ترددت كثيرًا.. تخوفت من رفضه الشديد.. من إجراء أى أحاديث
صحفية.. كما علمت، فهذا يعد أول حديث صحفى له.. حالفنى الحظ وقبل، ربما
دعوة أمى بالتوفيق قبل خروجى من البيت.. لا أعلم.. ذهبت إليه فى بيته
فاستقبلتنى سيدة عظيمة هى زوجته أستاذة ماجدة التى كانت تعمل صحفية مسبقًا
ومنتجة حاليًا.. دار بيننا حوار امتد لأكثر من الساعة والنصف.. كان ميعاد
التمرين الخاص بأستاذ حسن.. جلست معها فى الصالون.. تحدثنا فى أمور كثيرة..
وجدتها شديدة الثقافة.. متواضعة.. بسيطة.. محبة للحياة.. جمعتنا أُلفة من
نوع خاص.. قلت لنفسى ألا يزال يوجد مثل هذه المرأة.. نعم الدنيا تحمل بين
طياتها الخير دائمًا.. ثم صعدنا إلى الدور العلوى وجدته لم ينته بعد من
التمرين..
انتظرته قليلاً.. أثناء انتظارى وجدت جميع الصور التى تزين
الحائط.. لأحفاده لكنه ميّز إحداها وسألته أثناء الحوار عنه وأجاب..
لاحظت أيضًا ثلاثة تماثيل.. واحد له فى مسرحية «حزمنى يا».. والآخرين
أحدهما لإسماعيل يس والآخر للقصري.. انتهى من التمرين.. جاء جلس بجوارى
وبدأت كلامى خلال حديث امتد لأكثر من الساعة.. قلت له الجمهور له حق عليك
أن يعرفوا عنك أكثر.. مثلما الجمهور يعطيك حققك لابد وأن تعطيه حقه عليك.
ولم أفتح له سيرة عما قاله من قبل فى أحد البرامج حيث إنه
قليل الظهور فى البرامج أيضًا.. عندما قال: «أنا عمرى ما بعمل حوار مع حد،
حتى لو ضربونى بالنار».
•
بداية ما الذى تتذكره من نشأتك وأيام الطفولة؟
-
أصعب ما أتذكره من أيام طفولتى وفاة أمي.. رحلت وأنا فى الرابعة من عمري..
لا أتذكر عنها أى شيء إطلاقًا.
•
إذن الأم لاوجود لها فى حياتك ما الذى عوضك عنها؟
-
ربنا ثم مراتي.
•
أقصد قبل مرحلة الزواج مَن مِن عائلتك؟
-
عمتى رحمة الله عليها.. ظلت بجوارى ولم تتركنى إلى أن اطمأنت علىّ وتزوجت.
•
هل هناك موقف لا تنساه قابلك فى حياتك ويظل يدخل عليك
السعادة؟
-
موقف فى بداياتي.. كنا بنعرض مسرحية «إيزيس وأوزوريس» عمل مشترك بين المسرح
القومى ومسرح الحكيم إخراج سمير العصفوري.. الملكة فريدة كانت أول واحدة
تقطع تذكرة وتحضر العرض، وبعد انتهاء العرض طلعت سلمت علينا، كانت صديقة
«آمال بكير» الصحفية بالأهرام فقالت لها: «يا آمال أنا عايزة أتصوغ مع
الممثل ده» وشاورت عليا.. فآمال قالت لي: ياابنى الملكة فريدة تطلب تتصور
معاك وأنت لا تبحث عن الصورة!!..
•
هل كانت لديك مهنة أخرى قبل التمثيل؟
-
إطلاقًا.. بمثل من أيام المدرسة منذ طفولتى وأنا ممثل حتى هذه اللحظة.
