·
الأمير: الوطن فقد برحيله أحد أعلامه الكبار في
مجال الفن المسرحي
·
ولي العهد أشاد بمناقب الفقيد ومسيرته الفنية
الحافلة بالعطاء
·
الغانم: الراحل كان نموذجاً يحتذى به عبر التفاني
والإخلاص والعمل الجاد
·
رئيس الوزراء بعث برقية تعزية إلى أسرة فقيد الكويت
شكراً عبدالحسين عبدالرضا... شكراً أيها العملاق.
في البداية نشكرك... ومع إسدال الستارة نشكرك.
ففي حياتك جمعت الناس حول خشبة المسرح أو شاشة
التلفاز، توزع عليهم بسماتك النبيلة... وحتى في رحيلك، جمعتهم حولك
على قلب واحد لا يحملون لك إلا تقديراً عظيماً وابتسامة بحجم
مسيرتك الحافلة كما يحملون لك أيادي ملوحة بالوداع وقلوباً تعتصر
حزناً.
رحيلك له نكهة مختلفة... فرحيل الكبار كبير مثلهم.
يستبد بالجميع الحزن لرحيلك، لكنك تأبى إلا أن تملأ
عليهم المشهد ضحكاً وابتساماً بمسيرتك الحافلة، كأنك تقول لهم «لا
وقت للحزن». فأنت الفيلسوف الساخر الذي ملأ الدنيا ضحكاً وشغل
الناس بهمومهم وقضاياهم، ممتزجة بنهر من البسمات، كأنك تعلم أننا
حين نبتسم في وداعك، لا نقلل من حجم المصاب، بل فقط نرد لك بعض
التحية ونعيد لك قليلاً من الشكر على ما قدمته لنا من فن وإبداع
ومتعة راقية امتدت على مدى أكثر من نصف قرن.
أنت يا «بوعدنان» زرعت عقوداً من الابتسامة في تربة
الكويت، فصرت أنت نفسُك جزءاً من تاريخها. وابتسامة لا تذبل
يوماً... من وجه الوطن.
فقدت الكويت مساء أول من أمس عميد الكوميديا ورائد
المسرح الفنان العملاق عبدالحسين عبدالرضا، الذي وافته المنية في
أحد مستشفيات لندن عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد أيام من دخوله
العناية الفائقة وخضوعه لعملية جراحية. وبرحيل الفنان الكبير، تفقد
الكويت قامة من قامات الفن الأصيل، ومنارة ظلت مضيئة لأعوام خلت،
لتدخل البهجة والسرور في قلوب الملايين من البشر.
وسيتم إرسال طائرة أميرية لتقل جثمان الفنان
الراحل، في طريق عودته إلى البلاد. ومن المتوقع أن يعانق جثمانه
ثرى الكويت الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين، وفقاً لإمكان الانتهاء
من الإجراءات المتعلقة بالوفاة في العاصمة البريطانية لندن، حيث
تحول عطلة نهاية الأسبوع هناك دون إتمام الإجراءات على وجه السرعة.
وأعرب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عن بالغ
حزنه وتأثره لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الفنان الكبير
عبدالحسين عبدالرضا محمد عوض، مشيراً سموه إلى أن الوطن قد فقد
برحيله أحد أعلامه الكبار في مجال الفن المسرحي، كما فقدت الساحة
الفنية المحلية أحد رواد ونجوم المسرح الكويتي والخليجي والعربي،
مستذكراً سموه الرسالة الفنية التي حملها هذا الفنان العملاق
ومسيرته الفنية الحافلة بالعطاء الفني والإبداع والتي تجاوزت
الأربعين عاماً وما قدمه خلالها من أعمال مسرحية وفنية متميزة
وهادفة تناولت الأعمال الدرامية والكوميدية كانت وستظل محل إعجاب
وتقدير الجميع وستبقى باقية ومدرسة لمن يسير على نهجه في حبه لوطنه
وتفاعله مع قضاياه. وقدّر سموه دور الفنان الكبير في النهوض
بالحركة والأعمال المسرحية وتطويرها في الكويت وانتشارها وتأثيرها
خارج حدود الوطن، مؤكداً سموه أن الوطن لن ينسى أبناءه الأوفياء
ممن أسهموا في عطائهم وبذلوا جهودهم في مختلف المجالات وكافة
الظروف لخدمة وظنهم ولرقيه ونهضته، مبتهلا سموه إلى المولى جل وعلا
أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته وأن
يلهم أسرته الكريمة وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء.
كما بعث سموه برقية تعزية إلى أسرة الفنان الراحل،
عبّر فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته لأسرة الفقيد،
مستذكراً سموه فيها مناقب الفقيد وإسهاماته البارزة لإثراء الحركة
الفنية في الوطن العزيز عبر تقديمه للعدد الكبير من الأعمال الفنية
والمسرحية رفيعة المستوى التي اتسمت بالروح الوطنية العالية والتي
كانت دوماً محل إعجاب وتقدير الجميع على الصعيد المحلي والخليجي
والعربي، سائلاً سموه الباري جل وعلا أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته
ومغفرته ويلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد برقية تعزية
إلى أسرة الفنان الراحل، ضمّنها سموه خالص تعازيه ومواساته لأسرة
الفقيد، مشيداً فيها سموه بمناقب الفقيد وبمسيرته الفنية الحافلة
بالعطاء، سائلا الباري جل وعلا أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته
ومغفرته ويلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
وعزّى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بوفاة فقيد
الكويت الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وقال في تعزيته: «بقلوب مؤمنة
بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى ننعى الفنان القدير والهامة
الفنية الكبيرة عبدالحسين عبدالرضا الذي وافته المنية إثر الأزمة
الصحية التي ألمت به في أحد مستشفيات لندن، ولقد قدم فقيد الكويت
مسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن حافلة بالأعمال الهادفة الرامية
إلى تحقيق الأهداف السامية في بناء المجتمع كما لم يتوان عن دعم
الشباب المثابر وتذليل العقبات التي تواجه مسيرته الفنية فقد كان
رحمه الله نموذجاً يحتذى به عبر التفاني والاخلاص والعمل الجاد.
وقد خسرت الساحة الفنية الكويتية والخليجية برحيله فناناً مبدعاً
ورمزاً كبيراً وأحد أعمدة الفن الذي ستظل أعماله علامة مضيئة في
مسيرة الفن الكويتي والخليجي، ونتقدم بخالص التعازي وأحر المواساة
الى اسرة الفقيد والاسرة الفنية الكويتية والخليجية التي فقدت
برحيله فنانا متميزا معطاء في فنون المسرح والدراما التلفزيونية
داعين المولى تعالى ان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله ومحبيه
الصبر والسلوان».
وفي السياق نفسه، بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ
جابر المبارك برقية تعزية إلى أسرة الفقيد.
كما نعى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير
الإعلام بالوكالة ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح الفنان الكويتي الكبير
عبدالحسين عبدالرضا.
وقال العبدالله: «إن الساحة الفنية الكويتية فقدت
برحيل الفنان الكويتي العملاق (بو عدنان) قامة فنية وقطباً من
أقطاب نجوم المسرح الكويتي».
وأضاف «أن المغفور له بإذن الله استطاع أن يخلد
اسمه بين الكثير من الفنانين المشاهير على الساحة العربية
والخليجية، لاسيما شخصية (حسين) في المسلسل الكوميدي الكويتي
الخالد (درب الزلق) الذي يعد من أشهر وأبرز المسلسلات الخليجية على
الإطلاق بمزاملة رفيق دربه الفنان الكويتي سعد الفرج».
