثنان للمال”... ماذا
تعتقد في هذا الجيل؟
أعتقد أن
هذا الجيل أفضل تمثيلاً في السينما، نعم أعتقد بشكل عام أنهم أفضل، أعتقد
أن هناك تواصلاً أفضل وأكثر ثباتاً لدى ممثلي اليوم الشبّان لقد كبروا مع
الفيلم ومع الوسط الفني بأسره لم يكن عليهم المرور عبر تلك الفترة
الانتقالية من المسرح الى السينما كما فعل العديد من أبناء جيلي.
·
هل هذا جيّد؟
التجربة
المسرحية جيّدة، لكنها ليست ضرورية او لابد منها لتكون ممثلاً سينمائياً
جيّداً. ممثلو اليوم لديهم القدرة على التعامل مع الكاميرا وفهم أهميّتها
بالنسبة للاداء أكثر من ممثلي جيلي.
·
تختلف في أفلامك كثيراً كيف تتيح لنفسك كل
هذا التنوّع؟
لقد بدأت
ممثلاً مسرحياً وهذا جعلني قادراً على تغيير الشخصيات كيفما أردت، هذا اسمه
“ربرتوار”، وأنا معتاد عليه، وحين أنتهي من تمثيل شخصية أودّعها، لقد
انتهت، أحياناً تنتهي الشخصية من عندي قبل يوم واحد من انتهاء التصوير، هذا
هو اعترافي المؤلم أمشي قبل أن يجف اللون عن اللوحة.
·
هذا لا يبدو واقعاً، لا تعطي التصوّر أن هناك أي تفاوت في تمثيلك لأي
شخصية، هل مشيت من الشخصية قبل انتهائها في “أوشن 13”؟
دائماً
(يضحك)، الشيء الذي اعتقدت القيام به هو أنني أرقب المخرج أكثر من مراقبتي
لنفسي أو لغيري من المخرجين، أرقب تحديداً تصرّفاتهم مع الممثلين، وستيفن
سودربيرغ يتصرّف على نحو صحيح.
·
لقد أخرجت فيلمين تسجيليين من قبل.
وأفكر
الآن أن الوقت حان لأخرج فيلماً ثالثاً أشعر أنني أريد تجربة حظي في فيلم
روائي من تأليفي، فيلم يجذبني اليه ممثلاً ومخرجاً، لكنني لم أجد بعد
السيناريو الذي أستطيع أن أتبنّاه، وهناك حقيقة أنني ما زلت معروفاً كممثل
محترف، وهذه تسمية تعجبني أعتقد أنه طالما أن هذه هي صفتي في هوليوود فأنا
بخير.
####
أوراق ناقد
عودة جان-كلود فان دام
من بحاجة الى فيلم جديد من بطولة
جان-كلود فان دام؟
من الواضح
أن بعض المشاهدين لا يزالون معجبين بالممثل الذي شّق طريقه كبطل رياضي من
الطبقة الشعبية عبر أفلام مبكرة مثل “كيكبوكسر” و”ليونهارت” و”مذكرة موت”
الخ ... بعد ذلك، تعبت أفلامه منه وتعب الجمهور منها، وانحدرت أعماله نوعاً
وايراداً الى الحضيض. ليس أنها كانت أعمالاً فنيّة جيّدة، لكن تلك التي
احتفت به حملت عناصر انتاجية كبيرة الى حد ما.
على أنها
لم تهبط الى الحضيض وحدها. فان دام عانى من الادمان على الكوكايين واحتجب
وعاد ثم احتجب وعاد وفي كل مرّة بنتيجة تجارية أضعف من سابقها.
الآن هو
في فيلم جديد يباشر عروضه في صالات الامارات بعنوان “حتى الموت” ويؤدي فيه
شخصية تحري مدمن هيرويين ومكروه من رفاقه لهذا السبب. في أحد الأيام يتم
نقله الى المستشفى على مشارف الموت وحين يفيق من “كوما” طويلة يقرر أن
الأوان آن للاستقامة مهما صَعبت.
