وانفرطت أخر حبات العقد.. وداعاً أبا عدنان
شاهد آخر فيديو للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا..
وهذه مفارقة آخر أدواره
المصدر : الأنباء
انتقل إلى رحمة الله تعالى الفنان القدير عبدالحسين
عبدالرضا عن عمر يناهز ٧٨ عاماً، بعد أيام على تعرضه لجلطة رئوية
قبل أيام أدت إلى تدهور صحته في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية
لندن.
وبرحيل بوعدنان يكون الفن الكويتي خاصة والخليجي
والعربي عامة قد خسر واحداً من كباره بكل معنى الكلمة.
ويُشهد للراحل الكبير أنه رسم البسمة على وجوه شعوب
المنطقة طيلة عقود سواء في المسرح أو عبر الشاشات من خلال ما قدمه
من أعمال درامية ميّزت الفن الكويتي ووضعته في المقدمة.
الراحل من مواليد "شرق" عام ١٩٣٩ وبدأ مسيرته
الفنية عام ١٩٦١ وقدم خلال مسيرته الماسية في الفن أعمالاً لا تنسى
منها مسلسل درب الزلق والأقدار والحيالة والعافور وأبوالملايين
وغيرها العشرات .. إلى جانب الأعمال المسرحية الراسخة في ذاكرة
الأجيال والتي جعلت منه رمزاً من رموز الفن الجميل والمؤثر مثل صقر
قريش وعلى هامان يا فرعون وعزوبي السالمية وضحية بيت العز وفرسان
المناخ وباي باي لندن وغيرها.
وبهذه المناسبة الحزينة تتقدم "الأنباء" من الشعب
الكويتي وأسرة الفقيد الكبير وعموم محبيه بأحر التعازي داعين الله
أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي آخر فيديو لـ
الفنان الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا في مترو لندن قبل إصابته
بجلطة في القلب والقدم بيوم واحد، حيث دخل بعدها في غيبوبة بأحد
مستشفيات العاصمة البريطانية، وأُجريت له عملية تكللت بالنجاح،
لكنه توفي مساء أمس الجمعة بعد تدهور صحته.
وسبق أن تعرض الممثل الكويتي لعدة أزمات صحية، منها
تعرضه لالتهاب رئوي حاد نهاية عام 2016، نقل على إثره إلى
المستشفى، وتم إدخاله إلى غرفة العناية المركزة إلى أن استقرت
حالته الصحية.
كما أجرى عمليتي قسطرة للقلب في لندن عام 2015 بعد
تعرضه لأزمة حادة في عام 2005 إثر إصابته بجلطة في المخ، أدخل على
إثرها العناية المركزة بمستشفى مبارك الكبير في الكويت، ونقل بعدها
للعلاج في ألمانيا، ليعود لاستكمال تصوير مسلسل "العافور".
وفي عام 2003، تعرض أيضا لأزمة قلبية أثناء تصويره
لمسلسل "الحيالة"، نقل على إثرها إلى المستشفى، لتتبين إصابته
بانسداد في الشرايين، سافر بعدها إلى لندن لإجراء جراحة عاجلة،
وعاد بعد شفائه لإكمال تصوير المسلسل.
سرادق عزاء في مواقع التواصل
حالة من الحزن والسواد خيمت على مواقع التواصل
الاجتماعي في الخليج فور انتشار نبأ وفاة زعيم الدراما الخليجية،
وعبّر عدد من الفنانين والكتاب والمثقفين عن مشاعرهم بكلمات تعكس
مرارة الفقد وحجم المصاب.
حيث قال الفنان ناصرالقصبي الذي شارك معه الراحل في
إحدى حلقات سيلفي: "أعزي نفسي بوفاة الفنان الكبير عبدالحسين
عبدالرضا وأعزي عائلته الكريمة وأبناءه عدنان وبشار.. وداعاً أيها
العظيم.. غيابك أيها المعلم لا يملؤه أحد"، وسبق أن قدم القصبي مع
الفنان عبدالحسين عبدالرضا مسلسل أبو_الملايين الذي اقتسما بطولته
عام 2013 وكانت تجمعهما صداقة متينة.
