أوراق شخصية
لعبة المكسب والخسارة في مهرجان كان
بقلم: آمال
عثمان
مفاجأة حقيقية حملتها الأيام الأخيرة من مهرجان 'كان'
السينمائي، قلبت كل الموازين، وأطاحت بكل التوقعات، وألقت
بظلالها علي حفل الختام
الذي فجر أكثر من علامة إستفهام، بقدر ما
حمل من سعادة عارمة، وبهجة كبيرة لفرنسا
التي إستعادت السعفة الذهبية بعد غياب 21
عاما بفيلم 'داخل الجدران' للمخرج لوران
كانتيه، تلك الجائزة التي إستقبلها الجمهور
بترحيب شديد وحفاوة بالغة، لتمحو ذكري
هتافات الاستنكار وصيحات الغضب والإستياء
التي صاحبت فوز الفيلم الفرنسي 'تحت شمس
الشيطان' للمخرج موريس بياليه عام 1987،
وتمنح فرنسا جائزة غالية طال ترقبها
وإنتظارها
.
وإذا كانت الجوائز التي أعلنت علي مسرح الختام قد إستقبلت
دون صيحات
غضب، إلا أنها أيضا لم تخلو من التوازنات، والمجاملات التي
حركت مسار بعض الجوائز،
ومنحت بعض الأفلام جوائز أكبر مما تستحق علي حساب أفلام
أخري كانت أكثر إستحقاقا
لتلك الجوائز، بل أيضا كانت وراء نوبة الكرم والبذخ التي
أصابت المهرجان، وجعلته
يمنح سعفتين ذهبيتين إضافيتين للنجمة كاترين دينييف والمخرج
كلينت إيستوود دون مبرر
موضوعي يجيز هذا الإستثناء الذي لم يحدث سوي في الدورات
الإحتفالية للمهرجان، مثل
سعفة اليوبيل الذهبي التذكارية التي حصل عليها مخرجنا
الكبير يوسف شاهين بمناسبة
الإحتفال بالعيد الخمسين للمهرجان، والسعفة التذكارية التي
حصل عليها فريدريكو
فيلليني عن فيلمه 'المقابلة' الذي كان يعرض خارج المسابقة،
وغيرها من السعفات
الاحتفالية التي حصل عليها عمالقة فن السينما تتويجا
لمسيرتهم الفنية،واعترافا بما
قدموه طوال مشوارهم السينمائي، والمدهش أن نوبة الكرم
تلك
لم تقتصر علي المسابقة
الرسمية، لكن العدوي إنتقلت إلي لجنة تحكيم
مسابقة 'نظرة خاصة' التي حصلت علي
إستثناء من مدير المهرجان يسمح لها باختيار خمسة أفلام بدلا
من ثلاثة لمنحهم
الجوائز وشهادات التقدير
!!
ولكن أكثر المفاجآت التي تثير علامات الاستفهام علي
مسرح الجوائز،هي غياب المخرج القدير كلينت إيستوود الذي قدم
أحد أجمل أفلام
المسابقة 'إستبدال'، وعدم حضوره حفل الختام
وصعوده المسرح لإستلام الجائزة
الإستثنائية
غير الشرعية
مع كاترين دينيف التي حصلت علي السعفة الذهبية في الدورة
الحادية والستين عن دورها في الفيلم الفرنسي
'حكايات عيد الميلاد' الذي لم تتألق في
أداء دورها فيه كعادتها دائما !! صحيح إن
السعفتين ذهبتا إلي إثنين من عمالقة
السينما في أمريكا وفرنسا، لكن الصحيح أيضا
أن رائحة المجاملة تفوح من الجائزتين،
وهو علي ما يبدو سر غياب المخرج كلينت
إيستوود كنوع من الرفض والإحتجاج علي هذه
المجاملة
!
***
علي الجانب الآخر فإن الفيلم الفرنسي 'داخل الجدران' أو
'الفصل
الدراسي' كما تحمل ترجمته الإنجليزية فهو بحق من الأفلام
الجميلة التي عرضت في
المسابقة، والفيلم من نوعية أفلام 'الديكودراما' أي الدراما
التسجيلية، ومأخوذ عن
رواية لتجربة شخصية للمدرس الشاب 'فرنسوا بيجودو' الذي ظهر
بشخصيته في الفيلم الذي
صور داخل مدرسة، ولم يشارك فيه ممثلين محترفين، وإنما
إستعان المخرج بمدرسين
وتلاميذ من الواقع، وهو يصور الحياة اليومية داخل فصل دراسي
في إحدي المدارس
الثانوية في باريس، ويطرح قضية التعليم ومشاكل المراهقين في
المدارس وما طرأ علي
العلاقات بين المدرسين والطلبة، وأبعادها النفسية
والانسانية والاجتماعية، ويعكس
مشاكل الهجرة والاندماج والتعايش في المجتمع الفرنسي،
والتغيرات التي شابت سلوك
النشء من الأجيال الجديدة، من خلال مجموعة من الطلبة
المهاجرين من أصول أفريقية
وعربية وإسلامية
.
