5
أفلام مصرية تتنافس على الترشح لجائزة الأوسكار..
وهذا هو العمل السينمائي الأقرب للفوز
عربي بوست، محمود عبد الحكيم
حلم غاية في الصعوبة، وربما بعيد المنال، يراود المصريين
منذ ستينيات القرن الماضي، بحصول فيلم مصري على جائزة أوسكار أفضل فيلم
ناطق بلغة غير الإنكليزية من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة
الأميركية، وهي الجائزة السينمائية الأهم والأرفع في العالم، التي يسعى
الجميع للحصول عليها.
ونحن هذا العام على موعد مع فصل آخر من فصول المحاولات
المتكررة من صناع السينما المصرية، لاختيار الفيلم الأفضل لتمثيل مصر في
تصفيات المسابقة، حتى الوصول إلى القائمة النهائية التي تضم 5 أفلام، ويتم
اختيار فيلم واحد منها في حفل الأوسكار.
وقد استقرت اللجنة المشكَّلة بقرار من مسعد فودة، نقيب
السينمائيين، التي تضم أكثر من 40 عضواً، أغلبهم من النقاد السينمائيين،
على تصفية الأفلام المصرية التي عُرضت في الفترة من بداية أكتوبر/تشرين
الأول 2017، وحتى نهاية سبتمبر/أيلول 2018، إذ أعلنت اللجنة في اجتماعها
الأول تصفية تلك القائمة الكبيرة لخمسة أفلام فقط، سيتم اختيار فيلم واحد
منها لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار.
وقد عُرض خلال تلك الفترة أكثر من 30 فيلماً، ما عدا فيلم
«يوم الدين»، الذي سيُعرض بداية من 26 سبتمبر/أيلول، ليحقق شرط أكاديمية
الفنون والعلوم بالعرض، خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2017، حتى
سبتمبر/أيلول 2018.
وأعلنت اللجنة في اجتماعها الأول اختيار قائمة مصغرة من 5
أفلام، ضمّت «يوم الدين»، «تراب الماس»، «فوتو كوبي»، «زهرة الصبار» و»أخضر
يابس».
ومن المقرر أن يشاهد
أعضاء اللجنة الخمسة
أفلاماً مرة أخرى، يومي 9 و10 سبتمبر/أيلول، ومن ثم الاجتماع يوم الأربعاء
12 سبتمبر/أيلول، للإعلان عن الفيلم الذي تم اختياره لتمثيل مصر في
الأوسكار، حسبما أعلن نقيب السينمائيين مسعد فودة.
ويتضح من خلال الأفلام التي تم اختيارها أن اللجنة استبعدت
كل الأفلام التجارية من السباق؛ نظراً لأنها لا تحقق عنصر الاختلاف، ولن
تعطي أفضلية للأفلام المصرية على غيرها، وفضلت الاعتماد على الأفلام التي
يتم تصنيفها في مصر على أنها أفلام مهرجانات، وهي الأفلام التي تناقش قضية
مجتمعية إنسانية ودرامية.
«يوم
الدين».. الأوفر حظاً
يعتبر فيلم يوم الدين هو الفيلم الأوفر حظاً في الحصول على
بطاقة العبور، لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار الأميركية، وذلك بسبب الدعم
الإعلامي الذي يتلقاه الفيلم، من الإعلام وصناع السينما، بعدما أعاد مصر
للمنافسة في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، بعد غياب 6 أعوام، كما أنه
إنتاج مصري أميركي مشترك.
وعلى الرغم من أن الفيلم تم رفضه قبلها للمشاركة في 3
مهرجانات معروفة في أوروبا وأميركا الشمالية، فإنه نجح في الوصول لـ «كان»،
وبعدما كان مقرراً عرضه ضمن قسم «نظرة ما» بالمهرجان، قرَّرت إدارة
المهرجان وضعه في المسابقة الرسمية.
تدور قصة الفيلم في إطار درامي كوميدي حول رجل يدعى «بشاي»،
في منتصف العمر، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجذام، وبعد وفاة زوجته
المصابة هي الأخرى بالجذام، يغادر المستعمرة ويبدأ مغامرته الأولى في حياته
برفقة صديقه النوبي أوباما، في رحلة يمر فيها على مناطق كثيرة في مصر، في
محاولة منه للوصول لعائلته التي تركته في تلك المستعمرة وهو صغير.
