ضحكة الخمسـين عـامـاً من الفـن.. وداعاً
فريق العمل: نيفين أبولافي أحمد ناصر – حافظ الشمري
– حسين الفضلي
الدموع سبقت الكلمات، والمشاعر حبسها الألم،
والقلوب اعتصرها الفراق.. إنه رحيل رائد الفن الكويتي والخليجي
والعربي، النجم القدير عبدالحسين عبدالرضا، الذي توفي أمس الأول في
لندن إثر أزمة صحية شديدة لم تمهله طويلاً، حيث أسلم روحه إلى
بارئها بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع والريادة والتميز
والرقي.
رحيل عبد الحسين كان مدوياً في الساحة الفنية
الكويتية، التي خسرت نبض «الكوميديا»، وفقدت ركناً بارزاً من أركان
نجومها الرواد، وأيضاً رحيله في الساحة الفنية والخليجية كان
مؤثراً جداً، حيث أبرزته كل وسائل الإعلام العربية المرئية
والمقروءة والمسموعة.
كما كان رحيله في وسائل التواصل الاجتماعي حاضراً بقوة، وتصدر كل
التغريدات من المسؤولين والساسة والفنانين والرياضيين وغيرهم.
إنه القدر ومشيئة الله سبحانه وتعالى، فلقد حبس
رحيل عبد الحسين الأنفاس، انه نهر العطاء الفني الذي لم ينضب يوماً
ماً إلا في يوم رحيله.
من الولايات المتحدة الأميركية رثى الفنان إبراهيم
الحربي الفقيد قائلاً:
«كانت
صدمة كبيرة بالنسبة لي عند سماع هذا الخبر الحزين، فالفنان عبد
الحسين من الناس القريبين مني، ولقد التقيت به في أول لقاء فني معه
عندما كنت طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولا أنسى
كلماته وحبه وتشجيعه لي في بداياتي، وإن انقطعنا فترة من الزمن
لأسباب معينة التقينا مرة أخرى في مسرحية «قناص خيطان» ثم مسلسلي
«الحب الكبير» و«التنديل»، وكان اللقاء مختلفاً عن السابق، فلا
أنسى كلماته عندما يقول لي إنني رغم ابتعادي عنه يشعر بقربي له،
وكان بالنسبة لي أخاً وصديقاً، والتواصل مستمر ولافت للنظر بيننا،
وإن غبت عنه فترة بسيطة لا تفوق الأسبوعين كان يسأل عني وبكل حب،
ويحمل مشاعر إنسانية تجاهي، ولقد ربطتني به ذكريات جميلة جداً،
وفعلاً أشعر بالحزن وكنت أتمنى وجودي في الكويت لأراه.
آخر حوار
الإعلامي يوسف الجاسم تحدث بلغة مؤثرة من خارج
الكويت:
«أعزي
نفسي وأهل الكويت في رحيل الفنان الرمز اللامع في سماء الفن
والثقافة في دولة الكويت، وهذا الإنسان الرائع بكل ما تعني الكلمة
من معنى، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طوال حياته التي استمرت فوق
السبعين عاماً من خلال زرع الابتسامة على شفاه ووجوه الكويت
بشيابها وشبابها ونسائها ورجالها وكبارها وصغارها، وهو ظاهرة وليس
فناناً فحسب، ويعتبر جزءاً من تاريخ الكويت الثقافي والفني
والإنساني، ركن شامخ من المنظومة الفنية والثقافية، وقام ببناء مجد
كان جزءاً من بلده الذي أحبه، وأصبح نجماً خليجياً وعربياً يشار
إليه بالبنان على مستوى الوطن العربي بأكمله، وبفقده نقول لأسرته:
عظم الله أجورهم، ونعزي الكويت وأمير البلاد وسمو ولي العهد اللذين
أبرقا له إبان أزمته الصحية، وأرى أن الكويت فقدت فعلاً قطعة من
جوفها، ولقد تشرفت بالقيام بإجراء آخر حوار تلفزيوني مطول معه في
برنامج «مفكرة» الذي سجلته في الحادي والعشرين من يناير مع عام
2016، وبث عبر قناة «المجلس» الفضائية».
ثروة فنية
وكيل وزارة الإعلام طارق المزرم نعى الفقيد قائلاً:
«فقدت
الكويت أحد مؤسسي الإعلام الكويتي، وصاحب تاريخ ومجد صنعه على مدار
رحلة فنية طويلة حافلة بالعطاء، فالفنان أبوعدنان قدم أعمالاً سوف
تكون خالدة ومحفورة بالتاريخ، والتي تعتبر ثروة فنية لا تقدر بثمن،
ونحن نعزي أنفسنا وأهل الكويت برحيل هذا الفنان الكبير».
رسم الابتسامة
الفنان حسن البلام تحدث والدموع تعتصره:
«أعزي
الساحة الفنية في الكويت والخليج والعالم العربي برحيل «أبوعدنان»،
فناننا وأبونا وأسطورتنا، ومن يخوض في هذا الوقت في كلام عن
التفرقة، أقول لهم أن «عمي أبوعدنان» كان طوال عمره فنانا كويتيا
خليجيا لم يهتم بالمذاهب والتفرقة والقبلية والعنصرية، بالتالي
أعزي كل من رسم له هذا الفنان الابتسامة، ورغم أنه أضحكنا كثيرا
طول عمرنا، فاليوم بكينا من الحرقة والألم والفراق».
