ترشيحات الأفلام خضعت هذا العام لبعض التوازنات المسبقة التي نتجت
عمّا وجه من انتقادات للمسابقة الشهيرة خلال السنوات الأخيرة، وهي
انتقادات تتعلّق بأنواع الأفلام، وعلاقتها بما يعرف بـ"الجندر"،
وبالميول الجنسية وبالخلفية العرقية.
كانت نتائج مسابقة الأوسكار الأميركية التي أسفرت عن فوز فيلم “شكل
الماء” بجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج من بين الأفلام التسعة التي
رشحت لهذه الجائزة، متوقعة إلى حد كبير.
وبعد أن شاهدت الأفلام التسعة، يمكنني القول إن “شكل الماء” يتميز
من بينها بالتجديد والابتكار في الخيال وأسلوب التعامل مع المادة
البصرية والموسيقية والمزج البديع بين الأساليب السينمائية
المختلفة في بناء ما بعد الحداثي وفي سياق قصة “مجنونة” تحمل بصمات
إنسانية مؤثرة.
ومع إعجابي الكبير بالفيلم الذي شاهدته في عرضه العالمي الأول
بمهرجان فينيسيا في سبتمبر الماضي، وكتبت عنه وقتها تحليلا نقديا
لـ”العرب”، إلّا أنني لا أجده يرقى إلى مستوى التحف السينمائية.
والفيلم الوحيد من بين الأفلام التسعة الذي يرقى في رأيي الخاص إلى
مستوى “التحفة” هو فيلم “دنكرك” للمخرج كريستوفر نولان، لكن مشكلة
“دنكرك” أنه يصوّر موضوعا قديما لا شك أن أعضاء الأكاديمية رأوا
فيه أيضا موضوعا “بريطانيا” خالصا، يخلو إلى حد ما من حضور الدور
الكبير للممثل، لذلك فضلوا منحه ثلاث جوائز فرعية تقنية، وكما
توقعت وكتبت، فقد فاز أفضل الأفلام الخمسة المرشحة لأفضل فيلم
أجنبي وهو “امرأة رائعة” من شيلي بالجائزة عن جدارة.
جوائز التمثيل كانت أيضا متوقعة إلى حد كبير، وأهمها بالطبع فوز
فرانسيس ماكدورماند عن دورها في “ثلاث لوحات إعلانية خارج إيبنغ،
ميسوري”، وغاري أولدمان عن “أحلك الساعات”، وسام روكويل كممثل
ثانوي عن الفيلم الأول، وإليسون جاني عن دورها في “أنا تونيا”.
ومع إعجابي بفيلم “ثلاث لوحات..” بتقنيته العالية وفوضويته البصرية
المنظمة، إلاّ أنني أجده مثل باقي الأفلام، عملا جيدا لا يرقى إلى
مستوى التحفة، فمعظم الأفلام المرشحة كانت من “الأفلام العادية”،
باستثناء الفيلم المدهش “اخرج”(Get
Out)
الذي ربما يكون قد ظلم رغم منحه جائزة أحسن سيناريو مباشر.
ظلت المجلات السينمائية المرتبطة بصناعة السينما، مثل “فاريتي”
و”سكرين إنترناشيونال” و”هوليوود ريبورتر”، عبر أشهر، تلحّ على
هواة وعشاق السينما في العالم، لكي تدخل في روعهم أن هذه الأفلام
التي تمّ ترشيحها في النهاية، هي أفلام عظيمة وتحف خالدة، في حين
أن الترشيحات تجاوزت أفلاما أخرى كانت تستحق، وضمت أفلاما أقل
كثيرا من المستوى مثل “نادني باسمك” الذي حصل على جائزة أفضل
سيناريو معدّ عن أصل أدبي رغم ما فيه من فراغات وثقوب كثيرة.
ولا شك أن ترشيحات الأفلام خضعت هذا العام لبعض التوازنات المسبقة
التي نتجت عمّا وجه من انتقادات للمسابقة الشهيرة خلال السنوات
الأخيرة، وهي انتقادات تتعلّق بأنواع الأفلام، وعلاقتها بما يعرف
بـ”الجندر”، وبالميول الجنسية وبالخلفية العرقية.
