ملفات خاصة

 
 
 

عمر الزهيري:

لا أحد يستطيع منع فيلمٍ من النجاح

كارلوفي فاري/ أمل الجمل

عن فيلم «ريش»..

لـ «عمر الزهيري»

   
 
 
 
 
 
 

عمر الزهيري:

تركتُ لعقلي مساحة للتغيير (الملف الصحافي)

بعد تجربة طويلة في الإعلانات، وعمله كمساعد مخرج منذ عام 2006 في السينما المصرية التجارية السائدة، كما في نظيرتها الـ"آرت هاوس"، يُصرّ المخرج المصري عمر الزهيري على تقديم سينما مختلفة، تُعبّر عن بصمة خاصة به، من دون استعجال. هذا بدا واضحاً في أفلامه القصيرة، ومنها "زفير" و"ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375"، عن قصّة قصيرة بعنوان "موت موظّف" لأنطون تشيكوف، الذي شارك في "سينيغونداسيو"، في الدورة الـ67 (14 ـ 25 مايو/ أيار 2014) لمهرجان "كانّ" السينمائي، وهذا مشروع تخرّجه من "المعهد العالي للسينما" (القاهرة).

أول روائي طويل له بعنوان "ريش" شارك في قسم "أسبوع النقّاد"، في الدورة الـ74 (6 ـ 17 يوليو/ تموز 2021) لمهرجان "كانّ" أيضاً (الجائزة الكبرى نسبرسو)؛ قبل مشاركته في قسم "آفاق"، في الدورة الـ55 (20 ـ 28 أغسطس/ آب 2021) لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي".

حول تجربة السيناريو واختيار الممثلين والأماكن وتوقّعاته لـ"ريش"، تحدّث عمر الزهيري لـ"العربي الجديد" في هذا الحوار.

(*) ألا ترى تشابهاً بين فيلمك "ريش" ورواية "المسخ" للكاتب التشيكي فرانز كافكا؟

صحيح. هناك تشابه بينهما كفكرة. الرجل يتحوّل إلى صرصار، وردّ فعل أهله. أنا أحبّ كافكا. قرأت معظم كتبه منذ صغري. وصف النقّاد أفلامي القصيرة بأنّها كافكاوية. طبعاً هذا يسعدني.

(*) عملية كتابة السيناريو كيف صارت؟ هل بدأت بفكرة رجل تُريد أنْ تحوّله إلى دجاجة لتُنهي دوره، ثم تُكمِل الرحلة مع المرأة؟ أم كيف تطوّرت الفكرة؟

لم يكن قصدي إنهاء دور الرجل. أميل إلى الكوميديا بشكل ما، أو الـ"لايت كوميدي". اطّلعت على صُور عن دجاجة تعمل "تحميل" على شخصية، والحياة تتبدّل. قلتُ: كلّما دخلتُ بجدّية في شيء عبثي أو لامعقول، يُمكن لهذا أنْ يخلق كوميديا معيّنة، كوميديا مؤلمة. بمعنى أنّنا لا نعرف هل نضحك أم لا. كوميديا سوداء. من هنا بدأتُ، لكنْ بأفكار عشوائية. احتجتُ إلى وقتٍ طويل في صوغ النص: إعادة كتابة، ورش للكتابة، كنتُ أهدم فيها السيناريو وأعيد بناءه. آخر نسخة سيناريو تخلّصت منها، وحوّلتها إلى مَشاهد متتابعة، وما صُوِّر ليس موجوداً كلّه في السيناريو.

(*) هل اعتمدتَ على قدر من التجريب؟

ليس تجريباً. لكنّي تركتُ لعقلي مساحة للتغيير. كان عقلي مرناً ومفتوحاً على التعديل. كنتُ مقتنعاً بضرورة أنْ يظلّ الفيلم مرناً أثناء التنفيذ. لذلك، كان هناك تطوّر دائم، حتى في المونتاج. عدّلتُ مشاهد، وبدّلتُ أماكن تصوير أخرى.

(*) لماذا استبعدت خيار الممثلين المحترفين؟

لأنّ الفكرة عبثية جداً وليست واقعية. كي أُصدّقها، كنتُ أحتاج إلى أناسٍ يفاجئونني أمام الكاميرا. أسلوب التمثيل المتعارف عليه كان سيحاول أنْ يُقنعنا بالفكرة، وأنْ يبيعها لنا. أحضرتُ أناساً عاديين، يتصرّفون بشكل طبيعي، ويُخطئون أمام الكاميرا، وينظرون إلى عدستها من دون قصد، ويتكلّمون بطريقة طبيعية، وليس لديهم وعي بمواقع الكاميرا، ولن يهتمّوا بأماكن وجودهم. كأنّه وثائقيٌّ. لذلك، نُصدّقهم، لأنّهم يأكلون فعلياً، ويتخانقون فعلياً، ويزعلون فعلياً.

(*) لكنْ، ماذا لو خطرت لك فكرة عبثية مشابهة، أو فيها جانب فانتازي في المستقبل: هل ستعتمد على نجومٍ كبار في التمثيل؟ كنتُ أعتقد أنّ الجانب الاقتصادي جعلك تختار ممثلين غير محترفين.

لا. إنّه اختيار فني، وإلا لما نجح.

(*) اسمَحْ لي أنْ أختلف معك. هناك نماذج كثيرة في السينما العالمية استخدمت هذا الأسلوب الذي جمع بين العبثيّ والواقعي، ومع ذلك اعتمد على نجوم كبار صدّقناهم، والنماذج نجحت جداً. برأيي، وجود ممثلين غير محترفين ليس الفيصل في هذا أبداً.

صحيح. يورغوس لانتيموس تعاون مع نيكول كيدمان وكولن فاريل وأنجز فيلماً ("قتل أيل مقدّس" The Killing Of A Sacred Deer، عام 2017. المحرّر). لا أقول إنّ هذا قانون، لكنّه من وجهة نظري مناسبٌ لفيلمي أكثر. ربما في فيلم آخر أستعين بممثلين محترفين من دون مشكلة. شعرتُ في هذه التجربة أنّي لو أحضرتُ ممثلاً أعرفه، فلن أستطيع إخراج الفيلم. كنتُ أحتاج إلى أشخاص جدد ومختلفين، إلى من يفاجئني بطلّته ونظرة عينيه وإحساسه.