ويلقى الفيلم اهتماماً كبيراً من صناع السينما في مصر، حتى
إنه الفيلم المصري الوحيد الذي تم اختياره لتمثيل مصر في المسابقة الرسمية
لمهرجان الجونة «مسابقة الأفلام الروائية الطويلة»، حيث سيبدأ الفيلم عرضه
التجاري في مصر، بداية من 26 سبتمبر/أيلول الجاري، لتحقيق شرط الأكاديمية
الأميركية بعرض الفيلم، قبل نهاية سبتمبر/أيلول، ليكون من حقه الترشح
للجائزة.
والفيلم من
بطولة راضي جمال، أسامة عبدالله، محمد عبدالعظيم، أحمد عبدالحافظ، شهيرة
فهمي، شهاب إبراهيم وعادل عبدالسلام، من تأليف وإخراج أبوبكر شوقي، من
إنتاج دينا إمام، وأبوبكر شوقي بالاعتماد على التمويل الشخصي وبعض المنح من
جهات مختلفة، منها معهد ترابيكا ومهرجان الجونة في دورته الأولى، بالإضافة
لمشاركة المنتج محمد حفظي في عملية الإنتاج بتمويله في مرحلة ما بعد
التصوير.
وما يزيد من فرص الفيلم في الحصول على بطاقة العبور هو
تحقيقه لنجاحات مختلفة في المهرجانات التي شارك فيها، حيث حصد جائزة
Francois chalais
في مهرجان «كان»، وهي الجائزة التي تخص الأحداث الواقعية في الأفلام، كما
أنه شارك في مهرجان ملبورن السينمائي بأستراليا، في أغسطس/آب الماضي، وقررت
إدارة المهرجان إعادة عرضه بعد نجاح عرضه الأول، وكذلك تخصيص ثلاثة عروض له
في مهرجان لندن، المقام في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بالإضافة لوجوده في
المسابقة الرسمية في مهرجان الجونة السينمائي، وهو ما يزيد من ثقة اللجنة
فيه للمنافسة على جائزة الأوسكار.
تراب الماس.. فيلم تجاري
الفيلم الثاني في القائمة هو «تراب الماس»، المأخوذ عن
رواية تحمل نفس الاسم للكاتب أحمد مراد، صدرت عام 2010، وحققت نجاحاً
كبيراً، وتعاقد الفنان أحمد حلمي من خلال شركته «شادوز للإنتاج مع الفني»
مع مؤلف الرواية أحمد مراد على تحويل الرواية لعمل فني، ولكن بعد نهاية
فترة التعاقد (5 سنوات) دون أن يحول حلمي الرواية إلى فيلم، وصل النزاع بين
الممثل والكاتب لساحات القضاء، وانتهت بحصول الكاتب على حكم بسحب حقوق
الرواية من الفنان أحمد حلمي.
بعدها تعاقد الكاتب أحمد مراد مع شركة «نيوسينشري» على
تحويل الرواية إلى فيلم، وهو ما حدث بالفعل، حيث تحولت الرواية إلى فيلم
شارك في بطولته إياد نصار، منه شلبي، ماجد الكدواني، آسر ياسين، شيرين رضا،
بيومي فؤاد، عزت العلايلي، عادل كرم، محمد ممدوح، صابرين، تارا عماد، مها
نصار، سامي مغاوري ومحمود البزاوي، كتب السيناريو له أحمد مراد وأخرجه
مروان حامد.
وتدور قصة
الفيلم حول
«طه الزهار»، وهو شاب يعمل في صيدلية، ويعيش مع والده القعيد الذي يعمل
مدرساً للتاريخ، ويعود الشاب من عمله يوماً ما ليكتشف مقتل والده في ظروف
غامضة، ومن خلال مذكرات والده يكتشف الشاب أسرار مظلمة لم يعلمها من قبل عن
والده، مما يفتح أمام «طه» عالماً كبيراً من الفساد والجريمة.
ويعتبر هذا الفيلم هو الوحيد الذي يمكن اعتباره فيلماً
تجارياً من بين الـ5 أفلام المرشحة لتمثيل مصر في الأوسكار، حيث بدأ عرضه
في السينمات قبل عيد الأضحى بأسبوع واحد، وحقق حتى الآن 22 مليون جنيه، وما
زال يعرض على الشاشات الكبيرة.
فوتوكوبي.. منافس شرس
ثالث الأفلام هو فيلم «فوتوكوبي» الذي يناقش قضية إنسانية
هامة، ويعتبر الفيلم منافساً شرساً للحصول على بطاقة العبور إلى النهائيات
في الأوسكار، حيث نجح الفيلم الذي حصد عدة جوائز في المهرجانات التي عُرض
بها.
