فيلم إيطالي عن اللاجئين ينال "الدب الذهبي" في مهرجان برلين
أمير العمري-
برلين
حصل الفيلم الايطالي التسجيلي- الروائي "نار في البحر"" للمخرج
جيانفرانكو روزي على الجائزة الكبرى لمهرجان برلين (الدب الذهبي)
في الدورة السادسة والستين التي اختتمت مساء السبت 20 فبراير.
ويصور الفيلم البديع مأساة اللاجئين القادمين من افريقيا وهم من
جنسيات مختلفة، بواسطة القوارب الى جزيرة لامبيدوزا، مازجا بينها
وبين حياة أسرة من الصيادين في الجزيرة بأسلوب فني شاعري مرهف.
وحصل الفيلم البوسني "الموت في سراييفو" للمخرج الكبير دانيس
تانوفيتش على جائزة لجنة التحكيم الكبرى (الدب الفضي).
ومنحت جائزة خاصة تحمل اسم الفريد باور مؤسس المهرجان، إلى الفيلم
الفلبيني "أنشودة اللغز الحزينة" للمخرج دياز لاف.
ونال الفيلم الفرنسي "الأشياء التي ستأتي" للمخرجة ماريان هانسن
لوف على جائزة الدب الفضي لأحسن اخراج.
وذهبت جائزة أحسن ممثلة الى الدنماركية ترين ديرهولم عن دورها في
فيلم "الكوميونة" لتوماس فتنبرج.
وحصل الفيلم البولندي "ولايات الحب المتحدة" على جائزة أحسن
سيناريو.
أما جائزة أحسن تصوير فنالها الفيلم الصيني "عكس التيار".
أما جائزة أحسن ممثل فنالها الممثل التونسي مجيد مستوره عن دوره في
الفيلم التونسي "نحبك هادي" للمخرج محمد بن عطية.
وحصل "نحبك هادي" على جائزة الدب الفضي لأحسن عمل أول.
وفاز بجائزة الجمهور (من خلال اقتراع سري) الفيلم الاسرائيلي
البديع "مفرق 48" للمخرج أودي ألوني، وهو أول فيلم عن موسيقى الراب
الفلسطينية، وذلك بالمشاركة مع الفيلم الاسرائيلي "من الذي سيحبني
الآن" للأخوين تومر وباراك هايمان، الذي يصور مشكلة شاب مصاب بمرض
الإيدز.
وهكذا أسدل الستار على دورة من أضعف ما شهد المهرجان خلال سنواته
الأخيرة، خلت مسابقته تماما من أي فيلم يمكن اعتباره "تحفة فنية"
وتراوحت مستوى أفلامه بين الجيد والمتميز والضعيف، وتناقص عدد
افلامها الى 18 فيلما، وامتلأت بافلام لم تكن لتشارك في مسابقة أي
مهرجان متوسط المستوى مثل الفيلم المكسيكي "اسمي نيرو" والفيلم
الفرنسي "أن تكون في السابعة عشرة"، والفيلم الكندي "باتريس بدون
بياتريس". كما أدخل مدير المهرجان- في سابقة نادرة في مسابقات
المهرجانات الدولية السينمائية- الى المسابقة الفيلم الفلبيني
"أنشودة اللغز الحزينة" الذي يبلغ زمن عرضه ثماني ساعات!
وربما يكون أهم فيلمين في المسابقة هما اللذان فازا فعلا
بالجائزتين الرئيسيتين وهما الفيلم الايطالي والفيلم البوسني.
ورغم تميز الممثلة الدنماركية في فيلم المخرج توماس فتنبرج الا أن
الجائزة كان أجدر أن تذهب الى الممثلة الألمانية جوليا جنتش.
وعموما يعتبر فوز الفيلم التونسي المتوسط المستوى بجائزتين أكبر
نجاح لفيلم من العالم العربي في مهرجان برلين منذ حصول فيلم "اسكندريه
ليه" على جائزة لجنة التحكيم الكبرى- الدب الفضي عام 1979.
عرض نادر لفيلم سعودي في مهرجان برلين
من النادر أن يعرض فيلم سعودي في مهرجان سينمائي كبير لكن فيلم
"بركة يقابل بركة" لمخرجه محمود صباغ قدّم لمهرجان برلين السينمائي
الدولي إطلالة طريفة على التحديات التي تواجه العلاقات العاطفية في
المملكة.
وعُرض الفيلم خارج المنافسة الرسمية لمهرجان برلين وهو أول أعمال
مخرجه الذي لا يميل لوصفه بأنه فيلم عاطفي كوميدي.
وقال صباغ في مقابلة "أحب أن أطلق على فيلمي أنه قصة بلوغ سن الرشد.
"استخدمت
في فيلمي أساليب كثيرة لأني قلت إننا نضع تعريفا لمفهوم السينما..
فلا توجد سوابق بالنسبة لنا."
وحُظر عرض الأعمال السينمائية في السعودية في ثمانينات القرن
الماضي حين تبنت المؤسسة الدينية واسعة النفوذ موقفا ضد السينما.
لكن صباغ قال إن الطلب على الأفلام في السعودية يدفعه للثقة في أن
غالبية السعوديين سيشاهدون عمله.
وقال "الناس في السعودية يشاهدون ويتعاملون مع الكثير من الفنون
لذا فهذه هي فرصتنا لإنتاج فن.. وفيلمي يتناول المناخ العام..
يتناول حرية الفرد."
ويروي الفيلم قصة الشاب بركة الذي يؤدي دوره الممثل هشام فقيه وهو
موظف حكومي من جدة شاءت الأقدار أن يلتقي مع فتاة اسمها بيبي وهي
ابنة بالتبني لزوجين ثريين تؤدي دورها الممثلة فاطمة البنوي.
ورغم اختلاف النشأة فإن الاثنين يسعيان للقاء وهو أمر ليس بالسهل
في بلد تخضع أنشطة النساء فيه لقيود صارمة.
ويأمل فقيه وهو ممثل بخلفية كوميدية أن يساعد الفيلم على فهم
الحياة في السعودية.
وقال "مدينة مثل جدة تقدم صورة حديثة عن الطريقة التي ينبغي النظر
بها للسعودية وهي رؤية أمينة للغاية."
وبعد عرض الفيلم تحدثت فاطمة لنساء سعوديات من الجمهور وبدت سعيدة
لتقبلهن للفيلم.
وقالت "إذا كانت الفتيات في السعودية يشعرن بأن بوسعهن الارتباط
والسخرية من التجارب التي مرت بها بيبي ومن معاناتها.. فستكون هذه
على وجه التحديد النقطة المهمة في الفيلم. |