ليس
هيّناً أن يمثّل ممثل جزءاً من مشكلته على الشاشة، ولم أشاهد الفيلم لكن
المرء يتمنّى أن يكون جهده فيه أفضل من جهوده في أفلامه الأخرى السابقة
طوال السنوات العشر الأخيرة. كل منا يستحق فرصة أخرى في نهاية المطاف. هذا
ثاني فيلم بين فان - كلود والمخرج سايمون فيلوز بعد “الثاني في القيادة” في
العام الماضي، وفيلوز أخرج “مباركة” كوميديا مع هيذر غراهام و”سبع ثوانٍ”
مع ويسلي سنايبس.
####
سجل
الأفلام
“مطعم
أليس” سيرة تدافع
عن الفوضى
للمخرج
آرثر بن العديد من الأفلام الرائعة، فيلم “مطعم أليس” ليس من بينها.
أفلام
آرثر بن من فيلمه الأول “ذو المسدس الأيسر” (1958) الى “رجل صغير كبير”
(1970) تعاملت مع المؤسسة من زاوية ناقدة ومع المجتمع الأمريكي من وجهة نظر
يسارية. بعد ذلك، حافظ المخرج على قدر من المعاداة لما هو مؤسسة او ادارة
او جهة حكومية، لكن أفلامه، مثل “حركات ليلية” (1975) و”ضفاف الميسوري”
(1976) وصولاً الى “في عز الشتاء” (1987) ارتاحت على نمط أراد توظيف القصة
في خدمة منحى قريب من النقد لكنه لا ينطلق منه أو بسببه.
“مطعم
أليس” ينتمي اذاً للنصف الأول من أعمال بن، وهو النصف الذي قدّره النقاد
أكثر من غيره، ولو أن أسلوب بن السردي العريض غير المحدد وسخريته التي
تحاذي الكاريكاتيرية يجعلان الفيلم أقل قدرة على ايصال رسالته بقوّة وتحد،
في أحيان تنقلب المشاهد التي يُراد بها نقد المؤسسة الى مواقف مطوّلة تختلط
فيها الأمور منجزة رسالة موازية انما ضد ما يتبناه الفيلم وليس معه.
أرلو غثري
عرف شهرة بين مغني البلوز الأبيض من شبيبة الهيبيز في أواخر الستينات،
ومواقفه في أغانيه كما في حياته العامة، كانت مناهضة لحرب فيتنام ومؤيدة
للقضايا الاجتماعية وناقدة لمؤسسة السلطة، وهو ابن وودي غثري، المغني الذي
صنع عنه المخرج المهم الآخر هال آشبي فيلمه الممتاز “آيل الى المجد”
(1976).
هنا يؤدي
أرلو نسخة من شخصيته (ما يعني أن البحث عن موهبة تمثيلية فيه أمر غير مجد)
في سلسلة من المشاهد التي تجمع مشاكل فردية متعددة في اطار واحد، أرلو يزور
والده المريض (قام به جوزف بولي) ثم نراه يدلف الى مطعم أليس (كوِن) الذي
كان كنيسة وأصبح الآن مأوى للشباب الهيبي يجتمع ويغني ويأكل ويرتاح من عناء
حياة مفعمة بالمتاعب الاجتماعية التي يهرب منها أو يأوي الى المكان بانتظار
المواجهة التالية بينه وبينها، يقبض البوليس على أرلو لرميه القمامة في
الشارع، والمشاهد المتفحّصة لهذه الجناية التي تؤدي بأرلو لتفادي دخول
الجيش على أساس أن لديه سوابق، ممطوطة الى حد بعيد كما لو كانت قضية بحد
ذاتها.
خرج “مطعم
أليس” في ذات العام الذي خرج فيه فيلم شبابي آخر هو “ايزي رايدر” لدنيس
هوبر الذي انتقد أيضاً مجتمعه بشدّة لكنه ترك تأثيراً أكبر لا في التيار
الشبابي الهيبي الواسع آنذاك فقط، بل أيضاً في هوليوود، اذ أنتجت بعده عدة
أفلام معظمها ممسوخ ومصطنع حول المسألة ذاتها.
