غابت الضحكة، وحضرت الدمعة.. وساد الحزن الكويت أمس
وهي تودع زارع الابتسامة وصانع الضحكة الفنان القدير عبدالحسين
عبدالرضا وتشيعه إلى مثواه الأخير في المقبرة الجعفرية أمس وسط
حشود غفيرة من محبيه يتقدمهم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ووزير
الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد
العبدالله ووزير الاسكان وزير الدولة لشؤون الخدمات ياسر ابل ووزير
التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان.
لم يستطع الناس حبس دموعهم كبارا وشبابا ممن اقترن
اسم «عبدالحسين عبدالرضا» في أذهانهم بالفن الجميل حتى أضحى مرادفا
له. وصل جثمان «بو عدنان» على متن الطائرة الأميرية من لندن صباح
أمس، وكان في استقباله بالمطار مجاميع من المعزين يتقدمهم الشيخ
محمد العبدالله الذي قدم تعازيه في القاعة الأميرية لنجلي الفقيد
الكبير عدنان وبشار، وحسن السلمان مدير أعمال الفنان الراحل الذين
رافقوه في رحلته الأخيرة.
وعصرا، توافدت حشود غفيرة الى المقبرة الجعفرية
للمشاركة في تشييع الراحل وكان بين المشاركين كبار الفنانين ممن
عاصروا الراحل الكبير وبينهم أصدقاؤه سعد الفرج وجاسم النبهان
وابراهيم الصلال وعبدالرحمن العقل والفنان طارق العلي والنجوم
والفنانون الخليجيون والشباب الى جانب الآلاف من المواطنين ومحبي
بوعدنان الذين أتوا من دول الخليج قاطبة.
لفتات تقدير للراحل الكبير
أعلنت وزارة الدولة لشؤون الخدمات عزمها إصدار طابع
بريدي يحمل صورة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا تخليدا لذكراه
وإثرائه الحياة الفنية والثقافية في البلاد.
انتشرت صور الفنان في العديد من الشوارع وعلى
المباني في دول الخليج الست، كما رفع القائمون على برج العرب في
دبي صورة ضخمة لـ «بو عدنان» على مبنى البرج، مذيلة بعبارة «وداعا
للفن الأصيل» تعبيرا عن الخسارة الكبيرة، ليس للكويت فقط بل لكل
الدول الخليجية والعربية، كما عبر جمهور الراحل عن حبهم له ووفائهم
لفنه بملايين التغريدات والصور والمشاركات في وسائل التواصل
الاجتماعي بشكل غير مسبوق.
# # # #
في ذكرى العرض الأول لمسلسله الشهير «درب الزلق»
ثرى الكويت احتضن جثمان الراحل الكبير «بوعدنان»
مفرح الشمري
·
فنانو الكويت: الفقيد نِعمَ الإنسان.. أضحك الناس
بإخلاص واليوم الجميع يودعونه بالبچي بإخلاص
في ذكرى العرض الأول للمسلسل الكويتي الشهير «درب
الزلق» الذي انتجه تلفزيون الكويت عام 1977 احتضن ثرى الكويت عصر
أمس بطل هذا المسلسل الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا الى مثواه
الأخير وذلك في المقبرة الجعفرية بمنطقة الصليبخات بحضور حشد كبير
من المواطنين والمقيمين يتقدمهم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم
ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ
محمد العبدالله وحشد كبير من الفنانين والإعلاميين الكويتيين
بالإضافة الى فنانين من دول الخليج حرصوا على المجيء عرفانا ووفاء
للراحل الكبير الذي وافته المنية بالعاصمة البريطانية بعد صراع
طويل مع المرض.
المشهد في المقبرة كان مؤثرا بالحضور الجماهيري
الكبير لوداع فنانهم المحبوب «بوعدنان» الذي ألف بين قلوب الجميع
دون استثناء لأنه فنان حقيقي اعطى الكثير من خلال عطاءاته الفنية
سواء في التلفزيون او المسرح او في الإذاعة ليحفر اسمه في تاريخ
الحركة الفنية الكويتية والخليجية بحروف من ذهب.
رحلة وداع «حسينوه بن عاقول» بدأت في الـ 9 صباحا
حيث وصل «جثمانه» للمطار الأميري من العاصمة البريطانية ليتم نقله
الى المقبرة الجعفرية بسيارة إسعاف للتجهيز لدفنه بعد ان ألقى ذووه
وأحبابه وجماهيره النظرة الأخيرة عليه.
في هذه الأجواء المليئة بالحزن والأسى التقت
«الأنباء» الفنان القدير جاسم النبهان الذي قال: الكلمات لا تعبر
عما بداخلي من ألم وحزن على رحيل «اخونا» الفنان بوعدنان فعلاقتي
به لم تكن علاقة فنان بزميل وانما اخ بالنسبة لي، الله يرحمه
ويدخله فسيح جناته.
الفنان إبراهيم الصلال قال في كلمة مقتضبة: «طوال
تاريخه الفني لم يجرح أحدا ولم يخاصم أحدا وكان فعلا نعم الإنسان
ومهما تكلمنا عنه لا نوفيه حقه الله يرحمك بوعدنان ويدخلك فسيح
جناته».
