خلال الندوة السينمائية الأسبوعية بفنون الدمام
سعيد: الفيلم إبداع و«نشر الغسيل» تهمة
ننفيها عن المخرجين السعوديين
هيثم حبيب - الدمام
رفض المخرج السينمائي السعودي مجتبى سعيد اتهام من يقوم بتقديم
أفلامه في منطقة أخرى بأنه يقوم بنشر الغسيل، معلقاً: «نشر الغسيل
كلمة مبالغ فيها، والعمل في اوروبا عمل مفتوح للجميع ولكن السؤال
الأساسي من تريد أن يشاهد فيلمك؟ فبالنسبة لي، لا أريد لهذا الفيلم
أن يشاهد في منطقة واحدة بل أن يكون لغة تقرأ بكل اللغات البصرية».
مؤكداً أن تناول العمل الفني بصدق كفيل بأن يبدد هذا الألهام
.
وتحدث مجتبى سعيد الذي يقيم ويدرس السينما في ألمانيا خلال الأمسية
التي أقامتها لجنة الأفلام والتصوير الفوتوغرافي بجمعية الثقافة
والفنون بالدمام عن فيلميه (كفاحي) و(حياة).
وأوضح أن عنوان فيلم كفاحي يحتوي على تحوير لغوي في اللغة
الالمانية يجعل منها تعني (ألم بطني) كنوع من السخرية، فيما فكرته
تدور حول رجل ألماني من أصل تركي مسلم، ينوي الانضمام للحزب
اليميني الألماني (النازي)، فيما تروي حكاية فيلمه الثاني(حياة)
قصة فتاة مسلمة تطرد من بيتها بعد معرفة أسرتها أنها على علاقة
بشاب ألماني غير مسلم.وكانت بداية الأمسية بكلمة افتتاحية لمدير
الندوة الناقد السينمائي طارق الخواجي، أشار فيها إلى ان الفيلمين
اللذين قدمهما مجتبى عبارة عن رابط غواية يدركهما السينمائي المحنك
الذي يحسب خطواته جيداً، فكلاهما يحمل عنواناً قد يبدو متشابهاً في
مستوى ما، (كفاحي، وحياة) مستغربا أن تأتي هاتان التجربتان في سياق
التحدي الأول الذي واجهه مجتبى، ليقف رأساً برأس ونداً للراحل
الكبير «هيرمان هسه» والذي همس في أذنيه خلال كتابة فيلمه الأول
لدخول معهد بدن فوتبرغ : «مجتبى، تذكر في كل بداية يعيش ساحرٌ
بداخلك».
من جهته، اشاد المخرج بدر الحمود بالفيلمين وخاصة تجربة مجتبى
الأولى في السينما بفيلم (حياة) الذي قال إنه أخذنا إلى عالم آخر.
السينما الأوروبية تخلو من الضخامة والمبالغة وهذا ينطبق على
الإنتاج السينمائي المحلي الذي يفتقر للامكانيات
وعلق الحمود على مسألة اتهامات المخرجين بنشر غسيل بلدانهم
بالقول:«هذا الأمر غير صحيح، فالفيلم عبارة عن فيلم أولاً وأخيراً،
وهو فرصة أن يقوم أي مخرج بصناعة أفلام خلال تواجده في دول أخرى
لنرى تجارب مختلفة عن التي اعتدنا على رؤيتها دائما».
وعن ميل المخرجين السعوديين الشباب للمنحى السينمائي الأوروبي وليس
الأمريكي يجيب مجتبى سعيد قائلاً: «بالفعل، ثمة ميل لهذا الاتجاه،
والسينما الأوروبية هي سينما أكثر فقراً وتقشفاً، أي أنها تخلو من
الضخامة والمبالغة وهذا ينطبق على الانتاج السينمائي المحلي، حيث
نفتقر للامكانيات، فيكون الميل للاتجاه الأوروبي هو الأقرب لنا
كخيار انتاجي، وأتوقع لو وجدت الامكانيات الضخمة ان يكون هناك دمج،
لأن مخرجينا وصلوا لقناعة معينة، في المنحى الذي يعملون فيه».
وحول مسألة وجود وعمل مخرج أجنبي في بيئة أوروبية، أجاب مجتبى سعيد
قائلا: «هناك امتياز لمثل هذا النوع من المخرجين وهو أنهم يرون
الأشياء بعين أخرى»، مشيراً لتجربة سابقة قام بتصويرها في المنطقة
الشرقية لفيلم روائي قصير احتوت على كادر ألماني منهم المصور الذي
كانت لديه حساسية مغيرة للصورة عن أبناء المكان أنفسهم.
فيما انتقد احد الحضور فيلم (كفاحي) نظرا لحضور روح المسرح فيه
بشكل كبير من خلال وحدة الزمان والمكان وطريقة الحوار فيه، مع
اشادته بفيلم حياة، ما دفع مدير الندوة الخواجي لمخالفته في الرأي
قائلا : «ثمة اتفاق عام من النقاد وممن تابع تجربة مجتبى سعيد، بأن
فيلم (كفاحي) سينمائياً أفضل، حتى وان احتوى على روح المسرح،
فمدارس السينما واسعة جداً وثمة مفهوم عظيم في السينما هو النحت في
الزمن وهناك أعمال كثيرة تدلل على هذه الرؤية كما عند المخرج
تاركوفيسكي الذي يقدم حدثاً في لقطة واحدة دون تقطيع في مكان واحد
قد تمتد لطول الفيلم، وهو ما يجعلني أختلف مع القول بأن فيلم كفاحي
به مسرحية، بل أنه ذو ايقاع قصير لا يحتمل إلا فكرة واحدة، تتضح في
مسألة التلاعب بعنوانه، كما أن الفيلم يقوم على حركة بطيئة في
المكان، بينما نتصور من عنوانه (كفاحي) أنه سيتطلب مسيرة طويلة من
الكفاح، لذا هو فيلم على المستوى السينمائي عال جدا».
وأشاد الناقد الكاتب والمصور مصلح جميل بالإضاءة الجديدة وغير
المتكررة في فيلم كفاحي. سائلاً عن الطاقم الذي قام بالعمل في
الفيلمين، ليجيب مجتبى: «الطاقم الذي عمل في فيلم حياة هم هواة،
أما فيلم كفاحي فالطاقم من طلاب المعهد الذي أدرس فيه، باعتباره
مشروع السنة الاولى وعرض العام الماضي في مهرجان الخليج السينمائي».
ودعا المخرج مجتبى سعيد الشباب الراغبين بدراسة السينما في الخارج
لأن يختاروا المعهد السينمائي بدقة قبل التسجيل فيه، لأن أغلب
المعاهد السينمائية في العالم هي معاهد تجارية، لا تقوم بتعليم
وتدريس صناعة السينما. |