يوميات "كان" السينمائي الدولي 2008 ... ( 2 )
يسعى مخرجه
لطرق أبواب الماضي
“تشي” رؤية
أمريكية لحياة غيفارا
كان - محمد رضا
يأتي عرض فيلم “تشي” عن حياة المناضل السياسي أرنستو تشي
غيفارا كما لو أن موعداً تم عقده بين هذا الفيلم وبين الاحتفال بمرور
أربعين سنة على الثورة الثقافية في فرنسا.
الفيلم من إخراج ستيفن سودربيرغ وهو مخرج وُلد في العام 1963
أي قبل أربع سنوات من اغتيال غيفارا. سودربيرغ أخرج أول أفلامه سنة 1989
وكان عنوانه “جنس، أكاذيب وأشرطة فيديو” ونال عنه سعفته الذهبية الوحيدة
الى اليوم. إذا ما نظرنا الى أفلامه منذ ذلك الحين، وجدناها على نوعين: نوع
يرضي هوليوود ونوع يرضي الراغبين في أعمال لا ترضى عنها هوليوود- أو لنقل
لا تنتجها هوليوود الا لأن المخرج أصبح معروفاً ولديه جمهور لا بأس بعدده
ولا بأس، بالتالي، من تمويل أعماله التي عادة ما تكون صغيرة. وهو بدأ بها:
“جنس، أكاذيب وأشرطة فيديو”، لم يستحق السعفة، ليس بوجود فيلم سبايك لي
الرائع والغاضب “أفعل الشيء الصحيح” وليس بوجود فيلم الياباني شوهاي
إيمامورا “كوروي آمي” وليس حتى بوجود فيلم جيري تشاتزبيرغ الأخير في مهنته
واللامع “إعادة اتحاد” وهي كلها نافسته على تلك الجائزة وخرجت دونها. بعده
واصل، ولحين إنجاز الأفلام الخاصّة: “كافكا” و”ملك التلة” و”شيزوبوليس” من
قبل أن يبدأ بمجاورة الأفلام التي تقصد أن تلقى رواجاً شعبياً بفيلم
“بعيداً عن الأعين” بطولة جورج كلوني لينتقل الى الفيلم الهوليوودي التام
مع “إرين بروكوفيتش” مع جولي كريستي ثم يتجاوز العثرات ويطلق من بطولة جورج
كلوني، مات دامون وبراد بت سلسلة “أوشن” التي شملت الى الآن ثلاثة أفلام،
كل واحد أسوأ من سابقه او ربما تساوى الثاني والثالث في هذا المعيار.
اهتمامات سودربيرغ لم تكن سياسية، حتى حين التفت الى الفترة
النازية في فيلمه الحديث “الألماني الطيب” عاملها كما لو كانت مغامرة
لأمريكي ضعيف وطيّب ولم يشأ، وربما هذا أفضل ما قرره، تحقيق فيلم عن
الأخيار والأشرار على النحو النمطي المتكرر.
إذ يقبع ذلك في البال فإن المرء لابد أن يتساءل ما الذي دفع
سودربيرغ لينجز فيلماً من جزأين (كل جزء من ساعتين) عن حياة الماركسي
الأرجنتيني الذي قاد ثورة بعدما فتح عينيه على فقر البيئات التي عايشها؟
وعن أي تشي غيفارا يتحدّث؟ هل يسرد حياته لمن لا يريد أن يقرأ
الكتب؟ أو أنه يقلّب في أفكاره السياسية ويبدي فيها رأياً خاصّاً؟
لم يعرض الفيلم بعد لكي نأتي بالجواب، لكن وجود هذا الفيلم
بالتحديد في المناسبة التي يعيشها مهرجان “كان” على نحو خاص، والمنبثقة من
مرور أربعين سنة على الثورة الطلابية- الثقافية التي وقعت في فرنسا يجعل
الأمر مثيراً للاهتمام حتى ولو كان العرض والمناسبة وردا بالمصادفة الزمنية
المحضة.
