إقبال كبير على فيلم “ليل خارجي” في الأقصر للسينما
الإفريقية
فايزة هنداوي - القاهرة – “القدس العربي”:
شهد عرض فيلم “ليل خارجي” في مهرجان الأقصر للسينما
الإفريقية إقبالا جماهيريا كبيرا، حيث عرض مساء الأحد بحضور هالة لطفي ومنى
هلا وشريف الدسوقي.
الفيلم يشارك ضمن فعاليات المسابقة الرسمية لمهرجان الأقصر
للسينما الإفريقية وهو الفيلم المصري الوحيد في هذه المسابقة.
ومثل مصر في المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي
الدولي عام ٢٠١٨، وشارك في مهرجاني مراكش، وستوكهولم، وذلك بعد عرضه
العالمي الأول في تورونتو الذي حاز اعجاب النقاد وبيعت كل تذاكر عرضه.
وتدور أحداثه عن ثلاثة أشخاص من عوالم لا يمكن أن تتلاقى
يجدون انفسهم مضطرين لقضاء ليلة سويا، يخالفون فيها شكل الحياة التي
اعتادوها، ”مو“ المخرج الشاب الذي يصارع من أجل عمل فيلمه الجديد، ”توتو“
بائعة الهوى التي تقابلهم للمرة الأولى، ومصطفى“ سائق التاكسي الذي تتحول
ليلته لصراع بينه وبين ”مو“ يحاول كلا منهما اثبات القوة والقيادة، بينما
تقع ”توتو“ بين رحي هذا الصراع. في تجربة تستغرق ليلة كاملة يكتشفون فيها
القاهرة في اعماقها الشعبية في ظلام الليل، ويعيدون اكتشاف ما ظنوا انهم
يعرفونه عن أنفسهم وعن علاقاتهم، ويحاول” مو“ معرفة كيف يستطيع ثلاثة افراد
من ثلاثة طبقات اجتماعية مختلفة، وتوجهات اخلاقية وفكرية متباينة، التعايش
داخل عربة تاكسي صغيرة في مدينة مزدحمة.
وبطولة كل من كريم قاسم ومنى هلا وشريف قاسم ومشاركة متميزة
لعدد كبير من النجوم من ضيوف الشرف هم بترتيب ظهورهم بالعمل علي قاسم وأحمد
مجدي وبسمة وأحمد مالك وعمرو عابد.
ومن تأليف شريف الالفي وإخراج أحمد عبد الله السيد.
من ناحية أخري تواصلت فاعليات الدورة الثامنة للمهرجان
بافتتاح معرض الموسيقار المصري اليوناني “آندريا رايدر” بمكتبة مصر العامة
بمحافظة الأقصر.
حضر الافتتاح كل من الفنان محمود حميدة، رئيس شرف الدورة
الثامنة من المهرجان، والفنانة لبلبة، والدكتور سمير سيف، والمنتج شريف
مندور، والدكتورة غادة جبارة، وعبدالحق منطرش، رئيس مهرجان الرباط، وملك
دحموني، مدير مهرجان الرباط، والدكتورة رشا طموم، التي قامت بتأليف كتاب عن
“آندريا رايدر”، ودور الموسيقى التصويرية الإبداعية، ورافقهم خلال الافتتاح
المخرجة عزة الحسيني، مدير المهرجان والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان.
يذكر أن “آندريا رايدر” قام بعمل موسيقى تصويرية لـ 62
فيلما مصريا من أهم إنتاجات السينما المصرية.
كما أقيمت في اليوم الثاني من فعاليات المهرجان، ندوة
“مفهوم الإفريقية في السينما”، والتي أدارتها عزة الحسيني، مدير المهرجان.
وحضر الندوة الرئيس الشرفي للمهرجان الفنان محمود حميدة،
ورئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، وكيث شيري، مؤسس ومدير “آفريكا آت ذا
بيكتشرز”، والدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام
للدراسات السياسية والاستراتيجية، وحلمي شعراوي، مدير مركز البحوث
والدراسات الإفريقية، وعدد من صناع السينما في إفريقيا ومصر والنقاد
والصحافيين.
وأكدت مديرة المهرجان عزة الحسيني، أن مفهوم “الأفريكانيزم”
بدأ في الأساس كمفهوم سياسي، ولكن سرعان ما وصل للأعمال الفنية التي تقدم
في دول قارة إفريقيا، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذه الندوة لنتعرف على
حقيقة هذا المفهوم.
