مهرجان الجونة السينمائي يعبر بدورة كورونا إلى بر الأمان
تقرير – أحمد فاروق:
*
خالد الصاوى يتسلم تكريمه باكيا ويهديه لآباء وأمهات السينما.. وفلسطين
حاضرة بـ5 جوائز لـ«200 متر»
* «ستاشر»
يواصل رحلة الجوائز بأفضل فيلم عربى بعد سعفة مهرجان كان
*
خطيب بشرى يتقدم إليها أمام الجميع راكعا.. وشاب يقتحم مسرح
عمرو دياب لالتقاط صورة.. وعصابة بـ«100 وش» بهجة الختام
النجمة الذهبية تذهب إلى «أن أصبح أمى» و«أيام آكلة لحوم
البشر» و«إلى أين تذهبين يا عايدة؟»
اختتمت مساء أمس الأول الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائى، بحفل
توزيع الجوائز، وسط أجواء احتفالية كبيرة، بدأت بأغنية «الحلم» للمطربة
التونسية آمال المثلوثى، وانتهت بحفل للمطرب عمرو دياب، دون أن تخلو من روح
الدعابة، عندما أعلنت مقدمة الحفل ناردين فرج، عن سرقة الجوائز، ليفاجئ
الحضور على الشاشة، بفيديو يظهر خلاله أفراد العصابة فى مسلسل «بـ100 وش»
وهم يحملون شنطة الجوائز التى تصل قيمتها إلى 224 ألف دولار ويهربون بها من
حفل الختام، وعندما يدخلون السيارة يفاجئون بانتشال التميمى يجلس على كرسى
السائق ليعيدها إلى الحفل، وسط حالة من البهجة سيطرت على الجميع.
بدأت التكريمات بتحية وتكريم قدمه مؤسس مدينة الجونة سميح ساويرس، لوزارة
الصحة المصرية، مؤكدا على أنها حضرت إلى الجونة كشريك وليس كرقيب من خلال
فريق يضم 110 أفراد، لتساعد فى العبور بالدورة إلى بر الأمان صحيا، وحماية
الضيوف من التعرض للإصابة بفيروس كورونا، وتوفير الإجراءات الاحترازية
اللازمة، مضيفا: «كنت أخشى من تحمل المسئولية الصحية للضيوف بمفردى،
وبالتالى وجود الوزارة زرع الطمأنينة وأزال الرهبة والضغط النفسى، ولولاها
ما كان المهرجان اكتمل هذا العام».
كما حرص المهندس سميح ساويرس، أيضا على تكريم اللواء عمرو
حنفى محافظ البحر الأحمر، مؤكدا على أن التعاون بين الجونة والمحافظة كان
مثالا جيدا للتعاون بين الدولة والقطاع الخاص.
أيضا تمت دعوة أبناء الراحل خالد بشارة الرئيس التنفيذى
السابق لأوراسكوم، إلى المسرح لتسليم النسخة الأولى من الجائزة التى تحمل
اسم والدهم وتقدم سنويا لصناع السينما المستقلة فى مصر، بقيمة 10 آلاف
دولار، وحصل عليها هذا العام المخرج أحمد فوزى صالح، عن مشروع فيلم «هامليت
من عزبة الصفيح»، الذى فاز خلال هذه الدورة بعدد من الجوائز من منصة الجونة
السينمائية.
**
تكريم خالد الصاوى
وقبل أن تعلن الأفلام الفائزة بالجوائز، كانت واحدة من أكثر
اللحظات تأثرا فى حفل الختام، حيث صعدت الفنانة بشرى إلى خشبة المسرح لتقدم
بحرارة جائزة الإنجاز الإبداعى التى سلمها المهندس نجيب ساويرس إلى الفنان
خالد الصاوى، والذى لم يتمالك دموعه فرحا بالتكريم وبالكلمات المؤثرة التى
تنصفه كممثل على لسان زملائه فى فيلم قصير عرض قبل صعوده إلى المسرح،
بالإضافة إلى تحية الحضور الكبيرة، بالتصفيق له وقوفا تقديرا لمسيرته
وإنجازه الفنى.
وقال «الصاوى»؛ «كنت دائما أستغرب وأندهش جدا عندما أرى
دموع فنان فى مثل هذه اللحظات، ولكن اكتشفت أن لديهم الحق، ولذلك فكرت فى
تجهيز كلمة علشان أقولها النهاردة أكثر من 100 مرة، ولكنى فى النهاية فضلت
الارتجال حتى لا تكون مثل وجبة باردة».