وتطرق إلى إسهامات الفنان الراحل في تأسيس فرقتي
المسرح الوطني والمسرح العربي، فضلاً عن تجاربه الرائدة في التأليف
المسرحي والتلفزيوني والتلحين الموسيقي والغناء.
وأضاف أن أعمال فنان الكويت الذي اشتهر بشخصية
(بوعليوي) تناولت على مدى سنوات جملة من الأحداث السياسية
والاقتصادية والاجتماعية بأسلوب كوميدي نقدي سجل للراحل الكبير
رسالة فنية هادفة.
وأوضح أن الفنان عبدالحسين عبدالرضا حمل من خلال
أعماله هموم الشارع العربي والخليجي بشكل خاص في ازمنة مختلفة، إذ
تمكن الفنان الراحل من ملامسة قلوب الجمهور عبر بساطة الطرح وعفوية
الأداء، ما أكسبه شهرة واسعة على المستويين الخليجي والعربي.
ولفت إلى أن الفنان الراحل من رواد الفن في منطقة
الخليج العربي وأحد قلائل الفنانين الذين واصلوا العطاء في الخليج
حتى سن متقدمة، مشيراً إلى دوره في تأسيس الحركة الفنية الخليجية
إلى جانب مجموعة من الفنانين أمثال الراحلين خالد النفيسي وعلي
المفيدي وغانم الصالح وغيرهم.
وأضاف العبدالله أن الفنان الراحل استطاع بفنه
وموهبته وعطائه أن يسجل حضوره الدائم في قلوب الجماهير في كل
الأعمال الكوميدية المسرحية والتلفزيونية والإذاعية التي شارك فيها
منذ العام 1961، مختتماً بقوله: «الساحة الفنية الكويتية والخليجية
والعربية فقدت واحداً من رموزها الكبار ممن أشاع البهجة والسرور في
قلوب جمهور المسرح والدراما».
وتقدم بخالص التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة
الفقيد والأسرة الفنية الكويتية، داعياً المولى تعالى أن يسكنه
فسيح جناته ويلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الأمة عيسى الكندري:
«خالص العزاء للكويت في وفاة عملاق الفن الكويتي والخليجي الفنان
عبدالحسين عبدالرضا، فقد أوصى قبل وفاته بالولاء والوفاء للديره
وحكامها رحمه الله».
وقال النائب رياض العدساني «بقدر ما أسعدنا خلال
مشواره الفني بقدر ما أحزننا خبر وفاة الفنان الكبير بوعدنان،
اللهم ارحمه واسكنه الجنة».
وقال النائب عمر الطبطبائي: «إنا لله وإنا إليه
راجعون، فقدت الكويت عملاقاً من عمالقتها الذي سكن بوجدان وحياة كل
كويتي وخليجي وعربي الفنان العملاق عبدالحسين عبدالرضا، هذا الفنان
الذي وضع بصمته في كل بيت، رسم الضحكه والفن الأصيل في وجداننا،
(فدرب الزلق وباي باي لندن) وغيرهما الكثير شاهد على أعماله
الرائعة، نعزي أنفسنا ونعزي أهل الفقيد ونعزي الكويت على فقدانها
أحد أبنائها وعظم الله أجركم».
بدوره، قال النائب فيصل الكندري: «نعزي القيادة
السياسية والشعب الكويتي بوفاة فارس الفن الكويتي
عبدالحسين
عبدالرضا. إنا لله وإنا إليه راجعون».
وعزى النائب عبدالوهاب البابطين «الكويت وأنفسنا
بوفاة رمز الفن الكويتي والخليجي الكبير عبدالحسين عبدالرضا.
اللهم تغمده بواسع رحمتك. إنا لله وإنا إليه راجعون».
وقال النائب ثامر السويط: «لا يكون الرمز رمزاً في
مجاله إلا إذا كان محباً لوطنه ولشعبه وهكذا كان بو عدنان رحمه
الله ولذلك أحبه الشعب».
وقال النائب محمد الدلال «اللهم ارحم عبدك ابن
الكويت الرجل الذي أضاف الابتسامة للجميع بواسع رحمتك». وقال
النائب يوسف الفضالة «رحم الله الهرم ورائد الفن الكويتي عبدالحسين
عبدالرضا ونعزي أنفسنا والكويت قبل أهله وذويه... كم من القلوب
أسعدت يا بوعدنان رحمك الله، رحل
عبدالحسين
عبدالرضا وترك لنا تاريخاً وإرثاً فنياً جميلاً من الزمن الجميل...
بوعدنان لامس قلوب الجميع وفقده الفن العربي والخليجي».
بدورها، قالت النائب صفاء الهاشم: «إنا لله وإنا
إليه راجعون. اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من
أهله، وثبته عند السؤال. في أمان الكريم يابن عاقول».
وقال النائب صالح عاشور: «رحم الله الفنان العملاق
عبدالحسين عبدالرضا، كان قامة فنية وبفقده خسرت الكويت فناناً
عملاقاً واسطورة رحمة الله عليه». وقال النائب ناصر الدوسري: «رحم
الله الفنان الكبير
عبدالحسين عبدالرضا
الذي عُرف عنه حبه وحرصه على وطنه، والذي لطالما رسم الابتسامة على
وجوهنا». كما قال النائب خالد العتيبي «غاب أحد أركان الفن الأصيل
في الكويت والخليج العربي وستبقى أعماله في الذاكرة شاهداً على زمن
جميل لم ولن يتكرر».
وقال النائب عودة الرويعي: «رحم الله ابن الكويت
بوعدنان عبدالحسين عبدالرضا، وعسى الله أن يتقبله بواسع رحمته وفسيح جناته
ويغفر له ويتجاوز عنه وعظم الله اجر ذويه ومحبيه. الكويت منك وأنت
منها. وإن رحلت، ستبقى في وجداننا وقلوبنا وذاكرتنا، جيلاً بعد
جيل. رحمك الله بوعدنان. لم تبكينا قط إلا في وفاتك. أسعدتنا وها
نحن نبكي فراقك. الكويت كلها تترحم عليك، رحمك الله».
من جانبه، قال النائب سعود الشويعر «رحم الله
الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، فهو قامة فنية كبيرة وبفقده
خسرت الكويت فناناً عملاقاً وأسطورة طالما اسعدتنا وسطرت لحقبة
تاريخية هامة، رحمة الله عليه». وقال النائب وليد الطبطبائي
«تعازينا الحارة لاسرة الفقيد الذي طالما نشر الابتسامة من خلال
اعماله التي يتذكرها كل أهل الكويت».
وقال النائب خليل الصالح «رحم الله عملاق الفن
العربي، عبد الحسين عبدالرضا الذي ترجل من هذه الحياة وله على كل
ابتسامة كويتية صافية فينا جميل. رحل وبقى حياً في قلب الكويت،
وميراث فنه الراقي محفوراً في ذاكرة التاريخ تتوارثه الأجيال جيلاً
بعد جيل».
وقال وزير المالية أنس الصالح: «وداعاً للفن
الجميل.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته». وأيضاً، قال وزير العدل
فالح العزب «فقدنا
رمزاً وطنياً له بصمة في حياتنا بجميع أجيالنا. الله يرحمه برحمته
الواسعة».
من جانبها، نعت الفنانة القديرة حياة الفهد الفنان
عبدالحسين عبدالرضا، قائلة: «وداعاً يا من علمتنا معنى الابتسامة،
وداعاً يا أخي وداعاً، وإلى جنات الخلد، يا من زرعت البسمة على
وجوه الملايين، إن الكويت خاصة والخليج بأسرة يذرف الدموع بوداعك.
إنها مشيئة الله، أنتم السابقون ونحن اللاحقون، وإنا لله وإنا إليه
راجعون».