في أيار/ مايو ،1968 أيام كان الجنرال شارل ديغول رئيساً
للجمهورية الفرنسية، قام السينمائيون الشبّان، وتحديداً لوي مال، كلود
شابرول، إريك رومير، جاك ريفيت وعلى الأخص فرنسوا تروفو وجان-لوك غودار
للتظاهر والاحتجاج على إقالة مدير السينماتيك هنري لانغلوا بقرار إداري ومن
دون مبرر مقبول. كانت الحركات الطلابية اليسارية في فرنسا بدأت قبل نحو
ثلاثة أشهر بإضراب عام ساد الجامعات الباريسية، ثم تصاعدت الاحتجاجات إثر
أول اصطدام بين الطلاب ورجال البوليس الذي حاول تفريق المتظاهرين واستخدم
في ذلك العنف، لكن الاحتجاجات نمت وانتشرت والاتهام وُجّه حينها لرئيس
الجمهورية بأنه أنشأ بوليساً فاشياً وإدارة خاصّة للقمع. وهذا ما أوصل
المسألة الى مجابهة كانت أوسع من مجرّد موقفين واحد حكومي رسمي والآخر من
طلاب الشوارع المسيّسين. الصراع الذي انضوى تحت اليافتات والهراوات على حد
سواء كان بين التحرر الاجتماعي صوب الليبرالية والمحافظة على القديم
والأشكال التقليدية للحكم ولمفهوم الوطنية. ذلك الشهر كان حاسماً في
المواجهة وفرنسا بعده لم تعد فرنسا قبله.
المهم هنا هو أن دورة ذلك العام من مهرجان “كان”، التي كان من
المفترض بها أن تسير قدماً كما لو أن ما يحدث يقع في مكان آخر من العالم،
وجدت نفسها هي في مأزق: المخرجون المذكورون وآخرون معهم ترأسوا الحملة
الشبابية من المثقّفين والطلاّب واقتحموا العرض السينمائي الذي كان يدور
وألقوا بيانات شجب ولم تجد إدارة المهرجان بداً من إغلاق تلك الدورة بعد
ثلاثة أيام فقط من افتتاحها.
منذ مطلع العام الماضي ونحن نشهد رغبة سينمائيين أمريكيين في
العودة الى طروحات الستينات والسبعينات، جورج كلوني، الذي لعب تحت إدارة
ستيفن سودربيرغ أكثر من فيلم، من بين أكثر السينمائيين الأمريكيين إعجاباً
بسينما تلك الفترة التي تعاطت مع وضع اجتماعي خاص بها: أمريكا ذلك الحين
كانت منقسمة حيال حرب فيتنام، من ناحية، وكانت لديها تظاهراتها المناهضة
لها والمناهضة للتمييز العنصري في الولايات المتحدة من ناحية ثانية. ولم
تكن أحداث فرنسا غائبة عن السينمائيين الأمريكيين فإذا بها تساعد على إرساء
أساليب تعبيرية جديدة وسينما مستقلة وأخرى تحت أرضية وأفلام ذات هم اجتماعي
يختلف عما سبق من طروحات اجتماعية في العقود السالفة.
مخرجون آخرون أكثر علاقة مع هوليوود- المؤسسة نزحوا بدورهم الى
أفلام تقبض تمويلها من المحافظين وتحقق أعمالاً ذات رسالات سياسية واضحة
منهم آرثر بن، هال أشبي، سيدني بولاك، نورمان جويسون وأحد أفضلهم جميعاً
ألان ج. باكولا “كلوت”، “كل رجال الرئيس”، و”بارالاكس فيو”. إنه في تلك
الفترة وُلد فرنسيس فورد كوبولا ومارتن سكورسيزي وبرايان دي بالما وبرز
روبرت ألتمن وجون كازافيتيز لجانب من تم ذكرهم في ذلك الحين والعديد من
اولئك الذين لم ينجحوا في البقاء طويلاً، في تلك الفترة عرف الوسترن (وهو
النوع الملتصق بالتاريخ الأمريكي أكثر من سواه) الطروحات المعادية للصورة
النمطية كما أرساها جون فورد، وذلك على يد مخرج آخر اسمه سام بكنباه.