الساحة اهتزت
في ما قال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في
المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي:
«نعزي
أنفسنا والكويت وأهلها بوفاة الفنان الكبير الرائد عبدالحسين
عبدالرضا، ولعل قدر الكويت أن تمتلك مجموعة من القامات الفنية
العالية التي كلما فقدنا واحداً منهم، نشعر حقيقة باهتزاز الحركة
الفنية بشكل عام، وعزاؤنا الوحيد أن هذا الفنان الصادق ترك مكتبة
فنية عامرة بالأعمال أسعدت الكويت جميعاً، وزرعت في شفاههم البسمة،
ونتمنى أن يتغمده الله تعالى بالمغفرة ويلهم أهل الكويت الصبر
والسلوان، فهذا الفنان عبر بأعماله الفنية عن الكويت بمختلف
مراحلها، فمن منا لا يعرف «درب الزلق»، «باي باي لندن»، «سوق
المناخ»، «سيف العرب» وغيرها من الأعمال الفنية الخالدة التي جعلت
المشاهد الخليجي والعربي يتعرف على الكويت من خلال أعمال هذا
الفنان الكبير، ونحن عندما نذهب في الكثير من الملتقيات الفنية
والثقافية يشار إلينا بأننا قادمون من البلد الذي ينتج إصدارات
عالية الجودة مثل «عالم المعرفة» و«العربي» و«الثقافة العالمية».
دراما إذاعية
الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة الشيخ فهد المبارك
الصباح قال:
«فقدت
الساحة الفنية الكويتية واحداً من رموزها الرواد الذين تركوا إرثاً
فنياً لا يزال راسخاً في أذهان الجمهور الكويتي والخليجي والعربي،
ولقد التقيت الفنان عبد الحسين عبد الرضا في أكثر من مناسبة، وكان
محباً جداً للعمل خلال الدراما الإذاعية الرمضانية، وحريصاً جداً
على التواجد خلال مجموعة من الأعمال في ظل ابتعاده عن الدراما
التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة، ولقد حرص رغم ظروفه الصحية في
رمضان الماضي على المشاركة في مسلسل «عزوبي المول»، وكان قريباً من
الجميع يوجههم ويعطيهم النصائح، بل إنه قدوة للجميع، فقد كان أول
من يحضر إلى الاستوديو للتسجيل، رحم الله هذا الفنان المبدع وأسكنه
فسيح جناته».
رحيل مؤثر
المدير التنفيذي لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك
لمجلس التعاون لدول الخليج العربي المخرج علي الريس قال:
«ردود
فعل أهل الكويت في رحيل هذا الفنان الكبير كانت مؤثرة وحزينة، فهو
الذي أعطى من فنه وعمره وحياته الكثير في رسم البسمة على وجوه
الناس، وقام بتأدية دوره وواجبه وحبه لوطنه الكويت وأهل الكويت،
ونحن نعزي أنفسنا والساحة الفنية في الكويت والخليج والعالم العربي
بفقدان هذه القامة الفنية الشامخة الرائدة، ونتمنى أن «يطول عمر»
الموجودين من الفنانين الرواد».
الفن الأصيل
أمّا الإعلامي يوسف السريع فقال:
«عندما
نتحدث عن الفنان الراحل عبد الحسين فنحن نتحدث عن تاريخ الفن في
الكويت، فهو يعتبر رمزاً من رموز الحركة الفنية والثقافية
والأدبية، فقد قدم للإذاعة والمسرح والتلفزيون أعمالاً خالدة راسخة
في ذاكرة كل محب للفن الأصيل، فقد قدم الكوميديا والتراجيديا وكل
أشكال الفنون والمسرح السياسي والكوميدي، وأسماء كبيرة تعيش الآن
في الفن من خلال أعماله، وهو أحد الروادن وسيبقى اسمه في مخيلة كل
عاشق للفن في الكويت، فكان صاحب أداء وفكر فني رفيع، ومؤلفاً
رائعاً قدم مسلسل «الأقدار»، وكان من النصوص الجميلة».
فقدت الأب
قال عضو مجلس إدارة المسرح الشعبي ورئيس نقابة
الفنانين والإعلاميين الكويتيين د. نبيل الفيلكاوي:
«أعزي
نفسي وأهل الكويت والخليج والوطن العربي بهذا المصاب الجلل بفقيد
الثقافة والفن العربي، واليوم اغلقت اكبر مدرسة فنية وصرح ثقافي
كبير وطويت صفحة من صفحات تاريخ الفن بالكويت، وفقدنا مؤسس الحركة
المسرحية والدرامية والاذاعية، وودعنا أكبر من زرع الضحكة
والابتسامة، وأنا شخصياً فقدت الأب والمعلم والداعم والراعي الذي
شجعني في بداية مشواري الفني بعد تخرجي من المعهد العالي للفنون
المسرحية، وكلفني بثقه بتصميم وتنفيذ ديكور مسرحية «سيف العرب»،
وأذكر أنه لم يناقشني ولم يعطني ملاحظة واحدة في عملي، بل على
العكس أعطاني الثقة بالنفس، وكان داعماً لطروحاتي وأفكاري التي تصب
في مصلحة الحركة المسرحية الكويتية عندما كنت رئيس اتحاد الفرق
المسرحية، كما كان الداعم الاول في تأسيس مهرجان الشهيد فهد الاحمد
للدراما التلفزيونية ومهرجان الخرافي للابداع المسرحي، وفي تأسيس
نقابة الفنانين، وكان هو من وضع اللبنة الاولى للنقابة، وكان عوناً
لنا نحن الشباب، وشرفنا بقبوله منصب نقيب الفنانين».
نصب تذكاري
الوكيل المساعد لقطاع الإعلام الجديد والخدمات
الإعلامية بوزارة الإعلام يوسف مصطفى قال:
«فقدنا
رمزاً وطنياً سيبقى حاضراً ماثلاً في أفئدتنا، وسنظل نحكي لأحفادنا
قصة هذا العملاق الكبير الذي أضحك الكويتيين والعرب على مدى ستين
عاماً، والأساطير لا تتعوض، ويكفينا فخراً أنه ابن الكويت التي هي
منبع الفن والفنانين، ونعتز بأن أرشيف تلفزيون دولة الكويت تضيئه
أعمال الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، ولن تنساه الأجيال،
وفقدانه يعتبر خسارة لا تعوض، ونتمنى أن يتم إنتاج فيلم وثائقي
عالمي يؤرخ مسيرة هذا الإنسان الكبير، وعمل نصب تذكاري له في أشهر
مواقع الكويت».