ورغم إعجابي بالفيلم والقضية المهمة التي يطرحها من خلال
معالجة سينمائية غير تقليدية، تحمل قدرا كبيرا من الصدق
والبساطة والعمق , وتبتعد
عن الفلسفة والوعظ والتعقيدات، إلاأن السؤال الذي يطل برأسه
.. هل يستحق هذا الفيلم
الفرنسي الفوز بالسعفة الذهبية أكبر وأهم جوائز المهرجان ؟!
***
وللحق أقول إن حصول الفيلم الايطالي 'جمورا' علي الجائزة
الكبري ثاني أكبر جائزة في المهرجان، وكذلك فوز الفيلم
الإيطالي 'آل ديفو' بجائزة
لجنة التحكيم، كان أكبر المفآجات حتي للإيطاليين أنفسهم !
وهذا الفوز حتي وإن
إختلفت الآراء حوله إلا أنه يؤكد أن السينما الإيطالية
مازالت تنبض بالحياة، وقادرة
علي المنافسة العالمية، خاصة وأن الفيلمين كانا من أجرأ
الأفلام التي قدمت علي شاشة
المهرجان وأكثرها ديناميكية، وليس أجملها
!
الفيلمان وجهان لعملة واحدة ويتعرضان
لقصة الديكتاتورية خارج الدوائر السياسية في
الدول المتقدمة
.
وفي المقابل
إكتفت لجنة التحكيم بمنح المخرج التركي نوري بلجي سيلان
جائزة الإخراج عن فيلمه
البديع 'القرود الثلاثة' الذي كان من أقوي الأفلام المرشحة
للحصول علي السعفة
الذهبية، الفيلم يقدم قصة تحمل صورة للتسامح، والحب
والخيانة ويبدأ بحادث سيارة
يقتل فيه أحد السياسيين المهمين شخصا ما بالخطأ، ويساوم
سائقه الخاص لكي يعترف بأن
إبنه هوالذي كان يقود السيارة، لكن الأب يتحمل الخطأ، ويسجن
بدلا من الثري صاحب
النفوذ السياسي مقابل منحه مبلغا ماليا كبيرا، وخلال وجوده
في السجن ويرتبط الرجل
بزوجة السائق ويقيم معها علاقة، ليكتشف الابن الأمرعندما
يعود للمنزل بالصدفة،
وينتاب الأب حاله من الشك في خيانة زوجته بعد خروجه من
السجن، وينتهي الأمر بقيام
الإبن بقتل الرجل الثري، فيقوم الأب باقناع شاب فقير
بالاعتراف بالجريمة، ليسجن
بدلا من الإبن مقابل مبلغ من المال!
واسم الفيلم يرمز لأسطورة القرود المعروفة
في منطقة الشرق الأقصي، والتي تصور القرود
الثلاثة الأبكم والأصم والأعمي، وتلك هي
حالة الأسرة التي يجسدها الفيلم بصدق وبراعة
.
يمثل الفيلم التركي ملحمة
سينمائية شديدة الجمال والعذوبة عن الحب
والخيانة والتسامح، برع المخرج في تصويرها
بأسلوبه الشاعري ليرصد لعشاق السينما صورة
إنسانية رائعة.
***
الفيلم الأخرالذي رشح للسعفة الذهبية، ومنحته لجنة التحكيم
جائزة السيناريو فهو البلجيكي 'صمت لورنا' للمخرجين جان
ولوك داردين، وسبق حصولهما
علي السعفة الذهبية مرتين، والفيلم يتطرق إلي قصة فتاة شابة
من كوسوفا، تتورط في
علاقة مع شبكة إجرامية يقودها سائق تاكسي، ويساعدها في
الحصول علي الجنسية من خلال
زواجها الصوري من شاب بلجيكي مدمن للمخدرات، وفي الوقت الذي
تسعي فيه لورنا للطلاق
من الشاب البلجيكي ومساعدته علي الإقلاع عن المخدرات، يحاول
رجل المافيا التخلص من
زوجها، لتزويجها برجل مافيا روسي يريد الحصول علي الجنسية،
لكن مشاعر الشفقة
والعاطفة تدفعها في لحظة للإقتراب من زوجها والإستسلام
لإقامة علاقة زوجية معه،
ينتج عنها أن تصبح حاملا، لكن الزوج يموت نتيجة جرعة مخدرات
زائدة، ويرفض الرجل
الروسي أن تحتفظ لورنا بالجنين، لكنها في النهاية تنجح في
الهروب، وتحتمي في منزل
صغير داخل الغابة، لتبدأ حياة جديدة مع طفلها القادم
.