(*) إذن، لم يراودك الشعور بالمغامرة؟

في ما يخصّ أسلوب التنفيذ واختيار الممثلين، لا. بالعكس. كنتُ أبحث عن المغامرة في حركة ممثل. مثلاً: مشهد مرض الدجاجة عند ظهور الرجل فجأة من جوار الكاميرا، أو القرد الذي يقفز على السيارة. أشياء كهذه تسعدني. عموماً، الجرأة أفادتني. كنتُ أشعر أنّي غير باقٍ على شيء في السينما، وأنّي أحبّ أنْ أظلّ جريئاً.

(*) ربما لأنّك كنتَ تتعامل من منطلق أنْ لا شيء لديك تخسره، خصوصاً أنّك لا تزال في بداية الطريق.

ليس هذا فقط، بل لأنّي مُقتنعٌ بروح المغامرة، ولأنّي عندما أخرج فيلماً عام 2021، بعد كل هذا التاريخ السينمائي في مصر، عليّ أنْ أقدّم شيئاً مختلفاً. لم أتوقّع هذا التقدير كلّه: جوائز ونقد أجنبي وعربي. لم أتوقّع أبداً. كنتُ مرتاحاً فقط، لأنّي اجتهدتُ وعملتُ ما كان عليَّ أنْ أفعله. كذلك الدعم من مهرجان "كانّ" ساعدني. طبعاً، هناك أشياء كثيرة أخرى ساعدتني أيضاً، كالخطّ الكوميدي، لأنّه نادر في هذه المنطقة الدرامية. المنتجة الفرنسية جولييت لوبوتر رائعة. المصري محمد حفظي تحمّس للفيلم منذ الدقيقة الأولى.

(*) من أي مرحلة؟

كان معي منذ البداية، عندما كان الفيلم مجرّد فكرة. لكنْ، كان صعبا عليه أنْ يُنتجه وحده، لأنّه مُكلف، وفيه اختيارات فنية ليست صديقة مع السوق العربية، التي تعتمد بشكل كبير على اختيارات متعارف عليها، لم تكن مناسبة لفيلمي. الصوت مثلاً مهمّ، من أصعب الجوانب الفنية به، ومُكلف جداً. كان ضرورياً التعاون مع منتج قادر على جلب إنتاج مشارك يناسب الصوت.

(*) أسأل عن دور حفظي. هل تتوقّع أنه سيدعم تواجد الفيلم في صالات السينما في مصر، أم أنّه سيتركه لسيطرة الموزّعين؟ التجارب السابقة تقول إنّه، في ما يتعلّق بالأفلام المستقلة، يلتقط الحلوة بذكاء شديد، خصوصاً تلك التي يتوقّع أنّها ستحقّق صدى جيّداً في المهرجانات الدولية. بعضها شارك في إنتاجه في اللحظات الأخيرة، في مرحلة ما بعد الإنتاج. لكنّه لا يقف إلى جانب هذه الأفلام كما ينبغي، ولا يحارب من أجل تواجدها في الصالات. صحيحٌ أنّ له دوراً مهمّاً في الإنتاج، لكنْ، عندما يأتي وقت العرض يُتوقّع منه مساندتها بقوّة، لتحصل على حقّها. لا يصحّ أنْ نكون في القرن الـ21 ونقول إنّنا نتوقّع أنّ فيلماً لن يعجب الجمهور. يجب بذل جهد، ومنح الفيلم وقتاً كافياً، وإعطاءه حقّه في الدعاية، ثم يُترك الحكم للجمهور.

هذه ليست مشكلة محمد حفظي، بل السوق عموماً. لماذا تدعم فرنسا أفلاماً سينمائية كثيرة؟ سؤال تقني. أتعرفين لماذا؟

(*) كلا. ليس تقنياً، بل ثقافياً، بدليل دعمها لأفلامٍ من أفريقيا، خاصة من جنوب الصحراء، وغيرها من الثقافات. إنّها سياسة ذكية لمحاربة سطوة السينما الهوليوودية. فرنسا تُدرك جيداً أنّها لن تستطيع مقاومة السينما الأميركية بمفردها، لذلك تهتمّ بتقديم ثقافات أخرى بديلة، وبإقامة وتجهيز الاستديوهات، حتّى في جنوب أفريقيا.

أتحدّث عن جانب آخر له علاقة بالتقنيات. في فرنسا عددٌ كبير جداً من صالات العرض. تقريباً في كلّ منطقة هناك عدد كبير منها، بأنواعٍ وأحجامٍ مختلفة، كبيرة وصغيرة ومتخصّصة. السوق كبيرة عندهم، مع تنوّع الجمهور واهتماماته، ومع تدخّل ثقافي كما أشرتِ، ومنح فرصة للأفلام لعرضها في صالات كثيرة. "ريش" مثلاً سيُعرض في 50 صالة في فرنسا.

(*) وماذا بالنسبة إلى مصر؟

شخصياً، أتمنّى عرضه في صالاتٍ قليلة. إنّه يحتاج إلى أدوات تقنية جيدة للعرض، خصوصاً على مستوى الصوت والصورة. هنا، أطرح سؤالاً: هل كلّ صالات السينما المتاحة للـ"آرت هاوس" في مصر مُجهّزة بإمكانيات وتقنيات عالية تُناسب عرض هذا الفيلم؟

(*) هل هذا ما يشغلك، أم يُشغلك الجمهور؟

أي جمهور؟

(*) الجمهور الذي سيستقبل الفيلم في مصر؟

في الأحوال كلّها، الجمهور قليل، بالنسبة إلى فيلمي هذا، أو إلى أفلام أخرى. الجمهور قليل. لماذا؟ هل جميع الناس يقرأون كافكا؟ هل كافكا كاتب شعبيّ؟ الفيلم لا ينتمي إلى التيار الرئيسي، لهذا يجب عرضه في ظروفٍ ممتازة. لذلك، أقترح عرضه في صالات قليلة، ما يسمح له بالبقاء مدة أطول، فيُشاهده أناس أكثر. هذا رأيي. كلّما قلّ عدد الصالات، كَثُر عدد الناس. بصراحة، لا أحد يستطيع منع أيّ فيلم من النجاح. التاريخ أثبت ذلك.

