ملفات خاصة

 
 
 

فيلم «ريش».. فخر السينما المصرية

عصام زكريا

عن فيلم «ريش»..

لـ «عمر الزهيري»

   
 
 
 
 
 
 

يستحق فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيري الجوائز التي حصل عليها من مهرجان “كان” الماضي، كأفضل فيلم في مسابقة أسبوع النقاد، وجائزة لجنة تحكيم النقاد الدوليين (الفيبريسي)، فهو واحد من أفضل وأجمل وأغرب ما أنتجته قريحة السينما المصرية في السنوات الأخيرة. ولن يكون مفاجئا أن يفوز بجائزة كبرى من مهرجان “الجونة” الذي يشارك في مسابقته الرسمية حاليا.

المدينة غير الفاضلة

هذا فيلم جديد، طازج. يجمع بين الواقعية والسيريالية والكوميديا السوداء بأسلوب خاص، فريد، يدشن مولد فنان سينمائي مصري ربما يكون له شأن في السينما العالمية قريبا، إذا سار على نهجه المتميز، ملقحا إياه بمزيد من الأفكار اللامعة ومنقحا إياه بمزيد من جودة التنفيذ.

منذ اللقطة الأولى يبني الفيلم عالما قائما بذاته، يشبه الواقع أكثر من الواقع نفسه، ولكنه ليس نسخة منه. شاشة سوداء، وصوت إشعال نيران وصرخة طويلة، ثم تظهر الصورة على رجل يحترق بين مباني مصنع قديم. يشبه مصانع الأسمنت المنتشرة على النيل، والتي تبث غبارها السام على العمال والسكان والقاهرة بأكملها، ويظهر أن الرجل انتحر بإشعال النار في نفسه لسبب لن نعلمه، وغالبا له علاقة بالظروف السيئة التي تعيش فيها الشخصيات اقتصاديا وبيئيا.

لا علاقة لقصة وشخصيات الفيلم بالمشهد الأول. ولكنه مشهد مؤسس لعالم الفيلم، الشبيه بقصص نهاية العالم، أو قصص الديسيوتوبيا (المدينة غير الفاضلة)، أو أسلوب “الجروتسك” الذي يرسم الواقع بالإفراط في تشويهه. أو أسلوب الكوميديا السيريالية السوداء الذي يميز سينما أوروبا الشرقية، لكن “ريشا” ليس تقليدا لأي من هذه الأساليب، وإنما امتداد لها ببصمة مصرية خالصة.

لغة سينمائية

قصة الفيلم بسيطة: زوج وأب تقليدي يتحول، نتيجة سحر أو لعنة ما، إلى دجاجة!

سبق أن شاهدناها في مسلسل رمضاني خفيف اسمه “ربع رومي” تحول فيه بيومي فؤاد إلى خروف وعدة حيوانات أخرى. في الفن لا أهمية للقصة في حد ذاتها، ولكن المعالجة هي كل شيء. وشكسبير استمد كل مسرحياته من قصص شعبية ومسرحيات معروفة. ولننظر إلى العناصر واللغة السينمائية التي عالج بها عمر الزهيري قصته: لا يوجد ممثلون محترفون هنا، ولكنهم أناس من الواقع يتحدثون بلهجة المصريين البسطاء ولغتهم المفككة المهشمة المعتادة. لا يوجد ممثلون، ولا تمثيل، هنا، ولكنهم أناس حقيقيون خرجوا من قلب الطبقة الشعبية في مصر، يعيشون حياتهم على الشاشة.

الأماكن التي يدور فيها التصوير واقعية، بمعنى أنها تعبر تماما عن رؤية المخرج للواقع: مبان قبيحة مهدمة مطمورة في الغبار الأسمنتي الكوني، وبيوت شبيهة بالخرائب كل تفصيلة فيها تبوح بكم الفقر المدقع الذي تعيش فيه الشخصيات، وحتى البيوت الأكثر ثراء قبيحة غارقة في دماء الحيوانات والذوق الرخيص المبتذل.