والفيلم يتناول معاناة
المهاجرين في أوروبا، واستغلالهم من بعض
العصابات الإجرامية التي تتاجر بالبشر
وتحولهم إلي سلعة رخيصة تباع وتشتري وكأن
أوروبا في ردة لسوق النخاسة وعصر الرقيق
الأبيض
!
***
ذهبت جائزة التمثيل لممثلة لم يكن إسمها مطروحا بين
المرشحات
التي تصدرتهن أنجيلينا جولي عن دورها في فيلم 'استبدال'
الذي تؤدي فيه دور أم تم
إختطاف إبنها الصغير، وعندما تعيده إليها الشرطة تكتشف أنه
ليس إبنها، وترفض
الاعتراف به، في حين يمارس رجال الشرطة ضغوطهم عليها حفاظا
علي صورتهم، ويصل
الأمرلوضعها داخل مصحة نفسية لإجبارها علي تغيير أقوالها
!
كما رشحت لهذه
الجائزة أيضا كلا من الأرجنتينية 'مارتينا
جوسمان' عن دورها في فيلم 'عرين الأسد'
التي صورت مشاهده داخل سجن حقيقي، و'ارتا دوبروش' بطلة فيلم
'صمت لورنا'، ولكن في
النهاية وقع اختيار لجنة التحكيم علي الممثلة البرازيلية
ساندرا كورفيلني (43 عاما)
لتفوز بالجائزة عن دورها في فيلم 'نقطة عبور' التي جسدت فيه
ببراعة دور أم لأربعة
شباب وتعمل خادمة في المنازل لتواجه نفقات
المعيشة بعد أن تركها زوجها تواجه الحياة
وحدها .، لكن سوء الحظ جعلها تتعرض لعملية
إجهاض وتفقد جنينها، وتحرم من الحضور
لمهرجان كان والاستمتاع بأجمل لحظة في
حياتها وهي تصعد مسرح الجوائز وسط كبار صناع
السينما ونجومها لتتسلم الجائزة
!
وساندرا بدأت ممثلة في المسرح قبل أن تنتقل
للسينما وتعمل كمساعد مخرج وممثلة في أفلام
قصيرة، وهذا الفيلم هو أول فيلم روائي
طويل تشارك في تمثيله
!
***
ورغم أن جائزة التمثيل النسائية رشح لها أكثر من ممثلة، إلا
أن
جائزة التمثيل الرجالي إستحوذ عليها النجم اللاتيني بونيكيو
ديل تورو الذي جسد
شخصية الزعيم الثائر 'جيفارا' في فيلم 'تشي' للمخرج ستيفن
سودربرج، هذا الفيلم تكلف
60
مليون دولار، واستغرق عرضه 4 ساعات و28 دقيقة،و برغم أن
الفيلم جاء مخيبا للآمال
والتوقعات التي راهنت علي المخرج الذي حصل علي سعفة مهرجان
كان وعمره 28 عاما
بفيلمه الأول 'جنس وأكاذيب وشرائط فيديو'، إلا أن بطل
الفيلم أدي الدور ببراعة
جعلته يحصل علي الجائزة بجدارة، ويدخل حفل الختام وكله ثقة
في أن جيفارا سيمنحه
السعفة الذهبية
.
وبينكيو ديل تورو من أمريكا اللاتينية لكنه إنتقل إلي
أمريكا
مع والديه وهو طفل في التاسعة من عمره وقد أهدي الجائزة
لروح هذا البطل الثوري الذي
دافع عن الحرية حتي آخر لحظة من حياته.، وكان قد درس
الاقتصاد قبل أن يتجه لدراسة
التمثيل ومثل عدة أفلام في هوليوود منذ حوالي 8 سنوات،
ويطلقون عليه 'براد بت'
اللاتيني
.
***
غابت السينما البريطانية عن المسابقة الرسمية للمهرجان، لكن
المخرج ستيف ماكين إستطاع أن يضع بريطانيا علي مسرح الجوائز
بفيلمه 'هانجر' الذي
يعد من أقوي الأفلام التي شاركت في مسابقة 'نظرة خاصة'،
وفاز بجائزة الكاميرا التي
يمنحها المهرجان عن إخراج العمل الأول من بين الأفلام
المشاركة في كل أقسام
المهرجان، والفيلم يصورالتعذيب والقمع الذي يتعرض له الثوار
الشباب داخل السجن في
شمال ايرلندا.