هذا ما تعكسه مناسبة مرور أربعين سنة على ثورة الطلاّب
والمثقفين في فرنسا، وما يعزز عكسه وجود فيلم عن شخصية وحياة تشي غيفارا مع
العلم أن المهرجان نفسه استقبل فيلماً لابد من اعتباره اليوم بمثابة
الإشارة الأولى لأن الماضي إنما يطرق الباب من جديد. ففي العام 2004 قدّم
المخرج البرازيلي فيلمه الجيّد “مفكّرة الدراجة” التي تناولت مرحلة نمو تشي
غيفاراً الاجتماعي حينما قام برحلة في بعض أرجاء أمريكا اللاتينية شهد فيها
الفقر والتخلّف الاجتماعي وأخذ بسبب هذه التجربة في تكوين ميوله السياسية
المتطرّفة.
هل يكون الفيلم الجديد تكملة؟ إضافة؟ هل هو مع أو ضد أو حيادي؟
العرض سيجيب عن هذه الاسئلة بكل تأكيد.
المفكّرة
أفلام
عربية في عروض خاصة
كل فريق عمل فيلم “ليلة البيبي دول” يحضر الى كان من الممثلين
المصريين واللبنانيين والسوريين وسواهم، الى المخرج والمنتج وعدد كبير من
المتّصلين بهذا الفيلم على نحو أو آخر، ومن المؤكد أن عرضاً خاصّاً سيقام
للفيلم غداً تليه حفلة كبيرة للمناسبة.
الممثل الجزائري الأصل رشدي زم يقود بطولة فيلم تشويقي من
إنتاج فرنسي عنوانه “انطلق سريعاً” وهو يعرض في سوق الفيلم في محاولة لبيعه
لأسواق خارجية. الممثل لديه قائمة طويلة من الأفلام التي مثّلها في فرنسا
أو هي إنتاجات فرنسية- عربية مشتركة بينها “بلديّون” الذي نال أبطاله وهو
منهم سعفة أفضل تمثيل رجالي في مهرجان “كان” قبل عامين.
الفيلم الوثائقي الأردني “إعادة تكوين” يسجّل حضوراً مماثلاً
في سوق الأفلام بعدما تبنّته شركة توزيع فرنسية هي “وايد”. الفيلم يروي
حياة متطرّف اسلامي في مدينة الزرقاء ومصاعب عيشه في الوقت الذي تفرض عليه
ظروفه الهجرة الى الغرب. وكان الفيلم شهد عرضه العالمي الأول في نطاق
مهرجان دبي في العام الماضي.
الفيلمان اللبنانيان “خلص” لبرهان علوية و”السقوط من الأرض”
لشادي زين الدين. الأول فيلم العودة للمخرج برهان علوية والثاني الفيلم
الروائي الطويل الأول لمخرجه.
فيلمان آخران من مصر هما “الغابة” لأحمد عاطف الذي عُرض في
القاهرة لجمهور محدود، والثاني هو “عين شمس” لإبراهيم بطّوط الذي كان عُرض
في مهرجان مراكش السينمائي الدولي.
اسم وصورة
جوليان
مور
جوليان مور (47 سنة) هي بطلة الفيلم الذي افتتح أمس الدورة
الحادية والستّين من مهرجان كان السينمائي وعنوانه “عَمي”، وهي ممثلة تفضل
الابتعاد عن السينما لأي فترة محتملة على أن تختار أي فيلم لمجرّد أنها
تريد البقاء على الشاشة.
والأمور تسير في مصلحتها بلا شك. لقد لعبت حتى الآن نحو 40
فيلماً. لم تكترث خلالها لحجم الدور بل لنوعيّته وحتى من بعد أن أصبحت نجمة
نجدها على إلمام جيّد بما تريد أن تمثّله بصرف النظر عن حجمه وعدد مشاهدها
فيه.
وجدناها في دور محدود في فيلم “أنا لست هناك” عن حياة المغني
بوب دايلون ولعبت عشرين دقيقة أو نحوها من فيلم “أطفال الرجال”، لكنها
دقائق لا تُنسى بسبب بساطتها وقوّة حضورها في ذات الوقت، هنا في الفيلم
الجديد لديها الكثير من الوقت لتعكس ما تريد تجسيده في فيلم يقوم على أبعاد
ومضامين اجتماعية وفلسفية.
