(كونا)
— احتضن ثرى الكويت أمس الأربعاء جثمان الفنان الكبير عبدالحسين
عبدالرضا لكنه بقي نجما ساطعا في قافلة رواد الفن الأصيل في الكويت
الذين حملوا على عاتقهم طيلة حياتهم غرس القيم الأصيلة لدى الجمهور.
وهؤلاء الرواد سعوا طيلة مسيرتهم الفنية إلى تكريس
روح الولاء والانتماء للوطن والحفاظ على الوحدة الوطنية وروعة
العلاقة وقوتها بين الحاكم والمحكوم ووضع الأساس للرقي بالفن
الكويتي فاستحقوا عن جدارة أن يكونوا خير سفراء لهذا الوطن.
واستحوذ أولئك العمالقة على مساحة مهمة في الذاكرة
الكويتية إذ غابوا عنا بأجسادهم لكنهم باقون دائما في ضمائرنا
وقلوبنا نشاهد مرارا وتكرارا صغارا وكبارا ما قدموه على الشاشة أو
المسرح لتصبح مفرداتهم في حواراتهم التمثيلية ضمن قاموس مفرداتنا
اليومية.
وفي لمسة وفاء نتوقف عند بعض الأسماء الفنية
الرائدة ممن رحلوا عنا لنذكر الجيل الجديد بهم وبأدوارهم وأعمالهم
التي سطرت النهضة الفنية في الكويت ومازالت راسخة في مسيرة الفن.
فقد غيب الموت في 23 مايو 2017 الفنان علي البريكي
أحد رواد المسرح والدراما التلفزيونية والإذاعية الكويتية الذي
أشتهر بدوره في مسلسل (محكمة الفريج) هذا الدور الذي مازال حاضرا
إلى اليوم وكذلك بأدائه شخصية الشاعر فهد العسكر بمرحلة الشباب في
مسلسل (فهد العسكر الرحلة والرحيل).
وخسرت الساحة الفنية الكويتية برحيله فنانا موهوبا
ومبدعا استطاع أن يشق طريقه بموهبته واخلاصه لفنه وايمانه برسالة
الفن التنويرية والابداعية.
وبدأ الراحل البريكي حياته المهنية كمصور حتى
اختاره الفنان زكي طليمات أثناء زيارته لمشاهدة مسرحية (سر الحاكم
بأمرالله) هو وصديقه جعفر المؤمن للمشاركة في مسرحية (صقر قريش) مع
(فرقة المسرح العربي).
وقدم الراحل البريكي في حياته الفنية اكثر من 50
عملا مسرحيا وتلفزيونيا وتم تكريمه عام 2012 من قبل مهرجان المسرح
للشباب وكانت آخر مسرحية شارك فيها (صوت الزمن) عام 1994.
وفي 11 أبريل 2015 توفي الفنان أحمد الصالح الذي
ولد عام 1938 ويعد من أبرز وجوه الحركة المسرحية في البلاد منذ
بداياتها إذ عاصر الرعيل المسرحي الأول في ستينات القرن الماضي
وقبل تلك الفترة شارك في أعمال المسرح المدرسي.
وقدم الصالح خلال مسيرته الفنية الطويلة عددا كبيرا
من المسرحيات الناجحة مع فرقة المسرح الشعبي وتولى فيها عدة مناصب
إدارية.
ومن أشهر مسرحيات الراحل الصالح (شرايج بوعثمان) و
(العمارة رقم 20) وغيرها اضافة الى مسرحية (فرحة أمة) وهي مسرحية
كوميدية اجتماعية ساخرة تناقش القضايا الاسرية والترابط الاسري
والتطرف الديني وعرضت أمام قادة دول الخليج في انعقاد احد مؤتمرات
القمة الخليجية.
وللفنان الصالح سجل حافل في الدراما التلفزيونية
ابتداء من عام 1974 حتى سنوات مرضه الأخيرة كما أطل سينمائيا من
خلال فيلم (بس يا بحر) عام 1971 وفيلم (الصمت) عام 1976 وشارك في
الجزء الأول من برنامج الأطفال التعليمي (افتح يا سمسم) عام 1979.
وفي 9 نوفمير 2011 توفي الفنان منصور المنصور في
الجزائر بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد أثناء مهمة عمل مع فرقة مسرح
الخليج العربي.
وولد الراحل المنصور عام 1941 من أسرة فنية وبدأ
عمله في إذاعة الكويت وشارك في أول عمل مسرحي مدرسي بعنوان
(الحاكم
بأمر الله) توالت بعدها مشاركاته الفنية سواء المسرحية ومنها (ضاع
الديك و1234 بوم والبساط السحري) إضافة الى مشاركته في العديد من
المسلسلات الناجحة مثل (حبابة والقرار الأخير ودروب الشك ودارت
الأيام وغصات الحنين وجفنات العنب).