***
وفي النهاية يحسب للجنة التحكيم التي رأسها الممثل والمخرج
'شون
بن' إنها إنحازت للسينما التي تهتم بالقضايا الانسانية، والتعليم والفقر
والحرية والنضال والتسامح ، وذهبت الجوائز
ذهبت إلي أفلام، جميلة ونالها مبدعون
يستحقون التكريم حقا حتي لو إختلفنا علي حجم
هذا التكريم
!
***
لاشك أن الأحداث الأهم والأكبر كانت ضمن الأفلام التي تعرض
خارج المسابقة الرسمية ولهذه الأفلام وما جاء فيها حديث آخر
في الأيام القادمة
.
كواليس
حفل ختام مهرجان كان
في ليلة
من ليالي السحر والخيال، احتفلت مدينة كان مع العالم
بأسره بحفل ختام مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الحادية والستون،
وحرص عدد
كبير من نجوم العالم والاعلاميين علي المشاركة في فعاليات
المهرجان الذي توج دورته
بحفل ختام أسطوري احتفالا بصناع السينما من شتي بقاع العالم.
حفل
الختام تحول
إلي ساحة للمنافسة بين نجمات السينما العالمية لاستعراض فساتين من تصميم
أشهر صناع
الأزياء العالميين، حيث لفتت عارضة الأزياء والممثلة الجميلة ميلا جوجوفتش
الأنظار
بفستانها الساخن وايضا لحضورها مع صديقها الممثل والمغني
الألماني كامبيانو الذي
حضر إلي مهرجان رغم اصابته بكسر في ساقه اليمني وإعتماده علي 'عكاز' في كل
تحركاته
مع صديقته ميلا!.. وحرص رئيس لجنة التحكيم شون بين علي كتابة
تعليق طريف علي ساق
كامبيانو قائلا اتمني أن أراك العام القادم تمشي علي قدمين مثلنا جميعا!
المخرج
الفرنسي لوران كانتية الفائز بجائزة السعفة الذهبية لم يصعد
لمنصة التكريم وحيدا،
بل
صعد بصحبته مجموعة الاطفال الذين شاركوا في بطولة الفيلم والبالغ عددهم 14
ولد
وبنت، وعلق كانتيه علي الموقف بقوله 'كنت أرغب أن أصعد بمفردي لكن زوجتي
ذهبت
للتسوق وتركت الاطفال بمفردهم في المنزل'. ويذكر أن كانتيه
أعاد السعفة الذهبية
لفرنسا بعد غياب 21 عاما.
ومن جهة أخري علق عدد كبير من المراسلين الصحفيين علي
الملابس التي ارتدتها النجمة العالمية شارون ستون والذي وصفها البعض
بالملابس
القبيحة ودعوا لإجراء استفتاء علي أسواء ملابس في حفل الختام
وقالوا أن ستون ستفوز
باللقب لامحالة.
كلينت
إيستوود:
الاختطاف يفضح شرطة لوس أنجلوس
اعداد: هبة رسلان هبة
غانم
حصل
المخرج الأمريكي المخضرم كلينت إيستوود علي الجائزة
الخاصة للمهرجان الحادي والستين عن فيلمه 'الاختطاف' المأخوذ عن حادثة
اختطاف
حقيقية وجرائم قتل متعددة للأطفال وقعت في عام 1920 بلوس
أنجلوس.
في هذا
الحوار
يتحدث إيستوود عن كل ما يحيط بالفيلم منذ أن كان مجرد فكرة علي الورق وحتي
خروجه
إلي النور..
·
الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية ولكننا نريد أن
نعرف كيف حصلت علي
السيناريو الخاص به؟
قام بريان جرازر بإعطائي السيناريو وقال لي اقرأه، وكنت
في
ذلك الوقت في رحلة إلي برلين، وقد قرأته في طريق العودة وأعجبت به تماما
لدرجة
أن تركيزي بالكامل أصبح منصبا عليه.
·
وما التحديات التي واجهتك وانت تقوم بإخراج
عمل عن قصة حقيقية تدور عن الكفاح من أجل تحقيق العدالة دون أن
تفقد المشاعر القوية
للمتورطين بالقضية؟
الواقع يشير إلي أن كل عقدين أو ثلاثة عقود تتعرض شرطة لوس
أنجلوس والهيكل السياسي لنوع ما من الثورة مثل التي حدثت في عام 1928
لتورطهم في
أنشطة الفساد.
والقضية
هنا تثير المشاعر بغض النظر عن أي تأثيرات خارجية وهي
مرحلة سوداء وكانت واضحة للجميع وأردت أن أوضح مأساة هذه الأم وشكواها التي
كانت في
منتهي البساطة لإظهار مدي الفساد الذي كانت تشهده هذه الفترة.