وقال وكيل وزارة الإعلام طارق المزرم: «فقدت الكويت
أحد مؤسسي الإعلام الكويتي... وصانع التاريخ الفني والمسرحي على
مدى سنوات، فقد رحل بوعدنان الذي قدم أعمالاً سوف تبقى خالدة
ومحفورة في ذاكرتنا إلى الأبد».
أما الفنان محمد المنصور، فقال: «تبقى ذكراه في
القلوب وسيخلده التاريخ على مر الزمان... رحل بوعدنان للقاء ربه،
وكلنا ماضون في هذا الدرب».
من ناحيته، لم يُخفِ الشيخ دعيج الخليفة حزنه
العميق بقوله:«الله يرحمك يا عملاق الفن والأب الروحي للحركة
المسرحية في الكويت، ستبقى فنانا كبيرا حتى وإن غادرت دنيانا».
وقال الفنان طارق العلي:«هذا الخبر كسر قلوبنا...
فهو الأب الروحي بالنسبة إلينا، ولا شك أن رحيله انتكاسة لنا، نسأل
الله سبحانه وتعالى أن يتغمده في فسيح جناته، ويغفر له»،
مضيفاً:«هو معلمي الحنون وصاحب النكتة الحلوة والابتسامة البشوشة
والقلب الطيب، فمهما تحدثنا عنه لن نوفيه حقه، وسنظل على العهد
باقين... والمسرح الكويتي سيظل منارة بفضل أبنائه». واختتم العلي
قائلاً:«الله يرحمك يا بوعدنان ويصبر أهلك ومحبينك»، منوهاً إلى
بعض الأعمال التي تشارك في بطولتها مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا،
ومنها مسلسل«سوق المقاصيص»ومسرحية«سيف العرب».
في السياق ذاته، قالت المطربة نوال:«إنا لله وإنا
إليه راجعون... فقدنا وفقدت الكويت الفنان عبدالحسين عبدالرضا،
لكنه سيبقى في قلوبنا، الله يرحمه ويغفر له ومثواه الجنة إن شاء
الله».
بدوره، قال وكيل التلفزيون في وزارة الإعلام مجيد
الجزاف:«ننعي اليوم واحداً من رجالات الكويت المخلصين وأبنائها
المتميزين وفناناً من الفنانين الذين ذاع صيتهم ليس في دولة الكويت
فحسب وإنما في منطقة الخليج والعالم العربي. كما ان الفقيد من رواد
فن التمثيل في منطقة الخليج العربي، حيث قدم أعمالا كثيرة وهي التي
تميزت بالابداع والتفرد الفني فضلا عن دوره الفني الرائع في هذه
الاعمال، كما يعد علامة من علامات التميز الكويتي ونجماً في سماء
الفن الخليجي والعربي، ومنارة يقصدها كل سائر على طريق الإبداع».
في السياق نفسه، قال وكيل قطاع الخدمات الإعلامية
والإعلام الجديد بوزارة الإعلام يوسف مصطفى:«فقدنا رمزاً وطنياً
سيبقى حاضراً ماثلاً في أفئدتنا وسنظل نحكي لأحفادنا قصة هذا
العملاق الكبير الذي أضحك الكويتيين والعرب على مدى ستين عاماً»،
مكملاً:«إن الأساطير لا تُعوض ويكفينا فخراً أن بوعدنان هو ابن
الكويت، والكويت هي منبع الفن والفنانين، ونعتز بأن أرشيف تلفزيون
دولة الكويت تضيئه أعمال الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، ولن
تنساه الأجيال وفقده خسارة لا تعوض ونتمنى أن يتم إنتاج فيلم
وثائقي عالمي يؤرخ لمسيرة هذا الإنسان الكبير وعمل نصب تذكاري في
أشهر مواقع الكويت».
بدورها، قالت الفنانة زهرة الخرجي:«إنا لله وإنا
إليه راجعون... والله يتجاوز عنه ويغفر له، عظم الله أجر أهله
وجمهوره وزملائي الفنانين بوفاة المرحوم، والحمد لله على كل حال،
ورحيل بو عدنان أثر بي كثيراً ولا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك».
الفنانة هيفاء عادل قالت:«ه على فراق الأحبة وعلى
فراقك يا بوعدنان، يا أغلى الناس إن فراقك صعب ومؤلم، ودموعي عليك
تجري منذ ليلة وفاتك وحتى صبيحة اليوم التالي، في أمان الله يا
عبدالحسين».
من جانبها، قالت الفنانة سماح:«بداياتي معه، خصوصاً
في مسلسل قاصد خير، فقد عرفناه ونحن كنا صغاراً ووقفنا معه، رحمه
الله وغفر الله له، وشاركته في آخر أعماله الإذاعية وفي غالبيتها
أكون مشاركة معه، كان يضيف جواً من المرح في الاستوديو، وكان
يوجهنا دائماً، ومن دون مجاملة أو مبالغة، فإنه دأب على احتواء
الجميع، فلا فرق عنده بين فنان مبتدئ أو فنان كبير، فهو يتعامل
معنا بروح الأب، الله يرحمه وعظم الله أجر أهله، ورحمك الله يا
والدنا».
من زاويته، قال الفنان مطرف المطرف:«لا أستطيع
التحدث، فأنا تحسفت لأنني لم أكلمه ولم أتمكن من الذهاب إليه (ما
مداني)، وآخر تعاون جمعني به كان قبل بضع شهور في مقدمة مسلسل
إذاعي، وكنت أنتظر اتصالاً يقولون لي إنه أفاق كي أكلمه أو حتى
أتعنى وأزوره لكن صار عكس الذي تمنيته... وكلها إرادة رب
العالمين». واستذكر المطرف مآثر«بوعدنان»، قائلاً:«قبل أن يذهب إلى
لندن كان يقول وين مطرف! ليش ما يمرني... وكنت للأسف خارج الكويت،
وهذا الشيء أثر بي وآلمني جداً، فلكم تمنيت أن أراه وأتحدث معه قبل
وفاته».
بينما قالت المطربة فطومة:«بكل حزن وأسى تلقينا نبأ
رحيله، الله يلهم أهله الصبر والسلوان، ويثبته عند السؤال».
كما عبّرت الفنانة ميس قمر عن أسفها لرحيل الفنان
الكبير عبدالحسين عبدالرضا، قائلة:«رحل الغالي... الله يرحمه ويغفر
له، قلبي انكسر بفقده، لأنه هو من جعلني أواجه الجمهور الكويتي،
فقد كنت على تواصل مستمر معه ومع أسرته الكريمة، هناك جزء غالٍ
جداً رحل عن حياتي، الله يصبرنا ويرحمه، ويكون مثواه الجنة
ونعيمها، فلا اعتراض على حكم ربنا، وهذه الدنيا دار فناء، والموت
حق«.
وقال المخرج نعمان حسين: «هو أول رجل جعلنا نبكي
عليه معاً، لقد رحل القلب الطيب، الذي تعاونت معه في أحد أعماله
السابقة، فأنا كنت أذهب إلى التصوير باكراً لكي ألتقي به على مائدة
الإفطار، فلا زلت أتذكر تلك الابتسامة التي تعلو محياه دائماً، فإن
الضحك الذي حدث خلف الكواليس أكثر من حجم الكوميديا في العمل
نفسه... لن أنساه وأعتبر نفسي محظوظ كوني عملت معه، رحمة الله عليه».
الفنان صادق بهبهاني: «مات الفن الكويتي... مات
الحبيب ولست أعرف كيف أتحدث، حيث تبناني في عملين أحدهما في
الإذاعة والآخر في المسرح، كما تعلمت من الراحل الكثير في الحياة
وفي الفن، توفي بوعدنان وماتت الضحكة».