الصلاحية المنتهية

كل تفصيلة هنا تعبر عن “الصلاحية المنتهية”: النقود كلها مسودة ومكرمشه من كثرة الاستعمال. أثاثات البيت متهالكة وقذرة، السرير متسخ ببقع البول والأطعمة والمراتب والمخدات تفرز أحشاءها كجثث متقنة. التليفزيون قديم تطل أسلاكه ومفاتيحه خارج جسده، الأحذية توحي بأنها سارت آلاف الكيلومترات على مدار عشرات السنين في طرق صخرية متربة. والملابس كلح لونها وتمزقت أنسجتها لا أمل في نظافتها حتى وهي خارجة للتو من الغسالة اليدوية القديمة.

التصوير والإضاءة والألوان المستخدمة، كما في أي عمل سينمائي حقيقي، أشبه بلوحة فنية تعبر في حد ذاتها عن دراما ومضمون العمل وتتكامل مع أسلوب السرد والتمثيل والحوار. الصورة في “ريش” تذكر ببعض رسوم فان جوخ الواقعية، مثل لوحتي “آكلو البطاطس” و “الحذاء” مثلا، ومن بعض لوحات جيروم بوش لنهاية العالم و “صرخة” إدوارد مونش.

تقنيات غير واقعية

يعرف عمر الزهيري بعض الأسرار النادرة في الفن، التي لا يفهمها سوى الموهوبين الحقيقيين. مثل أن التعبير الأمثل عن الواقع يحتاج إلى تقنيات غير واقعية. وأن توليد الإحساس المطلوب يأتي أحيانا عن طريق التباين والتناقض بين العناصر الفنية، وليس بالتكرار الرتيب لها. وأبرز ما يوضح ذلك هو اختياره للأغاني والموسيقى المصاحبة للمشاهد، ومعظمها من ذلك النوع الخفيف المرح الذي ساد السبعينيات. والتي يبدو أنها تتناقض مع الموضوع والصورة تماما، ولكنها على العكس تبرزهما وتشيع فيهما إحساسا هائلا بالبؤس!

رؤية المخرج

رؤية المخرج هنا ليس لها علاقة بالواقع، ولا بمكان أو زمان محددين، ولكنها رؤية شخصية، فنية. يمكن أن توجد في أي بلد وأي زمن. رؤية تتجاوز الواقع الزائل التافه، لتمتد إلى العالم بأسره، والتاريخ بأكمله. رؤية تعاطف وحنان تجاه المعذبين في الأرض. ورؤية ترثي بطريركية انتهى عمرها الافتراضي، تحول فيها الأب إلى جسد بلا روح، وروح في جسد دجاجة. عالم يتيم وبشر فقدوا عائلهم، ولكن من تحت الركام والرماد، تنهض المرأة الأم وتواصل الحياة وبث الأمل. رؤية تمجد المرأة والأمومة، وتذكرنا بمقولة الشاعر الفرنسي آراجون: “المرأة مستقبل العالم”!

 

موقع "باب مصر" في

19.10.2021

 
 
 
 
 

"ريش" ... سينما طازجة ترفض المعلبات الجاهزة

هبة محمد علي

حظيت الدورة الخامسة من مهرجان الجونة بمشاركة مصرية متميزة، لكن فيلم (ريش) احتفظ لنفسه بمكانة خاصة لدى حضور المهرجان حتى قبل عرضه، فالجميع تعلقت أعينهم بهذا الفيلم الذي حصل على أول جائزتين من نوعيهما في تاريخ الدولة المصرية من مهرجان كان، وهما جائزة أسبوع النقاد وجائزة فيبريسي بإضافة إلى جائزة أخرى من الصين حصل عليها عشية عرضه بالجونة.

الحالة نفسها حدثت من قبل في 2018 حيث كان فيلم (يوم الدين) للمخرج أبو بكر شوقي، وكان وقتها على قائمة أولويات الحضور بمهرجان الجونة أيضا، الجميع يسعى لمشاهدة الفيلم الذي أعاد اسم مصر مرة أخرى ليحلق في سماء المهرجانات العالمية، الكل يحتفي بصناع الفيلم وأبطاله، رغم كونهم جميعا وجوها غير معروفة، لكنهم كانوا نجوم الجونة في دورة تلك العام.

ظل بطل الفيلم "راضي" -المريض المتعافي من الجذام لكنه يحمل آثاره على وجهه- يلتقط الصور مع معجبيه وعلى وجهه ابتسامة تعجب كيف حوله سحر السينما من شخص بائس مريض مهمل داخل مستعمرة الجذام إلى نجم يجوب المهرجانات ويحقق فيلمه الجوائز، لم تكن موضة تسجيل المواقف عن طريق الانسحابات قد ظهرت بعد، وإلا كنا قد شاهدنا محبي هذه الموضة يغادرون القاعة ويصرون أن تلتقط له الكاميرات لحظة المغادرة!

