طارق الشناوي: الجمهور لم يتعرف عليها بشكل جيد عصام
زكريا: نجاح عملين ليس معيارا في ظل منافسة غير عادلة
محمد حماد: قاعات العرض فتحت لفيلمي بعدأن أثبت نفسه
خلود: المهم أن تكون الفكرة خارج الصندوق
نجحت السينما المستقلة في فرض نفسها خلال الفترة الأخيرة
بشكل قوي علي الساحة السينمائية, لتنتقل من أفلام حبيسة الكمبيوتر يشاهدها
جمهور محدود وصناع تتملكهم الموهبة وعديمو الإمكانات, إلي أعمال قوية تنافس
في دور العرض وتشرف مصر في المحافل الدولية, رغم استمرار توافر عنصر ضعف
الإمكانات.
لم يقتصر دور هذه الأفلام علي المشاركة في المهرجانات الدولية, واقتناص
جوائز مهمة, بل تطور الأمر ليكون العمل نفسه منافسا لأفلام أخري تتخطي
تكلفتها ملايين الجنيهات, بينما اقتصر الفيلم المستقل علي دعم مادي من
المهرجانات المختلفة أو الإنتاج بالجهود الذاتية, إضافة إلي عدم الاعتماد
علي نجم الشباك وهو المصطلح السائد في الأفلام التجارية, حيث يتصدر الأفلام
المستقلة شباب غير معروف كل ما يمتلكه هو موهبة التمثيل مثلما شاهدنا في
فيلم يوم الدين للمخرج أبو بكر شوقي والذي لعب بطولته أشخاص حقيقيون تدربوا
لفترة طويلة إلي أن وصلوا للمستوي المطلوب ليحصد العمل العديد من الجوائز,
وكذلك فيلم أخضر يابس الذي حصلت بطلته هبة عادل علي جائزة أفضل ممثلة في
المهرجان الكاثوليكي, بالإضافة إلي جوائز أخري حصدها الفيلم.
وبعد أن نجح فيلم يوم الدين في تحقيق ما يقرب من مليون
جنيه, ومن قبله أخضر يابس والذي حقق في أسبوعين مائة ألف جنيه, وهو ما يشير
بوضوح إلي جمهور يرغب في مشاهدة سينما مختلفة, وهو ما تأكد بعد حالة
الإقبال علي مشاهدة الأفلام المرممة للمخرج الراحل يوسف شاهين.. الأهرام
المسائي تحدثت في هذه السطور مع عدد من صناع وأبطال السينما المستقلة, حول
نجاح هذه النوعية في التواجد والمنافسة رغم الظروف الصعبة من عدم وجود دعم
أو ظروف التوزيع السينمائي التي تمنح الجزء الأكبر من الكعكة للأفلام
التجارية ذات الميزانية الضخمة:
بداية يري الناقد طارق الشناوي أن الأفلام المستقلة استطاعت
أن تلفت الانتباه إليها في الفترة الماضية من خلال التواجد القوي خارج مصر,
فمثلا فيلم أخضر يابس عرض في مهرجان دبي السينمائي الدولي وعاد إلي مصر
بجائزة أحسن إخراج لمخرجه محمد حماد, كما عرض في أكثر من مهرجان دولي وحصلت
بطلة العمل هبة علي, علي جائزة أحسن ممثلة.
وأضاف أن الأفلام المستقلة فرضت نفسها في مصر ولكن لا
نستطيع أن نقول إنها حققت إيرادات كبيرة, إضافة إلي أن البعض لديه لبس حول
مفهوم الأفلام المستقلة, وميزانياتها, ففيلم يوم الدين تكلفته ليست بسيطة,
ولكن هناك ميزة أن تكلفة الأبطال بسيطة لأنهم ليسوا نجوما وبالتالي يحصلون
علي ملاليم, وبالتالي لا نستطيع أن نؤكد أنه نفذ بميزانية محدودة, ولكن
يمكن أن نقول إن الفيلم المستقل هو خارج حدود السائد في السينما المصرية,
أو حالة سينمائية خارج المتعارف عليه وخارج الصندوق, ولا تزال هذه الحالة
تعاني عند عرضها جماهيريا, ولم يستطع الجمهور التعرف عليها بشكل جيد, فهناك
مقولة شهيرة تقول الإنسان عدو ما يجهل وهذه النوعية من الأفلام هي نوع جديد
يلقي صعوبات حتي يتعود المشاهد عليها.