وفي 19 أكتوبر 2010 وبعد صراع مع المرض في العاصمة
البريطانية رحل نهاش فتى الجبل غانم صالح الغوينم الذي ولد عام
1943 وهو أحد الوجوه المتميزة في مسيرة الفن الكويتي إذ استطاع منذ
بداية ظهوره على خشبة المسرح في أوائل الستينيات أن يحتل مكانة
مميزة بين زملائه ومتابعيه.
وجسد الراحل غانم الصالح شخصيات مازالت تقبع في
الذاكرة إضافة الى مسميات عرف بها مثل (كامل الأوصاف وذياب ونهاش
فتى الجبل وأبوالريش) وغيرها.
وساهم في تأسيس فرقة المسرح ومن أبرز أعماله مسرحية
(على جناح التبريزي) التي شاركت في مهرجان دمشق للفنون المسرحية
ونالت جائرة أفضل عرض مسرحي.
كما شارك في عدد من المسرحيات المتميزة مثل (باي
باي لندن) و(فرسان المناخ) و(حرم سعادة الوزير) و(أرض وقرض) و(ممثل
الشعب) اضافة الى العديد من الاعمال التلفزيونية والمسلسلات منها
(محكمة الفريج) و(خالتي قماشة) و(رقية وسبيكة) و(قاصد خير) و(خرج
ولم يعد) و(الخراز) و(فريج صويلح) و(ام البنات) و(اخوان مريم )
وغيرها من الاعمال المتميزة حاصدا العديد من الجوائز وشهادات
التقدير المحلية والخارجية.
وفي يوم 28 أكتوبر 2008 توفي الفنان علي المفيدي في
الولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 69 عاما
من العطاء والتميز الفني أثرى خلالها الساحة الفنية الكويتية
بالعديد من الأعمال الفنية المتميزة بالمسرح والتلفزيون والإذاعة.
ويعد المفيدي أحد رواد الحركة الفنية الكويتية
وشارك في العديد من المسرحيات منها (بخور أم جاسم) و(هالو دوللي)
و(حامي الديار) اضافة الى (جنون البشر) التي عرضت عام 1997 ليوم
واحد على مسرح قصر بيان بمناسبة انعقاد أعمال القمة الخليجية.
ومن أفلام الراحل المفيدي (بس يا بحر) عام 1972 وهو
فيلم يحكي عن حياة الكويت أيام الغوص ومن أشهر أعماله التلفزيونية
(درب الزلق) و(خالتي قماشة) و(رقية وسبيكة) و(سوق المقاصيص).
وحصد المفيدي جائزة الإبداع الإذاعية في مهرجان
القاهرة للاذاعة والتلفزيون السادس عام 2000.
وفي 31 يناير 2008 توفي الفنان خليل محمد اسماعيل
الذي ولد عام 1947 وكان قد انتسب إلى فرقة مسرح الخليج العربي عام
1981 ومن أبرز أعماله المسرحية (أرض وقرض) و(الكرة مدورة)
و(انتخبوا أم علي) و(ولعها شعللها).
كما شارك الراحل اسماعيل في العديد من المسلسلات
مثل (درب الزلق) و(خرج ولم يعد) و(العتاوية) و(خالتي قماشة) الا
أنه توقف عن العمل الفني عام 1998 بداعي المرض.
وفي 27 مارس 2006 توفي في العاصمة المغربية الرباط
الفنان القدير خالد النفيسي الذي اشتهر بشخصية بائع الثلج المعروف
ب(فلج بوصالح) بمسلسل (درب الزلق).
وتعد مسيرة النفيسي الفنية حافلة إذ يعتبر من مؤسسي
الحركة الفنية في الخليج واحد رواد الحركة المسرحية في الكويت.
وكان النفيسي بدأ مشواره الفني عام 1957 في مسرحية
(ضاع الأمل) ثم شارك في مسرحية (صقر قريش) التي تعد أول عمل مسرحي
جماهيري في الكويت لتتوالى بعدها أعماله الفنية المميزة لاسيما في
المسرح.
وشارك الفنان الراحل في العديد من المسرحيات منها
(حامي الديار) و(حرم سعادة الوزير) و(بيت بوصالح) و(دقت الساعة)
كما تولى بطولة المسلسل الاجتماعي الناجح (الى أبي وأمي مع التحية)
وشارك في العديد من المسلسلات مثل (محكمة الفريج) و(درب الزلق)
و(خالتي قماشة).