·
هل الصراع وسلب
حقوق الإنسان هي المحور الأساسي في للفيلم ؟
كنت أريد إظهار هذا الجانب والقيام بطرحه.. واختياري لهذه النوعية من
الأفلام له اتجاه درامي فأعتقد أنه لا
يوجد معني أن أروي قصة تخلو من هذا الصراع فتصبح قصة غير مشوقة لا تجذب
الأنتباه
.
·
وهل تشعر بأن قصة الفيلم من الممكن أن يكون
لها صدي الآن؟
هدفي كان منصبا
في الأساس
علي خلق موقف يتناسب مع السلبية التي كنت أود أن أوضحها في الفيلم،
ونموذج هذه السيدة أنها كانت تجد نفسها وحيدة ضد الكل حتي بعدما دخلت
المصحة
النفسية، وكنت أقصد أن أبتكر قصة تعكس الأحداث التي تقع في
العصر الحالي وعلي أي
حال فمن الممكن أن يعيد التاريخ نفسه. فمنذ عام 1928 هناك تغييرات كثيرة
حدثت في
هيكل الشرطة في لوس أنجلوس فهناك أشياء جيدة والعكس، أما عن الفيلم فهو
يعكس الفساد
الذي حدث في تلك الفترة.
·
لماذا لم تشارك بالتمثيل في الفيلم؟
بكل بساطة
لأنه لا يوجد دور مناسب لي داخل الفيلم.. فأنا كبير في السن
وأبلغ من العمر ثمانية
وسبعين عاما. ومن ناحية أخري فإنني أشعر بقمة السعادة عندما أقوم بتقديم
أعمال تليق
بي
وبتاريخي خلف الكاميرا.
·
لماذا يقع اختيارك دائما علي قصص تكون ذات
صلة وثيقة
بالواقع؟
الحقيقة هي أهم شيء في الحياة، فأغلب القصص تجد لها صلة بحدث وقع
بالفعل وأنا أعتبرها أكثر الأشياء التي تمنح مصداقية للممثل عند المشاهد
وأجمل شئ
في الفن أن يثق بك المشاهد ويصدقك.
·
لماذا اخترت أن تقدم العلاقة بين الأم وابنها
في هذه الفترة تحديدا؟
العلاقة بين الأم وابنها هي الفكرة الأساسية التي يعتمد
عليها الفيلم ، فعلي سبيل المثال ما تقوله إنجيلينا من نص الفيلم 'ان ابني
يعني لي
كل شيء' فمن الواضح أن أهم شيء في حياتها تم حرمانها منه وتم
اختطافه منها وهذه
هي
الدراما في الفيلم.
·
هل قمت بعمل تعديلات علي السيناريو أثناء
التصوير؟
لقد كنت حذرا للغاية عندما قمت بقراءة السيناريو لأول مرة وسألت 'جيه مايكل
ستراستزكي' كاتب السيناريو عن كيفية جمع المادة من الجرائد
والتي نشرت أخبار الحادث
وقتذاك، وتصريحات الأم بها بالإضافة إلي تصريحات واعترافات بعض أفراد شرطة
لوس
أنجلوس.. فكنا نحاول أن نكون في غاية الدقة في نقل كل ما قد حدث بالفعل فلم
نغير
أشياء كثيرة تتعلق بالسيناريو، إلا في بعض الأشياء الطفيفة
نظرا للفارق الزمني
والذي تخطي الثمانين عاما.
·
في فيلم
(Mystic River)
كنت تتحدث عن طفل تعرض
للخطر؟
نعم فإنني أردت أو أوضح مدي التعذيب الذي تعرض له هذا الطفل ومدي
تأثيره عليه لدرجة أنه تعرض لانهيار في صحته العقلية.
كاترين
دينيف:
أعترف بأنني تعلمت القسوة
الجائزة
الخاصة للمهرجان الحادي والستين منحت للنجمة
العالمية كاترين دونيف عن دورها في فيلم 'حكاية نويل' للمخرج ارناند
ديسبليشن والذي
جسدت فيه شخصية الزوجة والأم لمجموعة من الابناء.
·
دونيف
نريد أولا التعرف علي وجهة نظرك حول ما اذا كان هناك بالفعل حب من نوع خاص
يمكن أن
يتحول إلي خطر في تربية الأطفال؟
أتمني ألا يحدث ذلك في الواقع.. ولكن في
الفيلم يظهر بوضوح أن كل الاطفال يتعرضون لكثير من الآلام في الحياة.. ففي
الاحداث
هناك طفل يواجه خطر الموت وحياته شبه ميئوس منها وفي المقابل هناك طفل آخر
يسعي
لانقاذ أخيه عن طريق نقل الدم له ولكن فصيلة دمه لا تطابق
نوعية دم أخيه.. فيموت
الأخ المصاب ويتألم أيضا الطفل السليم.