وأشار إلي أن هذه النوعية من الأفلام تواجه حاليا حروب
توزيع, حيث تحظي بدور عرض محدودة وقاعات وشاشات للعرض قليلة, وإن لم يكن
المنتج قويا فممكن ألا تكون موجودة من الأساس في دور العرض, وبالتالي فهي
تواجه حروبا وضغوطا ولكن مع الزمن لا يحدث حالة من التلقي عند الجمهور
ويتعود عليها وأنه مهما حصلت علي جوائز خارج بلدك فتظل الدائرة الكبري هو
أن يحدث مع الفيلم تماس وتفاعل مع الجمهور.
بينما قال الناقد عصام زكريا, إن الافلام المستقلة هي التي تفرض نفسها في
حجم المنافسة مع الأفلام التجارية الأخري, ولكن نجاح فيلم أو فيلمين ليس
معيارا, لأنه لا توجد مقارنة بين عرض فيلم مستقل بقاعة وشاشة واحدة أو3
شاشات علي الأكثر بفيلم آخر يعرض علي50 شاشة و قاعة.
وتابع: نستطيع أن نؤكد أن هذه الأفلام المستقلة أصبحت تحظي
باهتمام أكثر لدي الشباب والمهتمين بها, وجمهورها مختلف تماما عن الأفلام
التجارية, وهم شباب مهتمون بهذه النوعية من الأفلام مطلعون علي الأفلام
العالمية ولديهم نشاطات ثقافية أو في مجال السينما والمسرح, فهؤلاء من نقول
عليهم النخبة المثقفة. وأضاف أنه رغم كل ذلك لا نستطيع أن نقول إن المنافسة
علي أشدها فهم لا يتصارعون علي شاشة أو اثنتين لأن أغلب الأفلام المستقلة
تعرض في أماكن لا تعرض الأفلام التجارية مثل سينما زاوية, مشيرا إلي وجود
صحوة لدي فئة من الجمهور وليس كل الجمهور لأن جمهور السينما اختفي ولم نعد
نراه سوي في الأعياد فقط, فحتي الطوابير التي رأيناها أثناء عرض النسخة
المرممة لأحد أفلام يوسف شاهين هي نفسها نوعية الجمهور الذي يشاهد الأفلام
المستقلة كـيوم الدين أو أخضر يابس. وأوضح أنه علي مدار الـ10سنوات الماضية
تربي جيل متابع جيد للسينما العالمية ويشاهدها باستمرار وهو نفس الجيل
المتابع للسينما المستقلة لأن عنده ثقافة سينمائية وأدبية بشكل عام,
ويشكلون نخبة ثقافية وفنية في ظل الاهتمام. وقال: للأسف اهتمام الدولة قل
بدعم السينما عامة والمستقلة أيضا مع قلة عدد صناديق الدعم المخصصة لهذه
النوعية من الأفلام وحتي قرار إعطاء50 مليون جنيه لدعم السينما حتي هذه
اللحظة لم ينفذ بعدما خرج هذا القرار من مجلس الوزراء ولا ندري السر وراء
ذلك. ومن جانبها قالت خلود منتجة فيلم أخضر يابس إن الفيلم كان فكرة خارج
الصندوق, مشيرة إلي أنهم لم يتلقوا أي دعم خارجي حيث كان تمويلا ذاتيا,
وبذلنا فيه مجهودا كبيرا ونجح أن يشارك في مهرجانات عالمية وحصد جوائز
كثيرة.