أعزي نفسي بوفاة الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا
وأعزي عائلته الكريمه وأبناءه عدنان وبشار
وداعاً ايها العظيم
غيابك ايهاالمعلم لا يملؤه احد
وبصورة مؤثرة وعبارات ممتلئة بالدموع غرد الإعلامي
نجم عبدالكريم قائلاً: "ما كان هذا الاتفاق بيننا أبا عدنان.. من
في هذه الصورة رحلوا إلى ربهم وبقينا أنت وأنا فقط.. ثم تتركني
وحيداً وترحل؟ تتركني بعد 60 عاماً من الأخوة؟". وأضاف في تغريدة
أخرى: "كنا ننظر إلى الصورة، فقال لي رحمه الله من منا سيترك
الآخر؟، فقلت الأمر بيد رب العالمين، فقال بأسلوبه المرح لن أتركك
وحيداً".
وفي نفس السياق علقت الكاتبة الكويتية فجر السعيد
عبر حسابها في تويتر: "عظم الله أجر الكويت كلها في
عبدالحسين_عبدالرضا .. الكويت حزينة الليلة بوداع أبو عدنان.. الله
يرحمك ويسكنك الجنة".
وذكر الكاتب خلف الحربي الذي كتب المشاهد الأخيرة
للنجم الراحل: "أعزي نفسي بوفاة أستاذي وأخي الأكبر عبدالحسين
عبدالرضا وخالص العزاء للأخ عدنان والأخ بشار وبناته وأحفاده".
وغرد الفنان طارق العلي: "الله يرحمك يا أبونا
الحنون وسندنا بعد الله وأسأل الله سبحانه أن يرحمك ويغفر لك
ويسكنك فسيح جناته.. ادعوا له بالمغفرة والرحمة". وفي تغريدة أخرى
أضاف: "الله يرحمك يا من ترسم البسمة على شفاه جمهورك الكبير،
والجلوس معك يبعث السعادة مهما بلغ حزن جليسك يا حبيبي يا بو عدنان".
مفارقة.. بآخر أدواره كان يبحث عن قلب!
كان آخر ظهور درامي لهرم الدراما_الخليجية وعرابها
من خلال الجزء الثالث من مسلسل " سيلفي " في حلقة كان عنوانها
قلب_للبيع من تأليف خلف الحربي، المفارقة أن "أبو عدنان" كان من
خلال دوره الذي أداه يعاني من مرض القلب ويبحث عن متبرع له، وسافر
إلى لندن من أجل إجراء العملية.
وكأن الإطلالة الأخيرة له على الشاشة تروي وتصف
جزءا من تفاصيل النهاية، وتحكي معاناته المزمنة مع مرض القلب، حيث
سبق أن أجرى عملية جراحية في العام 2003 نتيجة أزمة قلبية داهمته
أثناء تصويره مسلسل "الحيالة"، ومن ثم في العام 2015 أجرى عملية
أخرى في القلب عبارة عن "قسطرة"، وأخيراً في 9 أغسطس 2017 تعرض
لجلطة حادة ساءت معها حالته، ثم توقف قلبه الكبير عن النبض
"إكلينيكياً"، رغم أن الحكمة تقول إن القلوب التي تزرع الأمل في
النفوس تظل تنبض إلى الأبد.
لمحات عن حياته
ولد عبد الرضا في دروازة عبد الرزاق بفريج العوازم
في منطقة شرق بالكويت في 15 يوليو من عام 1939 واشتهر بالتمثيل
الكوميدي الذي عمل فيه لأكثر من 50 عاما حتى بات أحد أبرز الفنانين
الخليجيين والعرب.
هو السابع في الترتيب من بين 14 شقيقا وشقيقة وكان
والده يعمل بحارا.