(*) لا أحد يستطيع منع فيلم من النجاح. لكنْ، لا بُدّ أولاً من توفير ظروف مناسبة له. لا تُنكر أنّ الظروف، ومنها الدعاية، إما أنْ تساعد، وإما أنْ تكون عائقاً ضد عرض الفيلم. ما لاحظتُه أنّ الأفلام المستقلة في مصر لا تُصنع لها الدعاية اللائقة، كما يحدث مع الأفلام التجارية. كأنّها تُصنع في السرّ.

كيف نعمل دعاية إذا كانت مُكلفة، والأفلام المستقلّة غير مُربحة؟

(*) أتعرف ماذا فعل المخرج والسيناريست محمد أمين في تجربته الأولى "فيلم ثقافي"؟

هذا الفيلم أحبّه، ونجح نجاحاً كبيراً. لكنّي لا أتذكّر ما فعل.

(*) لم تكن هناك ميزانية للدعاية أصلاً، فعمل محمد أمين ملصقات ووزّعها في الجامعات والمعاهد والمصانع. كان يُعطي بعضها إلى أصحابه لتوزيعها في الشوارع والمقاهي، ولإلصاقها على الجدران.

فهمتُ ما تقصدين قوله. لكنْ، دعينا نتكلم بشكل براغماتي. الأفلام المستقلّة لا تُصنع كي تكون شعبيّة. هذه وجهة نظري. لا أستطيع أنْ أحكم على تجربة يسري نصرالله مثلاً من فيلم واحد، ولا من أنّها كانت تربح أو تخسر في السوق. هو مُفكّر قبل أنْ يكون مخرجاً.

(*) هل لديك مشاريع جديدة؟ هل ستوافق على إخراج أفلامٍ تجارية، بما أنّك لا تزال تعمل في الإعلانات؟

أنا أعمل مساعد مخرج أصلاً في السينما التجارية. قادمٌ من مجالي التجاريّ والـ"آرت هاوس". أعمل في الإعلانات منذ سنين، وسأكمل فيه. هذا طبيعي. لن أستطيع القول إنّي سأصنع سينما تجارية أو غير تجارية، لكنّي لن أُخرج فيلماً ليس على مزاجي. لا بُدّ أنْ أكون مُقتنعاً به، ومسيطراً فنياً عليه بشكلٍ كامل. لن أكون مفيداً للفيلم إذا أنجزته بالمعايير التقليدية. سيكون مُضرّاً. لا بدّ أنْ يكون المشروع "في ملعبي"، كي أنجزه بطريقتي.

في ما يخصّ السينما التجارية، إحساسي أنّ روح السخرية التي أفضّلها ستُسبّب "وقوع" الفيلم. لا أعرف استخدام البساطة المطلوبة لفيلمٍ كوميدي، كـ"الناظر" (لشريف عرفة، 2000. المحرّر). لكنْ، عموماً، أنا أتكلّم عن الوقت الحالي لا عن المستقبل. حالياً، لديّ اهتمامات أخرى. أحتاج إلى اكتشاف أشياء في عقلي، وربما أُخرج مسلسلاً صغيراً، لن أرفض.

 

العربي الجديد اللندنية في

29.09.2021

 
 
 
 
 

«ريش».. عمر زهيرى يدهشنا برؤية خيالية مغلفة بكوميديا عبثية فى منطقة أكثر قتامة

خالد محمود

يبقى فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيري الذى ينافس بمهرجان الجونة السينمائى والفائز بجائزة أسبوع النقاد فى دورة مهرجان «كان» الأخيرة، عملا فنيا عميقا وشائكا بامتياز، وذلك لمفرداته الفنية المدهشة بواقعيتها القاتمة وفكرته اللا معهودة على شاشة السينما المصرية، وجرأته فى الطرح الذى يغوص فى نبع واقع موجع برؤية خيالية بها مسحات من الكوميديا العبثية السوداء وهو ما يجعلنا ننظر إليه من زاوية خاصة لمخرج استطاع التعبير عن أفكاره الذاتية بحرية فى عمله الروائى الطويل الأول.

نعم هناك مشاهد صادمة لكنها تسبح فى منطقة تدعو للتفكير بطريقة سردها الذكى المتتابع، لقطاته تبدأ وتنتهى بتسجيل دائم لموقف، حيث نرى رجلا يشعل النار فى جسده فى المشهد الذى يبدأ بشاشة سوداء وصوت دلق الكازولين ثم نرى الرجل ويدعى السيد السلطانى عن بعد وهو يحترق. ثم قطع عنه إلى المشهد التالى مع بقاء الصدمة عالقة لفترة.

الرجل يُدير شئون عائلته (زوجة وثلاثة أطفال) التى تعيش فى بيت تتآكل جدرانه وتتسخ، هو زوج تقليدى يمسك بكل مرافق الحياة بما فيها ما ستشتريه زوجته (دميانا نصار) من طعام. يفتح صندوقا مقفلا ويعطيها قدرا محدودا من المال لتدبير شئون البيت، وغالبا ما تنصاع من دون حوار وستبقى قليلة الكلام طوال الفيلم حتى بعد اختفاء زوجها فجأة فى حكاية مثيرة بذاتها: فى حفلة عيد ميلاد طفله البالغ من العمر أربع سنوات تتم الاستعانة بساحر للترفيه، يفتح الساحر صندوقا ويطلب منه الدخول إليه ويغلقه وحين يفتحه ثانية يستخرج الزوج كدجاجة وعندما يحاول إعادة الدجاجة إلى رجل يخفق.

الآن الزوجة لديها زوج هو دجاجة.. أو هكذا يوحى الفيلم. لأنه فى وقت لاحق (قُبيل نهاية الفيلم) سيتم اكتشاف الزوج رجلا محترقا صامتا لا يعى ما حوله.