وقد نال الفيلم جائزة أفضل فيلم في مهرجان طرابلس، وجائزة
أفضل سيناريو في مهرجان وهران للفيلم العربي، وحصد جائزة العمل الأول في
مهرجان جمعية الفيلم، وتم اختياره ضمن أفضل 5 أعمال تم إنتاجها عام 2017،
وجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي روائي طويل، ومن حيث الجوائز
الفردية نالت شيرين رضا جائزة أفضل ممثلة في مهرجان جمعية الفيلم، وتنويهاً
خاصاً من مهرجان وهران للفيلم العربي، وحصل أحمد داش على تنويه خاص من
المهرجان الكاثوليكي للسينما.
وقد تم عرض الفيلم في السينمات المصرية، في 20 ديسمبر/كانون
الأول العام الماضي، ولم يلق النجاح المطلوب نظراً لتصنيفه كفيلم مهرجانات،
حيث حقق في شباك التذاكر 758 ألف جنيه فقط، وهو إيراد متواضع جداً.
وتدور قصة الفيلم حول «محمود» وهو رجل في أواخر الخمسينيات،
يملك مكتبة لتصوير ونسخ المستندات الورقية، في أحد الأحياء المتوسطة
بالقاهرة، يرى أن مهنته والعالم من حوله يتلاشى تدريجياً، ولا يستطيع
مجاراة العالم الجديد والتكيف معه، ويصادف أن يقوم بنسخ أوراق بحثية تتحدث
عن أسباب انقراض الديناصورات، ليبدأ رحلة على الإنترنت في البحث عن أسباب
انقراض الديناصورات، في إسقاط درامي واضح على تطور العالم، وعدم قدرة
الكبار على التطور معه، وفي نفس الوقت يدخل في علاقة حب مع جارته المريضة،
التي يحاول الزواج منها، ولكنه يلقى رفضاً من ابنها.
الفيلم من
بطولة محمود حميدة، شيرين رضا، بيومي فؤاد، خيري بشارة، أحمد داش، علي
الطيب، فرح يوسف، صبري فواز، يوسف عثمان، سامي عبدالحليم، مروة أنور، ومحمد
جمال، من تأليف هيثم دبور، وإخراج تامر عشري.
أخضر يابس.. الحصان الأسود
ربما لا يلقى فيلم «أخضر يابس» نفس الصدى أو المردود
الإعلامي القوي مقارنة بالأفلام الماضية، ولكنه حقّق نجاحات كبيرة على
مستوى عرضه في المهرجانات الدولية، ويعتبر مرشحاً قوياً هو الآخر لتمثيل
مصر في الأوسكار، وكان الفيلم قد شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان لوكارنو
السينمائي الدولي عام 2016، وبالرغم من أن ظهور الفيلم كان عام 2016، إلا
أن عرضه تجارياً لم يأت إلا في نهاية 2017.
وحقَّق الفيلم جوائز كثيرة في مهرجانات مختلفة، أبرزها حصد
مخرج الفيلم محمد حماد جائزة أفضل مخرج من مهرجان دبي السينمائي عام 2016،
وحصل الفيلم على الجائزة الذهبية من مهرجان المكسيك السينمائي الدولي عام
2017، وحصد الجائزة الكبرى بمهرجان فاماك الفرنسي عام 2017، وشارك الفيلم
في مسابقة العمل الأول بالمهرجان الدولي للسينما الفرنكفونية نامور عام
2016.
وتدور قصة الفيلم حول «إيمان»، وهي امرأة عزباء في
الثلاثينيات، تنتمي للطبقة الفقيرة وتعمل بمحل للحلوى في القاهرة، وتعيش مع
شقيقتها الصغرى «أسماء»، وتهتم بشقيقتها بعد وفاة شقيقها ووالديها، ويسير
الفيلم على خطين دراميين متوازيين، الأول تحاول فيه «إيمان» إقناع أحد
أعمامها لإستقبال عريس شقيقتها كما تقتضي التقاليد، والثاني هو قلقها من
الانقطاع المفاجئ للدورة الشهرية، وزيارتها للطبيب سراً، حيث يوضح الفيلم
حالة الانعزال التي تدخل فيها إيمان بعد هذه المشاكل.
الفيلم من
بطولة هبه علي، أسماء فوزي، أحمد العايدي، جون إكرام، تامر عبدالحميد، سعد
عامر، إكرام حنا، بسنت خليفة، ونبيل سامي، من تأليف وإخراج محمد حماد.
ورغم جوائزه العديدة فإن الفيلم لم يستطع تحقيق النجاح
التجاري المنتظر، حيث بدأ عرضه في السينمات، بداية من 25 أكتوبر/تشرين
الأول عام 2017، وحقَّق إيرادات بلغت 111 ألف جنيه فقط.