تلقى تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة
في مدرستي المباركية والأحمدية ثم عمل في وزارة الإرشاد والأنباء
قبل أن يسافر في بعثة الى مصر عام 1956 لتعلم فنون الطباعة ثم في
بعثة ثانية الى أمانيا عام 1961 لاستكمال الدراسة.
تدرج في الوظائف الحكومية حتى وصل إلى منصب مراقب
عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام عام قبل أن يتقاعد عام 1979.
تزوج أربع مرات في حياته ولديه ثلاث بنات وولدان
أكبرهم عدنان وأصغرهم بشار الذي يعمل في المجال الفني أيضا كما أن
ابنته منال فنانة تشكيلية.
بدايته الفنية
كانت بداياته الفنية في أوائل ستينات القرن الماضي
وتحديدا في عام 1961 عندما شارك في مسرحية (صقر قريش بالفصحى) حيث
كان بديلا للممثل عدنان حسين وأثبت نجاحه لتتوالى بعدها الأعمال من
مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات معها الإنجازات.
قدم عبدالرضا العديد من المسلسلات التي قارب عددها
30 مسلسلا وبعضها كان الأشهر خليجيا على الاطلاق ومنها (درب الزلق)
مع سعد الفرج وخالد النفيسي وعبد العزيز النمش وعلي المفيدي وأيضا
مسلسل (الأقدار) الذي كتبه بنفسه.
كما كانت تجربته المسرحية غنية حيث قدم نحو 33
مسرحية كان أشهرها (باي باي لندن) و(بني صامت) و(عزوبي السالمية)
و(على هامان يا فرعون) وغيرها كما كتب بعض أعماله المسرحية
والتلفزيونية بنفسه ومنها (سيف العرب) و(فرسان المناخ) و(30 يوم
حب) و(قاصد خير).
مواهب خاصة
خاض عبدالرضا أيضا مجال التلحين والغناء والتأليف
المسرحي والتلفزيوني وأصبح منتجا حيث اشتهر بالشخصية الساخرة
المرحة التي تنتقد وتسخر من الأوضاع العربية بقالب كوميدي وهو أحد
مؤسسي (فرقة المسرح العربي) عام 1961 و(فرقة المسرح الوطني) عام
1976 و(مسرح الفنون) عام 1979 وشركة مركز الفنون للانتاج الفني
والتوزيع عام 1989.
اشتهر بجمال صوته وهو ما ميزه عن بقية الفنانين في
جيله ما جعله يخوض تجربة الأوبريتات التي شارك في ثماني منها وكان
أول فنان يخوض تجربة الأوبريتات التمثيلية الغنائية التي لاقت
نجاحا كبيرا بالإضافة إلى أنه قام بالغناء ضمن أعماله التلفزيونية
والمسرحية عندما كان العمل يستدعي ذلك.
بصمة مميزة
ومن الأغاني الشهيرة التي قدمها أغنية بمناسبة
زيارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الى الكويت بعد التحرير
بعنوان (مستر بوش) شاركه فيها الفنانان داوود حسين وحياة الفهد.
قدم عبدالرضا العديد من الثنائيات في الإذاعة
والتلفزيون لعل أشهرها مع الفنان سعد الفرج والفنان خالد النفيسي
والفنان عبد العزيز النمش والفنانة سعاد عبد الله في عدد من
الأوبريتات.
اسدال الستار
"أبو
عدنان" طوال مسيرته التي قاربت الـ 60 عاماً كان يرى أن الفن يجب
أن يبقى مرآة للناس، ورغم آلامه إلا أن ابتسامته لا تفارق محياه
حتى أغمض عينيه، وأسدل الستار على رحلته الملهمة لأجيال وأجيال من
بعده، وبالعودة إلى حلقة "سيلفي" كان النجم عبدالحسين عبدالرضا
يردد في أحد المشاهد بالمستشفى: "يا ولد الحلال أنا ما بقى بالعمر
كثر ما مضى إنت أبخص واحد يدري إني قزرت هالعمر كله تعب وشقى سحقت
هالقلب سحق ما بقى منه شي"! |