أما رفيق دربه الفنان القدير سعد الفرج فقال:
«اليوم كأني أودع نفسي لأن بوعدنان، الله يرحمه، لا يمكن ان يعوّض
فهو أخ وزميل درب وكان مشوارنا الفني كله كفاح لرسم الابتسامة على
شفاه الناس وما أقول الا الله يرحمك بوعدنان ويغفرلك ويدخلك فسيح
جناته وعلى كثر ما ضحك الناس بإخلاص اليوم الناس تودعه بالبچي
بإخلاص..الله يرحمك ويغمد روحك الجنة.
الفنان داود حسين قال بنبرات حزن «شقول شخلي عن
بوعدنان الله يرحمه نجوميتي الحالية هو السبب فيها كان مخلصا بلا
حدود وفضله علي بعد الله، عمري ما أنساه، ألف رحمة ونور تنزل على
قبرك يابوعدنان الإنسان والفنان الذي لا يتكرر.
أما الفنان طارق العلي فقال: الراحل الكبير مهما
تكلمت عنه فلا يمكن أن اعطيه حقه فهو أستاذي ومعلمي الذي استفدت
منه كفنان وانسان، تعلمت منه أمورا كثيرة واستفدت من نصائحه وانا
ما أطلع من جزاه حتى يوم الدين.. الله يرحمك يا الغالي ومثواك
الجنة.
بينما قال الفنان هاني الطباخ «ان الحديث عن
بوعدنان يبيله صفحات لأنه من الفنانين الكبار الذين لا يمكن ان
ننساهم وننسى أعمالهم الجميلة الهادفة اللي فيها النصح للشباب
للمحافظة على وطنهم من الفتن».
وبتأثر شديد قال الفنان عبدالرحمن العقل: «بوعدنان
مدرسة وأعماله التلفزيونية والمسرحية والإذاعية راسخة في عقول
الجميع، أعماله لا يمكن ان تتكرر وبوعدنان الله يرحمه انسان بمعنى
الكلمة وأياديه بيضاء والله يغفر له ويرحمه ويدخله فسيح جناته».
اما الفنان احمد السلمان فقال: «تأثرت برحيله لأن
الكويت كانت قضيته الأولى، وكان يعالج الكثير من القضايا والمشاكل
في فنه الذي لا يعوض». وبتأثر شديد، أكد الفنان علي جمعة فقال:
بوعدنان كان مخلصا للفن وللناس وللوطن. والجميع كان يحترمه ويقدره
لما يطرحه من قضايا جريئة. كان يسعى دائما الى تطوير الفن الكويتي
والخليجي بشكل عام. واعتبر الفنان الإماراتي القدير عبدالرحمن
الصالح ان الراحل كان «أبوالفزعة» و«النخوة»، وصاحب مواقف فنية
جريئة سواء في التلفزيون أو الإذاعة والمسرح. وله مواقف لا تنسى،
سواء على المستوى الإنساني أو الفني وخسارته كبيرة للمسرح الخليجي
الهادف. وقال المخرج والكاتب القطري صالح المناعي: ان الراحل
الكبير عبدالحسين عبدالرضا ولد فنانا ليسعد الآخرين، منذ أول عمل
قدمه، فقد كان يسعى دائما الى ادخال البهجة والبسمة علينا، على
حساب وقته وصحته. اما الفنان القدير د.حبيب غلوم فقال: رحل بوعدنان
بجسده لكنه ترك ارثا كبيرا من الأعمال الجميلة، ويكفي انه رفع شأن
الفنانين بوفاته حتى يعلم الجميع ان الفنانين همهم الأول والأخير
حب الناس ومصلحة أوطانهم، والراحل مهما نقول عنه لا يكفي، ونحن في
دولة الإمارات نقدره ونحترمه لأنه فنان صادق وأعماله هادفة وموجهة
للجميع. وقال المدير الإعلامي والشاعر بندر المطيري: ان الراحل ترك
فراغا كبيرا في الساحة الفنية المحلية والخليجية والعربية وأثرى
المكتبات التلفزيونية والإذاعية بالعديد من الأعمال الخالدة التي
لا تنسى.
حضر الجنازة العديد من الفنانين، منهم سعد الفرج،
ابراهيم الصلال، محمد المنصور، علي جمعة، طارق العلي، داود حسين،
عبدالرحمن العقل، المخرج نجف جمال، احمد السلمان، حسن البلام،
مشاري البلام، محمد العجيمي، محمد الصيرفي، بشار الشطي، عبدالله
التركماني، ومن الإمارات د.حبيب غلوم وعبدالرحمن الصالح ومن قطر
صالح المناعي وغازي حسين، ومن سلطنة عمان طالب البلوشي ومن مملكة
البحرين عبدالله ملك ويوسف بوهلول، ومن المملكة العربية السعودية
عبدالله السدحان ومجموعة كبيرة من الممثلين الشباب في الكويت
والخليج.
من أجواء تشييع الجثمان
٭ كان أول الواصلين من الفنانين لقاعة العزاء كل من
احمد السلمان وحسن البلام وعبدالرحمن العقل وطارق العلي حيث
تواجدوا من الساعة الثانية ظهرا.