بالطبع ليس إلزاما على أحد أيا كان أن يستكمل مشاهدة فيلما لا يروق له، والمنسحبون من استكمال مشاهدة فيلم (ريش) عددهم ليس بقليل، فالفيلم يحمل لغة سينمائية غير مستساغة، وقد تكون تسببت في إحباط البعض لكن الغريب أن يبرر أحدهم انسحابه، ويربط بينه وبين سمعة مصر، لست هنا بصدد الدفاع عن الفيلم، ولن أتطرق إلى كون الفيلم يدور في اللا زمان واللا مكان، أي أنه لم يحدد توقيت أو مكان الأحداث التي هي بالأساس تنتمي لسينما الفانتزيا، ولن أناقش منطقية ما فعله الفنان والأسباب التي جعلته يفضل القيام بذلك عن أن يجلس ويناقش صناع الفيلم الذي ينتمى إليهم بحكم مهنته، فلكل شخص قناعاته وأجندته التي يتصرف وفقا لها، وإجابات مثل تلك الأسئلة حتما ستكون عبثية.

لكن ما يشغلني حقا هو حال المتضامنين مع موقف هذا الفنان الذين قرروا طواعية أن يتبنوا موقفه، وأن يصبحوا أسرى لقناعاته، فكيف لإنسان في القرن الـ21 أن يسلم عقله لأحدهم ليعبث به بهذا الشكل الذي نتابعه على مدار اليومين الماضيين، ويصور له أن إنجازات الدولة التي يراها القاصي والداني ستتأثر بفيلم لم يقدم شيئا سوى أن جعل من أبطاله يعيشون في فقر مدقع، الأمر الذي تجاوزته كل سينما الدنيا، التي تغيرت أبجدياتها، ولم يعد بها تلك المحاذير العقيمة على الإبداع.

وفي مهرجان الجونة نفسه تشارك العديد من الأفلام التي تتحدث عن واقع مجتمعاتها بكل حرية، منها على سبيل المثال الفيلم الصيني القصير (ليلى وحدها) التي تضطر بطلته لتأجير رحمها حتى تجلب المال وتنقذ والدها المريض، ونعيش في الفيلم عالم تأجير الأرحام السري في الصين، والدوافع التى تدفع النساء لفعل ذلك، ومن السعودية تحدث فيلم (نور الشمس) عن مأساة ابن تزوجت أمه من زوج يمني فحصل على جنسية والده، وبدأ يعامل في المجتمع كمواطن درجة ثانية مما جعله يفضل الرحيل.

وفي مسابقة الأفلام الروائية تشارك روسيا بفيلم يحمل اسم (هروب الرقيب فولكونوجوف) الذي يتحدث بحرية عن ما حدث في معتقلات روسيا في زمن من الأزمنة، وغيرها من الأفلام التي يتنفس صناعها الحرية، كما تنفسها "بركات" من قبل فصنع لنا (الحرام، وأفواه وأرانب) وكما عبر عنها "عاطف الطيب" في (الحب فوق هضبة الهرم) و"إبراهيم الشقنقيري" في (أنا لا أكذب ولكني أتجمل) وغيرها من الأعمال التي مست الوجدان وعاشت حتى الآن دون أن تتهم بالإساءة إلى سمعة الوطن.

كان يستحق فيلم (ريش) أن نحتفي بإنجاز صناعه لا أن نحبطهم ونجبرهم على تقديم المعلبات الجاهزة التي تضمن لهم البقاء بعيدا عن السيل الجارف من الاتهامات، لكنني على يقين بأن محاولات "نتف الريش" لن تمنع هذا الجيل الواعي من التحليق بعيدا عن هذا العبث الحنجوري الزائف الذي يفضل أن يرى الدجاج مطهيا بالطريقة التقليدية ولا يروقه منظر الريش!!.