دبي
للاستوديوهات تكشف عن مشروع “مركز القرية”
كشفت مدينة دبي للاستوديوهات، العضو في تيكوم للاستثمارات امس
عن مشروع “مركز القرية”، المشروع الترفيهي متعدد الوظائف الذي تطوره
المدينة باستثمارات تتجاوز 5.1 مليار درهم، وذلك خلال مشاركتها في الدورة
الحالية لمهرجان كان.
كما عرضت المنطقة الحرة المخصصة لشركات الإنتاج الإعلامي والبث
التلفزيوني والإذاعي، مرافق بنيتها الأساسية المتطورة.
ويقع مشروع “مركز القرية” الذي يتم تطويره على مساحة مليوني
قدم مربعة في قلب مدينة دبي للاستوديوهات، وسيفتح أبوابه للجمهور والعاملين
في قطاع السينما على حد سواء.
وقال جمال الشريف، المدير التنفيذي لمدينة دبي للاستوديوهات:
“سيمثل مركز القرية مكوناً أساسياً من مكونات مدينة دبي للاستوديوهات، حيث
سيقدم تجارب فريدة من نوعها لصانعي الأفلام من مختلف أنحاء المنطقة
والعالم”.
زوايا
التاريخ
في العام الماضي تابعنا المهرجان من بدايته الأولى سنة 1939
(ولو أن المهرجان تحذف هذه البداية كون المهرجان قد ألغي حينها بسبب دخول
القوّات الألمانية بولندا واحتلالها) وحتى مطلع الخمسينات. هذا العام نعود
الى السنوات العشر الممتدة من 1958 والى 1967 وهو عام قبل إلغاء المهرجان
مرّة ثانية بسبب أحداث الثورة الثقافية في فرنسا حين أدّت الى إغلاق
المهرجان أبوابه.
1959
أهم الأفلام المشتركة في مسابقة تلك الدورة
أورفيوس الأسود: إخراج مارسل كامو- برازيل
جنود بانشو فيلا: إخراج إسماعيل رودريغيز- مكسيك
هيروشيما حبي: إخراج ألان رينيه- فرنسا
شهر عسل : إخراج مايكل باول- بريطانيا
نزارين : إخراج لوي بونويل- مكسيك
مرآة: إخراج كونراد وولف- المانيا الديمقراطية (الشرقية).
غرفة علوية : إخراج جاك كلايتون- الولايات المتحدة
النفخات الأربعمائة : إخراج فرانسوا تروفو- فرنسا
السعفة
الذهبية
أورفيوس الأسود: إخراج مارسل كامو (برازيل).
نقل المخرج كامو مسرحية فينيسوس د موراييس الأحداث الى الزمن
المعاصر وقام بتوزيع البطولة على عدد من الممثلين الأفرو- برازيليين منهم
برينو ميلو وماربيسا دون لكنه حافظ على التراجيديا التي في المسرحية
الأصلية ومضمونها هروب فتاة شابّة من رجل كانت رفضته لكنه يتعقّبها لقتلها.
هي الآن في ريو دي جنيرو خلال كرنفالها وتلتقي بشاب وتقع في حبه، وهذا
الشاب هو الذي يقتلها ولو عن غير قصد.
لجنة
التحكيم الخاصّة
منحت لفيلم كونراد وولف “مرآة”.
أفضل ممثل
مجموعة ممثلي فيلم “ازدراء” الرئيسيين وهم دين ستوكول،
برادفورد دلمان وأورسون وَلز (الولايات المتحدة).
أفضل
ممثلة
سيمون سينيوريه عن دورها في الفيلم البريطاني “غرفة علوية”.
أفضل مخرج
فرنسوا تروفو عن “400 نفخة” ( فرنسا).
أوراق
ناقد
معنى أن
يكون فيلمك في “كان”
حمل الافتتاح الناجح للدورة الحادية والستّين يوم أمس تجديداً
للعزيمة لن يستطيع الإنقاص منها الا إذا فوجئنا بأن أكثر من نصف الأفلام
المنتقاة للمسابقة معطوبة.