لكن ما هو سبب تحويل الساحر له إلى رجل بلا ذاكرة أو هويّة وما علاقة الدجاجة بالموضوع؟ ثم ما هى القراءات الاجتماعية المناطة بهذه الفكرة؟

ندرك أن هناك معاناة الزوجة هى تعتقد أن الدجاجة التى باتت تعيش فوق سرير الزوجية هى زوجها بالفعل، لكن عليها أن تعمل، تمر بضائقة تلو أخرى وهى صامتة تبدو مستكينة طوال الوقت وهو ما يعنى أن تلتزم بأداء واحد لا يتغير خال من التعابير.

هذا أسلوب أداء ربما يكون ضروريا لوحدة المعالجة والأسلوب الذى يسير وفق منهج عام أراده المخرج وخلا من مشاعر موازية.

هناك مشهد يحاول فيه الساحر الذى لا يظهر بعد ذلك، إعادة الدجاجة إلى إنسان. يقرأ عليها بوجود رجال من المدعوين، يصرخ بهم أن لا يتدخّلوا ولا أحد يتدخّل ثم ينصرف تاركا الدجاجة بين أيديهم.

الفيلم ملىء بتفاصيل هامشية لكن تستحق الاهتمام كما حال تلك الدجاجة ودورها فى الفيلم كون الزوج والدجاجة يلتقيان فى المشاهد الأخيرة. إذا كانت الروح الفعلية للزوج انتقلت إلى الدجاجة (التى ما زالت تبيض وتأكل وتتحرّك كأى دجاجة أخرى) كيف إذن قرر إشعال النار فى جسده؟

«ريش» فيلم مدروس جيّدا تبعا لرغبة المخرج فى كيفية سرده وكيفية معالجته كبعد اجتماعى ما وكحكاية غرائبية مع إبقاء معظم المشاهد بعيدة عن وجوه أصحابها وإذا اقتربت ففى الغالب هى غير واضحة وغير منفعلة. هذه قيمة جيّدة لفيلم خارج المعهود يعكس بيئة مكانية ملوّثة ومبانى مهجورة ومتسخة توازى بيئة نفسية اجتماعية قاهرة ضحيّتها امرأة كل ما ترغب به هو استمرار حياتها وحياة أولادها بزوج أو بدونه
تواجه الزوجة تحديا كونها المعيلة لأول مرة فى حياتها فهى تحت ضغط لدفع الإيجار، حيث تأخر زوجها فى الدفع، لكن اللغز الأكبر لديها هو كيف يجب أن تعامل الدجاجة، الزوجة مصممة على رعاية زوجها الدجاجة، حتى أنها تطعمه بالحبوب فى فراشها الزوجى، وربما بدأت تدرك أن الدجاج قد يكون أكثر تقديرًا من زوجها
.

فنحن هنا أمام امرأة أُجبرت على التعامل مع تداعيات خدعة سحرية انحرفت، مدعوة الآن إلى الظهور فى المقدمة والعناية بأسرتها لتأمين بقائهم على قيد الحياة، وتمر بتحول كامل فى إطار من السريالية للبعد عن حقيقة أعمق.

فى تلك الحالة العبثية تبقى الشخصيات مجهولة لإبراز حقيقة أن هذه قصة يمكن أن تحدث فى أى وقت وفى أى مكان كما أن الممثلين غير محترفين «سامى بسيونى» الزوج، دميانا نصار «الزوجة» ومعهم محمد عبدالهادى، فادى مينا فوزى، يشكلون باقة أنماط مناسبة لفيلم عن التحولات الاجتماعية وكانوا على قدر واقعية الأداء.

المخرج الذى قدم من قبل فيلم قصير بعنوان

«ما بعد افتتاح المرحاض العام فى الكيلومتر 375» يعرف بالضبط ما يجب القيام به وفق السيناريو الذى كتبه مع أحمد عامر وأن أى شىء نريده من الدجاج يمكننا تحقيقه وكأنه أراد تصوير جزء من الحياة الصعبة التى تعيشها أسرة مصرية عادية فى مواجهة هذا الموقف العبثى، ويتفاعل أفراد هذه العائلة دون تفكير حقيقى لكنهم فى الواقع عالقون باستكشافهم عن حقائق أعمق، هذه دراما تخبر الكثير عن شعور الناس تجاه أنفسهم وحياتهم ووضعهم.

يقول الزهيرى: «أعتقد أنه فى السينما عليك أن تُظهر للجمهور شيئًا لم يسبق له مثيل من قبل فى حياتهم، لكنهم بحاجة إلى رؤيته أراد تصوير جزء من الحياة الصعبة التى تعيشها أسرة مصرية عادية. فى مواجهة هذا الموقف العبثى، يتفاعل أفراد هذه العائلة دون تفكير حقيقى. لكنهم فى الواقع عالقون.

تأثر زهيرى بصُنّاع أفلام مثل يوسف شاهين، ومحمد خان، وخيرى بشارة، ويسرى نصر الله، وأسامة فوزى، وكذلك روبرت بريسون، وآكى كوريسماكى، وقد حاول بتجربته أن يجعل الجمهور يشعر بأنه جوهر قصتنا.

حافظ المخرج على الكوميديا ​​على خطة، وبينما يبدو فى البداية أنه عمل كوميدى سريالى، فإنه يتجه أيضًا إلى منطقة أكثر قتامة، مما يسمح للمرأة بالتغيير والتطور أثناء تعاملها مع وضعها الحتمى الجديد واكتشاف ما حدث بالفعل لزوجها.

 

الشروق المصرية في

17.10.2021

 
 
 
 
 

«ريش» للمخرج عمر الزهيري.. سخرية عبثية من عالم مهترئ يشبهنا

«سينماتوغراف» ـ محمد طارق

للمرة الأولى بعد فوزه بالجائزة الكبرى في أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي، عرض اليوم الأحد فيلم «ريش ـ  Feathers» للمخرج عمر الزهيري ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان الجونة بدورته الخامسة، وشهد العرض حضوراً مكثفاً لنجوم وجمهور المهرجان خصوصاً أنه يعد أول عمل مصري يحصل على جائزة متميزة عالمياً.

