مصر تفقد سمير غانم آخر نجوم "ثلاثي أضواء المسرح"
الفنان المصري يفارق الحياة بعد مسيرة فنية امتدت على مدى ستة عقود أدخل
فيها البهجة على القلوب ورسم البسمة على وجوه الملايين من متابعيه.
غيّب الموت عشية الخميس الفنان المصري سمير غانم عن عمر ناهز 84 عاما داخل
أحد المستشفيات بالعاصمة المصرية القاهرة، متأثرا بإصابته بفايروس كورونا
المستجد.
القاهرة- توفي
الممثل المصري سمير غانم الخميس في أحد المستشفيات متأثرا بمضاعفات صحية
نتيجة إصابته بفايروس كورونا، بعد أسابيع من الدعاء المتواصل بالشفاء له
ولزوجته الممثلة دلال عبدالعزيز.
وكان الثنائي الفني قد نقل إلى المستشفى مطلع مايو الجاري لإصابتهما
بالفايروس، لكن مشكلات صحية سابقة ساهمت في تدهور الحالة الصحية للفنان
الراحل.
وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم في بيان “الحياة الفنية في
مصر والوطن العربي فقدت أحد العباقرة وأيقونة كوميدية فذة”. وأضافت “أسلوبه
المميز نجح في جذب قلوب الجمهور عبر سنوات طويلة شهدت أعمالا ستبقى راسخة
في الوجدان بشخصياتها ومفرداتها”.
وكان الكاتب والمنتج أحمد الإبياري أول من أعلن عن وفاة الفنان، وذلك عبر
صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلا “مع السلامة يا سمير”.
وكتب الإعلامي المصري رامي رضوان زوج ابنته الممثلة دنيا سمير غانم، عبر
تويتر “إنا لله وإنا إليه راجعون وداعا حبيبي”، مرفقا تغريدته بصورة للممثل
والكوميدي الشهير الذي أدخل في مايو الجاري إلى المستشفى جراء فشل كلوي
ناجم عن إصابته بكورونا.
وكان الراحل قد دخل الرعاية المُركزة قبل أيام، إثر تدهور حالته الصحية بعد
إصابته بفايروس كورونا، لاسيما وأنه يُعاني من مشاكل صحية في الكلى.
وولد سمير يوسف غانم في عرب الأطاولة من محافظة أسيوط عام 1937، انضم بعد
الثانوية العامة إلى كلية الشرطة احتذاء بوالده الذي كان ضابط شرطة، ولكن
تم فصله منها بعد رسوبه لسنتين متتاليتين فنقل أوراقه إلى كلية الزراعة في
جامعة الإسكندرية كما انضم للفرق الفنية فيها.
وفي الإسكندرية اجتمع هناك مع الفنان وحيد سيف وعادل نصيف وشكّلوا فرقة
اسكتشات غنائية تقدّم عروضا على المسرح في مدينة الساحلية، ولكن الفرقة لم
تستمر بسبب انسحاب سيف لعدم قدرته على السفر إلى القاهرة وترك مدينة
الإسكندرية، حيث كان يدرس بكلية الآداب ويعمل موظفا أيضا، كما انسحب عادل
نصيف الذي أكمل دراسته العليا في تخصّص الحشرات بكلية الزراعة وسافر إلى
بلجيكا.
وفي تلك الأثناء كانت شهرة جورج سيدهم بدأت تنتشر بجامعة عين شمس، وكذلك
الحال بالنسبة إلى الضيف أحمد بجامعة القاهرة، فجمع غانم بينهما وشكل معهما
الفرقة الشهيرة التي عرفت باسم “ثلاثي أضواء المسرح”، وقدّموا مع المخرج
محمد سالم مسرحيتي “حواديت” و“براغيت” وغيرها.
وفي السينما قدّم الثلاثي أفلام “30 يوم في السجن” و”شباب مجنون جدا”
و“شاطئ المرح” و“بنت شقية” و“الزواج على الطريقة الحديثة” و“لسنا ملائكة”.