####
حول
“سبايدر مان 3”
هل هناك
من لاحظ أن حكايات سبايدرمان وباتمان وسوبرمان وديردفيل تتلاقى أكثر مما
تختلف؟ باختصار:
* كل واحد
من هؤلاء الأبطال خسر أباه قتلاً (سواء أكان والده الحقيقي أو والده
بالتبنّي) باكراً في حياته.
* كل واحد
من هؤلاء لديه مشكلة مع نفسه انه يبحث عن هويّته الذاتية وليس معه خارطة.
* كل واحد
من هؤلاء يحب امرأة ولا يعرف ماذا يصنع بحبّه؟ سبايدرمان يريد أن يتزوّج.
سوبرمان يجدها تزوّجت. باتمان يُعاين الوضع منتظراً تطوّراً ما.
* كل واحد
من هؤلاء يعاني من أزمة الهويّة المزدوجة، او ما أسميها (مع الاحتفاظ
بالحقوق القانونية) “حالة دكتور جايكل ومستر هايد”. باتمان ينطلق برغبة
عاصفة للانتقام قبل أن يعرف كيف يتخلّص من تلك الرغبة ويستبدلها بطلب
العدالة. ديردفيل أصبح محامياً أعمى لكنه يرى أكثر من المبصرين حين يقارع
الأعداء. سوبرمان يضعف نصف الفيلم ثم يعود الى قوّته. أما سبايدرمان فيصبح
شريراً ثم يعود بطلاً.
الى كل ما
سبق ... جميعهم يطيرون (كان “سوبرمان” أول الطائرين بلا أجنحة لكنه حين عاد
في جزئه الأخير وجد الفضاء مزدحماً، كلهم يطيرون الآن)، وجميعهم يتلقّفون
ضحايا محتملين يقعون من الطوابق الشاهقة. لا أحد يقع من الطابق العاشر، بل
من الطابق المائة وما فوق وفي آخر لحظة، في كل مرّة، تصل اليد الحانية لهذا
البطل الخارق لتنقذ الجسد المتسارع الى الأرض قبل أن يتناثر.
“سبايدر
مان 3” فيلم جيّد، لكنه ليس ممتازاً وحالة “دكتور جايكل ومستر هايد” منتشرة
بين جميعه. هناك أكثر مما يجب من أشرار وأكثر مما يجب من شخصيات وكلها
مزدوجة. نحن لسنا أمام خمس شخصيات رئيسية بل عشر. باختصار أيضاً:
*
سبايدرمان (توبي مغواير) كما ذكرنا، ينتقل من الخير الى الشر ثم الى الخير.
* صديق
الطفولة هاري (جيمس فرانكو) ينتقل من الشر الى الخير الى الشر ثم الى الخير
مجدداً.
* حبيبة
القلب ماري (كرستن دانست) تحبّ سبايدر. تقرر الخروج من العلاقة ثم تقرر
العودة اليها.
* الشرير
فلينت بريء - لا بل مجرم - لا. هو بريء فعلاً، اتهم بجريمة لم يرتكبها.
يريد تحطيم سبايدرمان، لكنه في النهاية لا يفعل ذلك، وسبايدرمان يسامحه..
يسامحه على ماذا؟
* ثم
هناك، ولدرجة أقل ذلك المصوّر الصحافي ايدي روك (توفر غريس) الذي هو ليس
انساناً محبوباً من البداية لكنه يصبح لاحقاً أكثر شرّاً منهم جميعاً. الى
حد كبير هو الوحيد المفهومة خطوطه المنحدرة تلك.
زومبيز
الفيلم
الذي أثار اعجابي (ورعبي أيضاً) هو “بعد 28 أسبوعا”. الجزء التالي لفيلم
الزومبي الشهير “بعد 28 يوماً”. ذلك الفيلم الذي خرج سنة 2002 من اخراج
البريطاني داني بويل. الفيلم الجديد أفضل وهو من اخراج الإسباني جوان
كارلوس فرسناديللو. ومن أفضل ما في هذا الفيلم انه جاد في تخويفه وبعيد عن
الكليشيهات، اذ تقع أحداثه في المستقبل القريب. نجد لندن ( للمرة الثانية
بعد التحفة “أطفال الرجال” للمكسيكي ألفونسو كوارون ) بعدما داهمها الوباء
ثم انتشر بين من تبقّى من الأصحاء، وخلال العرض كل ما تتوقّعه يحدث ضدّه
وهذه علامة من أهم علامات الفيلم الجيّد.