مخلص لبلده
من جانبه، نعى أحمد جوهر الفقيد قائلاً:
«فقدت
الكويت فناناً كبيراً أدخل المحبة والبسمة بقلوبنا، ورسخ الوحدة
الوطنية في أنفسنا من خلال أعماله الهادفة الجميلة، وهذا يدل على
معدن هذه القامة الفنية الرفيعة وهذا الفنان الإنسان المحب والمخلص
لبلده، فهو أعطى من عمره الكثير ويستحق ما وصل إليه. ونحن كفنانين
نعزي أنفسنا والساحة الفنية في الكويت والخليج والوطن العربي في
فقيد الفن».
نجم خالد
الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون مجيد الجزاف قال:
«بمزيد
من الحزن والأسى، وإيماناً بقضاء الله الذي لاراد لقضائه، تنعى
وزارة الإعلام واحداً من رجالات الكويت المخلصين وابنائها
المبدعين، وفناناً من الفنانين الذين ذاع صيتهم ليس في دولة الكويت
فحسب، وانما في منطقة الخليج والعالم العربي، الفنان القدير الراحل
عبد الحسين عبد الرضا، واننا اذ ننعى الفقيد الغالي بكل حزن واسى،
فإن عزاءنا انه باق وخالد في ذاكرة الفن الخليجي والعربي، فهو
يعتبر علامة من علامات التميز الكويتي ونجماً في سماء الفن الخليجي
والعربي».
الفن يتيماً
هيا عبدالسلام قالت:
«فعلاً
والله إنها فاجعة وصدمة كبيرة بالنسبة لنا كفنانين، ولقد حزنت
كثيراً على رحيل «أبونا» جميعاً عبد الحسين عبد الرضا، وأتمنى أن
يتغمده الله بواسع رحمته. ومهما تحدثت فالكلمات تعجز عن التعبير عن
هذا المصاب الجلل، فعلاً أرى أن الفن أصبح يتيماً بفقدان النجم
الرائد الكبير عبدالحسين عبدالرضا».
داعم الطلبة
عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. فهد الهاجري
قال:
«صدمة
كبيرة تلقيتها برحيل أحد أهم أعمدة الفن الكويتي والخليجي والعربي،
وتعجز الكلمات عن الحديث عن هذا الانسان، ورغم مرضه وكبر سنه فإنه
كان حريصاً جداً على حضور اي فعالية يقيمها المعهد العالي للفنون
المسرحية لمشاركتنا ودعماً لطلابنا، و«أبوعدنان»، هو صاحب قلب كبير
وروح شفافة، ونحن سوف نفتقده لانه فنان في زمن يندر فيه وجود
الفنانين اصحاب الرسالة، فقد سطع نجمه بقوة في مسرحية «باي باي
لندن»، وحين رحل ودع محبيه من لندن أيضاً».
القلب الكبير
هيفاء عادل تحدثت والعبرات تخنقها قائلة:
«فعلاً،
أشعر بالحسرة على فراق الأحبه وأغلى الناس، ففراقه صعب ومؤلم
عبدالحسين عبدالرضا، ودموعي عليه تنهمر طوال ليلي وصبحي، وهو يسكن
في مخيلة أفكاري، فهو صاحب القلب الكبير الذي «عور» قلبي برحيله،
وعندما أقف إلى جانبه في خشبة المسرح وأتذكر عندما يقول لي إن
أعطيه «الحبة» كون يشعر بالألم بقلبه، وفعلاً كان قلبي يعتصر ألماً
عليه قبل أن تذوب «الحبة» في لسانه، وكان يواصل التمثيل رغم آلامه
ومن دون أن يشعر الآخرون بذلك، وكان كثيراً ما يعاني، ولكنه يخفي
كل شيء عن المحيطين به، وكان يعشق الفن بكل عطاء كونه مبدعاً،
وبرحليه فقدنا الابتسامة والحكمة والفن الأصيل».
مدرسة الفن
أما الفنانة إلهام الفضالة، فقالت:
«كانت
صدمة للجميع والوطن العربي بأكمله، ففقدان أبونا ووالد الملايين
وحبيب الجميع «عمي عبدالحسين»، مؤلم جداً لنا كفنانين والساحة
الفنية برمتها، فهو الذي تعلمنا منه خلال مسيرته الفنية الطويلة
ولا نزال، فهو مدرسة الفن الحقيقي والأصيل، والقدوة الجميلة
للأجيال الفنية المتعاقبة، وفقدان «أبوعدنان» خسارة كبيرة للفن
الكويتي والخليجي والعربي، وهو قامة فنية كوميديا عالية لا تعوض».
أما الفنانة لمياء طارق، فقد قالت: «إن هذا قدر ولا
حول ولا قوة إلا بالله، ومنذ سماعنا الخبر ودموعنا لم تتوقف وتنزل
بروحها، ومو مصدقين أن اللي كان يبكينا من الضحك الحين نبكي عليه».
مواكبة إذاعية وتلفزيونية وإخبارية في رحيل
«أبوعدنان»
مواكبة لرحيل الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا،
أعلنت وزارة الإعلام عن التفاعل عبر قطاعاتها وبرامجها، فقد أعلن
الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون أنه سيتم إنتاج فيلم وثائقي يتحدث
عن المسيرة الطويلة لفقيد الفن الكويتي «أبوعدنان»، وسيكون بشكل
مختلف وضخم، إلى جانب أنه سيتم عمل حلقات استثنائية من برامج
تلفزيونية تبث على الهواء، مثل برنامج «الليلة»، كما أن قناة
«القرين» ستركز على بث أعماله بشكل استثنائي على مدار أسبوع كامل،
كذلك سيتم تصوير مشاهد من مراسم وصول الجثمان والدفن والعزاء.