وقد كان النقد الشديد يدور عادة حول غلبة الأفلام “البيضاء”، التي
يخرجها عادة مخرجون (من الذكور) وتهتم بالعلاقات الجنسية العادية
أو التي يعتبرها الكثيرون “طبيعية” مع إهمال أفلام المثليين، لذلك
تضمنت قائمة ترشيحات أفضل فيلم، فيلما عن علاقة الحب المثلي بين
شابين هو فيلم “نادني باسمك”، وفيلما آخر من إخراج امرأة، هو فيلم
“ليدي بيرد” للمخرجة غريتا غرويج، وفيلما ثالثا من بطولة ممثل من
السود الأميركيين، هو فيلم “اخرج”
(Get Out)
وهو من إخراج المخرج الأميركي الأسود جوردان بيل.
ومنذ البداية، أي منذ أن عرض فيلم “ثلاث لوحات..” في مسابقة مهرجان
فينيسيا السينمائي الأخير بدأت في الصحافة الأميركية حملة هائلة من
أجل دعم الفيلم والترويج له باعتباره عملا غير مسبوق. وقبل إعلان
جوائز الأوسكار وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرّض الفيلم فجأة
لبعض الانتقادات التي تتعلّق بشخصية ضابط الشرطة العنصري “ديكسون”
التي قام بها سام روكويل، وكيف أن الفيلم قدّمه في صورة مرحة
وخفيفة ولم يلق ما كان يستحقه من إدانة بسبب عنفه وعنصريته الفظة،
وهي فكرة ساذجة دون شك، شبيهة بمن كانوا يرون في الماضي ضرورة أن
يلقى المجرم الشرير جزاءه على الشاشة!
كاتب وناقد سينمائي مصري
####
"شكل
الماء" للمكسيكي ديل تورو يخطف أربعة أوسكارات
الفيلم المكسيكي يتوج بأوسكار الإخراج وجائزة أفضل فيلم وأفضل
إنتاج آلي وأفضل تصميم إنتاج، وقصيدة لنجم السلة المعتزل كوبي
براينت تحرز أوسكار الرسوم المتحركة.
لوس أنجلس – أعلن مذيع حفل توزيع جوائز الأوسكار جيمي كيميل، الذي
أقيم كعادته في صالة مسرح كوداك بمدينة لوس أنجلس في كاليفورنيا في
ساعة متأخرة من مساء الأحد، عن نتائج الأوسكار رقم 90 في تاريخ
"أكاديمية فنون وعلوم الصورة الأميركية"، والتي توجت فيلم "شكل
الماء" للمخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو بأربع جوائز دفعة واحدة،
وهي جائزة أوسكار أفضل مخرج وجائزة أفضل فيلم، بالإضافة إلى جائزتي
أفضل إنتاج آلي وأفضل تصميم إنتاج.
وقال ديل تورو لدى تسلمه الجائزة "إن أعظم شيء يفعله الفن وتفعله
صناعتنا هو إزالة القيود، ويجب علينا الاستمرار في عمل هذا، عندما
يطلب منا العالم أن نفعل ذلك بشكل أعمق".
وهذه الجائزة هي أول جائزة أوسكار يفوز بها ديل تورو (53 عاما)،
الذي أخرج أفلاما مثل “هيل بوي” و”بانز لابيرينث” الذي تم ترشيحه
لجائزة أوسكار في 2007.
جائزتا التمثيل
اختطف الأميركي غاري أولدمان، جائزة أوسكار أحسن ممثل عن فيلم
"أحلك الساعات"، أما أفضل ممثلة فكانت فرانسيس مكدورماند عن فيلم
"3 لوحات خارج إيبنغ، ميسوري".