٭ الوكيل المساعد للإعلام الجديد يوسف مصطفى بدا
متأثرا وهو يدلي بتصريحات للقنوات الفضائية.
٭ الفنان القدير سعد الفرج رفيق درب الراحل رغم
تعبه الا انه أصر على الحضور وتلقي العزاء برفيق دربه ودعا له
الحضور بطول العمر.
٭ مشهد مؤثر أدمع عيون الحاضرين عندما احتضن بشار
نجل الراحل شقيقه عدنان.
٭ شارك في العزاء ثلاثة باصات قادمة من مملكة
البحرين محملة بالشباب.
٭ بدت سيارات بأرقام سعودية أصرّ اصحابها على
الحضور برا للمشاركة في تشييع فنان الخليج.
٭ أعداد كثيرة من النساء من مختلف الأعمار شاركن في
تقديم العزاء لذوي الراحل في الصالات المخصصة للنساء.
٭ تواجد أمني كبير من جميع القطاعات في الداخل
والخارج، كما قدم وكيل وزارة الداخلية الفريق محمود الدوسري واجب
العزاء لذوي الراحل.
٭ وزعت بادجات تحمل صور الراحل مقدمة من عائلته.
الروضان: الراحل مثال للتفاني في العمل والوحدة
الوطنية
قال وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون
الشباب بالوكالة خالد الروضان ان الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا
كان مثالا في التفاني في العمل والوحدة الوطنية.
واضاف الروضان، في تصريح للصحافيين خلال تشييع
جثمان الفنان الراحل، ان الفقيد كان يمثل جميع ابناء المجتمع
الكويتي في اعماله، مضيفا ان هناك اجيالا من الكويتيين تربت على
تلك الاعمال الوطنية.
واشار الى المكانة الكبيرة التي كان يحظى بها
الفنان الراحل لدى الشعوب الخليجية والعربية، مضيفا ان الحشد
الكبير من المواطنين والمقيمين الذي توافد الى المقبرة اليوم
للتشييع دليل على محبة الناس له.
فريق التصوير
قاسم باشا - محمد هاشم عادل سلامة - ريليش كومار
زين علام
# # # #
تنفيذاً لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح
الأحمد بنقل الجثمان
جثمان «بوعدنان» وصل صباحاً إلى أرض الوطن على متن
طائرة أميرية
المصدر : كونا - الانباء
·
بشار عبدالرضا: أشكر صاحب السمو على مبادرته
واهتمامه المتواصل.. و«الوفاء قوبل بالوفاء»
·
عبد الأمير: الحزن الكبير دليل على محبة الناس
للفقيد
·
داود حسين: «بوعدنان» ترك أعمالاً فنية ستبقى خالدة
في ذاكرة الجميع
·
طارق العلي: الفن الكويتي والخليجي فقد أحد أهم
أعمدته
تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح
الأحمد، وعلى متن طائرة أميرية خاصة عاد صباح أمس جثمان الراحل
الكبير الفنان عبدالحسين عبدالرضا من العاصمة البريطانية لندن،
وبرحيل «بوعدنان» تفقد الساحة الفنية الكويتية والخليجية والعربية
أحد اعلام الفن الكبار، والذي ترك بصمات خالدة وأعمالا راسخة في
ذاكرة لا تنسى مدى الدهر.
هذا، وأجمع عدد من الشخصيات التي كانت في انتظار وصول الجثمان
بالمطار الأميري في تصريحات متفرقة، على أن الراحل الكبير كان
مدرسة للكوميديا وصاحب ارث فني كبير وأحد مؤسسي الحركة الفنية
والمسرحية في البلاد، مؤكدين ان العملاق عبدالحسين عبدالرضا رحل
جسدا لكنه ترك محبة وذكرى طيبة في قلوب جمهوره في جميع أنحاء الوطن
العربي وأعمالا فنية ستبقى خالدة في عقول وقلوب الأجيال كافة.
وفي البداية أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء
ووزير الإعلام بالوكالة ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون
والآداب الشيخ محمد العبدالله أن الراحل أفنى حياته في خدمة الكويت
وبث رسالة وطنية سامية.
وقال العبدالله إن ما قام به المواطنون تجاه الراحل
هو رد جميل له على سنوات طوال من الأعمال الفنية التي قدمها طيلة
حياته وأمتع فيها الجمهور، موضحا انه رحل بجسده إلا أن أعماله
وأفكاره باقية في الوجدان، داعيا المولى عز وجل أن يلهم أهله وذويه
الصبر والسلوان.
من جانبه قال الفنان داود حسين إن الراحل الكبير ترك أعمالا فنية
خالدة ستبقى في ذاكرة الجميع وهذا سبب حالة الحزن التي عمت محبيه
سائلا المولى عز وجل ان يلهم ذويه الصبر والسلوان.
وذكر حسين أنه كان في آخر نظرة معه في المستشفى
«مبتسما» وقد كان دائم الابتسامة حتى في آخر لحظات حياته، مبينا أن
الراحل كان بمنزلة الأب الناصح له في مختلف المجالات وله مواقف
مشهودة مع كل الفنانين والإعلاميين، مشيرا إلى أن الراحل كان أيضا
دائم النصح وحريصا على العطاء والتفاني في العمل.