•
شاركت فى مسرح المدرسة كنت تؤدى دور أنطونيو؟
-
نعم.. كانت مدرسة الخديوية الثانوية وأخذت عليه جائزة، كانت مسرحية «مصرع
كليوباترا» تأليف أحمد شوقى كنت أؤدى دور أنطونيو وأخذت جائزة أفضل
أنطونيو.
•
وما هى الجائزة؟
-
جائزة بسيطة من وزارة التربية والتعليم.. كانت الوزارة وقتها تحدد مسرحية
معينة لجميع مدارس الثانوى وكلنا نعملها.. فكانوا يعطون الجوائز كالآتى،
أحسن كليوباترا، أحسن أنطونيو أحسن أنوبيس.. كان فيه اهتمام بالمسرح فى
جميع المدارس، كانت لجنة التحكيم وقتها تختار الأفضل ويقدم الجوائز الفنان
القدير «حسين رياض».
•
حضرتك نجم كبير، فعندما يريد مخرج أن ينجح ممثل جديد أو حتى
نجم كان يأتي بـ(حسن حسنى) فلماذا من وجهة نظرك وما الذى يجعل حسن حسنى
مختلفًا عن غيره لدى المخرجين؟
-
باعتبار أنى «بشيل» الممثل الذى أمامى، ولأن هناك بعضًا من الفنانين عندما
يعملون أمام بعض يريد كل منهما أن يأكل الآخر، أنا لأ، الممثل الذى يقف
أمامى أحمله على كفوفى وأضبط له الكرة ليقدر على وضع الجول «بلغة لاعبى كرة
القدم».
•
حضرتك بتقدم برنامج «الحقونا» على إذاعة البرنامج العام؟
-
نعم أقدمه منذ فترة وهو برنامج ناقد للأوضاع التى تحدث وأى وضع سيئ فى
سلوكيات الشعب بشكل ظريف يصل للجمهور بطريقة جيدة.
•
إذا قارنا بين «الحقونا» وبين برنامج «كلمتين وبس» الذى كان
يقدمه فؤاد المهندس ما الفرق؟
-
هو شبهه، ابن خالته.. حتى إن الراحل العظيم فؤاد المهندس كان يختم حلقاته
بكلمتين وبس.. أنا بأختم الحلقات بجملة «معقول كده يا عالم».
•
قدمت جميع الأدوار من الفلاح للباشا لرجل الأعمال للحشاش،
ما هو الدور الذى شعرت خلاله أنه قريب من شخصيتك الحقيقية؟
-
آه «ما خلتش».. كل الأدوار بأرمى نفسى جوة الشخصية فأحس أنها قريبة منى،
لا أستطيع أن أفضل دورًا عن دور.
•
ليس تفضيلًا ، ربما قدمت شخصية قريبة منك بها من صفاتك.
يستحيل أن تقول لى مثلا أن شخصية الحشاش أو البلطجى قريبة منك أو تشبهك؟
-
نعم معك حق فهمت ما تقصدين.. دورى فى فيلم «ليلة سقوط بغداد» يشبهني
كثيرًا، شخصية بسيطة فأنا أتعامل بنفس منطقها.. كان ناظر مدرسة ولديه قلق
على المستقبل وبلده.
•
كنت تؤدى أكثر من عمل فنى وأكثر من شخصية فى نفس الوقت،
ألم يحدث أن دخلت شخصية فى أخرى؟
-حدثت
مرة أو مرتين فى حياتى، لا أتذكر تحديدًا أسماء لكن كان فى دور منهم
بورسعيدى واللهجة مميزة فعندما خرجت من تصوير المسلسل على مسلسل آخر نسيت
وتحدثت بورسعيدى كنت أقول «إن شاء الله يكون أبوه شاويش».
•
علمت أن حضرتك كنت عضو فرقة «الجيزاوي» فى نهاية
الخمسينيات هذا صحيح؟
-
أنا كنت فى ثانوية عامة وقتها.. لكن عملت فرقة اسمها «الخرس» نعمل اسكتشات
7 أفراد من بينهم «سمير الملا»، مثل فرقة «الدراويش»، اشتغلنا مرة مع عمر
الجيزاوى فأعجب بنا ورشحنا لنعرض اسكتشاتنا على مسرح كان يعمل فيه.
