صلح تامر والسقا وتوقف لرفع الآذان وكلب على الريد كاربت في
القاهرة السينمائي
كتب:
أبانوب رجائي
افتتحت مساء أمس الأربعاء فعاليات الدورة 42 لمهرجان
القاهرة السينمائي الدولي، بحضور أبرز نجوم الفن في مصر، ومشاركة نحو 200
ضيف عربي وأجنبي، في حفل أقيم بالهواء الطلق بدار الأوبرا المصرية، مع أخذ
الإجراءات الاحترازية تحت إشراف وزارة الصحة لتأمين المهرجان صحيا بمشاركة
فريق يصل عدده إلى 120 فردا.
بدأت فعاليات اليوم بدخول الفنانين في الساعة السادسة مساء،
ثم توقفت الفعاليات عدة دقائق لرفع أذان العشاء من مسجد دار الأوبرا
المصرية، وتواصل دخول الفنانين إلى القاعة المجهزة خصيصا لاستقبال الضيوف
حتى الساعة الثامنة والنصف لحظة انطلاق الحفل.
وشهد المهرجان لقطات لافتة من أبرزها ظهور الفنان آسر ياسين
على السجادة الحمراء مرتديا خوذة موتوسيكل، ثم أمسكها بيده وقام بتأدية
حركة بهلوانية أمام عدسات الكاميرات، ووزع على المصورين ورق "كوتشينه".
ومن اللقطات اللافتة أيضا الصلح بين أحمد السقا وتامر
حسني، حيث، حرص الفنان أشرف عبدالباقي على أن يصلح بين السقا وتامر، بعدما
طلب عبدالباقي من تامر الصعود إلى المسرح ليقدم فقرته الغنائية، وسأله عبد
الباقي: "عملت إيه يا تامر في فترة كورونا؟" ليرد تامر سريعا: "كنت بتخانق
مع السقا على مواقع التواصل"، في إشارة منه إلى الأزمة التي نشبت بينهما
بسبب ملصق فيلم "الفلوس"، وبسرعة طلب أشرف من السقا وتامر الصلح، وبالفعل
توجه تامر إلى السقا عقب انتهاء فقرته الغنائية، وعانقا بعضهما ليضع حفل
افتتاح المهردان نقطة نهاية للخلاف بينهما.
واصطحب الفنان أحمد حلمي وزوجته الفنانة منى زكي ابنتهما
"لي لي" في أول ظهور لها على السجادة الحمراء.
وأثارت الراقصة دينا الجدل بإطلالتها أثناء مشاركتها في حفل
الافتتاح، حيث ظهرت مرتدية فستان مفتوح من منطقة الصدر، جمع ألوان متعددة
ونقوشات مختلفة، وأدت حركة أمام الكاميرات التقطتها عدسات المصورين.
وغابت هذا العام عن المهرجان لأول مرة الفنانة رانيا يوسف
والتي تثير جدلا في كل عام بسبب ملابسها الجريئة، بينما ظهر الفنان الشاب
إسلام إبراهيم، ببذلة زرقاء تلقى بعدها سيلا من الانتقادات على اختياره
لإطلالاته، وكتب إبراهيم عبر حسابه على "فيس بوك": "مالها البدلة يا جماعة
مش فاهم؟، ولا عشان أنا اللي لابسها فمن حقك تشتم وتجرح، حتى لو أنا ما
غلطتش فيك، اللبس ده حرية شخصية، البدلة كحلي في أبيض عادية جدا، أنا
شايفها حلوة، ومازلت شايفها حلوة".
وتصدرت اليوتيوبر بسنت نور الدين، قائمة الأكثر بحثاً على
جوجل، عقب إطلالتها بالحجاب في المهرجان والتي لاقت استحسان المتابعين.
انطلق الحفل بفيلم قصير يحكي عن إغلاق دور العرض، والصعوبات
التي واجهت الصناعة بسبب كورونا، ليظهر بعدها الفنان أشرف عبد الباقي،
مستعرضا تأثير "كورونا" على صناع السينما، بطريقة كوميدية، متفاعلا مع عدد
من النجوم الحاضرين، مثل أحمد حلمي، وأحمد السقا، وكذلك تامر حسني، الذي
استدعاه "عبد الباقي" إلى خشبة المسرح، ليقدم أغنيته الجديدة "الدنيا فيلم"
كلمات منة عدلي القيعي، وألحان إيهاب عبد الواحد، وتوزيع جان ماري رياشي،
والتى تفاعل معها الحضور.
وبعد تقديم الإعلامية مها الصغير لجنة تحكيم المسابقة
الدولية التي يترأسها المخرج الروسي الكبير ألكسندر سوكوروف، صعد المنتج
والسيناريست محمد حفظي رئيس المهرجان إلى المسرح لإلقاء كلمته موجها الشكر
للدولة المصرية على تمسكها بعودة الحياة إلى طبيعتها، ووزيرة الثقافة
الدكتورة إيناس عبد الدايم ووسائل الإعلام التي تساند وتدعم المهرجان وكذلك
الرعاة، مؤكدا أن هذه النسخة هي الأقوى من حيث الفعاليات، خاصة وأن الملتقى
وصل حجم الدعم الذي يقدمه هذا العام الى 260 ألف دولار، ستقدم للمشروعات
المشاركة لتكون حاضرة السنوات القادمة في مهرجان القاهرة ومهرجانات أخرى.