من جهته أكد الفنان باسم عبدالأمير أن دعاء الناس
من كل الدول للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا بأن يتغمده الله
تعالى برحمته ويسكنه فسيح جناته دليل المحبة الصادقة من الناس،
موضحا أن الفنان الراحل كان كثيرا ما يوصي بالوفاء والمحبة للوطن
وضرورة العمل على نهضته والمحافظة عليه فهو لم يكن فقط فنانا
تمثيليا بل إنسان محب لوطنه أيضا.
بدوره قال الفنان طارق العلي إن الفاجعة هي أن تفقد
فنانا كبيرا مثل عبدالحسين عبدالرضا بكل ما يعنيه اسمه وارثه الفني
الكبير، معربا في الوقت نفسه عن الشكر والتقدير للقيادة السياسية
على المبادرة السامية بنقل الجثمان إلى أرض الوطن بالطائرة
الأميرية.
وأضاف العلي أنه يشعر بالفخر بأن مسؤولين في الدولة
وعلى رأسهم وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة
الشيخ محمد العبدالله في مقدمة الحضور لاستقبال جثمان الفنان
الراحل، وبرحيل فنان بهذه القامة والمكانة فقد الفن الكويتي
والخليجي والعربي عمودا من أعمدته، لكن هناك أجيالا من الشباب
الفنانين نهلوا من فن الجيل الكبير وسيسيرون على خطاهم.
من جانبه، نعى الفنان عبدالله الرويشد الراحل
الكبير عبد الحسين عبد الرضا بكلمات مؤثرة وملامح الأسى تعتري
وجهه، معبرا عن ألمه وحزنه لرحيل الفقيد.
وقال الرويشد في تصريح لـ «الأنباء»: «أودع أخوي
وأبوي وعمي عبد الحسين عبدالرضا، أنزل الله عليه الرحمة والمغفرة».
وفي السياق ذاته، أعرب بشار نجل الفنان الراحل
عبدالحسين عبدالرضا عن الشكر والتقدير لصاحب السمو الأمير الشيخ
صباح الأحمد على مبادرته السامية بنقل جثمان والده على متن طائرة
أميرية واهتمامه المتواصل به وبوالده، معبرا عن شكره وامتنانه لحسن
الاستقبال وتسهيل كل الإجراءات المتعلقة بجثمان والده مشيرا إلى أن
«الوفاء قوبل بالوفاء». وعن ردة الفعل التي صاحبت وفاة الفنان
الراحل، ذكر أن هذا الأمر ليس بغريب على أهل الكويت والوطن العربي،
لافتا إلى أن الراحل كرس حياته في سبيل إسعادهم على مدى 50 عاما،
مبينا أن هذه اللفتة الكريمة خففت من ألم الفراق.
# # # #
بالفيديو.. حشود كبيرة تصلي الجنازة على جثماني
شهيدي العمل الخيري الكويتي وليد العلي وفهد الحسيني
المصدر : الأنباء
أقامت حشود كبيرة من المواطنين والمقيمين صلاة
الجنازة على جثماني شهيدي العمل الخيري الكويتي الشيخ د. وليد
العلي والشيخ فهد الحسيني، رحمهما الله.
وتقدم المصلين رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وزير
الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير البلدية محمد الجبري وذوو
الشهيدين وعدد من الشخصيات وقيادات وزارة الأوقاف والشؤون
الإسلامية والأسماء البارزة في ميدان العمل الخيري الكويتي.
وكانت قد وصلت فجر اليوم الطائرة الأميرية الخاصة
التي أرسلت إلى بوركينا فاسو لنقل جثماني الشيخين د. وليد العلي
وفهد الحسيني اللذين استشهدا في العاصمة واغادوغو بعد تعرضهما
لإطلاق نار في هجوم على مطعم إرهابي مساء الأحد الماضي راح ضحيته
١٨ شخصاً من جنسيات مختلفة. وستجرى مراسم دفن شهيدي الكويت اللذين
كانا في مهمة دعوية ويحظيان باحترام كبيرة في المجالين الدعوي
والخيري عصر اليوم وسط مشاركة شعبية كبيرة.
د.وليد العلي
د.وليد العلي هو إمام وخطيب المسجد الكبير في
الكويت وأستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية حفظ القرآن الكريم
أثناء الغزو العراقي الغاشم والتحق بكلية القرآن الكريم في المدينة
المنورة وكان أول كويتي يتخرج في هذه الكلية ودرس علوم القراءات
والتفسير وأكمل الماجستير والدكتوراه في قسم العقيدة.
وقرأ القرآن على مجموعة من المشايخ والعلماء منهم
الشيخ يوسف محمد شفيع وكذلك الشيخ عبدالحكيم خاطر عضو لجنة مراجعة
المصحف في مجمع الملك فهد ثم قرأ على الشيخ عبدالعزيز الزيات، رحمه
الله.
كان (رحمه الله) صاحب خطب مشهودة وخاصة في
المناسبات والمواقف التي كان دائما ما يشدد فيها على طاعة الله
ورسوله والعمل على حفظ الوطن من كل المخاطر والدعوة الى الوحدة
الوطنية.