•
كان إيه نوع الإسكتشات وكيف كنتم تؤدون وأنتم «خرس» ؟
-
كانت اسكتشات كوميدية صامتة لا ننطق ولا كلمة وكانت الناس تقع من الضحك.
•
أطلقوا عليك عم الشباب وملح السينما ما أحب الألقاب إليك؟
-
أطلقوا أيضًا «الجوكر» وأطلق عليّ موسى صبرى «القشاش»، أحب لقب لقلبى
«الجوكر»، لأننى أشعر أننى جوكر كل الأفلام.
•
متى شعرت أنك «قشاش»؟
-
فى مسرحية اسمها «كلام فارغ» إخراج سمير العصفورى كانت (قطاع عام) وظلت
تعرض سنة كاملة.
•
ما الدور الذى وقفت أمامه وشعرت أنك مش قادر تدخل فى
الشخصية؟
-لا
أنام إن حدث هذا ولا أمثل بعدها. لم يحدث.. أنا بآخذ الشخصية وأرمى حسن
حسنى جواها.
•
ألم تخش غضب جمهورك عندما قدمت فى بعض أعمالك أدوار الشر
كدورك فى مسلسل الباطنية خاصة أن الجمهور تعود عليك ككوميديان؟
-
غير الكوميديا عندما قدمت إنسانيات الناس أحبتنى جدا وعندما قدمت أدوار
الشر الناس أحبتنى «كانوا بيحبونى وأنا شرير عارفين إن أنا شرير طيب».
•
فى بدايتك اشتغلت فى المسرح العسكرى كانت عروضه لفئة معينة؟
-
للقوات المسلحة وعائلاتهم ومكانه الذى نعرض فيه خلال شهر رمضان من كل عام
على مسرح «الفنانين المتحدين» عدا ذلك كنا نروح نعرض لهم فى الوحدات.
•
ألم تغضب أن فنك قطاع خاص لفئة معينة ولا يراه الجمهور
العام؟
-
سؤالك وجيه.. إلى حد ما بأضايق لكن كونى بأعرض لعائلاتهم وهم من المدنيين
يسعدني.
•
لكن يظل فنك محبوسًا لا يصل لكل الناس كيف تحررت من هذا؟
-
علشان كده أنا كنت أجرى وراء الانتشار السريع.. اشتغلت تليفزيون كثيرا
ومسرح كثيرا بجانب المسرح العسكرى تركت المسرح العسكرى، بعدما تم إغلاقه
عقب نكسة 1967، وعملت بمسرح القومى والحكيم الذى تغير بعد ذلك إلى الحديث.
•
كيف دخلت المسرح العسكرى هل كان وقت تجنيدك؟
-
لا، إدارة الشئون المعنوية كانت عاملة اختبارات للمدنيين لم نكن مجندين،
تقدمنا أنا وحسن عابدين واختبرونا وتم قبولنا.
•
حضرتك قدمت سينما ومسرحا بالدول العربية كالكويت
والسعودية والإمارات وغيرها، ألم تخش الجمهور العربى لأن طبيعته تختلف عن
الجمهور المصري؟
-
لا لم أخف.. أقول لك على حاجة إحنا كفنانين مصريين هما اتعلموا يشوفوا
سينما ويتفرجوا على سينما من الفيلم المصرى والمسرح، بالعكس أنا كنت أحفظ
بعض الكلمات باللهجات الخاصة بهم وأقولها فى مسرحيات قدمتها عندهم.