وصعدت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم إلى المسرح
وألقت كلمتها مؤكدة فيها أن الفنون ومن بينها السينما، نجحت على مدار أشهر،
في أن تكون المتنفس للشعوب، بعد أن فرضت جائحة كورونا على العالم إقامة
جبرية مفاجئة بالمنازل، وأصبحت مشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى ضرورة
للقدرة على المواجهة والحياة.
ووجهت عبد الدايم الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، لقيادته
السياسية الرشيدة التي كان لها اليد الطولى في مجابهة أزمة "كورونا" منذ
بدايتها على مدار هذا العام بالشكل الذي ساعدنا كثيرًا في قبول غمار التحدي
لإقامة المهرجان بمصر، في ذات التوقيت التي توقفت فيه معظم الفعاليات على
مستوى العالم، لنؤكد للعالم أن مصر بإقامة المهرجان تنتصر لعودة الحياة
ذاتها.
وعقب كلمة وزيرة الثقافة صعد المخرج يسري نصر الله إلى
المسرح ليتحدث عن المخرج الإيطالي الراحل فيدريكو فيلليني، أحد أبرز
المخرجين في تاريخ السينما، والذي يحتفي المهرجان هذا العام بمئوية ميلاده
عبرعرض نسخ مرممة لأربعة من أشهر أفلامه، هي؛ "ليالي كابيريا" عام 1957 ،
و"الحياة الحلوة" عام 1960، و"½ 8 " عام 1963، و"أرواح جولييت" عام 1965،
بالإضافة إلى إقامة معرض صور خاص لكواليس أفلامه، للمصور الإيطالي الكبير
ميمو كاتارينيتش، بالإضافة إلى عرض الفيلم التسجيلى "أرواح فيلليني" من
إخراج سيلما ديلوليو وإنتاج إيطاليا وفرنسا وبلجيكا وإنتاج عام 2020.
كان الجزء الأخير من الحفل، هو الأكثر تأثيرا، بداية من
تكريم الفنانة منى زكي، بجائزة فاتن حمامة للتميز، والتي سلمته الفنانة منة
شلبي، وقالت منى زكي خلال تكريمها: "شرف كبير تكريمي من أهم مهرجان في
بلدي، وبجائزة تحمل اسم سيدة الشاشة العربية، وفي نفس الدورة التي يكرم
فيها الكاتب الكبير وحيد حامد، التي كشفت عن تأثرها بأفلامه وخاصة جملة
"أنا هحلم" في فيلم "اللعب مع الكبار"، مؤكدة على أنها تعتمدها منهج
لحياتها، "بحلم وهفضل أحلم ولسة هحلم".
أما ثاني تكريمات المهرجان فذهبت إلى الكاتب البريطاني
كريستوفر هامبتون، والذي قدمه المنتج محمد حفظي، مؤكدا على أن تكريمه ليس
فقط لاسهاماته في السينما العالمية التي استحق عنها الأوسكار، ولكن أيضا
لصلته العميقة بمصر.
وجاءت آخر التكريمات الرسمية للكاتب الكبير وحيد حامد، الذي
استقبله الحضور بحفاوة كبيرة وتصفيق حار، حيث وقف كل من بالقاعة التي تتسع
الى 700 شخص، تحية واحتراما لمشوار وحيد حامد الكبير الذي امتد الى 50 سنة
قدم خلالها أفلاما باقية في تاريخ السينما للأجيال القادمة كما قدمه المخرج
شريف عرفة.
وبكلمات مؤثرة قال وحيد حامد: "الحمد لله مرارا وتكرارا،
أننى بينكم، وأشكركم جميعا، أنتم عشاق السينما التى أحبها، والتى أخلصت
لها، وأتقدم بالشكر لكل من عملت معهم، لكل من تعلمت منهم، ومن علمونى، إذ
كان من الصعب أن أقف هنا بينكم لولا دعمكم ومحبتكم لي".
وقبل أن تنتهي التكريمات، فاجأ رئيس المهرجان الحضور بتقديم
شهادة تقدير إلى سامح علاء، مخرج فيلم "ستاشر" الفائز بجائزة السعفة
الذهبية بالدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي، مؤكدا أن هذا الحدث هام
للسينما المصرية، لذلك يستضيف مهرجان القاهرة المخرج "لنعرفه عليكم ولنقول
له جميعا ألف مبروك ونمنحه شهادة تقدير للإنجاز الكبير اللي عملته".
وفي ختام الحفل طلب المنتج محمد حفظي من كاتب وبطل فيلم
الافتتاح الصعود إلى المسرح لتقديم فيلم "الأب" قبل عرضه الأول، أمس
بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، الذي شهد إقبالا كبيرا، حيث حرص
ضيوف الافتتاح على مشاهدة الفيلم، الذي حظى بإعجاب غالبية الحضور، وامتلأت
القاعة بالتصفيق مع نهايته.
وأثناء انتقال ضيوف الحفل من القاعة المجهزة والمقامة خصيصا
للافتتاح إلى المسرح الكبير لمشاهدة فيلم "الأب"، فوجئ الحضور بـ"كلب بلدي"
دخل خلسة من ناحية باب قاعة الافتتاح ويبدو أنه أصيب بالذعر من العدد
الكبير للضيوف وأصابته حالة من الهيجان والخوف، ولم يتمكن محرر "الوطن" من
التقاط صورة للكلب الذي قطع أكثر من 50 متراً على السجادة الحمراء في
محاولة منه للهرب حتى تمكن من الخروج من الباب الجانبي ناحية مسرح الهناجر،
وهو ما أثار ضحك الحضور بينما أصيبت بعض الفنانات اللاتي تصادف مرورهن في
هذه اللحظة بالفزع. |