·
هذا
يجعلني اسألك عن مشاعرك وانت تتحدثين عن الموت.. فهل الموت متواجد في
ذاكرتك بشكل
مستمر؟
نحن لا نذكر الموت ولكننا في الفيلم نتحدث عن الموت بطريقة مباشرة
للغاية.. ففي الاحداث نواجهه دون أن نخفي رؤوسنا مثل النعام ولكن نضع
أنفسنا بشكل
مستمر في مواجهته.. فالشخصيات في الفيلم ليست مجموعة من البشر
تشعري بالضيق والكرب
ولكنهم يتساءلون عن كيفية مواجهته فهم ليسوا مجرد مجموعة مجردة تخضع لأوامر
الطبيب
ولكنهم يتحدثون ويستفسرون عن أشياء شديدة الاهمية.. وعن نفسي أحببت هذا
الجانب.
·
هل
هذه القسوة تتوافق مع طبيعة شخصيتك؟
منذ عشرين عاما كان الامر مختلفا بالنسبة
لي
وكانت اجابتي ستكون علي النقيض.. اما الآن فأنا اقولها بكل شجاعة واعترف
بانها
تتوافق مع شخصيتي.
·
في
احد المشاهد قلت لابنك 'أنا لا احبك' ورد عليكي بنفس الجملة ألا ترين أن
هذا لا
يمكن أن يحدث في الواقع؟
بالفعل هذه المشاعر غير طبيعية بل أنها ضد الطبيعة
نفسها.. وكان من الصعب علي قول هذه الجملة لانها بعيدة كل البعد عن شخصيتي
الحقيقية.. ولكن يجب أن تتوقف أمام أشياء أخري أثناء اعترافهما
بهذا التصريح فهما
يتقاسمان كثير من الأشياء مثل الصراحة.. ولكي يتماسكا ويصبحا يدا واحدة كان
يجب أن
يتعلما السكوت ويخفيا الحقيقة.
·
لكن
الأبن في نفس المشهد عبر عن حبه لجونون 'الاب' بشجاعة.. فهل كان لهذه
الجملة
أهمية؟
نعم كانت مهمة جدا.. فالشجاعة صفة جميلة ونلاحظها بسهولة عند الآخرين
وتظهر بوضوح في المواقف الصعبة وتؤهل صاحبها للقيام بأفعال غير منطقية ودون
أدني
عقلانية.
·
هل
اعجبك التواجد في مثل هذه العائلة؟
هي عائلة مجنونة .. واعتقد ان الكريسماس..
من
الاعياد غير التقليدية فهو يحمل للعائلة أجواء من البهجة والسعادة ولا يمكن
الاحتفال به دون وجود العائلة التي تعتبر هي قلب الاحداث في الفيلم.
·
شهد
المهرجان عرض فيلم آخر لك بعنوان 'بدنا نشوف' وشاركك بطولته ممثل لبناني
'رابح
مروي'.. فهل لديك معرفة بلبنان؟
اطلاقا.. ولكن كانت عندي رغبة في الذهاب الي
هناك.. فكل من جوانا هادجي وخليل جوريج يريدان عمل فيلم يتم فيه تناول
صعوبة
التصوير في بلد مثل لبنان.
·
وما
الانطباعات التي تحملها ذاكرتك عن لبنان؟
اللبنانيون شعب طبيعي بل ومدهش.. فهم
يعيشون تحت ضغط وارهاب منذ سنوات طويلة ورغم ذلك فهم يتميزون بقوة الارادة
ولديهم
تمسك شديد بالأمل لتحقيق أحلامهم.
·
ألم
تشعري بالخوف أثناء تواجدك هناك؟
هذا لم يحدث.. فجميع المشاركين في الفيلم
كانوا في منتهي الصلابة والتماسك وكانت مشاعر الحب تحيط بنا من كل جانب
وكانت
خطواتنا منظمة للغاية حتي عندما كان الخطر يداهمنا في بعض الاماكن.. وكان
لدي وقت
كاف للملاحظة وتجديد جوانب الدور الذي اجسده فالحوار لم يكن
مكتوبا.
وبصراحة
تمنيت ان يكون فيلما بهذا الشكل ويتحدث عن لبنان واضحا بقوة
للجميع بل وان يشاهدوه
رغم ان احداثه تمضي بشكل بالغ الحزن.
·
الفيلم
يحكي ذكريات هؤلاء المخرجين اثناء طفولتهم فاذا طلبنا منك اختيار ذكري مررت
بها في
طفولتك فأي ذكري ستختارين؟
اختار تلك الذكري المؤلمة والخاصة بشقيقتي الصغيرة
حيث اختفت علي احدي شواطيء 'نورماندي' وكانت تبلغ من العمر أربعة سنوات
ونصف..