•
ألم يغضبوا منك أو يعتقدوا أنك تستهزئ بهم كما حدث لسيدات
المغرب؟
-
موضوع سيدات المغرب كان شيئًا آخر. لا لم يغضبوا بالعكس.. مثلا كنا بنعرض
فى سوريا زمان وكنت حريصًا أن أعرف عن كل بلد أسافر لها ما هى أهم الأشياء
التى يحبها والأمثال الشعبية عندهم وأعرف بعض التفاصيل عنهم، إلى أن علمت
أن السوريين لديهم مثل شهير جدا فقلته فى مشهد بينى وبين الراحلة سعاد نصر
كانت مراتى فى المسرحية فقلت لها: «روحى روحى ده المثل بيقولك اللى يعيش
عيشة هنية يتجوز شامية»، فأحدث ضحكاً شديداً وتصفيقاً من قبل الجمهور.
•
ما أكثر جمهور تحب أن تتعامل معه غير المصري؟
-
الجمهور التونسى دمهم خفيف جدا والمغربى
.
•
علاقتك بالسينما بدأت بفيلم «الباب المفتوح» كيف عُرض عليك؟
-هنرى
بركات لمنا واحنا شباب صغيرين علشان نبقى أصحاب «صالح سليم» كان دورا صغيرا.
•
وفيلم «الكرنك» من رشحك للدور؟
-
المخرج على بدرخان.
•
بدايتك كانت مختلفة لم تكشف الكوميديان الذى بداخلك، فمن
رأى فيك ذلك الكوميديان؟
-
عمرى ما فكرت إنى أنا كوميديان.. جاء صدفة من خلال عملى فى المسرح هو الذى
أظهر هذا الجانب فى شخصيتي.
•
من أكثر مخرج تحب العمل معه؟
-
عاطف الطيب رحمة الله عليه كنت أعشق العمل معه وكانت أول مرة أشتغل معاه فى
فيلم «سواق الأتوبيس» رغم أنه قدمنى فى دور شر مطلق.. بعد كده كل
السيناريوهات التى تُعرض علىّ كانت شرًا فرفضت كل الأدوار التى جاءت لى
وعملت «استوب».
•
عندما خرجت من عباءة الشر للكوميديا كان مطلوبًا منك دائما
أن تضحك الجمهور خاصة فى المسرح، ألم تر صعوبة فى ذلك؟
-
لأ، وهذه غلطة وحفرة وقع فيها زملاء كثيرون.. كان البعض يفكر لأنه كوميديان
فلازم يضحك الناس والموقف أو المشهد لا يحتمل فيهوهو أو ينونو.
•
كيف كنت تخرج من هذا المأزق؟
-من
الموقف أحب أعمل كوميديا الموقف من خلاله أخرج أشيائى الخاصة التى تضحك دون
ابتذال أو معناه فالموقف يخرج طبيعيًا.
•
كيف كانت علاقتك بمحمد نجم؟
-
أنا و«محمد نجم» أصحاب قريبون جدا لا نترك بعضنا.. عملت معه مسرحية «إنهم
يقتلون الحمير» و«افتح يا سمسم» فى هذه الفترة كنا مع جلال الشرقاوى فى
مسرح القطاع الخاص.. فطلب منى إنى أعمل دور بدل «أمين الهنيدي» الله يرحمه
لأن «الهنيدي» هددهم إنه يمشى ومشى فوافقت بعد ضغط من «نجم» فقال لى كان
فيه إيفيه هنا بيقوله الهنيدى بيوقع الناس من الضحك فقلت له لا أستطيع أن
أقلد أحدا لو حأقول إيفيه يبقى بروحى أنا «لأن الإيفيه الكوميدى بيخرج من
روح الممثل» ولو قلته بروح فنان آخر لن يتفاعل الجمهور.
انتظروا العدد القادم تفاصيل القصة وراء ابتعاد حسن حسنى عن
الصحافة «حين اتهم بالقتل بسبب ما تداولته بعض الصحف عنه».
ما قدمه محمود عبد العزيز فى فيلم قدمته فى مشهدين.، أكثر
حاجة بتخوفه.