وتابع قائلا: «أحب أن أبدأ كلمتى بتوجيه الشكر لكل من ساهم
فى أن نكون موجودين فى هذا الحفل سعداء ونقاوم من أجل الأمل والحياة والفن
والسينما، وهذا الشكر موجه للمهرجان ومحافظة البحر الأحمر، ووزارات الصحة
والسياحة والثقافة، والداخلية التى بسببها نحن فى أمان، ولأننا فى ظروف
صعبة ونحارب على كل المستويات نشكر أيضا وزارة الدفاع، ووزارة الخارجية
التى تقوم بحروب موازية، والحمد لله أننا فى أمان وقادرون نقف معا شعبا
وقيادة سياسية».
وداعب «الصاوى» الحضور قائلا: «عندما تلقيت الخبر كان نفسى
أكون الشخص الذى يقول مش مصدق هقع من طولى، لكن هذا لم يحدث، كما لم يحدث
أيضا أننى تلقيت الخبر بفتور وكأنها مجرد جائزة تضاف إلى باقى الجوائز،
ولكن الحقيقة أننى عندما تلقيت الخبر شعرت بهم كبير جدا، لأنى فكرت فقط فى
ماذا سأقول للشباب الصغير، هل أنصحه بأن يكون مثلى، ويكون مشاغبا، ويختلق
المشاكل فى كل مكان، ويتعرض للرفد من المدرسة، ويقفز من على أسوارها، ويخسر
الناس بعد أن كان من المفروض يكسبهم، ثم يذهب لمصالحتهم، وأن يكون عنيدا
ودماغه زى الزلط؟!.. الحقيقة نصيحتى للشباب هى أن يأخذ من خالد الصاوى 50%
ويرمى 50%».
وقبل أن يختتم كلمته، أهدى «الصاوى» تكريمه لمن اعتبرهم
آباء وأمهات هذا الجيل من السينما المصرية الذى استمر عطاؤها من الأبيض
والأسود إلى أفلام الموبايل، وهم كما ذكرهم؛ لبنى عبدالعزيز، وحسين فهمى،
ونجلاء فتحى، وميرفت أمين، وشهيرة، وبوسى، وسمير صبرى، وسمير غانم، وعادل
إمام، ويوسف شعبان، ويحيى الفخرانى، ومحيى إسماعيل».
** 5
جوائز للسينما الفلسطينية
وقبل أن تبدأ جوائز المسابقات الرسمية، أعلن المهرجان عن
فوز فيلم «احتضار» للمخرج هلال بيداروف، بجائزة «نيتباك» لأفضل فيلم آسيوى،
أما جائزة «سينما من أجل الإنسانية» والتى يتم منحها بناء على تصويت
الجمهور، وقيمتها 20 ألف دولار، فذهبت إلى الفيلم الفلسطينى «200 متر»
للمخرج أمين نايفة، والذى حصل أيضا على جائزة «فيبرسى»، قبل أن ينضم إليهما
من الجوائز الرسمية جائزة أفضل ممثل التى ذهبت لبطل الفيلم على سليمان،
ليكون حصاد هذا الفيلم وصناعه خلال الدورة الرابعة من مهرجان الجونة 5
جوائز، حيث سبق وتسلم المخرج أمين نايفة فى حفل الافتتاح جائزة مينا مسعود،
كما حصلت منتجته مى عودة على جائزة أفضل موهبة عربية فى 2020، المقدمة من
مجلة فاريتى.
وبتأثر شديد أهدى أمين نايفة الجائزة لروح جدته التى لم
يستطع أن يودعها بسبب الجدار العازل، متوجها بالشكر لمهرجان الجونة الذى
احتضن المشروع منذ بداياته، كما شكر مصر، قبل أن يمنعه بكاء الفرح من
استكمال الكلام، فتضيف المنتجة مى عودة، أن هذه الجائزة لفلسطين، ولكل شخص
يصارع لكى يستطيع الذهاب إلى عمله، أو مدرسته، أو حتى للبحر، مشيرة إلى أن
السينما سلاح، وستستمر فى توصيل رسالتهم من خلاله.