فاز المخرج المكسيكي الهوليوودي جييرمو ديل تورو بجائزة الأوسكار
لأفضل مخرج في عام 2018 عن فيلمه “شكل الماء”، الذي فاز أيضا
بجائزة أفضل فيلم بالإضافة إلى جائزتي أفضل إنتاج آلي وأفضل تصميم
إنتاج، فيما فاز الفيلم التشيلي “امرأة رائعة” بجائزة أحسن فيلم
أجنبي
وجسد أولدمان (59 عاما) في فيلم "أحلك الساعات" شخصية الزعيم
البريطاني أثناء الحرب ونستون تشرشل.
واكتسح أولدمان، الذي تصدر الترشيحات للفوز بجائزة أوسكار أفضل
ممثل، موسم الجوائز بفوزه بجوائز مثل “غولدن غلوب” وعدد من جماعات
نقاد الأفلام، وهذه أول جائزة أوسكار يفوز بها.
وقال أولدمان لدى تسلمه الجائزة “أود فقط أن أُحيي ونستون تشرشل،
الذي كان بمثابة صحبة رائعة عما يمكن وصفه بأنها رحلة لا يمكن
تصديقها”.وخاطب أمه (98 عاما) التي قال إنها تشاهد الحفل على
أريكتها “أقول لأمي شكرا على حبك ودعمك.. سأعود بالأوسكار إلى
المنزل”.
ويركز الفيلم على شهري مايو ويونيو 1940 عندما كانت بريطانيا على
وشك الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، وواجه تشرشل انقسامات
عميقة في حكومته والجيش والملكية.
وتم ترشيح أولدمان لجائزة الأوسكار في 2011 عن فيلم “تنكر تايلور
سولجر سباي”.
فيما لعبت مكدورماند في فيلم “3 لوحات خارج إيبنغ، ميسوري” دور
امرأة غاضبة تسعى للعدالة في كوميديا سوداء. وهذه هي ثاني جائزة
أوسكار تفوز بها مكدورماند (60 عاما)، حيث فازت قبلها بالجائزة
الأولى في عام 1997 عن فيلم “فارغو”.
وقالت مكدورماند لدى تسلمها الجائزة “يشرفني أن تكون معي كل هذه
المرشحات في جميع الفئات في هذه القاعة الليلة، أنظروا حولكم أيتها
السيدات والسادة.. جميعا لدينا قصص نريد أن نرويها ومشاريع نحتاج
إلى تمويلها”.
وتصدرت مكدورماند ترشيحات الفوز بجائزة أوسكار لأفضل ممثلة بعد
فوزها بجائزة “غولدن غلوب” وعدد من جوائز النقاد عن دورها، وفازت
مكدورماند بجائزة “إيمي” في 2014 كما فازت بجائزة “توني” للمسرح في
2011.
وفاز بجائزة أحسن فيلم أجنبي (غير ناطق بالإنكليزية) “امرأة رائعة”
من تشيلي، وأعلنت الممثلة فيولا دافيس عن جائزة أفضل ممثل مساعد،
وفاز بها الممثل سام روكويل عن دوره في فيلم “3 لوحات خارج إيبنغ،
ميسوري”، فيما فازت أليسون جاني بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم
“أنا، تونيا”.
قصيدة برايانت
ذهبت جائزة أفضل فيلم قصير متحرك إلى “عزيزي كرة السلة” الذي كتبه
وأنتجه نجم كرة السلة الأميركي المعتزل كوبي برايانت.
وفاز كوبي برايانت بخمسة ألقاب في الدوري الأميركي للمحترفين، لكنه
أكد أنه يشعر بإثارة أكبر من الانتصارات التي حققها مع لوس أنجلس
ليكرر عندما فاز بجائزة أكاديمية فنون وعلوم السينما (أوسكار) في
أول محاولة الأحد.