من جهته، قال مدير عام إذاعة الكويت سعد الفندي إن
الترتيبات أجريت للقيام بعمل سهرة إذاعية توثق حياة هذا الفنان
الرائد المبدع، وتتضمن كلمات من زملائه الفنانين، إضافة إلى أنه
سيتم تجيير بعض البرامج الإذاعية التي ستتناول جزءاً من مسيرته
الفنية الزاخرة بالعطاء والإبداع، كما سيتم بث عدد من أعماله
الإذاعية على صعيد الأوبريتات أو المسلسلات، لافتاً إلى أن
عبدالحسين عبدالرضا قامة فنية لا تقدر بثمن. وعلى صعيد قطاع
الأخبار والبرامج السياسية، فقد قام القطاع ببث الخبر العاجل برحيل
الفنان عبدالحسين عبدالرضا عبر شاشة التلفزيون، وحرص على آخذ
الآراء من رفاق دربه.
حياته ومسيرته الفنية
◗
ولد الفنان عبدالحسين عبدالرضا في دروازة عبدالرزاق بفريج العوازم
في منطقة شرق في الكويت عام 1939، اسمه بالكامل «عبدالحسين
عبدالرضا محمد عوض»، ولد عبدالحسين عبدالرضا في عائلة بسيطة لوالد
بحار وعائلة كبيرة تتكون من 14 فرداً. ترتيبه السابع من بين أخوته
الأربعة عشر، تلقى تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة،
وذلك في مدرستي المباركية والأحمدية. عمل بعدها في وزارة الإرشاد
والأنباء في قسم الطبع، ثم سافر في بعثة إلى مصر على نفقة الوزارة
عام 1956 لتعلم فنون الطباعة، وفي عام 1961 سافر في بعثة إلى
ألمانيا لاستكمال الدراسة في فنون الطباعة. وتدرج في الوظائف
الحكومية حتى وصل إلى منصب مراقب عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام
إلى أن تقاعد في 30 سبتمبر 1979.
◗
تزوج عدة مرات، وله من هذه الزيجات 5 أبناء، هم «عدنان، منى، منال،
بيبي، بشار».
◗
بداياته في أوائل ستينات القرن الماضي، في عام 1961
في مسرحية «صقر قريش»، وكان بديلاً لممثل آخر اسمه عدنان حسين،
ونجح في إبراز نفسه في المسرحية أمام زكي طليمات الذي أعجب بقدراته
وطاقته الفنية، فتوالت بعدها الأعمال، وقدم عبدالحسين ما يقارب 30
مسلسلاً، أشهرها «درب الزلق» و«الأقدار» الذي كتب بنفسه قصته، وقدم
كذلك 33 مسرحية، أشهرها باي باي لندن، وبني صامت، وعزوبي السالمية،
وجاءت بعدها المسرحية الأبرز بعد تحرير الكويت، وهي مسرحية سيف
العرب.
أما آخر أعماله المسرحية، فكانت قناص خيطان.
◗
أسس الراحل فرقة المسرح العربي 1961، وفرقة المسرح الوطني 1976،
ومسرح الفنون 1979، وشركة مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع 1989.
◗
من الأعمال التلفزيونية التي عاد من خلالها إلى الشاشة بعد التحرير
ديوان السبيل، وتوالت بعدها الأعمال، مثل الحب الكبير والتنديل
والحيالة، إلى الأعمال الأخيرة أبو الملايين والعافور، إلى جانب
المشاركة الأخيرة له في سلفي في رمضان 2017.
◗
اشتهر الراحل بجمال صوته، وهذا ما أعطاه تميزاً عن بقية الفنانين
في جيله، مما جعله يخوض تجربة «الأوبريتات» كأول فنان يقوم بعمل
الأوبريتات التمثيلية الغنائية، والتي لاقت نجاحاً كبيراً،
بالإضافة إلى أنه قام بالغناء ضمن أعماله التلفزيونية والمسرحية
عندما كان العمل يستدعي ذلك. كما أنه قدم أغنية بمناسبة زيارة
الرئيس الأميركي السابق جورج بوش للكويت بعد التحرير بعنوان «مستر
بوش»، شاركه بها حياة الفهد وداوود حسين.
◗
أنجح ثنائياته في الأوبريتات مع الفنانة سعاد عبدالله في أوبريت
بساط الفقر وشهر العسل الذي لا يزال يبث حتى يومنا هذا. أما في
الدراما، فأشهرها مع الفنان سعد الفرج والذي اتضح في مسلسل درب
الزلق ومسلسل الأقدار وعدد من المسرحيات، وكذلك مع الفنان خالد
النفيسي في مسلسلات محكمة الفريج وديوان السبيل والحيالة، علماً
بأن بدايته مع الثنائيات كانت مع عبدالعزيز النمش ومحمد جابر في
مسلسلات مذكرات بوعليوي والصبر مفتاح الفرج.
◗
من أهم الأعمال المسرحية السياسية التي قدمها كانت مع الكاتب
المرحوم عبدالأمير التركي.
فنانو عمان يشاركون الكويت أحزانها
ظهر الحزن منذ اللحظة الأولى على فناني سلطنة عمان،
وتحدث عدد منهم في مجالسهم وحساباتهم في التواصل الاجتماعي عن
الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، وأجمعت تلك الآراء على أنه فنان
الخليج الذي لن يتكرر، وقدموا العزاء للفن الكويتي والخليجي
والعربي لفقده أحد عمالقة الفن العربي.
صالح زعل
عشت في الكويت وأعرفها تماماً وأعرف أهلها، ولهم
مني خالص العزاء بفقد العملاق الكبير عبد الحسين عبد الرضا، منه
تعلمنا الكثير، ومن أعماله درسنا جوانب كثيرة في الفن، ورحيله
سيترك أثراً كبيراً في الفن العربي وليس الخليجي او الكويتي فقط.