 

####

 

كاملة أبو ذكري عن أزمة فيلم "ريش": ارحمونا من كلمة سمعة مصر و كفاية مزايدة ونفاق

نادين يوسف

عبرت المخرجة كاملة أبو ذكرى عن رأيها في فيلم "ريش" وانسحاب عددًا من الفنانين على رأسهم شريف منير لأن الفيلم يسيء لسمعة مصر، وذلك عبر حسابها بموقع Facebook

قالت أبو ذكري "تلميذي و عزيزي المخرج الشاب عمر الزهيري مبروك علي فيلمك و أرجو من الإخوه إلي يبزايدوا بوطنيتهم يرحمونا من كلمة سمعة مصر، هو حد قال لحضراتكم إن مصر دي واحده ست بايره بتدور علي عريس، كلمة سمعة مصر دي كلمه مستفزه و تقلل من قيمة مصر عيب عليكم بقي كفايه نفاق و مزايده بإسم إن حضرتك وطني و المسئول عن حماية مصر"

تابعت قائلة " ميروك يا عمر و إفرح بنجاحك وما يهمكش من شوية منافقين عايزين يتملقوا من خلال شاب صغير في أول حياته وصدقني الكبار إلي بيخوفونا بيهم عندهم القدره علي معرفة المنافقين و المتملقين لإنهم كبار و فاهمين ما تخافش منهم و إحلم كمان و كمان إنشاء الله المستقبل قدامك"

يذكر أن فيلم "ريش" أثار جدلًا واسعًا عقب عرضه في مهرجان الجونة وقام الفنان شريف منير بمغادرة قاعة العرض موضحًا أن الفيلم يسيء لسمعة مصر

 

موقع "في الفن" في

19.10.2021

 
 
 
 
 

مصر..زلزال فيلم «ريش» يغطي على هزة أرضية بقوة 6 ريختر

سيد محمود

لم يتوقع المخرج السينمائي المصري الشاب، عمر زهيري، أن يثير أول عرض عام لفيلمه «ريش»، ضمن مهرجان الجونة السينمائي، حالة من الجدل والانقسام في أوساط السينمائيين والسياسيين، وصلت إلى حد اتهامه بـ «الإساءة لسمعة مصر».

غطت ردود الفعل على الفيلم، الزلزال الذي تعرضت له مصر، صباح الثلاثاء، شرق البحر المتوسط، وتجاوزت قوته ست درجات، على مقياس ريختر.

وشن بعض الفنانين المصريين هجومًا حادًا على الفيلم، وانسحب الممثل شريف منير، من العرض العام، أول أمس، واتهم الفيلم في أكثر من مقابلة تلفزيونية بـ«الإساءة لسمعة مصر».

وصدر بيان عن مهرجان الجونة، الذي بدأت فعالياته 14 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، للرد على الاتهامات والانتقادات الموجهة للفيلم، وأكد المهرجان أن «اختيار الفيلم للعرض جاء متسقًا مع معايير اختيار الأفلام، التي يضعها فريق عمل المهرجان».

وذكر البيان: «اختيار الفيلم للعرض جزء من الاهتمام بالشأن المصري، في المجالين الفني والثقافي عالميًا، خصوصًا وأنه على مدار 125 سنة من تاريخ السينما المصرية، لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية».

«اختيار الفيلم للعرض جزء من الاهتمام بالشأن المصري، في المجالين الفني والثقافي عالميًا، خصوصًا وأنه على مدار 125 سنة من تاريخ السينما المصرية، لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية».

بيان عن مهرجان الجونة  

كان فيلم «ريش» حصل على الجائزة الكبرى، في مسابقة أسبوع النقاد، بمهرجان كان السينمائي الدولي، العام الجاري. ويتناول قصة عائلة فقيرة، مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال، وعند احتفال العائلة بعيد ميلاد أحد الأطفال، يُحضر الأب ساحرًا لتقديم فقرات مسلية الأطفال، لكن عندما يستعين الساحر بالأب في تأدية فقرة يدخله إلى صندوق سحري ثم يتحول إلى دجاجة ويختفي الأب.

ويشكل هذا الحدث الفانتازي نقطة انطلاق للفيلم، حيث تعاني الأسرة من تردي أوضاعها عقب غياب الأم، حيث تفشل الأم في الحصول على عمل، أو معرفة مصير الأب، وتبدأ بيع منقولات شقة الزوجية للوفاء باحتياجات العائلة، إلى أن تدفع بابنها الأكبر للعمل في المصنع  بديلًا لوالده،  لسداد ديونهم وبعد أن تبدأ الأسرة في تجاوز بعض أزماتها، يظهر الأب مجددًا لكن وهو في حالة أقرب إلى العجز، مما يضاعف من أعباء العائلة.