زهرة الصبار.. المنافس الأضعف
آخر فيلم في القائمة هو «زهرة الصبار» للمخرجة هالة القوصي،
الذي عُرض في العديد من المهرجانات الدولية والمحلية، ونالت بطلته منحة
البطراوي جائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبي 2017، كما حصل الفيلم على جائزة
لجنة التحكيم في مهرجان أسوان لسينما المرأة.
وتدور قصة الفيلم حول الممثلة الصاعدة «عايدة»، المنحدرة من
خلفية قروية، التي تجد نفسها بين ليلة وضحاها، مطرودة من منزلها بصحبة
جارتها البرجوازية المنطوية «سمحية»، حيث تجول المرأتان شوارع القاهرة وليس
لديهما مال ولا مكان يلجأن إليه، وبمساعدة شاب «ياسين» تبدأ المرأتان رحلة
البحث عن مأوى، وخلال رحلة البحث يمر الثلاثة بالعديد من الأحداث العادية
وأخرى كارثية، وتنمو بينهم صداقة استثنائية.
الفيلم من بطولة منحة
البطراوي، عارفة عبدالرسول، سلمى سامي، مروان العزب وزكي عبدالوهاب، من
تأليف وإخراج هالة القوصي.
الفيلم لم يعرض في دور العرض بشكل موسع بسبب عدم
قدرة صناع الفيلم على تسويقه،
حيث أكدت مخرجة الفيلم أن الأمر يحتاج لميزانية كبيرة وإمكانات عالية
لتسويق الأفلام تجارياً، وصناع الفيلم لا يستطيعون ذلك، لذلك تم عرضه في
سينما زاوية، بالإضافة إلى عدة عروض خاصة في محافظات كالإسكندرية وبورسعيد
والإسماعيلية.
عضو اللجنة: الاختيار يخضع للآراء الشخصية و «يوم الدين»
الأقرب
الناقد السينمائي سيد محمود، عضو اللجنة المشكلة لاختيار
فيلم الأوسكار، أوضح لـ «عربي بوست» كيف جرت عملية اختيار القائمة القصيرة
للأفلام المصرية الخمسة المرشحة لتمثيل مصر في الأوسكار.
وقال الناقد المصري إن نقابة السينمائيين كوّنت لجنة من
النقاد والسينمائيين والإعلاميين، وقامت اللجنة بحصر الأفلام المصرية، التي
عُرضت في الفترة من بداية أكتوبر/تشرين الأول 2017، وحتى نهاية
سبتمبر/أيلول 2018، التي وصل عددها إلى 40 فيلماً.
وأضاف أنه من المفترض أن يكون جميع أعضاء اللجنة قد شاهدوا
الأربعين فيلماً، إلا أن هناك من شاهد، ربما نصفها أو أكثر أو أقل، لذلك
قررنا اختيار آلية ترضي جميع الأطراف لاختيار الفيلم الأفضل، فأول جلسة
كانت مخصصة لوضع آليات الاختيار، وفي الجلسة الثانية قمنا بعمل قائمة قصيرة
للأفلام المصرية، وتمت تصفية الـ40 فيلماً إلى 5 أفلام فقط، وفي الجلسة
الثالثة سنختار الفيلم المرشح لتمثيل مصر في الأوسكار من وسط الخمسة أفلام
التي تم ترشيحها.
وأوضح سيد محمود أن الاختيار تم بناء على الآراء الشخصية
لكل عضو في اللجنة، ففي الجلسة الثانية قام كل عضو باختيار خمسة أفلام بناء
على وجهة نظره في تلك الأعمال، وفي الجلسة الثالثة التي سيتم فيها
الاستقرار على الفيلم النهائي سيتم الاختيار بناء على وجهات نظر كل عضو.
وقال الناقد الفني، إن الخمسة أفلام تم اختيارها الأفضل من
وجهة نظره، حيث سيتم عرض تلك الأفلام يومي الأحد والإثنين 9 و10 سبتمبر/
أيلول، بواقع فيلمين في أول يوم، وثلاثة أفلام في ثاني يوم، وسيتم اختيار
فيلم واحد منها من خلال التصويت.
وأكد الناقد سيد محمود، أن فيلم «يوم الدين» هو الذي سيتم
اختياره في النهاية، نظراً لأن كل المؤشرات وآراء الأعضاء تتجه نحوه،
فالفيلم أخذ حقه من العرض في المهرجانات الدولية، خاصة مهرجان «كان»، كما
أنه متكامل فنياً ويحمل رؤية جديدة، حيث أكد الناقد المصري أنه على الرغم
من تمتع الأفلام الأخرى برؤية جيدة، حتى إنه من المحتمل أن يرشح «أخضر
يابس»، إلا أنه يرى أن المحصلة النهائية ستكون في صالح «يوم الدين». |