هامش الحرية أتاح لهم الفرصة للإنتاج السينمائي
المخرجون الشباب يبدعون في عهد خادم الحرمين
الدمام - ثقافة اليوم
شهد المشهد الإبداعي الشبابي في عهد خادم الحرمين الشريفين نشاطاً كبيراً
بسبب ارتفاع هامش الحرية الذي سمح للشباب بالإعلان عن مواهبهم بكل جرأة
وحرية مسؤولة.
ونتيجة لذلك برز خلال العشر السنوات الأخيرة نوع فني جديد لم يكن يحظى
بالاهتمام قبل ذلك.. إنه السينما، حيث ظهرت في هذا العقد ميول شبابية
سعودية إلى صناعة الأفلام، سرعان ما تطور هذا الميول ليشكل ظاهرة فنية
متكاملة، أنتجت عشرات المخرجين والمخرجات في مجال السينما الجديدة. لتتطور
الميولات والأحلام والطموحات الفنية لدى الشباب وتترجم على أرض الواقع إلى
أفلام سعودية بامتياز تسافر إلى كل بلدان العالم وتخوض المسابقات في
المهرجانات السينمائية الخليجية والإقليمية والدولية، لتتحول إلى سفير جديد
للفن السعودي الذي سرعان ما حظي بالدعم من قبل وزارة الثقافة، التي شاركت
بأفلام وثائقية سعودية في الأيام الثقافية السعودية في الخارج.
كما قدمت وزارة الثقافة والإعلام برنامجاً يعنى بالسينما بعنوان: (سينما
شبابية) يقدمه الإعلامي السعودي محمد الحمادي الذي تجاوزت عدد حلقات هذا
البرنامج المئة والخمسين حلقة، استضافت العديد من صناع السينما في المملكة
والخليج العربي.
النجاحات السينمائية
لا يمكن حصر النجاحات السينمائية السعودية خلال العقد الأخير، لأنها فاقت
المتوقع، في مهرجانات السينمائية العربية من دبي وأبو ظبي وقطر والبحرين
وبيروت إلى المغرب العربي، محققين وحاصدين ومنتزعين - هؤلاء المخرجين -
العديد من الجوائز الذهبية إلى جانب العديد من الجوائز، ولقد كان ولا يزال
الحضور السعودي في سينما المهرجانات حضوراً قوياً، نافس البلدان العربية
والخليجية التي عرفت فن السينما مبكراً.
ومن بين هؤلاء المخرجين وهذه الانجازات، نذكر نايف فايز فقد نال عبر فيلمه
الأول "بعيدا عن أنظار الكاميرا" جائزة أفضل فيلم عن فئة الطلبة في مسابقة
أفلام الإمارات عام 2007 أما المخرج عبدالله آل عياف فقد حاز جائزة لجنة
التحكيم في مسابقة أفلام الإمارات عن فيلم "إطار" في العام 2006، وحقق
فيلمه الوثائقي "السينما 500 كم" الجائزة الأولى في مسابقة أفلام السعودية
في الدمام 2008. وحصد جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان الخليج السينمائي عن
فيلم "عايش" عام 2010.
إلى جانب آل عياف يأتي اسم بدر الحمود صاحب فيلم "مونوبولي" الذي حقق
الجائزة الثالثة لأفضل فيلم قصير في فئة الطلبة عن فيلم "أبيض وأبيض" عام
2007، كما حقق مؤخراً مع آخر أفلامه "سكراب" الجائزة الثالثة لأفضل فيلم
قصير في المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي عام 2013.
كذلك فازت المخرجة عهد كامل بفيلمها "القندرجي" عام 2009، بالجائزة الأولى
في مهرجان بيروت السينمائي الدولي 2010 كما فاز الفيلم بالجائزة الثانية في
مهرجان الخليج السينمائي لأفضل فلم قصير 2010، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم
الخاصة في مهرجان وهران الجزائري 2010، كما حقق فيلمها الأخير "حرمة"
الجائرة الثانية لأفضل فيلم قصير في المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج
السينمائي عام 2013.