م.ر.
merci4404@earthlink.net
####
يوميات مهرجان كان
السينمائي الدولي (4)
سجل
المهرجان
1955
“مارتي”
المخرج
كمال الشيخ يدخل المسابقة بفيلم “حياة أو موت”.
* فيلم
السعفة: “مارتي” (دلبرت مان- الولايات المتحدة):
لست
واثقاً من أنه كان أفضل فيلم في المسابقة، لكن “مارتي” يستدعي الاهتمام
بسبب منحاه الإنساني في طرح موضوع جزّار إيطالي الأصل (إرنست بورغنين)
وأزمته بعدما وصل الأربعين ولا يزال عازباً. هذا أفضل أفلام مخرجه دلبرت
مان، ومن تلك الأدوار التي لا تُنسى للممثل بورغنين (لا يزال حيّاً في
التسعين من العمر).
1956
“عالم الصمت”
* فيلمان
تسجيليان نالا الحصّة الأولى. فإلى جانب فيلم السعفة خرج “بيكاسو الغامض”
Le
Mystére Picasso،
لهنري- جورج كلوزو بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. السينما العربية شهدت عودة
صلاح أبو سيف بفيلم “شباب امرأة”.
* فيلم
السعفة: “عالم الصمت” (جان- إيف كوستو، لوي مال- فرنسا):
المرة
الأولى التي ذهبت فيها فيلم السعفة الى فيلم تسجيلي حدثت هذه السنة. فيلم
عن البحر وحيواناته وأعماقه من المخرج التسجيلي جاك- إيف كوستو مع لوي مال
(في أول عمل طويل له). كوستو كانت له أعمال أخرى عن هذا العالم الذي أهتم
به. محطة بي بي سي التلفزيونية كانت تبثّ رحلاته واستكشافاته. لكن الفيلم
مأخوذ عن كتاب نشره سنة 1953 وبيع منه نحو خمسة ملايين نسخة في 22 لغة، حسب
مصادر. ونال الفيلم كذلك جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي.
بعد
المشاهدة
“الرجل
الضائع”: دراما مفتعلة بلا منطق يشدّ أركانها بعضها لبعض مع مشاهد حب تفتقد
العاطفية.
Avocat de
la
Terreur:
تسجيلي من المخرج باربت شرودر حول محامي القضايا النضالية جاك فرجيز.
The
Banishment:
“الصد” قمّة تعبيرية شعرية جمالية بموضوع إنساني آسر عن العائلة المتداعية.
Brando:
تسجيلي عن حياة الممثل مارلون براندو من خلال شهادات ممثلين آخرين ومشاهد.
My Blueberry
Nights:
نورا جونز تجد أكثر مما تحتاجه من نماذج حين تبدأ رحلتها بحثاً عن معنى
الحب.
Zodiac:
بوليس سان فرانسيسكو وصحافيون يطاردون قاتلاً بقي مجهولاً الى اليوم.
للمخرجة اللبنانية دانييل عربيد
“الرجل
الضائع” فيلم أكثر ضياعاً
استقبل
فيلم المخرجة اللبنانية دانييل عربيد “الرجل الضائع” بأقل مما كانت تطمح
إليه حين عُرض أول أمس في قسم “نصف شهر المخرجين” وكانت تستحق مثل هذا
الاستقبال.
حكاية
مصوّر فوتوغرافي فرنسي (ملفيل بوبو) يجول في منطقة الشرق الأوسط يصادف على
الحدود السورية - الأردنية لبنانياً غامضاً اسمه فؤاد ويقرّر، لسبب غير
مطروق، ناهيك عن أن يكون مقبولاً او مفهوماً، جعله صديق سفرته. اهتمام
المصوّر الآخر هو ممارسة الغرام مع كل امرأة يلتقي بها في سلسلة من مشاهد
غير قادرة على منح الشخصيات أي دفء تحتاجه. فؤاد بدوره يجد فرصة ل”التعبير”
عن كبته ولو أن انضواءه على نفسه يُثير الشكوك في مطلع الأمر من أن يكون
عاجزاً عنه.