تصعيد ورد

تصاعدت ردود الأفعال حول الفيلم، إلى درجة إصدار عضو مجلس النواب المصري، أحمد مهني، بيانًا أكد فيهأنه سيتقدم بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب، موجهًا إلى رئيس الوزراء، ووزيرة الثقافة، بشأن عرض «الفيلم المسئ لمصر». كما تقدم محامً مصري، يدعى سمير صبري، ببلاغ للنائب العام، محامي ببلاغ للنائب العام، ونيابة أمن الدولة العليا، ضد مخرج وسيناريست ومنتج الفيلم، وذلك «لإساءته للدولة المصرية والمصريين».

من جانبه، أبدى عمرو الزهيري، مخرج الفيلم، استغرابه من الاتهام مؤكدًا أن اللجنة التي منحته الجائزة في «كان»، أشادت بقدرته على تجاوز ما هو شائع في موضوعات السينما المصرية.

 

الفنار للإعلام في

19.10.2021

 
 
 
 
 

ريش” الفيلم الذي يسيء لسمعة كوكب الأرض

مصطفى الكيلاني

تجربة مشاهدة فيلم “ريش” تحتاج كما يقول إبراهيم الجارحي في فيديوهاته “مشاهدا من نوع خاص”، ولأن الحكم على فيلم مثل “ريش” لن يتأتي لأشخاص ليس لديهم خبرة مشاهدة كبيرة، فلا أظنه يسيء لمصر نهائيا، ولكنه فعليا يسيء لكوكب الأرض.

تصنيف “ريش” قد يكون أقرب للفنتازيا، وبه كوميديا سوداء من النوع الأعمق والأغمق، وصناعه بذلوا مجهودا كبيرا في إضحاكنا على الخراب الذي نراه يوميا في أنفسنا وفي ذلك العالم الذي على وشك الانهيار، فالفيلم لا يمكن أن يعبر سوى عن كوكب كامل بفساده وشهوته وأمراضه وشحوبه وتلوثه.

حياة كل أبطال فيلم “ريش” الذي عرض في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي في خرابة كبيرة ملحقة بمصنع، فأبطاله الذين جمعهم المخرج عمر الزهيري بدون أي خبرات تمثيل سابقة، يعيشون في تلك الكآبة المتجسدة في مكان لا يصح للحياة الآدمية، بدون تحديد زمان أو مكان.

لا تتحرك كاميرا عمر الزهيري، فهي دائما كادر ثابت، كالبقعة الزمنية الموحلة التي أوقعنا فيها، نري الزوج الذي فقد في لعبة ساحر أتى به لعيد ميلاد طفله، وبقي مكانه في الصندوق دجاجة بيضاء، تهتم بها الزوجة المكلومة الصامتة دائما، اعتقادا منها أن الساحر حول زوجها لدجاجة.

الزوجة تعيش في منزل عبارة أقرب للخرابة حقيقة، وكل تحركاتها في خرابات ما عدا منزل السيدة الغنية التي تولت خدمتها لسد أفواه أطفالها الثلاثة، الزوجة حين تزور الطبيب البيطري ليعالج دجاجتها كانت عيادته عبارة عن خرابة، وكذلك مكتب المصنع وقسم الشرطة وقهوة الرجال المتصابين، والمول الذي في فاترينته القذرة ملابس قديمة وداخله أدوات صحية متربة، وعيادة الصحة المختلفة قليلا في أنها خرابة على ترعة كبيرة.

يركز عمر الزهيري على التفاصيل، متعمدا صناعة حبكة مختلفة من خلال وضع تفاصيل متكررة تدعم وجهة نظره، فتفصيلة “عد الأوراق النقدية” تتكرر طوال الفيلم، مع اختيار أوراق نقد قديمة ومهترئة تماما، لتوضيح فكرة سيطرة حائز الأموال على المحتاج.

كذلك تفصيلة دخان المصنع الكثيف جدا الذي يهب من الشباك، والمتكررة عدة مرات بالفيلم، وإرضاع الطفل، والنظرة للأسفل والانكسار الدائم للأم حتى قبل غياب زوجها، ولم تتغير إلا في لحظة ابتسامة مسروقة، في قهوة الرجال، أثناء رقص أحدهم بشكل نسائي.