إبراهيم الزدجالي
فنان كبير بحجم بوعدنان يحزن القلب كثيراً جداً على
فقده، الفن له مدارس، والراحل كان إحدى مدارسه المهمة في فترة
مهمة. اسم مثل العم بوعدنان لن يموت ما دام لديه هذا العطاء الكبير
والجماهيرية الكبيرة، سيبقى في ذاكرة التاريخ رمزاً من رموز الفن
والعطاء والابتسامة الجميلة التي تعلمنا منها كل شيء، عبد الحسين
عبد الرضا ذكرى ستبقى في القلوب، كل ابتسامة ترسم على شفاههنا
ستذكرنا به.
حمود السيابي (المستشار الإعلامي)
رحل عبد الحسين عبد الرضا ليصطف مع الرواد، الذين
يتجددون في الحياة وإن غابوا، شأنهم شأن بلده الكويت التي قفزت إلى
العصر ولم تهجر الديوانية، وهربت من وطأة صيفها إلى مصايف العالم
البارد فاستبد بها الحنين لـ «خشب أهل الكويت» والأشرعة وملح البحر.
ورغم كل القيح الذي تركه الزمن الخليجي في صدر
الراحل وأميره وأهله، فكان لا بد للكويت الموجوعة على خليجها من أن
تكبر على وجعها وتذكر بالحاجة لاستعادة تراث عبد الرضا في إعادة
تشكيل المزاج الخليجي، والابتعاد عن «درب الزلق»، حتى لا تتعثر
خطوات المشي فيه.
وأن يقول الخليجيون «باي باي لندن» ولكن لا يقولون
أبدا «باي باي عرب». (صلالة)
داود حسين: سيظل «أبوعدنان» موجوداً بداخلي
داود حسين، الذي يتواجد في لندن إلى جوار أسرة
الراحل، تحدث، والدموع تنهمر من عينيه، متعثرا بعبراته: «أعزي نفسي
وأهل الكويت والساحة الفنية في هذا المصاب الجلل، فهذا الإنسان
بالنسبة لي الأخ الكبير والأب الروحي الذي احتضنني منذ بداياتي،
وكان يحمل قناعة تامة بطاقتي، وأعتبره أستاذي الكبير. وفعلا فقدي
لهذا الإنسان لا يقل حزنا عن حزن أبنائه، بل ولا يفرقني عنهم، فهو
كان بالنسبة لي كل شيء بحياتي، ولقد عملت معه هذا العام في المسلسل
الإذاعي «عزوبي المول»، وكنت أجلس باستمرار معه، وفي لحظات مرضه
الأخيرة كنت حاضراً لكني لم أستطع التحدث إليه كونه كان في غيبوبة،
وهو يظل موجوداً بداخلي».
وقد أوضح داود انه في الايام الاربعة الاخيرة لازم
الفقيد في المستشفى، حيث كان يتردد للاطمئنان على صحته والوقوف على
آخر المستجدات وكل ساعة هناك حالة تختلف عن التي سبقتها ما بين
الجيد والسيئ الى ان بلغ بوفاته يوم الجمعة الساعة 9 مساء عند
تلقيه اتصالا للحضور لرؤيته.
إبراهيم الصلال: عاصرت عبدالحسين عبدالرضا طويلاً
رحيل «أبوعدنان» مفاجئ ومؤثر بالنسبة لنا، ولقد
عاصرته سنوات طويلة منذ عام 1960، وكان نعم الصديق الوفي، واشتغلت
معه عدة أعمال درامية ومسرحية وإذاعية منها مسلسل «ديوان السبيل»،
ولقد كان «أبوعدنان» قريبا من الجميع، وذا أخلاق عالية في التعامل
مع جميع الفنانين، وبرحليه نفقد ركنا من أركان الفن الأصيل في
الخليج والوطن العربي، فهو يمتلك أعمالا فنية ستظل خالدة في تاريخ
الفن الكويتي.
وسائل التواصل.. ضجت حزناً
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعلت بشكل غير
مسبوق مع خبر وفاة الفنان عبد الحسين عبد الرضا في أنحاء الخليج
والعالم العربي فغردوا قائلين:
سياسيون وشخصيات عامة:
◗
ناصر صباح الأحمد: رجل رسم الابتسامة على مر الأجيال، نسأل الله أن
يتغمده بواسع رحمته.
◗
خالد الروضان: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمك الله وأسكنك فسيح
جناته.. وداعا أبوعدنان.
◗
صفاء الهاشم: في أمان الكريم يا ابن عاقول عبد الحسين عبد الرضا.
◗
راكان النصف: عندما يقال إن الفن رسالة، فيكفيك أن تنظر إلى
«التايم لاين» لتعرف أن المجتمعات العربية بجميع أطيافها حزينة
وتوحدت لرحيل عبد الحسين عبد الرضا.
◗
مسلم البراك: بقلوب يملؤها الحزن والأسى فجعت الكويت بوفاة أحد
عمالقة الفن المسرحي في الخليج العربي وأحد أبناء الكويت البررة،
الذي ارتبط اسمه وفنه بأجيال متعددة من أبناء الكويت.
◗
شفيق الغبرا: رحم الله الفنان المبدع عبد الحسين عبد الرضا الذي
جذب أجيالاً مختلفة للمسرح الكويتي بالفكاهة وخفة التعبير، ووصل
لكل الناس في الكويت وخارجها.
◗
أنور جاسم الخرافي: محبة الناس لا تشترى بل تكتسب، نسأل الله أن
يتغمده بواسع رحمته.
◗
خولة مبارك الحساوي: اللهم اغفر له ووسع مدخله واجعل الجنة مستقراً
له، الليلة الكويت والخليج حزين بفقدان أحد رموز الفن.
فنانون وكتاب
◗
فارعة السقاف: خسارتنا كبيرة في فقيد الفن الخليجي، لكنه رحل وترك
قيماً، لذلك سيظل حاضراً أبداً ولن يغيب.
