فيس بوك ـ 24 أكتوبر
Khalid Rabea
((
أم ماريو وعمر الشريف))
فى آخر أيام الممثل عمر الشريف أجرت معه قناة عربية حوارا حول مشواره الفني
فقال كلاما مهما جدا
كان يسخر من كل ما قدمه في حياته من أفلام وفن وتمثيل
كان يقول للمذيعة مش عارف إيه العبط اللي كنت بعمله ده
أحفظ كلمتين من السيناريو وأقولهم أمام الكاميرا وآخذ ملايين الدولارات
ليه يعنى هو انا عملت أيه للبشرية والا نفعت الناس بإيه
والمذيعة تعارضه وتقول له يكفى إن حضرتك أكثر ممثل عربي مشهور
ضحك ساخرا .. وقال وأيه يعنى ؟؟
أنا دلوقت فيه ناس تعرفني في اليابان وفى البرازيل وفى جنوب افريقيا
ولكن بقعد في البيت لوحدي فى ضيق وملل
كنت أتمنى اقعد أتعشى على ترابيزة صغيرة وحولي زوجتي واولادي واحس بناس
معايا أحبهم ويحبوني وهما جزء من حياتي
واستمر الحوار على هذا النسق وقد حطم عمر الشريف كل التابوهات المحفوظة عن
التمثيل والإبداع والمجد والشهرة....
تذكرت هذا الحوار وأنا أقرأ عن الفلاحة الأمية من صعيد المنيا (دميانة نصار
)
سيدة كادحة فقيرة .. تعول أسرة تعيش تحت خط الفقر مثل الملايين من المصريين
، حققت مالم تحققه ممثلة مصرية ولا عربية طوال تاريخ السينما
بدأت الحكاية بمخرج شاب اسمه عمر زهيرى قرر ينفذ فكرة مجنونة
ليه أجيب ممثلة تمثل فلاحة فقيرة مطحونة أو اجيب ممثل يؤدى دور عامل بائس
فقير
.
طيب بدلا من الممثلين أنزل القرى والنجوع وأختار من ينطبق عليه نفس صفات
الممثل أو الممثلة التى أريدها للدور
.
وكل اللي عليا.. أقول لهم تكلموا كما انتم وبدون تمثيل .. مع بعض التشجيع
والتدريب على مواجهة الكاميرا والمصورين
.
ونجحت الفكرة وتم عمل فيلم ريش
والفيلم تدور أحداثه حول رجل فقير معدم وأسرته المطحونة
.
أراد الرجل أن يحتفل بعيد ميلاد ابنه ويدخل السعادة عليه
.
فاتفق مع حلواني لعمل تورتة رخيصة واحضر ساحر على قد حاله لعمل نمر وألعاب
فى الحفلة المتواضعة
.
وفى الحفل احضر الساحر صندوقا خشبيا وكانت اللعبة أنه وضع الأب فى الصندوق
وقرأ تعويذة فحوله لدجاجة
وطبعا صفقوا للساحر على النمرة المبهرة
.
ولكن المشكلة أن الساحر لم يستطع أن يعيد الرجل لما كان عليه من قبل
وبقى رب الأسرة الغلبان فى هيئة دجاجة ضعيفة
.
وهنا تمضى أحداث الفيلم الفنتازية بامرأة وجدت نفسها فجأة مسئولة عن رعاية
اسرتها ورعاية الدجاجة (زوجها)
.
وكان لابد أن تخوض غمار الحياة الصعبة وتبحث عن أي عمل مهما كان مجهدا أو
شاقا ولو يدر عليها القليل من الجنيهات والا ماتوا جميعا جوعا.
هذا الفيلم الذى حقق المفاجأة المدوية،
فاز بجائزة النقاد في مهرجان كان السينمائي ،
وهى جائزة لم يفز بها أي فيلم مصري أو عربي من قبل !!!!
يعنى كما قالوا قيراط حظ ولا فدان شطارة
.
الفيلم كله لا يوجد به ممثل أو ممثلة معروفين من قبل.
كلهم كومبارس من الدرجة الثالثة المغمورين
.
أو شخصيات حقيقية تؤدى نفس دورها فى الحياة مثل أم ماريو أو دميانة نصار
التى تصدرت صورها صحف ومجلات السينما العالمية وهي بالكاد تفك الخط ،
يعنى لا معهد سينما ولا أكاديمية فنون ولا بطيخ .
يعنى الحكاية كلها طلعت عبط فى عبط كما كان يقول عمر الشريف فى حواره ،
لدرجة ان الفنانين والفنانات في الجونة الذين ياخذون الملايين على ادوارهم
السينمائية وبرامجهم التلفزيونية
....
ثم لا يجيدون إلا التعري والتقبيل و(التفعيص)
انسحبوا من مشاهدة هذا الفيلم الذى (علم) عليهم جميعا وحصل على جائزة لا
يحلمون بها فى حياتهم كلها
.
وزعموا أنهم انسحبوا من باب الوطنية لأن الفيلم يسيء لسمعة مصر ويظهرها
دولة فقيرة .
أم ماريو عرتهم وفضحتهم وحبست دمهم وكشفت للناس...
الأونطة الكاذبة فى إعلامهم. |