**
الجوائز الرسمية
أما عن جوائز المسابقات الرسمية، فذهبت نجمة الجونة الذهبية
للفيلم الروائى الطويل وقيمتها 50 ألف دولار إلى فيلم «إلى أين تذهبين يا
عايدة؟» للمخرجة ياسميلا زبانيتش، والذى فازت بطلته ياسنا دوريسيتش أيضا
بجائزة أفضل ممثلة، وذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائى الطويل
وقيمتها 25 ألف دولار إلى فيلم «حكايات سيئة» للمخرجين داميانو وفابيو
دينوسينزو، ونجمة الجونة البرونزية للفيلم الروائى الطويل وقيمتها 15 ألف
دولار إلى فيلم «احتضار» للمخرج هلال بيداروف، أما جائزة نجمة الجونة لأفضل
فيلم عربى روائى طويل وقيمتها 20 ألف دولار فذهبت إلى فيلم «الرجل الذى باع
ظهره« للمخرجة كوثر بن هنية.
وفى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، فاز بجائزة نجمة الجونة الذهبية
للفيلم الوثائقى الطويل وقيمتها 30 ألف دولار إلى فيلم «أيام آكلة لحوم
البشر» للمخرج تيبوهو إدكينز، وذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم
الوثائقى الطويل وقيمتها 15 ألف دولار إلى فيلم «سوفتى» للمخرج سام سوكو،
وجائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقى الطويل وقيمتها 7 آلاف و500
دولار فذهبت إلى فيلم «صائدو الكمأ» للمخرجين مايكل دويك وجريجورى كيرشاو،
فيما ذهبت جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربى وثائقى طويل وقدرها 10 آلاف
دولار إلى فيلم «جزائرهم» للمخرجة لينا سويلم.
وفى مسابقة الأفلام القصيرة، فاز فيلم «أن أصبح أمى»
للمخرجة جاسمين ترينكا، بجائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير وقيمتها
15 ألف دولار، وفاز بجائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم القصير وقيمتها 7
آلاف و500 دولار إلى فيلم «حدود الأزرق» للمخرج إيفان ميلوسافليفيتش،
وبجائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم القصير وقيمتها 4 آلاف دولار إلى
فيلم «أقمشة بيضاء» للمخرج مولى كين، فيما فاز الفيلم المصرى «ستاشر»
للمخرج سامح علاء، بجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربى قصير وقيمتها 5 آلاف
دولار، وذلك بعد يومين من فوزه بجائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان
السينمائى.
**
كليب «دقى يا مزيكا»
وقبل أن يختتم الحفل، عرض المهرجان لأول مرة فيديو كليب
أغنية «دقى يا مزيكا» التى كان قد افتتح بها المطرب اللبنانى رامى عياش
افتتاح الدورة الرابعة، ويظهر خلالها الأخوان نجيب وسميح ساويرس، وعدد من
الفنانين الذين يحضرون مهرجان الجونة ومنهم يسرا وليلى علوى وإنجى المقدم.
**
خطوبة بشرى
عقب انتهاء حفل الختام وأثناء التحضير لصعود عمرو دياب على
المسرح ليحيى الليلة، فوجئ الحضور بتقدم سالم هيكل مدير عام المبيعات فى
إحدى الشركات الكبرى، لخطبة الفنان بشرى رزة مدير العمليات بالمهرجان،
بحضور الفنان خالد الصاوى، ورغم أن الخبر كان متداولا قبل حفل الختام، إلا
أن الفنانة بشرى بدت وكأنها لم تكن تعرف، وقابلت تقديم خطيبها لخاتم
الخطوبة راكعا على قدميه بالبكاء.
**
اقتحام مسرح عمرو دياب
فى الساحة الخارجية لقاعة الافتتاح، جهزت إدارة المهرجان
حفلا غنائيا للفنان عمرو دياب، الذى قدم مجموعة من أشهر أغنياته القديمة
والجديدة، على مدار ساعة ونصف تقريبا، بدأها بأغنية «الليلة» وختمها بأغنية
«بحبه»، كما قدم لأول مرة على خشبة المسرح أغنيته الجديدة «الجو جميل».
وخلال الحفل الذى شهد تفاعلا كبيرا من الحضور، قدم عمرو
دياب أغنية «تملى معاك» قائلا: «لم أقل فى حياتى على أغنية أنها كانت سبب
شهرتى، ولكن هذه الأغنية فعلت ذلك».
ورغم أن إدارة المهرجان وضعت حاجزا بين الحضور والمسرح الذى
يقف يغنى على خشبته عمرو دياب، إلا أن أحد الأشخاص تجاوز هذا الحاجز وأفراد
الأمن، واقتحم المسرح، ليلتقط صورة مع عمرو دياب، قبل أن يصطحبه الأمن
للخارج بهدوء بناء على طلب عمرو دياب، ولكن المثير فى الأمر أن هذا الشاب
اعتاد أن يفعل ذلك فى أكثر من حفل لعمرو دياب. |