فهد الحسيني
خريج كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة
الكويت وهو التوأم لأخيه «براك» وهو من احد شباب قرطبة منذ نعومة
أظفاره.
وكان، رحمه الله، بساما طيب الخلق تألفه القلوب من
أول لقاء، وكان مجتهدا في العبادة والدعوة إلى الله.
وزارة الاوقاف تعبر عن حزنها بخسارة ابنيها
ثمن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة
لشؤون البلدية محمد ناصر الجبري التوجيهات السامية لسمو امير
البلاد بارسال طائرة خاصة لنقل جثامين الشهيدين باذن الله تعالى د.
وليد العلي امام وخطيب مسجد الدولة الكبير والداعية فهد الحسيني
الذين كانا من الضحايا الأبرياء للاعتداء الارهابي الغاشم على مطعم
كانا متواجدين فيه وقت حدوث الهجوم بالعاصمة واغادوغو لدولة
بوركينا فاسو الافريقية
.
ونعى الوزير الجبري الداعيتين الى الشعب الكويتي
وقال في تصريح صحفي : ان عزاءنا في الفقيدين انهما خرجا من الكويت
الى اقصى الغرب الافريقي لنشر العلم الشرعي وما اخرجهما الا الدعوة
الى الله تعالى ونشر دينه الصحيح في ربوع الارض
.
وقال الجبري : تلقينا ببالغ الحزن والاسى نبأ
الاعتداء الآثم على دعاة ابرياء ذهبوا لتقديم دورات شرعية لتعليم
المسلمين امور دينهم وآلمنا المصاب في داعية من ابرز دعاة الكويت
علما وجهدا في الدعوة داخل الكويت وخارجها وهو الدكتور وليد العلي
امام وخطيب المسجد الكبير والعميد المساعد بكلية الشريعة طيب الله
ثراه والذي يشهد له القاصي والداني بدماثة خلقه وطيب معشره ووسطية
منهجه وجهوده الدعوية لطلابه بكلية الشريعة ودوره الدعوي بمسجد
الدولة الكبير في خطب الجمع والاعياد
.
وادان الوزير الجبري الاعتداء الغاشم على الابرياء
المسالمين وقال : ان الكويت تستنكر هذا العمل الاجرامي الجبان الذي
اودي بحياة رجلين من خيرة شبابنا ممن نذروا انفسهما للدعوة الى
الله وتحمل المشاق وتكبد لأواء السفر حسبة لله تعالى ،مؤكدا ان
الكويت ستظل منارة للوسطية والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة
الحسنة من خلال ابنائها الاوفياء مشيرا ان الداعية د.وليد العلي
كانت تستعين به الوزارة ولجنة تعزيز الوسطية في نشر سماحة الاسلام
بين ابنائنا في الكويت وفي ربوع الارض ، مشيرا ان للفقيدين مآثر
عظيمة وجهودا مباركة في الدعوة داخل الكويت وخارجها نسأل الله ان
يتقبلهما في الصالحين
.
وختم قائلا : تغمد الله الفقيدين بواسع رحمته
وتقبلهما في الشهداء الابرار والهم ذويهم والكويت جميعا الصبر
والسلوان.
فريق التصوير
قاسم باشا - ريليش كومار زين علام
# # # #
عبدالحسين.. كويت مصغرة
بقلم : مشعل فهد الغانم
المصدر : الأنباء
للراحلين من دون ضجيج..
للذين لا تصلهم كلماتنا وأصواتنا أو حتى أحزاننا
عند رحيلهم..
للكبار الذين تركوا طعنة فى القلب بسبب فقدنا لهم..
للذين غادرونا من دون علمنا ولا حتى إيحاءً..
أكتب
رحم الله الرمز والعلم الكبير
رحم الله المدرسة والمعلم والكبير..
الى بوعدنان
عبدالحسين عبدالرضا هو جزء أصيل من كل بيت كويتي..
هو برج رابع من أبراج الكويت..
هو لون خامس من ألوان علم الكويت
هو المادة 184 من الدستور..
عبدالحسين هو الكويت مصغرة بجميع أطيافها..
هو أهم موثِّق لتاريخ الكويت وللهجة المحلية..
هو من جعل الابتسامة قرينة باسمه..
جمعنا ولم يفكر في يوم أن يفرقنا..
خلق للكويت ابتسامة خاصة..
ميزنا بسبب إخلاصه وحبه لعمله ولبلده..
لم يكن فقط فنانا شاملا، بل كان ممثلا وكاتبا
ومغنيا، كان إنسانا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني سامية..
إنسان عظيم، يحمل هموم بلده وينقلها الى الشاشة
بخفة دمه..
إلى العالم العربي والخليج
الكويت تعزيكم برحيل أجمل أعمدتها...
MeshalALGhnim@
بصمات وطنية وفنية لن تنسى للمرحوم المبدع أبو
عدنان
بقلم : فوزي المجدلي
المصدر : الأنباء
رحل الفنان المبدع عبد الحسين عبد الرضا محمد عوض،
رحمه الله وأدخله فسيح جناته، وهذه هي سنّة الحياة ولا باق إلا
الله سبحانه، ولكن القليل القليل ممن يرحلون يتركون بصمات تبقى
خالدة لأجيال وأجيال، ويتركون دروسا وعبرا يتداولها الناس ويتعلمون
منها، وهذا ما ينطبق على المرحوم «أبوعدنان».