وأثناء بحثي عنها قال لي واحد من فرقة الانقاذ، اذهبي وابحثي عنها خلف
الشمس..
فالأطفال
يذهبون دائما خلف الشمس.
أخبار النجوم في 29
مايو 2008
نجوم
مصر في رحلة حب على شاطيء الريفيرا
العلايلي يكشف
تواضع عمر الشريف.. عين الحسود تطارد نور الشريف
ليلى علوي تتألق بفستان
أبيض وسولاف بالأخضر
رسالة كان بوسي شلبي
مفاجآت
واحداث وكواليس مثيرة شهدها نجوم السينما المصرية
والعربية في مهرجان كان السينمائي الدولي منذ بداية الرحلة في صالة كبار
الزوار
بمطار القاهرة وحتي عودتهم لها مرة أخري.
رحلة
مهرجان كان بدأت من قاعة كبار الزوار بمطار القاهرة حيث تجمع
نجوم فيلم ' ليلة
البيبي دول' محمود عبدالعزيز وليلي علوي ونور الشريف ومحمود حميدة وغادة
عبدالرازق
وروبي وياسر عبدالرحمن اما جمال سليمان وسولاف فواخرجي فقد
جاءا من سوريا إلي
القاهرة لبدء الرحلة مع أسرة الفيلم وبعيدا عن اسرة الفيلم حضر محمد حفظي
ووحيد
حامد وكوكي شقيقة روبي ووليد التابعي زوج غادة عبدالرازق والمفاجأة كانت
عندما فتح
باب القاعة لدخول النجم العالمي عمر الشريف الذي حضر بدعوة
رسمية من الاعلامي
عمادالدين اديب رئيس شركة جودنيوز الجهة المنتجة للفيلم واستقبلته أسرة
الفيلم
بحفاوة شديدة وجلسوا يداعبونه حتي موعد اقلاع الطائرة الخاصة وطالبوه
بضرورة عمل
فيلم كوميدي مثل فيلم 'اشاعة حب' الذي لعب بطولته مع سعاد حسني
فقال لهم ان دوري في
أحدث أفلامي كوميديا ايضا وهو شخصية 'حسن' في 'حسن ومرقص' مع عادل امام
وقال ان سبب
نجاح الكوميديا في افلام زمان يعود في المقام الاول لبراعة المخرج وليس
الممثل وفي
هذا الوقت وقف نور الشريف وقلده في مشهد معروف عندما يقول 'انت
عندك ابن هو كل
حياتك وانا عندي قلب انت كل حياته'.. وضحك الجميع.
داخل
القاعة ايضا دارت حوارات عديدة بين النجوم عن ذكرياتهم مع
افلام عمر الشريف وتحدثوا
عن
سبب نجاح فيلم 'نهر الحب' وتخللت هذه الاحاديث مداعبات جانبية متعددة
اهمها،
كانت بين عمر الشريف ومحمود عبدالعزيز لانهما ينتميان لمدينة واحدة هي
الاسكندرية
ويجمعهما حب عروس البحر المتوسط وجوها الساحر.
انتقلنا
بعد وقت قصير إلي الطائرة وكان الود والحميمية يسيطران علي
أجواء الطائرة واكتشفت
ان
نجومية عمر الشريف نابعة من تواضعه الشديد وتواصله مع زملائه حتي انه يرفض
الهاتف المحمول ولايحمله حتي لايأخذه من احد وحتي لايزعجه في حياته العادية
واستمرت
داخل الطائرة بعض الحوارات الجانبية. بين وحيد حامد مع حفظي
وليلي علوي مع نور
الشريف واثناء قراءتنا للصحف داخل الطائرة فوجئت غادة عبدالرازق بخبر يقول
انها
خلعت زوجها وليد التابعي فضحكنا كلنا لان وليد كان معنا في الطائرة وبعد
ذلك في
مدينة 'كان' عاشا معا في جو رومانسي طوال الوقت وكأنهما في شهر
عسل جديد.
وصلنا
إلي مطار 'نيس' وكانت السيارات الفارهة في انتظار نجوم مصر
الرولز رايز لعمر الشريف
'والماي
بخ' في انتظار محمود عبدالعزيز ونور الشريف وليلي علوي وقافلة من المرسيدس
لباقي نجوم البيبي دول وفور وصولنا الي الفندق اصر عمر الشريف علي دعوة
النجوم
للعشاء فحضر الجميع رغم تعبهم من السفر.
في
الحادية عشرة من صباح اليوم الثاني تجمع نجوم الفيلم مع
الاعلامي عماد اديب والمنسق
الفرنسي المسئول عن الفيلم في المهرجان وشرح لهم اسلوب وطريقة عرض الفيلم
واللقاءات
الصحفية وبعدها بدأت النجمات في الاستعداد لحضور الافتتاح
وكلهن ارتدين مجوهرات
احدي المحلات الشهيرة التي يرتدي منها اهم نجوم العالم وكانت كل نجمة حريصة
في سرية
تامة علي ان تكون في اجمل صورة بفستانها وتسريحة شعرها.