فؤاد ليس
شخصية بقدر ما هو حالة في هذا الفيلم. في مطلعه نراه يركض تائهاً في شوارع
بيروت المتحاربة سنة 1985. بعد قليل ننتقل الى “شمالي سوريا” حيث يعمل فؤاد
فلاّحاً وحين ينهره رئيس العمّال (الذي يبدأ حواره بلكنة لبنانية ويكمله
بلكنة سورية) لتلكّعه يقول له فؤاد “كلب” ويبصق في وجهه ويمضي!
ما تفعله
عربيد هنا أنها تحشر نفسها لتقول شيئاً وهذا الشيء يرفض أن ينطق. إنه يرسم
فقط صورة غير ملحّة وغير منطقية عن العالم العربي كمكان يصلح لعربدة
الفرنسي ومغامراته النسائية المصحوبة دائماً بحاجته لتصوير نفسه ونسائه
خلال حفلاته. وكلمة “كلب” وهي أول كلمة ينطق بها فؤاد، الذي يميل للصمت، في
الفيلم تبدو لي احتقاراً لفلاح مصدره الفيلم وليس الشخصية، لأنه لو كان
المطلوب إدانة هذه الشخصية لاستكملت المخرجة عوامل إدانتها في مشاهد لاحقة.
كما نراه، فإن فؤاد عدائي بينما الصحافي أبله. والعلاقة بينهما لا تتطوّر
وتبقى نافلة من السبب في المكان الأوّل.
“الرجل
الضائع” فيه الكثير من العري: كل امرأة فيه (باستثناء عجوز وممثلة سورية
ذات دور صغير) تتعرّى لتمثيل مشهد او اثنين. لكن العري الأشد هو الذي
تمارسه دانييل عربيد إذ تؤكد لمن شاهد فيلمها الأول “معارك حب” أنه لم يكن
أكثر من جهد أوّل واعد بحذر. ذلك الفيلم الذي تعامل مع موضوع يخصّها كان
أفضل الى حد كاف من هذا الفيلم الضائع وسط غابة تشبه حالة الزهايمر التي
يعاني منها بطل الفيلم.
كتابات
سهلة
يفتح
مهرجان “كان” المجال أمام العديدين من الصحافيين والنقاد والواقعين بين
الفئتين أيضاً. في العادة هناك 4000 إعلامي. هذه السنة هناك أكثر من هذا
العدد نظراً لموقع المناسبة الخاص. الرقم التقديري هو 5 آلاف.
هذا لا
يعني أنك تشاهد الخمسة آلاف معك في كل لحظة. ففي الوقت الذي يشاهد فيه ألف
منهم فيلماً في هذه الصالة هناك من ألف إلى ألفين يشاهد أفلاماً أخرى.
وبينما تأكل وجبتك في مطعم يتّسع لسبعين فرداً هناك 1000 فرد يتناولون وجبة
مماثلة في أي من المطاعم الأخرى. والطريق ما بين الفندق او الشقّة الى
الصالة لا تستطيع أن تختزن 5 آلاف إعلامي. هناك زحمة المواطنين الذين
يريدون مشاهدة ما الذي ترتديه هيلين ميرين أو ساندرين بونير، وهل جورج
كلوني لا يزال شاباً جاذباً أم لا.
يتوزّع
رجال الإعلام بدورهم.
صحافيو
اللقطة والخبطة الصحافية.
وصحافيو
التقارير الاقتصادية.
وصحافيو
المقابلات الفنية إذاعة وتلفزيون وصحافة مطبوعة، ثم هناك النقاد.