على خط مواز، قال الفنان محمد الرمضان: «يتعثر
لساني عن التعبير والكلام، العبرة تخنقني، والدمع يحرق قلبي، ليت
الكلام يوفي في حقه، لذلك فإنني أكتفي بالصمت والحداد، وإنا لله
وإنا إليه راجعون».
على المستوى الخليجي، استذكر عدد من الفنانين مآثر
ومناقب الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، وكانت البداية مع
الفنانة فخرية خميس، التي استهلت حديثها بالقول: «رحل بوعدنان
تاركاً ذكراه معنا... الله يرحمه ويصبر أهله ومحبيه ونحن معهم،
وإنا لله وإنا إليه راجعون».
كما نعى الفنان غانم السليطي رفيق دربه الفنان
عبدالحسين عبدالرضا، قائلاً: «رحل بو عدنان، وعظم الله أجرك يا
كويت عظم الله اجرك يا خليج... رحل الفارس وأيقونة المسرح في
خليجنا، لكن ستبقى صدى ابتساماته وسخرياته البانية وفنه الساكن في
ذاكرة الحركة المسرحية في خليجنا... أساساً قوياً لبقاء فن المسرح
رحل عاشق الناس والساكن في وجدانهم رحل المميز... رحل من أسس اول
مصنع للاضحاك في الخليج».
أما الفنان عبدالعزيز جاسم، فقال: «نعزي أنفسنا
ونعزي إخواننا وأهلنا في دولة الكويت الشقيقة بفقدان صاحب الفن
الأصيل في الخليج والعالم العربي الفنان عبدالحسين عبدالرضا، كما
نعزي أهل وذوي الفنان الذي انتقل الى رحمة الله تعالى بعد أكثر من
ستين سنة أتحفنا خلالها بفنه الأصيل بعيد عن الاسفاف والتهريج
والتجريح».الفنانة الإماراتية أحلام، قالت: «اللهم برحمتك وغفرانك
اغفر للأب والأخ والأستاذ والمعلم الفنان القدير عبدالحسين
عبدالرضا، واجعل هذه الأيام خير أيامه وأبدله داراً في الجنة فإننا
نحبه فيك».
أما الفنان عبدالمجيد عبدالله فقال: «رحمك الله
يابوعدنان رحلت ولا رحلت»، في حين قال راشد الماجد: «رحم الله
الفنان عبدالحسين عبدالرضا سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع
رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون».
وقال الفنان أحمد الجسمي: «الله يرحمه ويغفر له،
وكما أسعدنا هذا الرجل في حياته نسأل الله أن يريحه في قبره ويسعده
في الجنة، وتصبرنا وأهل الكويت والخليج، ومن خلاله عرفنا المسرح
والكوميديا والفنون على أصولها، وهذا الرجل الذي ودع الحياة، سيبقى
في قلوبنا، وذاكرتنا».
وقال الفنان صلاح الملا: «رحمة الله عليه ومثواه
الجنة، ومن خلف ما مات... والراحل خلّف دستوراً وقانوناً ومسيرة
فنية وخارطة طريق، وبوعدنان نبع جارٍ تنهل منه الأجيال القادمة».
من جهته، قال ناشر صحيفة إيلاف الإلكترونية عثمان
العمير: «عبدالحسين لقد ماتت معك، أعظم ما أنتجته البشرية الخليجية».
فعاليات كويتية تستنكر إساءة الربيعي للفقيد
استنكرت فعاليات كويتية، عبر بيان لها، الإساءة
التي وجهها علي الربيعي عبر الفضاء الإلكتروني بحق الفنان الفقيد.
وجاء في البيان:
بِسْم الله الرحمن الرحيم
نحن الموقعون على هذا البيان بصفتنا كويتيون محبون
لهذه الأرض والتي نهلنا من تراثها وتاريخها قيم الوفاء والتآخي
والتسامح والوحدة الوطنية، وعشقنا فيها رموز ريادتها الثقافية
والفكرية والفنية وكان آخرهم المرحوم بإذن الله تعالى الأستاذ
(عبدالحسين عبدالرضا) الرمز المتألق فنياً وتنويرياً والشامخ في
عطائه وقيمه ووطنيته وإبداعاته، والذي أدخل الفرح في قلوب الأجيال
ورسم الابتسامة على وجوه الجميع، لا في الكويت فحسب، بل في الوطن
العربي كله، وهو الفارس التي ترجل عن صهوة عطائه وإبداعه واختاره
الله إلى جواره بالأمس بعد أن أسس للفن الكويتي والعربي وأصبح
علامة فارقة بالتاريخ الفني الكويتي خصوصا والعربي عموما.
لقد ساءنا وآلمنا ما صدر من المدعو (علي الربيعي)
عبر فضاء التواصل الاجتماعي من ألفاظ نابية بحق المرحوم فقيد
الكويت عبدالحسين عبدالرضا ودس فيها سمومه الطائفية ورؤاه المتخلفة
التي بلغت رفضه حتى الترحم عليه عند الله، وعليه فإننا ندين
ونستنكر بشدة ذلك السم الزعاف الذي تلفظ به المدعو (علي الربيعي)
والذي أساء بغلظة وتوحش لحرمة الأموات، وضرب في مقتل قيم الترابط
واللحمة الوطنية والتراحم التي قامت عليها كويت الوفاء وأساء إلى
المعاني النفيسة التي تمثلت في شخص ومسيرة الفنان المؤسس عبدالحسين
عبد الرضا وعطائه طوال حياته الزاخرة بمعاني الخير والحب والجمال،
وصادم المدعو (علي الربيعي) مشاعر الحزن النبيل الذي التحفت به
الكويت والخليج ولف محبيه وعشاقه في كل مكان.
في هذا الفيض من بحر الوفاء الذي تبحر فيه سفينة
وداعه فإننا نطالب السلطات الكويتية ووزارة الخارجية وسفيرنا في
المملكة العربية السعودية بتحرك قانوني جاد وسريع ضد هذا الشخص
المسيء لفناننا المؤسس الراحل، وأساء لقيم الوفاء التي قام عليها
هذا الوطن الجميل، ونطالب جمعية الفنانين الكويتية وجمعيات النفع
العام ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني والجسم الثقافي الكويتي،
بمشاركتنا إدانة هذا السلوك والتحرك ضد مصدره بالوسائل والطرق
القانونية المتحضرة.
نسأل الله سبحانه أن يتغمد فقيدنا برحمته ويسكنه
فسيح جناته ويلهم أهله وذويه والكويت بأسرها الصبر والسلوان، وإنا
لله وإنا إليه راجعون.