كما فاز المخرج توفيق الزايدي بجائزة من المهرجان اللبناني للسينما بجائزة
الإبداع عن فيلمه "خروج" إلى جانب فوز فيلمه "الصمت" بجائزة أفضل فيلم
خليجي في مهرجان مسقط السينمائي ٢٠١٠م.
وفي مجال سينما الأفلام الوثائقية فاز المخرج فيصل العتيبي بالجائزة
الثانية كأفضل فيلم وثائقي في مهرجان الخليج السينمائي في دورته الثانية.
وفاز عوض الهمزاني في مسابقة أفلام الإمارات للأفلام القصيرة في مهرجان أبو
ظبي عن فيلمه الوثائقي "فتون" بالجائزة الثانية.
أما محمد الظاهري فقد فاز فيلمه (شروق/ غروب) بالجائزة الثالثة لأفضل فيلم
قصير في مهرجان الخليج 2009 وفضية مهرجان بيروت الدولي، وجائزة الفيبريسكي
الاتحاد الدولي للنقاد, بينما قدم المخرج حسام الحلوة فيلمين بعنوان
"مابي!"، و"عودة" الفائز بأفضل سيناريو في مهرجان الخليج 2010.
وفي أفلام الأنميشن فاز المخرج الشاب محمد التميمي لمرتين في عام 2009
و2010 بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فئة الطلبة في المسابقة الرسمية
لمهرجان الخليج السينمائي عن فيلمي "بي جي 13"، و"الجنطة".
وحقق أيضاً المخرج انجي مكي المركز الثالث لأفلام الطلبة عن فيلم (بدري!)
في مهرجان الخليج في العام 2009، كما شارك لاحقًا بفيلم (رقصة متجمدة).
بينما فاز وليد مطري بالجائزة الثانية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة
في مهرجان الخليج 2009 عن فيلم "انتقام".
وقد حقق المخرج فهمي فرحات الجائزة الثالثة عن فيلمه الوثائقي "ليلة عمر".
ومن أهم الأفلام السينمائية التي حققت خلال العام المنصرم جوائز خليجية
ودولية جاء فيلم: (وجدة) للمخرجة السعودية هيفاء المنصور التي قدمت أفلام
مثل: (من؟) وفيلم (أنا والآخر) والفيلم التسجيلي (نساء بلا ظل) الفائز
بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مسابقة أفلام الإمارات، وجائزة "الخنجر الذهبي"
في مهرجان مسقط السينمائي.
أما فيلمها الأخير (وجدة) الفائز بجائزة المهر العربي في مهرجان دبي
السينمائي، وجائزة أفضل فيلم طويل في مهرجان الخليج السينمائي في دورته
الأخيرة 2013، والمشارك في عدة مهرجانات دولية مثل مهرجان فينيسيا، والمتوج
بثلاث جوائز تقديرية هي: جائزة سينما فناير، وجائزة الاتحاد الدولي لفن
السينما، وجائزة (انترفيلم)، حيث يعتبر فيلم (وجدة) من أنضج الافلام
الروائية الطويلة إن لم يكن الأنضج حيث قدم الفيلم بهوية سعودية محضة من
خلال أن جميع الممثلين سعوديين، ويعد أول فيلم سعودي طويل يصور داخل
المملكة تماماً وينال كل هذا الاستقبال والترحيب والاحتفاء الدولي.
لقد حققت سينما الشباب السعودي العديد من الانجازات ولا تزال التي من
المفترض أن تتقدم وتنمو، إلى الأفضل، حيث تشهد الساحة الفنية السعودية بشكل
مستمر ولادة العديد من الكوادر والطاقات الإبداعية في مختلف المجالات
السينمائية من التصوير والإضاءة والصوت والكتابة والتمثيل والإخراج
والمونتاج. |