المخرجة الأفريقية ميمونة نداي: ليست المرأة وحدها من يعاني
القهر
ميمونة نداي تؤكد أنها تسخّر أدوارها لخدمة أهدافه في
الاهتمام بقضايا المرأة وأنها تختار أدوارا تعبّر عن قوتها.
الأقصر
(مصر)
- كشفت
المخرجة والممثلة الأفريقية، ميمونة نداي عن تسخير أدوارها السينمائية
لخدمة قضايا المرأة، مؤكدة أن السينما ليست أداة للتسلية وإنما هي أيضا
أداة لتغيير الواقع.
وقالت ميمونة، خلال ندوة أقامها مهرجان الأقصر للسينما
الأفريقية مساء الأحد بمناسبة يوم المرأة العالمي، إن مكانة المرأة اختلفت
بين الماضي والحاضر، وكانت للمرأة مكانة كبيرة قديما، مشيرة إلى أن هناك
مجتمعات بأكملها تدار بواسطة الأم.
وحضر الندوة السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، والمخرجة
عزة الحسيني مديرة المهرجان والدكتورة هالة الماوي.
وقالت عزة الحسيني عن ميمونة نداي “هذه أصدق من يتحدث عن
المرأة”، مشيدة بدورها في الاهتمام بقضايا المرأة الأفريقية بصفة خاصة
والمرأة بصفة عامة.
وردت ميمونة، معبّرة عن سعادتها، قائلة إنها لم تتوقع عقد
ندوة لها، وشكرت إدارة المهرجان على الترحيب بها، وقالت “إنه شرف كبير لي
أن أكون عضو لجنة تحكيم وأن أكون في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية”.
وأضافت “قمت بعمل فيلمي ‘عين الإعصار‘ عن المرض العقلي وما
دفعني إلى هذا الفيلم هو شخص كنت أعرفه وفجأة أصابه مرض عقلي وأردت أن أعرف
ما الأسباب، وكنت دائما أؤمن بأن المريض العقلي هناك ما جعله مريضا، وذهبت
إلى مستشفى الأمراض العقلية لكي أرى المرضى عن قرب ولكن المستشفى رفضى
التصريح لي بالدخول. لكن بعد محاولات عدة استطعت التقرّب منهم، بينما لم
يوافق أحد على إنتاج الفيلم وأنتجته على نفقتي الخاصة”.
الأدوار التي تضع المرأة في صورة نمطية صنعها الرجل، ويجب
تغير فكرة القهر سواء للمرأة أو الرجل
وحول تاريخ إنتاج الفيلم قالت المخرجة “أنتجته عام 2009
واستغرق إنتاجه نحو تسع سنوات”.
وتابعت نداي “بعد عرض الفيلم سألني الناس لماذا لا يوجد
أطفال في عملي؟”، وردت بأن الأمر صعب ويستلزم موافقة ذويهم وكذلك اليونسكو.
ولفتت المخرجة إلى أنها أنشأت بعد ذلك جمعية لرعاية أطفال
التوحد ومتلازمة داون، ويتم علاجهم فيها باليوغا والموسيقى والتمثيل.
وتعتبر ميمونة نداي من السينمائيين المهمومين بمشكلات الناس
وخاصة قضايا المرأة، وفي سؤال وجه إليها إن كان هذا الهم أخذها من السينما؟
أجابت نداي قائلة “لا على العكس تماما كنتُ أسخّر أدواري لخدمة أهدافي في
الاهتمام بقضايا المرأة واختار أدوارا تعبّر عن قوتها”.
وأشارت إلى أن هناك مسرحية تحكي عن قيام السيدات بمنع
الرجال من ممارسة الجنس معهن من أجل التوقف عن الحرب، وأن هذه المسرحية
نجحت بشكل كبير. ورأت ميمونة نداي أن “الأدوار التي تضع المرأة في صورة
نمطية صنعت بواسطة الرجل ويجب تغيير ذلك، مشيرة إلى أنها تحاول ذلك من خلال
فيلمها “عين الإعصار”، ويجب تغير فكرة القهر سواء للمرأة أو الرجل، مؤكدة
على وجود رجال مقهورين.
وأعربت عن أملها في أن تقدم فيلما لا يحمل جنسية لأن لغة
السينما لغة عالمية مثل الموسيقى.
بدورها قالت عزة الحسيني إن “عوامل الاستعمار والتقدم
والتكنولوجيا والحروب الأهلية غيرت من طبيعة المجتمع ومن خلال الأفلام نرى
أن المرأة مازالت مقهورة ولكن المرأة الأفريقية امرأة قوية وهي من القارة
الأم. ولو أن وضعية المرأة في مصر مختلفة حيث تعتبر من ركائز صناعة السينما
منذ العشرينات من القرن الماضي، كما قادت تجارب الإخراج والإنتاج والتأليف
والتصوير وكل المهن”.
وفي تعليق له قال السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، إن
المرأة هي التي تحكم وتأخذ القرارات والمرأة الأفريقية في العصور القديمة
كانت قائدة ومديرة عظيمة. |