الزهيري الذي أنجز «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375» عام 2014 وشارك به ضمن مسابقة «سيني فونداسيون» لمدارس السينما المقامة بجانب مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان كان، يعود بفيلم يطور أسلوبه السينمائي الذي اعتمده في فيلمه القصير ليصل إلى مرحلة أكثر نضجًا، كما يختلف عن باقي صناع جيله في استخدام أسلوب العبث، الذي لم يتجه إليه المخرجون المصريون المستقلون إلا نادرًا

يعتمد الفيلم على حبكة غرائبية فضفاضة، إذ ينطلق من احتفال أسرة مصرية فقيرة بعيد ميلاد لطفل من أطفالها، ذلك الاحتفال الذي يقوم به ساحر تافه بخدعة تؤدي إلى اختفاء الأب وظهور دجاجة مكانه، لتنقلب حياة الأسرة رأسًا على عقب، يظهر الأب قبل ذلك كمدير أوحد للأسرة، مهما كانت أحلامه أو قراراته تافهة، فهو يعد الأبناء بشراء فيلا كبيرة بها حمام سباحة وطاولة بلياردو، ويحضر فسقية تزين البيت برغم تردي حالته ونقص احتياجاته الأساسية، على الجانب الآخر فالأم تبدو صامتة مطيعة لما يأمرها به الزوج، ومهمشة داخل البيت بشكل كبير

ظهور شخصيات الذكور إما يشبه الأب المتسلط الذي يجبر الجميع على سماع حكاياته عن شربه للبن من البقر الصغير مباشرة، لأن المستمعين لا يجرؤون بطبيعة الحال على الاعتراض، أو الساحر الذي ينهر الحضور حتى بعد أن حول الزوج إلى دجاجة قائلًا «محدش يتدخل في شغلي أنا عارف أنا بعمل إيه».

الصورة الثانية تتمثل في الشخص البيروقراطي الكسول الذي يستمتع بإدخال الأم في متاهات بيروقراطية لصرف معاش لها بعد اختفاء الأب، بينما تكمن الصورة الثالثة للرجال في الفيلم في الرجال ذوي القدرة على حل المشاكل، لكنهم ينتظرون ثمنًا بالطبع لقاء قوتهم ووجودهم. في مقابل ذلك كله توجد امرأة وحيدة معظم الوقت هي الأم، تنصاع لرجل تلو الآخر، فكلما سقط أحدهم حل الآخر مكانه، وكأنها دائرة مفرغة من التحكم في النساء لا تنتهي حتى وإن تغيرت أشكالها

تبدو تلك الغرائبية كجزء من عالم يصنعه الفيلم تبرر تفخيم الأشياء وجعلها كاريكاتورية للغاية، من أجل طرح شخصيات نراها يوميًا بشكل أكثر وضوحًا أو يخلع عن تلك الشخصيات غطاءها المزيف الذي تضعه في العالم الحقيقي.

فيلم الزهيري لا يتناول المرأة كتناولها في أفلام مستقلة مصرية تناولت النساء مثل «أخضر يابس» لمحمد حماد أو «الخروج للنهار» لهالة لطفي أو «نوارة» لهالة خليل. فهو يتناول الوضع بلغة بصرية تشابه لغة ألبير قصيري أو ميلان كونديرا الأدبية، تناول لا يأخذ العالم الذي تعيش فيه على محمل الجد مهما بلغت قسوته وينهي القصة بحادث عنيف آخر يصبح متسقًا متناغمًا مع السياق العام. لكن المميز في الفيلم يبقى متعلقًا بالأسلوب والعالم البصري الذي يبنيه لفيلمه وشخصياته، سواء على مستوى التصوير أو تنسيق المناظر أو المونتاج وغيرها من الخيارات السينمائية.

أول ما يلفت النظر في الفيلم بالتأكيد هي مواقع التصوير، سواء الداخلية أو الخارجية، فلا شيء جميل في هذا العالم المهترئ، شقة الأسرة على سبيل المثال تتسم بحوائط رمادية متآكلة متسخة وكذلك كل ملابس وتفاصيل الشخصيات، الجمال الوحيد الممكن رؤيته يتمثل في إعلانات التلفزيون القديم، المواقع الأخرى تشمل الأراضي المحيطة بالمصانع وغرف الموظفين في المصنع وحتى محل الهمبورجر الذي يظهر بشكل لا يقل غرائبية عن باقي الأماكن، مكان واحد يختلف عن تلك الأماكن هو قصر تخدم فيه الأم لبعض الوقت، وهو مكان فارغ به تمثال وحيد وأرضيات رخامية فخمة وحمام سباحة ضخم، عدا ذلك فكل شيء لا يتسم بأي جمال أو نظافة

إضافة إلى المواقع ذاتها، فإن التفاصيل البصرية الموضوعة بداخل تلك المواقع سرعان ما تخلق الجو العام للفيلم. فالأب يحضر في قلب البيت المتآكل الفسقية لأنها ستجعل البيت «شيك» على حد تعبيره، إضافة إلى ذلك، فصديقه الذي يبدو في مكانة مديره يدخن سيجاره من خلال فلتر ذهبي مزيف ويرتدي ساعة ذهبية ويمنح صديقه (الأب) هدية عبارة عن زجاجات ويسكي صغيرة غالبًا ما تكون مهربة، ليرسم موضعه الاجتماعي في عيد ميلاد الابن. أضف إلى ذلك ديكور عيد الميلاد، الذي يتوسط غرفة المعيشة المهترئة ويضيف إليها بلالين معلقة بالسقف، وأورج وكرة أضواء نيونية رخيصة وساحر شنطة يعمل في الأفراح وأعياد الميلاد ليبهر الناس بخدع تعادل في رداءتها كل ما يحيط به

الألوان المستخدمة في الفيلم تعزز من كل ذلك، فما بين الرمادي والأصفر والأخضر الباهت، يظهر عالم الزهيري الذي يعتمد على التجريد والتغريب، فلا اسم لشخصية ولا مكان واحد معروف يمكن الإحساس بتواصل معه، ولا وقوف عند حدث درامي مهما كانت ضخامته، استمرارية عبثية دون وجهة أو هدف. أيضًا، لا وجود لعناصر تدل على مصرية الفيلم إلا من خلال اللغة وبعض التصرفات البيروقراطية أو سطور الحوار الكليشيهية المستخدمة التي ترتبط بالواقع المصري، لكن في وقت أسبق على العالم المعاصر. فالعناصر الموجودة تشتمل على تلفزيون صغير قديم وسيارة فولكس فاجن موديل التسعينيات، والألحان الكلاسيكية لبليغ حمدي أو ألحان الثمانينيات لهاني شنودة وغيرها من الأغاني المرتبطة بزمن أقدم، هي عناصر في ذاكرة المجتمع لكنها غالبًا ما تصور كدلالة على عالم نوستالجي قديم يود الشعب العودة إلى «ذهبيته».

