المشاركون في ندوة السينما التونسية يحللون أسباب انتشارها:
الجرأة والحرية
كتب: سعيد
خالد
يحتفى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بالسينما التونسية-
ضيف شرف دورته الثامنة، التي افتتحت الجمعة الماضي.
وعقدت ندوة لتكريم السينما التونسية وتوقيع كتاب قراءات في
الإنتاج السينمائي التونسي، للسيناريست التونسى طارق بن شعبان.
شارك في الندوة المخرجة عزة الحسيني، مدير المهرجان،
والمنتجة التونسية درة بوشوشة والناقد انتشال التميمى، مدير مهرجان الجونة،
والفنان محمود حميدة، وسفير تونس بالقاهرة نجيب المنيف، ونجيب عياد، رئيس
مهرجان قرطاج السينمائى الدولي، ود. خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة
لشؤون السينما.
وقال الكاتب طارق بن شعبان إن الكتاب يكشف مزيدًا من
التفاصيل عن الألفية الثالثة في تاريخ السينما التونسية التي شهدت الثورة
التونسية وحالة الحراك وعودة الجمهور مرة أخرى لدور العرض، وأنه حاول من
خلاله البحث عن رد للعديد من التساؤلات: هل هناك تطور في السينما التونسية؟
وهل هناك قطيعة من جانب السينما للثورة التونسية أم لا؟.
وتابع: قبل هذه الفترة كان الفيلم لا يهتم بالموضوع، ويهتم
بالشكل، ولكنها ظاهرة وانتهت، ولم يعد الهم الأساسى للسينمائيين الشكل، وتم
التصدى لسينما ملتزمة تهتم بالموضوع، حدث تحول كبير في السينما، بدأت تشعر
بالواجب نحو الوطن والطبقات الاجتماعية ومختلف فئات المجتمع مثقفين وشعبيين
وفلاحين ونقابيبن، وتحولت السينما إلى إرادة تعبر عن الذات التونسية، وهذا
التحول مهم.
وأوضح «بن شعبان» أنه في الألفية الثالثة للسينما التونسية
تم إنشاء صندوق دعم لدعم السينما في 2001، مشددا على أن الفن السابع في
تونس عانى في بعض التوقيت من الانهيار، ولكنها نهضت بالتأكيد، وإن الارتباط
والتقيد بالدولة لم يعد موجودا، والعلاقة بين المخرجين والجمهور تم حلها
مؤخرا، والمخرجين توحدوا مع مشاكل الناس، وأصبحت أفلامهم أكثر تعايشا، هناك
حرية، ليس هناك عقد فنية للسينمائيين.
وواصل: لم تعد أفلامنا متأثرة بتكنيك التصوير الأوروبى
وأصبحت المواضيع متسقة بالمحليات والقضايا العربية ومتأثرة بسينما المتوسط،
وكذلك ظهرت سينما التراث. وقالت المنتجة درة بوشوشة إن السينما التونسية
فيها جرأة بالموضوعات رغم قلة الإنتاج، بعد ثورة 2011، والأمر تغير حاليا،
وتتمتع بحرية، كان هناك رقابة ذاتية، ونجحت في التصدى لمواضيع بنوع من
المصداقية بشكل أعمق، واستطاع شباب المخرجين الاقتراب من الموضوع الذي
يتصدون لها واقتربوا من الجماهير، والـ20 سنة الماضية شهدت نقلة نوعية في
السينما التونسية ووصلت إلى أهم المهرجانات العالمية،
وقال انتشال التميمى، مدير مهرجان الجونة، إن السينما
التونسية شهدت مؤخرا غزارة في الإنتاج حتى إنها تفوقت على مصر رائدة
الإنتاج السينمائى في الوطن العربى، ووصلت إلى المهرجانات العالمية، وبرر
ذلك بريادة تونس في قضية الدعم السينمائى لقربها من التأثير الفرنسى،
والدعم الفرنسى قوى لها، إضافة إلى أن قادة البلد كانوا على اهتمام بقدر
ثقافة الشعب من خلال السينما، القيادة السياسية ممثلة في رئيس الجمهورية
ووزارة الثقافة.
وتابع أن السينما الشبابية التونسية كان لها عامل كبير في
التطوير والتجربة أثبتت أهميتها، خاصة بعد حصولها على العديد من الجوائز
المهمة عالميا كعمل أول، ومنها بنحبك هادى، متوقعا أن تكون 2019 من أهم
أعوام السينما التونسية.
وفى كلمته، قال نجيب عياد، رئيس مهرجان قرطاج السينمائى، إن
صندوق دعم السينما التونسية تم تأسيسه عام 1981 بدأ، وتخصصت أموال لدعم
الإنتاج للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة.
وأوضح أن السينما تميزت مؤخرا بعدم وجود رقابة من لجان
تخصيص الدعم بوزارة الثقافة والدولة رغم أن بعضها كانت ضد الدولة، وكانت
تمنح الأموال دون قانون، وبعدها حصلت بعض الضغوط في هذا الإطار وتم رفضها
بشدة من جانب صناع السينما. |