بعكس نظرتها، غاب انكسار المرأة في أفعالها، حين تصد صديق زوجها المتحرش، وحين تطلب من صاحب “المول” أن يتولى الدفاع عنها ضد تحرشاته، وحين تعمل من أجل قوت أطفالها، وحين تهتم بزوجها العائد بأمراض كثيرة، وحين تضربه لكي يصحو من غياب عقله، وأخيرا حين تقتله لأنه أصبح حملا تنوء به ولا تستطيع أن تعتني به وتحمي أطفالها، وبعد جريمتها تصنع الطعام وتأكل مع الأولاد بكل برود.

صناعة فيلم مثل “ريش” أظنه تطلب جرأة كبيرة من مخرجه عمر الزهيري صاحب تجربته الإخراجية الأولى لفيلم طويل، وشريكه في الكتابة أحمد عامر، مخرج وكاتب الفيلم الجرئ “بلاش تبوسني”، ولكن مع كل روعة الفكرة وتفردها، غابت عنها الروح، فإغراق الزهيري في التفاصيل أنسته جعل الشخصيات قابلة للتجسيد من البداية.

عدم تدريب الممثلين قبل التصوير، جعل بعض المشاهد تلقائية وجميلة، وبعضها الآخر مزعج للمشاهد الذي لم يقبل أن يجد تهاونا كهذا في تجسيد فكرة بغاية الأهمية مثل التي يطرحها عامر والزهيري، وأظن أن الأخير لم يتمكن من الاهتمام بالدراما قدر الاهتمام بالتفاصيل الأخرى بسبب تحوله من الإعلانات للسينما.

في النهاية، بعد مشاهدة “ريش” في الجونة محاكمة لكوكب كامل، مثقل بالآلام، لم يحدد صناعه لا زمان ولا مكان، ولو تم تنفيذه بروية أكثر لكان واحدا من أجمل أفلام السينما المصرية منذ بداية القرن الحالي.

والصورتين التاليتين لأبطال “ريش” قبل عرضه في الجونة أثناء تكريمهم من قبل وزارة الثقافة، وذلك قبل اتهام البعض بالإساءة لسمعة مصر.

 

موقع "أويما20" في

19.10.2021

 
 
 
 
 

فيلم "ريش" متهم بالإساءة لمصر.. المنتج يرد

أكد المنتج أن الفيلم من خيال المؤلف وليست له علاقة بواقع اجتماعي معين

الجونة -مصر -نادين خليفة

أثار فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري والذي عرض ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، جدلاً كبيراً، خاصة بعد انسحاب عدد من الفنانين من العرض بزعم إساءته لمصر.

وأكد الفنانون المنسحبون، وعلى رأسهم الفنان شريف منير، أن الفيلم به أحداث تسيء لسمعة مصر، إضافة لقلبه الحقائق وضعفه الفني.

إلى هذا، تروي أحداث الفيلم الذي حصل على جائزة أسبوع النقاد في مهرجان كان، حياة أسرة فقيرة تعيش في العشوائيات، وخلال عرضه في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة مساء الأحد الماضي انسحب عدد من الفنانين معتبرين أنه يسيء إلى سمعة مصر.

من خيال المؤلف

من جهته، قال منتج الفيلم محمد حفظي لـ"العربية.نت"، إن الجدل المثار مفتعل، وإن الاتهامات غير منطقية، مضيفاً أن الفيلم ليس وثائقياً عن حياة الفقراء في مصر، لكنه من خيال المؤلف وليست له علاقة بواقع اجتماعي معين بل يمكن أن يكون في أي مكان وأي زمان. وقال الناقد السينمائي أحمد سعد الدين لـ"العربية.نت" إنه يجب تقديم وتقييم الفيلم فنياً وليس سياسياً، ومن حق الفنان شريف منير أن يرفض الفيلم لكن ليس من حقه أن يتحدث عن سمعة مصر.

وأضاف أنه تم إنتاج أفلام مماثلة من قبل مثل "هي فوضى" و"حين ميسرة"، متسائلاً ولو شاهدنا هذه الأفلام الآن هل يمكن القول إنها تسيء لسمعة مصر؟

يتسق مع المعايير

في سياق متصل، أصدر مهرجان الجونة السينمائي بياناً رسمياً بخصوص الأزمة، أكد خلاله أن اختيار فيلم "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري، جاء متسقاً مع معايير اختيار الأفلام في المهرجان، وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان "كان"، وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة.