لا ننكر جميعا ومنذ طفولتنا وشبابنا حتى أصبحنا
قياديين في الدولة أن «أبوعدنان» أبدع في فنه ورسم الابتسامة على
محيانا، ودفعنا للتفاؤل، وأزاح الهم والغم من حياتنا، وأجبرنا على
الضحك الجميل والحب الصادق.
والأهم من كل هذا وذاك وضع خطوطا صادقة للحب
والولاء، وغرس مفاهيم لا تنسى في الوطنية ونبذ الطائفية بين أبناء
الشعب الواحد، وناشد الشباب ضرورة التمسك بالوطنية والحب والولاء
الحقيقي لهذه الأرض الطيبة لكويت المحبة والعطاء والتضحية بكل غال
ونفيس من أجل الكويت حيث عاش نهضة الكويت المعاصرة.
وقد لاقى المرحوم كل تشجيع ودعم من صاحب السمو
الأمير منذ كان سموه وزيرا للإرشاد والأنباء واحتضانه للثقافة
والآداب والفنون وتشجيع المبدعين من أبناء الكويت ونشر الثقافة
والآداب والفنون من خلال اصدار أول مجلة عربية تنشر في جميع دول
العالم العربي وللعرب في دول العالم وهي «مجلة العربي» التي ساهمت
بشكل كبير في دعم الثقافة لأبناء العروبة وتوحيد أهدافهم وطموحاتهم.
لقد كان للفنان الراحل «أبو عدنان» مواقف وطنية
يشهد لها الجميع، في مختلف المناسبات والمواقف والأحداث وكان، رحمه
الله، يحث شباب الكويت من خلال أعماله الفنية وفي إطار كوميدي على
عشق الوطن والتضحية من أجله وغرس مفاهيم الولاء الحقيقي لترابه
ودفن الطائفية والتلاحم والتعاون من أجل بناء كويت المستقبل وأن
يجعلوا نصب أعينهم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
وأذكر تطلعاته لمستقبل الكويت من خلال مسرحية
الكويت سنة ألفين التي قام بتأليفها صديق عمره الفنان سعد الفرج
عام 1966، حيث نادى برسالته الوطنية من خلال مشاهد ومواقف قبل ظهور
النفط ومرحلة النفط ومرحلة ما بعد النفط للتأكيد على المفاهيم
الوطنية المطلوبة في مختلف المراحل والحث على الحفاظ على النعمة
التي أنعم الله بها علينا وعدم الاسراف.
لقد رحل أبو عدنان، رحمة الله، ولكن وصل إلى عقول
وقلوب جميع الكويتيين والوطن العربي بأكمله ومن جميع الفئات من
ملوك وأمراء ومسؤولين وعامة الشعوب، ودليل ذلك تفاعل غير مسبوق
لجميع وسائل الاعلام العربية من المحيط إلى الخليج في نقل خبر
وفاته، رحمه الله، وتطرق الجميع إلى صفاته ومواقفة الانسانية
والاجتماعية قبل انجازاته الفنية المتميزة على جميع المستويات
والأصعدة، وما تحدث به الفنانون من مختلف دول العالم العربي عن
انجازاته وعلاقاته مع الجميع.
رحمك الله يا «أبو عدنان»، وأدخلك فسيح جناته
وستبقى بصماتك ودروسك الفنية والوطنية راسخة في قلوب وعقول أهل
الكويت وعزاؤنا للشعب الكويتي وعائلته الكريمة.
# # # #
«باي
باي لندن» أصبحت واقعاً
بقلم : مبارك العنزي
المصدر : الأنباء
الفنان الكبير «الانسان» عبدالحسين عبدالرضا، رحمه
الله، ترك وراءه إرثا فنيا عميقا وثريا، وآلافا من الأسئلة المثقلة
للجيل الفني الناشئ الذي ربما سيكون جليا بين مطرقة الجمهور وسندان
الحكم! هاهو يعود «شيخ الفن الكويتي» من العاصمة البريطانية (لندن)
التي قال فيها في احدى مسرحياته المشهورة «باي باي» عاد جنازة
شامخة على أكف المحبين بعد أن كان ملاذ الأنس في كل جسد يستشعر كل
فكرة وابتسامة تفوح من نبله المؤصل.
نعم.. لقد أصبح قدر الكويت قاطبة أن تحتضنن ما تبقى
من سرابه العبق «عرفانا وإكبارا وإجلالا» ليكون واقعا مرا على قلوب
كل الكويتيين الذين أحبوه لإنسانيته ووطنيته السمحة، علاوة على
تاريخه الدرامي والمسرحي وإبداعه وتفانيه طوال السنين المنصرمة.