يكرس استخدام الحيوانات في الصورة غرائبيته الساخرة العبثية، فتحول الأب السلطوي المتحكم في حياة أسرته إلى دجاجة يدل على سقوط تلك السلطة، ووجود القرد على زجاج سيارة الصديق الأمامي وتدخله في حياة الأسرة الفاقدة للأب يعبر بشكل ما عن تعامل المجتمع بعد اختفاء «ذكر» الأسرة البالغ، والحيوانات المذبوحة والمقطعة (لم يتم إيذاء حيوانات بشكل فعلي داخل الفيلم) بيد الأم تعبر عن حالتها، إضافة إلى المدير الذي يتناول الجمبري والجرجير في أوقات العمل والتي تعزز «فحولته» كما يتخيلها، وكلاب الحراسة التي توقف كل معتد على جزء صغير من طعام المرأة الثرية صاحبة الفيلا.  

كل هذه التفاصيل تجعل العالم بعيدًا عن عالم المشاهد، وتجعله على قدر مأساويته يبدو مضحكًا غريبًا على غرار كوميديا تاتي وروي أندرسون المعروفة باسم كوميديا التهريج، التي تحيل أفظع التصرفات البشرية إلى شيء مضحك. تؤكد الكادرات الثابتة المستخدمة على مدار الفيلم مدى رتابة الزمن وسقوط الشخصيات في عالم من التيه لا وجود فيه لأهمية أو معنى. تقع الأم داخل الكادر في مساحات ضيقة محاصرة بأجساد الرجال الضخمة أو بتمثال رخامي يقف منتصبًا خلفها بينما تمسح الأرضيات، لكنها ربما تكون الشخصية الوحيدة التي يولي المخرج أهمية خاصة لوجهها إذ يضعه في لقطات مقربة على عكس باقي اللقطات التي عادة إما لقطات كاملة أو واسعة لمنظر كامل أو لتفصيلة ثانوية مثل النقود الذابلة من كثر الاستخدام أو السجائر المشتعلة في أيدي الموظفين.

فيلم «ريش» لعمر الزهيري عمل فني أصيل وطازج على السينما المصرية، يؤسس لأسلوب قلما استخدم في الأعمال السينمائية المصرية والعربية، من خلال عناصر بصرية ومواقع تصوير لم يقترب أحد إليها إلا في عوالم فنون الفيديو ليخلق منها غرائبية مثيرة تضع كل القضايا اليومية وتصورها من منظور مختلف بعيد، قد تضحك عليه في البداية، لكن مع مرور الوقت ربما تدرك مدى تشابه كل تلك السخرية مع عالمنا الذي نعيش به

 

موقع "سينماتوغراف" في

17.10.2021

 
 
 
 
 

عرض الفيلم المصري "ريش" بمهرجان الجونة الأحد المقبل

كتب علي الكشوطي

يشهد مهرجان الجونة السينمائي في الخامسة ونصف من مساء الأحد المقبل، عرض الفيلم المصري ريش بمركز الجونة للمؤتمرات، الفيلم يشارك بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، وذلك بعد فوزه بالجائزة الكبرى للدورة الـ 60 لأسبوع النقاد الدولي بمهرجان كان، وقدرها 15 ألف يورو.

فيلم "ريش" هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك فى تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، ويقدم قصة أم تعيش فى كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الزوج الذى كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيرٍ قاسٍ وعبثى.

 المخرج عمر الزهيري درس السينما في معهد السينما بالقاهرة، وعمل كمساعد مخرج مع أهم المخرجين المصريين مثل يوسف شاهين ويسري نصر الله، وأخرج فيلمه القصير الأول زفير (2011) وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وفي 2014 قدم عمر فيلمه القصير الثاني ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375.

 

اليوم السابع المصرية في

13.10.2021

 
 
 
 
 

اليوم.. عرض فيلم «ريش» في مهرجان الجونة السينمائي

كتب: سعيد خالد

تشهد فعاليات اليوم الرابع من مهرجان الجونة السينمائي الدولي، عددا كبيرا من الفعاليات، ومن المقرر عرض فيلم «ريش» بمركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، في السادسة والنصف، يسبقه سجادة حمراء في الخامسة والنصف، وشهد الفيلم اقبال كبير على شباك التذاكر.

وتشهد قاعة أوديماكس عرض فيلم «مورينا» في الثالثة والنصف، يليه برنامج للأفلام القصيرة، في السادسة والربع، مدته 105 دقيقة في سي سينما، كما ستتم إعادة عرض فيلم، كباتن الزعتري، يليه عرض فيلم «عالم آخر»، «هروب الرقيب فولكونوجوف»، مقصورة رقم 6، كوبيليا، أوستروف جزيرة مفقودة، كل شيء سار على ما يرام، فيلم قصير عن القتل، رجل وكاميرا، هذا المطر لن يتوقف أبدًا، سينما أرينا، الحياة المزدوجة لفيرونيك، نيترام.