والأمر
دائما مثير للعجب عندما تدرك أن بعض الوجوه في الفئة النقدية لا تنقد
الأفلام الا مرة في السنة. إذا تساءلت كيف يعملون ومن أين يرتزقون تكون
ساذجاً. فهؤلاء صحافيون في المواضيع السياسية والحالات الاقتصادية والشؤون
الطلابية وزراعة الخضراوات وما آلت إليه شؤون البلديات. رغم ذلك، حين يأتي
الأمر لمهرجان كان فإنهم يتحوّلون الى نقاد يقيّمون الأفلام ويحتلون
مقاعدهم في الصالات.
الحقيقة
احتلال مقاعد الصالات أمر آخر مشكوك به.
أعرف
وجوهاً لا أراها الا في المهرجان، وهذه الوجوه أشاهدها في المقاهي وفي
الحفلات وعلى شواطئ البحر، لكني لا أشاهدها في الأفلام. لكن هؤلاء أنفسهم
يكتبون عن المهرجان يوميّاً لهذه الصحيفة او تلك.
كيف؟
حسب
اعتراف أحدهم ذات مرّة:
“استيقظ
في العاشرة (أول فيلم لليوم يبدأ في الثامنة والنصف) أتناول افطاري وأنزل
الى أقرب بائع للجرائد. أشتري ما أريد ثم أمر على الفندق القريب. هذا
يستقبل كل المجلات التي تصدر مجاناً بمناسبة “كان”. آخذ منها الفرنسية لأني
لا أجيد الإنجليزية. أعود الى شقّتي وأكتب خلاصة ما قرأت في تلك المجلات
والصحف”.
سألته:
وما طول الموضوع الذي تكتبه؟
قال: “من
صفحتين الى ثلاث حسب”.
أنا: “حسب
ماذا؟”.
هو: “حسب
إذا ما كان هناك فيلم يستحق الكتابة عنه؟”.
أنا: “الا
تشاهد أي فيلم؟”.
هو: “قليل
جداً”.
أنا: “لكن
لديك بطاقة تخوّلك الحضور”.
قال إن
البطاقة للمظهر. ولم أرد أن آخذ من وقته المزيد فلربما كانت لديه مقالة
أخرى يكتبها بعد الظهر.
مضايقة
مور بسبب “سيكو”
يتساءل
المخرج مايكل مور، الذي نشاهد خلال الساعات القليلة المقبلة فيلمه الجديد
“سيكو” عن السبب الذي من أجله فتحت الأف بي آي تحقيقاً عنه اليوم وبعد صمت
طويل: “هل استيقظوا فجأة من سباتهم وقالوا: يا رجال. مايكل مور لديه فيلم
جديد سيعرضه في “كان”. هيا نضايقه؟”.
سبب
المضايقات أن مايكل مور استأجر طائرة نقلت عدداً من المرضى الأمريكيين الى
كوبا لأجل المعالجة هناك وذلك لإثبات أن المداواة الأمريكية متخلّفة عن
مثيلاتها في تلك الدولة الصغيرة وأن شركات التأمين الصحّي تسلب الناس
أموالهم من دون أن تفيدهم. وعلى الرغم من أن هذا النقد كاف لإثارة حفيظة
اليمين الا أن السبب الأبعد هو ما حققه مور قبل عامين من نجاح عندما كشف
عجز بوش عن التصرّف حين سمع بكارثة 11/9 وذلك في فيلمه “فهرنهايت 911”.
####
فيلمه
“زودياك” يشارك في المسابقة الرسمية
مارك
روفالو: المخرج أعطاني الحرية لتجسيد الشخصية
ثلاثة
ممثلين رئيسيين في فيلم المسابقة “زودياك” لديفيد فينشر والعديد من
الممثلين المساندين. الثلاثة هم مارك روفالو في دور المحقق توشي، جايك
غلنهال في دور الرسّام الكاريكاتوري غرايسميث، وروبرت داوني في دور الصحافي
بول أفيري. الى جانب هؤلاء هناك مجموعة كبيرة من الأسماء: أنطوني إدواردز
في دور زميل المحقق توشي، برايان كوكس، في دور باحث اجتماعي، كليو سيفيني
في دور زوجة الرسّام غرايسميث، وجون كارول لينش في دور المتّهم الرئيسي في
هذا الفيلم البوليسي الشيّق المعروف ب”زودياك”.