بينما أكد محمد حماد مخرج فيلم أخضر يابس أنه عندما بدأ في
التجربة كان قرارا شخصيا, حيث يري أنه ليس بالضرورة أن يتم تصوير الأفلام
داخل الأستوديوهات أو أن تقدم بالطرق التقليدية لصناعة السينما. وأضاف: كنت
أري أنه آجلا أو عاجلا من الطبيعي أن تحدث هذه الطفرة في تجاوب الناس مع
هذه الأفلام المستقلة وتتابعها وتقطع تذاكر لمشاهدتها, وهذا أصبح موجودا
بقوة أكثر من أي وقت مضي لأن القائمين علي هذه النوعية من الأفلام يفرضون
وجودهم بناء علي المنتج الذي يقدمه وأن يكون نابعا عن قرار, موضحا أنه قبل
مشروع أخضر يابس اعتذر عن مشروعين منهما واحد طرح بالفعل في دور العرض,
والمشروعان تجاريان ولكن لم أجد نفسي فيهما, لأنني كنت مؤمنا بتجربة أخضر
يابس. وأوضح أن هناك توجها لدي عدد كبير من الجهات للمشاركة في تقديم أفلام
مستقلة, ورغم وجود طرق كثيرة للإنتاج لهذه النوعية ولكنني أري أن النوعية
الأقرب في مصر هي التكاليف القليلة والذاتية, خاصة أن هناك أفلام تجارية
تكلفتها أعلي بكثير من قيمتها فلا أري أهمية أن يوجد فريق عمل مكون من250
فردا فممكن تقسيم هذا العدد علي4 أفلام إضافة للأجور الباهظة للنجوم
المشاركين, فهناك مثلا ممثلة جديدة اسمها هبة علي حصلت علي أحسن ممثلة
العام الماضي وهي أول مرة تمثل وحصلت علي7 جوائز, ولا ننكر أن هناك احتكارا
في الإنتاج وهو ما يلفت الانتباه للمنتجين أن الأفلام المستقلة باتت تنجح
أكثر بالمقارنة مع الأفلام التجارية وهذا الأمر فيه نسبة وتناسب مع المحتوي
الجيد وقلة تكلفتها وضمان نجاحها عند الجمهور. وبالنسبة لعرض الأفلام
المستقلة لحروب التوزيع وهو ما يفسره عدم فتح دور عرض كثيرة لعرضها قال:
أخضر يابس عرض في10 قاعات سينما وهو أمر مناسب بالنسبة لي والقاعات ممتلئة,
علي عكس أن أعرض في50 دار عرض والقاعات فارغة من الجمهور, كما أن من أسباب
سعادتي عرض الفيلم في المحافظات بجانب العرض داخل القاهرة, فالقاعات فتحت
للفيلم بعدما أثبت نفسه ونجاحه ففي بداية الأمر كان سيعرض داخل سينما زاوية
فقط ولكن بعد نجاحه عرض في أكثر من دار عرض فالفيلم فرض نفسه, في الوقت
الذي أنتج ذاتيا بدون أي دعم لأن الدولة لم تعد تعطي دعما لهذه الأفلام.
ومن جانبه قال راضي جمال بطل فيلم يوم الدين إن العمل حتي
وإن كان مستقلا إلا أنه نجح في أن يلفت انتباه الجمهور ليضم قاعدة جماهيرية
لهذه النوعية من الأفلام, مشيرا إلي أنه قبل هذا العمل كان مواطنا عاديا لا
يجيد التمثيل, ولكن مع التدريب المستمر مع المخرج أبو بكر شوقي نجح في أن
يقدم شيئا مختلفا أسعد الجمهور لدرجة أنه اقترب من المليون جنيه إيرادات
بعد أسبوعين من عرضه.أضاف أنه رجل أمي لا يقرأ أو يكتب وكانت المرة التي
يقف أمام الكاميرا كان يقول ويجسد ما يملي عليه من توجيهات, مؤكدا أن
الفيلم استغرق مجهودا كبيرا وسافر إلي أماكن كثيرة خلال رحلة البطل الشاقة
أثناء تقديم أحداث الفيلم وكان بمثابة تحد كبير بالنسبة له. |