إن عطاء الكبار لا ينضب وان تمزقت الروح وصمت
القلب! مادامت الذكرى تهز وجدان المتلقي الناضج، حتى رأيناها تنعكس
ايجابا في كل بيت كويتي وخليجي وعربي! ومن العجائب المثيرة
(للفقيد) أنه استطاع واثقا من رسم الابتسامة المدروسة على ملامح
هذه البسيطة طوال 50 عاما! واستطاع أيضا أن يبكيها خلال 50 ثانية!
ما هذا.. ما هذا؟!..
أباعدنان، ماذا فعلت كي تجتمع على حبك كل المذاهب
والطوائف والأعراق؟!
أبا عدنان، ماذا صنعت كي تتلقفك القلوب حزنا وألما
قبل الأعين والألسن؟!
أباعدنان، ماذا غرست في هذه البقاع ليفوح اسمك
أكاليل وريحانا؟! ماذا يحدث والكل أصبح يتقهقر ويتلهف ويعتصر
ويطرق؟!
إنه الحب الخالص: الحب الذي لا يعرف التبعية
والمذهبية! الحب الذي لا يعرف الا الكويت وأهل الكويت، الحب الذي
حملته صادقا وطبقته على أرض الواقع دون تكلف أو تملل أو تزييف أو
انتقاء! وصدق من قال: أنت لست للكويتيين فحسب! أنت لكل العالم،
فنجوميتك عانقت السحاب واعتصرت مطرا سحا نقيا.
أنت صوت الضمير لكل فنان حمل على عاتقه رسالة الفن
الهادف ذي الحس الوطني النظيف.
همسة: تعلموا يا أهل الفن من فقيدكم وفقيدنا!
بالأمس رحل الرواد: النفيسي والغضبان والصالح والمفيدي، وغيرهم..
واليوم يترجل صاحبكم وصاحبهم! احترموا الفن ورسالة الفن ووطن الفن
وتاريخ الفن ورموز الفن.
أبا عدنان..
نم بسلام.. نم بسلام..
وللآلام والآمال بقية.
m_alenezikw@
# # # #
رحمك الله أبا عدنان وغفر لك
بقلم : عوض الفضلي
المصدر : الأنباء
لست ممن يؤمن بأن هناك أحدا يملك توزيع مفاتيح
الجنان على البشر، لكنني متيقن من رحمة الله الواسعة وأنه أرحم
الراحمين، وهذه الرحمة الإلهية المطلقة لا يملكها حصرا إلا الله
سبحانه وتعالى ولن يستطيع ان يهبها أو يمنعها احد عن البشر إلا
الله جل علاه.
لقد لفت نظري رسائل الواتساب وتغريدات تويتر
الكثيرة من أشخاص مختلفين تنقل خبر وفاة الفنان عبدالحسين عبدالرضا
وتترحم عليه.
فأول رسالة التقطتها من حجم وعدد تلك الرسائل وتنوع
مشارب مرسليها هو حجم القبول الكبير الذي يحظى به هذا الرجل عند كل
من الفريقين سواء من اتفق او اختلف معه، وهذا حسب فهمي للحديث
الشريف انه اذا احب الله عبدا نشر محبته بين الناس.
وهذه المحبة وهذه الرحمة يتوهم البعض انه يملك حقوق
توزيعها حسب أهوائه وفهمه وهذا أمر خطير، حيث انهم بذلك الفعل
وضعوا انفسهم موضع رب العالمين جل علاه موزع الرحمات وواهبها لخلقه.
ومحبة الله سبحانه وتعالى ورحمته للعبد هي هبة
ومنحة ربانية يعطيها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء من عباده، فقد
وهب رحمته لزانية لإروائها كلبا عطش وادخلها بسبب هذا الفعل البسيط
الجنة، ومنعها من امرأة مصلية قائمة صائمة لحبسها قطة وحرمانها من
ابسط حقوقها وهي الأكل والشرب فأدخلها الله بسبب هذا الفعل النار.
فرغم اختلافي مع ابي عدنان ومع خطه الفني، وكنت قد
كتبت بالصحافة قبل ثلاثين سنة تقريبا مقالا أنتقد فيه إحدى
مسرحياته التي اثارت جدلا واسعا بالكويت، الا انني أقر له وكثيرون
مثلي يقرون بأن أبا عدنان لم يحاب أحدا سواء كان مسؤولا او متنفذا
أو تيارا أو حتى حكومة أو دولة ما، وأشهد انه لم يحاب الا الكويت
وطنه التي احبها وعشقها.
وبما ان البشر هم شهود الله في الأرض، فإذا اجمع
البشر بمختلف مشاربهم على الترحم على رجل متوفى فهذه شهادة وبشرى
خير له ولأبنائه.
رحمك الله ابا عدنان وغفر لك وصبر محبيك على فقدك.
awadh67@
Awadh67Note@gmail.com
# # # #
وداعاً صانع السعادة
بقلم : شيخة عبدالله معرفي
المصدر : الأنباء
رحم الله عبدالحسين عبدالرضا.. لم أعرف هذا الإنسان
كداعية أو شيخ دين أو صاحب أملاك أو رجل سياسة.. عرفته منذ الصغر
بابتسامة بضحكة، كل ما في ذاكرتي عن هذا الإنسان هو انه مدخل
للسرور والسعادة في النفس.. يحيي قلوبا حزينة بضحكات عالية
وتعليقات لطيفة يسعد أرواحا وحيدة بمجرد أن تراه أو تتابع له أي
عمل من أعماله (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) صدق الله
العظيم.