◗
ناصر القصبي: أعزي نفسي بوفاة الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا،
وأعزي عائلته الكريمة وابنيه عدنان وبشار. وداعاً أيها العظيم،
غيابك أيها المعلم لا يملؤه أحد.
◗
فايز المالكي: لا حول ولا قوة إلا بالله، أسأل الله أن يغفر ويرحم
الفنان عبد الحسين عبد الرضا، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
◗
عبد المجيد عبد الله: رحمك الله يا بوعدنان رحلت ولا رحلت.
◗
نوال الكويتية: فقدنا وفقدت الكويت الفنان عبد الحسين، وسيبقى في
قلوبنا، الله ويرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنة، ولن ننساك.
◗
حسين الجسمي: وداعاً أبوعدنان
◗
طارق العلي: انتقل إلى رحمة الله والدي ومعلمي ووالد جميع فناني
الكويت الفنان عبد الحسين عبد الرضا.
◗
حامد زيد: اللهم أغفر له وارحمه وثبته عند السؤال، وتجاوز عنه عند
الحساب، ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
◗
نادر كرم: هو قاصد خير وفرحة أمة ودرس خصوصي، لكن الأقدار قالت باي
باي لندن بوعدنان عبد الحسين عبد الرضا.
◗
سالم الهندي: عظم الله أجرنا جميعاً بوفاة عملاق الفن العربي.
◗
أحلام: اللهم رحمتك وقدرتك وعفوك وغفرانك أغفر للأب والأخ والأستاذ
المعلم عبد الحسين عبد الرضا.
◗
فهد الناصر: ستبكيك الكويت والخليج، وسيحزن الفن والعطاء والتمثيل
والمسرح، وسيموت الإبداع، ويبقى صدقك وحبك وولاؤك لبلدك.
◗
عبد الوهاب العيسى: وفاة قطعة من الكويت، وفاة عبد الحسين عبد
الرضا، الله يرحمك يا عملاق لن تتكرر يا أسطورة.
◗
هند البلوشي: رحل ورحلت معه قلوبنا، رحل، وتبقى تاريخاً يدرس
لملايين السنين، رحل وترك ألماً كبير في قلوبنا، أبي الروحي ومثلي
وقدوتي.
◗
نبيل شعيل: وداعاً يا بوردح، وداعاً يا حسين بن عاقول، وداعاً يا
عتيج، وداعاً يا من رسم البسمة على الوجوه.
◗
باسم عبدالأمير: أشعر بالحزن الشديد على رحيل هذا الفنان العملاق،
فهو هرم الفن الخليجي والعربي، ولقد حضرت اللحظات الأخيرة في لندن
لرحيله، وكنت قريباً منه، ووجدته مبتسماً في آخر لحظات حياته،
والتقيت نجله بشار، وأدعو له بالرحمة والمغفرة.
الخبر في الساعات الأولى
ما إن بدأت الأخبار تتداول حول وفاة الفنان
عبدالحسين عبدالرضا، بادرنا بالاتصال على هاتف نجله بشار، فرد
علينا ابنه حسين الذي بدا متأثراً وغير قادر على الكلام أو
التصريح، فاعتذر عن الحديث، ولكننا تيقنا من صحة الخبر. وفي اليوم
التالي، اتصلنا به لنعظم أجره، وأوضح أن إجراءات جلب الجثمان جارية
في لندن، لحين استكمال إصدار كل الأوراق التي قد تأخذ يومين. بينما
أوضح الفنان داوود حسين خلال الاتصال الهاتفي معه أنه سيتم إصدار
ورقة الوفاة يوم الإثنين بسبب الإجازة الأسبوعية في العاصمة
البريطانية، وبعدها يتم جلب الجثمان، وقد يكون على أعلى تقدير ما
بين الإثنين أو الثلاثاء.
سعد وسعاد وحياة
قمنا بالاتصال بالفنانين الرواد الذين عاصروا
الفقيد أبوعدنان: سعد الفرج وسعاد عبدالله وحياة الفهد، إلا أن
أحداً لم يرد على اتصالاتنا، ربما لأنهم خارج البلاد، أو إن الموقف
لهذا المصاب الجلل لم يستطيعوا التعبير عنه.
ترند عالمي
تصدر وسم #وفاة_الفنان_عبدالحسين_عبدالرضا قائمة
الترند على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ليس في الكويت او
الخليج او الوطن العربي فحسب، بل في العالم كله، حيث احتل هذا
الوسم المركز الاول عالمياً بعد ساعتين فقط على تأكد خبر رحيله.
مما يعكس الاثر الكبير الذي تركه الراحل في قلوب محبيه في كل مكان
في العالم.
####
مسرح الخليج العربي: عبدالحـسين علامة مضيئة
محرر القبس الإلكتروني
نعى مجلس إدارة وأعضاء فرقة مسرح الخليج العربي،
وفـاة الـفـنان الراحل الكبير عـبـدالــحـسـين عبدالرضــا، وقال في
بيان النعي: فقدت الساحة الفنية الكويتية بوفاة عبدالحسين عبدالرضا
فناناً متعدد المواهب، فقد كان ممثلاً ومؤلفاً ومؤدياً لبعض
الأوبريتات الغنائية التي قدمها الى التلفزيون وأثبت من خلالها
قدرة فنية على التفاعل مع قضايا مجتمعه، ويظل الفنان الراحل عبد
الحسن عبد الرضا، علامة فارقة ومميزة لمسيرة الفن في الكويت
وبالذات من خلال أدواره ومسرحياته التي قدمها، وقد حققت موهبته
الفنية له شهرة تخطت حدود الكويت إلى الدول الخليجية الشقيقة
والدول العربية الشقيقة أيضاً، حيث حصل على عدة تكريمات في
مهرجانات فنية في القاهرة وتونس وغيرهما من العواصم العربية
وبالأخص عواصم دول مجلس التعاون الخليجي.