# # # #
الموقعون:
عماد السيف/ أحمد الصراف/ يوسف الجاسم/ عبدالوهاب
الهارون/ محمد السنعوسي / د.بدر العيسى / نايف عبدالله الركيبي
/عبدالمجيد القطان/ د. سليمان العسكري مسعود حيات/ شملان العيسى /
د. رولا دشتي جعفر بهبهاني/ أحمد عبدالعزيزالمطوع/ عادل سامي
السلطان/ سرور السامرائي/ أنور الياسين/ هشام عيسى السلطان / محمد
معرفي/ د. محمد الرميحي/ إقبال الأحمد/ موسى معرفي/ حسين
عبدالرحمن/ علي حسين عبدالرحمن/ د.محمد حسين اليوسفي / ماجده
المتروك/ بدر بهبهاني/ هاشم بهبهاني/ عبدالمحسن الفرحان/ المحامي
علي البغلي/ د. بشار البغلي / عامر ذياب التميمي / أنور كرم/ لمى
العثمان/ حسين الصباغة / عبدالعزيز العريض/ أنور دشتي/ عادل حسين
العيسى / د. ابراهيم دشتي/ فاضل الحذران/ جنان بوشهري زينب
الزيادي/ حسن كرم/ شاكر العبدالجليل/ عبدالعزيز اليحيى/ إيمان
حيات/ فاضل الصايغ/ فهد المنيع/ خالد السالم/ حنان جاولي/ هناء
جوهر حيات/ حبيب حسين علي/ عبدالمحسن مظفر/ أنور دشتي/ هدى أحمد
الصالح/ أنور دشتي / مروان أحمد السلامة
عبدالحسين عبدالرضا في سطور
ولد الفنان عبدالحسين عبدالرضا في دروازة عبد
الرزاق بفريج العوازم في منطقة شرق العام 1939 لأب يعمل بحاراً،
وهو السابع من بين أخوته الأربعة عشر، وتلقى تعليمه في الكويت حتى
مرحلة الثانوية العامة في مدرستي المباركية والأحمدية.
وعمل في وزارة الإرشاد والأنباء في قسم الطبع، ثم
سافر في بعثة إلى مصر على نفقة الوزارة العام 1956 لتعلم فنون
الطباعة، وفي العام 1961 سافر في بعثة إلى ألمانيا، لاستكمال
الدراسة في فنون الطباعة.
وتدرج في الوظائف الحكومية حتى وصل إلى منصب مراقب
عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام العام 1959 إلى أن تقاعد في 30
سبتمبر 1979.
تعرض الفنان عبد الحسين عبد الرضا لأزمات صحية عدة،
منها أزمة قلبية في العام 2003 أثناء تصويره لمسلسل «الحيالة»، نقل
على إثرها إلى المستشفى، وتبين إصابته بانسداد في الشرايين، وسافر
بعدها إلى لندن لإجراء جراحة عاجلة وعاد بعد شفائه لإكمال تصوير
المسلسل.
كما تعرض لأزمة حادة في العام 2005 إثر إصابته
بجلطة في المخ أدخل على إثرها العناية المركزة بمستشفى مبارك
الكبير ونقل بعدها للعلاج في ألمانيا.
وبعد الانتهاء من مسلسل «العافور»، أجرى عمليتي
قسطرة للقلب في لندن العام 2015، وفي 9 أغسطس الجاري، تم نقله إلى
المستشفى حيث قد تعرض لوعكة صحية شديدة في العاصمة البريطانية
لندن، وقد دخل العناية المركزة.
يعتبر الفنان عبدالحسين عبدالرضا من مؤسسي الحركة
الفنية في الخليج مع مجموعة من الفنانين منهم خالد النفيسي وعلي
المفيدي وسعد الفرج وإبراهيم الصلال وغانم الصالح وغيرهم.
تزوج أربع مرات في حياته ولديه ثلاث بنات وولدان
أكبرهم عدنان وأصغرهم بشار الذي يعمل في المجال الفني أيضاً، كما
أن ابنته منال فنانة تشكيلية.
كانت بداياته الفنية في أوائل ستينات القرن الماضي،
وتحديداً في العام 1961 عندما شارك في مسرحية «صقر قريش» بالفصحى
حيث كان بديلاً للممثل عدنان حسين وأثبت نجاحه لتتوالى بعدها
الأعمال من مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات معها الإنجازات.
قدم عبدالرضا العديد من المسلسلات التي قارب عددها
30 مسلسلاً وبعضها كان الأشهر خليجيا على الإطلاق، ومنها»درب
الزلق«مع سعد الفرج وخالد النفيسي وعبد العزيز النمش وعلي المفيدي
وأيضاً مسلسل «الأقدار» الذي كتبه بنفسه.
كما كانت تجربته المسرحية غنية حيث قدم نحو 33
مسرحية كان أشهرها «باي باي لندن» و«بني صامت» و«عزوبي السالمية»
و«على هامان يا فرعون» وغيرها. كما كتب بعض أعماله المسرحية
والتلفزيونية بنفسه ومنها «سيف العرب» و«فرسان المناخ» و«30 يوم
حب» و«قاصد خير».
خاض عبدالرضا أيضاً مجال التلحين والغناء والتأليف
المسرحي والتلفزيوني وأصبح منتجاً، حيث اشتهر بالشخصية الساخرة
المرحة التي تنتقد وتسخر من الأوضاع العربية بقالب كوميدي وهو أحد
مؤسسي فرقة المسرح العربي العام 1961 وفرقة المسرح الوطني العام
1976 ومسرح الفنون العام 1979 وشركة مركز الفنون للإنتاج الفني
والتوزيع العام 1989.
اشتهر بجمال صوته وهو ما ميزه عن بقية الفنانين في
جيله ما جعله يخوض تجربة الأوبريتات التي شارك في ثمان منها وكان
أول فنان يخوض تجربة الأوبريتات التمثيلية الغنائية التي لاقت
نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى أنه قام بالغناء ضمن أعماله
التلفزيونية والمسرحية عندما كان العمل يستدعي ذلك.
ومن الأغاني الشهيرة التي قدمها أغنية بمناسبة
زيارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الى الكويت بعد التحرير
بعنوان»مستر بوش«شاركه فيها الفنانان داوود حسين وحياة الفهد.
قدم عبدالرضا العديد من الثنائيات في الإذاعة
والتلفزيون، لعل أشهرها مع الفنان سعد الفرج والفنان خالد النفيسي
والفنان عبد العزيز النمش والفنانة سعاد عبد الله في عدد من
الأوبريتات.
ثنائيات
قدم الراحل العديد من الثنائيات في الإذاعة
والتلفزيون، لعل أشهرها مع الفنان سعد الفرج، واتضح ذلك في مسلسل
«درب الزلق» ومسلسل «الأقدار» وعدد من المسرحيات، وكذلك مع الفنان
خالد النفيسي في مسلسلات «محكمة الفريج»، و«ديوان السبيل»،
و«الحيالة»، علماً بأن بدايته مع الثنائيات كانت مع عبدالعزيز
النمش ومحمد جابر في مسلسلات مذكرات بوعليوي والصبر مفتاح الفرج،
ومن أشهر الثنائيات التي قدمها كانت مع الفنانة سعاد عبدالله في
عدد من الأوبريتات، منها بساط الفقر، وشهر العسل وغيرهما.
# # # #
رثاء لأسطورة الكويت
إيمان جوهر حيات
أمنيتي أشوف الكويت دولة عطاء، أرض مبروكة، الكل
سعيد فيها، والكل يحس بأمان وراحة بال.
كلمات بسيطة ذات معنى عميق، هذه كانت أمنية المواطن
الفنان صاحب القلب الكبير عبدالحسين عبدالرضا.
الذي رحل عنا بجسده فقط بعد 50 عاماً من العطاء
المتواصل من دون ملل أو كلل، هذا الأسطورة الذي أثرى الفن الكويتي
بالعديد من الأعمال الفنية القيمة، التي صداها لا يزال في قلوبنا
وذاكرتنا.
لقد عبّر بوعدنان بأدائه الرائع والمتميز عن
أفكارنا وتصوّراتنا وأحاسيسنا وانفعالاتنا بطريقة كوميدية مبدعة،
ظلت وستظل خالدة في عقولنا وقلوبنا.
كيف لا نحزن وقد رحل عنا من رسم الابتسامة على
وجوهنا، ومن عبّر عن حبه وإخلاصه لهذا الوطن باجتهاده وعمله الدؤوب
في صنع حضارة الوطن.