من بينهم
جميعاً يبرز روفالو وداوني جونيور. البعض سيضم جايك جيكنهال لكن لست
متأكّداً من أنّه كان الاختيار الأفضل. يبدو غير مقنع في الدور لكن هذا
ربما رأي شخصي.
الجلسة مع
مارك روفالو تثير عدّة ملاحظات. هذا الممثل الشاب الذي ظهر في عدّة أدوار
قبل هذا الدور لكن معظمها محدود الحجم او مساند، يبدو من ذلك النوع الذي لا
يتوخّى سوى الفرص الجيّدة لتقديم نفسه للجمهور. بعض الممثلين لديهم الفرص
وليس لديهم ما يقدّمونه وبعضهم الآخر يبقى مشروعاً سواء احتاج الى الفرصة
او لم يطلبها. لكن روفالو انتظر طويلاً، تحديداً منذ دوره الأول في فيلم
“تجارة صعبة” (1992) قبل أن يأخذ حظّه من النجاح. ليس أنه لم يبرهن عن
خامته في “الركوب مع الشيطان” و”القلعة الأخيرة” و”صحبة” و”كل رجال الرئيس”
من قبل أن يجد الدور الأفضل له الى اليوم.
·
لم تمثّل أي فيلم شبيه بهذا الفيلم، من حيث
أسلوب عمله الواقعي ومن حيث شخصيتك كرجل بوليس. هل هذا صحيح؟
- نعم.
وأستطيع أن أضيف أيضاً أنني لم أمثل من قبل فيلماً مصنوعاً كما لو كان
تسجيلياً.
·
في الفيلم، كما في الواقع، ليس مؤكداً تماماً
أن القاتل الملقّب ب”زودياك” هو بالفعل آرثر لي ألن. هل تعتقد أنه كان
القاتل؟
- ملاحظتك
صحيحة. أعتقد أنه كان آرثر لي ألن. محققو سان فرانسيسكو اعتقدوا ذلك أيضاً.
كانت نسبة الاعتقاد بأنه هو القاتل هي 98 في المائة، لكن الاثنين في المائة
هي التي انتصرت بمعنى هي التي منعت البوليس من القبض عليه ومحاكمته على هذا
الأساس. لم يكن هناك أي دليل.
·
ما هو قدر الحريّة التي أتيحت إليك لتمثيل هذه الشخصية بما أن الشخصيات
حقيقية والأحداث حقيقية والقصّة بأسرها قريبة الشبه بما وقع فعلاً؟
- أعتقد
أن المخرج فينشر أعطاني مطلق الحريّة في تمثيل الشخصية كما أريد. لكني ذهبت
لمقابلة التحري توشي وجلست معه ووجدته مثيراً للاهتمام كثيراً. نتيجة ذلك
أنني حاولت إحياء شخصية توشي على الشاشة قريبة من الشخصية الحقيقية قدر
الإمكان من دون أن أصل بادائي الى شكل كاريكاتوري او من دون أن يصبح تمثيلي
تقليدا له.
·
بعد هذا اللقاء، هل تم تغيير مشاهد كانت
مكتوبة لأجل المزيد من الدقّة مثلاً؟
- نعم.
حدث ذلك فعلاً. لقد أرسلت إليه السيناريو قبل أن أقابله وحين كنت معه سألته
الكثير من الاسئلة وكان يجيب أحياناً باقتضاب لكن دائما بصراحة. كان يذكر
مثلاً “منذ البداية شككت في هذا الرجل”.
·
ولكنك قلّدت صوته تماماً كما قلّدته في
الفيلم.
- نعم.
·
هل يتحدّث بهذه اللكنة وبهذا الصوت؟
- نعم. هو
كذلك.
·
إذاً تم تغيير مشاهد بعد المقابلة.
- عدت الى
المخرج وأمطرني بالاسئلة عن المقابلة وكنت أعرف أنه يدوّن بعض الملاحظات
لأجل تعديل السيناريو تبعاً لهذه المعلومات. هذا أضاف للسيناريو جيّداً.
وأضاف للفيلم بأسره.