وخلال فترة السبعينات تنوّعت أعماله بين السينما والمسرح والتلفزيون فشارك
في أفلام “الصديقان”، و”لسنا ملائكة”، و“واحد في المليون”، و“السراب”،
و“المجانين الثلاثة”، و“نحن الرجال طيبون”، و“نار الشوق”، و“فرقة المرح”،
و“ولد وبنت والشيطان”، ومسرحية “موسيقى في الحي الشرقي”.
وفي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات قدّم مع سيدهم أهم مسرحيتين في
تاريخهما الفني المشترك وهما “المتزوجون” عام 1978 و”أهلا يا دكتور” عام
1981، لكنهما انفصلا في النهاية.
وتعدّدت نشاطاته الفنية بعد ذلك فشارك في العديد من الأعمال وهي: فيلم
“سنوات الانتقام”، ومسرحية “فخ السعادة الزوجية”، وفيلم “البنات عايزة إيه”
وفيلم “أذكياء لكن أغبياء”.
مثل العام نقلة نوعية في حياة سمير غانم، حيث توفي شقيقه سيد غانم مدير
أعماله، ممّا أدخله في فترة كآبة وقرّر بعدها تغيير نمط عمله، وكان ذلك سبب
انفصال فني بين غانم وبين جورج سيدهم. وقدّم الراحل في الثمانينات سلسلة
“فوازير رمضان” تحت اسم شخصيتي “سمورة” و“فطوطة” التي حقّقت شهرة عربية
واسعة.
وفي العام 1983 قدّم مع المخرج فهمي عبدالحميد أول حلقة من حلقات فوازير
فطوطة باسم “فطوطة والأفلام” ونجح نجاحا هائلا ما شجعهما على إعادة التجربة
في “فطوطة والشخصيات” عام 1986. وفي التسعينات قدّم فوازير “المتزوجون في
التاريخ” 1992 وفوازير “المضحكون” 1993 وفوازير “أهل المغنى” 1994.
الراحل قدم في الثمانينات سلسلة «فوازير رمضان» تحت اسم شخصيتي «سمورة»
و«فطوطة» التي حققت شهرة عربية واسعة
وشارك الراحل في بعض الأفلام بأدوار مختلفة مثل “الأحضان الدافئة” و“أميرة
حبي أنا” و“فيفا زلاطا”، إلى أن استطاع إثبات جدارته بالبطولة المطلقة
فقدّم أفلام “نوع من النساء” و“حسن بيه الغلبان” و“تجيبها كده.. تجيلها
كده.. هي كده” و“الجواز للجدعان” و“الرجل الذي عطس” و“عبقري على ورقة دمغة”
و“مجرم رغم أنفه”. ولمع نجمه في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلي “حكاية
ميزو” و“كابتن جوده”، كما ابتكر شخصية “فطوطة” التي أحبها الصغار والكبار.
ورغم كل هذه النجاحات ظل المسرح عشقه الأول والمجال الأرحب الذي يستطيع من
خلاله إبراز طاقاته الفنية وتوظيف الإكسسوارات الشخصية في إضحاك الجمهور.
فهو واحد من أهم نجوم المسرح المصري على غرار عادل إمام ومحمد نجم ومحمد
صبحي.
ومن أبرز مسرحياته “الأستاذ مزيكا” و“جحا يحكم المدينة” و“فارس وبني خيبان”
و“أخويا هايص وأنا لايص” و“بهلول في إسطنبول” و“أنا ومراتي ومونيك” و“دو ري
مي فاصوليا” و“مراتي زعيمة عصابة”.
ومع التقدّم في العمر قلّت أعماله الفنية، لكن ظلت إطلالته في أي عمل مصدر
بهجة للمشاهد وكانت من أعماله في السنوات القليلة الماضية المسلسل الإذاعي
“فطوطة وكأس العالم” ومسلسل “عزمي وأشجان”. |