وختم المسرح العربي بيانه بالقول أن أعمال الفنان
عبدالحسين عبدالرضا الفنية للمسرح والتلفزيون علامة مضيئة في مسيرة
الفن في الكويت، يستدل من خلالها فنانو الأجيال الشابة الجديدة
ويستفيد منها الكتاب والنقاد و المؤرخون الذين سيتابعون سيرته
الفنية منذ البداية وحتى النهاية.
####
نواب يعزون في وفاة الفنان عبد الحسين عبد الرضا
أحمد عبدالستار
نعى نواب مجلس الأمة الفقيد الراحل الفنان الكبير
عبد الحسين عبد الرضا، مؤكدين أن الكويت فقدت أحد أبنائها الأوفياء
المحبين للوطن والولاء له.
وأكد النواب في تصريحات صحافية أن أعماله ستبقى في
الذاكرة شاهدا على زمن جميل لم يتكرر ولن يتكرر، مشيرين إلى أنه
برحيل عبد الرضا غاب أحد أركان الفن الأصيل في الكويت والخليج
العربي.
وأعرب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن خالص تعازيه
ومواساته بوفاة الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا.
وقال الغانم إن الكويت فقدت أحد عمالقة الفن
الكويتي والعربي الذي طالما أدخل البهجة إلى كل بيت كويتي، وحمل
رسالة فنية وطنية مبدأها الإخلاص وشعارها الصدق.
وأضاف أن الفنان الراحل قامة وطنية كبيرة، مثَّل كل
الكويتيين بصدق، وعبر عن مواقفهم بوطنية وقدم حاجاتهم بإخلاص،
مؤكدا أن أعماله ستبقى خالدة، وهي جزء من التاريخ الوطني.
وتقدم الغانم لذوي الفنان الراحل وللشعب الكويتي بخالص التعازي،
سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله الصبر
والسلوان.
وصية الفقيد
من جانبه، تقدم نائب رئيس مجلس الأمة عيسى الكندري
بخالص العزاء للكويت في وفاة عملاق الفن الكويتي والخليجي الفنان
عبد الحسين عبد الرضا، وقال إن الفقيد أوصى قبل وفاته بالولاء
والوفاء للديرة وحكامها رحمه الله.
وقال النائب يوسف الفضالة: لقد رحل عبد الحسين عبد
الرضا، وترك لنا تاريخا وإرثًا فنيًّا جميلا لامس قلوب الجميع،
وفقده الفن العربي والخليجي.
وقدم النائب سعد الخنفور خالص العزاء للكويت بوفاة
عملاق الفن الكويتي والخليجي على مر السنين، مؤكدا أن الفقيد كان
يدعو بكل قوة لحب الوطن والولاء له.
من جهته، قال النائب خالد الشطي إن الكويت خسرت أحد
أبنائها الأوفياء، عملاق الفن ومنارة المسرح وأسطورة الإعلام.
وأضاف أن الفقيد سيظل اسما خالدا ووساما في وجدان
الوطن ورجلا استثنائيا في عالم الفن.
بدوره، قال النائب خالد العتيبي: لقد غاب أحد أركان الفن الأصيل في
الكويت والخليج العربي، وستبقى أعماله في الذاكرة شاهدا على زمن
جميل لم يتكرر ولن يتكرر.
أما النائب ناصر الدوسري فقال: رحم الله الفنان
الكبير عبد الحسين عبد الرضا الذي عُرف عنه حبه وحرصه على وطنه،
والذي طالما رسم الابتسامة على وجوهنا.
وشارك النائب أحمد الفضل العزاء، واصفًا الفقيد
الراحل بأنه راسم ضحكة الكويت وابتسامتها.
أخلاق وفن
وعزى النائب د. حمود الخضير الشعب الكويتي بوفاة
عملاق الفن، مؤكدا أن أخلاقه وأعماله ستظل خالدة في ذاكرة الشعب
الكويتي، ودعا النائب د. عبد الكريم الكندري بالمغفرة والرحمة
للفقيد، وقال: اللهم أكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض
الجنة وألهم أهله الصبر والسلوان.
وتقدم النائب فيصل الكندري بالتعازي للقيادة
السياسية والشعب الكويتي في وفاة فارس الفن الكويتي عبد الحسين
عبد الرضا.
من جانبه، قال النائب محمد الدلال: اللهم ارحم عبدك
ابن الكويت الرجل الذي أعطى الابتسامة للجميع بواسع رحمتك.
وعزى النائب عبد الوهاب البابطين الكويت بوفاة رمز
الفن الكويتي والخليجي الكبير عبد الحسين عبد الرضا، داعيا الله أن
يتغمده بواسع رحمته.
نشر الابتسامة
عزى النائب وليد الطبطبائي أسرة الفقيد، قائلا إنه
طالما نشر الابتسامة من خلال أعماله التي يتذكرها كل أهل الكويت،
أما النائب عادل الدمخي فغرد: «وداعا عبقري الكويت.. ومن رسم
وسيبقى يرسم الضحكة على وجوه الكويتيين».
رمز في مجاله
قال النائب ثامر السويط: لا يكون الرمز رمزا في
مجاله، إلا إذا كان محبا لوطنه ولشعبه، وهكذا كان الراحل، لذلك
أحبه الشعب. وصرح النائب عمر الطبطبائي أن الكويت فقدت عملاقًا من
عمالقتها، سكن في وجدان وحياة كل كويتي وخليجي وعربي.
وأضاف أن الفنان العملاق عبد الحسين عبد الرضا وضع
بصمته في كل بيت، ورسم الضحكة والفن الأصيل في وجداننا.
####
عبدالحسين عبدالرضا.. الممثل الذي لم يمثل علينا!
سعدية مفرح
الفنان.. الفنان، ولا صفة بعدها أو قبلها يمكنها أن
تصف فنانا بحجم وقيمة عبدالحسين عبدالرضا.. بدأ فنانا وانتهى كذلك،
وما بين البداية والنهاية مسيرة زاخرة بالإبداع الذي لا ينتهي
بانتهاء الحياة، ولا يفنى بفناء الجسد، ولكنه يبقى ليبرهن على أن
الفن خلود في الحياة وما بعدها.