وأضاف أن الفيلم حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان "بينجياو" في الصين، كما تم اختياره ليعرض في أيام "قرطاج" السينمائية في دورتها القادمة، وقامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي. وأضافت إدارة المهرجان: ولذا كان اختيار الفيلم للعرض في مهرجان الجونة جزءا من الاهتمام بالشأن المصري، في المجالين الفني والثقافي عالميا، خصوصا أن السينما المصرية على مدار 125 عاماً لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية.

"لا يحمل إساءة"

وأشارت إلى أنه وفقا لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر مما جاء به. وأكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيداً لأنه لا يحمل أي إساءة أو ضغينة في أي من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية.

وقال إنه يدعم السينما العالمية والفن بصفة عامة، وأهمية أن يأخذ وضعه ضمن الخريطة العالمية للمهرجانات ويفتخر المهرجان أنه مهرجان مصري يقام على أرض مصر التي يكنّ لها كل الاحترام والتقدير في كل ما ينتمي للمهرجان.

وأضاف المهرجان أنه قدم على مدار 4 سنوات مضت العديد من الأنشطة في مجال تعزيز الفن السينمائي وتنشيط السياحة المصرية، وعقدت دورته الرابعة في ظروف عالمية صعبة، وذلك للتأكيد على مكانة مصر وحرص المهرجان على إبراز قدرة مصر والمصريين على تقديم مهرجانات عالمية.

 

العربية نت في

19.10.2021

 
 
 
 
 

مهرجان يدافع عن اختياراته: بيان من «الجونة السينمائي» بخصوص فيلم «ريش»

الجونة ــ «سينماتوغراف»

هي بالفعل أمر غريب ومستحدث، مهرجان سينمائي يدافع  عن اختياراته للأفلام، مما يفتح المجال على مصرعيه للتأويلات، ويدفع شهيه من يترصدون مهرجان الجونة السينمائي إلى مزيد من الشائعات والتساؤلات، هل جاء البيان لتوضيح سياسي، أم لأمر فني، وفي كلا الحالتين يكون الأمر مثير للشك والريبه، وهذه هي صيغة البيان..

قدمت فعاليات مهرجان الجونة السينمائي على مدار أربع سنوات مضت العديد من الأنشطة في مجال تعزيز الفن السينمائي وتنشيط السياحة المصرية، وعقدت دورته الرابعة فى ظروف عالمية صعبة وذلك للتأكيد على مكانة مصر وحرص المهرجان على إبراز قدرة مصر والمصريين على تقديم مهرجانات فى مستوى العالمية. ويقام المهرجان بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر وبرعاية وزارة الثقافة ووزارة الصحة ووزارة الداخلية، ما يؤكد انتماء المهرجان لمصر وولاءه لها.

ويقدر مهرجان الجونة السينمائي ويعتز بكل صناع السينما فى العالم وما يقدمون من إبداعات وتجارب سينمائية متميزة. ويقوم فريق العمل فى المهرجان باختيار الأفلام بناء على جودتها الفنية والسينمائية فقط بمعايير المهرجانات السينمائية العالمية.

وهذا العام و فى دورته الخامسة جاء اختيار فيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري، متسقا مع معايير اختيار الأفلام و ذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان “كان” وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، كما حصل بالأمس القريب على الجائزة الكبرى لمهرجان  “بينجياو” في الصين كما تم اختياره ليعرض في أيام “قرطاج” السينمائية في دورتها القادمة كما قامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي.

ولذا كان اختياره للعرض فى مهرجان الجونة جزءاً من الاهتمام بالشأن المصري في المجالين الفني والثقافي عالميا، خصوصاً وأننا على مدار 125 سنة من تاريخ السينما المصرية لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية. و وفقاً لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر من ما جاء به ويؤكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيدأ لأنه لا يحمل أية أساءة أو ضغينة فى أى من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية.

ويؤكد مهرجان الجونة أنه يدعم السينما العالمية والفن بصفة عامة وأهمية أن يأخذ وضعه ضمن خريطة العالمية للمهرجانات و يفتخر المهرجان أنه مهرجان مصرى يقام على أرض مصر التى يكن لها كل الاحترام والتقدير فى كل ما ينتمى للمهرجان.

 

موقع "سينماتوغراف" في

19.10.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004