التجمع
كان الساعة الخامسة في بهو الفندق وكانت البداية في الظهور من
النجوم الرجال حيث
ارتدوا البدل الاسموكن السوداء ونور الشريف اشتري بدلته من امريكا اثناء
تصوير
الفيلم هناك ولكن عين الحسود طاردته حيث انقطع احد ازرار البدلة وهو في
المصعد واخذ
في اصلاحه بنفسه وعندما سألته عن درايته بفنون الحياكة قال لي
'الحاجة تبرر
الوسيلة'!!
محمود
حميدة اشتري حذاء جديدا من فرنسا اما باقي النجوم فكانوا
مستعدين بملابسهم من
القاهرة وبعد ذلك بدأت النجمات في الظهور واحدة تلو الأخري، ليلي علوي
ارتدت فستانا
ابيض من تصميم هاني البحيري وسلاف فواخرجي فستانا اخضر وغادة فستانا ملون
بورود
وكان متوقعا ان ترتدي روبي فستانا مثيرا كعادتها في الكليبات
لكنها فاجأت الجميع
بفستان بسيط وكانت خجولة طوال الوقت وكان فستانها لونه ذهبي.
في
ثاني ايام المهرجان عرض فيلم البيبي دول في سوق المهرجان
بسينما 'star 1'
بشارع
انتيب وكانت القاعة مليئة وبها عدد كبير من النقاد المصريين والعرب
والاجانب فمن
مصر حضرت الكاتبة الصحفية آمال عثمان والنقاد سمير فريد وطارق
الشناوي واحمد صالح
ومن العرب حضر قصي وانطوان خليفة وآخرون والموزعون المصريون حضر منهم هشام
عبدالخالق واصحاب الافلام الاخري المشاركة في المهرجان مثل خالد الحجر
وشريف مندور
وسهير عبدالقادر مدير مهرجان القاهرة ومحمد جمعة رئيس مهرجان
دبي والمخرج احمد عاطف
وعلي رأس هؤلاء النجوم عمر الشريف ونجوم البيبي دول وألقي عمر كلمة بعد
الفيلم اشار
فيها الي التواجد الجيد للفيلم المصري باهم مهرجانات العالم السينمائية
وأكد ان
الانتاج الضخم لفيلم البيبي دول لايقل عن انتاج اهم افلام
هوليوود وانجحها حتي ان
اهم المجلات الفنية تصدرت عناوينها افيشات الفيلم مثل
'varaity'
وlefilmfrances
وEcrantotal
وغيرها.
في
اليوم التالي لعرض الفيلم وقبل سفر نجوم البيبي دول قضي الجميع
اوقاتا جميلة مابين
الاستمتاع بالشوبنج وممارسة الرياضة والمشي علي الكلورواتين فمثلا غادة
وزوجها وليد
التابعي قاما بجولة استكشاف للمدينة واشترت غادة لزوجها وردة
جميلة ظل يحملها حتي
عاد بها للقاهرة وهناك نجوم مصريون ظلوا في فرنسا منهم ليلي علوي لحضور
فيلم 'الوان
السما السابعة' الذي يعرض في المهرجان بالاضافة لعرض فيلم 'الغابة' الذي
حضرته حنان
مطاوع وريهام عبدالغفوز في أول زيارة لهما لمدينة كان.
احمد
عاطف مخرج 'الغابة' حاول أن يصنع تواجدا مشرفا للفيلم المصري
في كان حيث دعا النجوم
لحفلات علي نفقته الخاصة وحصل علي تصاريخ للسير علي السجادة الحمراء أيضا
علي نفقته
وهشام عبدالخالق اخذ مكتب كبير في مكان تسويق الافلام واستطاع ان يسوق
فيلمي 'الوان
السماء السابعة' و'الغابة' وايضا كان موجودا 'شريف مندور
بفيلمه 'عين شمس' ودخل في
السوق الاوربية علي انه فيلم مصري في حين انه في مصر يعتبر فيلما مغربيا!
فوجئنا
بوجود اللبنانية هيفاء وهبي التي حضرت لمهرجان كان بدعوة رسمية
من 'شوبار' وحرصت
علي تهنئة النجوم المصريين والتقاط الصور التذكارية معهم وانتهزت الفرصة
لعمل شوبنج
وارتدت خلال جولاتها ملابس سبور وسارت أيضا في الافتتاح علي
السجادة الحمراء وارتدت
فستانا لونه أصفر.
أخبار النجوم في 29
مايو 2008
|