كما شارك النفيسي في فيلم (الصمت) الذي يعتبر أول
فيلم خليجي تعرفه دور السينما العربية اضافة الى تقديمه فن
الاوبريت من خلال (المطرب القديم) و(الكويت بين الماضي والحاضر)
وآخر أعماله الفنية مسرحية (وزير الناس) في دولة قطر عام 2002 ثم
مسلسل (عديل الروح) عام 2005.
وفي 3 يونيو 2004 توفيت الفنانة مريم الغضبان التي
عرفت ب(حبابة) في مسلسلها الرمضاني الذي يحمل نفس الاسم و(نسمة) في
مسلسل خالتي قماشة.
وتفوقت الراحلة مريم الغضبان في أداء الشخصية
الشريرة التي أحبها الجمهور رغم شرها لعلمه بمدى طيبة قلبها وجمال
خلقها الحقيقي.
وتعد الفنانة الراحلة إلى جانب الفنانة مريم الصالح
أول سيدتين كويتيتين وقفتا على خشبة المسرح في الكويت كما شاركت
الراحلة في العديد من الأعمال التلفزيونية وفي رصيدها عدد كبير من
الأعمال المسرحية سواء مع فرقة المسرح العربي أو من خلال فرقة
المسرح الشعبي التي انضمت إليها أو مع الفرق الخاصة.
وكانت الغضبان قد حصلت على العديد من الجوائز
والدروع التقديرية إذ كرمت في أكثر من مناسبة فنية محلية وإقليمية
وعانت مضاعفات مرض السكر وارتفاع الضغط والشرايين مما أدى لفقدانها
البصر في آخر سنين حياتها.
وفي 22 مايو 2002 توفي الفنان القدير عبدالعزيز
النمش الشهير بشخصية (ام عليوي) في مسلسل (درب الزلق) وشخصية
(منيرة الطواش) في مسلسل (الأقدار).
ويعد الفنان النمش الذي ولد عام 1930 أول من تمكن
من أداء وتمثيل دور المرأة بجرأة وتميز وإبداع لم يسبقه إليه أحد
وذلك لتعويض نقص العنصر النسائي في الحركة الفنية في البلاد التي
كانت قليلة جدا في الماضي.
ولم يمثل النمش دور الرجل خلال مسيرته الفنية إلا
مرتين وقد بدأ حياته الفنية عام 1946 بمسرحية (سكانة مرته) من خلال
دور (المطوعة مكية) ثم توالت بعدها الأدوار فشارك في العديد من
الأعمال الفنية الهامة لاسيما دور (أم عليوي).
وشارك الراحل في عدة مسرحيات منها (ضحية بيت العز)
و(بيت بوصالح) و(كازينو أم عنبر) و(فرسان المناخ) و(هالو بانكوك)
وشارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية منها (عائلة بوجسوم)
و(درب الزلق) و(الاقدار) و(مذكرات بوعليوي) ويعد أحد مؤسسي فرقة
المسرح الحر.
وفي 17 فبراير 2002 ودعت الفنانة طيبة الفرج الحياة
بعد صراع مع المرض أنهى مشوارها الفني الذي امتد حوالى 40 عاما.
وقد ولدت الفنانة طيبة الفرج عام 1947 وبدأت
مشوارها الفني في سن 14 عاما مع الفنان محمد النشمي في برنامجه
(ديوانية التلفزيون) الذي كان له الفضل في انضمامها إلى فرقة
المسرح الشعبي عام 1963 لتشارك في مسرحية (سكانه مرته).
ومن أشهر المسلسلات والاعمال التلفزيونية للفنانة
الراحلة (مذكرات جحا) و(الدكتور) و(خرج ولم يعد) و(سليمان الطيب)
وآخرها مسلسل (سوق المقاصيص).
وفي 3 ديسمبر 1999 توفي الفنان خفيف الظل محمد
السريع عن عمر ناهز 59 عاما بعد رحلة عطاء فنية عامرة.
وقد ولد الراحل السريع عام 1940 وهو من أبرز أعضاء
فرقة مسرح الخليج العربي التي انتسب اليها عام 1968 وشغل فيها
العديد من المناصب الإدارية.
ومن أبرز أعماله المسرحية (بخور أم جاسم) و(ضاع
الديك) و(علي جناح التبريزي) و(هالو بانكوك) و(عبيد في التجنيد)
و(وحش الليل) و(السندباد البحري) كما شارك في عدة مسلسلات
تلفزيونية منها (الابريق المكسور) و(البساط السحري و(مدينة الرياح)
و(قاصد خير) و(بو قلبين) و(طير الخير) وأخيرا (لمن تشرق الشمس) عام
1998.