وبدأت الدكتورة أماني الطويل، حديثها في الندوة، بتأكيد أن
كثير من المبدعين أخذوا على عاتقهم التحدث عن الهوية الإفريقية، والتي تسمى
في الفكر السياسي “بالأفريقانية”، ويزيد عمرها عن أكثر من قرن، وتنقسم
لشقين أحدهما داخلي والمقصود به ثقافة الاستيطان الأوروبي في إفريقيا،
والقسم الآخر هو الخارجي ويقصد به ثقافة العبودية والرق التي مورست ضد
الشعب الإفريقي في القرن الثامن عشر.
وأشارت إلى أن مع بدايات القرن التاسع عشر انقسمت الهوية
الإفريقية لمدرستين، الأولى ساهمت في بلورة الأفريقانية في إطار اللون،
والثانية ناهضت الاستعمار من أجل الحفاظ على الهوية، حتى أصبح هناك وعي
اليوم بضرورة إدارة أنفسها بأنفسنا، وذلك لا يحدث إلا من خلال الاهتمام
بالثروات الفنية والثقافية التي تعكس طبيعة المجتمع، فهناك الكثيرون لا
يعلمون أن موسيقى الجاز والرقص بدأوا في الأساس من إفريقيا.
بينما تحدث كيث شيري عن أهمية السينما في خلق ذاكرة لحفظ
الصورة والمجتمعات، فهي السبيل لعكس واقع الحياة التي نعيشها، وهذا ما
استفادت منه هوليوود، وتمكنت من خلاله من خلق صورة جديدة للعالم، فالجميع
يبحث عن البطل وفي طفولتنا كانت أسطورة ” طرزان” هي المسيطرة علينا على
الرغم من كونه ذاك البطل الأبيض الذي يحارب البشرة السمراء؛ لأن تلك الآلة
المسماة بهوليوود استفادت تماماً من هذه الصناعة في جلب الأموال وعكس
الأفكار التي تريدها وترسيخها في الذاكرة.
وأضاف، أن الماكينة الجديدة لإنتاج الأعمال المسماة (
نتفليكس) والتي يطلق عليها هو (نسكافيه) تقوم حالياً باستكمال ما قامت به
هوليوود من إنتاج سريع ومركز للأعمال وانتقائها للسيطرة على العقول وزرع
صورة مغايرة لواقعنا ومجتمعاتنا التي يجب أن نتمسك بها.
كما أقيم بـ”ماستر كلاس” النقد السينمائي للناقد أوليفيه
بارليه، وتلاه ه حفل توقيع كتاب السينما الإفريقية في الألفية الثالثة
لأوليفيه بارليه وذلك في مكتبة مصر العامة
وفي قاعة مؤتمرات الأقصر عرض فيلم “جريمة الإيموبيليا”
بحضور أبطال الفيلم طارق عبد العزيز وأحمد عبد الله محمود وعدد من الفنانين
والنقاد، وذلك بالمكتبة ثم برنامج العروض الذي يبدأ بفيلم تسجيلي طويل يليه
روائي طويل.
واستمرت الخلافات بين إدارة المهرجان وبين إعلاميي محافظة
الأقصر
وانتقد ثروت عجمي، رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، حالة
الفوضى التي تسيطر على فعاليات المهرجان، موضحا أنه كان شاهد عيان على قيام
إدارة المهرجان بطرد المدعوين من السياح ومنع من يحملون دعوات لحضور حفل
الافتتاح من أهل الأقصر.
وأكد رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر أنه كان حاضرا
بالصدفة داخل معبد الكرنك لحظة الافتتاح واكتشف عدم وجود أي وجوه أقصرية
بالحفل.
ورفض عدد من أهالي الأقصر اعتذار سيد فؤاد، رئيس مهرجان
الأقصر للسينما الإفريقية في نسخته الثامنة، مؤكدين أنه سبق وقدم اعتذارا
العام الماضي عن هذه الواقعة بعد منع أهالي المحافظة من دخول فعاليات
المهرجان، وكذلك صحافيو الأقصر.
وكان سيد فؤاد قد أصدر بيانا جاء فيه: “أن منع الصحافيين
غير متعمد على الإطلاق في حفل الافتتاح، وأن ما حدث سوء فهم لدى بعض
المسئولين عن إدخال الضيوف إلى المعبد، سواء من الشرطة أو فالكون المنظمة
للدخول”.
وتابع: “تسبب ذلك في عدم دخول بعض الصحافيين والضيوف ولا
علاقة لإدارة المهرجان بذلك، حسب تأكيده، من قريب أو بعيد، وأنها تكن كل
الاحترام والتقدير لصحفيي وأهل الأقصر”. |