·
ماذا لاحظت على حياته الخاصّة؟
- هو
إنسان خاص. يحترم خصوصياته. لكني لاحظت أننا حين كنا نتكلم كان دائماً يطلب
مني أن أتحدّث بصوت خفيض حتى لا تسمع عائلته بحوارنا. من هنا أدركت أنه
يقدّر عائلته ولديه معها رابطة قوية. هذا نقلناه الى السيناريو حين يقول في
الفيلم (يقلّد الصوت مرّة أخرى) “أخفض صوتك. الفتيات نائمات”.
·
هذا يبدو منطقياً لأن الفيلم ليس عن الجريمة والقاتل، بل عن العائلة.
عائلة الشخصية التي تمثّلها وعائلة الشخصية التي يمثّلها جايك.
- صحيح
الى حد كبير.
·
لكن لماذا في اعتقادك تطلّب الأمر نحو ثلاثين
سنة قبل أن يُعتبر آرثر لي ألن متّهماً؟
- عليك أن
تتذكر أنه اسم “قاتل مسلسل”
Serial
Killer. كان نوعاً جديداً جدا من السفّاحين لم تكن أمريكا عرفته من
قبل. وأعتقد أن الشرطة لم تعرف ما الذي كان يواجهه. لم يتوقّع أن يقوم
المجرم ذاته بارتكاب جريمة ثانية او ثالثة او بعد ذلك. لم يكن ممكنا في
إعتقادي ضبط هذا الوضع خصوصاً وأن القاتل كان ذكياً ونجح، كما نعرف اليوم،
في إبقاء هويّته مجهولة. لكن توشي كان من بين الأشخاص الذين شعروا بمسؤولية
كبيرة. لقد أراد فعلاً القبض على هذا القاتل. إنه رجل شرطة جيّد ومخلص.
·
قبل هذا الفيلم هل كنت تحت تأثير أفلام او
مسلسلات التحري؟
- لا. لم
أكن كثير الاهتمام بالقضايا الغامضة. ولا بالبرامج الشرطية.. لم تثرني
كثيراً. كذلك لم أقرأ الكثير عنها في الكتب لا الخيالية منها ولا الواقعية.
·
هل أخبرك توشي ردّة فعله حين سمع أنك ستلعب
شخصيّته؟
- لا
أعتقد أنه سمع بي قبل ذلك، لكنه، كما أخبرني، سأل ابنتيه عني وقالتا له
إنني ممثل معروف. أخبرني أنه ذهب الى محل الفيديو واستأجر بعض الأفلام التي
مثّلتها.
·
هذا فيلم عن شخصيات مهووسة بالبحث عن الحقيقة او بارتكاب الجريمة.
القاتل مهووس. الرسّام الكاريكاتوري مهووس، التحري مهووس.. كلهم يريدون
البحث عن الحقيقة بأي ثمن. هل هناك شيء خاص يجعلك بالتحديد مهتمّاً
بهذا الموضوع؟
- ليس في
الواقع. كما قلت لك لم أكترث لمثل هذه القصص، لكني في داخلي لم أكن سأمتنع
عن تمثيل دور رجل شرطة. أعتقد أن كل ممثل لديه مثل هذه الفرصة، او أنه
يتعرّض لمثل هذه الفرصة عاجلاً او آجلاً. والفرصة واتتني. ما جعلني أهتم
بها فعلاً هو معرفتي بالمخرج ديفيد فينشر- أقصد من خلال أفلامه. حين تشاهده
تعرف حرصه على إبراز دور الممثل في العملية بأسرها. ملاحظتك حول الهوس
صحيحة أيضاً. كل الذين ذكرتهم وضعوا أنفسهم على حافة الانهيار من كثرة ما
تخلل حياتهم الخاصّة من مشاكل. بعضهم شعر بأنه متزوّج من امرأته ومن هذه
القضية بالتحديد والضابط الذي لعبته هو من هذا النوع.
·
أخيراً، ماذا يعني لك مهرجان “كان”؟
- ما زلت
في دور المستكشف... هل هو حقيقة كل ما يُقال عنه. أعتقد ذلك، وإذا ما نال
هذا الفيلم جائزة يكون أكثر مما قيل فيه (يضحك).
|