وفي 23 مايو عام 1997 توفي الفنان عبدالله الخريبط
بعد رحلة حافلة بالعطاء الفني إذ بدأ مسيرته الفنية عام 1956 وكان
ممثلا ومخرجا ومسرحيا من جيل الرواد.
ويعتبر الخريبط من مؤسسي فرقة المسرح الحر الخاصة
عام 1974 ومن مؤسسي جمعية الفنانين الكويتيين عام 1963 إذ قدم خلال
مسيرته الفنية المتميزة عددا كبيرا من الاعمال الفنية وسواء تلك
التي شارك فيها مخرجا وممثلا أو الاثنين معا مثل (سكانه مرته)
و(الجنون فنون) و(غلط يا ناس) و(يمهل ولا يهمل) و(كازينو ام عنبر)
و(انتخبوني) و(حرامي اخر موديل) و(رزنامه) و(ثور عيده) و(ضعنا
بالطوشة) و(مدير طرطور).
كما شارك الراحل في بطولة الفيلم الكويتي (بس يا
بحر) ومن أشهر أعماله التلفزيونية كذلك دوره المميز في مسلسل (درب
الزلق).
وفي 17 سبتمبر 1992 وافى الاجل الممثلة القديرة
عائشة إبراهيم التي قدمت الكثير من الأعمال المميزة والإبداعية
أبرزها شخصية (تراجي) في مسلسل (عتاوية الفريج).
وقد ولدت الفنانة الراحلة عام 1944 وبدأت عملها
الفني الأول عام 1963 في مسرحية (حظها يكسر الصخر) ثم انتقلت بعد
ذلك إلى التلفزيون وقدمت برنامج باسم (ديوانية التلفزيون).
وانضمت الراحلة عام 1964 إلى فرقة المسرح العربي
وقدمت خلال مسيرتها الفنية 37 عملا مسرحيا وتمثيليا وشاركت بتأسيس
(فرقة المسرح الحر) كما حصلت خلال مسيرتها على عدة جوائز ودروع
لأدوارها المسرحية.
وكان آخر أعمال الفنانة الراحلة على المسرح مسرحية
(لولاكي 2) وفي التلفزيون مسلسل (الماضي وخريف العمر) عام 1992.
وفي فجر 25 ديسمبر 1978 توفي الفنان صقر الرشود إثر
حادث سير في دولة الامارات العربية المتحدة حيث يمارس عمله كمستشار
مسرحي في وزارة الإعلام والثقافة وقد اطلق اسمه على المسرح الذي
تأسس في إمارة رأس الخيمة عام 1976 وعلى المسرح الشعبي في إمارة
دبي تخليدا لذكراه.
وتميز الرشود بشغفه وحبه للمسرح والفن والادب فكان
له دور بارز في المسرح الكويتي مع العديد من الفنانين حيث شارك في
تأسيس (فرقة مسرح الخليج العربي) وشارك مخرجا ومؤلفا وممثلا في عدة
مسرحيات بلغ عددها 23 مسرحية.
وارتبط اسم صقر الرشود بانطلاق عصر جديد في
الستينيات للمسرح الكويتي من المسرح الأرتجالي إلي النص المكتوب
فقدم أول نص مسرحي كويتي مكتوب عام 1960.
وفي 9 أغسطس 1977 توفي الفنان عبدالعزيز المسعود في
العاصمة البريطانية لندن اثناء سفره للتجهيز لمسرحية (رأس المملوك).
وكان الفنان المسعود الذي ولد عام 1937 أحد رواد
الحركة المسرحية في الكويت وانضم الى فرقة المسرح الشعبي حيث قدم
في عام 1950 أول مسرحياته بعنوان (الطاحونة).
وبعد ذلك توالت الأعمال المسرحية التي شارك بها
الفنان الراحل ومن أشهرها (مذكرات أم عليوي) و(سكانة مرته)
و(كازينو أم عمبر) إضافة الى مسرحية (ضاع الديك) التي حققت نجاحا
جماهيريا كبيرا كما قدم في التلفزيون مسلسل (اجلح وأملح) وشارك في
أول فيلم سينمائي كويتي (بس يا بحر).
وهناك قافلة من الفنانين الأوائل الذين انضموا الى
ركب الراحلين الذين يصعب تعويضهم وقدموا خلال مسيرتهم الفنية
المتميزة العديد من الأعمال الفنية ومنهم كنعان حمد بوعركي وجوهر
سالم عبدالرحمن وكاظم القلاف وماجد سلطان مبارك وجاسم عبدالله
الصالح وعبدالرحمن سليمان الضويحي وجعفر المؤمن ومحمد حسن وحسن
عبدالرسول وحسين الصالح. |