لقد عبّر هذا الفنان المبدع عن أحاسيسه، واستخدمها
لترجمة الصراعات والمشاعر السائدة في محيطنا الاجتماعي، لينقلها
لنا بطريقة مبسطة وواقعية، لعلنا من خلال ذلك الطرح والأداء
المتميز نتوصل إلى الحلول التي تصلح من شأننا، فالفن رسالة لها أثر
عميق في النفس، ولها مغزى للحياة، ولها دور كبير في تشكيل الثقافة
وبناء الحضارة، وهي وسيلة للتعبير عن الآراء والأفكار والمشاعر
والأحاسيس، وقد أحسن بوعدنان استغلال موهبته في تحريك مشاعرنا تجاه
أعماله الجميلة، والهادفة لإيقاظ المجتمع من الركود، والتحفيز على
تنمية الإبداع لدى الفرد، وتعزيز روح الوطنية، والترفيه.
هذا العملاق الراحل يستحق أن يخلد اسمه على أحد
معالمنا المهمة، تقديراً لجهوده وعطائه الذي لم يتوقف إلا بتوقف
أنفاسه.
أتمنى أن تتحقق أمنية أسطورتنا بوعدنان وأن تنبذ
الطائفية بجميع أشكالها، وترسخ المبادئ الوطنية التي عن طريقها
تصبح الكويت دولة سلام ومحبة وأمان، كما هو تمنى، وكما نحن أيضا
نتمنى.
سأظل أتذكر شخصية حسين في مسلسل درب الزلق بخفة دمه
وشقاوته.
ولن أنسى دور شارد بن جمعة في مسرحية باي باي لندن،
التي اغشتني من الضحك.
ولن أنسى دور بوخالد الشجاع في مسرحية سيف العرب.
لن أنساك يا من أضحكتنا على همومنا بروحك الجميلة
المتفائلة بالحياة.
أعزي نفسي وأعزي الكويت بفقيدها الغالي العملاق
عبدالحسين عبدالرضا، الذي سكن وما زال يسكن قلوبنا.
إيمان جوهر حيات
the0truth@
emanjhayat750@gmail.com
# # # #
مسرّة وطن
د. أنوار السعد
بدأت بعنوان «أبو عدنان.. مسيرة وطن»، ويبدو أن حتى
الكلمة رفضت أن تحفظ على جهازي، وفي ذاكرة تاريخنا سوى وهي مقرونة
بالفرح والبهجة والسرور، الذي أدخله هذا الإنسان في قلوبنا جميعاً،
فأبى العنوان إلا أن يكون «مسرّة وطن»!
أشعر وللمرة الأولى في حياتي أن الكلمات.. كل
الكلمات تقف في داخل صدري، وهي يعتريها الارتباك من أن تخرج على
الورق، وتعجز عن أن توفي هذا الإنسان حقه! كيف لا، وأنت لا تستطيع
أن تصف لأي شخص في هذا العالم مسيرة بناء هذا الوطن.. مسيرة الكويت
إلا واسم الفنان عبدالحسين عبدالرضا يسبقك في هذا الوصف! جرّب أن
تصف الكويت القديمة ببيوتها الطينية وأهلها الطيبين، وهم يواجهون
تلك التغيرات التي تسبب بها ظهور النفط، من تثمين للبيوت إلى توافد
الأجانب للعمل بها، إلى بداية سفر الكويتيين إلى الدول العربية
الأخرى، سواء للعلاج أو الدراسة، وقل لي كم من الوقت والبحث سيلزمك
لتصف كل هذه الحقائق التاريخية وصفاً دقيقاً ومطابقاً للواقع! ثم
جرب أن تعرض مسلسل «درب الزلق»، لتجد أن هذا المسلسل قد اختصر لك
كل تلك الحقبة الزمنية، وبروح كوميدية مرحة تشبه في دعابتها
أرواحنا!
ثم حاول أن تنتقل إلى الفترة التي تليها، والتي
اختلط فيها انتعاش الحياة بعد النفط في الكويت، والطفرة الاقتصادية
وما أحدثته من تغيرات اجتماعية واكبتها بدايات السفر إلى دول
أوروبا أو أميركا، بالجو العام الذي ساد الوطن العربي في تلك
الآونة من الهزائم العسكرية المتكررة، التي سببت خذلاناً عاماً لدى
معظم الشعوب العربية، ثم ببساطة اجعل «شارد بن جمعة» يختصرها لك في
حواره مع «نهاش فتى الجبل» بتلك الجملة الشهيرة «احنا إذا اشتهينا
نقاتل.. نقاتل بعضنا بعض»!
وحاول بعدها أن تتكلم عن القضية، التي هزت المجتمع
الكويتي في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، التي واكبت ارتفاع
أسعار النفط، وتدفق الأموال بشكل كبير في الكويت بشكل خاص، وفي
جميع دول الخليج بشكل عام، مما أدى إلى فائض مالي ضخم تمخض عنه
افتتاح مكتب لتداولات الأسهم في ما تمت تسميته بـ«سوق المناخ»،
واستقطاب هذه السوق لجميع شرائح المجتمع الكويتي، بما فيه من
مواطنين ومقيمين، وما تلاه من انكسار السوق والخسائر المالية التي
تلته، والتي قدرت بحوالي 26.7 مليار دينار كويتي، ثم اجعله يتحدث
بلسان كل تلك الشرائح في مسرحيته «فرسان المناخ».
ومن منا لا يغص بعبرة تخترق ضحكاته، وهو يتذكر كل
تلك الآلام التي تحملها وطننا الكويت أثناء فترة الغزو، حين يكرر
مشاهدة «سيف العرب»، التي ألفها وأبدع في تمثيل دور الكويتي الصامد
ودور الطاغية المحتل في الوقت نفسه، على الرغم من محاولة اغتياله
التي سعت إلى إيقافه عن نطق الحق!
رحمك الله يا أبا عدنان.. فلن نستطيع ما حيينا أن
نستعرض مسيرة هذا الوطن من دون أن نستذكر مسيرتك، وتلك المسرة التي
أدخلتها إلى قلوبنا جميعاً.
د. أنوار السعد
anwaralsaad@
# # # #
نزيف القلم
عبدالله علي القبندي
عبدالحسين عبدالرضا.. بأي كلمة أوصفك، بأي جملة
أبتدئ معك هل صف الكلمات لكتابة ملحمة تكفيك.. وأنت العلم.. علم
الفن العربي، ومن خلالك وتقديمك وكلماتك تعرفنا على أخطائنا
وتوجهنا إلى الصواب، تم تكريمك عدة مرات ولكن هل يكفي ذلك؟
الحمدلله كُرّمت في حياتك وأنت أهل لهذا التكريم
وأكثر.
تركت يا بوعدنان تركة غنية وحافلة من الرصيد الفني،
المعرفي، اﻹيجابي ليس ﻷسرتك فحسب، بل لكل من يستمع ويقرأ ويشاهد
أعمالك الصائبة النيرة، التي خطها المؤلف وأخرجها لنا المخرج، ولكل
منهما لك بصمات وترجمتها إلى واقع.
كنا نشاهد، نبتسم ونضحك ونتعلم..
فأنت نبراس الفن العربي، ولن تكفيك صفحات الصحف
للحديث عنك.
وأختصر بحروف أخطها، كما تشرفت بلقائك بمكتبك
الرئيسي ذات يوم عندما كانت رسالتي للتخرج عنك.. فإنني حزين اليوم
برثائك وأعزي نفسي وأهلك وأهل الفن قاطبة برحيلك، ونسأل الله أن
يسكنك أعالي الجنان، ويرضى عنك، إنا لله وإنا إليه راجعون.