جوائز الأوسكار 2018
أفضل فيلم: شكل الماء"
أفضل مخرج جييرمو ديل تورو
أفضل ممثلة فرنسيس مكدورماند "3 لوحات خارج إيبنغ، ميسوري"
أفضل ممثل جاري أولدمان "أحلك الساعات"
أفضل ممثلة في دور ثانوي أليسون جاني أنا، تونيا"
أفضل ممثل في دور ثانوي سام روكويل "3لوحات خارج إيبنغ، ميسوري"
أفضل فيلم أجنبي امرأة رائعة" (شيلي)
أفضل فيلم رسوم متحركة "كوكو"
أفضل فيلم رسوم متحركة قصير"عزيزتي كرة السلة"
أفضل فيلم وثائقي "إيكاروس"
وبعد تسلمه الجائزة عن فيلم الرسوم المتحركة القصير، قال برايانت
(39 عاما) خلال مؤتمر صحافي “أقسم لكم وبكل صدق أن شعوري أفضل ممّا
أحسست به عند الفوز بالبطولات.. وجودي هنا الآن وإحساسي بهذه
الأهمية هو شيء غير معقول.. جنون”.
ويعتمد الفيلم على قصيدة كتبها برايانت في 2015 وأعلن من خلالها عن
آخر موسم له في دوري السلة الأميركي، والعمل الذي أخرجه جون وليامز
الفائز بالأوسكار ووضع جلين كين موسيقاه التصويرية، مدته خمس دقائق
وخلاله جاء السرد بصوت برايانت نفسه أيضا.
وعن طريق صور رسمت يدويا يعرض الفيلم لحظات من تألق برايانت خلال
مسيرته الحافلة مع اللعبة، مع سرد يظهر مدى التزام النجم المعتزل
باللعبة وتعلقه بها منذ سن مبكرة حتى أصبح جسمه غير قادر على
الاستمرار في العطاء على المستوى الأعلى.
ولعب برايانت لمدة 20 موسما وبعد الاعتزال اتجه للعمل في مجال
الإنتاج الفني عندما افتتح مشروعه الخاص “أستوديوهات كوبي”.
وذهبت جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة لـ”كوكو”، وأفضل مؤثرات بصرية
لفيلم “شفرة العداء”، فيما فاز بجائزة المونتاج لي سميث عن فيلم
“دونكيرك” وفاز فيلم “أحلك الساعات” بجائزة أفضل مكياج أيضا.
وبالنسبة لأفضل فيلم وثائقي قصير فكان “السماء هي سيولة حركة
المرور على 405”، أما أفضل فيلم قصير مباشر فهو “الطفل الصامت”،
وأفضل سيناريو مقتبس هو “نادني باسمك” للسيناريست جيمس إيفوري.
مزحة كيميل
ذهبت جائزة أفضل سيناريو أصلي إلى جوردان بيلي، عن فيلم “الخروج”،
واختطف جائزة أوسكار أفضل تصوير سينمائي روجر ديكينز، عن فيلم
“شفرة العداء”، أما أفضل إنتاج أصلي فكان “شكل الماء”، وذهبت
الجائزة إلى ألكسندر ديسبلات، وأفضل أغنية أصلية هي “تذكرني” من
فيلم “كوكو”.
وفي حين ذهبت جائزة أفضل مكساج صوتي لفيلم “دونكيرك”، والذي فاز
أيضا بجائزة أفضل مؤثرات صوتية.
وفي فئة الفيلم الوثائقي فاز “إيكاروس”، وذهبت جائزة أفضل تصميم
أزياء إلى فيلمي “فانتوم” و”مارك الجسور”، وفي فئة المكياج وتصفيف
الشعر فاز عن فيلم “أحلك ساعة” كل من كازوهيرو تسوجي وديفيد
مالينوسكي ولوسي سيبيك.
أما جائزة أفضل تصميم إنتاج فذهبت إلى بول دنهام أوستربيري وشين
فيو وجيف ملفين عن فيلم “شكل الماء”.
ولم يخجل مقدّم البرامج الساخر جيمي كيميل من افتتاح حفل جوائز
الدورة الـ90 من جوائز الأوسكار بالتلميح إلى خطأ العام الماضي،
عندما تم الخلط في جائزة أفضل فيلم.
وقال جيمي كيميل في خطابه الافتتاحي “هذه السنة عندما ننادي اسمك،
لا تقف بسرعة.. امنحنا دقيقة”.
ومن المعروف أن حفل 2017 شهد خطأ فادحا بإعلان فوز فيلم “لا لا
لاند” بأوسكار أفضل فيلم بدلا من “مونلايت”. |