الفنان.. الفنان، الممثل الذي أضفى على التمثيل
قيمة أخلاقية رفيعة، عندما ظهر في زمن كان ينظر فيه كثيرون إلى فن
التمثيل تحديدا تلك النظرة الملتبسة ما بين التسلية والدونية
والتهريج. فأتى هذا العبقري ليعيد تشكيل المعنى ويسمو به ليكون
معادلا موضوعيا للبهجة والوعي والسلوى، ويحلق بأجنحته الكثيرة
انتصارا للخير والجمال في أزمنة الشر والقبح والموت المجاني.
الفنان.. الفنان، غابة الفرح التي ظللت الكويتيين
تحت عروشها الخضراء طوال نصف قرن من الفن، الذي ساوى بين الغني
والفقير، والمواطن والوافد، والصغير والكبير، بنظرته التي ساوت بين
الطوائف والأطياف وتسامت فوقها، ثم حفرت في عمق الكويت تاريخا
اجتماعيا تشظى وتوزع على ما قدمه من شخصيات مختلفة عاشتها الكويت
طوال قرن كامل من التحولات!
الفنان.. الفنان، الإنسان الذي لم تزُل إنسانيته عن
موضعها من الحياة أبدا، حتى وهي تسير على «درب الزلق»، في التمثيل،
إذ عبّر في لقاءاته التلفزيونية والإذاعية والصحافية الكثيرة عن
آرائه الشجاعة والجريئة تجاه كل القضايا التي تعتمل في الداخل
الكويتي بكل تناقضاته الطافية على السطح، أو تلك المختبئة في
القاع. ولم يكن يخشى لومة لائم، فهو الذي واجه الكبار بأحلام
الصغار، منحازا إلى طبقته المتصاعدة عبر خطوط «الأقدار».
الفنان.. الفنان، الابتسامة التي اتسعت لتضم بين
جنباتها حتى الأحزان، لأنه عرف مبكرا أن الفرح منتهى اللذة كما
تصورها لنا كل النظريات المعرفية والأيديولوجيات التي غاصت بحثا عن
سر الإنسان في الوجود وما بعده.
الفنان.. الفنان، الممثل الذي لم يكن يمثل علينا
ولا يمثل لنا، بل كان يمثلنا في كل دور تلبّس به واشتبك معه. كان
يتحدث بلسان «بني صامت»، معبرا عن الضمير الجمعي لمن لا صوت له في
واقع الصوت العالي والضمير الأخرس، منحازا لـ«عتاوية الفريج» في
لعبة الديموقراطية الوليدة، المتفرجين على «هامان وفرعون» في
حروبهما المترفة، بتعالي الذين يعتقدون أنهم فوق كل شيء، لأنهم لا
يملكون شيئا!
الفنان.. الفنان، الساخر الذي نزع من الكوميديا صفة
التهريج فانتقل بها إلى مرحلة السخرية الناقدة ليجعلها قيمة
الإنسان عندما تكون ضحكته كالبكا، وابتسامته هي الصدقة التي يداوي
بها جراح الزمن وأهله، ولا يبخل عليهم بـ«درس خصوصي» عن أسرار
العيش الرغيد التي ربما لا يعرفها «فرسان المناخ»!
الفنان.. الفنان، العبقري الذي صهر في بوتقة موهبته
التمثيلية المتفردة كل القيم الإنسانية والأخلاقية والفنية كي تسري
فيها روح واحدة لا تحيد حتى لو كانت «ضحية بيت العز»، فالعز
الحقيقي هو الإنسان.
الفنان.. الفنان، المغني الذي غنى أحلامنا الصغيرة
وحلق بها على «بساط الفقر»، حيث لا يملك الفقراء المنتظرين على
هامش البلاد الثرية سوى أحلامهم المحلقة. والصوت الرخيم الذي جلجل
بالحب والرومانسية كما يعيشها البسطاء قبل غيرهم في سلسلة
الأوبريتات التي أرخ فيها حيوات كثيرين عاشوا من دون أن يشعروا بها
كما رسمها لهم عبدالحسين عبدالرضا على الشاشة! وهو الأغنية الطافحة
بالبهجة والعفوية في جلساته المسربة وتسجيلاته القاهرية الأنيقة،
حيث يطغى صوته على دندنة العود برهافة الشجن وكبرياء الحزن.
الفنان.. الفنان، المؤرخ، ولا أظن أن مؤرخا كتب
تاريخ الكويت بمثل الدقة التي سجل فيها عبدالحسين عبدالرضا هذا
التاريخ في كل أعماله، إذ تسلّل كلاعب خفة ماهر إلى مكامن المسكوت
عنه في التاريخ الحديث ليبلوره لنا في مشاهد تمثيلية لم تكن لتجرؤ
على تعريفنا بها المناهج المدرسية ولا كتب المؤرخين المرتبكين.
الفنان.. الفنان، الداعية.. نعم، هو كذلك ولا ريب!
داعيتنا إلى الخير والفرح والجمال. إلى الصلاة
والصدق والمحبة، إلى الله الذي خلقنا بشرا سويا، وخلق لنا الفرح
سلوى، وجعل من الابتسامة في وجوه الآخرين صدقة تدخلنا إلى جنان
البهجة.
الفنان.. الفنان، الموجوع الكبير الذي تحايل على
أوجاعه كثيرا، وحاول خداع قلبه المرهق طويلا.. لكن القلب الكبير
كشف أسرار الخدعة وفك لغز الحيلة على حافة الثمانين حولا، فقرر
التوقف لعل الجسد يرتاح أخيرا من طموحات فنان بحجم وطن اسمه
عبدالحسين عبدالرضا.. رحمه الله.
####
الوطني للثقافة: رحيل الفنان عبدالرضا يترك فراغاً