معروف أن فيلم ريش، اخراج عمر الزهيري، انتاج مصر، فرنسا، هولندا، اليونان، مدته، 112 دقيقة، وتدور قصته في عيد ميلاد طفل بالغ من العمر 6 سنوات، وحينها تتسبب خدعة ساحر في تحول الأب المصري المتسلط سامي إلى دجاجة، الأمر الذي يدفع ذلك التحول الغامض حياة الأسرة إلى مسار سوداوي ساخر تكتشف فيه الزوجة ذاتيًا إمكانية العيش دون سلطة بطريركية، عندما يعود الأب في صورته الجديدة غير المجدية، يصبح عبئًا على الأسرة وتتحول عودته التي طال انتظارها إلى خيبة أمل كبير ونجح الفيلم في حصد الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد وجائزة فيبريسي بـ مهرجان كان 2021.

 

####

 

نجوم السينما يتسابقون لمشاهدة فيلم «ريش» خلال مهرجان الجونة

كتب: سعيد خالد

شهد عرض فيلم ريش ضمن المسابقة الرسمية للدورة الخامسة بمهرجان الجونة السينمائي الدولي إقبال جماهيري ضخم، وبحضور فنانين كثر في مقدمتهم محمد فراج،بسنت شوقي، أحمد داوود، علا رشدي، يسرا، مايان السيد،رحمة حسن، كريم قاسم، منة شلبي، إيناس الدغيدي، تامر حبيب، كريم محمود عبدالعزيز، نسرين طافش،انجي كيوان، جمال سليمان، محمد العدل، محمود الليثي، أحمد حاتم، نيقولا معوض، باسل خياط، داليا البحيري، لبلبة، خالد سليم، رانيا يوسف، ناهد السباعي، هالة صدقي،بسمة، سيد رجب،هند عبدالحليم، سلوي محمد على،خالد عبدالجليل، أسماء جلال.

فيلم «ريش» هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، ويقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الزوج الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة

هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغير قاس.

يشارك في بطولة فيلم «ريش» كل من دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبدالهادي، فادي مينا، ابوسفين نبيل، نعيم عبدالملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر جلال، عبدالله، سامية.

المخرج عمر الزهيري درس السينما في معهد السينما بالقاهرة، وعمل كمساعد مخرج مع أهم المخرجين المصريين مثل يوسف شاهين ويسري نصر الله، وأخرج فيلمه القصير الأول زفير (2011) وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي الدولي.

 

المصري اليوم في

17.10.2021

 
 
 
 
 

الريش حاضر في عرض الفيلم المصري.. وإنجي كيوان صاحبة الإطلالة الأغرب

كتب: نورهان نصرالله

اختارت عدد من النجمات مظهرا مختلفا للتواجد على السجادة الحمراء لمهرجان الجونة السينمائي، الليلة، في العرض الخاص للفيلم المصري «ريش» للمخرج عمر الزهيري، حيث اختار البعض إطلالات مزينة بالريش تتماشى مع الفيلم المعروض وكانت من بينهم الإعلامية بوسي شلبي، بالإضافة إلى زوجة الفنان اللبناني نيكولا معوض.

بوسي شلبي: «لابسة ريش عشان الفيلم المصري»

قالت الإعلامية بوسي شلبي في مقطع فيديو عبر حسابها على «إنستجرام» إنها اختارت ارتداء إطلالة باللون الأبيض، مزينة بالريش في منطقة الصدر لتكون مناسبة بحضورها عرض فيلم «ريش»، الليلة، قائلة: «أنا النهاردة لابسة ريش عشان الفيلم المصري»، بينما ظهرت زوجة نيكولا معوض وهي ترتدي فستانا قصيرا مزينا بالريش الفضي على السجادة الحمراء.

واختارت بشرى إطلالة فرعونية باللون الأبيض، حيث ارتدت فستانا مطرزا من منتصف الصدر باللون الذهبي، وذلك لتتماشى مع عرض الفيلم المصري، الليلة.

ولكن الريش لم يكن الإطلالة الأغرب على السجادة الحمراء، اليوم، حيث منح الجمهور جائزة صاحبة أغرب إطلالة للإعلامية وعارضة الأزياء إنجي كيوان، الذي ظهرت بفستان قصير مزود بغطاء للرأس، مع فتحة كبيرة في الظهر، وهو ما أثار استغراب الجميع.

 

الوطن المصرية في

17.10.2021

 
 
 
 
 

بالصور| إقبال كبير على عرض الفيلم المصري «ريش» بـ «الجونة»

محمد قناوي

حرص عدد كبير من نجوم الفن علي حضور عرض"الجالا" للفيلم المصري "ريش" الذي يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وتعد هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم "ريش" بعد فوزه بالجائزة الكبرى في أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الأخيرة حيث حضر من النجوم الفنانة يسرا والفنان شريف منير واشرف عبد الباقي وأحمد رزق الفنانة داليا البحيري ورانيا يوسف وسلوي محمد علي  وروجينا وهبة السيسي واسماءجلال  والفنان عمر الشناوي والمخرج عمر عبد العزيز ومجدي احمد علي وأحمد شفيق و السيناريست عبد الرحيم كمال والمنتج محمد حفظي وابطال الفيلم والمخرج عمر الذهيري.

ويعد "ريش" هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر وهو من وهو إنتاج مصري فرنسي هولندي يوناني مشترك، فقد شارك في انتاجه الفرنسيين جولييت لوبوتر وبيير مناهيم من خلال شركة Still Moving، بالمشاركة مع وLagoonie Film     Production  للمنتجة شاهيناز العقاد وفيلم كلينك والمنتج محمد حفظي، درك جان وارينك وكوجي نيليسين (Kepler Film)، جيورجوس كرنفاس وكونستانتينوس كنتفركيس (Heretic) وفيرونا ماير، وتتولى توزيعه في العالم العربي شركة Film Clinic Indie Distributio وتم تطوير مشروع الفيلم بدعم من جائزة baumi لتطوير السيناريو، تورينو فيلم لاب ومؤسسة  Cinefondation، ونال جائزة الأطلس لما بعد الإنتاج في ورشة الأطلس ضمن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش 2020.

وتدور قصة الفيلم حول أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه، ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الزوج الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسئولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيرٍ قاسٍ وعبثي.