لم أكن أعرف أهمية هذا الأثر البالغ ووقعه على
النفوس إلا بعدما توفي، رأيت وأحسست بهذا الكم الهائل المهول من
الحب من الناس كافة بكل أطيافهم يحبونه حبا حقيقيا وغير زائف ولا
حب مصلحة.. تماما بقدر ما كان هذا الإنسان واضحا وبسيطا دخل حبه
ببساطة في قلوب البشر، لا أرى وجود أسباب عظيمة تجعله يفوز بحبهم
لكني أعلم أن من يحبه الله يحبب فيه خلقه دون شك وهذه حقيقة مسلم
بها.. منذ أن وصلني خبر وفاته وأنا في تساؤل أرهق تفكيري: ما سبب
كل هذا الحب من الناس؟ وتوصلت الى إجابة انه على الرغم من إنجازاته
وتاريخه الحافل بالعطاء في مجال الفن وشهرته الواسعة فإن هناك
جانبا إنسانيا في هذا الرجل قد يغفل عنه الكثير فقد عرف بالتواضع
«لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر» - حديث شريف.
الآن بدأت أفسر معاني الأحاديث والآيات بصورة
مختلفة، ليس الدين بالتسابق على عدد الختمات أو المجاهرة بالدعوة
التي لا يطبقها البعض حتى على نفسه بل يزيفون ويغشون حتى أنفسهم
للأسف، ولا بالتصدق وجمع التبرعات جهارا عيانا من أجل الرياء وكسب
تصفيق الضعفاء.. عبدالحسين كان يفرح الناس من قلبهم وكانوا يردون
له التصفيق من كل قلبهم.. هكذا الإحسان للناس، هذا هو الغرض والهدف
من الإسلام «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده... المسلم أخو
المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» صدق رسول الله.
والكثير من الأحاديث الشريفة التي نحفظها ولا نعي
معناها ولا نطبقها في حياتنا.. أن تعيش بسلام محبا للناس من قلبك
بدون زيف بدون محاولة ترهيبهم وترويعهم وظلمهم هذا هو الإسلام.. قد
يجتمع حولك الأهل في اجتماعات ظاهرية ولكن من داخلها مشوبة بالزيف،
مشاعر محبطة مليئة بالكره والحقد، قلوب خاوية من الحب والوئام
الحقيقي الذي لابد أن يكون بين الأهل والذي يراه البعض فقط لمجرد
«صلة الرحم» متجاهلين أن كلمة الرحم هي مشتقة من الرحمة والتراحم
اسم من أسماء الله الحسنى، الرحمن لم يطلق الله على جلالته هذا
الاسم إلا لعظمة معناه جل في علاه.. إن لم ترحم من حولك فلست أهلا
للرحمة وإن كنت لست أهلا لها فكيف ترجو رحمة الله؟
رأيت في عبدالحسين حبه لأهل بيته وأبنائه واهتمامه
بأحفاده وأبناء أخواته، لم أكن أعرفه معرفة شخصية ولكن من خلال
وسائل التواصل الاجتماعي لمست كم الحب والحنان الذي لم أعرفه في
الفنان عبدالحسين عبدالرضا بشكل شخصي.
الآن بدأت أفهم وأعي سبب حب الناس وحزنهم على هذا
الرجل وتعلقهم به وحبهم العميق له الذي لم أر له مثيلا طوال
الثلاثة عقود من حياتي، كان كافيا ووافيا بأن أعرف لم أحبه الناس
بهذا القدر؟ الجواب هو لأن الله أحبه فأكرمه باجتماع الناس على حبه
بكل أطيافهم، عرفت لم تذرف دموع من حولي حزنا وشجنا عليه دون سابق
معرفة او صلة دم بينهم وبينه!
في هذا الصباح في منتصف شهر ٨ في عز أيام الصيف
وباق من الوقت ساعتان على وصول جثمان الراحل، أرفع رأسي للسماء
وإذا بالغيوم قد اصطكت في السماء وكأنما جمعها الله لتكتمل محبة
عبدالحسين في السماء تمهيدا لوصول روحه المحبة الخفيفة الواصلة
إليها بأجواء لطيفة.
تماما مثل لطف هذا الإنسان مع البشر.
هنيئا لك هذا الحب الصادق يا بوعدنان جعل الله
حسابك هينا لينا يسيرا تماما مثلما كنت مع من حولك.
وأود أن أذكر معلومة هنا عن الراحل الكبير
عبدالحسين عبدالرضا أنه كان لا ينام وأحد زعلان منه.
ولعل في ذلك درسا للجميع: كن محبا مخلصا رحيما تحبك
السماء قبل الأرض، تحل بصفات الإسلام ليس شكلا وصورة وإنما خلقا
وأفعالا، اجعل الله في جوهرك وتعاملك مع القريب والبعيد، اجعل من
يعرفك يدعو لك لا يدعو عليك.
أسأل الله العلي القدير ان يسكنك الفردوس الأعلى مع
الصديقين والشهداء والصالحين. آمين. |