عبدالله علي القبندي
abdullah_q76@hotmail.com
# # # #
سوالف الديرة
رحيل عملاق الفن وفقيد الأفئدة
أمين معرفي
فجعت الديرة الطيبة بنبأ رحيل أحد أبنائها البررة؛
عملاق الفن الكويتي والخليجي والعربي الفنان الكبير عبدالحسين
عبدالرضا إثر العارض الصحي في لندن. وانتقلت الأنباء بسرعة البرق
على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لهول المصيبة التي أصابت أهل الديرة
الطيبة يوم السبت الحزين، وعَمّ جَوٌّ من الكآبة على أجواء البلاد،
فقد كان الراحل الكبير أحد أعمدة الفن وعملاقه، الذي ساهم بفنه
الراقي في خدمة مجتمعه، بوضع إصبعه على ما يدور على الساحة من
أحداث، ويتنبأ بما سيحدث في المستقبل، من خلال الكثير من أعماله
الفنية مع زملائه، وقد حدثت بالفعل، فقد كان ممثلاً من طراز فريد
في مجال عمله، ومؤسساً وصانعاً فاعلاً في الحركة الفنية بالبلاد،
فقد كان محباً للفن وصاحب رحلة فنية عريقة، رفع لواء الفن الكويتي
عالياً في سمائه، وترك إرثاً زاخراً للكويت، من خلال توثيق أحداثه
في مسلسلاته ومسرحياته، بجانب تركه الذكرى الطيبة في نفوس من عرفه
معرفة شخصية، من خلال روحه المرحة والطيبة، التي ورثها من والديه
وإخوته الطيبين وأهله وعائلته الكريمة، ومن عرفه من خلال أعماله
الراقية، التي أمتعنا بها على مر الزمن الجميل من تاريخ الفن
الكويتي، فقد كان لزملائه الفنانين مثل الأخ والأب باحتضانه
الشباب، الذين كان لهم حسن الحظ بمزاملته، وكان له الدور البارز في
ظهورهم على الساحة، من خلال تشجيعهم والأخذ بأيديهم في مجال الفن
الراقي والهادف ونصحه لهم، وكان مدرسة إعلامية ونجماً ساطعاً أنار
للفن الكويتي دربه الراقي بصعوده قمة الهرم الشامخ، وكان كالبلسم
الشافي لمجتمعه، من خلال مسيرته الطويلة من العطاء اللامحدود،
استمرت زهاء نصف قرن من الزمن، والبركة في رفقاء دربه لإكمال مسيرة
الفن الجميل الخالي من الإسفاف، فلا نملك إلا أن نقول: وداعاً يا
ضحكة بلادي، وداعاً يا محبوب أهل بلادي، إلى جنة الخلد يا بوعدنان.
وكما قلت لزميل دربك الوعد بالجنة، وعظّم الله أجور أهل الديرة
الطيبة البارة بأبنائها.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
اللهم احفظ الكويت وقادتها وأهلها من كل مكروه.
أمين معرفي
Amin-1951@Hotmail.Com
# # # #
ساعي السعادة
منى الشمري
غابت عين الذي زرع زهر البسمات في أعمارنا الصغيرة،
ناثر البهجات في كآبة أوقاتنا، لملم شتات قلوبنا على حبه وحب فنه،
وجمعنا أمام الشاشة ليربي ذائقتنا على الكوميديا الراقية والإبداع،
وقف على خشبة المسرح كمحارب شجاع، قال الكثير حين مزج همومنا
بالضحك، وألقاها في الافيهات اللاذعة خارجا عن النص، منتصرا للهم
الإنساني، مستغلا الإسقاطات السياسية لينفس عما يضغط على صدورنا من
شجون وهموم في الشارع الكويتي، فكان دائما صوتنا، وسخريته هي
بلسمنا الباسم، وبغيابه فقدت الكويت ضحكتها الدائمة، وأسدلت ستائر
المسرح الذهبي إلى الأبد، ونكسنا بغيابه دهشة الفن، عزاؤنا أن
الفنان عبدالحسين عبدالرضا ترك خلفه إرثا فنيا ضخما سيمتّع حتى
أجيال مقبلة، فهكذا هي الأساطير لا يجف عبقها، وتزداد أثرا وقيمة
كلما مر عليها الزمن بالتقادم وتتعاهده أجمل الذكريات.
الكل يعرف النجم عبدالحسين عبدالرضا، وقلّة تعرف
الإنسان بوعدنان، أتذكر آخر لقاء بيننا كان قبل رمضان في مكتبه،
كان متألما لمرض حبيبة العمر أم بشار، التي كانت تجري جراحة في
لندن، حاولت أن آخذه بعيدا عن سيرة المرض والألم، حدثته عن سعادة
الناس بوقوفه على خشبة دار الأوبرا في افتتاح الدار، التي قوبلت
بردة فعل شعبية عالية، وأخبرته أن الجمهور متعطش لفنك ومشتاق لك،
ابتسم وقال الناس متعطشون للنص وليس لي، النص هو الأساس هو العظمة
الأولى، التي يبنى عليها أي نجاح، وكان ينوي تقديم عمل لرمضان
2018، وأخبرني في ظل ظروف المنطقة المحتقنة ليس من المناسب تقديم
عمل سياسي، بل اجتماعي لايت كوميدي، إنه يدرس السياسة ليقدم فنا،
ويقرأ قضايا الشعب ليحمل رايتها، ثم عرج يسألني عن تفاصيل شخصية
ليطمئن عليّ كأب حنون.
من يعرف بوعدنان عن قرب يبكي رقته وطيب معشره ونبل
روحه وكرمه الكبير، فقلبه المتعب كان قلب طفل، لا يحمل حقدا ولا
حسدا، وهو في أشد الظروف حلكة لا يتوقف عن السخرية ساخرا من نفسه
أولا ثم ممن حوله، يحمل المحبة وينثر الضحكات هنا وهناك، ينظر
براحة، ويغمره الفرح لأنه استطاع أن يقدم لنا لحظة سعادة، لا يمكن
أن تلتقيه من دون أن تخرج باسما منه، فكل ما كان يشغله أن يكون
«ساعي السعادة»، الذي اتعبنا قلبه، وهو يوزعها بالعدل باقات محبة
وسلام للكويتيين والخليج وللعرب جميعا.
وبفقده فقدت الكويت روح الدعابة العفوية، فقدت نجما
لن يتكرر مهما امتد الزمن، لعائلته وأبنائه ورفاق دربه ولجمهوره
العريض كل العزاء.
وله دعاء لا ينقطع بالرحمة والمغفرة عدد ما أضحكنا
وعدد ما أظلمت أنوار في الكويت من بعده.
منى الشمري
mona.j.alshammari@gmail.com
MonaAlshammari@
# # # #
سفير الفن الخليجي
رياض الصانع
كما هي حال الحياة، تأخد منا، على حين غرة ومن دون
سابق إنذار، رواداً كانوا شعلة ومنارة للثقافة والفنون، رحل عنا
بالأمس أحد أبرز أهرامات المسرح والفن والدراما بالخليج والعالم
العربي، الفنان عبدالحسين عبدالرضا، في أحد مستشفيات العاصمة
البريطانية لندن، وذلك بعد أزمة قلبية حادة ألمت به، رحل بعدما
قدّم في حياته الكثير من الأعمال التي بصمت المشهد الثقافي العربي
والخليجي على الخصوص بالتفرد والتميز، في وقت كان الخليج العربي
يعيش مراحله الأولى من الانفتاح الثقافي، فساهم بأعماله العديدة
والمتنوعة في التعريف بالفن الخليجي، وجسّد عدة شخصيات عكست الحياة
والعلاقات الاجتماعية بالخليج، في قالب من الإتقان والسخرية، التي
تحترم ذوق المتلقي والمشاهد، فكانت بذلك أعماله كلها بعيدة عن
الشحن التجاري والمزايدات الربحية، فكسب بأعماله وشخصيته المرحة كل
القلوب.