ويمزج الفيلم بين الواقع والفانتازيا، إذ يتناول قصة أب يقرر إقامة عيد ميلاد ابنه الأكبر فيحضر ساحرا لتقديم بعض الفقرات المسلية للأطفال، وفي إحدى الفقرات يدخل الأب في صندوق خشبي ليتحول إلى دجاجة ومع محاولة الساحر إعادته مرة أخرى تفشل الخدعة ويبقى الأب في هيئة دجاجة.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

17.10.2021

 
 
 
 
 

عمر الزهيري: «ريش» ليس فيلمًا جماهيريًا والاختلاف والصدام حوله طبيعي

الجونة ـ «سينماتوغراف»

صرح المخرج عمر الزهيري مخرج فيلم “ريش” الحائز على جائزة النقاد بمهرجان “كان”، بأنه سعيد جدًا بالاختلاف الذي سببه فيلمه عقب عرضه ضمن المسابقة الرسمية بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة.

وقال عمر الزهيري خلال الجلسة الحوارية التي عُقدت لمناقشة فيلمه “أنا دوري أعبر عن السينما المقتنع بها وأعتقد أني عملت دوري، وطبيعي جدًا يحدث صدام واختلاف آراء، وأنا معترف أن فيلمي غير جماهيري ومن وقت إعداده وأنا على علم بأن النتيجة ستكون غير متوقعة”.

وأضاف الزهيري “أنا عمر 34 سنة ومقتنع أن الزمن هو المعيار لنجاح أي عمل فني، فأنا مثلاً ليس لدي سوشيال ميديا وكل ما لدى هو فني أطرحه علي الجمهور وغير مسئول عن الاختلاف في وجهات النظر التي تحدث بعد طرح العمل”. 

وعن ردود الأفعال المختلفة قال عمر “الاختلاف شيء إيجابي جداً، ويدل على نجاح الفيلم، ودعوني أؤكد أن هذا الفيلم مصنوع لأبناء لجيلي”. 

وعن الموسيقى التي لفتت انتباه الجمهور قال الزهيري “أتعامل مع الأفلام بحرية شديدة والموسيقى التي أعشقها تعمدت استغلالها في الفيلم مثل موسيقى عمر خورشيد أو بليغ حمدي، أو أغنيات عمرو دياب أو فايزة أحمد أو وردة”. 

وعن تأثره بفيلم كابوريا أثناء تصوير ريش قال الزهيري “الحقيقة متأثر جداً بأفلام خيري بشارة بشكل عام، فهو من المخرجين الذين لديهم حرية في التعامل مع أفلامهم، ولم يخجل من رأي فيلم له، فمثلاً قدم الطوق والأسورة ثم يقدم كابوريا وأيس كريم في جليم”. 

وأشار صاحب جائزة “كان” إلى أن المخرج يسري نصرالله أكد له أنه سيكون مخرجًا كبيرًا وناجحًا، حيث إنه عمل كمساعد له منذ كان عمره 19 سنة.

وصرح الزهيري بأنه سيتم طرح الفيلم تجاريًا في شهر ديسمبر رغم تصنيفه كفيلم مهرجانات، مشيراً إلى أنه صاحب خبرة تقينة كبيرة، حيث عمل كمساعد مخرج ومخرج إعلانات، ومع ذلك كان صعبًا  بالنسبة له أن يجد مفاجأة كل يوم التي ستخلق مشهد التصوير

وأكد الزهيري أنه تعمد اختيار الممثلين الذين ليست لديهم خبرة، لأنه أراد خلق عالم خاص وكان مهما أن يكون الممثلون ليست لهم علاقة بالكاميرا مطلقاً.

وعن إحكامه للعالم الخاص به داخل الفيلم، أكد الزهيري أنه لم يكن أمرًا صعبًا ولكنه يحتاج إلى تركيز  ولكنه ممتع، مشيراً إلى أن فريق العمل ساعده على ذلك.

 

موقع "سينماتوغراف" في

18.10.2021

 
 
 
 
 

سمية الخشاب عن «ريش»: تجربة سينمائية مميزة

كتب: سعيد خالد

حرصت النجمة سمية الخشاب على حضور السجادة الحمراء، ومشاهدة فيلم «ريش»، أمس، ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي الدولي، وظهرت سمية بفستان أسود لفت أنتباه الكثيرين، ونشرت سمية صور لها من العرض عبر حسابها الخاص على موقع الصور والفيديو انستجرام، وعلق عليها احد متابعيها وكتب«اطلالة نارية».

وأكدت سمية للمصري اليوم: «فيلم ريش عمل مهم وتجربة جديدة ومختلفة عن السينما المصرية، وحاز باشادات الكثيرين، ويعد شكل ونمط جديد لم نعتاد على مشاهدته في السنوات الاخيرة، تعبير عن السينما الشبابية الجديدة، برؤي مميزة».

وشهد عرض فيلم ريش ضمن المسابقة الرسمية للدورة الخامسة بمهرجان الجونة السينمائي الدولي إقبال جماهيري ضخم، وبحضور فنانين كثر في مقدمتهم محمد فراج،بسنت شوقي، أحمد داوود، علا رشدي، يسرا، مايان السيد،رحمة حسن، كريم قاسم، منة شلبي، إيناس الدغيدي، تامر حبيب، كريم محمود عبدالعزيز، نسرين طافش،انجي كيوان، جمال سليمان، محمد العدل، محمود الليثي، أحمد حاتم، نيقولا معوض، باسل خياط، داليا البحيري، لبلبة، خالد سليم، رانيا يوسف، ناهد السباعي، هالة صدقي،بسمة، سيد رجب،هند عبدالحليم، سلوي محمد على،خالد عبدالجليل، أسماء جلال.

فيلم «ريش» هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، ويقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الزوج الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة

هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغير قاس.

يشارك في بطولة فيلم «ريش» كل من دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبدالهادي، فادي مينا، ابوسفين نبيل، نعيم عبدالملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر جلال، عبدالله، سامية.

المخرج عمر الزهيري درس السينما في معهد السينما بالقاهرة، وعمل كمساعد مخرج مع أهم المخرجين المصريين مثل يوسف شاهين ويسري نصر الله، وأخرج فيلمه القصير الأول زفير (2011) وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي الدولي.

 

المصري اليوم في

18.10.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004