فالحال هو أنه مع تعدد ما يمكن أن يدخل ضمن شروط الفيلم الصالح
للمسابقة تغيب الشروط الرئيسية أو تتماهى بعيداً عن مراكزها الرئيسية في
الصدارة. تبقى عوامل مهمّة لكن تأخذ مكاناً لها في الخلفية. على ذلك، وحتى
بالنسبة لأضعف الأفلام المشتركة، فإن مجرّد اختيار فيلم ما للاشتراك في
مسابقة هذا المهرجان لا يزال بحد ذاته فوزاً بين المشتركين.
تصوّر، إذا أردت، أنك حققت فيلماً تعتبره جيّداً وتريد
الاشتراك به في مهرجان سينمائي رئيسي. هذا حق مشروع ولن تكون وحدك، لا
عربياً ولا دولياً، الذي تفكّر في مثل هذه الخطوط. ستجد أمامك بضعة
اختيارات واحتمالات. فأنت إما أن تبعث به الى مهرجان عالمي رئيسي (ولديك
ثلاثة أساسية في هذا الإطار) أو أن تخصصه لمهرجان عربي رئيسي (وهنا لديك
نحو خمسة اختيارات) أو تبحث له عن مهرجان جديد حتى لو كان بعيداً وغير
معروف. وأنت غالباً ما ستبدأ في التفكير بالاختيار الأول ثم الثاني وأخيراً
الثالث- إذا كانت الرغبة لا تزال لديك أو أن رفض المهرجانات السابقة لم
يفتر همّتك.
المهرجانات الثلاثة الرئيسية المعنية هي كان وبرلين وفينيسيا
وكل له دوره في تعزيز الحركة السينمائية الراقية حول العالم، لكن كان يسطع
أكثر من سواه ويسطو على الصورة الإعلامية. تبعث بالفيلم الى كان، ولنقل في
الوقت المطلوب وليس بعده ولنقل أن المهرجان قبل الفيلم في المسابقة وهو
قليلاً ما يفعل بالنسبة لفيلم عربي. ماذا تكون حققت؟
حتى من قبل الوصول الى سباق المنافسة على الجوائز الأولى، تكون
أنجزت مرحلة مهمّة جدّاً من حياتك المهنية كأحد القلائل الذين دخلوا
المسابقة وهذا فوز واضح بحد ذاته. لكن الى ذلك هناك ما يتيحه لك المهرجان
الكبير من إلقاء ضوء عليك حيث تستطيع أن تستغل المناسبة كما يحلو لك.
تستطيع أن تنام على حريرها أو أن تستغل الظرف لتنشيط فيلمك الحالي أو فيلمك
المستقبلي. وفي كل الأحوال تستطيع التنعّم بعشرة أيام من الشهرة الفرنسية
والعالمية وطبعاً العربية.
أمر
مستحيل؟
ليس تماماً فقد اشتركت السينما المصرية واللبنانية والجزائرية
في عدد من مسابقات كان من قبل. لكن السينما العربية أضاعت البوصلة التي
كانت فيها تتفاهم والشروط الفنية المطلوبة لدخول مثل هذا الحفل، أضاعتها
لكن بإمكانها أن تجدها في أي وقت إذا ما درست وفهمت ولعبت اللعبة الإنتاجية
والتسويقية جيّداً.
وهو طموح يستحق منك أيها السينمائي أن تسعى إليه عوض التقوقع
والترداد بكلمات لا تعني شيئاً يذكر مثل “يكفيني إعجاب وإقبال الجمهور
المحلّي” ومثل “عالميّتي محفوظة طالما أصل الى جمهوري”. هذا الوصول السهل
يخلق تهاوناً وهو ليس من حق الفنان الحقيقي على الإطلاق. الفنان الحقيقي
ينظر الى العالم الكبير خارج إطاره ويصمم على إنجاز ما يعرضه للثقافات
العالمية بأسرها.
الخليج الإماراتية في 15
مايو 2008
|