وأمام هذا المصاب الجلل لا يبقى لنا سوى حزن عميق
في القلب ودمع العين، واسترجاع كل الذكريات التي زرعها بالأمس،
بهدوء وفي صمت، فنعانق ذكريات «درب الزلق» و«الأقدار» و«قاصد خير»،
و«باي باي لندن» و«سيف العرب»، وغيرها من الأعمال والإنجازات، التي
ستظل شاهدة على أصالة سفير الفن الخليجي والفنان عبدالحسين
عبدالرضا.
ولا نقول إلا ما يرضي الله، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده
بأجل مسمى.. «إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ».
رياض الصانع
# # # #
الحياة دقائق وثوان
صانع البهجة.. لا يرحل أبداً
هنادي ملا يوسف
طالما كنت أقول وما زلت: اترك بصمة واترك أثرا طيبا
يذكرك كل من بعدك به.
فأنت في الواقع من تختار كيف وأين ومتى تزرع بذرتك
في المكان والوقت المناسبين.
وأنت ذاتك أيضاً ستكون حاصداً لما زرعت وصبرت على
ثمرك إلى أن أصبح مونقاً أو عكس ذلك.
فأياً كان زرعك وأياً كان ما تقدمه جميلاً ويدخل
النفوس بأريحية وتتقبله القلوب ببهجة فهو عمل طيب حتماً.
كما يقترن روعة الصنع دائما بطيب الأثر والسمعة،
ولو أدركه الآخرون فينا بعد ذلك.. فهما وجهان لعملة واحدة!
وإن كان عملا مفيدا وفيه تفريج هم أو إزاحة ألم،
ولو كان نفسيا فهو شيء حتماً رائع!
اليوم رحل عملاق الفن العربي وشامخه ونحّاته..
وزارع الجمال الروحي في كل بيت، ومنبت الابتسامة على كل وجه، رحل
من كان منذ صغرنا يبهجنا ويمتعنا بأصيل أدائه وجودة عمله وطرحه
لقضايانا بخفة دم وحُسن قبول.
هو ذلك الشخص ذاته، الذي ترك ذلك الأثر الجميل
الراقي في نفوسنا، بل وفي نفوس أولادنا، بعد أن شاركونا ذلك
الإعجاب الذي كبر معهم ومعنا طيلة سني أعمارنا.
هي ليست بالعشرة القليلة ولا البسيطة معه، لأنه كان
في كل بيت.
نعم رحل من هذه الدنيا، ولكن زرعه الراقي قد أثمر
حبا في قلب كل من عرفه.. نعم كان فناناً كبيراً فعلاً ومحترفاً في
جبر الخواطر والنفوس.
وهذا ليس بغريب على أبناء وطني المميزين، هم هكذا
نجوم تسطع في حياتنا وتزيد أكثر روعة وإشراقا في ذكراهم التي تغمر
العالم بعد مماتهم.
فألف رحمة ونور على روحك الطاهرة النقية يا بوعدنان.
فلنتعلم ممن سبقونا، ولنجتهد في ما بقي من أعمارنا،
ولنحسن زرعنا وحرثنا، فهي دنيا بدقائق ثمينة سريعة لا تنتظر
أحداً.. وثوان.
هنادي ملا يوسف
Thepresenter369@gmail.com
# # # #
ستعيشُ طويلاً يا أبا عدنان!
د. راشد بن علي البلوشي
ببالغ الحزن والأسى تلقت جماهير الفن الراقي، فن
الرسالة، في منطقتنا العربية، نبأ رحيل الفنان الكبير عبد الحسين
عبد الرضا، إلى عالم أفضل من عالمنا بإذن الله. الحديث في مناقب
الفنان الراحل يطول، ولكننا سنعرض بشكل مختصر لصفة «فنان الرسالة»
التي تميز بها، رحمه الله، عن كثير من أبناء جيله في الوطن العربي.
ولأنه آمن برسالة الفن النبيلة، ولم يتخذ الفن «أكل
عيش»، فقد تميزت أعماله بأسلوب النقد البناء، الذي يهدف إلى إصلاح
ما يرى فيه تقصيراً، سواء من المسؤولين الكبار أو الموظفين أو حتى
عامة الشعب. ولذلك فقد تعرض، رحمه الله، في أعماله إلى مختلف جوانب
العمل الوطني في دولة الكويت والوطن العربي، مبرزاً قضايا مختلفة،
سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، تهم الوطن والمواطن، منتقداً
بشكل تصحيحي أسلوب التعامل معها، سواء كانت مُتجاهَلة من قبل
المسؤولين أو كانت الحلول المقدمة لها غير ناجعة، موضحاً بشكل
كوميدي ساخر، وهو أحد أهم طرق توضيح المشكلة للجمهور والمسؤولين،
ما يمكن أن يترتب على تجاهلها أو حلها بطرق عقيمة من خسائر
للمجتمع، أفراداً ومؤسسات، ومن ثَم مقدماً من الحلول ما يمكن أن
يضع حداً للقضايا المطروحة.
فقد كان، رحمه الله، مؤمناً بدور الفن في النهوض
بالمجتمع وإصلاح ما فسد فيه من ممارسات، وكان أكثر ما يميز أعماله
الرسائل الكثيرة، بخصوص المشاكل التي تعاني منها فئات المجتمع
ودوائر المؤسسات الحكومية والخاصة، التي كان يبعثها لكثير من
المسؤولين وكذلك لفئات المجتمع المختلفة، فقد شهدت له، رحمه الله،
شجاعته في طرح القضايا وانتقاد المسؤولين بأسلوب الكوميديا وبطريقة
النصح الذي يهدف إلى الإصلاح، فلم يكن يخشى في الله لومة لائم،
ولكنه في نفس الوقت لم يتعرض بالقدح ولا بالشتم لأحد وذلك لأنه
أراد الإصلاح والنصيحة ولم يرد تصيد الأخطاء والفضيحة، أو الشهرة،
وإلا لامتهن السياسة، مثلاً.
وبالإضافة إلى هذه الشجاعة المنقطعة النظير في
منطقتنا العربية، والتي ساندتها الأجواء الديموقراطية في الكويت
وحكومتها لإيمانها بدور الفن في المجتمع وكذلك بإخلاصه، رحمه الله،
للكويت..
وهناك سبب آخر يجعل من عبدالحسين عبدالرضا الأفضل
على مستويات عدة، وهو حقيقة انه كتب الكثير من أعماله، وهو ما يدل
على أنه لم يكن يتكسّب بالفن، وإلا لاكتفى بالتمثيل كغيره، فقد كان
مواطناً واعياً ومفكراً مخلصاً للخليج وأهله وناقداً في السياسة
والاقتصاد والحياة الاجتماعية وكاتباً مبدعاً وممثلا متفرداً
استطاع أن يقدم ما اهتم به من قضايا بأسلوب شيق ممتع يحقق الهدف
الأسمى من العمل. فقد أراد أن يكون الفن رسالته في إصلاح المجتمع
وطريقته في تشكيل عقلية النشء في الكويت والخليج ونهجه في تقويم ما
فسد في المجتمع. ولذلك فإن أعماله الخالدة ستجعله يعيش طويلاً في
ذاكرة الكويت والخليج، فما أروعها من أعمال، جعلها الله في ميزان
حسناته، استطاع من خلالها ان يثبت أن الفن رسالة نبيلة.
د. راشد بن علي البلوشي
أكاديمي وكاتب عُماني |